[الروقي البرقاوي]

«شظايا» أزمة الرهن العقاري تصيب الإسترليني

الهبوط الحاد لأسهم «نورذرن روك» يلقي بظلاله على أسواق المال


أزمة السيولة تظهر من خلال طابور طويل للمودعين امام احد فروع مؤسسة «نورذرن روك» في فرع بروملي في جنوب شرق العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)

لندن: «الشرق الأوسط»
أصابت شظايا تداعيات ازمة الرهن العقاري الاميركي المحيط هذه المرة العملة البريطانية حيث انخفض امس سعر صرف الجنيه الاسترليني الى أدنى مستوى منذ 14 شهرا مقابل اليورو الاوروبي تحت وطأة أنباء بان مؤسسة بريطانية رئيسية للاقراض العقاري أصبحت من ضحايا الازمة الائتمانية التي أثارتها مشاكل قطاع الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
وقال وزير المالية البريطاني امس انه خول بنك انجلترا المركزي تقديم مبلغ لم يحدده كدعم مالي لمؤسسة «نورذرن روك» التي كانت أكبر مؤسسة للاقراض العقاري في بريطانيا في النصف الاول من العام الحالي.

ويثير سقوط الشركة ضحية للمشاكل الائتمانية مخاوف من أثر هذه الازمة على الاقتصاد البريطاني ككل ويعزز التوقعات بأن أسعار الفائدة البريطانية قد لا ترتفع عن مستواها الحالي.

وانخفض الجنيه الاسترليني 0.14 في المائة الى 2.0192 دولار ليسجل أقل مستوى منذ نحو أسبوع. وارتفع اليورو الاوروبي ربع نقطة مئوية الى 68.79 بنس ليسجل أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) عام 2006.

وانخفض الدولار الاميركي مقابل اليورو والين امس بعد أظهرت بيانات أن مبيعات التجزئة الاميركية في أغسطس (اب) ارتفعت بمعدل أبطأ من المتوقع مما يدعم التوقعات بخفض الفائدة في الاسبوع المقبل.

وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة بنسبة 0.2 في المائة الى 1.3891 دولار من 1.3880 دولار قبل صدور التقرير. وأمام الين انخفض الدولار 0.6 في المائة الى 114.38 ين من 114.85 ين في وقت سابق، وأظهر تقرير حكومي امس أن مبيعات التجزئة الاميركية ارتفعت بنسبة أقل من المتوقع بلغت 0.3 في المائة في أغسطس الماضي وانها سجلت أكبر انخفاض منذ عام عند استبعاد مبيعات السيارات.

وقالت وزارة التجارة ان انخفاض مبيعات التجزئة بلغ 0.4 في المائة الشهر الماضي عند استبعاد مبيعات السيارات وأجزائها فيما يمثل أكبر انخفاض منذ سبتمبر (ايلول) عام 2006.

وتزايدت المخاوف من تداعيات أزمة سوق الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة بفعل أنباء بأن مؤسسة «نورذرن روك» للاقراض العقاري في بريطانيا أصبحت أحدث ضحية لمشاكل قلة السيولة.

ومازالت مشاكل الدولار هي المحور الرئيسي بعد أن هوت العملة الى مستويات قياسية مقابل اليورو هذا الاسبوع بفعل توقعات واسعة النطاق بان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) سيخفض أسعار الفائدة الاسبوع المقبل لدعم الاقتصاد.

وكان الدولار قد انخفض بشدة امس بعد أن أظهرت بيانات رسمية انكماشا غير متوقع في سوق العمل خلال أغسطس الماضي.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية أنهت الأسهم اليابانية تعاملات امس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع كبير مدعومة بتراجع قيمة الين أمام الدولار ومكاسب الأسهم الأميركية في تعاملات بورصة وول ستريت بنيويورك اول من أمس.

وصعدت الاسهم اليابانية في نهاية جلسة المعاملات وزاد مؤشر نيكي 225 الرئيسي بنسبة 1.94 في المائة ليسجل أعلى مستوى اغلاق منذ السادس من سبتمبر.

وجاء صعود الاسهم بفضل ارتفاع اسهم شركات التصدير مثل سوني كورب تويوتا موتور وكانون لانخفاض الين الياباني واقبال نشط على الشراء في المعاملات الاجلة. وارتفع مؤشر نيكي القياسي 306.23 نقطة أي بنسبة 1.94 في المائة الى 16127.42 نقطة فيما زاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.43 في المائة الى 1544.71 نقطة.

والقت ازمة «نورذرن روك» بظلالها ايضا على الاسهم الاوروبية، فقد واصلت الاسهم الاوروبية تراجعها في المعاملات الصباحية امس بفعل مخاوف جديدة بشأن تمويل البنوك بعد أن طلبت مؤسسة «نورذرن روك» للاقراض العقاري في بريطانيا الحصول على تمويل طارئ من بنك انجلترا المركزي وقالت انها تمر بمشاكل ستؤثر على الارباح.

وهوى سهم «نورذرن روك» 29 في المائة بعد أن أصبح أكبر ضحية في بريطانيا للمشاكل الائتمانية التي أثارتها أزمة قطاع الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.

وتصدر قطاع البنوك قائمة الهبوط وتراجعت أسهم «اتش.بي.أو.اس» ثلاثة في المائة وسهم «بي.ان.بي. باريبا» 2.1 في المائة و«باركليز» 3.1 في المائة، وخفضت شركات سمسرة السعر المستهدف لسهم «نورذرن روك» بشدة.

وانخفض مؤشر يورفرست 300 لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 1.1 في المائة الى 1506.4 نقطة ليسجل أدنى مستويات امس بعد ارتفاعه ما يقرب من ثلاثة في المائة في جلسات التداول الثلاث السابقة.

من جهة أخرى، انخفضت أسعار الاسهم الاميركية في بداية التعاملات امس بعد أن ظهرت تداعيات جديدة لمشاكل قطاع الرهن العقاري الاميركي في أوروبا في حين أظهرت بيانات أن مبيعات التجزئة الاميركية باستثناء السيارات انخفضت على غير المتوقع الشهر الماضي.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 82.91 نقطة أي 0.62 في المائة الى 13341.97 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 8.13 نقطة أي 0.55 في المائة الى 1475.82 وانخفض مؤشر ناسداك المجمع 19.88 نقطة أي بنسبة 0.76 في المائة الى 2581.18 نقطة.