![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() العلاقات الأسرية مقدم إلى اليوم الدراسي بعنوان: (المعالجات الشرعية والحقوقية والتربوية للمشاكل الأسرية) الذي تعقده كلية الشريعة والقانون إعداد أ.د. ماهر حامد الحولي عميد كلية الشريعة والقانون الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429هـ 15 إبريل 2008م · مقدمة: لقد وضع الإسلام منهجاً قويماً لبناء الأسرة المسلمة وأقام سياجاً منيعاً لحماية تلك الأسرة من عوامل الضعف والتفكك، واليوم الأسرة المسلمة في عصرنا الحاضر تعاني من كثير من عوامل تفكك الترابط الأسري وكثير من الأخطار التي تهددها وقد تعصف بكثير من الأسر، فما هي الأسس التي وضعها الإسلام لبناء علاقات أسرية سليمة صحيحة وكيف نحمي الأسرة المسلمة المعاصرة اليوم من تلك الأخطار، هذا ما سنحاول إلقاء الضوء في هذا البحث إن شاء الله. ذلك أن الأسرة هي النواة الأولى واللبنة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي وبناء الحياة الإسلامية، الأسرة هي أساس المجتمع وفي ظلال الأسرة يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الصالحة، مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة ويتعلم الناس التعاون على الخير وعلى البر في ظل الأسرة، ولذلك أول أساس بنى عليه الإسلام الأسرة يبدأ بحسن الاختيار، كيف يختار الرجل الزوجة الصالحة وكيف تختار المرأة وأولياؤها معها الزوج الصالح، أول أساس هو هذا، الناس يخطئون حين يسيئون الاختيار، فالرجل حينما يريد أن يتزوج يبحث مثلاً عن المال أو عن النسب أو عن الحسب، لا مانع أن يبحث عن هذا، إنما ينبغي أن يكون نصب عينيه الدين والصلاح، ولذلك جاء في الحديث الصحيح "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"(1) وجاء "تُنكح المرأة لأربع لحسبها ولمالها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"(2) صحيح أن الواحد ممكن أن يبحث عن الجمال وعن المال والحسب والنسب، إنما اظفر بذات الدين هذه هي الكنـز العظيم، هذا أول ما ينبغي للمرء أن يبحث عنه المرأة الصالحة، وخصوصاً أن هذه المرأة ستورِّث أبناءها منها، بحكم الوراثة وبحكم البيئة والتربية، ولذلك جاء في الحديث الآخر "تخيروا لنطفكم فإن العرق دسَّاس"(3) أو إن "العرق نزَّاع" وفي الشعر العربي يقول الأب لأولاده: فهو يقول لهم أنني أول شيء أحسنت إليكم به أنني اخترت لكم أماً صالحة، هذا عمل عظيم، أول ما يمن به الإنسان على أولاده أنا اخترت لكم الأم، فهذه من ناحية الرجل كيف يختار الزوجة الصالحة التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر وتحفظه إذا غاب {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}(4) فهناك امرأة تكون نعمة وأخرى تكون مصيبة ونقمة، إذا دخلت عليها سبَّتك، وإذا غبت عنها خانتك والعياذ بالله فهذا أول شيء، ومن ناحية المرأة يجب أن تختار أيضاً الرجل الصالح والزوج الصالح وكذلك أوليائها معها يشاركونها في هذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"(5) زوِّجوا الرجل ذا الدين، وكما قال بعض السلف "إذا زوَّجت ابنتك فزوجها ذا دين، إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها" حتى في حالة البغض لا يظلمها لأنه يخاف الله، والذي يخاف الله لا تخشى منه، فزوِّجها ذا دين، ولذلك قال الشعبي وهو من أئمة التابعين: "من زوَّج ابنته من فاسق فقد قطع رحمها". فهذا أول أساس من الأسس التي تقوم عليها الأسرة المسلمة، أن يحسن الإنسان الاختيار وبعد ذلك ينبغي أن تبدأ الحياة الأسرية بالتيسير لا بالتعسير، الناس يعسِّرون ما يسَّر الله عز وجل، ويصعِّبون ما سهَّله الشرع، ويعقِّدون الأمر البسيط، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "خير نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً"(6) ونحن نغالي في المهور ونغالي في الولائم ونغالي في التأثيث، ونعسِّر على أنفسنا، فيترتب على ذلك أن يصبح الزواج عبئاً لا يقدر عليه إلا أصحاب الأموال، والشاب العادي الذي يبدأ سلم الحياة من جديد لا يقدر على هذا، مَن الذي ألزم الناس بهذا؟ الناس ألزموا أنفسهم ما لا يلزمهم الله به، كان الزواج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة وفي عهد السلف أمراً سهلاً، الآن لم يعد أمراً سهلاً، النبي عليه الصلاة والسلام زوَّج فاطمة رضي الله عنها أحب بناته إليه زوَّجها من عليّ بن أبي طالب ماذا أمهرها عليّ؟ ماذا دفع مهراً لها؟، دفع لها درعاً، درعه وكان اسمه درع الحطمية، بالله عليك ماذا تفعل المرأة بالدرع هل تحارب به؟ إنما هي شيء رمزي، وماذا كان جهاز فاطمة وأثاثها كان أشياء بسيطة، رحى وأشياء أخرى بسيطة، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فالمهر يجب أن يكون سهلاً، والوليمة تكون على حسب قدرة الشخص، الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف: "أولم لو بشاة"(7) لأن عبد الرحمن بن عوف تاجر وربنا فتح عليه، إنما لو واحد لا يستطيع أن يذبح شاة فليذبح بطة أو دجاجة أو يشتري كم رطل لحمة، فنحن الآن نبدأ الحياة الزوجية بأن الإنسان لا يقدر على هذه الأشياء فيستدين، فيدخل الحياة الزوجية وهو مدين والدين هم بالليل ومذلة بالنهار، لماذا نرهق أنفسنا والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، ثم من ناحية أخرى ينبغي أن تبدأ الحياة الزوجية بتبادل الحقوق والواجبات، الحياة الزوجية حقوق متبادلة وواجبات متبادلة على كل من الزوج والزوجة. حماية الإسلام للأسرة: 1. اهتم الإسلام بحماية الأسرة من آفات الفساد والهدم، وأقام سداً يعصمها من البوار والتلف، وحماية الأسرة في الأصل من واجبات راعيها، الذي عليه أن يدفع عنها السوء، وأن يقيها المهالك والشرور.عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )(8) على الرجل أن يستيقظ لأعبائه، فيحد بصره ويرهف سمعه ولا يغفل، ويتلمح عواقب الأمور، فلا يتهاون ولا يعبث، ولا يدع بيته تجتاحه الرياح اللوافح والعواصف المدمرة. عليه أن يرعى زوجته، فلا يذرها تنحرف وهو شاهد، ولا تعبث وهو لاهٍ ساهٍ ولا يملي لها حتى تلج ميادين الشر وساحات الهدم، بل لا بد من وعي الرقابة وحسن القيادة وتأمين الطريق، والمبادرة قبل استفحال الخطر واستمكان الداء. وعليه أن يحسن قيادة ذريته، وأن يتحرى في تنشئتهم مناهج الاستقامة وخصائص الفطرة، وأن يحميهم من مفاسد البيئة وأمراضها، وأن يزودهم بطاقات التحمل والكفاح ويجهزهم بأسلحة النضال والفوز وأن يكون قدوة لهم في السلوك والاتجاه. ثم راعى الإسلام حماية الأسرة من خارج ... حمايتها من جراثيم البيئة وعدواها، وحجب أفرادها من التعرض للإغراء والاختطاف، حتى لا تتصدع الأسرة وتنهار. فالزوجة يمنع الإسلام عنها تيار الفتنة والاجتناب، فينهى عن إفسادها، وتحريضها على زوجها، وتأميلها بحياةٍ أرغد وعيش أهنأ. فإن فاعل ذلك شرير ملعون. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا ) (9) أي أفسدها عليه. وهذا إيصاد لباب واسع يجلب للأسرة الشقاء والتعاسة والخراب، حيث تتعرض الزوجة لدعوات الإغراء وتتطلع إلى إلحاح الفتنة، فتندفع لهدم بيتها وتنخدع بالأماني والأحلام الكاذبة. وفي سبيل ذلك يمنع عنها أسباب الغواية، ويطفئ مبادئ الشرور(10) . الأسرة الصالحة المؤسسة الأولى للإنسانية(11) وجوب تنظيم الأسرة وضبطها من البداية حتى النهاية: حرص التشريع الإسلامي على تنظيم مؤسسة الأسرة؛ وضبط الأمور فيها، وتوزيع الاختصاصات، وتحديد الواجبات، وبيان الإجراءات التي تتخذ لضبط أمور هذه المؤسسة؛ والمحافظة عليها من زعازع الأهواء والخلافات؛ واتقاء عناصر التهديم فيها والتدمير، جهد المستطاع: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}(12) وهنا نبين بيان مجمل لنظرة الإسلام إلى