الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > منتديات قبيلة عتيبة - الهيلا > أنساب قبيلة عتيبة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 27-Nov-2007, 08:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ممدوح الروقي
عضو ماسي

الصورة الرمزية ممدوح الروقي

إحصائية العضو






التوقيت


ممدوح الروقي غير متواجد حالياً

Wink خنذف وشبابه معناها ومتى نشات ومايندرج تحتها

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيـن....أما بعد

أتيت بالموضوع بعد البحث لفتره طويله لكي أصل إلى اكثر المراجع اتفاقاً
على هذين الحلفين والأقرب إلى الصواب

ولنبدء بتعريف معنى خنذف وشبابه:



يقصد بخنذف
في اللغه هو مصطلح لأحد صفات الخيل
والدارج بين قبائل الجزيره العربيه ان خنذف هو وروك الجمل لثقله ولقوة الحمل ولعل المثل الشعبي الدارج يقول ماللحمول إلا جملها


ويقصد بشبابه
سنام الجمل لبروزه وثقله أيضاً وشبابه أيضاً تشتق من الجمله الدارجه عندما تأتي أحد الأصدقاء ويقول لك عندي شبب معترض وانت من اهله

متى نشأت هذه الأحلاف :
في أواخر القرن الرابع الهجري ، قامت دولة الأشراف الحسينيين في مكة ، وكان مؤسسها ـ الحسن بن قتادة بن إدريس …ينتهي نسبه في الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما.

وقد كان من أكبر العقبات التي واجهتها هذه الأمارة هي ، قبائل هوازن العدنانية في ذلك الوقت ، وكان عماد تلك القبائل وقوتها في بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ـ تلك القبائل كانت دائمة التمرد على شريف مكة ، الذي استعان عليها بمناوئيها الأقربون .. وبذا تشكل حلف
( خندف ) من قبائل ارتضت إمارة أشراف مكة ودخلت معها في حروبها ضد هوازن وبالمقابل استعانت هوازن بالقبائل القريبة منها في
الديار أولا ـ مثل بني مالك وبالحارث وزهران ـ حيث كانت أغلب هذه القبائل متجاورة في الديار ، وانضمت إليها فيما بعد قبائل شمال مكة وجنوب المدينة ، من حرب وعنزة( قبل رحيلها من خيبر إلى الشام وأطراف العراق ) . وقد كان من نتائج هذه الحرب الضروس ـ هزيمة بني هلال وأحلافها ، ورحيلها في أول الأمر الى ( نجد ) يصحبها عدد من قبائل قيس عيلان ، مثل : زعب .. السهول .. بنوعقيل ( الذين كان منهم بني خالد فيما بعد ) ـ
ثم كانت هجرتهم الشهيره الى المغرب . ومن الجدير باالذكر ـ أن هذين الحلفين لم يستمرا بنفس القوه والمواصلة في النصرة وقت الأزمات ، وقد أستعاد هذين الحلفين مكانتهما أخر مره في معركة ـ بسل ـ الشهيرة ، التي خاضتها القوات السعودية ضد قوات طوسون باشا ، سنة 1230 هجرية . إذ كانت رايات القبائل حسب أحلافها . والحلفين لم يقوما على أساس القرابة في النسب إطلاقا ، إذ أغلب قبائل الحلفين غير متجانسة في الأنساب دليل ذلك : دخول (غامد) في خندف بينما ( زهران ) في شبابة ، وكما نعلم فان غامد وزهران أخوه في النسب .

أما شبابة ـ فهي مجموعة قبائل اشتهرت بها قبائل ـ زهران ، وبجيله ، وعدوان ، وسعد بن بكر ـ اذ كان في كل واحده من هذه القبائل فخذآ يدعى شبابه ، وهناك سراة تدعى سراة شبابه ـ لم يعد لها اليوم وجود ، وهي من ضمن ديار بني مالك.

وينقسم هذين الحلفين إلى قبائل دعونا نتعرف عليها :
خنذف هي
جهينه
مطير
بلي
سليم
البقوم
ثقيف
هذيل
غامد
قحطان
سبيع

شبابه وهي

عتيبه
حرب
زهران
بالحارث

هذا والله اعلم















رد مع اقتباس
غير مقروء 27-Nov-2007, 08:23 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
:: الغــربــي ::
عضو فضي

الصورة الرمزية :: الغــربــي ::

إحصائية العضو





التوقيت


:: الغــربــي :: غير متواجد حالياً

افتراضي

لاهــــنت يـــالـــغالـــــي عـــلـــى

الـــمـــوضـــــوع الرائـــــع وبــيـــض

اللــــه وجــــهـــكـ عــــلــــى نـــقـــل

الــــمـــوضــــوع للـــمـــنـــتـــدى

ونــــحـــن فــــي أنـــتـــضـــار جـــديـــدكـ

وابــــداعــــاتـــــكـ مــــعــــنا فــــي الــمنتدى






تــــقـــبل خـــالـــص مـــروري

:: الغربي ::















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Nov-2007, 12:38 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عتيبة عزم وهيبة
عضو نشيط

الصورة الرمزية عتيبة عزم وهيبة

إحصائية العضو





التوقيت


عتيبة عزم وهيبة غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
في أواخر القرن الرابع الهجري ، قامت دولة الأشراف الحسينيين في مكة ، وكان مؤسسها ـ الحسن بن قتادة بن إدريس …ينتهي نسبه في الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما.

وبذا تشكل حلف
( خندف ) من قبائل ارتضت إمارة أشراف مكة ودخلت معها في حروبها ضد هوازن وبالمقابل استعانت هوازن بالقبائل القريبة منها في
الديار أولا ـ مثل بني مالك وبالحارث وزهران ـ حيث كانت أغلب هذه القبائل متجاورة في الديار ، وانضمت إليها فيما بعد قبائل شمال مكة وجنوب المدينة ، من حرب وعنزة( قبل رحيلها من خيبر إلى الشام وأطراف العراق ) . وقد كان من نتائج هذه الحرب الضروس ـ هزيمة بني هلال وأحلافها ، ورحيلها في أول الأمر الى ( نجد ) يصحبها عدد من قبائل قيس عيلان ، مثل : زعب .. السهول .. بنوعقيل ( الذين كان منهم

أخوي ممدوح وشلونك

ممكن أخوي تحيلني على هذا المصدر اللي جبته في القرن الرابع الهجري ودي بعد تبين لنا هل قبايل الحرث وزهران وبني مالك موجوده في هذه المصدر بعدين وين قبيلة حرب وقحطان وغيرها من أهل الحلف الشبابي ؟

بس للمعلومية اللي أعرفة أن حلف شبابة قريب جداً من عهدنا وهو كما ذكرت بقولك هذا الاتي

اقتباس:
وقد أستعاد هذين الحلفين مكانتهما أخر مره في معركة ـ بسل ـ الشهيرة ، التي خاضتها القوات السعودية ضد قوات طوسون باشا ، سنة 1230 هجرية . إذ كانت رايات القبائل حسب أحلافها . والحلفين لم يقوما على أساس القرابة في النسب إطلاقا ، إذ أغلب قبائل الحلفين غير متجانسة في الأنساب دليل ذلك : دخول (غامد) في خندف بينما ( زهران ) في شبابة ، وكما نعلم فان غامد وزهران أخوه في النسب .
انا في انتظار المصدر اللي استشهدت به في القرن الرابع الهجري ؟؟؟















آخر تعديل عتيبة عزم وهيبة يوم 28-Nov-2007 في 12:40 AM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Nov-2007, 01:43 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو عتيبي
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ابو عتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

اسبيع من هووازن ووش وداه خنذذف تاكد















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Nov-2007, 04:51 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جبل النور
عضو فضي
إحصائية العضو





التوقيت


جبل النور غير متواجد حالياً

افتراضي

ما قصرت اخوي ممدوح

الله يعطيك العافيه















رد مع اقتباس
غير مقروء 30-Nov-2007, 06:15 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
striker
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


striker غير متواجد حالياً

افتراضي

شبابه وخندف(مجموعة أبحاث)


________________________________________
أنقل لكم أبحاث عن شبابه وخندف أرى انها مفيده لانها تحوي ماده علميه جيده وأستند فيها للعديد من المصادرالتي تفيد المهتمين والباحثين بهذا الموضوع وأمل ان تنال أستحسانكم
البحث الاول :
تحقيق بلاد ونسب بني شبابة (1)
أ. تركي بن مطلق القداح العتيبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم. أما بعد:
فمما لا شك فيه أنّ لكل قبيلة ديارًا، وبلادًا تستقرّ فيها، وتتوسع تلك البلاد أو تتقلّص حسب قوة القبيلة أو ضعفها، وما يترتب على ذلك من ظروف وعوامل سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك. وتزخر كتب البلدانيات والأنساب بذِكر وتحديد بلاد هذه القبائل القديمة مثل: كتاب أبي زيد البلخي، وابن الكلبي، وعرام السلمي، والهمداني، ولغدة الأصفهاني، والهجري، والأصطخري، والإدريسي، والبكري، وياقوت الحموي، وغيرهم ممن سنذكره في هذا البحث إن شاء الله.
وحديثي هنا عن واحدة من أعرق هذه القبائل وأهمها وهي بلاد بني شبابة من القرن الأول وحتى القرن العاشر الهجري في ضوء ما اطلعت عليه في المصادر الجغرافية والتاريخية، كما سأوضح نسبها من واقع النصوص المدوّنة قديمًا في كتب النسب والتاريخ القديمة، حيث إنّ هذه القبيلة العريقة لم تعط حقها من البحث والدراسة مثل ما أعطيت بقية قبائل العرب. وقد سعيت جادًّا منذ سنوات في جمع النصوص من بطون المصادر والمراجع القديمة، والبحث عن كل ما يخص هذه القبيلة الكريمة حتى توفرت لديّ بعض هذه النصوص الواضحة في بيان نسبها وبلادها القديمة، وقد اكتفيت بهذه لوضوحها؛ وقد قيل: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق(1).
وأودّ أن ألفت نظر أخي القارئ الكريم إلى أنّ بني شبابة هي قبيلة في الزمن القديم، وليست حلفًا؛ وذلك قبل أن يطغى اسمها على مجموعة من القبائل المتحالفة والمختلفة النسب؛ لكي تمثّل حلف شبابة المعروف، ويصبح اسمها كما قال الشيخ الجاسر، رحمه الله: "كلمة اعتزاء وشعار يشمل قبائل كثيرة مختلفة النسب، متباينة المنازل"(2).
ولابد لي في هذه المقدمة القصيرة أن أشير إلى نظرة علاّمة الجزيرة شيخنا الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- الذي أدرك بنظرته الثاقبة: أنّ شبابة في الأصل هو اسم يخص قبيلة ثم أصبح شعارًا يشمل قبائل كثيرة، كما قال، فإنّ هذا القول مما يحسب لشيخنا النسابة -رحمه الله- وهذا ما سنشير إليه في هذا البحث المختصر والذي لا يخرج عن نصوص العلماء والمؤرخين. وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بلاد ونسب شبابة
شبابة، وواحدهم شبابي، قبيلة عدنانية من أعرق القبائل العربية، وقد طغى اسمها منذ عهد ليس بالقريب على قبائل كثيرة جمعها التحالف، ويقابل هذا الحلف حلف آخر طغى عليه اسم خندف.
قال الزركلي عن قبائل الطائف ومنها شبابة: "وفي العارفين بالأنساب من يرجع بهذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف. وهم شبابة وخندف فإذا قيل شبابة اندمجت بها عتيبة كلها وزيدت قبائل أخر لم تكن تنتسب إلى عتيبة ولا ثقيف وهي من سكان ديار الطائف، وإذا قيل خندف، أضفنا إلى عتيبة القبائل الآتية لتكوِّن منها جميعها شبابة: بني الحارث، بني سعد وهم رؤوس شبابة وحرب، وقحطان وهم أقدم قبائلهم"(3)، وإذا قيل خندف زيدت قبائل أخرى(4).
وقد وهم الزركلي عندما فرّق بين عتيبة وبني سعد وهي قبيلة واحدة وهذا ما سيتضح معنا في هذا البحث(5) إلا أننا أخذنا بنص الزركلي؛ لأنني رأيت بعض الرواة يخلطون في توزيع القبائل التي تدخل في حلفي شبابة وخندف؛ لذا اعتمدت على نص الزركلي لتقدّمه وتثبّته، وليس صحيحًا ما يزعمه البعض أن عرب مصر والمغرب ينضمون تحت اسم شبابة، فحلف شبابة حلف إقليمي وليس دوليًّا؟!.
وقد اختلف بعض الباحثين حول نسب قبيلة شبابة، فمنهم من نسبها إلى العدنانية، ومنهم من نسبها إلى القحطانية، وسنوضح في هذا البحث كل الأقوال والنصوص لمعرفة الحقيقة بإذن الله تعالى.
أقوال العلماء ونصوصهم حول شبابة:
ذكر الكثير من العلماء شبابة ومكان سكناها في جنوب بلاد الطائف وجبال السراة، ووصفوها بأنها تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها، وهذه الأقوال مرتّبة حسب قِدم المصادر:
1- حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه: ورد ذِكر بني شبابة الذين يقطنون الطائف في حديث عمرو بن شعيب، ويدلنا ذلك على وجودهم ؛ وبهذا نعلم أنهم بطن جاهلي.في زمن نبينا محمد
قال العلاّمة أبو الطيّب محمد شمس الحق (ت275هـ): "حدّثنا أحمد ابن عبده الضَّبِّي أخبرنا المغيرة ونسبه إلى عبدالرحمن بن الحارث المخزومي (أحسبه يعني ابن عبدالرحمن) حدّثني أبي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنّ شبابة بطن من فهم، فذكره نحو. قال من كل عشر قربٍ قربة. وقال سفيان بن عبدالله الثقفي قال: وكان يحمي لهم واديين: فأدُّوا إليه ما كانوا وحمى لهم وادييهم" انتهى(6).يؤدّونه إلى رسول الله
2- ذكر الفاكهي من علماء القرن الثالث الهجر: أنّ هشام بن عبدالملك كتب إلى أمير الطائف أن يرسل إليه عسلاً من عسل الندغ من نحل بني شبابة(7).
قال الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- عن شجرة الندغ: "بفتح النون وكسرها وضمها وإسكان الدال: الصعتر البري، وهو مما ترعاه النحلة وتعسل عليه، ولعسله جلوتان: جلوة الصيف، وهي التي تكون في الربيع، وهي أكثر في الشِّيارين، وجلوة الصفرية، وهي دونها. ويروى أن سليمان بن عبدالملك دخل الطائف فوجد رائحة الصعتر فقال: بواديكم هذا ندغة. وكتب الحجاج إلى عامله بالطائف: أرسل إليّ بعسل أخضر في السقاء، أبيض في الإناء، من عسل الندغ والسحاء، من حداب بني شبابة، وقال أبو عمرو: الندغ شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء، والواحدة ندغة. وقال أبو حنيفة: الندغ مما ينبت في الجبال وورقه مثل ورق الحوك، ولا يرعاه شيء، وله زهر صغير شديد البياض، وكذلك عسله أبيض كأنه زبد الضأن.."(8).
3- قال البلاذري (ت279هـ): "بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي"(9). والمقصود باليمن هنا جنوب الطائف وهذا ما أوضحه الأزهري في نصه الآتي.
4- قال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): "وأما ما ذكره الأصمعي في حديثه عن سليمان بن عبدالملك من حداب بني شبابة فإنها جبال من جبال السراة ينـزلها بنو شبابة".
وقال عن الحداب: "وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وواحد الحدب حدبة وحداب بني شبابة أكثر السراة عسلاً وأجوده، والغالب على عسلهم الضرم. وكذلك أخبرني بعض الأزد، وأخبرني أنّ العسل قِرى أضيافهم لكثرته عندهم. والسراة أكثر أرض العرب عسلاً وعنبًا وتينًا وزبيبًا، واليمن كلها أرض عسل"(10).
5- قال الهمداني (ت نحو 344هـ) في ذكر كنانة والسروات قرب بلاد الطائف: "...ثم سراة بجيلة، وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان..."(11).
وهذا يعني أنّ شبابة وعدوان في سراة واحدة كما يظهر من النص.
6- قال الأزهري (ت370هـ): "وعسل شبابي: ينسب إلى بني شبابة قوم بالطائف ينـزلون اليمن"(12).
7- قال الصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت385هـ): "وعسل شبابي: منسوب إلى بني شبابة قوم بالطائف"(13).
8- قال إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ): "وبنو شبابة قوم بالطائف"(14).
9- قال ابن سيده (ت478هـ) عند ذِكر نبات العسل: "...أكثر منابته في بلاد بني شبابة"(15). وهو ناقل عن الدينوري في نصه المتقدم.
10- قال البكري (ت487هـ): "حداب بني شبابة، وهي جبال من السراة ينـزلها بنو شبابة... وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً..."(16). وهو ناقل نص الدينوري.
11- قال الزمخشري (ت538هـ): "كان عصر شبابي أحلى من العسل الشبابي نسبة إلى بني شبابة من أهل الطائف"(17).
12- قال السمعاني (ت562هـ): "سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة"(18).
13- قال ياقوت الحموي (ت626هـ): "شبابة: سراة بني شبابة من نواحي مكة"(19).
14- قال ابن الأثير (ت630هـ): "الشبابي: ... هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة، منها أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، وكان يحدّث سنة نيف وستين وأربعمائة"(20).
15- قال ابن منظور (ت711هـ): "عسل شبابي ينسب إلى بني شبابة قوم بالطائف"(21). وهو ناقل عن الأزهري.
16- قال الذهبي (ت748هـ): "شبابة.. نزلوا السراة" وقال: "سراة بني شبابة"(22).
17- قال الفيروزآبادي (ت817هـ): "وشبابة.. نزلوا السراة أو الطائف"(23).
18- قال القلقشندي (ت821هـ): "شبابة قرية بالطائف"(24).
19- قال الفاسي (ت832هـ): "... سراة بني شبابة وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى، وما حولها من بلاد بني سعد"(25).
20- قال جلال الدين السيوطي (ت911هـ): "الشبابي بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة..."(26).
ويستفاد من النصوص السابقة جملة من الفوائد هي:
أ- أنّ الحداب من ديار بني شبابة من جبال السراة، كما جاء في نص هشام بن عبدالملك والدينوري، ومن نقل عنهم.
ب- أنّ بني شبابة تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها كما جاء في نص هشام بن عبدالملك، والبلاذري والدينوري، والأزهري، والصاحب إسماعيل ومن نقل عنهم.
ج- اشتهار إحدى السروات حيث عرفت باسم سراة بني شبابة، كما جاء في النصوص المتقدمة.
بلاد شبابة وسراتها اليوم:
ورد في النصوص السابقة أنّ بني شبابة ينـزلون جبال السراة، ولهم سراة تعرف بهم، وهي سراة بني شبابة، ومنها الحداب الواقعة خلف شيحاط، وشيحاط -كما ذكر العلماء- من بلاد الطائف.
وعن الحداب الذي هو من سراة شبابة يقول عاتق البلادي: "وتحديدها اليوم ينطبق على سراة بني سعد، وهي أرض مشهورة بجودة العسل والسمن..."(27).
وقال عن شبابة والحداب: "موضع شبابة اليوم سراة بني سعد وبلحارث جنوب الطائف على نحو ثلاثين كيلاً... وهناك الحداب جبال محدودبة الظهور جرد، ولهذه الحداب ذِكر مع شبابة في مواضع كثيرة، ومنها اليوم حداب بني سعد...". ,قال أيضًا: "لازالت الحداب معروفة إلى اليوم على 90 كم جنوب الطائف... وراء شيحاط وشيحاط من الطائف"، و"شيحاط جنوب الطائف على 25 كيلاً"(28).
وقد ذكر الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- أنّ سراة عدوان تلي سراة الطائف جنوبًا وكانوا مختلطين مع شبابة فروع من بني سعد حلت هذه السراة، وسراة بني شبابة عرفت بسراة بني سعد في وقت متقدّم؛ فقد ذكر الفاسي المتوفَّى سنة 832هـ، كما مرّ معنا في النص المتقدّم، من أنّ سراة شبابة هي سراة بني سعد. قال ذلك في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي المتوفَّى سنة 434هـ(29).

بيان نسب شبابة:
قبل الحديث عن نسب واستعراض النصوص حولها، أرى أنه من المناسب ذِكر بعض أشهر الشبابات في قبائل العرب:
1- شبابة من مالك بن كنانة، وهي مدار البحث، ذكرها النسابة البلاذري (ت279هـ) فقال: "ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي"(30)، وقد تقدّم ذِكر هذا النص.
2- شبابة بن مالك بن فهم من الأزد، ذكرها أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) عند ذِكر حداب بني شبابة فقال: "ينـزلها بنو شبابة من فهم بن مالك من الأزد، وليسوا من فهم عدوان"(31)، ونقل هذا النص ابن سيده (ت458هـ)، والبكري (ت487هـ)، كما سبق أن ذكرناه.
3- شبابة فهم بن عمرو بن قيس عيلان، ذكرها الهجري من علماء القرن الثالث الهجري(32)، فقال: "فهم بن عمرو بن قيس: ثلاثة بطون فابنا القين شبابة، وكنانة، وبعدهما بجالة، وفيها العدد والعز، وهي ثلثا فهم". وقد قال الشيخ الجاسر -رحمه الله- نقلاً عن الهمداني: "شبابة: عدّ الهمداني وغيره هذه القبيلة من سكان السراة، وحدد في (صفة جزيرة العرب) سراتهم بعد أن ذكر سراة بجيلة فقال: "سراة بني شبابة وعدوان، وغورهم الليث، ومركوب، وتجدهم فيه عدوان مما يلي مطار"، ومطار من أرض الطائف في الجنوب الشرقي منها بقرب المعدن في جهة بقران من بلاد عدوان. وقد عدّ الهمداني أيضًا هذه السراة مرة أخرى لغير شبابة فقال: "ثم يتلو معدن البرام (البرم) ومطار صاعدًا إلى اليمن سراة بني علي وفهم، ثم سراة بجيلة" فكأنّ شبابة وبني علي وفهما وعدوان مختلطون في سراة واحدة، وسيأتي الكلام على عدوان أنهم يسكنون شرقي السراة". ويضيف الشيخ الجاسر عن شبابة فهم قوله: "...ويظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا"(33). ويؤيد هذا الكلام عاتق بن غيث البلادي فيقول: "القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح؛ لأنّ ديار الأزد كانت بعيدة عن شيحاط وخاصة بلاد زهران التي لازالت كما هي وشيحاط جنوب الطائف على 25 كيلاً، وكانت الأرض الواقعة غربه من السراة قد نزلتها فهم إخوة عدوان في زمن متقدم قبل الإسلام"(34). والصحيح أنها شبابة كنانة كما سيأتي.
وعن شبابة الأزد يقول البلادي: "وهم غير شبابة المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف، فأولئك من عدوان من قيس عيلان"(35).

معرفة نسب شبابة وخلاصة القول:
يتلخص القول في نسب بني شبابة بين قولين لا ثالث لهما:
الأول: أنّ بني شبابة هم من بني مالك بن كنانة، ونص على هذا النسابة البلاذري (ت279هـ) والأزهري (ت370هـ) ومن نقل عنهما.
الثاني: أنّ بني شبابة من بني مالك بن فهم من الأزد؛وبهذا قال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) ومن نقل عنه، إلا أنّ الدينوري قال عنهم فهم بن مالك، والصحيح ما أثبتناه.
وبعد مراجعة النصوص، وإن كانت بغير حاجة إلى ذلك، يتضح لنا من خلال النصوص أنّ القول بكنانية شبابة هو الصحيح وذلك للآتي:
1- أنّ النسابة البلاذري عالِم جليل، حيث يعدّ من علماء النسب وكتابه (أنساب الأشراف) يؤكد ذلك، لكن أبو حنيفة الدينوري لم يذكر عنه أنه عالم بالأنساب. ولعل كتابه (النبات) يوضح أنه عالم نبات. والمعلومة هنا هي معلومة نسب لا معلومة نبات؛ لذا فيؤخذ نص البلاذري ويهمل نص الدينوري حول النسب، كما أنّ واقع الديار يؤكد نص البلاذري.
2- نص الهمداني (ت نحو 344هـ) أنّ سراة الأزد -أصل شبابة- يحول بينها وبين سراة شبابة المتحدث عنها سراة بجيلة، حيث يقول الهمداني عن السروات ما نصه: "...سراة زهران من الأزد... ثم سراة بجيلة... ثم سراة بني شبابة وعدوان...".
وبهذا يتضح ما ذكرنا آنفًا من أنّ بين سراة شبابة كنانة -مدار البحث- وبين بلاد الأزد أصل شبابة الأزد سراة بجيلة.
كما يتضح لنا من النصوص السابقة أنّ بني شبابة يعدّون من أهل الطائف، حيث تقع بداية سراتهم جنوبًا عن الطائف على بعد 30 كيلاً كما مرّ معنا في بعض النصوص، وهذا ما يلغي قول من قال أنّ شبابة هذه من الأزد؛ لأنه لا وجود لبلاد زهران، ولا لفروعها في هذه الأنحاء لا من قريب ولا من بعيد، كما قال البلادي عن شبابة الطائف: "وهم غير المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف فأولئك من عدوان من قيس عيلان"(36).
قلت: إلاّ أنّ الشيخ البلادي وهم في نسبتهم إلى شبابة فهم بن عمرو، إخوة عدوان القيسية.
وشبابة الأزد ليس لها وجود في السراة، بل إنّ مكان وجودها -كما تشير المصادر- في بلاد عُمان؛ إذ يقول ابن الكلبي (ت204هـ): "ولد فهم بن غنم: مالكًا، وهم بعُمان...، فولد مالك بن فهم بن غنم نوًّا وولده بعُمان..."(37). وقال: "وولد شبابة بن مالك بن فهم بن غنم زيدًا، والفرهود وعبدًا"(38)، ومن فروعهم الفراهيد الذين منهم الخليل بن أحمد العروضي الفراهيدي اللغوي النحوي، فهو منسوب إلى فراهيد بن شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، بطن من الأزد(39).
ويذكر ابن دريد (ت321هـ) أنّ من أعظم قبائل دوس في عُمان مالك بن فهم(40) وقال العوتبي الصحاري من علماء القرن الرابع الهجري فروع بني مالك الأزديون وأنهم في عُمان، ومنهم شبابة، وقد فصّل العوتبي في فروعهم تفصيلاً جيّدًا(41). ثم إنّ بلاد شبابة كنانة هي من بلاد الطائف خاصة في الجنوب منه ،ومن المعروف أن جنوب الحجاز هو ما يسميه المؤرخون ببلاد اليمن حسب اصطلاحهم.

وفي هذه البلاد تحل بلاد شبابة، وهذا ما سيمرّ معنا إن شاء الله، وغاية القول مما تقدّم وقلناه إنّ انتساب شبابة إلى كنانة، كما نص عليه النسابة البلاذري المتوفَّى سنة 279هـ، أصحّ من نسبتها إلى الأزد، كما قال بذلك أبو حنيفة الدينوري المتوفَّى سنة 282هـ، وذلك لعدم وجود شبابة الأزد أصلاً في سراة الحجاز؛ إذ شبابة الأزد تقطن مع أزد عُمان لا أزد السراة، والأدلة كلها تؤكد وتؤيد ذلك.
ثم إنّ هناك دليلاً يؤكد نص البلاذري ويزيده إيضاحًا، وهو أنّ أبا حنيفة الدينوري نسب شبابة إلى (فهم بن مالك)، والذين في الأزد هم شبابة بن (مالك بن فهم) بن غنم بن دوس من زهران من الأزد.
ويعتبر نص أبي حنيفة رغم ما فيه من الوهم في نسب شبابة كنانة إلى الأزد إلاّ أنه لا يتعارض مع نص البلاذري للآتي:
- ذكر أبو حنيفة بأنّ شبابة هم فرع من فهم بن مالك، والبلاذري نص أنّ شبابة كنانة هم من بني مالك بن كنانة.
وهذا يفيد أنّ شبابة من بني فهم بن مالك بن كنانة، وقد ذكر هذا كثير من علماء النسب والتاريخ أنّ شبابة الطائف هي (شبابة فهم). والمقصود هنا شبابة بن مالك بن كنانة، مثل: العلاّمة أبي الطيّب المتوفَّى سنة 275هـ، وابن الجارودي المتوفَّى سنة 307هـ، وابن ماكولا المتوفَّى سنة 475هـ، والفيروزآبادي المتوفَّى سنة 817هـ، والذهبي المتوفَّى سنة 748هـ، والسيوطي المتوفَّى سنة 911هـ، وغيرهم الكثير الذين نصّوا على أنّ شبابة الطائف والسراة هم من بني فهم الكنانية.
ومن ذلك يتضح لنا أنّ نسب شبابة هو شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة.
ويلاحظ القارئ أنّ أساس اللبس هو من تشابه الأسماء وما آفة الأنساب إلاّ تشابه أسمائها؛ وذلك لأنّ شبابة كنانة هم شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة، وشبابة الأزد هم شبابة مالك بن فهم؛ ولكن هذا اللبس سرعان ما ينجلي إذا ما علمنا أنّ الأولى في بلاد الحجاز، والثانية في بلاد عُمان. خاصة أنّ البلاذري -وهو نسّابة متقدّم- نص على كنانية شبابة.
فهم في بني مالك بن كنانة:
قد يقول قائل كيف نعرف أنّ في بني مالك بن كنانة فهم حتى تنسب شبابة كنانة إليه، لذا أقول الآتي:
- ذكر ابن حبيب المتوفَّى سنة 245هـ أنّ: بني عبيد الرَّماح بن معد بن عدنان دخلوا حلفًا في فهم كنانة، وهم رهط إبراهيم بن عربي الكناني(42).
- ذكر البكري المتوفَّى سنة 487هـ ما يؤيد نص ابن حبيب المتقدّم، ويضيف عليه قوله: "وصار بنو عبيد الرَّماح بن معد في بني مالك بن كنانة بن خزيمة، وهم رهط إبراهيم بن عربي بن منكث، عامل عبدالملك بن مروان على اليمامة"(43).
قلت: وبهذا تتضح لنا الحقيقة واضحة جليّة وهي أنّ البكري يذكر أنّ بني عبيد الرَّماح دخلوا في بني مالك بن كنانة، وابن حبيب يذكر دخولهم في فهم كنانة مما يفيد أنّ نسب فهم كنانة هو: فهم بن مالك بن كنانة. ونص البلاذري والأزهري من أنّ شبابة هم من (بني) بن مالك بن كنانة، يعني بوجود جَدٍّ أو أكثر بين شبابة ومالك، وهذا أنهم بنو شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة، وهذا ما يتفق مع نص أبي حنيفة الدينوري من أنّ شبابة الطائف هم بنو فهم بن مالك. وهذا ما جعل الأصمعي المتوفَّى سنة 217هـ يقع في هذا الوهم عندما نسب شبابة فهم هذه الكنانية إلى شبابة فهم القيسية إخوة عدوان. وقد خطّأه الدينوري المتوفَّى سنة 282هـ، عندما قال: "وأما ما ذكره الأصمعي في حديثه عن سليمان بن عبدالملك من حداب بني شبابة، فإنها من جبال السراة ينـزلها بنو شبابة من فهم بن مالك من الأزد، وليسوا من فهم عدوان، وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف..."(44).
ونلاحظ أنّ أبا حنيفة الدينوري، وهو متقدّم، أوضح أنهم ليسوا من شبابة فهم عدوان، ولكنه وهم عندما نسبهم إلى شبابة الأزد؛ إذ إنّ شبابة الأزد بعيدة جدًّا عن أرض الحجاز، وهم كما بيّناه من أقوال العلماء المتقدّمين في بلاد عُمان، كما أنّ شبابة الأزد هم شبابة بن مالك بن فهم، والدينوري قال شبابة من (فهم بن مالك)؛ و بهذا يتضح لنا أنّ المقصود شبابة الطائف الذين هم من كنانة.
الهوامش:
* الرياض، المملكة العربية السعودية.
(1) أقوم حاليًا على إصدار كتاب يتناول هذه القبيلة وتاريخها منذ القِدم وحتى وقت الناس هذا، سوف يرى النور قريبًا.
(2) في سراة غامد وزهران، تأليف حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة، ط2، 1397هـ /1977م، ص464.
(3) ما رأيت وما سمعت، تأليف خير الدين الزركلي، الناشر مكتبة المعارف، الطائف، [د.ت]ص153، وقد أضاف البلادي على ما ذكر الزركلي قبائل أخرى تدخل في حلف شبابة وهي: "حرب، وزهران، وبلحارث، وعدوان، وفهم، وبلي، وجهينة، وبنو مالك(بجيلة)"؛ انظر معجم قبائل الحجاز، ط2، دار مكة للنشر، 243؛ معجم معالم الحجاز، 6/37-38؛ معجم قبائل المملكة العربية السعودية،حمد الجاسر، دار اليمامة، ط1، 1400هـ/1980م، 1/334.
(4) معجم قبائل الحجاز، مصدر سابق،ص 243.
(5) ذكر بعض مؤرخي مكة خبرين أكدا فيهما أن بني سعد هي عتيبة حيث جاء في الخبر الأول ما مفاده: أن شريف مكة محمد بن بركات غزا بعض عرب عتيبة سنة 874هـ لأنهم قطعوا المجود الذي بينهم وبينه، وقد وصفهم المؤرخ أنهم من عرب الشرق، أي شرق الطائف. ثم ذكر في الخبر الثاني سنة 875هـ ما مفاده: أن شريف مكة المتقدم ذكره سافر بأبناءه وعسكره إلى الشرق، وسُمع أن نيته يصالح عرب بني سعد وغاب ببلاد الشرق نحو ثلاثة أشهر، وعاد بالسلامة، وفي النصين دلالة واضحة على أن بني سعد وعتيبة هما قبيلة واحدة. انظر إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تأليف النجم عمر بن فهد بن محمد بن فهد، تح. د.عبدالكريم علي باز، جامعة أم القرى، ط1، 1408هـ/1988م، 4/277و4/523؛ وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، تأليف عزالدين عبدالعزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي القرشي المتوفى سنة 922هـ، تحقيق فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى،1409هـ/1988م، 2/515؛ والدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف نجم الدين عمر بن محمد بن فهد المكي، مخطوط، دارة الملك عبدالعزيز، رقم 20م، حوادث السنة المذكورة.
(6) عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، تح. عبدالرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط2، 1388هـ/1968م، 4/490-491. جاء في الحاشية: قال المنذري: وأخرجه النسائي وأخرج ابن ماجة طرفًا منه، وتقدّم الكلام على حديث عمرو بن شعيب. فيوقال البحاري: وليس في زكاة العمل شيء يصح. وقال الترمذي: ولا يصح عن النبي هذا الباب كبير شيء. وقال أبوبكر بن المنذر: ليس في وجوب صدقة العسل حديث ثبت عن ولا إجماع فلا زكاة فيه انتهى. ونسبه أي نسب أحمد بن عبدالمغيرة إلىرسول الله عبدالرحمن إلى المغيرة هو ابن عبدالرحمن بن الحارث حدثني أبي هو عبدالرحمن بن الحارث أن شبابة فتح الشين المعجمة وببائين الموحدتين بينهما ألف بطن من فهم نزلوا السراة أو الطائف. قال في المغرب: بنو شبابة قوم بالطائف من خثعم كانوا يتخذون النحل حتى نسب إليهم، فقيل عسل شبابي. انتهى.
قلت: خثعم تصحيف: فهم، وقد جاء ذكر هذا الحديث في كثير من كتب الحديث والتاريخ، منها: المنتقى لابن الجارود (307هـ)؛ وصحيح ابن خزيمة للنيسابوري (ت311هـ)؛ والعلل الورادة والدراية في تخريج أحاديث الهداية ونصب الراية؛ والمعجم الكبير للطبراني؛ وتهذيب الأسماء واللغات للنويري (ت676هـ)؛ والبلدان وفتوحاتها وأحكامها للبلاذري (ت279هـ)؛ وفتوح البلدان للبلاذري، و غيرها.
(7) أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تأليف الإمام أبي عبدالله محمد بن إسحاق الفاكهي؛ دراسة وتحقيق ابن دهيش، دار خضر للطباعة والنشر، ط2، 1414هـ/1994م، 3/204؛ والندغ وردت لديه الندع، والصحيح ما أثبتناه، ونقل البكري عن الأصمعي: أن من كتب إلى أمير الطائف هو سليمان بن عبدالملك، انظر: معجم ما استعجم، 1/67.
(8) في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، ص400.
(9) أنساب الأشراف، تأليف أبي الحسن البلاذري(ت279هـ)؛ تحقيق د. سهيل زكار ود. رياض زركلي، دار الفكر، 1417هـ/1996م، 11/145.
(10) النبات، تأليف أبي حنيفة أحمد بن داوُد الدينوري،تحقيق وشرح برنهارد لفين،دار فرانز شتاينز بفيسبادن، 1394هـ/1974م، 264-266.
(11) صفة جزيرة العرب، تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، تحقيق. محمد بن علي الأكوع الحوالي، أشرف على طبعه الشيخ حمد الجاسر، دار اليمامة، 1397هـ/1977م، 120.
(12) تهذيب اللغة، تأليف أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت370هـ)، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، مراجعة علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، مطابع سجل العرب، [د.ت]، 11/290. وقد قال الموسوي في رحلته إلى الحجاز سنة 1141هـ محددًا يمن الطائف، أي جنوبه وذاكرًا بعض القرى والتي هي من قرى بني سعد من عتيبة حيث يقول:" فلما كان يوم الجمعة بعد الزوال لتسع بقين من شوال،عام ألف ومائة وواحد وأربعين خرجنا من الطائف قاصدين يمن الحجاز، فأتينا على أرض ليّه،... وفي الصباح رحلنا فأتينا عباسة قبيل الظهر وهي قرية بها أشجار،...ثم أتينا بقران وهي كذلك..." إلخ ما ذكر انظر: نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس، الناشر مكتبة المعارف بالطائف، [د.ت]، 2/442-443.
(13) المحيط في اللغة، تأليف الصاحب إسماعيل بن عبّاد، تح. الشيخ محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب، ط 1، 1414هـ/1994م، 994،مادة شب.
(14) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ)، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، لبنان، ط4، 1990م، مادة شبب.
(15) المحكم والمحيط الأعظم، تأليف ابن سيده، تح. د. المجيد هنداوي، دار الكتب، بيروت، [د.ت]، 7/626.
(16) معجم ما استعجم، تأليف أبي عبيد عبدالله بن عبدالعزيز البكري (ت487هـ) تح. د. جمال طلبه، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1418هـ/1998م، 2/67.
(17) أساس البلاغة،تأليف الإمام جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري(538هـ)؛ تحقيق عبدالرحيم محمود، دار المعرفة للطباعة والنشر،[د.ت]ص474.
(18) الأنساب، تأليف الإمام أبي سعد عبدالكريم بن محمد بن منصور السمعاني؛ تحقيق أ. محمد عوالمة، ط2، 1396هـ/1976م، 7/279.
(19) معجم البلدان، تأليف ياقوت الحموي؛ تح. فريد الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/1990م ، 3/231.
(20) اللباب في تهذيب الأنساب، تأليف عز الدين ابن الأثير الجزري، مكتبة المثنى، بغداد، [د.ت]، ص182.
(21) لسان العرب، تأليف ابن منظور، دار صادر، بيروت، ط1، 1997م، 3/389، مادة شبب.
(22) المشتبه في الرجال أسماؤهم وأنسابهم، تأليف أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي؛ تح. علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي، ط1، 1962م، 1/386؛ وانظر: سيرة أعلام النبلاء في ترجمة عبد بن أحمد الهروي.
(23) القاموس المحيط،تأليف العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817هـ)، تحقيق مكتب التراث في مؤسسة الرسالة، ط2، 1407هـ/1987م، بيروت لبنان، ص127، مادة شُب.
(24) نهاية الأرب، تأليف أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي (ت821هـ)، نسخة مصورة من المكتبة الوطنية في باريس، نبهني لهذا النص وأتحفني بصورة منه الأخ الفاضل الباحث علي الصيخان.
(25) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت832هـ)؛ تحقيق د. محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 5/147؛ وسراة بني شبابة وردت مصحّفة كذا: سراة بني سياه، وقد استدرك ذلك الشيخ الجاسر، رحمه الله؛ انظر: في سراة غامد وزهران، 463.
(26) لب الألباب في تحرير الأنساب، تأليف جلال الدين السيوطي، تح. محمد أحمد عبدالعزيز وأشرف أحمد عبدالعزيز، ط1، دار الكتب العلمية ودار صادر، بيروت، 1411هـ/1991م، 2/47.
(27) معجم معالم الحجاز، مصدرسابق2/243. (28) معجم قبائل الحجاز، مصدرسابق 242.
(29) العقد الثمين، مصدر سابق 5/147. (30) أنساب الأشراف، 11/145.
(31) النبات، مصدر سابق 464-466؛ وانظر: المحكم والمحيط، مصدر سابق7/626؛ وانظر: معجم ما استعجم، مصدر سابق 2/96 و3/67؛ وفي سراة غامد وزهران، مصدر سابق، 464.
(32) التعليقات والنوادر، تأليف أبي علي هارون بن زكريا الهجري، تحقيق الجاسر، رحمه الله، ط1، 1413هـ/1992م، ق 4/1789.
(33) في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، 462-463.
(34) معجم قبائل الحجاز، مصدر سابق، 242.
(35) المصدر السابق، 242. (36) المصدر السابق، 242.
(37) نسب معد واليمن الكبير، تأليف أبي المنذر هشام بن محمد ابن الكلبي(ت204هـ) تحقيق محمود فردوس العظم، دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر بسورية دمشق، [د.ت]، 2/199.
(38) المصدر السابق، 2/206؛ وانظر: الأنساب، سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، ط2، سلطنة عمان، 1410هـ/1990م، 2/239؛ وسراة غامد وزهران، مصدر سابق، 194-231.
(39) عجالة المبتدئ وفضالة المنتهي، تأليف الإمام أبي بكر محمد بن موسىالحازمي (ت584هـ)، تحقيق د.محمد زينهم عزب، ود.عائشة التهامي، مكتبة مدبولي، 1998م، 163-164.
(40) الاشتقاق، تأليف أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت321هـ)؛ تحقيق عبدالسلام محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي للطبع والنشر والتوزيع بمصر، ط3، [د.ت]، 497
(41) الأنساب، لسلمة الصحاري، مصدر سابق، 2/239.
(42) مختلف القبائل ومؤتلفها، تأليف أبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي (ت245هـ)، اعتنى بنشره المستشرق فرديناند فستنفلد، طبع سنة 1850م، وأعيد طبعه بمكتبة المثنى ببغداد[د.ت]. وقد ذكر ابن الكلبي في ولد معد بن عدنان ما نصه: "وعبيد الرماح، وهم في بني كنانة رهط إبراهيم بن عربي، الذي كان عبدالملك بن مروان يوليه اليمامة..."، انظر: جمهرة النسب، تح. محمود فردوس العظيم، 1/4.
(43) معجم ما استعجم، مصدر سابق 1/52.
(44) النبات، مصدر سابق 264-266 ونقله ابن سيده في كتابه المحكم والمحيط، مصدر سابق 7/626 ونقله البكري، مصدر سابق 2/96 و3/67 ونقله الزبيدي؛ انظر: تاج العروس، تحقيق عبدالكريم العزباوي، 1386هـ/1967م مادة شبب، ونقله الجاسر، انظر: في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، ص464.
نقل من مجلة العرب : محرم وصفر 1426 ...







________________________________________
البحث الثاني :للباحث هنيدس الروقي
الجميع يعلم ان أكثر العرب في القرون المتأخره في الحجاز ينقسمون الى قسمين كبيرين " حلف شبابة وحلف خندف "
يقول الاستاذ محمد حسين كمال : " وفي العارفين بالأنساب من يرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف ، وهما شبابة وخندف ، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها وهم رؤوس شبابة ، ثم حرب وبالحارث وزهران، وإذا قيل خندف اندمجت قريش والبقوم وسبيع والحجادلة ومطير وهذيل وغامد "
ولا يعرف بالتحديد متى ظهر مسمى شبابه ، ولكن من الروايات ومن متابعة الاحداث في التاريخ سنحاول ان نحدد فترة زمنيه لبداية ظهور هذا المسمى الذي عرفت به عتيبة وجمعت تحت لوائه قبائل شتى (عدنانية وقحطانية) ، ليبقى المجد المضري القديم في فرع قيس عيلان حياً في عتيبة إذ هي رأس شبابة وفخر قيس ومجده وحاملة لوائه في العصور المتأخره .
البــــدايه :
أنقسم العرب في الجاهلية الى قسمين عظيمين قيس وخندف ،ابناء مضر
قال ابن عبد البر : روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل أختار من العرب هذا الحي من مضر " وروي بسنده أيضا مرفوعا :"إذا أختلف الناس فالعدل في مضر " .
وعن ابن عبدالبر : مضر جذمان خندف وقيس ,والمقدم منها خندف ,لأنها جذم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل قريش .
قال الشاعر :
إذا غضــــــــبنا غضبـــة مضـــــــرية****هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
اليأس والناس:
يقول الدكتور محمد طنطاوي :"..مضر أحد أبناء نزار الأربعة، وهم : ربيعة وإياد وأنمار ومضر، وقد تزوج مضر من جرهمية وهو ديدن العرب في التزويج إلى القربات للنجابة، فولد له اليأس والناس، وما لبثا حتى انتشر نسلهما وملأ الأصقاع، فكان منه جمهرة العرب الذين احتازوا معظم الجزيرة، وضربوا خيامهم في سرتها وأطرافها، وضرب بهم المثل في الكثرة والبأس والنجدة، مع رعايتهم قرابة العمومة والاحتفاظ بها كلما حزب الأمر وشنت الغارات، ومع اختفاء اسمى أبويهما واستبدال علمين آخرين اشتهرا على الألسنة، وطبعا للإستبدال مناسبات اتفاقية تطرأ فينفذ حكمها دون معارضة وصد لها حدث أيا كان، وكثر ما كان ذلك في كل عصر وحين، وبين ظهرانينا أمثلة لا تحصى ولا تستقصى....،..كان البدل في الناس (قيس عيلان) والبدل في اليأس (خندف) وهنا الوفاء بالوعد للإفادة عن الأمرين في هذا العلم: بيان طروه على العلم الوضعي لها في ميلادها، وسبب تغلبه في بنيها على علم أبيهم." ..التاريخ والأدب
خندف وبنوها:
تزوج اليأس ليلى، وأعقبا ثلاثة: عامر وعمرو وعمير. ولقد ساق القدر ظروفا استوجبت التغيير في أسمائهم، كما استوجبت أخرى تغييراً في اسم أبيهم، فانضوى الأبناء تحت لواء علم أمهم، وانطوت راية أبيهم دونهم.
جاء في سيرة ابن هشام: " ولد اليأس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن اليأس، وطابخة بن اليأس، وقمعة بن اليأس، وأمهم خندف امرأة من اليمن، وهي خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة … وكان اسم مدركة عامراً واسم طابخة عمرا، وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها، فاقتنصا صيداً، فقعدا عليه يطبخانه، وعدت عادية على إبلهما، فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما، فقال لعامر: أنت مدركه، وقال لعمرو: أنت طابخة ".
وقال السهيلي: " وفي الخبر زيادة، وهو أن اليأس قال لأمهم (ليلى) … وقد أقبلت تخندف في مشيها: مالك تخندفين "؟.
فسميت خندف، والخندفة في اللغة: سرعة المشي، وقال لمدركة: وأنت قد أدركت ما طلبتا، وقال لطابخة: وأنت قد انضجت ما طبختا، وقال لقمعة: وهو عمير: وأنت قد قعدت فانقمعتا.
ويقول الدكتور محمد طنطاوي :"...وخندف التي عرف بها اليأس هي التي ضربت بها الأمثال بحزنها على اليأس، وذلك أنها تركت بنيها وساحت في الأرض تبكيه حتى ماتت كمدا … وقال الزبير: وإنما نسب بنو اليأس لأمهم لأنها حين تركتهم شغلا بحزنها على أبيهم رحمهم الناس، فقالوا هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببني خندف..". التاريخ والأدب
وفي اللسان مادة (خندف) الخندفة مشية كالهرولة، ومنه سميت ـ زعموا ـ خندف امرأة اليأس بن مضر بن نزار واسمها ليلى، نسب ولد اليأس إليها وهي أمهم … كانت خندف امرأة اليأس اسمها ليلى بنت حلوان غلبت على نسب أولادها منه، وذكروا أن إبل اليأس انتشرت ليلا فخرج مدركة في بغائها فردها فسمى مدركة، وخندفت الأم في أثره، أي أسرعت فسميت خندف واسمها ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، وقعد طابخة يطبخ القدر فسمى طابخة، وانقمع قمعة في البيت فسمى قمعة، وقالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف في أثركم، فقال لها: فأنت خندف، فذهب لها اسما ولولدها نسبا، وسميت بها القبيلة، وظلم رجال في أيام الزبير بن العوام فنادى يالخندف، فخرج الزبير ومعه سيف وهو يقول أخندف إليك أيها المخندف، والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك …).
وفي القاموس مادة (الخندوف): " وولد اليأس بن مضر عمرا وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا وهو قَمَعَة، وأمهم خِندف كزِبرج وهي ليلى … وكان اليأس خرج في نجعة فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها، وخرج عامر فتصيدها وطبخها، وانقمع عمير في الخباء، وخرجت أمهم تسرع فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فقالت: ما زلت اخندف في أثركم، فلقبوا: مدركة وطابخة وقمعة وخندف ".
يقول نصر بن سيار المرتفع نسبه إلى مدركة بن خندف يفتخر بمضر :
أنا ابن خندف تنميني قبائلها ****للصالحات وعمى قيس عيلانا
أما قيــــس :
فهي قبائل قيس عيلان بن مضر : هوازن ومازن وغطفان وسليم وعدوان وذبيان وعبس وأشجع وفزاره . أبن حزم ـ القلقشندي
يقول ابن ميادة الذبياني من قيس ويفتخر بمضر :
فجرنا ينابيع الكـــــــلام وبحره **** وأصبح فيه ذو الرواية يسبح
وما الشعر إلا شعر قيس وخندف **** وقـــــول سواهم كلفة وتملح
ويقول يفاخر بقيس :
ولو أن قيساً، قيس عيلان أقسمت **** على الشمس لم تطلع عليها حجابها
وقال السعدي :
قيس وخندف والداي كلاهما **** والجد بعد ربيعة بن نزار
ويقول الاستاذ محمد طنطاوي: "يستنصر القيسى بالقيسين، والخندفي بالخندفين إذا شجر النزاع بين بني العم، وإن جدا الشقاق بين بني مضر وبين ربيعة أو غيره، فبنو العمومة في صف واحد ينزعون في قوس واحدة تلقاء غيرهم، فالمناصرة في الأخوة فالعمومة فالجد الأعلى وهكذا على ما هو مركوز في الطباع البشرية. "...التاريخ والأدب
ويقول الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم : " وعندما جاء الأسلام كان ظهوره ضربة قوية للعصبية القبلية فككتها وعطلت حدتها القديمة لمدد غير يسيرة ، وقد أدى ذلك إلى التقليل من الحروب الداخلية ، وتوحيد جهود القبائل في أمر الجهاد والنقلة " هجرات الهلاليين
بنو أمية والتقاليد العربية :وأشار محمد الطنطاوي إلى أن : "هذه العصبية البغيضة في الدين الحنيف خفت صوتها وكمنت في النفوس الفترة الأولى في صدر الإسلام، إذ أن دولة بني أمية أحيت التقاليد العربية" التاريخ والادب
اعتزاز الشعراء بأصلهم الخندفي أو القيسي:
يقول الدكتور محمد طنطاوي : "...كثر الشعراء المجيدون في دولة بني أمية، وبلغ الشعر ذروة الجزالة والفصاحة، غير أن الشعراء اختلفت ميولهم القبلية تبعاً لاختلاف بيئاتهم العربية، والتطاحن فيما بينها للسبق في حظوظ الحياة، وقد زاد اختلاف الشعراء التدابر بين القبائل، وأجج نار الأحقاد والأضغان، كثيراً من الأحيان. فقد يثير الشاعر الخندفي المسالم من خندف كما يوقظ الشاعر القيسى المتسامح من قيس، كما ينبه المنتسب إلى عشيرة عشيرته لمناهضتها عشيرة أخرى قد تكون خندفية أو قيسية مثلها وهكذا.
فجرير " مثلا " التميمي الخندفي، إذا احتربت بنو قيس وبنو خندف، فإنه يسلط لسانه على قيس ويشيد ببطولة خندف، وإن عرف عنه الاحتفاظ بكرامة الأب (قيس) لأن جريراً له خئولة في قيس، لذا كان يعمد حينئذ إلى ذكر القبيلة وحدها دون تعميم في القيسيين، وإذا تلاحى المضريون والربعيون فإنه يسلق الربعيين بلسان حديد، ويحسب المجد واقفاً عند بني قيس وخندف، وإذا اختصم بنو خندف فإنه يدع النسب العالي ويتحيز لمن يهوى.، وهكذا شأنه: يلبس لكل حالة لبوسها...وكذا الفرزدق التميمي الخندفي يجري في هذا المضمار لاقتضاء الظروف التلون باللون الذي يقتضيه الحال، بيد أنه عنيفاً في حملاته على قيس، فصب جام غضبه على رءوسهم في الوقعات التي نشبت بينهم وبين الخندفيين، لأمرين: الأول: لمناصبته العداء لجرير الذي كان يعدد مآثرهم في مواقفهم، والتهارش بين الشاعرين دفعهما إلى غمط الحقيقة واختلاق المعايب، والثاني: لأن أبويه ينتسبان لخندف، فالنسب العالي عنده ما ارتفع اليهما.، أما الاخطل التغلبي الربعي فإنه موزع الثورة، فكان يرغم على أن ينال من من قيس حيناً، ومن خندف حيناً آخر، وربما تناول الشعبين، وإن كان الفرزدق عنده أثيرا، فالصداقة الشخصية لا تطغي عليها العداوة العامة العصبية، وصدق الفرزدق في هذه الحكمة:
وكل رفيقي كل رحل وإن هما**** تعاطى القنا قوماهما: أخوان
هؤلاء الشعراء الثلاثة ومعاصروهم أفرطوا في التمسك بأصولهم القديمة العهد، فرددوا في أشعارهم خندف وقيساً وبطونهما لأي داع، ولعل أكثر الشعراء تعلقاً بالمفاخرة بها هؤلاء الثلاثة: جرير، والفرزدق، والأخطل، فلطالما مجد جرير خندف واستنصرها واستظهر بها، وأكثر مواقفه التي احتمى فيها بخندف كانت ترتبط للمناسبات مع هؤلاء الثلاثة: الفرزدق والأخطل والراعي فان هؤلاء أقضوا مضجعه، وتوافروا على الفتك به بكل ما أوتوا من قوة عشيرة وبسطه مال وسلاطة لسان، لكنه لم تلن لهم قناتة وكان الجزاء لهم منه أوفى. يقول للأخطل مع النيل من قبيلته تغلب من قصائد طويلة، نذكر منها ما يختص باسم القبيلة فقط:
ستعلم أن أصلــي خنــــدفي**** حبالي أفضل الحسب الكريم
نزلت بفرع خندف حيث لاقت**** شؤون الهـــام مجتمع الصميم
ويقول :
يابن الخبيثة ريحا من عدلت بنا ****** أم من جعلت إلى قيس إذا ذخروا
قيس وخندف أهل المجـد قبلكم ****** لستم إليهم ولا أنتم لهم خطـــــر
ويقول:
إذا حل بيتي بين قيــس وخندف ****** لقيت قروما لم تديث صعابها
كذلك أعطى الله قيساً وخندفا ****** خزائن لم يفتح لتغــلب بابها
ويقول:
قضى لــــي أن أصلي خندفي ****** وعضــب في عواقبه السمام
إذا ما خندف ذخــــــــرت وقيس ****** فإن جبـــــال عـــزى لا ترام
ويقول :
فجرت بقيـس وافتخرت بتغلب ****** فسوف ترى أي الفريقين أربح
وما زال ممنوعا لقيس وخندف ****** حمــــى تتخطاه الخنازير أقبح
إذا أخذت قيس عليك وخـندف ****** باقطارها لم تدر من أين تسـرح
ويقول للفرزدق الذي كان يتنقصه بميله لقيس وارتمائه في أحضانهم، وما ذاك من الفرزدق إلا عن قلى منه لقيس، وإثارة لحفيظة خندف على جرير ـ بما فيه الكفاية لرد المكايدة.
تحضض يا بن القين قيساً ليجعلوا ****** لقومك يوما مثـــل يوم الأراقـــم
إذا حدبت قيــس عليّ وخــــــندف ****** أخذت بفضل الأكثرين الأكــــارم
أنا ابن قروع المجد قيـس وخندف ****** بنوا لي عادياً رفـــيع الدعـــائم
فإن شئت من قيــــس ذرى متمنع ****** وإن شئت طودا خندفي المخارم
ألم ترني أردي بأركان خنــــدف ****** وأركان قيس نعم كهـف المراجم
لقد حدبت قيس وأفناء خنــــــدف ****** على مرهب حام ذمــــار المحارم
ويقول له أيضاً معرضا بهواه للأخطل:
وقد لحق الفرزدق بالنصارى ****** لينصرهم وليس به انتصــار
تخاطر من وراء حماي قيــس ****** وخندف عز ما حمى الذمار
ويقول للراعي النميري لما اعتدى عليه، ونمير قبيلة من كبريات قبائل قيس وجمرة من جمرات العرب الثلاث. وقد قدح فكره وأورى زنده، فأبدع القصيدة المعروفة بالفاضحة، وسارت بعض أبياتها مسير المثل. وانتسب في ملاحاته مع النميري إلى خندف، فقال منها مخاطباً له:
تنح فان بحري خنـــدفي***** ترى في موج جريته عبابا
علوت عليك ذروة خندفي***** ترى من دونها رتبا صعابا
الفرزدق:
يقول في احتمائه بخندف من قيس:
ترفع لي خندف ـ والله يرفع لي ـ ****** ناراً إذا خمدت نيرانهم تقد
وفي المباهاة بهما:
إذا ذخرت قيس وخندف والتقى ****** صميماهما إذ طاح كل صميم
وفي هجاء قيس وإيعادها:
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها ****** قد جعلوا في يدي الشمس والقمرا
يا قيس عيلان إني كنت قلت لكم ****** يا قيس عيلان ألا تسرعوا الضجرا
يقول محمد طنطاوي : " ..وإذا حاول البحث أن يرى لفيفاً من الشعراء متعاصرين في الجاهلية والاسلام تبادلوا التنافس فيما بينهم وفيما بين أصولهم يمنية ومضرية، قيسية أو خندفية هكذا فإنه غير واجد عددا يعتد به كذلك إلا في هذه الفترة التي استعرت فيها نار الأحقاد بين الفريقين، ومن وقف على الأسباب التي أقامت مروان بن الحكم خليفة على المسلمين بعد معاوية الثاني، وهيأت له انتزاع الخلافة من عبد الله بن الزبير بعد أن تمت له في الحجاز والعراق ومصر وبعض الشام مع مؤازرة المضريين له، أدرك وجهة المروانيين في ميلهم إلى اليمنيين، وإيثارهم لهم في كبر الولايات والوظائف، فأن اليمنيين أخوال يزيد بن معاوية يحرصون على بقاء الخلافة في بني أمية لاستبقاء سلطانهم فيها، فلولا اليمنيون لتمت الخلافة لابن الزبير، ومن هذا الحين اندلعت السنة النيران بين العنصريين، فبينما يحسب المضريون أنهم أرباب الدولة وعنصر الخلافة، إذ يحسب اليمنيون أنهم أصحاب النفوذ فيها، وذوو السلطان في شئونها، فاتسعت الفجوة، وتأرثت نار العداوة، وتقارضوا ما تقذى به العين، ويشجى به الحلق، وضرب على أوتارهم الشعراء حتى طفح الكيل، فمن التقريب الحق أن تعتبر حقبة الدولة المروانية هي الحقبة التي ارتفع فيها نجم خندف، وصافح اسمها آذان الشعوب الإسلامية ذلك الحين.
نهى الإسلام عن التعصب البغيض، فلم يكن للقديم ذكر في صدر الإسلام، وكان معاوية حكيماً سياسياً فرأى أن صلاح دولته يتطلب العنصريين، فعمل على إدناء اليمنيين وصاهرهم بزواجه ميسون بنت بحدل الكلبية حتى لا ينفرد به عنصره المضري ويطمع يوما ما في القضاء عليه، وانقضت مدته بسلام، وتورط ابنه يزيد بعد ذلك، وتخلى عن تحمل الخلافة بعد توليها معاوية الثاني، فبعث الدفين من التعصب منذ كان مروان الأول. فمروان رجل داهية، و.لقد تغيرت حالة الدولة، وتحلل الناس فيها من رقابة الوازع الديني، وتغلبت عليهم المطامع الدنيوية، وانفك قالة السوء من عقالهم، وألفى الشعراء الأودية التي يهيمون فيها، يمدحون ويثلبون، فينفحون.ينفحون عمن تربطهم به وشيجة القرابة أو حافز الحباء، ويذيمون من يناصبهم العداء، وفي عِثْير هذا الصراع استهدفوا للتراشق بالنبال بعضهم لبعض، ثم تطور الحال بهؤلاء الشعراء في الإمعان بمجادة خندف حتى أطلقوها على خلفاء بني أمية وذلك لبعث الحمية المضرية في نفوسهم إلماعا لهم وتنبيها على استحقاق المضريين من قيس وخندف للأعمال في الدولة وقصر الولاية عليهم في الدولة دون اليمنيين، وبخاصة ولاية العراقين، درة الولايات الإسلامية وكبراها في تلك الآونة، وحدث هذا الاتجاه وكثر اللغط فيه عند ما عهد سليمان بن عبد الملك إلى يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي اليمني بولاية العراقين، فإنه أول يمنى نال هذا الجاه العريض، لبت يزيد والياً عليها على كره في كثير من نفوس رجالات الدولة، ولهذا أراد عمر بن عبد العزيز فور توليه الخلافة محاسبته للتنكيل به لولا فراره منه، ومعاجلة المنية للخليفة، فلما ملك الخلافة يزيد بن عبد الملك لم يسع يزيد بن المهلب إلا مناصبته العداء، والخروج عليه، بل المحاولة لانتزاع الخلافة من بني أمية إلى بني المهلب واليمنيين، ولكن طاش سهمه ووقع صريعاً في الميدان في حديث طويل سنذكر عنه كلمة قصيرة بعد، فلما انتكث فتله ودالت دولته، وخفت صوت المهالبة بعد أن ملئوا الأسماع، وأرهبوا المنطوين على الحقد عليهم حيناً من الدهر ـ انطلقت بعدئذ ألسنة الشعراء من عقالها، ونفثوا ما في صدورهم من كراهة وحقد، وتلاقت سهامهم في الاتجاه صوب غرض واحد وهو قذف اليمانين بالمثالب، واتهامهم بالعداء القديم للمضريين وانتهاز الفرص لقلب الأوضاع، وقد خفف هذا الالتفات من حدة العراك الأولى التي كانت تثور بين الشعبين: القيسي والخندفي، أو بين القبيلتين منهما ." التاريخ والأدب.
يقول هنيدس :
مما سبق يتضح أن :
1ـ ان قيس وخندف هم ابناء مضر .
2ـ أن العرب من مضر يفتخرون بهذا الأصل العظيم وهو عندهم بيت الشرف ..
3ـ أن كل طرف من ابناء مضر يفتخر بأنه بيت الشرف في العرب .
4ـ أن اغلب القبائل القحطانية كانت منقسمه بين فرعي مضر بحسب المصاهرات.
5ـ أن بعض الخلفاء من بني امية كانو يستغلون الاحقاد بين الطرفين لمصالحهم السياسية..
6ـ أنه تبعاً لذلك ظهرت الاحقاد والمفاخرات بين اليمنيه والعدنانية .فيما بعد .

وسنرى كيف استغل أمراء مكه في القرن الرابع والخامس الهجري ، هذه الأحقاد بين هذين الفرعين المضريين واتباعهم بالمصاهرة من اليمنيين ووظفوها لحسم صراعاتهم الخاصة مع ابناء عمومتهم الذين كانو يتطلعون الى الحكم في كل وقت . .

======
وضع القبائل القيسية في القرن الثالث الهجري وما بعده :
يقول الدكتور ابراهيم أسحاق ابراهيم : "..وفي نهاية العقد الثالث من القرن الهجري الثالث ق3هـ أنقضت القيسية وبعض أبناء عمومتهم بالحجاز على الحجيج وعلى سكان المدينة وأطرافها ، فسلبوا ونهبوا منهم ، وقد ذكر من هؤلاء القبائل سليم وهلال ومره وفزارة وغطفان وأشجع ونمير وتميم وضبة وباهلة ، ولا يبعد ان يكون دافع الاعراب إلى هذا النوع من الشطط هو إمحال باديتهم في نجد والحجاز ، وذلك أمر متكرر الحدوث في تلك النواحي ، فكان أن بعث الخليفة العباسي الواثق بن المعتصم إليهم قائدهم بغا الكبير عام 230هـ فقتل فيهم وأسر وحبس .. والذين حاولوا الهرب من الحبس قتلهم سكان المدينة ، ثم سار بغا عام 232هـ إلى اليمامة فأوقع ببني نمير وباهلة هناك ، واقتاد منهم عددا كبيرا" هجرات الهلاليين
(يقول هنيدس ): نلاحظ من دراسة النصوص التاريخه بهذا الخصوص ان الدوله العباسية أغفلت القبائل القيسية وظلمتها ولم تحسن أوضاعها ، وحالة البؤس والفقر والاهمال والاحساس بالتفرقه الخندفية القيسية دفعت هذه القبائل الى ان تخرج على طرق القوافل متحدية نظام العباسيين وعلى استعداد كامل للأنضمام تحت أي ثوره وهو ما حصل عند بدء ظهور القرامطة .
ونجد هذا الرأي مؤكداً عند الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم اذ يقول : " ..كان لبعض الظروف الطبيعية إضافة إلى القهر السلطاني الذي مارسة بنو العباس ، يد في دفع القيسية إلى شباك القرامطة الذين بدأ نجمهم يطلع منذ عام 286هـ ، فابن الاثير (ت636هـ) وابن خلدون يتحدثان عن انضواء طوائف من سليم وهلال تحت راية القرامطة.."..هجرات الهلاليين
ويقول الدكتور ابراهيم ايضاً : ..".. أن القرامطة سعوالى التوغل في الجزيرة العربية واكتساب ولاء بعض القيسية مثل كلاب وعقيل "..ويقول ايضاً "..وعندئذ (360هـ) لجأ الفاطميون لإغراء القيسية ، وتحريكهم من صف القرامطة والحاقهم بمصر.." يقصد الحاقهم سياسياً بمصر لان بعض القيسية كان قد دخل في المذهب الفاطمي .
ونشب الصراع بين القرامطة وبين الفاطميين (وهم مشتركون في نفس المذهب) ، يقول الدكتور ابراهيم : " ..وقد ساقت النزاعات بين الفاطميين والقرامطة إلى احتكاكات مباشرة بينهما ، ومنها الهزائم التي أوقعها القائد القرمطي الأعصم عام 360هـ بالجيش الفاطمي في دمشق والرملة وبعض المواقع مما يلي مصر ، بل خلع الأعصم طاعته للعبيديين . وعندئذ لجءا الفاطميون لإغراء القيسية وتحريكهم من صف القرامطة وإلحاقهم بمصر ، إضعافاً للقرامطة وتقوية للصفوف الفاطمية ".. هجرات الهلاليين
وفي السنوات من (365ـ386هـ) نقل العزيز بالله العبيدي الفاطمي بعض بني هلال وبني سليم إلى مصر فانزلهم بالعدوة الشرقية للنيل وبالصعيد كما قال ابن خلدون ،
(يقول هنيدس) : نلاحظ ان القرامطة ثم بعد ذلك الدوله الفاطمية استمالت القيسية وحسنت من اوضاعهم ووعدتهم بما يكفل لهم حسن العيش واعطتهم نوعاً من السلطه بعكس القهر السلطاني العباسي له .
(يقول هنيدس) : ونستنتج من دراسة وضع القبائل القيسية في القرن الثالث والرابع ما يلي :
1ـ ان القبائل القيسية في وسط الجزيرة العربية كانت مهملة من قبل بني العباس .2ـ أن بني العباس مارسو القهر السلطاني ضدها كما في غزو بغا لهم 230هـ .
4ـ ان الفقر والظلم من العباسيين للقيسية دفع القبائل القيسية للسطو على القوافل .
5ـ أن القبائل القيسية كانت على استعداد تام للانضمام لاي ثورة ضد العباسيين وهذا ما حصل بانضمامهم للقرامطة ثم الفاطميين .
6ـ أن الدوله الفاطمية حسنت من اوضاعهم ووعدتهم بحال افضل مما كانو عليه .
الأوضاع في الحجاز في تلك الفترة :
ولاية الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفر :
في سنة 384هـ تولى أمر مكة الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفرالذي بدأ عهده مخلصاً في ولائه للفاطميين وذلك بإقامة الخطبة لهم على منابر المسجد الحرام (1)
شن أبو الفتوح حمله على بني مهنا آل الحسين بن علي بن أبي طالب أمراء المدينة سنة 390هـ بأمر من الخليفةالفاطمي الحاكم بأمر الله لأن أمراء المدينة قطعوا الخطبه سنة 390هـ وأعادهم الى الطاعه (2)
وكان القرامطة سنة 398هـ وما قبلها يملأون طريق ركب الحاج العراقي بالرعب والمخاوف وقد أعد الخليفة العباسي حملة عسكرية لايقافهم في تلك السنة .
ما لبث أبو الفتوح أن خرج عن طاعة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي سنة 400هـ وتم هذا باغراء من الوزير أبي القاسم حسين بن علي المغربي الذي خرج عن طاعة خلفاء البيت الفاطمي وجعل ينتحل لقب الخلافة وأخذ له البيعة من قبائل بني سليم وبني هلال وبني عوف وبني عامر (3)
تنازل أبو الفتوح عن دعوته بالخلافة سنة 403هـ وفي تلك السنة بدأت قبائل بني سليم وطئ وبني هلال تخرج لاعتراض ركب الحاج العراقي حتى سنة 424هـ إذ استطاع أبو الفتوح محاربة هذه القبائل التي تهدد طريق أمن الحاج العراقي .(4)
ظل أبو الفتوح موالياً للخلفاء الفاطميين معلناً الخطبة للحاكم ثم الظاهر ثم المستنصر حتى توفي سنة 430هـ (5)
(يقول هنيدس) : نلاحظ من هذه الاحداث الاتي :
1ـ ان شريف مكه ابو الفتوح قرب بني هلال وهوازن والقبائل القيسية لانها كانت ضد آل مهنا أشراف المدينة ثم اخذ منها البيعة فيما بعد .
2ـ أن شريف مكه لم يستطع الانفراد بالسلطة والاستقلال عن الدوله الفاطمية التي كانت هي المرجع المذهبي وكان لها نفوذ في قبائل قيس الحجاز .
3ـ أن شريف مكه رضخ للأمر الواقع ، وانصاع بالقوه القاهره للحكم الفاطمي المؤيد من القبائل القيسية الحجازية واضطر الى مسالمة ومداهنة القبائل القيسية وتقريبها .
وتوفى الشريف أبو الفتوح سنة 430هـ .
ولاية الشريف شكر بن الحسن بن جعفر :
ثم خلفه أبنه الشريف شكر الذي لقب بتاج المعالي لما تمتع به من شجاعة وقوه لتأديبه القبائل المتمرة عليه حتى لقب بملك الحجاز ، وكثرت في بداية عهده اعتداءات القبائل ومنها بنو هلال وبنو سليم على طرق الحاج ولكن شكر استطاع رد عصيان هذه القبائل تارة باللين وأخرى بالشدة حتى أنه القى القبض على مشايخ من هذه القبائل ، ووصفه مؤرخي مكه بأنه كان يتمتع ببأس شديد(6)
يقول الدكتور ابراهيم : "..وانعدمت الطمأنينة في اليمامة حوالي عام 442هـ حتى كتب ناصر خسرو الرحالة الفارسي بأن المسافة بين مكة واليمامة كانت تحوي أربع عشرة قلعة للصوص والمفسدين والجهلة ، وقد بلغ البأس بالناس أنهم كانو إذا خرجو للصلاة حملو السيوف والرماح والأتراس "..
وفي سنة 443هـ وقع خلاف بين بني هلال وبني عامر وبين بني مهنا أشراف المدينة وحرض بنو هلال الشريف شكر بإعداد حملة عسكرية ضد بني مهنا وبمناصرة بني هلال وبني عامر للشريف شكر استطاع الشريف شكر الاستيلاء على المدينة ولذلك لقبه ابن خلدون والفاسي كما مر بملك الحجاز ، واستمرت ولايته لهما حتى سنة 450هـ ثم أعاد بني مهنا الى إمرة المدينة بعد ان عقد بينهم صلحا (7)
(يقول هنيدس) : نلاحظ ان الشريف شكر قد استعان بشكل رئيسي على قبائل قيس (التي كانت تتزعمها بني هلال)وقد غض الطرف عن كثير من الاحداث التي عملوها وكان شرق مكه وحتى وسط نجد تحت السيطرة الكاملة للقبائل القيسية خاصة هوازن .
وفي عصر الشريف شكر (442هـ ـ 454هـ) وقعت الشدة الكبرى والقحط العظيم ، حتى انعدم الزاد في جزيرة العرب ومصر والعراق ، وفي عصره ابتدت الهجرات الهلاليه (الهجرات الهلالية مصطلح يقع ضمنه قبائل بني هلال وهوازن وقيس وغيرهم وليس فقط بنو هلال الا انه من الواضح ان هذه القبائل كانت تحت قيادة بنو هلال)
ثم توفى الشريف شكر سنة 454هـ ولم يخلفه أحد . واستولى على الحكم الاشراف الهواشم الذين تربطهم بآل مهنا اشراف المدينة علاقات جيده .
الشريف شكر وبني هلال :
(يقول هنيدس) : لعلنا لاحظنا من خلال تحليل الاحداث السابقة وآراء المفكرين الآتي :
1 ـ أن الشريف شكر قرب كوالده القبائل القيسية خاصة بني هلال وغض الطرف عنهم في العالية وشرق مكه ووسط نجد .
2 ـ أن الشريف شكر كان على عداء قديم مع آل مهنا اشراف المدينة .
3 ـ أن القحط والشدة الكبرى جلى على اثرها الكثير من بني هلال والقيسية من الحجاز الى مصر بأوامر من الدولة الفاطمية التي تخضع لها قبائل قيس الحجاز منذ أمد طويل .
4 ـ أنه بعد رحيل الكثير من قبائل قيس وهوازن وبني هلال ...وقعت البقية المتبقية بين كماشتي الهواشم وآل مهنا الذين كانو على عداء قديم مع الشريف شكر ووالده .
بين الرواية وأحداث التاريخ :
الشريف شكر ورد ذكره في السيرة الهلالية كثيراً وله اشعار كثيره فيها..وكان متزوجاً من فتاة من بني هلال ..وحدث بينه وبين بني هلال أمر ما سنة 453هـ فاحتالت القبيلة فأخذت الفتاة منه فأنشد :
وصلتني الهموم وصل هواك***وجفــاني الرقاد مثل جفاك
وحكى لي الرسول انك غضى***يا كفى الله شر ما هو حاك (8)
ومما يتناقله ابناء الجزيرة العربية في الماضي من شعر الشريف شكر في الجازيه الهلالية قوله :
يقول الفتى شكر الشريف بن هاشم *** ما طرب الا مقتفيه فجوع
ولا ضحك الا والبكا مردفن له *** ولا شبعه الا مقتفيها جوع
ثمانين أنا صافيت بيضا غريرة *** لكن ملاقا آفامهن شموع
خمسين مهضومات الاوساط رجح*** يدسن الهوى في قلب كل ولوع
وثلاثين منهن تو ما بدالهن *** صغار ، وتو اثمارهن طلوع
ولا عاضني بالجازي ام محمد *** عليها ثياب الطيلسان طلوع
هلالية ما دقت العرن بالصفا *** شحم الكلى بين اليدين يموع
ألا واسفا بالجازي ام محمد *** فارقتها واثر الفراق يروع
بكيت عليها لين حرقت نواظري *** ولا نيب من امر الاله جزوع
ألا يا مشحينن بدنياكم ايقنو *** وراكم حصاصيد تحصد زروع
وترى ما يدن الا يد الله فوقها *** ولا طايرات إلا وهن وقوع
ولا بد عقب الدهر من وابل الحيا *** ومن بارق يوضي سناه لموع
ونلاحظ ان الرواية المتعاقبه لها اصول حقيقية كما ذكرت التواريخ .
ثم انتقل الحكم كما بينا في مكه بعد وفاة الشريف شكر الى أسرة الهواشم الذين حاربو مع آل مهنا القبائل (دأبت التواريخ كابن الاثير وغيرهم على تسميتهم بالقبائل) وذكرت منهم قبائل حرب (لاحظ ان حرب في شبابه مع عتيبة) وخرجو على ابي هاشم محمد بن جعفر ، وظل ابو هاشم يحارب القبائل حتى استطاع القضاء عليهم سنة 468هـ ويؤكد هذا القول ابن الاثير وابن فهد حيث يقولان أن أبا هاشم ظل يحارب القبائل ما يقارب من أربع سنين (9)
يقول هنيدس : نلاحظ ان بني هلال كانت لهم سيطرة تامة في بلاط الشريف شكر وكانو على علاقة نسب معه ، وانهم بعد أن كانو مقربين من البلاط ولهم كلمة قوية فيه اصبح وضعهم صعب جدا بعد رحيل الاغلبية من قيس بسبب القحط وبعد انتهاء حكم الشريف شكر ، ولا بد ان تحاول بقايا القبائل القيسية ان تحافظ على مصالحها بمحاربة من يريدون القضاء عليها قضاءاً مبرما .
(يقول هنيدس) : ونلاحظ من كل ذلك ان زعامة القبائل القيسية واحلافها كانت في بني هلال .
ومما تقدم نخلص الى الاتي :
ومن هذا العرض نستخلص الاتي :
1 ـ أن بني هلال وعامر(هوازن) كانو احلاف في شرق مكه والطائف وجنوب الطائف وشماله وحتى جنوب المدينه .
2 ـ أنه حصل خلاف بين آل مهنا وبني هلال ومعهم هوازن (بني عامر..الخ).
3 ـ أن الشريف شكر حارب آل مهنا بتحريض من بني هلال وهوازن .
4 ـ أن الشريف شكر كان مصاهراً بني هلال .
5 ـ أنه في عصر الشريف شكر وقعت الشدة العظمى وابتدأت هجرات القبائل .
6 ـ أنه بعد وفاة الشريف شكر حارب بعض الاشراف الهواشم ومعهم آل مهنا بقايا هوازن وحرب ..الخ .
7 ـ أن الهواشم استعانو بقبائل أخرى ضد قبائل هلال وعامر (هوازن) ومعهم وحرب ..الخ
في الحلقة الثالثة: اجتماع بقايا القبائل القيسية في الحجاز تحت راية الزعامة في شبابة من بني هلال وتحت مسمى حلف شبابه (عتيبة/هوازن) (وريثة قيس ومجدها) واحلافها من القحطانية لمحاربة القبائل الخندفية واحلافها من القحطانية التي عاضدت آل مهنا والاشراف الهواشم في مكة تحت حلف خندف .





________________________________________
مراجع ماسبق والحلقه الثالثه للباحث هنيدس الروقي
(1) ابن خلدون : العبر ج 4 ص 104
الجزيري : درر الفوائد ص 247
الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 195
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 174
(2) الفاسي: شفاء الغرام 2/198
الجزيري : درر الفوائد ص 248ـ249
(3) بن خلدون : العبر ج 4 ص 108
دحلان : خلاصة الكلام ص 25
سرور : سياسة الفاطميين ص 26
ماجد : ظهور خلافة الفاطميين ص 223
البرادعي : الدرر السنية ص 19
(4) أبن خلدون : العبر ج 4 ص 115
الجزيري : درر الفوائد ص 244ـ253
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 170ـ186
سرور : سياسة الفاطميين ص 27
ماجد : ظهور خلافة الفاطميين ص 24
(5) القلقشندي : صبح الأعشى ج 4 ص 269
الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 196
ابن ظهيره : الجامع اللطيف ص 83
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 180
(6) الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 196ـ197
ابن ظهيره : الجامع اللطيف ص 84
الجزيري : درر الفوائد ص 244،254
ابراهيم رفعت : مرآة الحرمين ج1 ص 360
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 181
(7) الجزيري : درر الفوائد ص 250
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 120
(8)الباخرزي : دمية القصر ج1 ص 37ـ38
الحلقة الثالثه :
(وهي اختصار لبحث طويل)
============
اضافات لما سبق :
وجاء في صبح الاعشى تفاصيل اوردها العتبي وغيره عن آل مهنا الذين تكلمنا عنهم :
وقال العتبي‏:‏ الذي ولي بعد طاهر بن مسلم صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر وكناه أبا علي‏.‏
وقال ابن سعيد‏:‏ ملك أبو الفتوح الحسن بن جعفر من بني سليمان إمرة مكة والمدينة سنة تسعين وثلثمائة بأمر الحاكم العبيدي وأزال إمرة بني الحسين منها وحاول الحاكم نقل الجسد الشريف النبوي إلى مصر ليلاً فهاجت بهم ريحٌ عظيمة أظلم منها الجو وكادت تقتلع المباني من اصلها فردهم أبو الفتوح عن ذلك وعاد إلى مكة ورجع أمراء المدينة إليها‏.‏
وكان لداود بن القاسم من الولد مهنا وهانيء والحسن‏.‏
قال العتبي‏:‏ ولي هانيء ومهنا وكان الحسن زاهداً‏.‏
وذكر الشريف الحراني النسابة هنا أميراً آخر منهم وهو أبو عمارة مدة كان بالمدينة سنة ثمان وأربعمائة‏.‏
قال‏:‏ وخلف الحسن بن داود ابنه هاشماً وولي المدينة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة من قبل المستنصر‏.‏
قال‏:‏ وخلف مهنا بن داود عبيد الله والحسين وعمارة فولي بعده ابنه عبيد الله وكان بالمدينة سنة ثمان وأربعمائة وقتله موالي الهاشميين بالبصرة ثم ولي الحسين وبعده ابنه مهنا بن الحسين‏.‏
قال الشريف الحراني‏:‏ وكان لمهنا بن الحسين من الولد الحسين وعبد الله وقاسم فولي الحسين المدينة وقتل عبد الله في وقعة نخلة‏.‏
وذكر صاحب حماة من أمرائها منصور بن عمارة الحسيني وأنه مات في سنة خمس وتسعين وأربعمائة وقام ولده مقامه ولم يسمه ثم قال وهم من ولد مهنا‏.‏
وذكر منهم أيضاً القاسم بن مهنا حضر مع صلاح الدين بن أيوب فتح أنطاكية سنة أربع وثمانين وخمسمائة‏.‏
وذكر ابن سعيد عن بعض مؤرخي الحجاز أنه عد من جملة ملوكها قاسم بن مهنا وانه ولاه المستضيء فأقام خمساً وعشرين سنة ومات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وولي ابنه سالم بن قاسم‏.‏
قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه‏:‏ وكان مع السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في فتوحاته يتبرك به ويتيمن بصحبته ويرجع إلى قوله‏.‏
استنتجنا مما سبق عرضه وما سيطول عرضه فيما بعد من احداث التاريخ من فتن بين الاشراف استخدمو فيها النعره القيسية والخندفية في النفوس بحسب مصالحهم :
1ـ ان القبائل القيسية وخاصة الهوازنية (عامر بن صعصعة وجشم وسعد ..الخ) في الحجاز كانت تحت زعامة بني هلال فمعقل قيس هي هوازن ورأس قيس هم بني هلال .
2ـ أن معظم هذه القبائل هاجر بسبب القحط وبسبب وفاة الشريف شكر ووقوع القيسية بزعامة بني هلال بين كماشتي الهواشم وآل مهنا الاشراف.
3ـ ذكرت المصادر ان الهواشم واحلافهم حاربو القبائل القيسية وذكروا قبيلة حرب احد دعائم حلف شبابة .
4ـ أن بقايا القبائل هزمت بعد حروب طاحنه مع الهواشم وآل مهنا..
5ـ ان بقايا هذه القبائل كانت تقطع الطريق كما في سنة 484هـ وان الدولة العباسية ارسلت حملة بقيادة اصيهيد بن سارتكين الذي اطاح بالقاسم شريف مكه .
6ـ أن بقايا هذه القبائل أعاد الشريف القاسم الى الحكم سنة 487هـ
7ـ أن خليفة ابن القاسم قضى على فتن الاعراب واصلح بين الهواشم وهدأت الاضطرابات ويعتبر عصره العصر الذهبي وقد توفى سنة 527هـ .
8ـ أن حدثت فتن اثارها الاشراف بين الاعراب سنة 543هـ و557هـ و565هـ ثم حدثت صراعات بين الشريف داوود والشريف مكثر ابناء عيسى (587ـ597هـ) وانتهى الصراع بان انتقل الحكم الى اسرة ثالثة من أسرات الحسينين المدعومة من العباسيين .
9ـ 582هـ وقعت فتنة بين الاعراب في الحج .
10ـ جهز الخليفة جيشاً ضخماً لضرب القبائل (القيسية/شبابة) ومعهم الشريف مكثر
11ـ هروب الشريف مكثر الى وادي نخله قرب الطائف وتوفي فيها سنة 599هـ .
12ـ أنه حدثت فتن بين الشريف قتادة وآل مهنا اشراف المدينة سنة 601هـ و 609هـ
13ـ في سنة 613هـ غزا الشريف قتادة قبائل هوازن وهذا آخر مره تذكر فيها التواريخ مسمى قبيلة هوازن على حد علمنا.
شبـــــــــــابــــــــــة :
(يقول هنيدس) : شبابة حلف تزعمته عتيبة ضد خندف التي منها قريش (الاشراف) وأحلافها (كما هو معروف من الجميع) ، وشبابة هي سنام (قيــــس) كما رأينا في تحليل الحقبة القديمة .
قال الرويس ق13هـ :
ليا جاك طرقي العتيبي عقب ياس ***** ينشد عن العتبان صفوة شبابة
أي أن عتيبة هي الأصل المتأصل في شبابه .
وقال دليم الطر المرشدي ق13:
حنا شبابة ناخذ الفـعل بالدول ***** حبــل يمدونه وحبــــل نرده
أي ان الأمر بأيدي شبابه (لاحظ ان الشاعر الاول من الروسان والشاعر الثاني من المزاحمه)
هذا الاسم الذي طالما تغنا به شعراء عتيبة في الماضي في حروبهم وافتخروا به . هل يعود الى اصل في هوازن كما رأينا من الشرح التاريخي انها كانت بزعامة بني هلال ..:
شبابة بطن من سويد بن عامر من هلال بن عامر بن صعصعه جاء ذلك في :
ـ نهاية الإرب .
ـ البلادي .
ـ الاحيوي : شبابة ويرد في بعض النصوص شبانة فرع من سويد بن عامر بن مالك بن رياح بن رؤيبة بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال ".أهـ
........الخ
ونخلص من هذا العرض بالاتي :
1 ـ ان بقايا هوازن قد تجمعت حول بقايا عتبة التي من سويد بن عامر من بني هلال فالزعامة في بني هلال كما وضحنا .
2 ـ أن شبابه بطن من سويد بن عامر من بني هلال .
2 ـ ان بعض الاشراف حاربو قبائل هوازن لان بني هلال قبل الرحيل كانت لهم اليد الطولى بين القبائل في الحجاز وحشدو ضدهم الاحلاف .
3 ـ أن التواريخ ذكرت حرب مع قبائل هوازن وحرب من دعائم شبابه .
5 ـ أن هذا المسمى اندثر بعده مسمى قيسي في الحجاز .
6 ـ وتبعه اندثار مسمى هوازني أو عامري نسبة الى عامر بن صعصعه وحل محله عتيبي (راجع التواريخ الحجازية)
من هذا السرد يتضح بشكل قاطع ... ان شبابة (حلف هوازني قيسي تبعته قبائل قحطانية ثم انفصلت عنه فيما بعد) نسبة الى فرع الزعامة في بني هلال (زعامة هوازن وقيس) وانها بالتحديد في بنو عتبة وان الاشراف حاربوهم واستعانو بهم في كثير من صراعاتهم ، وان مسمى عتبة صغر احتقارا الى عتيبة في هذه الصراعات وان عتيبة (رموز شبابه وزعماء القيسية واحلافهم) اندمجت تحت رايتهم كافة هوازن تحت مسمى العتيبي وان اقرب حلفاء عتيبة هم حرب وحرب فيها بطن قيسي وربما يكون بطن هوازني .
وقد مر معنا من قبل أن :
عتبة بطن من بني رياح بن هلال بن عامر بن صعصعه :
جاء ذلك في:
ـ نهاية الإرب (ق8هـ)
ـ ابن خلدون (ق8هـ)
ـ القلقشندي (ق8هـ)
ـ الشيخ المدني : العتبي ( وهي النسبة لعتبة لغة ) نسبة الى بني عتيبة قبيلة من العرب مشهورة بوسط نجد الى قريب مكه المكرمه والعامة تقول في النسبة اليها عتيبي "
ـ ابن لعبون (1242هـ) عتيبة بطن من بني رياح من هلال بن عامر بن صعصعه
ـ السويدي (1228هـ)
وهذه دلائل قاطعه من كتب القرن الثامن والتاسع الهجري وما بعدها تدل على ان عتيبة هي اخلاط هوازنية وربما خالطها بعض القيسية وان زعامتها في بنو شبابه من بني هلال وتحديداً في بنو عتبة (ترثة عتيبة)
مع العلم اننا حذفنا من الموضوع الاصلي احداث كثيره (اسماء قبائل ومواقع هوازن وبني هلال بحسب الديار واحداث اخرى..)...





________________________________________
بحث لهنيدس الروقي عن شبابه وعتيبه واحلافها
كنت قد كتبت هذا الموضوع كجزء رابع يفصل علاقة الاحداث بالنسب في موضوعنا المثبت " أحلاس الخيل ....شبابة وخندف " ، ولما طلب مني كثير من الاخوه الكرام كتابة موضوع مستقل وواضح عن انساب عتيبة وعلاقتها بقبيلتها الام هوازن وفروعها ، ، وكذلك طالبو بالكتابة عن الاحداث التي عاصرت تكوين قبيلة عتيبة ، قمنا بكتابة هذا الموضوع وعسى ان يفئ بالغرض :
مقدمة الجزء الرابع من أحلاس الخيل والمتعلقة بالنسب :
لكل حقبة مسمياتها الخاصة وظروفها الخاصة ، فليس كل ما يظن انه ثابت سيظل ثابتاً الى ابد الدهر ، وما يظن انه ثابت في وقته لابد وبمرور الزمن ان يتغير حتماً . لهذا قد يستغرب البعض عندما نتكلم عن اسماء لم تعهد في عتيبة من قبل ، وسيزول الاستغراب عندما نعرف ان هذه الاسماء لها اصول في شبابة التي هي الان عتيبة ، وقد ورد في الموروث القبلي عند عتيبة أنه أذا قيل :
" يا شبابة ....أتت الخيل من الشام والعراق والمغرب العربي "
واذا قيل " يا عيال منصور ....أتت الخيل من العراق والشام والحجاز وشمال افريقيا "
كما اننا نلاحظ بشكل كبير وواضح أن كثير من القبائل المعروفة خارج الجزيرة العربية وداخلها مختلفة الاصول تقول انها على صلة مبهمة من عتيبة !!!!
فما سر هذه الاقوال تاريخياً وما مغزاها ؟ ، وكيف نتعامل مع هذه الاقوال !! هل نرفضها كما ينادي البعض من ابناء القبيلة في هذا العصر، ام نحاول ان نتفهمها بشكل آخر .
و يصف المؤرخون الحقبة من 500هـ وحتى 900هـ بأنها عصر مظلم نتيجة لسيطرة المماليك والتركمان على منطقة العرب وقد ذكر المقريزي ثورات بعض العرب في تلك الفترة وقال ان نفوسهم أبت تغلب العنصر التركماني المملوكي عليهم وقد قمعت ثوراتهم بالعنف والقسوه وعلقت رؤوس كثير منهم على ابواب القاهرة . وقد تشكلت في هذه الحقبة سياسات جديده ومسميات للعرب جديده وتحالفات وامور كثيره يصعب حصرها ، ولعل المتابع للتاريخ وكتب الانساب لا يجد ربطاً منطقياً للمسميات القديمة بالمسميات الحديثه لكثير من قبائل العرب ومنها عتيبة التي يعرف انها كانت تقود في تلك الفترة الغامضه حلف شبابة الذي ضم قبائل شتى في الحجاز والشام والمغرب ، وآمل من القارئ هنا عدم الخلط بين ثلاثة أمور مهمة هي :
1 ـ ترثة عتيبة التي منها رؤساء شبابة .
2 ـ القبائل التي على قرابة منهم في النسب .
3 ـ القبائل العديده والكثيره التي تلتحق بهم حلفاً لا نسباً .
ولقد وصف المؤرخون حتى القرن الخامس هـ ديار هوازن في جزيرة العرب المعروفه ، ولكن بعد القحط العظيم الذي حدث في أعوام 442ـ454هـ ونتيجة للضغوط السياسية من الدولة الفاطمية كما اشرنا ، تجمعت معظم فروع هوازن ومعهم من معهم من سائر العرب في العاليه حيث المشيخة والرئاسة في بني هلال بن عامر بن صعصعه ، ونتيجة لتجمعهم في العاليه وما حولها خلت ديارهم في اواسط نجد وغيرها ، فهاجر من هاجر وبقي في الحجاز والعالية والشام من بقي ، مع ملاحظة وصف ابن خلدون (قبائل عتيبة الحالية) عندما يذكر لنا ان بنو هلال وجشم وسعد ونمير ديارهم واحده وأنهم مختلطين مع بعضهم حول الطائف .
يقول ابن خلدون :
" كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة والربذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة وأرض الشام. وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان. ونمير بن حامد معهم. وجشم محسوبون منهم بنجد " .
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب ق3 هـ :" وساكن الطائف ثقيف ويسكن شرقي الطائف قوم من ولد عمرو بن العاص، وواد قريب من الطائف يقال له برد فيه حائطان لزبيدة عظيمان يقال لموضعهما وج، وبشرقي الطائف واد يقال له لية يسكنه بنو نصر من هوازن، ومن يماني الطائف واد يقال له جفن لثقيف وهو بين الطائف وبين معدن البرام، ويسكن معدن البرام قريش وثقيف . ومن قبلة الطائف أيضاً واد يقال له مشريق لبني أمية من قريش ووادي جلذان منقلب إلى نجد في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال " الهمداني
وقال العماد في الخريدة : " أنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ قال، أنشدني الموفق بن الخلال (566هـ) لنفسه من قصيدة (منها) :
قالوا سراة بني هلال أصلها *** صدقوا كذاك البدر فرع هلال "
ـ ويقول الادريسي : " وعلى ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل وليس في بلاد الحجاز بأسرها جبل أبرد من رأس هذا الجبل وربما جمد به الماء في الصيف لشدة برده والغالب على نواحي مكة مما يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد في قبائل من هذيل ومن غربيها قبيلة مدلج وغيرها من قبائل مضر."نزهة المشتاق
ـ ويقول المقريزي : " وكان من خبر دخول العرب إلى المغرب أن بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد إلى الحجاز؛ فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف "
اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الحنفاء
قلت : واختلاط بني هلال ببني سعد بن بكر وبنو نصر وجشم ونمير ..الخ عرف فيما بعد بهوازن
ـ يقول ابن خلدون في تاريخه : " وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ابن خلدون
ويقول أيضاً : " وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " تاريخ ابن خلدون
وقلنا وقد مر معنا ، ان من بنو هلال بن عامر بن صعصعه تنحدر شبابة :
وهو الاسم الذي يفتخر به شعراء عتيبة في حروبهم في العصور الماضيه والذي هو أصل عتيبة :
يقول الرويس العتيبي ق13هـ :
ليا جاك طرقي العتـــيبي عقب ياس *** ينشد عن العتبان صفوة شبابه
ما عدك يم الهضبه اللي لها ارواس *** اللي يرد بها الشـعر في جوابه
ليا جيـت هاك الدار تلقى بها اوناس *** اما نشــر ولا تواجه عتـــــابه
وقال دليم المرشدي ق13هـ يصف عتيبة في نجد ووضعها بين القبائل :
حنا شبابة ناخذ الفعل بالدول *** حبــــل يمدونه وحــــبل نرده
ـ وقال الاحيوي : "شبابة بطن من بني هلال وترد في بعض النصوص شبانة " أ.هـ
ـ وجاء في القاموس المحيط للفيروزبادي :" وسَراةُ مُضافَةً إلى بَجيلَةَ، وزَهْرانَ، وعَنْزٍ، والحِجْرِ، وبَني القَرْنِ، وبَني شَبانَةَ،" ،
ـ وجاء في معجم قبائل الحجاز لعاتق بن غيث البلادي : شبابه بطن من سويد بن مالك بن زغبه من هلال بن عامر بن صعصعه ، كانت لهم عزة ومنعه عند دخولهم افريقا ولهم اخبار مطوله في تواريخ افريقيا ،"
ـ لكن انتماء شبابه لزغبه غير صحيح ذلك ان الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم في كتابه هجرات الهلاليين من جزيرة العرب ص 153 قال : " ولما كنا نجد في قوائم الحسن بن الوزان لاعقاب الهلالية في المغرب الأدنى اسم سويد بطن من رياح "
ثم مر معنا ان عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعة :
كان يطلق عليهم بنو عتبة ، ويقول المؤرخون القدماء وأهل العلم:
"العتبي (وهو النسبة لبني عتبه لغة) لبني عتيبة قبيلة من العرب مشهوره بوسط نجد الى قريب مكه المشرفه والعامه تقول في النسبة اليها عتيبي[/color]" المدني
"COLOR=orange]]عتبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه [/color]" نهاية الارب ق8
" عتبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه " العبر ـ أبن خلدون
"عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه" ..السويدي 1228هـ
"عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه" ابن لعبون1242هـ
"عتيبة هم عامر بن صعصعه" بن بليهد
"عتيبة هم عامر بن صعصعه" ...بن خميس
" وهنالك اعداد كبيره جداً من بني هلال بقيت في عتيبة وهم ابناء عمومتهم واقرب القبائل لهم " وجدي المغربي الادريسي
وفي هذه النصوص التي مرت ما يغني عن الكلام عن نسب قبيلة عتيبة وديارها من سالف العصر والاوان وحتى الان وقد تكلمنا عنه كثيراً .
ترثة عتيبة الهلالية :
وهم (أي ترثة عتيبة) بنو عتبة رؤوس شبابه وزعمائها وقادة احلافها في القرون الماضيه :
يقول بديوي الوقداني يصف ثبيت بانها هي هامة عتيبة واصلها المتأصل :
" عتيبة جناح الصقر وثبيت هامته " ولا يستوي طير بغير جناح ...
"بنو ثابت بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه " نهاية الارب ق8
" بنو ثابت من شبابة من بني هلال " أبن خلدون
ومن مشاهير ترثة عتيبة البطنين (النفعه ، المقطه ...الخ)
عودة الى الوراء : تحليل تاريخي :
من مشايخهم قبل الاسلام ضمرة بن ماعز سيد بني هلال ، ومنهم ربيعة بن أبي ظبيان الهلالي سيد بني عامر بن صعصعه جميعا وقد اغار بهوازن على بني الليث من بطون كنانه وأخذ انعامهم ، وقاتلوا بني نهشل مع بني عامر يوم الوندة أو الوندات وقتل منهم ما يقرب من ثمانين رجلاً ثم شارك بعض منهم في حنين .
وبعد معركة حنين ((أوطاس)) المشهوره وفد منهم وفود على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفود هوازن وكان صلى الله عليه وسلم يسمي هوازن وبني هلال بالاخوال كما جاء في كتاب الكامل لابن المبرد (وقد ذكرنا النص في تعليقنا على مقالة لاحد الاخوه في المنتدى : هل نحن اخوال النبي) ... ولما جاءت الفتوحات الاسلامية في فارس والروم ساهمت هوازن مع بقية قبائل العرب ، فاشتهر منهم الكثيرون ولاة على كرمان وفارس وغيرها (انظر تاريخ عتيبة المثبت في المنتدى) ، حتى انهم هم اول من سن الجائزة ولم تكن معروفة من قبلهم (راجع تاريخ عتيبة المثبت في المنتدى) ، وكانت لسليم وهلال محلات وحواضر في العراق ، من ذلك ما ذكره الطبري أن فريقا منهم اتخذوا لهم محلة بوادي الكوفه حوالي 120هـ وكان في هذا الموضع مسجد يعرف بمسجد بني هلال وتولى منهم قبيصة بن المخارق على شرطة البصره ..واستقر بعضهم في حواضر الشام والعراق اما البقية والاكثرية فاستقروا في العاليه واطراف نجد الجنوبيه مع بقية هوازن ..وكانت حياتهم حياة قبلية.. واشتهر منهم في العاليه في القرن الاول الهجري رياح الهلالي الذي من نسلة بنو رياح الفوج العظيم فيما بعد ..والذي منه شبابه وعتبه ((عتيبة))..(وسنفرد لفروع رياح ومنهم عتيبة فقرة في هذا العرض) ..حتى جاء القرامطه فانضم معظم بنو هلال الذين في العاليه ونجد لهم ..
ولم يكد ينتهي أمر القرامطه حتى ظهرت قوة جديدة وهي الدولة الفاطميه في مصر وانخرط بنو هلال في سلكهم بسبب المذهب الفاطمي آنذاك واشتهر منهم في تلك الفتره الشاعر الكبير ابو الحسن التهامي وكان شيعي المذهب وكثرت حوله الشائعات وقيل انه كان يحرض بادية بني هلال ومصر على الثورة ضد الفاطميين وقبض عليه وقتل في مصر ، واصبح بنو هلال في 443هـ تحت الضغط السياسي الذي كان مفروضاً عليهم من قبل آل مهنا لمناصرتهم للشريف شكر (وقد فصلنا الكثير في احلاس الخيل ج2 وج3) ،
مساكنهم من القرن الهجري الاول وحتى الرحيل :
لعل ما يهمنا في هذا المختصر ان الاصمعي ذكر ان جل بني هلال في الحجاز (17) وان ابو اسحق الحربي (285هـ) ذكر ان تربه وذات عرق مواطن لبني هلال ، وذكر لغده الاصفهاني (ت 310هـ) ان بني هلال يشاركون بطن الوحيد من بني كلاب في سكنى البردان الواقعة في الحجاز كما كانو يشتركون مع فرع الضباب من بني كلاب في الاستيطان بوادي تربه ، فلما جاء الحائك الهمذاني (334هـ) كانت هلال تقطن بوادي رنيه جنوب شرقي الطائف ووادي جلذان جنوب الطائف(19) ووادي أبيده وكان لهم وادي تربه وسوق عكاظ (20) ، وكانت مران قبل رحيلهم هي القاعدة الرئيسية لقبيلة بني هلال ولهم الخواره و كشب وحضن لهم قبل الاسلام وحتى رحيلهم ..عندما وقع القحط العظيم سنة 442هـ واستمر سبع سنوات وسميت بالشده العظمى وقيل انها من 446هـ وحتى 454هـ حتى اكل الناس بعضهم البعض من شدة الجوع في الحجاز ونجد ومصر والشام وسائر الأقطار تقول الاشعار المتوارثه من بني هلال في قبيلة عتيبة عن تلك الشده :
ثمان سنين ما هوى نجـد قطره ....ولا خيل الرعد الرزين وســـــار
ولا هبت العليا ولا هبت الصبا ... ولا طار من اشعاف البكار غبار
نحط الكحــــل في شمخ الذرع ... تسرح وتضوي به وهو ما طــار
حفرنا للجـــــم تسعـــــين قامه ....ولقيـــنا جــــــم بعــــــــــيد وغار
ولما عزمو على الرحيل الى شمال افريقيا ومصر ..تجمعو في مران التي هي من ديار عتيبة وهوازن من سالف العصر والاوان .. وكانو متحالفين مع بقية هوازن بنو عقيل وجشم وسعد وغيرهم وشاركتهم قبيلة سليم وغيرهم من قبائل الحجاز ..ثم هاجروا متخذين ساحل بحر القلزم طريقا لهم حتى العقبه ثم اغراهم الفاطميون لقتال بن باديس في شمال افريقا واخذ تلك الديار كما ذكر في جل التواريخ التي تكلمت عنهم .
بنو هلال بعد الرحيل :
مر معنا اعلاه في موروث قبيلة عتيبة القريب : انه اذا قيل يا شبابه تنادت قبائل الشام والحجاز وشمال افريقيا " أو في ما معناه ، وهو دليل على ان اصولهم واحده سواء الذين في الحجاز او المغرب او الشام ، ويقول ابن خلدون عن شبابة الهلالية في شمال افريقيا يصف بطونهم القديمة عندما كانو في بسائط الطائف وجبل غزوان قبل هجرتهم الى شمال افريقيا : "وكانت لسويد ... بطون مذكورون من فليتة وشبانة ومجاهر وجوثة، كلهم من بني سويد. "...تاريخ بن خلدون ، ويقول أيضاً : " ومن إملاء نسابتهم ، أن معقل جدهم له من الولد سحير ومحمد فولد سحير عبيد الله وثعلب. فمن عبيد الله ذوي عبيد الله البطن الكبير منهم. ومن ثعلب الثعالب الذين كانوا ببسيط متيجة من نواحي الجزائر. وولد محمد: مختار ومنصور وجلال وسالم وعثمان. فولد مختار بن محمد: حسان وشبانة. فمن حسان: ذوي حسان البطن المذكور، أهل السوس الأقصى. ومن شبانة الشبانات جيرانهم هنالك." أ.هـ
ثم يصف أين نزلت الفروع التي هاجرت منهم في شمال افريقيا ويقول : " ومنهم بطنان: بنو ثابت وموطنهم تحت جبل السكسيوي من جبال أدرن وشيخهم لهذا العهد أوما قبله يعيش بن طلحة. والبطن الآخر آل علي، وموطنهم في برية هنكيسة تحت جبل كزولة، وشيخهم لهذا العهد أو ما قرب منه حريز بن علي " تاريخ بن خلدون
قلت : وهو تصحيف كريز بن علي وليس حريز لان نسابة المغرب يقولون انه كريز وقال ابن خلدون : كريز بطن من زغبة وهناك من ينص انهم من رياح وسياتي تفصيله عندما نتطرق الى شبابه المشرق العربي .
وقلت ايضاً : ان الصريرات (وهم من بنو ثابت) ذكرهم بعض نسابة شمال افريقيا من بطون بني هلال المتأخره .
وبنو ثابت الذين من شبابة من بني هلال كانت لهم دولة عظيمة فيما بعد في شمال افريقيا ، ولشبابة ايضاً دولة آل معقل الشهيره .
مما سبق اعلاه يتضح الاتي :
ـ ان بني هلال كانو في القرن الخامس الهجري وما بعده حول الطائف وشرق مكه مع بني سعد بن بكر .
ـ ان فروعهم المشهوره في الحجاز لا زالت في ديارها الاصليه وبنفس مسمياتها في شمال افريقيا ومنها شبابه ومن شبابه ، البطنين، منهم بنو ثابت (بنو ثابت الثبته الذين منهم الصريرات منهم : الشهبة (المزاحمة والثبتان) ، ومن بنو ثابت ايضا : ثبتة السيل (الجوازي ، الكرزه ، الدراريج) ومعهم ابناء عمومتهم من البطنين (البطن الاخر) : النفعه ، المقطه ، الطفحه...الخ) ، .
ـ أنه يلحق بهم في شبابه " عيال منصور" وقيل انهم احلاف لهم .
ـ ويتضح هنا ان لا علاقة لقبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن بنسب عتبة ، فسعد شئ وعتيبة شئ آخر .
ـ ان فروع عتبة الاساسية دخل فيها احلاف من هوازن كافه وسنبين ذلك انشاء الله تعالى في الحلقات القادمة .
واما من يقول ان شبابة من كنانه بلا دليل فنقول انت تقذف بنا الى الجاهلية والنصوص الواضحه تقول لك ان الديار قد تغير أهلها يا رعاك الله خلال 1400عام فلا تلوي اعناق النصوص وما جاء في كتب التاريخ وانت تعلم ان دوام الحال من المحال والنصوص واضحة أمامك وانكارك لها لا يدل الا على تعنت وجهل بحقائق التاريخ نفسه ونصوص الكتب القديمة الواضحه .
واما من يقول ان هذا تشابه اسماء فنقول له : ان تشابة الاسماء قد يكون في اسمين او ثلاثه او اربعة على اكثر تقدير ، وهذا يستحيل اصلاً ، اما ان تذكر الكتب القديمة فروع القبيلة عن بكرة ابيها بديارها القديمة وما عرفه اهلها انهم من هوازن ، فهنا يكون الحال مختلف ، ومحال ان يكون هناك تشابه بهذا الكم الهائل وبهذه الكيفية ، الا اذا كان القصد هو العناد أوالجهل ممن يحاول التشويش على ابناء القبيلة بحجج واهيه واقوال اجهضناها بحقائق التاريخ قبل ان تولد من أفواه من قالوها .

ـ من يأتيهم من القبائل القريبة لهم بالنسب في هوازن .
ـ ثم ماذا عن شبابه في المشرق العربي ؟؟ هل هي مجرد تاريخ غامض ؟؟ ام تملاء احداثهم كتب التواريخ ؟؟؟؟
ـ آل فضل زعماء في عتيبة .
كل هذا نعرضه بنصوص من أمهات كتب العرب



يتبع















رد مع اقتباس
غير مقروء 30-Nov-2007, 06:20 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
striker
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


striker غير متواجد حالياً

افتراضي

________________________________________
تابع لهنيدس الروقي
جاء في الموروث القبلي في عتيبة :
"اذا صاح الصائح في الحج يا شبابه ...جاءت قبائل الشام وشمال افريقيا وعتيبة واحلافها "
وجاء ايضاً :
" اذا صاح الصائح يا عيال منصور ... جاءت قبائل العراق وشمال افريقيا وعتيبة واحلافها "

تخمينات مؤرخو التركمان حول انساب آل فضل و بنو شبابة عامة :
ويقول ابن خلدون تعليقا على نسبهم : " وأما أنسابهم عند الجمهور فخفية ومجهولة، ونسابة العرب من هلال يعدونهم من بطون هلال وهو غير صحيح " بن خلدون .
قلت : لاحظ كيف انكر ابن خلدون اقوال بني هلال وحاول الايهام ان هؤلاء هم من الجن !!!!!
وقال ابن خلدون : " وهم يزعمون أن نسبهم في أهل البيت إلى جعفر بن أبي طالب وليس ذلك أيضا بصحيح. لأن الطالبيين والهاشميين لم يكونوا أهل بادية ونجعة. والصحيح والله أعلم من أمرهم أنهم من عرب اليمن، فإن فيهم بطنين يسمى كل واحد منهما بالمعقل " تاريخ ابن خلدون
قلت : لا يعتد براي ابن خلدون طالما ان نسابة بني هلال ، أهل الشأن ، في القرن السابع يعدونهم من بني هلال .

قلت : وحكاية ان بني شبابه يزعمون عند ابن خلدون ، هي حكاية تقولها القلقشندي بخصوص ال فضل في المشرق العربي وهي مزاعم كاذبه كذب فيها ابن خلدون والقلقشندي (وهم من الموالين للمماليك) بغية ارضاء اسيادهم الذين يكرهون الجنس العربي ، فكيف يعقل ان ينكر المرء نسبة وكيف يفتخر العربي بالزناء !!! والهدف هو تحقير العرب ليس الا.

تقسيمات بنو شبابة في المشرق العربي :
اما تفرعاتهم ومسمياتهم المشهوره في المشرق العربي فتختلف إذ يقول صاحب صبح الأعشى عنهم مع ملاحظة تكرير نفس الادعاء عنهم وعن اصلهم بطريقة أخرى :
" قال في مسالك الأبصار: وتقول بنو ربيعة الآن إنهم من ولد جعفر بن يحيى، بن خالد، بن برمك من العباسة بنت المهدي، أخت الرشيد، ويزعمون أنه كان يحضر مع الرشيد مجلسه الخاص وأنه كلمه في تزويجها ليحل له نظرها لاجتماعهما بمجلسه فعقد له عليها بشرط أن لا يطأها، فعانقها على حين غفلة من الرشيد، فحملت منه بولد كان ربيعة هذا من ولده. قال: ويقول في نسبه إنه ربيعة بن سالم، بن شبيب، بن حازم، بن علي، بن جعفر، بن حييى، بن خالد، بن برمك؛ ويزعمون أن نكبة البرامكة كانت بسبب ذلك. ثم قال: وأصلهم إذا نسبوا إليه أشرف لهم لأنهم من سلسلة بن عنيز، بن سلامان، بن طيء، وهم كرام العرب وأهل البأس والنجدة؛ والبرامكة وإن كانوا قوماً كراماً فإنهم قوم عجم وشتان بين العرب والعجم؛ وقد شرف الله تعالى العرب أن بعث منهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وأنزل فيهم كتابه، وجعل فيهم الخلافة والملك، وابتز بهم ملك فارس والروم، ونزع بأسنتهم تاج كسرى وقصير، وكفى بذلك شرفاً لا يطاول، وفخراً لا يتناول. وذكر في التعريف نحوه قال في العبر: وكانت رياسة طيء في أيام الفاطميين لبني الجراح، " صبح الأعشى

قلت : وهذه من تخاريف مؤرخي التركمان (ابن خلدون ومن سار في ركبه) وتهجمهم على العرب بل وحقدهم الدفين والواضح في تواريخهم للمتتبع لاقوالهم ، بدأوها بالنقل من اخوان الصفا العرب دون الاشارة اليهم ثم اتهمو العرب في كتبهم بانهم جنس متخلف بعيد عن الحضاره وسياسة الملك ، وختموها بهذا الزيف ، فكيف يقولون ان العربي يفتخر انه ابن زنا !!!! وهو ما لا يقره العاقل والجاهل على حد سواء فحسبنا الله ونعم الوكيل وقد انكر هذا الادعاء جملة من علماء ق9هـ .
مع ملاحظة ان ابن فهد المكي ق9هـ نسب عتيبة في طي لانه ظن كغيره ان آل فضل من طئ .
وديار آل فضل وصفها الحمداني انها من الشام وحتى حضن .
قلت : المعروف ايضاً ان سنجاره في شمر بحسب اقوال نسابتها وابنائها انهم من بني هلال وقد سمعته انا ياهنيدس منهم بل هو المعروف عندهم وأوكد هذا الكلام أشد التوكيد ، وفي الماضي كان شيوخ سنجاره من آل الجربا يقولون انهم ورثو امارة آل فضل في الشام وقد علق ابو عقيل الظاهري على هذا بان ليس لديهم سند سوى اقوالهم .!!! (ولدينا تلك التعليقات من الكتب التي تناولت الموضوع) والموضوع سبق وان طرحه المغربي الادريسي وقال ان بني هلال في عتيبة وشمر وهناك فخذ من مطير منهم

آل فضل من رؤوس شبابة في الشام والحجاز وشمال افريقيا :
ذكر أحد الأخوه في تعليقه على نسب الشيخ تركي بن حميد أنه تركي بن حميد بن فلان ، بن فلان....... الفاضلي ، والمعروف ان الحمده هم من ترثة عتيبة ، أي من الأصول المتأصلة فيها نسباً وفي شبابة الجد الأعلى ، وقد مر معنا اعلاه عند ابن خلدون وعند نسابة المغرب :
"حريز (كريز) بن علي " .." ووصفهم بانهم بطن كبير (آل علي) من شبابة ومعهم بنو ثابت وعيال منصور " عند ابن خلدون
قلت : ان بعض كبار السن في الحجاز في الجيل الماضي توارثو مقولة تقول : ان ثبتة السيل (الدراريج والكرزه والجوازي) والشهبة (المزاحمة والثبتان) كان يقال عنهم في الماضي القديم انهم يطلق عليهم فواضل .
وقال بن خلدون : " بنو يزيد بن زغبة كان لبني يزيد هؤلاء محل من زغبة بالكثرة والشرف،..... وهم بطون كثيرة منهم: حميان بن عقبة بن يزيد، وجواب وبنو كرز وبنو موسى والمرابعة والخشنة. وهم جميعاً بنو يزيد بن عبس بن زغبة وإخوانهم عكرمة بن عبس.... ثم صارت فى بيت سعد بن مالك بن عبد القوي بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن مهدي بن يزيد بن عيسى بن زغبة، وهم يزعمون أنه مهدي بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، نسب تأباه رئاستهم على غير عصبتهم ..وربما نسبهم آخرون إلى سلول، وهم بنو مرة بن صعصعة أخي عامر بن صعصعة وليس بصحيح كما قلناه. وقد يقال إن سلولاً وبني يزيد إخوة، ويقال لهم جميعاً أولاد فاطمة. وبنو سعد هؤلاء ثلاثة بطون: بنو ماضي بن رزق (روق) بن سعد، وبنو منصور بن سعد، وبنو علي بن رزق (روق) بن سعد. واختصت الرئاسة على الظعون والحلول ببني علي وكانت لريان بن علي فيما علمناه، ثم من بعده لأخيه دغفل، ثم لأخيهما أبي بكر، ثم لابنه ساسي بن أبي بكر ثم لأخيه معتوق بن أبي بكر، ثم لموسى ابن عمهم أبي الفضل بن علي، ثم لأخيه أحمد بن أبي الفضل، ثم لأخيهما علي بن أبي الفضل. ثم لأبي الليل بن أبي موسى بن أبي الفضل، وهو رئيسهم لهذا العهد. وتوفي سنة إحدى وتسعين، وخلفه في قومه ابنه. " بن خلدون

نلاحظ هنا ان منصور منسوب في سعد الذي من زغبه رغم سقوط اسماء عديدة من سعد الى هلال . كما نلاحظ اشياء اخرى منها تخبط المؤرخين في تحديد اسمائهم وفروعهم في بني هلال وتقديم بعض الاسماء على اسماء اخرى ..الخ

شاور السعدي وقرابته ببني منصور :
قال المقريزي : " وكان شاور قد انضم إلى بني منصور لأنه من فخذهم " المقريزي اتعاظ الحنفاء ص 292

آل علي :
" آل علي من آل فضل " في صبح الاعشى الذي يتكلم عن نفس الحقبة ولكن في المشرق العربي ..
قلت : واذا علمنا ان بطون ال فضل يلحق بهم ستة بطون كبيره من عتيبة سينقشع الغبار عن حقيقة ان ال فضل نسبة الى فضل بن ربيعة المجهول الجد عند التركمان ، هو من بني هلال وبالتحديد من شبابة ، يقول صبح الاعشى :
" ثم صارت لأل ربيعة. قال الحمداني: وكان ربيعة هذا قد نشأ في أيام الأتابك زنكي وابنه نور الدين الشهيد صاحب الشام ونبغ في العرب وولد له أربعة أولاد وهم: فضل، ومرا، وثابت، ودغفل، ومنهم تفرعت بطون آل ربيعة. ثم المشهور من آل ربيعة الآن ثلاثة بطون وهم: آل فضل، وآل مرا، وآل علي، فآل فضل هم بنو فضل بن ربيعة وآل مرا بنو مرا بن ربيعة. وأما آل علي فمن آل فضل أيضاً، وهم بنو علي بن حديثة، بن عقبة بن فضل المقدم ذكره؛ وقد صارت آل فضل أيضاً بعد ذلك بيوتاً أرفعها قدراً بيت عيسى بن مهنا، بن ماتع، بن حديثة، بن عقبة، بن فضل. قال في مسالك الأبصار: وفيهم الإمرة دون سائر آل فضل. قال: ثم صار آل عيسى بيوتاً: بيت مهنا بن عيسى، وبيت فضل بن عيسى، وبيت حارث بن عيسى، وبيت محمد بن عيسى، وبيت هبة بن عيسى. وسيأتي الكلام على تقسيم الإمرة فيهم في الكلام على عرب الشام في المسالك والممالك إن شاء الله.
وهم بطون كثيرة: فمن بطونهم ( قلت : أي منهم ومن أصولهم المتأصله من هوازن) :
البطنين، وأفخاذهم: آل دعيج، وآل روق، وآل رفيع، وآل سرية، وآل مسعود، وآل تميم، وآل شرود. ومن بطونهم الأجود وأفخاذهم آل منيع، وآل سنيد، و آل منال، وآل أبي الحزم، وآل علي، وآل عقيل، وآل مسافر. هذا ما ذكره الحمداني.
وزاد في مسالك الأبصار عن نصر بن برجس المشرقي، وأولاد الكافرة، وساعدة، وبني جميل، وآل أبي مالك. قال في المسالك وديار آل أجود منهم الرخيمية، والرقبي، والفردوس، ولينة، والحدق. وديار آل عمرو بالحوف، وديار بقاياهم: النصيف، والكمن، واليحموم، والأم، و المعينة. ويليهم ساعدة وديارهم من الحضر إلى برية زرود، إلى سقارة، إلى البقعاء، إلى التيب، إلى الساسة، إلى حضر. صبح الاعشى

قلت : هذه الاسماء التي مرت ما سماه اهل المشرق بطون آل فضل (نسبة الى الفرع المتراس فيهم من بني شبابه) بحسب التقسيم الشامي اي المشرقي عند مثقفي الدوله المملوكيه وكتابها لبنو شبابه الهلاليين واحلافهم من العرب وهم كما ترى أخي القارئ عتيبة لا غير وأولاد الكافرة هو لقب للحفاه من الروقه قديم وليس أسم ، والمعروف عند نسابة عتيبة في الماضي أنهم آلاد حافي شلوة الكفار .. .

ما قاله صاحب صبح الأعشى عن أصولهم :
مر معنا ان آل علي هم من بطون شبابة عند ابن خلدون في معرض سرده عن العرب في شمال افريقيا ، ولكننا نجد في صبح الاعشى اقوال أخرى عن انسابهم :
الفخذ الثالث من آل ربيعة آل علي - وهم فرقة من آل فضل المقدم ذكرهم ينتسبون إلى علي بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة. قال في مسالك الأبصار: وديارهم مرج دمشق وغوطتها، بين إخوتهم آل فضل وبني عمهم آل مرا، ومنتهاهم إلى الحوف والجبابنة، إلى السكة، إلى البرادع. قال في التعريف: وإنما نزلوا غوطة دمشق حيث صارت الإمرة إلى عيسى بن مهنا وبقي جار الفرات في تلابيب التتار. قال في مسالك الأبصار: وهم أهل بيت عظيم الشأن مشهور السادات، إلى أموال جمة ونعم ضخمة ومكانة في الدول علية. وأما الإمرة عليهم فقد ذكر في مسالك الأبصار أنه كان أميرهم في زمانه رملة بن جماز بن محمد بن أبي بكر بن علي بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة. ثم قال: وقد كان جده أميراً ثم أبوه. قلد الملك الأشرف خليل بن قلاوون جده محمد بن أبي بكر إمرة آل فضل، حين أمسك مهنا بن عيسى. ثم تقلدها من الملك الناصر أخيه أيضاً حين طرد مهنا وسائر إخوته و أهله. قال: ولما أمر رملة كان حدث السن فحسده أعمامه بنو محمد بن أبي بكر، وقدموا على السلطان بتقادمهم وتراموا على الأمراء، وخواص السلطان،وذوي الوظائف فلم يحضرهم السلطان إلى عنده ولا أدنى أحداً منهم، فرجعوا بعد معاينة الحين، بخفي حنين؛ ثم لم يزالوا يتربصون به الدوائر وينصبون له الحبائل والله تعالى يقيه سيئات ما مكروا حتى صار سيد قومه؛ وفرقد دهره، والمسود في عشيرته، المبيض لوجوه الأيام بسيرته. وله إخوة ميامين كبرا، هم أمراء آل فضل وآل مرا. وقد ذكر القاضي تقي الدين بن ناظر الجيش في التثقيف: أن الأمير عليهم في زمانه في الدولة الظاهرية برقوق كان عيسى بن زيد بن جماز.

وقد ذكر في مسالك الأبصار نقلاً عن محمود بن عرام، من بني ثابت ابن ربيعة: أن آل فضل تشعبوا شعباً كثيرة، منهم آل عيسى، وآل فرج، وآل سميط، وآل مسلم، وآل علي. قال: وأما من ينضاف إليهم (أي ليس منهم) : " ويدخل فيهم، فرعب، والحريث، وبنو كلب، وبعض بني كلاب، وآل بشار، وخالد حمص، وطائفة من سنبس وسعيدة، وطائفة من بربر وخالد الحجاز، وبنو عقيل من كدر، وبنو رميم، وبنو حي، وقران، والسراحين " .
قلت : لاحظ ان سنبس الطائيه ليست منهم
فمن اللذين في أحلاف آل علي أيضا :
يقول صبح الأعشى : " ويأتيهم من البرية من عربه (أي من جماعتهم الاقربين) غالب، وآل أجود، والبطنين، وساعدة
(ثم يسرد بقية القبائل) : " ومن بني خالد آل جناح، والصبيات من مياس، والحبور، والدغم، والقرسة، وآل منيحة، وآل بيوت، والعامرة، والعلجات من خالد، وآل يزيد من عابد، والدوامر، إلى غير هؤلاء ممن يخالفهم في بعض الأحيان.
قال المقر الشهابي بن فضل الله: " على أني لا أعلم في وقتنا من لا يؤثر صحبتهم ويظهر محبتهم ".

ويتضح لنا الاتي من النصوص الكثيره التي سقناها وسنزيدها فيما بعد :
1ـ ان من عرب ال فضل اي من قبائلهم القريبة منهم في النسب : آل روق ساعدة آل دعيج (ان الدعاجين من عيال منصور) ...الخ
2ـ ان القلقشندي فرق بين من هم منهم ومن ياتيهم وذكر ان سنبس الطائيه تأتيهم وليست منهم وهذا نص يؤكد ان آل فضل ليسو من طئ فضلا عن انكار ال فضل انفسهم ذلك التنسيب .
3ـ أن ديارهم وامتدادهم الى حضن وكشب كما قال الحمداني وهي ديار عتيبة ومسميات بطونها .
4ـ ان ذكر تسلسلات النسب وتخبط مؤرخي التركمان في الاسماء وادخالهم الفرع في الاصل والاصل في الفرع تارة اخرى لا علاقة له بأصولهم الهلالية لان النصوص فيها قاطعه فالباحث يستطيع ان يستشف التصحيف المريع في الاسماء والتسلسل الذي وضعناه في نسب ابن ربيعان وابن حميد هو التسلسل الصحيح رغم ان هناك اسماء كثيرة اسقطناها لاننا اخذنا هذا التسلسل عن اجدادنا في الحجاز .
5ـ أن ترثة عتيبة الهلالية : هم من ذكرنا من قبل وهو ما ذكره المؤرخون كما اشرنا ، ودخل فيهم بقية هوازن .
6ـ ان الشهبه ومنهم الثبته والمزاحمه ومعهم ابناء عمومتهم الكرزه (الكرزان) وبقية ثبتة السيل والبطنين هم رؤوس شبابه كقياده ، وهذا فيه بحث طويل لن ينشر هنا

الفاضلي في عتيبة

مر معنا :
ـ ان ثبتة السيل (الكرزه ، الجوازي ، الدراريج) ، والشهبه (الثبتان ، المزاحمه ، الروسان) وآل عيسى وآل حجي كان يطلق عليهم فيما مضى فواضل ومفردهم في الماضي القديم (الفاضلي) من بني هلال وهم رؤوس شبابه وهذه الفروع الذي ذكرت هي فروع قديمة جدا بعضها يدخل في بعض ومعظمهم من الصريرات من ثابت (الاكبر) .
ـ ومر معنا ايضا ان مؤرخو التركمان تضاربت اقوالهم بشأنهم وبشأن عتيبة فهناك من نسب آل فضل الى طئ وتبع ذلك تنسيب عتيبة في طئ تبعا لتنسيب الامارة المشهوره في ذلك الوقت على العرب كما فعل ابن فهد المكي ق9هـ عندما قال ان عتيبة من طئ وقال في كتاب معجم الشيوخ ان آل محيا ، والسعدي الحافي ..الخ من طئ بينما هم من غزية هوازن ، ومر معنا ان هناك من غالط هذا التنسيب وقال انهم أي آل فضل وعتيبة أشراف ...الخ ، بينما نسابة بني هلال القدماء يقولون انهم من بني هلال والفواضل عامة وشبابة وعتيبة هلاليون باقوال الكتب القديمة التي عرضناها وباقوال شيبان الفواضل القدماء الذين في عتيبة في السيل وغيره .
ـ اننا هنا لا ننكر ان سنجاره الهلالية في شمر ورثت أمارة ال فضل في الشام ، فسنجارة وعتيبة من بني هلال كما مر .

ـ ان كثيرون ممن قالو ان عتيبة احلاف تزعمها آل ربيعان وآل حميد ، لم يعلمو ان من ذكرنا يعودون في أصل واحد ، وأن في هذا الاصل امارة شبابه ، والذين قالو ان عتيبة احلاف عدنانية وقحطانية لم يفسرو لنا سر تجمع هذه الاحلاف ولعلهم عندما يقرأون ما نسطر هنا ستنكشف لهم حقائق عن هذا الحلف الهوازني الكبير الذي تبعته قبائل عديدة وقيادته في عتيبة .
ـ ان المؤرخين الذين نسبو عتيبة في طئ واهمون .
ـ وأن المؤرخين الذين نسبو آل فضل في طئ واهمون .
ـ أن النصوص التاريخيه في المواضيع اعلاه وأدناه فيها من التصحيف وادخال فروع في أصول وأصول في فروع وتخمينات مؤرخي التركمان وتناقضاتهم الكثيره فنرجو ملاحظة ذلك .

ابتدأ ظهور آل فضل وأمارتهم (تاريخياً) :
قال الحمداني : وكان ربيعة (أبو فضل) قد نشأ في أيام الأتابك زنكي وأبنه العادل نور الدين صاحب الشام ، ونبغ بين العرب وولد له أربعة أولاد وهم فضل ومرا وثابت ودغفل ومن الأربعه تفرعت ربيعه ، قال وكلهم ورثو ارض غسان بالشام وملكهم على العرب ، ثم صارت الرياسة لآل عيسى بن مهنا بن فضل بن ربيعة هم سادات العرب ووجوهها ولهم عند السلاطين حرمة كبيرة وصيت عظيم ، إلى رونق في بيوتهم ومنازلهم :
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم *** مثل النجوم التي يسري بها الساري
ثم يقول : إلا انهم مع بعد صيتهم قليل عددهم ، ولما توهم في مسالك الأبصار أن في هذا القول غضاً منهم أنشد يقول :
تعيرنا انا قليل عديدنا *** فقلت لها إن الكرام قليل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا***عزيز وجار الأكثرين ذليل
ويقول القلقشندي : واعلم ان هذه العرب لم يزل لهم عند الملوك مزيد البر والجاه وجزيل العطاء لا سيما عند وفادتهم إلى الأبواب السلطانيه .
قال المقر الشهابي بن فضل الله : قال الحمداني ..هذا واستكثره وأطال فيه واستعظمه ، فكيف لو عمر الى زماننا ورأى اليهم إحسان سلطاننا والعطايا كيف كانت تفيض عليهم فيضاً من الذهب والعين والدراهم بمئات الألوف ، والخلع والأطلس بالأطرزة المزركشة ، وأنواع القماش المفصل لملوكهم بالسمور ، والوشق والسنجاب ، والبطراسي ، والأطرزة المزركشة ، والملمع والباهي ، والسازج والعنابي من السكندري ، وفاخر المقترح والمصبوغات المجوهرة ، والمذهب ، وأنواع المزركش لنسائهم ، والسكر المكرر والأشربة المختلفة بالقناطير المقنطرة ، إلى ما ينعم به على أعيانهم من الجواري الترك ، والخيل للنتاج ، والفحول للمهارى ، مع ما يطلق لهم من الأموال الجمة بالشام ، ويقطع باسمهم من المدن والبلاد ، ويملك لهم من القرى والضياع ، ويعطى غلمانهم ويجري عليهم من الإقطاعات لهم وللائذين بهم والنجاة بجاههم ، مع المكافآت المالية ، والشفاعات المقبوله ، في استخدام الوظائف وترتيب الرواتب وإقطاع الجند والإطلاق من السجون والمراعاة في الغيبة والحضور ، إلى غير ذلك من تجاوز أمثال الكفاية في الإنزال والمضيف لهم ولأتباعهم منذ خروجهم من بيوتهم إلى حين عودتهم إليها ، مع مؤاكلة السلطان مدة إفامتهم بحضرته غداء وعشاء ، والدخول عليه في المحافل والخلوات وملازمته اكثر الأوقات * وإن وجدت لساناً قائلاً فقل * .
وقال المقر الشهابي عن آل فضل:
" وآل عيسى في وقتنا هذا هم ملوك البر فيما بعد واقترب وسادات الناس ولا تصلح إلا عليهم العرب ، قد ضربوا على الأرض نظاماً ، وتفرقوا في فجاجها حجازاً وشآماً وعراقاً ، آنى نزلت خلت الأرض قد رمت أفلاذها والسماء قد مرت رذاذها ، ترتج بخيولها صهيلا ، وتحتج بسيوفها على الرقاب صليلا ، تجمع قبائل ، وتلمع مناصل ، وتنبت قنا ، وتميت فتنا ، قد نصبوا بمدرجة الطريق خيامهم ، وأوقروا في عالم الأسماع أعلامهم ، إن الكرم أعلى بهم ، وتقارعوا في قرى الضيفان ، وسارعوا إلى تقريب الجفان ، قد داروا على البلاد اسواراً حصينة ، وسواراً على معصم كل نهر ، وعقداً في جيد كل مدينة ، وأحاطوا بالبر من جميع أقطاره ، وحالوا بين الطير المحلق ومطاره ، حفظوه من كل جهاته ، وحرسوه من سائر مواضعه وآفاته ، وصانوه من كل طارق يتطرق ، وسارق يتسلل أو يتسرق ، فلا تبصر إلا مرسى خيام ، ومسير خدام ، ومورد كرام ، وموقد ضرام ومقعد همام ، ومعقد زمام ، ومجال غمام ، وآجال رزق أو حمام ، ومعهد أياد جسام ومشهد يوم يرعف به أنف قناة أو حسام ، وملجاء خائف ، وملجم حائف ، وسجايا ملكيه ، وعطايا برمكيه ، ومواهب طائيه ومذاهب حاتميه ، وبوادر ربيعيه ، ونوادر مرعيه ، وصوارم تنحسر بذيلها الرقاب ، ومكارم يتحسر على إثرها السحاب ، لا يطرق لهم غاب ، ولا يفل لهم حد ظفر ولا ناب ، ولا يطرح لهم بيت مضيف ، ولا يطيح إلا إليهم تابع مشتى ومصيف ، لا يخلو ناديهم من حسب ضخم ، وشجاع وبطل وجواد كريم ، ووافد آمل ، وقاصد نائل ، وصارخ ملهوف ، وهارب مستجير ، وآم يؤمل المعروف ، لا تنفك لهم نار قرى وقراع ، ومنار أمن ومناع ، يسرح عدد الرمل لهم إبل وشاء ، ومد البحر ما يريد المريد منها ويشاء ، تطل منهم على بيوت قد بنيت بأعلى الروبا وبلغت السحاب وعقد عليها الخبا ، قد اتخذت من الشعر الأسود ، وبطنت بالديباج المنجد ، وفرشت بالمفارش الروميه والقطائف الكرخيه ، ونضدت بها الوسائد ، وقامت حولها الولائد ، وشدت بوتد السماء أطنابها ، وأعدت لطوالع النجوم قبابها ، وأرخيت سجفها ، وتزايد ظرفها ، وشرعت أبوابها إلى الهواء ، واستصرخ بها لدفع اللأواء ، ورفعت عمدها ، وقرر في الأرض وتدها ، وطلعت البدور في كلتها ، ورتعت الظباء في مشارق أهلتها " أ.هـ

قلت : حجازاً وشاماً وعراقاً ، هو مصداق لما قلناه انه اذا صاح الصائح في الحج من عتيبة يا شبابه جاء اهل العراق والشام وعتيبة الحجاز واتباعهم من القبائل

وقال الحمداني(يصف ديار آل فضل) : وديارهم من بلاد الحيدور والجولان إلى الزرقاء والضليل إلى بصرى ومشرقاً إلى الحرة المعروفة بحرة كشب قريبا من مكة المعظمة الى شعباء إلى نير مزيد (النير ) إلى الهضب المعروف بهضب الراقي ، ثم قال : وربما طاب لهم البر وامتد بهم المرعى أوان خصب الشتاء فتوسموا في الأرض وأطالو عدد الأيام والليالي حتى تعود مكة المعظمة وراء ظهورهم ويكاد سهيل يصير شآمهم ويصيرون مستقبلين بوجوههم الشام .
قال الحمداني : ..ويدخل في امرتهم من العرب : حارثه والخاص ولام وسعيده ومدلج وقرير وبنو صخر وزبيد حوران وهم زبيد صرخد وبني غني وبنو عر .
قال ويأتيهم من عرب البريه (نجد) آل ظفير والمفاوجه وآل سلطان وآل غزي وآل برجس والحرسان وآل المغيره وآل ابي فضل (فضول لام) والزراق وبنو حسين الشرفاء ، والبطنان ، وخثعم وعدوان وعنزه .
قلت : لاحظ ان فضول لام تابعين لال فضل أي ان هؤلاء غير هؤلاء ، ومن هذا النص نستدل على ان آل فضل كانو امراء العرب ويتبعهم هوازن وبعض طي...
وعندما اندثر ملك آل فضل وحصل الانقسام أنقسمت بعض فروع غزية الى قسمين كساعدة العراق وساعدة الحجاز
وسوطة عتيبة وسوطة الظفير (والظفير من لام) ...واصل السوطه من البطنين من طفيح من عتيبة هوازن
وربيع العراق وربيع عتيبة .....وهم من غزية ...الخ
وقد سبق وان قلنا ان آل مرا من آل فضل ذابو في عتيبة ،
يقول القلقشندي في كتابه " قال : وآل مرا أبطال مناجيد ورجال صناديد وإقبال ، قل كونو حجارة أو حديدا ، لا يعد معهم عنترة العبسي ولا غرابة الأوسي ، إلا ان الحظ لحظ بني عمهم أتم مما لحظهم ولم يزل بينهم (أي آل مرا) نوب الحرب ، ولهم في أكثرها الغلب ، وقد كانت لهم بأحمد بن حجي الألفة الشماء ، ثم قتلت بينهم القتلى وأنزف قوة بأسهم سفك الدماء وتشتت كلمتهم بقسمة الإمرة بينهم على أنها لو لم تقسم بينهم لظل بينهم كل يوم قتيل وأخذ بجريرته قبيل ، لأنفة نفوسهم وعدم أنقياد نظير منهم لنظير .(3)
وفي عتيبة ...انصهر آل مرا....في فروعها...
وذهب بن فهد المكي في القرن العاشر الهجري ..وقال ان عتيبة هم عرب الشرق من طي..للسبب آنف الذكر
وقلنا انه نسب آل محيا وغيرهم من مشاهير عتيبة ق 9هـ في طئ
ووادي مرا (وهو وادي فاطمة الان) وهو نسبة الى مرا المذكورين ...
ووادي فاطمه ..وكشب ..والسيل وجنوب الطائف وشرقيه وعكاظ ...
هي ديار هوازن وديار غزية وبني هلال ومنبع آل فضل فيما بعد ...

:







________________________________________
ردهنيدس الروقي على الباحث الاحيوي والقداح الذين قالوا بكنانية شبابه وتبعا لذلك عتيبه
قال هنيدس الروقي وهو يفند شبهات الاحيوي والقداح حول كنانية عتيبة
ما نصه " . "فمن نص الهمداني (ق3هـ) ونص المقدسي (ق4هـ) ونص ناصر خسرو (ق5هـ)وهم رحاله زاروا المنطقة ، نرى أنهم لم يذكروا ولم يقولوا أن هناك سراة اسمها سراة بني سعد ولو أن هناك سراة أسمها سراة بني سعد لما أغفلوها لشهرتها ، وفي رأينا ومن خلال متابعة حركة القبائل بحسب النصوص أعلاه وغيرها نقول أن سراة بني سعد (التي من هوازن) ذكرت في أوقات متأخره بعد (ق5هـ) ومما يحضرنا الان ما ذكره الاحيوي عن نص الفاسي ق9هـ حيث قال : "قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــلاحظ أن الفاسي لم يربط بني سعد ببني شبابة نسباً وانما ربطهم الاحيوي ، والذي يفهم من النص ان بني سعد حلوا في عصره أي (ق9هـ) في نفس منطقة شبابة القديمة ، وشبابة القديمة تلك ذكرت في (ق 1و2هـ) ثم انحصرت (ق3هـ) بنص الهمداني في جزء ضيق بين عدوان وبجاله ثم أختفت في (ق4هـ) بنص المقدسي ولم تذكر في (ق5هـ) في نص ناصر خسروا وجميع هؤلاء العلماء زاروا المنطقة وذكروا ن القبائل هناك أغلبها هوازنية .وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن هوازن امتدت تدريجياً في تلك المنطقة واستولت عليها ، وقد مر معنا أعلاه وفي مواضيعنا الأخرى ان بني سعد بن بكر وبني هلال وجشم ونصر وعقيل اصبح لهم نفوذ في تلك المناطق . وهذا يتطابق مع ما يرويه أهل تلك المنطقة كما ذكرتم من ان بني هلال وبني سعد طردوا القبائل هناك فلقد جاء التاريخ مطابقاً لما يقولون "


قال الدكتور عياد الثبيتي يفند ويبطل ما ذهب إليه الاحيوي والقداح بكنانة عتيبة ... ويطابق قوله قول هنيدس الروقي ما نصه


" واعود الان الى الديار التي يقطنها أكثر بني سعد الآن جنوب الطائف والتي لم أجد لسكناهم اياها ذكرا قديما إلا ما جاء في ترجمة أبي ذر الهروي في العقد الثمين للفاسي ـ ونبهني إليه مشكوراً الزميل مشكوراً الزميل الشريف محمد بن منصور ـ قال صاحب (( العقد )) ( ثم سكن ابو ذر الهروي عند العرب ، وتزوج عندهم بالسراة سراة بني سياه ، وهي سراة بني سعد ، بجهة بجيلة ، بمجراء وما حولها من بلاد بني سعد ) (11)
وبين أن سياه تحريف لم يفطن إليه محقق (( العقد ) ـ رحمه الله ـ وقد اعرب المقري إذ قال : ( ... واعلم أن هراة المنسوب إليها الحافظ ابو ذر ليست بهراة التي وراء النهر نظيرة بلخ ، وانما هي بني شيمانة بالحجاز وبها كان سكنى ابي ذر ) .
وقال الشيخ حمد الجاسر في كتابه (( في سراة غامد وزهران )) : ( وقد عرفت سراة بني شبابة باسم سراة بني سعد ، فقد اورد الفاسي في ترجمة عبد ابن احمد الهروي (355 ـ 634 هـ ) كذا صوابه 434 في كتاب (( العقد الثمين )) (ج5 / 541) قوله : ( وسكن الهروي عند العرب ، وتزوج عندهم بالسراة ـ سراة بني شبابه ـ وهي سراة بني سعد .. ) .. وورد الاسم في المطبوع مصحفاً ، ويظهر ان هذه السراة هي سراة بني الحارث ( بالحارث او القسم الذي تحله قبيلة ناصرة منها ، ذلك ان ناصرة من بني عدوان وستظهر انها كانت قديماً لبني شبابه بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان (والذي تجدر الإشارة إليه ان أحداً لم يسم السراة التي كان يسكنها ابوذر سراة بني سعد قبل الفاسي ـ فيما رجعت إليه من مواضيع ترجمة ابي ذر ـ فالخطيب البغدادي يقول : ( ثم تزوج في العرب ، وسكن السروات ) ، والذهبي يقول : ( فوافق ـ ابو عمران الفاسي ـ ابا ذر في السروات موضع سكناه ) .

وهذا يدل على ان بني سعد كانوا يسكنون تلك المناطق في عهد الفاسي وليس لنا أن نستدل بذلك على إن الديار التي هم فيها ديارهم منذ الجاهلية لأمرين :

أحدهما : أن معدن البرم وهو من مساكنهم ذكره ياقوت في السروات ( ...ومعدن البرم هو السراة الثانية وهو في بلاد عدوان )
ونقل عن الاصمعي قوله : ( الطود : جبل مشرف على عرفة ينقاد الى صنعاء يقال له السراة ، وانما سمي بذلك لعلوه ، وسراة كل شي ظهره ، يقال سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم سراة الازد ) .
والآخر :
ان العلماء نصوا على ديار بني سعد بن بكر صراحة ، من ذلك قول لغدة الاصفهاني : ( واما بنو سعد بن بكر فليست لهم اعداد ، انما مياههم اوشال بمنزلة مياه هذيل ، وهم جيران ، إلا انهم ربما جلسوا إلى فروع نجد )







________________________________________
ردالباحث هنيدس على الاحيوي وكنانية شبابه وعتيبه
لاحظنا في الآونه الأخيرة من بعض مثقفي القبيلة قولهم ان بني سعد جنوب الطائف ليسو من بني سعد بن بكر بن هوازن واحتجوا بقول الدكتور عياد الثبيتي أن ديار سعد بن بكر شمال الطائف وليست جنوبه ، وقال الأستاذ الأحيوي انهم من كنانة وسبق الأستاذ القداح الاحيوي في ذلك ، وكثرت الرسائل لهنيدس بضرورة الايضاح والرد على هذه الاقوال والتي تناقض موروث القبيلة ، وكنت احاول ان اتحاشا هذه المواضيع لانه لا علاقة لها بالموروث الذي نعرفه ، وذكر بعض الاخوة في المنتديات الأخرى ان على هنيدس ان يرسينا على بر .
واقول : الذي أعرفه أنا يا هنيدس أن بني سعد عتيبة هم من بني سعد بن بكر بن هوازن بحسب أقوال نسابة القبيلة وشعرائها في القرن الماضي وانهم يفتخرون بحليمة السعدية .
واما وقد ملاء الأخ الاحيوي المنتديات كافة بكنانية بني سعد هؤلاء ، فلزم علينا الايضاح بما نراه صحيحاً وسنفند أولاً ما ذكره الاحيوي ثم نستعرض تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الاسلام وحركات القبائل في تلك المنطقة وفيها من الغرائب الشئ الكثير :


الأحيوي وشبابة كنانة وسعدها :
ـــــــــ
قال الأحيوي : " جاء ذكر حداب بني شبابة سنة 74هــ في خبر للحجاج حينما طلب عسلا من حدب بني شبابة كما جاء ذكر حداب بني شبابة في خبر لسليمان بن عبد الملك سنة 97هــ حينما أمر بإحضار عسل من حداب بني شبابة ثم جاء ذكر ديارهم في شعر أبي الجياش الحجري الأزدي حيث قال :
فالذرى من سراة غامد فالنمـ ************ ر فأجبال دوسها ضحيـــاء
فقرى الدارتين أرض علـــــي ************ سهلها والجبال منها الماء
فالشـــــــبابات فالمعادن فالطا ************ ئف فالويل أرضهن سمــاء
ونرى الشاعر قد حدد ديار بني شبابة وأنها تقع بين الدارتين أرض بني علي في السراة جنوبا والمعادن قرب الطائف شمالا وهذه الحداب جبال بالسراة
تنسب اليهم سراة بني شبابة وتقع بين سراة بجيلة وسراة الطائف . " أ.هـ

يقول هنيدس : كلام جميل جداً نتفق مع الاحيوي فيه لانه كلام عن القرن الأول للهجرة وما قبله .
ـــــــــــ

قال الأحيوي : " 3 ـ أودية الليث ومركوب ويلملم
ومن أوديتهم : الليث ومركوب ويلملم كما ذكره الهمداني كما يقطنون الطائف أي أنهم من أهل الطائف كما نص عليه الصاحب اسماعيل بن عباد ( ت385هــ ) والجوهري ( ت398هــ ) والزمخشري ( ت538هــ ) وابن منظور ( ت 711هــ ) والفيروز أبادي ( ت817 هــ ) وهم ينزلون السراة كما نص عليه أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هــ ) والهمداني ( ت نحو 350هــ ) والبكري ( ت 487هــ ) والذهبي ( ت 748هــ ) وقد امتدت سراتهم الى نواحي مكة حتى عدها البعض من نواحي مكة كما نص عليه السمعاني ( ت 562هــ ) وابن عساكر ( ت 571هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626هــ ) والسيوطي ( ت911هــ ) " أ.هـ

يقول هنيدس : لادليل مهم هنا على شئ مما يعنينا فالطائف لثقيف ، والشبابات حول الطائف كثيرة بحسب كتب العرب فلكل عصر شبابته سواء كانت كنانية كما يقول الأحيوي أو فهميه أو أزدية كما ذكرت التواريخ أو حتى هلالية كما نقول نحن ، وفي مختلف العصور اسم شبابة لم يتغير لانه في قبائل شتى سكنت تلك المنطقة ولكن القبائل تتغير بالرحيل أو بالحروب . وإن قال الاحيوي شبابة هي واحده نقول فمن يقصد ابي الجياش بالشبابات ؟
ـــــــ

قال الأحيوي : "2ــ ثانيا : العسل الشبابي
وقد اشتهر بنو شبابة هؤلاء بالعسل الذي عرف بالعسل الشبابي كما ذكره الأصمعي والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن عباد والزمخشري وابن منظور وغيرهم " أ.هـ

يقول هنيدس : العسل هو العسل ، تشتهر به تلك الديار ، سواء كانت شبابة كنانة أو شبابة فهم أو شبابة الأزد أو كما نقول نحن شبابة بني هلال ، العسل هو العسل من النحل ولا يرتبط بأناس معينين ومن يملك الديار يملك العسل وليس هذا بدليل على شئ مهم .
ـــــــ

وقال الأحيوي : " 5ــ أن شبابة بطن من بني مالك بن كنانة
قال البلاذري ( ت279 ) : " ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن واليهم ينسب العسل الشبابي " أ . هــ وقال الأزهري ( 282 ــ 370 ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة " أ . هــ وقال ابن منظور ( ت 711هــ ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة ينزلون اليمن " أ . هــ وقد صحت نسبتهم الى فهم كما جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن شبابة بطن من فهم كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحل كان لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي واديين لهم فلما كان عمر رضي الله عنه استعمل على ما هناك سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا اليه شيئا وقالوا : إنما كنا نؤديه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب سفيان الى عمر رضي الله عنه بذلك فكتب اليه عمر رضي الله عنه : إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله عز وجل رزقا الى من يشاء من عباده فان أدوا إليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله فاحم لهم أوديتهم وإلا فخل بينه وبين الناس فادوا اليه ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم أوديتهم " . وقد نسبهم الى فهم الدارقطني ( ت 385هــ ) وابن ماكولا ( ت475هــ ) والنووي ( ت 676هــ ) والذهبي ( 748هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817هــ ) وقد نسبهم أبو حنيفة الدينوري الى فهم بن مالك وتوهم أنهم من الأزد والصحيح ان فهم بن مالك غير مالك بن فهم كما مر بيانه وبنو فهم هؤلاء فرع من بني كنانة ذكرهم ابن حبيب ( ت 245هــ ) ويستفاد من بعض النصوص انهم من فروع مالك بن كنانة وهذا يعني ان شبابة فرع من فهم وهم بنو فهم بن مالك وهم بنو مالك بن كنانة وهذه النصوص تدور حول قبيلة شبابة التي تقطن سراة شبابة من بلاد الطائف وقد دلت النصوص على وجود هذه القبيلة منذ العهد الجاهلي كما مر في بعض النصوص التي سبقت الإشارة إليها وظلت في تلك الديار على مر القرون
قلت : أن النصوص المتتالية خلال بضعة قرون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول قبيلة شبابة التي تستوطن ديارا حددها العلماء في السراة والحداب وأودية الليث ومركوب ويلملم وذكروا اشتهارها بالعسل الشبابي الجيد تعني ان هذه القبيلة هي ذاتها التي طغى اسمها على بعض قبائل العرب ممن لا يمت لها بصلة وان هذه القبيلة كنانية النسب بنصوص ثابتة للبلاذري وغيره " أ.هـ

يقول هنيدس : القول أنها جاهلية وفي ق1هـ وق2هـ لا نعترض عليه ، ولكن الاعتراض على القرون ما بعد ق3هـ ، فلو كانت شبابة التي من كنانة في ديارها أصلاً لما حصر الهمداني (ق3هـ) شبابة تلك (سواء كانت كنانية او فهميه او أزدية) في جزء ضيق جداً بين بجالة وعدوان .
قال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من بلاد زهران إلى الطائف :
".... ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية ، ثم سراة بجيلة وغورها بنو سعد من كنانة ، ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار ،
ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
غورها بني سعد كنانه أي في تهامه وقد ذابت في تهامه مع بقية كنانة .


لا إشارة إلى كنانه أو شبابه أو بني سعد في نص المقدسي ق 4 هـ :
ــــ
وبعد أن سرد الاخ الاحيوي ما قالته كتب العرب عن كلمة شبابة عامة قفز خمسة قرون وذكر بني سعد فقال : " (8 ــ ثامنا : أن ديار بني سعد هي ديار شبابة فسراة شبابة عرفت بسراة بني سعد قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ وبنو سعد هؤلاء فرع من شبابة بلا خلاف فان زعم زاعم أن بني سعد هؤلاء من شبابة أخرى ثم حلوا ديار شبابة الكنانية أن يبرز الدليل وهيهات لا سيما وأن بني سعد هؤلاء كانوا يقطنون سراة بني شبابة في الوقت الذي كانت فيه شبابة الكنانية تحل هذه الديار ونحن نقول أن بني سعد هؤلاء فرع من بني شبابة من كنانة وعلى من ادعى خلاف ذلك إبراز الدليل ولا دليل بل إن الأدلة توافرت على كنانية بني سعد " أ.هـ

يقول هنيدس : الدليل الأول هو نص المقدسي ق4 هـ ، ففي القرن الرابع الهجري أختفت شبابة من تلك الديار واختفت معها كنانة ولا وجود لسعد ، قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم ،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
وكما نلاحظ فإنه من نص المقدسي ق4 لا نرى أي إشارة إلى كنانة أو سعد أو حتى شبابة ، وهذا يدل على عكس ما يقوله الاحيوي فلو أن شبابة من كنانة أو بني سعد كنانة لازالت محتفظة بتلك الديار أو لها سيطرة لذكرها الهمداني وفصل بطونها ، ولذكرها المقدسي (ق4) وفصل بطونها وهم من الرحالة الثقات .

الدليل الثاني غزو هوازن لبسائط الطائف ق3هـ :
لا أعلم كيف نقل الاحيوي بني سعد كنانه من الليث ويلملم إلى غزوان ليشتركوا هناك مع بني هلال التي لا تربطهم بها علاقة في غزو هذيل وغيرها وليستولوا بعد ذلك على بسائط الطائف . والحقيقة أن كنانه من خندف وهوازن من قيس وأن بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بني سعد بن بكر بن هوازن الذين ديارهم في جهات أوطاس وجهات البوباه وغيرها من المناطق حيث كانت معركة حنين قبل ذلك بقرنين ونيف ، وانهم اشتركوا مع بني هلال ابناء عمومتهم في سكنى بسائط الطائف وجهاته الجنوبية ابتداءً من غزوان .
وانهم اخرجو هذيل من ديارها في البوباه ونخله وأوطاس وغيرها من الديار التي كانت في الاصل لهوازن .

قال الهمداني: " منازل هذيل عرنه وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة " أ . هــ أي في زمن الهمداني (ق3هـ)

ثم ترادفت الشواهد في كتب العرب على ذلك فمنها :
ـ قول الادريسي : " وعلى ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل وليس في بلاد الحجاز بأسرها جبل أبرد من رأس هذا الجبل وربما جمد به الماء في الصيف لشدة برده والغالب على نواحي مكة مما يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد في قبائل من هذيل ومن غربيها قبيلة مدلج وغيرها من قبائل مضر."نزهة المشتاق
ـ قول المقريزي : " وكان من خبر دخول العرب إلى المغرب أن بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد إلى الحجاز؛ فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " أ.هـ اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الحنفاء
ـ قول ابن خلدون في تاريخه : " وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ابن خلدون
ـ قوله أيضاً : " وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " تاريخ ابن خلدون
ـ وقوله : " جشم غزية رهط دريد بن الصمة ومواطنهم بالسروات وهي بلاد تفصل بين تهامة ونجد " أ.هـ
ـ وقوله : " سروات جشم متصلة بسروات هذيل " أ.هـ !!!
ـ البوباة لبني هلال بعد أن كانت لهذيل ... الخ
ويدل هذا على ان القبائل الهوازنية اكتسحت مناطق هذيل وكنانه وغيرها خلال القرون التي تلت ق3هـ .

ـ الجاسر يؤكد أن سكان السراة هؤلاء هم هوازن :
وقال الجاسر رحمه الله : " والواقع أن أطراف السروات الواقعة شرق الطائف وجنوبه لا يزال يسكنها فروع من قبيلة هوازن كبني سعد وغيرهم كما أن قبيلة جشم الذين منهم دريد بن الصمة منتشرة في الأودية الواقعة في أطراف السراة شمال الطائف مثل قرن المنازل وأعالي وادي العقيق وما يقرب من هذه الأمكنة .. لقد قال ابن خلدون عن بني معاوية بن بكر بن هوازن الذين منهم من سمينا : لم يبق بالسروات منهم إلا من ليس له صولة ... ومعروف أن هذه القبائل لا تزال لها قوة منيعة في بلادها " أ.هـ في سراة غامد وزهران

يقول هنيدس : إذن هناك غزو هوازني حصل في القرن الثالث الهجري اشتركت فيه هلال وجشم ونصر وسعد بن بكر بن هوازن واستولوا على تلك المناطق ابتداءً من غزوان وشرق الطائف وامتد في القرون اللاحقة إلى جنوب الطائف كما سيأتي بيانه .

ملاحظة بسيطة :
قال الاحيوي : " 10ــ عاشرا : ذكر ي . ي . هيس أن برقا كانوا يقطنون سفيان من ديار ثقيف ويعني بهذا أن برقا من عتيبة كانوا يقطنون شفا بني سفيان من فروع ثقيف .
قلت : وهذا كان قديما فقد حلت هذه المنطقة قبيلة سفيان من فروع ثقيف ويعرف شفا بني سفيان بالفرع وفرع بني سفيان وكان الفرع جزءا من سراة عروان من مواطن بني سعد قديما وهذا يبين لنا أن برقا ظلوا يحفظون إلى زمن نقل هذا النص عنهم أن موطنهم القديم كان في الفرع من سراة عروان أي أنهم من سعد ساكنة عروان . " أ.هـ
يقول هنيدس : جزاك الله خيراً أخي راشد فبرقا الذين هم ذوي منصور كما ذكرهم ابن خلدون قال انهم من بني هلال الذين سكنوا مع ابناء عمومتهم بني سعد بن بكر في غزوان ق3 هـ كما أثبتناه وهذه الدلائل تكفي لابطال فرضية الكنانية .

نكمل ونقول :
أتضح لنا أعلاه من نصوص الهمداني ق3هـ أن شبابة فئة صغيرة محصورة بين بجيلة وعدوان وأن سعد كنانه في غور السراة أي في تهامه ، أما نص المقدسي ق4هـ فقد أوضح لنا بشكل قاطع أن لا كنانة هناك ، ولا بني سعد ولا حتى شبابه .
واوضح لنا الهمداني وغيره من العرب أن بني هلال وبني سعد استولوا على غزوان وعلى ديارهم القديمة التي يبدوا أن هذيل ازاحتهم عنها بعد ان هزمت هوازن في معركة حنين فاستعادوا ديارهم القديمة واخذوا دياراً جديدة منها مطار وجلدان وبسائط الطائف ، وأوضحت لنا كتب التاريخ ان بني نصر وجشم وغيرهم من هوازن شاركوا اخوتهم في سكن السراة ، وبالطبع القبائل الهوازنية التي احتلت ديار هذيل وكنانه هي جزء من هوازن فبقية هوازن في العالية واطراف نجد الغربية في ديارها القديمة . قال العماد في الخريدة : " أنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ قال، أنشدني الموفق بن الخلال (566هـ) لنفسه من قصيدة (منها) :


قالوا سراة بني هلال أصلها *** صدقوا كذاك البدر فرع هلال


وهكذا نجد ان هناك سراة اسمها سراة بني هلال كسراة جشم وسراة سعد فيما بعد وهي طبعاً ليست مشهورة في التواريخ ولكن هذا العماد في الخريدة أخبرنا ان بني هلال اصبح لهم سراة ق 6هـ . وقال يا قوت ق 6 هـ: " مطار بالضم كأنه اسم مفعول من طار يطير : قرية من قرى الطائف بينها وبين تَبالة ليلتان عن عرام " ـ معجم البلدان ، وقال أيضاً : " وفي كتاب نصر أجارد وا دِ ينحد ر من السراة على قرية مطار لبني نصر " معجم البلدان .
إذن الهجوم الهوازني كان شاملاً لتلك المناطق من الشمال حيث بني هلال وبني سعد وجشم ومن الشرق حيث بني نصر وبني عقيل وبقية بني عامر ، قال ياقوت ق6هـ : " وقال الكندي : معدن البرام ويسوم وهذه البلاد كلها لغامد وخثعم وسلول وسواءة بن عامر بن صعصعة وخولان وغيرهم " معجم البلدان ، وقال ناصر خسروا ق 5هـ وقد حج أربع مرات مما يدل دلالة قاطعة ان الديار شمال مطار اصبحت هوازينة : " سرنا من الطائف واجتزنا جبالاً وأراضي صخرية وكنا نجد حيثما سرنا قلاعاً محصنة وقرى وقد أروني وسط الصخور قلعة خربة قيل إنها كانت بيت ليلى (يقصد ليلى الاخيلية من بني عقيل ) وقصتهم في هذا عجيبة ومن هناك بلغنا قلعة تسمى مطار وبينها وبين الطائف إثنا عشر فرسخاً " أ.هـ
وقد ذكر اليعقوبي أيضاً في كتابه "وحول مكة من قبائل العرب من قيس : بنو عقيل ، وبنو هلال ، وبنو نمير ، وبنو نصر " أ.هـ

والمصادر التي تدل على هوازنية تلك المناطق كثيرة جداً ذكرنا منها ما فيه الكفاية ، وإن دل هذا إنما يدل على صدق إنتساب الذويبات إلى بني سعد بن بكر بن هوازن كما يقول نسابتهم وافتخارهم على سائر عتيبة بشرف رضاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية رضي الله عنها ، وكذلك ما تدل عليه أشعارهم قبل 120 سنة من الآن ، ومن ذلك ما ذكرناه من قول بن دبيس القسوري للشريف:


حنا عوانيكم فالايام القديمة *** وإن كنت جاحد عندي اولاد الحلال
جدك رسول الله رابيته حليمة *** ظلت تشيله من حلال إلى حلال

ومن موروث عتيبة القديم أن عدوان حلف في عتيبة ، كما أن هناك قبائل أخرى حالفت بني سعد بن بكر في تلك المناطق . وسراة بني سعد الحالية هي سراة بني سعد بن بكر بن هوازن حيث لم يكن في القرن الرابع وما قبله شئ اسمه سراة بني سعد والنصوص جاءت قاطعة فلا شئ اسمه سراة بني سعد قبل القرن الرابع وعلى المدعي اثبات ذلك .
ولكن.... لماذا يشكك بعض سكان تلك المناطق في انهم ليسو من سعد بن بكر بن هوازن ؟؟؟ ... الشك ظهر من عندهم وليس من عندنا فوجب التنبية على بعض الامور .
هناك أمر مبهم ذكرته بعض المصادر القديمة وذكر في بعض الاشعار الجاهلية ولم يلتفت إليه أحد من المؤرخين !! وبما أن بعض أبناء القبيلة شكك في الانتساب إلى سعد بن بكر بن هوازن الذي ينتسب له الذويبات ، فلنرى من كان قبل شبابة ق1 في الجاهلية في تلك المناطق من بني سعد !! ودخلت بقاياهم في سعد بن بكر وهوازن بالحلف كما دخلت بقايا عدوان في هوازن حلفاً لا نسباً .







شبابه وخندف(مجموعة أبحاث)
________________________________________
تابع رد هنيدسسراة القوم ذروتهم وكاهلهم وشرفهم وأصلهم :

قال السهيلي في الروض الآنف : " سراة كل شيء: ما علا منه، وسراة الفرس: ظهره لأنه أعلاه. قال الشاعر يصف حماراً:

بسراته ندبٌ لها وكلومٌ

وقولهم: سراة القوم، كما تقول: كاهل القوم، وذروة القوم، قال معاوية: إن مضر كاهل العرب، وتميم كاهل مضر، وبنو سعد كاهل تميم. وقال بعض خطباء بني تميم: لنا العز الأقعس، والعدد الهيضل، ونحن في الجاهلية القدام، ونحن الذروة والسنام، وهذا معنى صحيح بين، فليس لأحد أن يقول في الذروة، ولا في السنام، ولا في الكاهل إنه جمع أي من أبنية الجمع، ولا اسم للجمع، فكذلك ينبغي أن لا يقال: في سراة القوم، إنه جمع سري، لا على القياس، ولا على غير القياس، كما لا يقال: ذلك في كاهل القوم، وسنام القوم، والعجب كيف خفي هذا على النحويين، حتى قلد الخالف منهم السالف، فقالوا: سراة جمع سري، ويا سبحانه الله ! كيف يكون جمعاً له، وهم يقولون في جمع سراة: سروات، مثل قطاة وقطوات، يقال: هؤلاء من سروات الناس، كما تقول: من رؤوس الناس، قال: قيس بن الخطيم:


وعمرة من سروات النّساء تنفح بالمسك أردانهـا

ولو كان السراة جمعاً ما جمع لأنه على وزن فعلة، ومثل هذا البناء في الجموع لا يجمع، وإنما سري فعيل من السرو، وهو الشرف، فإن جمع على لفظه، قيل سرىً وأسرياء، مثل غني وأغنياء، ولكنه قليل وجوده وقلة وجوده لا يدفع القياس فيه، وقد حكاه سيبويه. " أ.هـ
وقال ياقوت : " السَرَاةُ: بلفظ جمع السري وهو جمع جاء على غير قياس أن يجمع فعيل على فَعلة ولا يعرف غيره وكذا قاله اللغويون وأما سيبويه فالسراة في السرى هو عنده اسم مفرد موضوع للجمع كنفر ورهط وليس بجمع مكسر وسراةُ الفرس وغيره أعلى متنه والجمع سرَوَات وكذا يجمع هذا الجبل بما يتوصل به وسراة النهار وقتُ ارتفاع الشمس وسراة الطريق متنه ومعظمه، وقال الأصمعي الطود جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء يقال له السراة وإنما سمي بذلك لعلوه وسراة كل شيء ظهره يقال سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم سراة الأزد. وقال الأصمعي: السراة الجبل الذي فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية وفي كتاب الحازمي السراة الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة وهي باليمن أخص، وقال أبو الأشعث: الكندي عن عرَام وادي تربة لبني هلال وحواليه بين الجبال السراة ويسوم وفرقد ومعدن البُرم وجبلان يقال لهما شوانان وأحدهما شوان وهذه الجبال تنبت القرظ وهي جبال متقاودة وبينها فتوق وفي جبال السراة الأعناب وقصب السكر والقرظ والأسحل قال شاعر يصف غيثا:


أنجدَ غورِي وحَن متـهـمَـه
واستن بين رَيقيه حَنـتـمـه
وقلت أطراف السرَاة مطعمَهْ

وقال قوم الحجاز هو جبال تحجُزُ بين تهامة ونجد يقال لأعلاها السراة كما يقال لظهر الدابة السراة وهو أحسن القول، وقال الفضل بن العباس اللهبي:


وقافيةٍ عقَامٍ قلـتُ بـكـراً تقل رعانَ نجد مُحكمـات
يَؤُبنَ مع الركاب بكل مصر ويأتين الأقاول بالـسـراة
غوائر لا سواقط مكـفـآت بإسناد ولا مـتـنـخـلات

وقال سعيد بن المسيب: إن الله تعالى لما خلق الأرض مادَت فضربها بهذا الجبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر، وقال الحسن بن علي بن أحمد بن يعقوب اليمني الهمداني أما جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنه ليس بجبل واحد وإنما هي جبال متصلة على شق واحد من أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض المواضع وقد ينقص مثله في بعضها فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق بني مجيد ثغر عدن وهو جُبيل يحيط البحر به وهي تجمع مخلاف ديحان والجوة وجبأَ وصَبر وذخر ويزداد وغير ذلك حتى بلغ الشام فقطعته الأَودية حتى بلغ إلى النخلة فكان منها حيض ويسوم وهما جبلان بنخلة ويسميان يسومين ثم طلعت منه الجبال بعد فكان منها الأبيض جبل العرج وقُدس وَارة وهما جبلان لمزينة وا لأسوَد والأجرَدُ أيضاً جبلان لجهينة وحيض قد سماه عمر بن أبي ربيعة خيشاً في قوله:


تركوا خيشاً على أيمانهم *** ويسوماَ عن يسار المنجد

قالوا والسرَوَات ثلاث سراة بين تهامة ونجد أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء والطائف من سراة بني ثقيف وهو أدنى السروات إلى مكة ومعدن البُرام هو السراة الثانية وهو في بلاد عمران والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق. وسراة بنى شبابة نسب إليها بعض الرواة ذكر في شبابة لأنه نسب الشبابي. وبأسفل السروات أودية تصب إلى البحر منها الليث وقد ذكر وقَنُونَا والحسَبَة وضنكان وعشم وبيش ومركوب ونعمان وهو أقربها إلى مكة وهو وادي عرفات وعُلْيَبُ من هذه الأودية. وقال أبو عمرو بن العلاء أفصح الناس أهل السروات وهي ثلاث وهي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن أولها هذيل وهي تلي السهل من تهامة ثم بجيلة وهي السراة الوسطى وقد شركتهم ثفيف في ناحية منها ثم سراة الأزد أزد شَنُوءَة وهم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد " أ.هـ

يقول هنيدس : من التعريفين السابقين للسراة نستشف أن سراة القوم في اللغة تعني أصولهم ورؤسهم وذروة سنامهم وكاهلهم وشرفهم ، ومن ناحية الموقع الجغرافي فهم من استوطن جبال السرات منهم والمشهور عند العرب ان السراة هي جبال السروات .


أقدم ذكر لشئ أسمه (سراة بني سعد) عند العرب :
قال بن حزم في الجمهرة : " وولد مر بن أد : تميم بن مر ؛ وثعلبة ، وهو ظاعنة ؛ وبكر بن مر ، وهو الشعيراء ؛ ومحارب بن مر ؛ والغوث بن مر، وهو صوفة ؛ ويعفر بن مر ؛ ومن النساء : برة ، أم النضر ومالك وملكان بني كنانة ، وهي أيضاً أم أسد بن خزيمة ، لأن كنانة خلف عليها بعد أبيه؛ وهند ابنة مر ، ولدت بكر ، وتغلب ، وعنز ، بني وائل بن قاسط ؛ وتكمة بنت مر ، ولدت غطفان بن سعد ، وولدت أيضاً سليم وسلامان ابني منصور؛ وجديلة بنت مر، ولدت فهم وعدوان ، وإليها ينسبون ؛ وعاتكة بنت مر، ولدت عذرة سعد وإخوته. فأما صوفة، فإنهم كانوا يجيزون بالحاج ، لا يجوز أحد حتى يجوز والي ذلك منهم ، ثم انقرضوا عن آخرهم في الجاهلية ؛ فورث ذلك آل صفوان بن شجنة من بني سعد بن زيد مناة بن تميم. " أ.هـ ، وقال بن قتيبة الدينوري في المعارف : " آل صفوان بن شجنة الذين كانت فيهم الإفاضة بالناس من عرفة "أ.هـ

يقول هنيدس : من هنا نستدل على أن تميم كانوا في الأصل بالحجاز مع بقية بني عدنان ، ونلاحظ قرابتهم لبعضهم البعض في الانساب : عدوان وعنز وسليم وسلامان ...الخ ، وأن السروات جنوب الطائف كانت بها عنز (عنزة) بن وائل وكنانة وتغلب وعدوان وأسد كما جاء في تواريخ العرب ، ومن النص نفهم ان بني سعد بن زيد مناة بن تميم كانو يجيزون الحج في الجاهلية ، ومن تراث العرب في الجاهلية نرى أن شعراء تميم افتخروا بسراتهم (سواء كانت لغوية أو مكانية) في أشعارهم :

قال غفيف بن المنذر:

ألم يأتيك والأنـباء تـسـرى *** بما لاقت سراة بني تـمـيم
تداعى من سراتهـم رجـال *** وكانوا في الذوائب والصميم

وقال مساور بن هند :

أبلغ سراة بني تمـيم إنـنـي *** أعددت مكرمة ليوم سبـاب

وقال أكثم بن صيفي أمام النعمان بن المنذر :

بوفدٍ من سراة بنـي تـمـيم *** إلى أمثالهم لـجـأَ الـيتـيمُ
فإنَّكـم لأَن تـكـفـوه أهـل *** عليكم حق قومكـم عـظـيم
وإنَّكـمُ بِـعـقـوة ذي بـلاءِ *** وحقُّ الملك مكشوف عظـيمُ


يقول هنيدس : هل لبني تميم في الجاهلية سراة !! أم أن الافتخار بذروة تميم مجازية فقط ؟

قال عمرو بن الأَهتم:

إنَّا بَنُو مِنْقَـرٍ قـومٌ ذَوُو حَـسَـبٍ *** فِينا سَراةُ بَني سَـعْـدٍ ونـاديهـا
جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، يَعْتَفُّ مُقْـتِـرُهـا *** عن الخَبِيثِ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها

يقول هنيدس : وبنو منقر من بني سعد من تميم ويجوز أن يكون الافتخار هنا مجازياً ...

قال الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء : " قال الأصمعي (ق2هـ) رأيت بالموقف (يقصد موقف عرفه) أعرابياً قد رفع يده إلى السماء وهو يقول:

أما ..... يا خلق الخلق كلهم *** أناجيك عرياناً وأنـت كـريم
أترزق أولاد اللئام كما تـرى *** وتترك شيخاً من سراة تمـيم

فقلت له: ما هذه المناجاة? فقال: إليك عني فإني أعرف من أناجيه، إن الكريم إذا هز اهتز! فرأيته بعد أيام عليه ثياب حسنة فقال لي: ألست ترى الكريم كيف أعتب? "

يقول هنيدس : يجوز أن يكون الافتخار هنا مجازياً أيضاً ولكن !!!!!!!.

الهمداني ق3هـ يذكر بنو المعترف من تميم بجوار بجيلة ! :
وقال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من (عسير الآن) الجنوب إلى الطائف في الشمال :
"...
ـ ثم يتلوها سراة عنز (عسير الآن وكان فيها عنز بن وائل) .
ـ وسراة الحجر نجدهم خثعم وغورها بارق .
ـ ثم سراة الأزد وبنو القرن وبنو خالد ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد .
ـ ثم سراة الخال لشكر ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران .
ـ ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب.
وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية .
ـ ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم (!!!) وقال لي بعضهم أنهم من عكل ، وغورها بنو سعد من كنانة .
ـ ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار .
ـ ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
ــــــــ
يقول هنيدس : بجيلة نجدها بنو المعترف من تميم قال بعضهم أنهم من عكل كما قال الهمداني عنهم وعكل من طابخة أبناء عمومة تميم ، أما المقصود بشبابة في نص الهمداني فهي شبابة فهم وليس كنانه ولاحظ أن غور بجيله هم كنانه أي في تهامه الساحل وليس في أعالى الجبال والامتداد الطبيعي لكنانه في تهامة هو حول مكه من الجنوب والغرب والشمال .

بنو عاصم من بني سعد تميم بجوار عدوان في السراة ق4هـ !!! :
قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم !!!،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
ـــــــ
يقول هنيدس : لو أن كلام الأحيوي عن سيطرة كنانة على منازل شبابة القديمة في جنوب الطائف مما يلي بجيلة في القرن الثالث صحيح ، فليأتينا بنص يقول أن بني عاصم من بني سعد من كنانه وهيهات هيهات ، بني عاصم الذين بجوار بجيلة الذين ذكرهم المقدسي مما يلي الطائف بطن من تميم بنص البلاذري ق3هـ : " بني عاصم من بني منقر بن عبيد " أي من تميم . قال عمرو بن الأَهتم في الجاهلية :


إنَّا بَنُو مِنْقَـرٍ قـومٌ ذَوُو حَـسَـبٍ *** فِينا سَراةُ بَني سَـعْـدٍ ونـاديهـا
جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، يَعْتَفُّ مُقْـتِـرُهـا *** عن الخَبِيثِ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها

وفي مكان آخر قال البلاذري : " بني عاصم بن عبيد بن ثعلبة يربوع " أ.هـ أي من بني تميم ، وبني سعد تميم مشهورة عند العرب، قال السمعاني في الانساب : " أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم المعلم ببغداد قالت أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضل الشاعر أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار سمعت أبا الحسن المدائني يقول قال جويرية -يعني ابن أسماء- عن هشام بن عبد الأعلى قال: أرسل إلي عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن عندنا رجلاً يفخر علينا فأتنا، فأتيته فإذا عنده رجل عليه مقطعات خز وهو يفخر ويقول: عدد نزار في مضر ومن مضر في خندف ومن خندف في تميم ومن تميم في سعد ومن سعد في منقر ومن منقر فينا ففينا عدد العرب وشوكة العرب وبأس العرب، فقلت له: أتعرف طلبة بن قيس بن عاصم? قال: نعم! كان سيدنا، قلت: فإن طلبة بن قيس بن عاصم قال لقومه: البسوا جياد حللكم واركبوا خيار إبلكم واخرجوا حتى نقف موقفاً تسمع بنا العرب ، فرحلوا المهارى برحال الميس ولبسوا الحلل وركبوا رواحلهم وساروا حتى وقفوا بذي قار فلقيهم دغفل فقال: ممن القوم قالوا: سادة مضر، قال: أفمن أهل النبوة والحرم والخلافة والكرم قريش? قالوا: لا، قال: أفمن أحسنها خدوداً وأعظمها جدوداً وأكرمهم وفوداً حنظلة? قالوا: لا، قال: أفمن أوسعها مجالس وأكرمها محابس عامر بن صعصعة? قالوا: لا، قال: أفمن فرسان عراضها وسداد فراضها وذادة حياضها سليم? قالوا: لا، قال: فمن أنتم? قالوا: سعد بن زيد مناة ، قال: ضع، بأسفل الرمل عدد كثير ليس بشيء. قال أبو عبد الله الزبير: العدد من تميم في بني سعد " أ.هـ

يقول هنيدس : لهذا نرى أن بني سعد تميم منتشرين في جزيرة العرب والعراق وغيرها .
يقول هنيدس : سراة بني سعد تميم كلمة مجازية أما سكنا بعض بقايا بني سعد تميم في الديار التي تقع جنوب بجيلة وذكر بعضها الهمداني والمقدسي فلا علاقة لها ببني سعد بن بكر بن هوازن كمسمى.
سراة بني سعد التي من بكر بن هوازن اطلقها العلماء على بني سعد بن بكر بن هوازن بعد ق6هـ بعد أن سيطرت بني سعد بن بكر وهوازن وابناء عمومتهم على المناطق جنوب الطائف وعدوان والمناطق جنوبها والتي كانت لتميم وانضوت بقايا سعد القديمة تلك في سعد بن بكر بن هوازن ، و نصوص الكتب في تاريخ الاسلام لا يوجد فيها شئ اسمه سراة بني سعد تميم الا تلك المجازية ، وهذا هو سر انكار البعض انتسابهم لسعد بن بكر بل وقولهم ان عتيبة ليست من هوازن وان الذويبات زوروا نسبهم ...الخ من الترهات التي قضينا عليها بعشرات النصوص القاطعة على نسبة عتيبة في هوازن وعلى نسبة الذويبات في سعد بن بكر بن هوازن








________________________________________
تابع رد الباحث هنيدس
تعلمون أخي الفاضل أننا هنا نتكلم ونناقش نصوص الكتب القديمة ولا نأتي باشياء من رؤوسنا. فمن نص الهمداني (ق3هـ) ونص المقدسي (ق4هـ) ونص ناصر خسرو (ق5هـ)وهم رحاله زاروا المنطقة ، نرى أنهم لم يذكروا هناك لا كنانه ولا سعدها وانما ذكروا بني عامر : عقيل وغيرهم ونصر وقلة من تميم . ولم يقولوا أن هناك سراة اسمها سراة بني سعد ولو أن هناك سراة أسمها سراة بني سعد لما أغفلوها لشهرتها ، وفي رأينا ومن خلال متابعة حركة القبائل بحسب النصوص أعلاه وغيرها نقول أن سراة بني سعد (التي من هوازن) ذكرت في أوقات متأخره بعد (ق5هـ) ومما يحضرنا الان ما ذكره الاحيوي عن نص الفاسي ق9هـ حيث قال : "قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ
لاحظ أن الفاسي لم يربط بني سعد ببني شبابة نسباً وانما ربطهم الاحيوي ، والذي يفهم من النص ان بني سعد حلوا في عصره أي (ق9هـ) في نفس منطقة شبابة القديمة ، وشبابة القديمة تلك ذكرت في (ق 1و2هـ) ثم انحصرت (ق3هـ) بنص الهمداني في جزء ضيق بين عدوان وبجاله ثم أختفت في (ق4هـ) بنص المقدسي ولم تذكر في (ق5هـ) في نص ناصر خسروا وجميع هؤلاء العلماء زاروا المنطقة وذكروا ن القبائل هناك أغلبها هوازنية .
وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن هوازن امتدت تدريجياً في تلك المنطقة واستولت عليها ، وقد مر معنا أعلاه وفي مواضيعنا الأخرى ان بني سعد بن بكر وبني هلال وجشم ونصر وعقيل اصبح لهم نفوذ في تلك المناطق . وهذا يتطابق مع ما يرويه أهل تلك المنطقة كما ذكرتم من ان بني هلال وبني سعد طردوا القبائل هناك فلقد جاء التاريخ مطابقاً لما يقولون ، تماماً كما يتطابق مع ما يقوله نسابة الذويبات وموروثهم القديم وانهم من بني سعد بن بكر بن هوازن .
فإذا كان الذويبات يعلمون تمام العلم انهم من نسل سعد بن بكر بن هوازن ويعضدهم في ذلك الموروث والتاريخ ، فكيف يقول البعض أن سعد هو سعد آخر .
وإليك أخي العزيز شهاب بعض ما قالته العرب عن بطون بني سعد تميم في الجاهلية وهي قبيلة شهرتها فائقة في التاريخ سواء في العراق أو شرق ووسط جزيرة العرب ولو أن لهم كثرة في جنوب عدوان لما أغفلهم التاريخ والمؤرخون :

قبائل بني سعد تميم في الجاهلية :
وقد أنتشرت في الجاهلية في جزيرة العرب .
قالت العرب : وحُدَّثت أنَّ سعداً لما أسنَّ بعثَ بنيه في رعاية إبله فأبَوا، فبعث ببني مالك ابن زيد مناة فسرقوا إبله، فلما رأى ذلك اتَّخَذ المِعزَى وقال لابنه هبيرة: ارعَها. فقال: لا أسْرَحُ فيها حتَّى يَحِنَّ الضّبُّ في إثْر الإبلِ الصادرة. فقال لعَبْشَمَسٍ: ارعَها. فقال: لا أرعاهَا سبعين خريفاً. فقال لآخرَ منهم: ارعَها. فقال: لا أرعاها أَلُوَّةَ أبي هُبيرة. أراد: يمين أبي هبيرة. فانطَلَق سعدٌ بشائه إلى عُكاظ فقال: ألا إنَّ مِعْزَى الفزر نَهْبٌ، جَدَع الله أنفَ رجلٍ أخذ أكثرَ من شاة! فتفرَّقت في العرب، فصارت مثلاً لما لا يدرك. قال الشاعر:


ومُرّةُ ليسوا ناصرِيكَ ولا ترى *** لهمْ وافداً حتَّى ترى غَنم الفِزْرِ

ومن قبائل سعد: كعبٌ، وعمرو، والحارث وهو عُوَافَةُ، وعَبْشَمْسٍ ويلقَّب مقروعاً، ومالكُ بن سعد، وعوف بن سعد، والعدد في كعب. واشتقاق عُوَافة من قولهم: خرج الأسد يتعوَّف، إذا خرج بالليل يطلب ما يفَرِسُه؛ والذي يأكلُ عُوافةٌ له.
ومن قبائلهم: بنو حِمّانَ، واسمُه عبد العُزَّى. وإنَّما سمِّي حمَّاناً لسواده. كأنّه فِعلانُ من الأحمّ. وقال قوم: إنّما سمِّي حّماناً لنه يحمِّم شفتيه، أي يسوِّدهما. والحارث هو الأعرج. وعَبْشمسٍ.
ومن قبائلهم: بنو مُقاعِس، وسمِّي مقاعس مقاعِساً يومَ الكُلاب، لأنَّهم قاتلوا بني الحارث بن كعب فتنادوا: يالَ حارث، واشتبه الاسمان فقالوا: يال مقاعس! وهو مفاعل من القَعَسْ، وهو أن ينخزل عن أصحابه ويقعد عنهم.
ومن قبائلهم: عَمْرو، وصَرِيمٌ، وأصرَمُ، ورُبَيْعٌ، وعُمَير، وعُبَيد.ومن رجال بني مقاعس: سُلَيك بن السُّلَكة. وسُلَيك: تصغير سِلْك، وكذلك السُّلَكة، وهو ضربٌ من الطَّير. يقال: سلكت الطَّريقَ وأسلكتُه بمعنًى. وفي التنزيل: "ما سَلككُمْ في سَقَر". قال الشاعر:


حتَّى إذا أسلكوهمْ في قُتـائدةٍ *** شَلاًّ كما تَطرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا

والمسلك: الطريق. والسِّلْك: الخيط.
ومنهم: البُرَك، وهو الذي ضَرب معاوية على أَلْيتهِ، والبُرَك: الذي يَبرُك على قِرْنه، والبَرَاكاء: الثَّبات في الحرب. قال الشاعر:


ولا يُنْجى من الغَمَرات إلا *** بَرَاكاءُ القتالِ أو الفِـرارُ

والبَرْك: الصَّدر. وكان أهل الكوفة يلقِّبون زياداً: أشْعَرَ بَرْكاً؛ لكثرة عر صَدرِه. والبركة: الصَّدر أيضاً، إذا دخَلَتْها تُكسَر الباء، وبَرَك الجملُ بروكاً فهو بارك، ولا يكادون يقولون أبركته، وإنمَّا يقولون أنَخْته، وربمَّا استعملوها. والبَرَكة: النماء والزيادة. فأمّا قولهم: تبارَكَ اللهُ فهو تعظيمٌ لله جل وعزّ. والبُرَيكانِ: رجلانِ من فُرسان العَرب كان اسم أحدِهما بارك، والآخرَ بُرَيْك. وقولهم: بارَكَ الله لنا في الموت، أي بارك الله لنا فيما يهجُم علينا به الموتُ.
ومن رجالهم: كَهْمَس بن طَلْق. وزعموا أنَّ كهمساً من أسماء الأسد. والطَّلْق من قولهم: ليلة طَلْقة ويومٌ طلق، إذا كان معتدلاً لا حرَّ ولا فُرّ. ورجلٌ طَلْق الوجهِ، وطليق الوجه. والطَّلاق معروف. والطَّليق: الأسير.
ومن رجال بني رُبَيع: خُلَيف بن عُقْبة، وكان من أظرفِ أهل البصرة، وإليه تُنسَب الفالُوذقةُ الخُلَيْفيَّة.
ومن شعرائهم: مُرَّة بن مِحْكان. ومِحْكانُ: فِعلانُ من المَحْك.
ومنهم: حنظلة بن عَرادة، وكان شاعراً. والعَرَاد: ضربٌ من الشَّجَر. والتَّعريد: العَدْو من فزَعٍ ونحوهِ.
ومنهم: عَسْعَس بن سَلامَة. وكان مذكوراً بالبصرة في أوّل الإسلام. وعَسْعَسٌ من قولهم: عسعَسَ الليلُ، إذا رقَّتْ ظُلمته. وكذلك فُسِّر في التنزيل. والله أعلم.
ومن قبائل بني سعد: بنو مِنْقر بن عُبيد. ومِنْقرٌ اشتقاقه من شيئين: إمّا من نَقرك الشيءَ، أو من مِنْقر، وهي ركِيٌّ كثيرةُ الماء. قالوا: ركيٌّ مِنْقَر، إذا كانت كثيرةَ الماء. والمنقار: منقار الطائر، معروف. ونَقِير النَّوَةُ: نكتةٌ في ظهر النَّواة التي تنبت منها الخُوصة. ونقَّرت عن الأمر، إذا كشفتَ عنه.
ومن رجالهم: خليفة بن عبد قيس بن بَوّ. وبَوٌّ اشتقاقهُ من البَوّ الذي يُتَّخذ للناقة، وهو أَن يسلخَ الفصيل ويؤخذ جلدُه ويُحشى تِبناً ويُتركَ بين يدَيْ أمِّه لترأمَه فتدِرَّ عليه. وكان خليفةُ أحد رجالِ بني تميمٍ في الإسلام، شهد القادسيّة. وهو الذي يقول:


أنا ابنُ بوٍ ومعي مخراقِي *** أضربُ كلَّ قدمٍ وسَـاقِ

إذْ كرةَ الموتَ أبو إسحاقِ يعني سعد بن أبي وقاص. ونزل عليه عُبيد الله بن علي بن أبي طالب في أيّام مُصعب بن الزبير.
ومنهم: زيد بن مِرداس، كان على وفْدِ بني تميمٍ حيثُ وفدوا إلى عمر.
ومنهم: هِمْيان بن قُحافةَ الراجز، وأحسب أنَّ الهِميان المعروفَ ليس بعربيٍّ محض.
ومنهم: عامر بن أُبيَر، كان من ساداتهم وفُرسانهم في الجاهليّة، وأخذ أربعينَ مِرباعأً.
ومن قبائل بني مُرّة: بنو النَّزَّال. ومنهم: صعصعةُ وقيسٌ وجَزْيٌّ. والمتشمِّس: بنو معاوية.
فأمَّا قيسٌ فهو أبو الأحنف بن قيس، واسم الأحنف صخر. وقد سادَ الأحنفُ تميمَ البصرةِ كلَّها.
ومن بني النزَّال: عِكراش بن ذُؤيب، لقي النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث. وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف: كأنّكم به قد أُتِيَ به قتيلاً أو به جراحةٌ لا تفارقه حتَّى يموتَ! فضُرِب ضربةً على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثَرُ الضَّرْبة به. وعِكراشٌ من العَكْرَشة، وهو التقبُّض.
والعكْرِشُ: نبتٌ معروف.
ومنهم: يزيد بن حُذيفة. ويزيدُ هذا هو الأعْيس الذي أسَر الهُذَيلَ التَّغلبيّ في الجاهلية. والأعْيسَ من العَيَس، وهو من ألوان الإبل بياضٌ تَخِطه حمرةٌ. بعيرٌ أعيسُ وناقة عَيساء.
ومنهم: الأسود بن سريع، لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكان يقُصُّ في مسجد البَصرة.
ومنهم: عبد الله بن إباض، صاحبُ الإباضيّة. والإباض: حبلٌ يشَدُّ في ذِراع الجَمَل، ثم يشدُّ إلى وظيف يده، فالجَمَل مأبوضٌ، والمصدر الأبض.
والأَبْض: الدَّهر.
ومن قبائل بني مِنْقر: حَزْن، وجندلٌ، وصَخْر، وجَرْول، يسمَّوْنَ الأحجارَ.
ومن رجالهم: فَدَكِيُّ بن أعْبَدَ، وكان من عظماء بني سعدٍ في الجاهلية، وله عقب بالبصرة والبادية. وكان أبو عبيدةَ يطعُن في عقبِهِ بالبصرة، وذلك باطل.
والجَرْول: أرضٌ ذات حجارة يصعُب فيها المَشْي. والحَزْن: ضدُّ السهل. ويقال جرول والجمع جراول، وحَزْنٌ والجمع حُزُون.
ومنهم: القلاخ بن حَزْنٍِ الراجز. والقُلاَخ، وهو أن يردِّد الفحلُ صوتَه في جوفه. يقال: قلخَ البعيرُ يقلَخُ قَلْخاً.
ومنهم: بنو أحْمَس، منهم مُحرِز بن حُمْران، من فُرسان بني تميم. واشتقاق أحْمَسَ من قولهم: حَمِس الشرُّ، إذا اشتدَّ. وكلُّ شيءٍ اشتدّ فقد حَمِس. والحُمْس: قبائلُ من العرب تشدَّدوا في دينهم، منهم: قريش، وبنو عامر بن صعصعة، وخُزَاعة.
ومن رجالهم: جَيْهان بن مُحْرِز، كان شجاعاً شريفاً. وجَيْهانُ اشتقاقهُ إن كانت النون فيه زائدة فهو من قوله: جاء يَجِيه، إذا أحسن القيامَ على ماله فهو جاءه، والمال مَجُوهٌ أو مَجِيه، من جاهَهُ يَجيهه. ومن ذلك اشتقاق جُهَينة إن كانت النون زائدة في جُهَينة، ولا أحسِبها إلا أصليّةً من الجَهْنِ، والجَهْن: الزَّجر وغِلَظ الكلام.
ومن رجالهم: سِنان بن خالدٍ الأشدُّ، وسمِّي الأشدَّ لشجاعته.
ومنهم: اللَّعِين الشاعر، واسمه مُنازِل، وهو الذي هجا الفرزدقَ وجريراً جميعاً.
ومنهم: سُمَيّ بن خالد، وهو أبو الأهتم، واسم الأهتم سِنان وسمِّي الأهتم لأنَّ قيس بن عاصمٍ ضرَبهُ بقوسٍ على فيه فَهَتَم أسنانَه، أي كَسَرها. وفي بني الأهتم رجالٌ معروفون خطباءُ يَطولُ الكتابُ بأسمائهم.
ومن رجالهم: قيس بن عاصم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هذا سيِّد أهلِ الوبر". وهو من حُلماء بني تميم، وحَرَّم الخمرَ على نفسه في الجاهليَة، وله حديث.
ومن بني مِنْقر: بطن يقال لهم بنو هَرَاسة، من ولدِ فَدكى بن أعْبَد.
والهَرَاس: ضَرب من الشجر له شوك.
ومنهم: بنو هِدْم. والهِدْم: الكِساء الخَلَقُ، والجمع أهدام، والهَدْم: مصدرُ هدمتُ الشيءَ أهدِمه هدْماً، والهَدَم: ما وَقَع من الهَدْم.
ومنهم: جعفر بن جرفاس، وقد مرّ جعفرٌ. وجرفاسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. كان من عُبَّاد أهلِ البصرة المعدودين، ذكره الحسن فقال: إنِّي لا أرى مثل الجَعفرَين! يعني جعفراً هذا، وجعفَر بن زيدٍ العبدي.
ومن قبائل بني سعد: جُشَمُ، وعَبشمس. واشتقاق جُشَم من قولهم: جشمت إليك هذا الأمر، أي تحمَّلت ثِقَله. وجُشَمُ البعيرِ: صدرُه وكَلْكَلُهُُ. يقال: ألقى عليه جُشَمَه. وهو من قولهم: تجشَّمت كذا وكذا، أي حملت ثقله عليَّ.
ومنهم: بنو حرام بن كَعْب، وهم قليل .
ومنهم: بنو مُخَاشِنٍ، وهو مُفاعل من الخُشونة. وسمَّت العرب مُخاشِيناً، وخُشَيناً، وخُشَينْة، وخَيْشَنة. وخُشَيْنٌ: بطن من العرب من قضاعة. ومنهم: أبو نُخيلَة الراجز، وكان يُطعَن في نسبه، وإنّما كُني بهذا لأنَّ أمه ولدَاْه في أصل نخلة.
وأمّا ربيعة بن كعب بن سعد فيلقَّبون: الحِباق، بكسر الحاء.
ومنهم: المستوغِر المعمِّر، عاش ثلاثمائةٍ وعشرين سنةً، ولقِّب المستوغرَ لقوله:


يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلات منـهـا *** نَشِيشَ الرَّضْف في اللَّبنِ الوغيرِ

والرَّضْف: حجارة تُحمى وتُلقَى في اللبَن فينِشّ. ووَغْرة الهاجرة من هذا اشتقاقها، أي شدَّتها. ويقال: فلانٌ وَغِر الصَّدر عَلى فلانٍ، أي حَقِدٌ عليه.
ومنهم: جارية بن قُدامة كان شيعيَّاً، وكانَ من أصحاب عليٍّ عليه السلام. وهو الذي تولى إحراق عبد الله بن عامر الحضْرَميّ.
ومنهم: مكحول بن حِذْيم، وقالوا: ابن عبد الله بن حِذْيمَ، وهو صاحب نهرِ مكحولٍ بالبصرة. وحِذْيمٌ مشتقٌّ من الحَذْم، وهو السُّرعة في كلامٍ أو سيرٍ، وبه سمِّيت حَذَامِ.
ومن ولده: الأحامسة، لهم عدد بالبصرة.
ومنهم: شَيبان بن عبد شمس، الذي تنسب إليه مَقبرةُ شيبانَ بالبصرة، وكان زيادٌ ولاَّه الجامعَ ونما يليه ليحرسَ باللَّيل، فكان يقتُل الخوارج، فجاءته الخوارجُ نهاراً فقتَلتْه الخوارج، وقتلَتْ سبعة بنينَ له.
ومنهم: عمرو بن جُرموزٍ قاتلُ الزُّبير رحمه الله.
ومن موالي ربيعة: خالِدٌ الرَّبَعي الفقيه.
وأمَّا مالك بن كعب بن سعدٍ فإنَّه يقال له ولأخيه: المزروعانِ، لعددهم.
وأما الحارث بن كعبٍ فهو الأعرج، وسمِّي الأعرجَ لأنَّ غيلان بن مال بن عمرو بن تميم ضربَه في حربٍ بينهم وبين بني سعد فَعَرج.
وأمَّا جُشَمُ، ، فولد جُعْشُمَ بن جُشَم. والجُعْشُم: الغليظ.
ومنهم: زُهرة بن عبد الله بن الحَوِيَّة. وزُهْرة هذا هو قاتل جَالِينوس الفارسيِّ، بعث به كسرى لقتال العرب.
ومنهم: مَضْرحِيّ بن كلاب، وكان شاعراً، وشهد المغازيَ بفارسَ مع المهلَّب. والمَضْرحيُّ: النَّسر؛ وربَّما سمِّي الرجلُ الكريمُ مضرحِيّاً.
وأما عوف بن كعب بن سعد فولد قُرَيعاً، وعُطارِداً، وبَهدَلة. - وهو ضربٌ من الطَّير زعموا- وبِرْنيقاُ، هو ضربٌ من الكمأة يكون لها شبيهُ الأقماعِ يكون فيها سمٌّ قاتل.
وأما بَهدلة فمنهم أُحَيْم، وكان شريفاً.
ومن بني خَلَف بن بهدلة: الزِّبرقان بن بدر، قال قومٌ: إنِّما سمِّي الزبرقانَ لخفّة لحِيته. وقال قوم: بل لجماله، لأنَّ القمر يسمَّى الزبرقان. وقال قومٌ: لأنَّه كان يصبُغ عِمامتَه بالزَّعفران، وكنت سادةُ العرب تفعَل ذلك. قال الشاعر:


فهم أَهَلاَتٌ حولَ قيسِ بن عاصمٍ *** يحُجُّون سِبَّ الزِّبرقانِ المُزَعْفَرا

ومن بني بَهدلة: خالدُ بن ثعلب. والثَّعلب معروف. وثَعلب الرُّمح: ما دَخَل في جُبّةِ السِّنان من الرُّمح. قال الراجز:


وأطعُ، النجلاءَ تَعوِي وتَهِـرُّ
لها من الجَوف رَشاشٌ منهمِرْ
وثعلبُ العامل فيها منكسِـرْ

والثعلب: مَخرج الماء من الجَرِين، وهو الجَوْخان.
ومن بني سعد: الأضبط، كان شريفاً في الجاهلية.

ومنهم: وكيع بن عُمَير، وأمُّه من سَبْي دَوْرَق، وهو الذي قَتَل عبدَ الله بن خازم السُّلَمى، ويعرف بابن الدَّورقيّة.
ومنهم: أوس بن مَغْراء الشاعر. ومَغْراء: فَعلاء من اللَّون الأمغَر. والمُغْرة: حُمرةٌ فيها كُدْرة. والمَغْرة معروفة بفتح الميم.
ومنهم: أبو دَهْلَبٍ الرّاجز، والدَّهلَب: الرجل الثقيل.
ومنهم: بنو أنفِ الناقة، وفيهم شرفٌ وعدد. وسمِّي بذلك لأنّه أكلَ رأس ناقة. وفيهم يقول الحطيئة:
قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ *** ومَن يُسوِّي بأنفِ النّاقةِ الذَّنَبا
ومن ولد أنف الناقة: لأُيٌ، وابنُه شمَّاس بن لأْي واشتقاق لأْيٍ من البُطء. قال الشاعر:


فلأياً بلأْيٍ ما حَمَلْنا وليدَنا

وشَمَّاس: فَعّال من الشَّماس، من قولهم: شَمَس الفرسُ شِماساً، فالفرس شَموس. والشَّمس معروفة. والشَّمْسة: ضرب من المَشْط كان يُمشَط في الجاهليّة. وقد سمَّت العربُ شمّاساً وشَمِيساً، وشُمَيساً، وشَمْساً. وأشَمسَ يومُنا، إذا اشتدَّ حرُّ شمسه؛ وَشمِسَ أيضاً قال الشاعر:


فغودِرَ تحتَ الضَّالِ وهو كأنّه *** قَريعُ هجانٍ فادرٌ مُتَشّمِـسُ

وقال آخر:

فلو كان فينا إذْ لحقنـا بُـلالَةٌ *** وفيهنَّ واليومُ العَبُوريُّ شامسُ

ومنهم: عامر وعلقمة: ابنا هَوذة بن شمّاس، كانا شريفين. والهوذة: ضربٌ من الطير. وهما اللذان يقول فيهما الحطئية:


أمثالُ علقمة بن هَوذة كلَّ غاليةٍ مَيَاسِرْ

ومنهم: بغيض بن عامر بن هَوْذة، كان شريفاً وهو الذي نَقل الحطيئةَ إلى جِواره من جوار الزِّبرقان. وأدركَ بغيضٌ الإسلامَ، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسَّماه حبيباً.
ومنهم: المخبَّل الشاعر، واسمه ربيعة. ومخبَّل: مفعَّل من الخَبْل.
والخَبْل: استرخاء المفاصل من ضعفٍ أو جنون. والخِبَال: الهلاك. والخابل: الجِنّ.

ومنهم: الحَرِيش بن هِلال بن قُدامة، كانَ من فرسان بني تميم، وله أيام بخُراسان مشهورة. وحَرِيش: فعيلٌ، إمّا من حَرْش الضبِّ، وهو أن يضربَ الرجلُ بيده على باب الجُحر فيسمعَه فيحسِبَه أفعَى، فيخرج فيُؤخذ. والفعل الحَرْش. قال الراجز:


قد ضحِكَتْ لمَّا رأتني أحتـرِشْ *** ولو حَرَشْتِ لكشفتِ عن حِرِشْ

وإمّا من حَرْش البعير، وهو أن يحكَّ غاربَه بِعصاً أو مِحْجَن ليمشِيَ.
ومن بني عُطاردٍ: شِجْنة. واشتقاق شِجْنة من الشُّجون والشواجن، وهو الشَّجر الملتفّ الدَّغِل. ومن أمثالهم: "إنَّ الحديثَ ذو شجون" أي يجرُّ بعضُه بعضاً. والشواجن: الأودية ذاتُ الشجر الملتفّ. والشُّجونُ المصدرُ من هذا، لتداخلها واشتباكها. والشَّجَن: الحاجة. والشجون: الحوائج.
ومنهم: كرِب صَفْوان، وهو الذي أنذرَ بني عامرٍ على بني تميم يوم جَبَلة، قالت دَخْتَنوس:


كَرِبَ بن صفوانَ بن شِجْنةً لم تَدَعْ *** من دارمٍ أحداً ولا من نهـشـلِ
وتركت يربوعاً كَـفَـورة دابـرٍ *** وليَحْلفَنْ باللـه إنْ لـم يَفـعَـلِ

فقال: والله لا أحلف! والدابر: الواحد من الأيسار.
وعُوَير بن شِجْنة: الذي أجارَ قطينَ امرئ القسيس عند انقضاء مُلْك كِندة فوفَى له، فقال امرؤ القيس:


لا حِميريٌّ وفَى ولا عُدَسٌ *** ولا استُ عَيْر يحكُّها الثَّغَرُ
لكنُ عُوَيرٌ وَفَى بذمَّتـهِ *** لا عَوَرٌ شانَهُ ولا قِصَرُ

وكان أعورَ قصيراً.
ومن بني عطارد: أبو رجاء عمرانُ بن تَيْم، وهو الذي يُعرَف بأبي رجاءِ العُطارديّ. كان فقيهاً، أدركَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سُبِيَ يوم الكُلاَب فأعتَقَه رجلٌ من بني عطارد.
وأما بنو عمرو بن سعد، فهم بالكوفة والجزيرة، وليس بالبصرة منهم أحد، يقال لهم الصَّحْصَحِيُّون. والصحْصَح: الفَضَاء الأملس من الأرض.
ومن بني عمرو هذهِ: الهائلةُ، والبسوس: ابنتا مُنْقِذ. فأمّا الهائلة فإِنَّما سميِّت بذلك لأنّه نَزَل بها ضيفٌ ومعه وِعاءٌ فيه دقيق، فأخذت وعاءَ كان عندها فيه دقيق أيضاً لتأخذَ من دقيق الضيف لتلقىَ في وعائها، ففاجأها الضَّيف فلما رأتْه جعلَتْ تأخذ من وعائها فَتَهِيلُ في وعاء الضَّيف، فقال: ما تصنعين? قالت: أَهيل من هذا في هذا. قال: "محسنةٌ فَهِيلى" فذهبَتْ مثلاً فولدت جَسَّاس بن مُرَّة قاتل كليب. وكانت أختها البسوسَ التي يقال أشْأَمُ من البسوس، وعلى رأسها كان حربُ ابنَيْ وائل أربعين سنة، فقالت العرب: أشأم من البسوس!.
واشتقاق البسوس من الناقة التي تَدُرُّ على الإبساس، وهو أن يُبِسَّ بها الراعي فيقول: بُسْ بُسْ! فتتيه فيحلُبها.
ومنهم: عَلاَّق بن شِهاب، كان سيِّداً في الجاهليَّةَ. وعَلاَّق: فعَّال من قولهم: علِقَ عُلوقا. والعَلَق: الدم، معروف. والعَلَق: الحُبّ. والعلَق. حبلُ السَّانية وأداتُها. والعَلُوق من النوق: التي ترأم بأنفها وتزينُ حالبَها قال الشاعر:


أم كيفَ ينفع ما تأتي العَلوقُ به *** رثمانَ أنفٍ إذا ما ظُنَّ باللبـنِ

والعُلَّيْق: ضرب من الشجر. والعَلْقَى: ضربٌ من النَّبْت. ومَعَاليق: اسمُ نَخلةٍ معروفة. قال الشاعر:


لئِنْ نجوتَ ونجَتْ مَعَاليقْ *** من الدَّبَا إنِّي إذاً لمَرزوقُ
ورجلٌ مِعلاقٌ، إذا كان خَصيماً، قال الشاعرُ، مهلهِل:


إنَّ تحتَ الأحجار حَزْماً ولِيناً *** وخصيماً ألدَّ ذا مِـعـلاقِ

ومنهم: جَبْر بن حبيب بن عطيّة، كان عالماً بالُّلغة؛ أخذَ عنه علماءُ البصرة، والجَبْر: الملك. قال الشاعر:
وانعَمْ صباحاً أيُّها الجَبْر
ومنهم: عبد الله بن رؤبة، وهو العجّاج. وسمِّي العجاجَ لقوله:


حتى يَعِجَّ ثَخَنَا مَن عَجعـجـا *** ويُودِيَ المُودِي وينجو مَنْ نجا
وابنه رؤبة بن العجّاج.
والمجّ: الصوت. وفي كلامهم: العجّ والثَّجَ. فالعجّ: رفع الصوت بالدعاء. والثجًّ: صبُّ الدم، يعني النحر. والعَجَاج: الغُبار، معروف. والعَجيج: رفع الصَّوت أيضاً. واشتقاق رؤبة إمّا من قولهم: مرّت رُوبة من اللَّيل، أي قطعة؛ أو من قولهم: قضيت رُوبةَ أهلي، أي حاجَتهم؛ أو من قولهم: أَعطِني رُوبةَ فرسِك أي جَمَامه؛ أو من رُوبة اللبن، وهو الحامض يصبُّ عليه الحليب. هذا كلُّه غير مهموز. فإن كان مهموزاً فالرُّؤبة: القطعة من الخشب يُرقع بها القَعْب والقَصعة. يقال: رابت القَدَح، إذا شعبته.
ومن بني جُشَمَ بن سعد: بَلْج بن نُشْبة. واشتقاق بَلْج من البَلَج، وهو وضوحُ للَّون. وكلُّ واضحٍ أبلجُ. قال الشاعر:


ألم تر أنَّ الحقَّ تلقاه أبلـجـاً *** وإنّك تلقَى باطلَ القول لَجْلَجَا

والبَلَج: انحسارُ ما بينَ الحاجبين من الشعرَ؛ والعرب تمدح به. وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبلجَ، وبَلْجٌ: صاحب مسجدِ بَلْجٍ بالبصرة، وإليه ينسب البِياح البَلْجِيُّ.
واشتقاق نُشْبة من قولهم: نشِبَ الشيءُ في الشيء، إذا الْتَبسَ به. وأحسِب أن اشتقاق النُّشَاب من هذا. وبيني وبين فُلانٍ نُشْبة، أي عَلاقة. والنَّشَب: المال. والناشب: صاحب النُّشّاب؛ وهو في كلامهم قليل، نحو: ناشبٍ، وتارسٍ، ودارع، وفارس، وما أشبه ذلك.
ومن رجالهم: سِنَانُ بن الحَوْتكيَّة. فسِنَانٌ من أشياء: إمَّا من سنان الرمح، وإمَّا من قولهم: سانَّ الفرسُ الأنثى، أو البعيرُ الناقةَ، سِنَاناً ومُسَانَةً، إذا عَدَا معها. والسِّنان: المِسنُّ. والحَوْتَك: الصغير الجسم. ويقال لِصغار النعم: حَوَاتك.
وليس في بني عُوَافَة رجلٌ مذكور.
بنو ظالم، وبنو شَرِيط، وبنو خَطَّاب.
واشتقاق شَرِِيط وهو فعيل، من شَرْط الحَجَّام، كأنّه معدولٌ عن مشروط. وإمَّا من الشّرْط الذي يتعامل به النَّاسُ. والشَّرَطانِ: نجمانِ من منازل القمر، وتسمَّى الأشراط. وشَرَطانُ اسمٌ. والشِّرْط: العَلامة، وبه سمِّي الشُّرَط؛ لأنَّهم قد جعلوا علامةً يعُرَفون بها. قال الشاعر:


فأشرَطَ فيها نفسَه وهو مُعْصِمٌ *** وألقَى بأسبابٍ له وتـوكَّـلا

أي جعلَ على نفسه علامةً لذلك.
ومن بني سعدٍ: بنو مُلاَدس. ومُلادِس: مُفاعِلٌ من الَّلدْس. واللَّلْدس: الرمي. وناقةٌ لديس، أي سمينة، كأنَّها قد رُمِيَت باللَّحم. قال الشاعر:


سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيطَموسٌ شِمِلَّةٌ *** تُبَارُ إليها المحصناتُ النجائبُ

ومن بني مُلادِس: بنو مَوْأْلة. وموألة: مفعَلةٌ من قولهم: وأَْلَ الرجل يئِل فهو وائل، إذا نَجَا. والوَأْلة: الدِّمنة يكون فيها البَعْر والكِرْس. يقال: نزلنا بوَألة منكَرة. والوَأْلة الوَعْلة واحد، وهو الملجأ من الجبل.
ومنهم: حاجب بن خُشَينة، وقد مرّ تفسيره.
ومن بني العُمَير بن عَبْشَمْسٍ: بنو الدَّوْسَران. والدَّوْسَر: الناقة الصُّلبة. وكانت للنُّعمان كتيبةٌ يقال لها دَوْسَر. قال الشاعر:

ضربَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً *** أثبتَتْ أوتادَ مُلكٍ فاستَقَـرّْ
ومنهم عَبْدَة بن الطَّبيب الشاعر.
وربما لم نذكر بعض قبائلهم .







________________________________________
البحث الثالث:من منتدى غامد وزهران

خندف
حلف قديم تنضوي تحته القبائل التاليه :

مطير ـ ثقيف ـ سبيع ـ غامد ـ البقوم ـ والجحادر ـ سليم .

شبابه :

وهو أيضآ كسابقه ، وينضوي تحته القبائل التاليه:

عتيبه ـ حرب ـ زهران ـ عنزه ـ بني مالك ـ باالحارث ـ هذيل ( وليس كل قبائل عتيبه وهذيل تدخل في شبابه ، وانما ( روق ) من عتيبه ، وعمير والمساعيد من هذيل ).

أسباب نشأة الحلفين :

في أواخر القرن الرابع الهجري ، قامت دولة الأشراف الحسنيين في مكه ، وكان مؤسسها ـ الحسن بن قتاده بن أدريس ...ينتهي نسبه في الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما.

وقد كان من أكبر العقبات التي واجهتها هذه الأماره الفتيه هي ، قبائل هوازن العدنانيه في ذلك الوقت ، وكان عماد تلك القبائل وقوتها في بنو هلال بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن ـ تلك القبائل كانت دائمة التمرد على شريف مكه ، الذي استعان عليها بمناؤيها الأقربون .. وبذا تشكل حلف ( خندف ) من قبائل أرتضت امارة أشراف مكه ودخلت معها في حروبها ضد هوازن وزعيمتها بني هلال ـ

وباالمقابل استعانت هوازن باالقبائل القريبه منها في الديار أولآ ـ مثل بني مالك وباالحارث وزهران ـ حيث كانت أغلب هذه القبائل متجاوره في الديار ، وانضمت اليها فيما بعد قبائل شمال مكه وجنوب المدينه ، من حرب وعنزه( قبل رحيلها من خيبر الى الشام وأطراف العراق ).

وقد كان من نتائج هذه الحرب الضروس ـ هزيمة بني هلال وأحلافها ، ورحيلها في أول الأمر الى ( نجد ) يصحبها عدد من قبائل قيس عيلان ، مثل : زعب .. السهول .. بنوعقيل ( الذين كان منهم بني خالد فيما بعد ) ـ ثم كانت هجرتهم الشهيره الى المغرب ...

ومن الجدير باالذكر ـ أن هذين الحلفين لم يستمرا بنفس القوه والمواصله في النصره وقت الأزمات ، وقد أستعاد هذين الحلفين مكانتهما أخر مره في معركة ـ بسل ـ الشهيره ، التي خاضتها القوات السعوديه ضد قوات طوسون باشا ، سنة 1230 هجريه . اذ كانت رايات القبائل حسب أحلافها .

والحلفين لم يقوما على أساس القرابه في النسب اطلاقآ ، اذ أغلب قبائل الحلفين غير متجانسه في الأنساب ـ دليل ذلك : دخول ( غامد) في خندف ، بينما ( زهران ) في شبابه ، وكما نعلم فان غامد وزهران أخوه في النسب .

وخندف ـ لغة: من صفات الخيل ، وتاريخيآ: هي أمرأة مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

أما شبابه ـ فهي مجموعة قبائل اشتهرت بها قبائل ـ زهران ، وبجيله ، وعدوان ، وسعد بن بكر ـ اذ كان في كل واحده من هذه القبائل فخذآ يدعى شبابه ، وهناك سراة تدعى سراة شبابه ـ لم يعد لها اليوم وجود ، وهي من ضمن ديار بني مالك.

منقول

ولكم خالص شكري. ayoooh4@hotmail.com















رد مع اقتباس
غير مقروء 01-Dec-2007, 08:07 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو رامي
كــــاتب
إحصائية العضو





التوقيت


ابو رامي غير متواجد حالياً

افتراضي

وَحَتَّى يكْتَمِلْ لَكُم هذَا الخَلطَ الغريب بينَ هوَازنْ وكِنَانهْ وتَميمْ

يَقُولُ الفَرَزْدق :


فإنَّ بني سعْــدٍ هـمُ الليلُ فيهمُ *** حلومٌ رستْ والظالموا كلِّ ظالمِِ
فإنَّ بني سعْدٍ همُ الهامةُ التي *** بـها مضــرٌ دمَّــاغةٌ للجــماجِمِِ
أبَتْ لبني سعدٍ
جِبَالٌ رستْ بهم *** شَوامخُها ، لا تُرتَقى بالسَّلالِمِ















آخر تعديل ابو رامي يوم 01-Dec-2007 في 08:14 AM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 01-Dec-2007, 02:39 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عتيبة عزم وهيبة
عضو نشيط

الصورة الرمزية عتيبة عزم وهيبة

إحصائية العضو





التوقيت


عتيبة عزم وهيبة غير متواجد حالياً

افتراضي

ابو رامي من تقصد بسعد هذا ممكن توضيح السعوووود كثر ؟؟؟

لعل الشاعر الفرزدق يقصد قومة سعد تميم وليس سعد بن بكر

ليتك تحيلنا لمصدر القصيدة















رد مع اقتباس
غير مقروء 01-Dec-2007, 03:31 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
خبر خير
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


خبر خير غير متواجد حالياً

افتراضي

كفوا يا ابو رامي وافي ولا قصرت ومهما أتيت باجابات سوف تسئل عليها لانهم لا يريدون أن يصادقون على ما تأتي به من أجوبه يجيدون الاصرار لهدفهم المنشود متحمسين ، قراءة وسهر تذهب هباءً منثور عندهم هذا مستحيل وقد يحرمون هذا والعياذ بالله .

إذا قلت ما يقوله أبائنا

قالوا : ابائنا جهله ونحن أهل العلم نقراء ونكتب ، واشهد أنهم يجيدون سحر الكلام في ترتيب النصوص على طريقة العلماء بهذه الطريقه : حدثنا فلان عن المصدر الفلاني كتب كذا سنة كذا صفحة كذا وقد عارضه الكاتب فلان بقوله كذا وكذا ويدل على ذلك كذا وكذا إذا أصبح الامر كذا وكذا إذا الناتج كذا وكذا .

وإذا قلت الاجداد

قالوا اجدادنا أجهل من أبائنا يعني صبها حقنها ، رأينا هو الصواب كيف يضيع السهر وكيف تضيع البحوث .

وعندهم الادها والامر كيف يضيع الهدف المنشود وهو قول تركي القداح ونريد من القارئ الاقتباس والايحاء ونقض هذه الجمله لانها لا تفيد البحث ولكن تعني معنى واحد فقط نوع من الدعاية قبل التسويق

قال تركي :
(1) أقوم حاليًا على إصدار كتاب يتناول هذه القبيلة وتاريخها منذ القِدم وحتى وقت الناس هذا، سوف يرى النور قريبًا.


لن يتنازلون هل هذه الجمله تفيد البحث ام هي اقرب للدعاية على طرقة القاعده النصرانية (( الغاية تبرر الوسيله )).

والله لا أشتري هذا الكتاب ولو بحفنه من الرمل لما يحتويه من فتن وغايه
وقلت الحيله .

يا عتيبة قاطعوا أي كتاب يريد الفتنه ويأتي بتفريق القبيلة















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »09:17 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي