الاخبار الاقتصادية ليوم السبت 3/9/1428هـ

[الروقي البرقاوي]

النفط يحافظ على مركزه فوق 80دولاراً للبرميل
ضبابية حجم الطلب العالمي على الطاقة تهدد مستقبل 130مليار دولار من استثمارات الأوبك



كتب - عقيل العنزي:
أبدت مصادر نفطية في منظمة الدول المصدر للنفط أوبك مخاوفها من احتمال تأثر سير الاستثمارات التي تنوي دول الأوبك توظيفها خلال الخمس سنوات القادمة والتي تصل إلى حوالي 130مليار دولار لتعزيز صناعة البترول بعوامل ضبابية حجم الطلب العالمي على النفط إذ لا توجد خارطة للطريق تبين بوضوح الحجم المتوقع للطلب على الطاقة في مختلف أنواعها.
وأشارت المصادر في تصريحات ل "الرياض" إلى أن دول المنظمة تخطط حالياً لتنفيذ ما يصل إلى 140مشروعاً في مختلف المجالات الطاقوية تهدف إلى توسيع الطاقة الإضافية للمنظمة لمواجهة أي زيادة في الطلب على الطاقة في المستقبل، كما أنها تعمل على زيادة هذه الاستثمارات إلى أكثر من 500بليون دولار حتى عام 2020م لتأمين امدادات الطاقة للدول المستهلكة وضمان استقرار السوق النفطية بما يفيد المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وعزت المصادر ارتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي إلى عدة عوامل منها العوامل المناخية والنمو الاقتصادي بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية في بعض الدول التي تقع قرب مكامن النفط، نافية عدم تأثير هذا الارتفاع على نمو الاقتصاد العالمي، مدللة بصعود المؤشرات العالمية خلال يوم أمس رغم تنامي أسعار النفط إلى ما فوق 80دولاراً للبرميل.

ولفت حزمة من المخاوف أسواق النفط العالمية من احتمال حدوث شح في الإمدادات النفطية لا سيما في ظل الاستعدادات لموسم الشتاء القادم وبعد أن تناغم إعلان الأوبك عن زيادة يعتقد أنها ضئيلة مع استمرار توقف امدادات النفط من حقل "إرسكاين" من بحر الشمال والذي تديره مجموعة "شيفرون" وكذلك تعرقل الإنتاج في نيجيريا نتيجة إلى الاضطرابات الأمنية في دلتا نهر النيجر ما أعطى انطباعا لدى المستهلكين والمضاربين من أن المصافي التي تتأهب للعمل بكامل طاقتها الإنتاجية قد تضغط على المخزونات وتمتص جميع الفائض في الأسواق البترولية الأمر الذي حرك الأسعار في وقت مبكر من التعاملات الصباحية إلى المستويات القياسية خاصة لخام ناميكس القياسي في الأسواق الأمريكية الذي صعد إلى 80.05دولاراً للبرميل.

وعزز من المسار الصاعد للأسعار بروز تقارير اقتصادية تشير إلى انخفاض إنتاج النفط في عدد من الدول المنتجة للنفط مثل العراق وأنجولا ونيجيريا نتيجة للظروف الأمنية المضطربة التي تمر بها وكذلك تأثر الإنتاج في خليج المكسيك الذي يغذي الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للطاقة بالعالم بثلث احتياجاتها من مصادر الطاقة بسبب الأعاصير التي عصفت بالمنطقة خلال الفترة الماضية. وتعد المخزونات النفطية في الدول الصناعية احد أهم العوامل التي تؤثر على مستويات الأسعار إذ ترى الدول الصناعية الكبرى أن انخفاض مستوياتها الأسبوعية يعد نذيرا بوجود شح في الامدادات تتجاوب معه الأسعار بالارتفاع ويلزم اتخاذ خطوات عملية لرفد هذا النقص من خلال فتح منافذ لتدفق النفط الخام وضمان انسيابه بصورة تتوافق مع الطلب على الطاقة في هذه الدول. ويرى بعض المراقبين أن من أسباب ارتفاع الأسعار تراجع الطاقة الفائضة لدى منظمة الأوبك التي تزود العالم بحوالي 40% من احتياجاته الطاقوية حيث أن هذه الطاقة كانت أكثر من 3ملايين برميل يومياً وقد امتصت السوق النفطية جل هذه الطاقة الاحتياطية التي تنحصر في المملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية، كما أن قرار الأوبك رفع الطاقة الإنتاجية بمقدار 500ألف برميل يومياً ربما لا يحدث تأثيراً يذكر في خفض الأسعار فالمنظمة مثلا تستهدف سقف 27.5مليون برميل يومياً بينما هناك تقارير تشير إلى أنها تنتج حالياً أكثر من 30مليون برميل يومياً وبالتالي فهي لا تتحكم بمسار أسعار النفط وإنما العوامل المهمة في تحريك مسارات الأسعار هي قوة السوق والظروف الأمنية والسياسية والمناخية.

وكان خام برنت القياسي قد هبط أمس إلى 77.30دولاراً للبرميل متأثراً بقلة الطلب في الأسواق الأوروبية فيما ارتفع خام وست تكساس إلى 80.10دولاراً وزاد سعر وقود الجازولين إلى 2.21دولار للجالون، كما صعد سعر الغاز الطبيعي إلى 6.12دولارات لكل ألف قدم مكعب.