مؤسسة الأسرة، ومنهجه في بنائها والمحافظة عليها، وأهدافه منها ... بيان مجمل بقدر الإمكان: إن الذي خلق هذا الإنسان جعل من فطرته "الزوجية" شأنه شأن كل شيء في هذا الوجود: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(13) ثم شاء أن يجعل الزوجين في الإنسان شطرين للنفس الواحدة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}(14) وأراد بالتقاء شطري النفس الواحدة –بعد ذلك- فيما أراد، أن يكون هذا اللقاء سكناً للنفس، وهدوءاً للعصب، وطمأنينة للروح، وراحة للجسد ... ثم ستراً وإحصاناً وصيانةً ... ثم مزرعة للنسل وامتداد الحياة مع ترقيها المستمر، في رعاية المحضن الساكن الهادئ المطمئن المستور المصون: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}(15) ، {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ(16){ ، {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ}(17)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}(18)،{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}(19). ومن تساوي شطري النفس الواحدة في موقفهما من الله، ومن تكريمه للإنسان، كان ذلك التكريم للمرأة، وتلك المساواة في حقوق الأجر والثواب عند الله، وفي حقوق التملك والإرث، وفي استقلال الشخصية المدنية. ومن أهمية التقاء شطري النفس الواحدة، لإنشاء مؤسسة الأسرة ومن ضخامة تبعة هذه المؤسسة أولاً: في توفير السكن والطمأنينة والستر والإحصان للنفس بشطريها. وثانياً: في إمداد المجتمع الإنساني بعوامل الامتداد والترقي ... كانت تلك التنظيمات الدقيقة المحكمة التي تتناول كل جزئية من شؤون هذه المؤسسة وقد احتوت سورة النساء جانباً من هذه التنظيمات، كما احتوت سورة البقرة جانباً آخر. واحتوت سور أخرى من القرآن، وعلى الأخص سورة النور في الجزء الثامن عشر وسورة الأحزاب في الجزئين الحادي والعشرين والثاني والعشرين وسورة الطلاق وسورة التحريم في الجزء الثامن والعشرين ... ومواضع أخرى متفرقة في السور، جوانب أخرى تؤلف دستوراً كاملاً شاملاً دقيقاً لنظام هذه المؤسسة الإنسانية؛ وتدل بكثرتها وتنوعها ودقتها وشمولها، على مدى الأهمية التي يعقدها المنهج الإسلامي للحياة الإنسانية على مؤسسة الأسرة الخطيرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه مسلم , كتاب الرضاع , باب خير متاع الدنيا (2/1090) (2) صحيح الترغيب والترهيب , كتاب النكاح وما يتعلق به , باب الترغيب في غض البصر والترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسهل (2/193) (3)تخريج أحاديث الإحياء , كتاب آداب النكاح , باب ما يراعي حالة العقد (2/42) (4)سورة النساء , الآية (34) (5)نيل الأوطار , كتاب النكاح , باب ما جاء في الكفاءة في النكاح (6/188) (6)كنز العمال , الباب الثالث , في آداب النكاح (16/320) (7)أخرجه مسلم , كتاب النكاح , باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد وغير ذلك من قليل (2/1042) (8)أخرجه البخاري كتاب النكاح / بَاب{ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } (9/291) حديث رقم (5188) مع الفتح لابن حجر، ومسلم كتاب الإمارة باب فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَالنَّهْيِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ (6/452) حديث رقم (1829) مع شرح للنووي . (9)أخرجه أبو داود كِتَاب الطَّلَاقِ / بَاب فِيمَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا (330) حديث رقم (2175) (10) (11) (12)سورة النساء , الآية (35) (13)سورة الذاريات , الآية (49) (14)سورة النساء , الآية (1) (15)سورة الروم , الآية (21) (16)سورة البقرة , الآية (187) (17)سورة البقرة , الآية (243) (18)سورة التحريم , الآية (6) (19)سورة الطور , الآية (21) يتبع/2 |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |