عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 30-Nov-2007, 06:15 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
striker
عضو
إحصائية العضو






striker غير متواجد حالياً

افتراضي

شبابه وخندف(مجموعة أبحاث)


________________________________________
أنقل لكم أبحاث عن شبابه وخندف أرى انها مفيده لانها تحوي ماده علميه جيده وأستند فيها للعديد من المصادرالتي تفيد المهتمين والباحثين بهذا الموضوع وأمل ان تنال أستحسانكم
البحث الاول :
تحقيق بلاد ونسب بني شبابة (1)
أ. تركي بن مطلق القداح العتيبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم. أما بعد:
فمما لا شك فيه أنّ لكل قبيلة ديارًا، وبلادًا تستقرّ فيها، وتتوسع تلك البلاد أو تتقلّص حسب قوة القبيلة أو ضعفها، وما يترتب على ذلك من ظروف وعوامل سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك. وتزخر كتب البلدانيات والأنساب بذِكر وتحديد بلاد هذه القبائل القديمة مثل: كتاب أبي زيد البلخي، وابن الكلبي، وعرام السلمي، والهمداني، ولغدة الأصفهاني، والهجري، والأصطخري، والإدريسي، والبكري، وياقوت الحموي، وغيرهم ممن سنذكره في هذا البحث إن شاء الله.
وحديثي هنا عن واحدة من أعرق هذه القبائل وأهمها وهي بلاد بني شبابة من القرن الأول وحتى القرن العاشر الهجري في ضوء ما اطلعت عليه في المصادر الجغرافية والتاريخية، كما سأوضح نسبها من واقع النصوص المدوّنة قديمًا في كتب النسب والتاريخ القديمة، حيث إنّ هذه القبيلة العريقة لم تعط حقها من البحث والدراسة مثل ما أعطيت بقية قبائل العرب. وقد سعيت جادًّا منذ سنوات في جمع النصوص من بطون المصادر والمراجع القديمة، والبحث عن كل ما يخص هذه القبيلة الكريمة حتى توفرت لديّ بعض هذه النصوص الواضحة في بيان نسبها وبلادها القديمة، وقد اكتفيت بهذه لوضوحها؛ وقد قيل: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق(1).
وأودّ أن ألفت نظر أخي القارئ الكريم إلى أنّ بني شبابة هي قبيلة في الزمن القديم، وليست حلفًا؛ وذلك قبل أن يطغى اسمها على مجموعة من القبائل المتحالفة والمختلفة النسب؛ لكي تمثّل حلف شبابة المعروف، ويصبح اسمها كما قال الشيخ الجاسر، رحمه الله: "كلمة اعتزاء وشعار يشمل قبائل كثيرة مختلفة النسب، متباينة المنازل"(2).
ولابد لي في هذه المقدمة القصيرة أن أشير إلى نظرة علاّمة الجزيرة شيخنا الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- الذي أدرك بنظرته الثاقبة: أنّ شبابة في الأصل هو اسم يخص قبيلة ثم أصبح شعارًا يشمل قبائل كثيرة، كما قال، فإنّ هذا القول مما يحسب لشيخنا النسابة -رحمه الله- وهذا ما سنشير إليه في هذا البحث المختصر والذي لا يخرج عن نصوص العلماء والمؤرخين. وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بلاد ونسب شبابة
شبابة، وواحدهم شبابي، قبيلة عدنانية من أعرق القبائل العربية، وقد طغى اسمها منذ عهد ليس بالقريب على قبائل كثيرة جمعها التحالف، ويقابل هذا الحلف حلف آخر طغى عليه اسم خندف.
قال الزركلي عن قبائل الطائف ومنها شبابة: "وفي العارفين بالأنساب من يرجع بهذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف. وهم شبابة وخندف فإذا قيل شبابة اندمجت بها عتيبة كلها وزيدت قبائل أخر لم تكن تنتسب إلى عتيبة ولا ثقيف وهي من سكان ديار الطائف، وإذا قيل خندف، أضفنا إلى عتيبة القبائل الآتية لتكوِّن منها جميعها شبابة: بني الحارث، بني سعد وهم رؤوس شبابة وحرب، وقحطان وهم أقدم قبائلهم"(3)، وإذا قيل خندف زيدت قبائل أخرى(4).
وقد وهم الزركلي عندما فرّق بين عتيبة وبني سعد وهي قبيلة واحدة وهذا ما سيتضح معنا في هذا البحث(5) إلا أننا أخذنا بنص الزركلي؛ لأنني رأيت بعض الرواة يخلطون في توزيع القبائل التي تدخل في حلفي شبابة وخندف؛ لذا اعتمدت على نص الزركلي لتقدّمه وتثبّته، وليس صحيحًا ما يزعمه البعض أن عرب مصر والمغرب ينضمون تحت اسم شبابة، فحلف شبابة حلف إقليمي وليس دوليًّا؟!.
وقد اختلف بعض الباحثين حول نسب قبيلة شبابة، فمنهم من نسبها إلى العدنانية، ومنهم من نسبها إلى القحطانية، وسنوضح في هذا البحث كل الأقوال والنصوص لمعرفة الحقيقة بإذن الله تعالى.
أقوال العلماء ونصوصهم حول شبابة:
ذكر الكثير من العلماء شبابة ومكان سكناها في جنوب بلاد الطائف وجبال السراة، ووصفوها بأنها تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها، وهذه الأقوال مرتّبة حسب قِدم المصادر:
1- حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه: ورد ذِكر بني شبابة الذين يقطنون الطائف في حديث عمرو بن شعيب، ويدلنا ذلك على وجودهم ؛ وبهذا نعلم أنهم بطن جاهلي.في زمن نبينا محمد
قال العلاّمة أبو الطيّب محمد شمس الحق (ت275هـ): "حدّثنا أحمد ابن عبده الضَّبِّي أخبرنا المغيرة ونسبه إلى عبدالرحمن بن الحارث المخزومي (أحسبه يعني ابن عبدالرحمن) حدّثني أبي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنّ شبابة بطن من فهم، فذكره نحو. قال من كل عشر قربٍ قربة. وقال سفيان بن عبدالله الثقفي قال: وكان يحمي لهم واديين: فأدُّوا إليه ما كانوا وحمى لهم وادييهم" انتهى(6).يؤدّونه إلى رسول الله
2- ذكر الفاكهي من علماء القرن الثالث الهجر: أنّ هشام بن عبدالملك كتب إلى أمير الطائف أن يرسل إليه عسلاً من عسل الندغ من نحل بني شبابة(7).
قال الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- عن شجرة الندغ: "بفتح النون وكسرها وضمها وإسكان الدال: الصعتر البري، وهو مما ترعاه النحلة وتعسل عليه، ولعسله جلوتان: جلوة الصيف، وهي التي تكون في الربيع، وهي أكثر في الشِّيارين، وجلوة الصفرية، وهي دونها. ويروى أن سليمان بن عبدالملك دخل الطائف فوجد رائحة الصعتر فقال: بواديكم هذا ندغة. وكتب الحجاج إلى عامله بالطائف: أرسل إليّ بعسل أخضر في السقاء، أبيض في الإناء، من عسل الندغ والسحاء، من حداب بني شبابة، وقال أبو عمرو: الندغ شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء، والواحدة ندغة. وقال أبو حنيفة: الندغ مما ينبت في الجبال وورقه مثل ورق الحوك، ولا يرعاه شيء، وله زهر صغير شديد البياض، وكذلك عسله أبيض كأنه زبد الضأن.."(8).
3- قال البلاذري (ت279هـ): "بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي"(9). والمقصود باليمن هنا جنوب الطائف وهذا ما أوضحه الأزهري في نصه الآتي.
4- قال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): "وأما ما ذكره الأصمعي في حديثه عن سليمان بن عبدالملك من حداب بني شبابة فإنها جبال من جبال السراة ينـزلها بنو شبابة".
وقال عن الحداب: "وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وواحد الحدب حدبة وحداب بني شبابة أكثر السراة عسلاً وأجوده، والغالب على عسلهم الضرم. وكذلك أخبرني بعض الأزد، وأخبرني أنّ العسل قِرى أضيافهم لكثرته عندهم. والسراة أكثر أرض العرب عسلاً وعنبًا وتينًا وزبيبًا، واليمن كلها أرض عسل"(10).
5- قال الهمداني (ت نحو 344هـ) في ذكر كنانة والسروات قرب بلاد الطائف: "...ثم سراة بجيلة، وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان..."(11).
وهذا يعني أنّ شبابة وعدوان في سراة واحدة كما يظهر من النص.
6- قال الأزهري (ت370هـ): "وعسل شبابي: ينسب إلى بني شبابة قوم بالطائف ينـزلون اليمن"(12).
7- قال الصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت385هـ): "وعسل شبابي: منسوب إلى بني شبابة قوم بالطائف"(13).
8- قال إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ): "وبنو شبابة قوم بالطائف"(14).
9- قال ابن سيده (ت478هـ) عند ذِكر نبات العسل: "...أكثر منابته في بلاد بني شبابة"(15). وهو ناقل عن الدينوري في نصه المتقدم.
10- قال البكري (ت487هـ): "حداب بني شبابة، وهي جبال من السراة ينـزلها بنو شبابة... وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً..."(16). وهو ناقل نص الدينوري.
11- قال الزمخشري (ت538هـ): "كان عصر شبابي أحلى من العسل الشبابي نسبة إلى بني شبابة من أهل الطائف"(17).
12- قال السمعاني (ت562هـ): "سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة"(18).
13- قال ياقوت الحموي (ت626هـ): "شبابة: سراة بني شبابة من نواحي مكة"(19).
14- قال ابن الأثير (ت630هـ): "الشبابي: ... هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة، منها أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، وكان يحدّث سنة نيف وستين وأربعمائة"(20).
15- قال ابن منظور (ت711هـ): "عسل شبابي ينسب إلى بني شبابة قوم بالطائف"(21). وهو ناقل عن الأزهري.
16- قال الذهبي (ت748هـ): "شبابة.. نزلوا السراة" وقال: "سراة بني شبابة"(22).
17- قال الفيروزآبادي (ت817هـ): "وشبابة.. نزلوا السراة أو الطائف"(23).
18- قال القلقشندي (ت821هـ): "شبابة قرية بالطائف"(24).
19- قال الفاسي (ت832هـ): "... سراة بني شبابة وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى، وما حولها من بلاد بني سعد"(25).
20- قال جلال الدين السيوطي (ت911هـ): "الشبابي بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة..."(26).
ويستفاد من النصوص السابقة جملة من الفوائد هي:
أ- أنّ الحداب من ديار بني شبابة من جبال السراة، كما جاء في نص هشام بن عبدالملك والدينوري، ومن نقل عنهم.
ب- أنّ بني شبابة تشتهر بالعسل الشبابي المنسوب إليها كما جاء في نص هشام بن عبدالملك، والبلاذري والدينوري، والأزهري، والصاحب إسماعيل ومن نقل عنهم.
ج- اشتهار إحدى السروات حيث عرفت باسم سراة بني شبابة، كما جاء في النصوص المتقدمة.
بلاد شبابة وسراتها اليوم:
ورد في النصوص السابقة أنّ بني شبابة ينـزلون جبال السراة، ولهم سراة تعرف بهم، وهي سراة بني شبابة، ومنها الحداب الواقعة خلف شيحاط، وشيحاط -كما ذكر العلماء- من بلاد الطائف.
وعن الحداب الذي هو من سراة شبابة يقول عاتق البلادي: "وتحديدها اليوم ينطبق على سراة بني سعد، وهي أرض مشهورة بجودة العسل والسمن..."(27).
وقال عن شبابة والحداب: "موضع شبابة اليوم سراة بني سعد وبلحارث جنوب الطائف على نحو ثلاثين كيلاً... وهناك الحداب جبال محدودبة الظهور جرد، ولهذه الحداب ذِكر مع شبابة في مواضع كثيرة، ومنها اليوم حداب بني سعد...". ,قال أيضًا: "لازالت الحداب معروفة إلى اليوم على 90 كم جنوب الطائف... وراء شيحاط وشيحاط من الطائف"، و"شيحاط جنوب الطائف على 25 كيلاً"(28).
وقد ذكر الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- أنّ سراة عدوان تلي سراة الطائف جنوبًا وكانوا مختلطين مع شبابة فروع من بني سعد حلت هذه السراة، وسراة بني شبابة عرفت بسراة بني سعد في وقت متقدّم؛ فقد ذكر الفاسي المتوفَّى سنة 832هـ، كما مرّ معنا في النص المتقدّم، من أنّ سراة شبابة هي سراة بني سعد. قال ذلك في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي المتوفَّى سنة 434هـ(29).

بيان نسب شبابة:
قبل الحديث عن نسب واستعراض النصوص حولها، أرى أنه من المناسب ذِكر بعض أشهر الشبابات في قبائل العرب:
1- شبابة من مالك بن كنانة، وهي مدار البحث، ذكرها النسابة البلاذري (ت279هـ) فقال: "ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي"(30)، وقد تقدّم ذِكر هذا النص.
2- شبابة بن مالك بن فهم من الأزد، ذكرها أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) عند ذِكر حداب بني شبابة فقال: "ينـزلها بنو شبابة من فهم بن مالك من الأزد، وليسوا من فهم عدوان"(31)، ونقل هذا النص ابن سيده (ت458هـ)، والبكري (ت487هـ)، كما سبق أن ذكرناه.
3- شبابة فهم بن عمرو بن قيس عيلان، ذكرها الهجري من علماء القرن الثالث الهجري(32)، فقال: "فهم بن عمرو بن قيس: ثلاثة بطون فابنا القين شبابة، وكنانة، وبعدهما بجالة، وفيها العدد والعز، وهي ثلثا فهم". وقد قال الشيخ الجاسر -رحمه الله- نقلاً عن الهمداني: "شبابة: عدّ الهمداني وغيره هذه القبيلة من سكان السراة، وحدد في (صفة جزيرة العرب) سراتهم بعد أن ذكر سراة بجيلة فقال: "سراة بني شبابة وعدوان، وغورهم الليث، ومركوب، وتجدهم فيه عدوان مما يلي مطار"، ومطار من أرض الطائف في الجنوب الشرقي منها بقرب المعدن في جهة بقران من بلاد عدوان. وقد عدّ الهمداني أيضًا هذه السراة مرة أخرى لغير شبابة فقال: "ثم يتلو معدن البرام (البرم) ومطار صاعدًا إلى اليمن سراة بني علي وفهم، ثم سراة بجيلة" فكأنّ شبابة وبني علي وفهما وعدوان مختلطون في سراة واحدة، وسيأتي الكلام على عدوان أنهم يسكنون شرقي السراة". ويضيف الشيخ الجاسر عن شبابة فهم قوله: "...ويظهر أنّ السراة كانت لهؤلاء قديمًا"(33). ويؤيد هذا الكلام عاتق بن غيث البلادي فيقول: "القول بأنّ شبابة هذه من إخوة عدوان أقرب وأصح؛ لأنّ ديار الأزد كانت بعيدة عن شيحاط وخاصة بلاد زهران التي لازالت كما هي وشيحاط جنوب الطائف على 25 كيلاً، وكانت الأرض الواقعة غربه من السراة قد نزلتها فهم إخوة عدوان في زمن متقدم قبل الإسلام"(34). والصحيح أنها شبابة كنانة كما سيأتي.
وعن شبابة الأزد يقول البلادي: "وهم غير شبابة المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف، فأولئك من عدوان من قيس عيلان"(35).

معرفة نسب شبابة وخلاصة القول:
يتلخص القول في نسب بني شبابة بين قولين لا ثالث لهما:
الأول: أنّ بني شبابة هم من بني مالك بن كنانة، ونص على هذا النسابة البلاذري (ت279هـ) والأزهري (ت370هـ) ومن نقل عنهما.
الثاني: أنّ بني شبابة من بني مالك بن فهم من الأزد؛وبهذا قال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) ومن نقل عنه، إلا أنّ الدينوري قال عنهم فهم بن مالك، والصحيح ما أثبتناه.
وبعد مراجعة النصوص، وإن كانت بغير حاجة إلى ذلك، يتضح لنا من خلال النصوص أنّ القول بكنانية شبابة هو الصحيح وذلك للآتي:
1- أنّ النسابة البلاذري عالِم جليل، حيث يعدّ من علماء النسب وكتابه (أنساب الأشراف) يؤكد ذلك، لكن أبو حنيفة الدينوري لم يذكر عنه أنه عالم بالأنساب. ولعل كتابه (النبات) يوضح أنه عالم نبات. والمعلومة هنا هي معلومة نسب لا معلومة نبات؛ لذا فيؤخذ نص البلاذري ويهمل نص الدينوري حول النسب، كما أنّ واقع الديار يؤكد نص البلاذري.
2- نص الهمداني (ت نحو 344هـ) أنّ سراة الأزد -أصل شبابة- يحول بينها وبين سراة شبابة المتحدث عنها سراة بجيلة، حيث يقول الهمداني عن السروات ما نصه: "...سراة زهران من الأزد... ثم سراة بجيلة... ثم سراة بني شبابة وعدوان...".
وبهذا يتضح ما ذكرنا آنفًا من أنّ بين سراة شبابة كنانة -مدار البحث- وبين بلاد الأزد أصل شبابة الأزد سراة بجيلة.
كما يتضح لنا من النصوص السابقة أنّ بني شبابة يعدّون من أهل الطائف، حيث تقع بداية سراتهم جنوبًا عن الطائف على بعد 30 كيلاً كما مرّ معنا في بعض النصوص، وهذا ما يلغي قول من قال أنّ شبابة هذه من الأزد؛ لأنه لا وجود لبلاد زهران، ولا لفروعها في هذه الأنحاء لا من قريب ولا من بعيد، كما قال البلادي عن شبابة الطائف: "وهم غير المنسوبة لهم الحداب قرب الطائف فأولئك من عدوان من قيس عيلان"(36).
قلت: إلاّ أنّ الشيخ البلادي وهم في نسبتهم إلى شبابة فهم بن عمرو، إخوة عدوان القيسية.
وشبابة الأزد ليس لها وجود في السراة، بل إنّ مكان وجودها -كما تشير المصادر- في بلاد عُمان؛ إذ يقول ابن الكلبي (ت204هـ): "ولد فهم بن غنم: مالكًا، وهم بعُمان...، فولد مالك بن فهم بن غنم نوًّا وولده بعُمان..."(37). وقال: "وولد شبابة بن مالك بن فهم بن غنم زيدًا، والفرهود وعبدًا"(38)، ومن فروعهم الفراهيد الذين منهم الخليل بن أحمد العروضي الفراهيدي اللغوي النحوي، فهو منسوب إلى فراهيد بن شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، بطن من الأزد(39).
ويذكر ابن دريد (ت321هـ) أنّ من أعظم قبائل دوس في عُمان مالك بن فهم(40) وقال العوتبي الصحاري من علماء القرن الرابع الهجري فروع بني مالك الأزديون وأنهم في عُمان، ومنهم شبابة، وقد فصّل العوتبي في فروعهم تفصيلاً جيّدًا(41). ثم إنّ بلاد شبابة كنانة هي من بلاد الطائف خاصة في الجنوب منه ،ومن المعروف أن جنوب الحجاز هو ما يسميه المؤرخون ببلاد اليمن حسب اصطلاحهم.

وفي هذه البلاد تحل بلاد شبابة، وهذا ما سيمرّ معنا إن شاء الله، وغاية القول مما تقدّم وقلناه إنّ انتساب شبابة إلى كنانة، كما نص عليه النسابة البلاذري المتوفَّى سنة 279هـ، أصحّ من نسبتها إلى الأزد، كما قال بذلك أبو حنيفة الدينوري المتوفَّى سنة 282هـ، وذلك لعدم وجود شبابة الأزد أصلاً في سراة الحجاز؛ إذ شبابة الأزد تقطن مع أزد عُمان لا أزد السراة، والأدلة كلها تؤكد وتؤيد ذلك.
ثم إنّ هناك دليلاً يؤكد نص البلاذري ويزيده إيضاحًا، وهو أنّ أبا حنيفة الدينوري نسب شبابة إلى (فهم بن مالك)، والذين في الأزد هم شبابة بن (مالك بن فهم) بن غنم بن دوس من زهران من الأزد.
ويعتبر نص أبي حنيفة رغم ما فيه من الوهم في نسب شبابة كنانة إلى الأزد إلاّ أنه لا يتعارض مع نص البلاذري للآتي:
- ذكر أبو حنيفة بأنّ شبابة هم فرع من فهم بن مالك، والبلاذري نص أنّ شبابة كنانة هم من بني مالك بن كنانة.
وهذا يفيد أنّ شبابة من بني فهم بن مالك بن كنانة، وقد ذكر هذا كثير من علماء النسب والتاريخ أنّ شبابة الطائف هي (شبابة فهم). والمقصود هنا شبابة بن مالك بن كنانة، مثل: العلاّمة أبي الطيّب المتوفَّى سنة 275هـ، وابن الجارودي المتوفَّى سنة 307هـ، وابن ماكولا المتوفَّى سنة 475هـ، والفيروزآبادي المتوفَّى سنة 817هـ، والذهبي المتوفَّى سنة 748هـ، والسيوطي المتوفَّى سنة 911هـ، وغيرهم الكثير الذين نصّوا على أنّ شبابة الطائف والسراة هم من بني فهم الكنانية.
ومن ذلك يتضح لنا أنّ نسب شبابة هو شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة.
ويلاحظ القارئ أنّ أساس اللبس هو من تشابه الأسماء وما آفة الأنساب إلاّ تشابه أسمائها؛ وذلك لأنّ شبابة كنانة هم شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة، وشبابة الأزد هم شبابة مالك بن فهم؛ ولكن هذا اللبس سرعان ما ينجلي إذا ما علمنا أنّ الأولى في بلاد الحجاز، والثانية في بلاد عُمان. خاصة أنّ البلاذري -وهو نسّابة متقدّم- نص على كنانية شبابة.
فهم في بني مالك بن كنانة:
قد يقول قائل كيف نعرف أنّ في بني مالك بن كنانة فهم حتى تنسب شبابة كنانة إليه، لذا أقول الآتي:
- ذكر ابن حبيب المتوفَّى سنة 245هـ أنّ: بني عبيد الرَّماح بن معد بن عدنان دخلوا حلفًا في فهم كنانة، وهم رهط إبراهيم بن عربي الكناني(42).
- ذكر البكري المتوفَّى سنة 487هـ ما يؤيد نص ابن حبيب المتقدّم، ويضيف عليه قوله: "وصار بنو عبيد الرَّماح بن معد في بني مالك بن كنانة بن خزيمة، وهم رهط إبراهيم بن عربي بن منكث، عامل عبدالملك بن مروان على اليمامة"(43).
قلت: وبهذا تتضح لنا الحقيقة واضحة جليّة وهي أنّ البكري يذكر أنّ بني عبيد الرَّماح دخلوا في بني مالك بن كنانة، وابن حبيب يذكر دخولهم في فهم كنانة مما يفيد أنّ نسب فهم كنانة هو: فهم بن مالك بن كنانة. ونص البلاذري والأزهري من أنّ شبابة هم من (بني) بن مالك بن كنانة، يعني بوجود جَدٍّ أو أكثر بين شبابة ومالك، وهذا أنهم بنو شبابة بن فهم بن مالك بن كنانة، وهذا ما يتفق مع نص أبي حنيفة الدينوري من أنّ شبابة الطائف هم بنو فهم بن مالك. وهذا ما جعل الأصمعي المتوفَّى سنة 217هـ يقع في هذا الوهم عندما نسب شبابة فهم هذه الكنانية إلى شبابة فهم القيسية إخوة عدوان. وقد خطّأه الدينوري المتوفَّى سنة 282هـ، عندما قال: "وأما ما ذكره الأصمعي في حديثه عن سليمان بن عبدالملك من حداب بني شبابة، فإنها من جبال السراة ينـزلها بنو شبابة من فهم بن مالك من الأزد، وليسوا من فهم عدوان، وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف..."(44).
ونلاحظ أنّ أبا حنيفة الدينوري، وهو متقدّم، أوضح أنهم ليسوا من شبابة فهم عدوان، ولكنه وهم عندما نسبهم إلى شبابة الأزد؛ إذ إنّ شبابة الأزد بعيدة جدًّا عن أرض الحجاز، وهم كما بيّناه من أقوال العلماء المتقدّمين في بلاد عُمان، كما أنّ شبابة الأزد هم شبابة بن مالك بن فهم، والدينوري قال شبابة من (فهم بن مالك)؛ و بهذا يتضح لنا أنّ المقصود شبابة الطائف الذين هم من كنانة.
الهوامش:
* الرياض، المملكة العربية السعودية.
(1) أقوم حاليًا على إصدار كتاب يتناول هذه القبيلة وتاريخها منذ القِدم وحتى وقت الناس هذا، سوف يرى النور قريبًا.
(2) في سراة غامد وزهران، تأليف حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة، ط2، 1397هـ /1977م، ص464.
(3) ما رأيت وما سمعت، تأليف خير الدين الزركلي، الناشر مكتبة المعارف، الطائف، [د.ت]ص153، وقد أضاف البلادي على ما ذكر الزركلي قبائل أخرى تدخل في حلف شبابة وهي: "حرب، وزهران، وبلحارث، وعدوان، وفهم، وبلي، وجهينة، وبنو مالك(بجيلة)"؛ انظر معجم قبائل الحجاز، ط2، دار مكة للنشر، 243؛ معجم معالم الحجاز، 6/37-38؛ معجم قبائل المملكة العربية السعودية،حمد الجاسر، دار اليمامة، ط1، 1400هـ/1980م، 1/334.
(4) معجم قبائل الحجاز، مصدر سابق،ص 243.
(5) ذكر بعض مؤرخي مكة خبرين أكدا فيهما أن بني سعد هي عتيبة حيث جاء في الخبر الأول ما مفاده: أن شريف مكة محمد بن بركات غزا بعض عرب عتيبة سنة 874هـ لأنهم قطعوا المجود الذي بينهم وبينه، وقد وصفهم المؤرخ أنهم من عرب الشرق، أي شرق الطائف. ثم ذكر في الخبر الثاني سنة 875هـ ما مفاده: أن شريف مكة المتقدم ذكره سافر بأبناءه وعسكره إلى الشرق، وسُمع أن نيته يصالح عرب بني سعد وغاب ببلاد الشرق نحو ثلاثة أشهر، وعاد بالسلامة، وفي النصين دلالة واضحة على أن بني سعد وعتيبة هما قبيلة واحدة. انظر إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تأليف النجم عمر بن فهد بن محمد بن فهد، تح. د.عبدالكريم علي باز، جامعة أم القرى، ط1، 1408هـ/1988م، 4/277و4/523؛ وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، تأليف عزالدين عبدالعزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي القرشي المتوفى سنة 922هـ، تحقيق فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى،1409هـ/1988م، 2/515؛ والدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف نجم الدين عمر بن محمد بن فهد المكي، مخطوط، دارة الملك عبدالعزيز، رقم 20م، حوادث السنة المذكورة.
(6) عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، تح. عبدالرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط2، 1388هـ/1968م، 4/490-491. جاء في الحاشية: قال المنذري: وأخرجه النسائي وأخرج ابن ماجة طرفًا منه، وتقدّم الكلام على حديث عمرو بن شعيب. فيوقال البحاري: وليس في زكاة العمل شيء يصح. وقال الترمذي: ولا يصح عن النبي هذا الباب كبير شيء. وقال أبوبكر بن المنذر: ليس في وجوب صدقة العسل حديث ثبت عن ولا إجماع فلا زكاة فيه انتهى. ونسبه أي نسب أحمد بن عبدالمغيرة إلىرسول الله عبدالرحمن إلى المغيرة هو ابن عبدالرحمن بن الحارث حدثني أبي هو عبدالرحمن بن الحارث أن شبابة فتح الشين المعجمة وببائين الموحدتين بينهما ألف بطن من فهم نزلوا السراة أو الطائف. قال في المغرب: بنو شبابة قوم بالطائف من خثعم كانوا يتخذون النحل حتى نسب إليهم، فقيل عسل شبابي. انتهى.
قلت: خثعم تصحيف: فهم، وقد جاء ذكر هذا الحديث في كثير من كتب الحديث والتاريخ، منها: المنتقى لابن الجارود (307هـ)؛ وصحيح ابن خزيمة للنيسابوري (ت311هـ)؛ والعلل الورادة والدراية في تخريج أحاديث الهداية ونصب الراية؛ والمعجم الكبير للطبراني؛ وتهذيب الأسماء واللغات للنويري (ت676هـ)؛ والبلدان وفتوحاتها وأحكامها للبلاذري (ت279هـ)؛ وفتوح البلدان للبلاذري، و غيرها.
(7) أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تأليف الإمام أبي عبدالله محمد بن إسحاق الفاكهي؛ دراسة وتحقيق ابن دهيش، دار خضر للطباعة والنشر، ط2، 1414هـ/1994م، 3/204؛ والندغ وردت لديه الندع، والصحيح ما أثبتناه، ونقل البكري عن الأصمعي: أن من كتب إلى أمير الطائف هو سليمان بن عبدالملك، انظر: معجم ما استعجم، 1/67.
(8) في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، ص400.
(9) أنساب الأشراف، تأليف أبي الحسن البلاذري(ت279هـ)؛ تحقيق د. سهيل زكار ود. رياض زركلي، دار الفكر، 1417هـ/1996م، 11/145.
(10) النبات، تأليف أبي حنيفة أحمد بن داوُد الدينوري،تحقيق وشرح برنهارد لفين،دار فرانز شتاينز بفيسبادن، 1394هـ/1974م، 264-266.
(11) صفة جزيرة العرب، تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، تحقيق. محمد بن علي الأكوع الحوالي، أشرف على طبعه الشيخ حمد الجاسر، دار اليمامة، 1397هـ/1977م، 120.
(12) تهذيب اللغة، تأليف أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت370هـ)، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، مراجعة علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، مطابع سجل العرب، [د.ت]، 11/290. وقد قال الموسوي في رحلته إلى الحجاز سنة 1141هـ محددًا يمن الطائف، أي جنوبه وذاكرًا بعض القرى والتي هي من قرى بني سعد من عتيبة حيث يقول:" فلما كان يوم الجمعة بعد الزوال لتسع بقين من شوال،عام ألف ومائة وواحد وأربعين خرجنا من الطائف قاصدين يمن الحجاز، فأتينا على أرض ليّه،... وفي الصباح رحلنا فأتينا عباسة قبيل الظهر وهي قرية بها أشجار،...ثم أتينا بقران وهي كذلك..." إلخ ما ذكر انظر: نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس، الناشر مكتبة المعارف بالطائف، [د.ت]، 2/442-443.
(13) المحيط في اللغة، تأليف الصاحب إسماعيل بن عبّاد، تح. الشيخ محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب، ط 1، 1414هـ/1994م، 994،مادة شب.
(14) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ)، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، لبنان، ط4، 1990م، مادة شبب.
(15) المحكم والمحيط الأعظم، تأليف ابن سيده، تح. د. المجيد هنداوي، دار الكتب، بيروت، [د.ت]، 7/626.
(16) معجم ما استعجم، تأليف أبي عبيد عبدالله بن عبدالعزيز البكري (ت487هـ) تح. د. جمال طلبه، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1418هـ/1998م، 2/67.
(17) أساس البلاغة،تأليف الإمام جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري(538هـ)؛ تحقيق عبدالرحيم محمود، دار المعرفة للطباعة والنشر،[د.ت]ص474.
(18) الأنساب، تأليف الإمام أبي سعد عبدالكريم بن محمد بن منصور السمعاني؛ تحقيق أ. محمد عوالمة، ط2، 1396هـ/1976م، 7/279.
(19) معجم البلدان، تأليف ياقوت الحموي؛ تح. فريد الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/1990م ، 3/231.
(20) اللباب في تهذيب الأنساب، تأليف عز الدين ابن الأثير الجزري، مكتبة المثنى، بغداد، [د.ت]، ص182.
(21) لسان العرب، تأليف ابن منظور، دار صادر، بيروت، ط1، 1997م، 3/389، مادة شبب.
(22) المشتبه في الرجال أسماؤهم وأنسابهم، تأليف أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي؛ تح. علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي، ط1، 1962م، 1/386؛ وانظر: سيرة أعلام النبلاء في ترجمة عبد بن أحمد الهروي.
(23) القاموس المحيط،تأليف العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817هـ)، تحقيق مكتب التراث في مؤسسة الرسالة، ط2، 1407هـ/1987م، بيروت لبنان، ص127، مادة شُب.
(24) نهاية الأرب، تأليف أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي (ت821هـ)، نسخة مصورة من المكتبة الوطنية في باريس، نبهني لهذا النص وأتحفني بصورة منه الأخ الفاضل الباحث علي الصيخان.
(25) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت832هـ)؛ تحقيق د. محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 5/147؛ وسراة بني شبابة وردت مصحّفة كذا: سراة بني سياه، وقد استدرك ذلك الشيخ الجاسر، رحمه الله؛ انظر: في سراة غامد وزهران، 463.
(26) لب الألباب في تحرير الأنساب، تأليف جلال الدين السيوطي، تح. محمد أحمد عبدالعزيز وأشرف أحمد عبدالعزيز، ط1، دار الكتب العلمية ودار صادر، بيروت، 1411هـ/1991م، 2/47.
(27) معجم معالم الحجاز، مصدرسابق2/243. (28) معجم قبائل الحجاز، مصدرسابق 242.
(29) العقد الثمين، مصدر سابق 5/147. (30) أنساب الأشراف، 11/145.
(31) النبات، مصدر سابق 464-466؛ وانظر: المحكم والمحيط، مصدر سابق7/626؛ وانظر: معجم ما استعجم، مصدر سابق 2/96 و3/67؛ وفي سراة غامد وزهران، مصدر سابق، 464.
(32) التعليقات والنوادر، تأليف أبي علي هارون بن زكريا الهجري، تحقيق الجاسر، رحمه الله، ط1، 1413هـ/1992م، ق 4/1789.
(33) في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، 462-463.
(34) معجم قبائل الحجاز، مصدر سابق، 242.
(35) المصدر السابق، 242. (36) المصدر السابق، 242.
(37) نسب معد واليمن الكبير، تأليف أبي المنذر هشام بن محمد ابن الكلبي(ت204هـ) تحقيق محمود فردوس العظم، دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر بسورية دمشق، [د.ت]، 2/199.
(38) المصدر السابق، 2/206؛ وانظر: الأنساب، سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، ط2، سلطنة عمان، 1410هـ/1990م، 2/239؛ وسراة غامد وزهران، مصدر سابق، 194-231.
(39) عجالة المبتدئ وفضالة المنتهي، تأليف الإمام أبي بكر محمد بن موسىالحازمي (ت584هـ)، تحقيق د.محمد زينهم عزب، ود.عائشة التهامي، مكتبة مدبولي، 1998م، 163-164.
(40) الاشتقاق، تأليف أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت321هـ)؛ تحقيق عبدالسلام محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي للطبع والنشر والتوزيع بمصر، ط3، [د.ت]، 497
(41) الأنساب، لسلمة الصحاري، مصدر سابق، 2/239.
(42) مختلف القبائل ومؤتلفها، تأليف أبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي (ت245هـ)، اعتنى بنشره المستشرق فرديناند فستنفلد، طبع سنة 1850م، وأعيد طبعه بمكتبة المثنى ببغداد[د.ت]. وقد ذكر ابن الكلبي في ولد معد بن عدنان ما نصه: "وعبيد الرماح، وهم في بني كنانة رهط إبراهيم بن عربي، الذي كان عبدالملك بن مروان يوليه اليمامة..."، انظر: جمهرة النسب، تح. محمود فردوس العظيم، 1/4.
(43) معجم ما استعجم، مصدر سابق 1/52.
(44) النبات، مصدر سابق 264-266 ونقله ابن سيده في كتابه المحكم والمحيط، مصدر سابق 7/626 ونقله البكري، مصدر سابق 2/96 و3/67 ونقله الزبيدي؛ انظر: تاج العروس، تحقيق عبدالكريم العزباوي، 1386هـ/1967م مادة شبب، ونقله الجاسر، انظر: في سراة غامد وزهران، مصدر سابق، ص464.
نقل من مجلة العرب : محرم وصفر 1426 ...







________________________________________
البحث الثاني :للباحث هنيدس الروقي
الجميع يعلم ان أكثر العرب في القرون المتأخره في الحجاز ينقسمون الى قسمين كبيرين " حلف شبابة وحلف خندف "
يقول الاستاذ محمد حسين كمال : " وفي العارفين بالأنساب من يرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف ، وهما شبابة وخندف ، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها وهم رؤوس شبابة ، ثم حرب وبالحارث وزهران، وإذا قيل خندف اندمجت قريش والبقوم وسبيع والحجادلة ومطير وهذيل وغامد "
ولا يعرف بالتحديد متى ظهر مسمى شبابه ، ولكن من الروايات ومن متابعة الاحداث في التاريخ سنحاول ان نحدد فترة زمنيه لبداية ظهور هذا المسمى الذي عرفت به عتيبة وجمعت تحت لوائه قبائل شتى (عدنانية وقحطانية) ، ليبقى المجد المضري القديم في فرع قيس عيلان حياً في عتيبة إذ هي رأس شبابة وفخر قيس ومجده وحاملة لوائه في العصور المتأخره .
البــــدايه :
أنقسم العرب في الجاهلية الى قسمين عظيمين قيس وخندف ،ابناء مضر
قال ابن عبد البر : روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل أختار من العرب هذا الحي من مضر " وروي بسنده أيضا مرفوعا :"إذا أختلف الناس فالعدل في مضر " .
وعن ابن عبدالبر : مضر جذمان خندف وقيس ,والمقدم منها خندف ,لأنها جذم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل قريش .
قال الشاعر :
إذا غضــــــــبنا غضبـــة مضـــــــرية****هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
اليأس والناس:
يقول الدكتور محمد طنطاوي :"..مضر أحد أبناء نزار الأربعة، وهم : ربيعة وإياد وأنمار ومضر، وقد تزوج مضر من جرهمية وهو ديدن العرب في التزويج إلى القربات للنجابة، فولد له اليأس والناس، وما لبثا حتى انتشر نسلهما وملأ الأصقاع، فكان منه جمهرة العرب الذين احتازوا معظم الجزيرة، وضربوا خيامهم في سرتها وأطرافها، وضرب بهم المثل في الكثرة والبأس والنجدة، مع رعايتهم قرابة العمومة والاحتفاظ بها كلما حزب الأمر وشنت الغارات، ومع اختفاء اسمى أبويهما واستبدال علمين آخرين اشتهرا على الألسنة، وطبعا للإستبدال مناسبات اتفاقية تطرأ فينفذ حكمها دون معارضة وصد لها حدث أيا كان، وكثر ما كان ذلك في كل عصر وحين، وبين ظهرانينا أمثلة لا تحصى ولا تستقصى....،..كان البدل في الناس (قيس عيلان) والبدل في اليأس (خندف) وهنا الوفاء بالوعد للإفادة عن الأمرين في هذا العلم: بيان طروه على العلم الوضعي لها في ميلادها، وسبب تغلبه في بنيها على علم أبيهم." ..التاريخ والأدب
خندف وبنوها:
تزوج اليأس ليلى، وأعقبا ثلاثة: عامر وعمرو وعمير. ولقد ساق القدر ظروفا استوجبت التغيير في أسمائهم، كما استوجبت أخرى تغييراً في اسم أبيهم، فانضوى الأبناء تحت لواء علم أمهم، وانطوت راية أبيهم دونهم.
جاء في سيرة ابن هشام: " ولد اليأس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن اليأس، وطابخة بن اليأس، وقمعة بن اليأس، وأمهم خندف امرأة من اليمن، وهي خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة … وكان اسم مدركة عامراً واسم طابخة عمرا، وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها، فاقتنصا صيداً، فقعدا عليه يطبخانه، وعدت عادية على إبلهما، فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما، فقال لعامر: أنت مدركه، وقال لعمرو: أنت طابخة ".
وقال السهيلي: " وفي الخبر زيادة، وهو أن اليأس قال لأمهم (ليلى) … وقد أقبلت تخندف في مشيها: مالك تخندفين "؟.
فسميت خندف، والخندفة في اللغة: سرعة المشي، وقال لمدركة: وأنت قد أدركت ما طلبتا، وقال لطابخة: وأنت قد انضجت ما طبختا، وقال لقمعة: وهو عمير: وأنت قد قعدت فانقمعتا.
ويقول الدكتور محمد طنطاوي :"...وخندف التي عرف بها اليأس هي التي ضربت بها الأمثال بحزنها على اليأس، وذلك أنها تركت بنيها وساحت في الأرض تبكيه حتى ماتت كمدا … وقال الزبير: وإنما نسب بنو اليأس لأمهم لأنها حين تركتهم شغلا بحزنها على أبيهم رحمهم الناس، فقالوا هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببني خندف..". التاريخ والأدب
وفي اللسان مادة (خندف) الخندفة مشية كالهرولة، ومنه سميت ـ زعموا ـ خندف امرأة اليأس بن مضر بن نزار واسمها ليلى، نسب ولد اليأس إليها وهي أمهم … كانت خندف امرأة اليأس اسمها ليلى بنت حلوان غلبت على نسب أولادها منه، وذكروا أن إبل اليأس انتشرت ليلا فخرج مدركة في بغائها فردها فسمى مدركة، وخندفت الأم في أثره، أي أسرعت فسميت خندف واسمها ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، وقعد طابخة يطبخ القدر فسمى طابخة، وانقمع قمعة في البيت فسمى قمعة، وقالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف في أثركم، فقال لها: فأنت خندف، فذهب لها اسما ولولدها نسبا، وسميت بها القبيلة، وظلم رجال في أيام الزبير بن العوام فنادى يالخندف، فخرج الزبير ومعه سيف وهو يقول أخندف إليك أيها المخندف، والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك …).
وفي القاموس مادة (الخندوف): " وولد اليأس بن مضر عمرا وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا وهو قَمَعَة، وأمهم خِندف كزِبرج وهي ليلى … وكان اليأس خرج في نجعة فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها، وخرج عامر فتصيدها وطبخها، وانقمع عمير في الخباء، وخرجت أمهم تسرع فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فقالت: ما زلت اخندف في أثركم، فلقبوا: مدركة وطابخة وقمعة وخندف ".
يقول نصر بن سيار المرتفع نسبه إلى مدركة بن خندف يفتخر بمضر :
أنا ابن خندف تنميني قبائلها ****للصالحات وعمى قيس عيلانا
أما قيــــس :
فهي قبائل قيس عيلان بن مضر : هوازن ومازن وغطفان وسليم وعدوان وذبيان وعبس وأشجع وفزاره . أبن حزم ـ القلقشندي
يقول ابن ميادة الذبياني من قيس ويفتخر بمضر :
فجرنا ينابيع الكـــــــلام وبحره **** وأصبح فيه ذو الرواية يسبح
وما الشعر إلا شعر قيس وخندف **** وقـــــول سواهم كلفة وتملح
ويقول يفاخر بقيس :
ولو أن قيساً، قيس عيلان أقسمت **** على الشمس لم تطلع عليها حجابها
وقال السعدي :
قيس وخندف والداي كلاهما **** والجد بعد ربيعة بن نزار
ويقول الاستاذ محمد طنطاوي: "يستنصر القيسى بالقيسين، والخندفي بالخندفين إذا شجر النزاع بين بني العم، وإن جدا الشقاق بين بني مضر وبين ربيعة أو غيره، فبنو العمومة في صف واحد ينزعون في قوس واحدة تلقاء غيرهم، فالمناصرة في الأخوة فالعمومة فالجد الأعلى وهكذا على ما هو مركوز في الطباع البشرية. "...التاريخ والأدب
ويقول الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم : " وعندما جاء الأسلام كان ظهوره ضربة قوية للعصبية القبلية فككتها وعطلت حدتها القديمة لمدد غير يسيرة ، وقد أدى ذلك إلى التقليل من الحروب الداخلية ، وتوحيد جهود القبائل في أمر الجهاد والنقلة " هجرات الهلاليين
بنو أمية والتقاليد العربية :وأشار محمد الطنطاوي إلى أن : "هذه العصبية البغيضة في الدين الحنيف خفت صوتها وكمنت في النفوس الفترة الأولى في صدر الإسلام، إذ أن دولة بني أمية أحيت التقاليد العربية" التاريخ والادب
اعتزاز الشعراء بأصلهم الخندفي أو القيسي:
يقول الدكتور محمد طنطاوي : "...كثر الشعراء المجيدون في دولة بني أمية، وبلغ الشعر ذروة الجزالة والفصاحة، غير أن الشعراء اختلفت ميولهم القبلية تبعاً لاختلاف بيئاتهم العربية، والتطاحن فيما بينها للسبق في حظوظ الحياة، وقد زاد اختلاف الشعراء التدابر بين القبائل، وأجج نار الأحقاد والأضغان، كثيراً من الأحيان. فقد يثير الشاعر الخندفي المسالم من خندف كما يوقظ الشاعر القيسى المتسامح من قيس، كما ينبه المنتسب إلى عشيرة عشيرته لمناهضتها عشيرة أخرى قد تكون خندفية أو قيسية مثلها وهكذا.
فجرير " مثلا " التميمي الخندفي، إذا احتربت بنو قيس وبنو خندف، فإنه يسلط لسانه على قيس ويشيد ببطولة خندف، وإن عرف عنه الاحتفاظ بكرامة الأب (قيس) لأن جريراً له خئولة في قيس، لذا كان يعمد حينئذ إلى ذكر القبيلة وحدها دون تعميم في القيسيين، وإذا تلاحى المضريون والربعيون فإنه يسلق الربعيين بلسان حديد، ويحسب المجد واقفاً عند بني قيس وخندف، وإذا اختصم بنو خندف فإنه يدع النسب العالي ويتحيز لمن يهوى.، وهكذا شأنه: يلبس لكل حالة لبوسها...وكذا الفرزدق التميمي الخندفي يجري في هذا المضمار لاقتضاء الظروف التلون باللون الذي يقتضيه الحال، بيد أنه عنيفاً في حملاته على قيس، فصب جام غضبه على رءوسهم في الوقعات التي نشبت بينهم وبين الخندفيين، لأمرين: الأول: لمناصبته العداء لجرير الذي كان يعدد مآثرهم في مواقفهم، والتهارش بين الشاعرين دفعهما إلى غمط الحقيقة واختلاق المعايب، والثاني: لأن أبويه ينتسبان لخندف، فالنسب العالي عنده ما ارتفع اليهما.، أما الاخطل التغلبي الربعي فإنه موزع الثورة، فكان يرغم على أن ينال من من قيس حيناً، ومن خندف حيناً آخر، وربما تناول الشعبين، وإن كان الفرزدق عنده أثيرا، فالصداقة الشخصية لا تطغي عليها العداوة العامة العصبية، وصدق الفرزدق في هذه الحكمة:
وكل رفيقي كل رحل وإن هما**** تعاطى القنا قوماهما: أخوان
هؤلاء الشعراء الثلاثة ومعاصروهم أفرطوا في التمسك بأصولهم القديمة العهد، فرددوا في أشعارهم خندف وقيساً وبطونهما لأي داع، ولعل أكثر الشعراء تعلقاً بالمفاخرة بها هؤلاء الثلاثة: جرير، والفرزدق، والأخطل، فلطالما مجد جرير خندف واستنصرها واستظهر بها، وأكثر مواقفه التي احتمى فيها بخندف كانت ترتبط للمناسبات مع هؤلاء الثلاثة: الفرزدق والأخطل والراعي فان هؤلاء أقضوا مضجعه، وتوافروا على الفتك به بكل ما أوتوا من قوة عشيرة وبسطه مال وسلاطة لسان، لكنه لم تلن لهم قناتة وكان الجزاء لهم منه أوفى. يقول للأخطل مع النيل من قبيلته تغلب من قصائد طويلة، نذكر منها ما يختص باسم القبيلة فقط:
ستعلم أن أصلــي خنــــدفي**** حبالي أفضل الحسب الكريم
نزلت بفرع خندف حيث لاقت**** شؤون الهـــام مجتمع الصميم
ويقول :
يابن الخبيثة ريحا من عدلت بنا ****** أم من جعلت إلى قيس إذا ذخروا
قيس وخندف أهل المجـد قبلكم ****** لستم إليهم ولا أنتم لهم خطـــــر
ويقول:
إذا حل بيتي بين قيــس وخندف ****** لقيت قروما لم تديث صعابها
كذلك أعطى الله قيساً وخندفا ****** خزائن لم يفتح لتغــلب بابها
ويقول:
قضى لــــي أن أصلي خندفي ****** وعضــب في عواقبه السمام
إذا ما خندف ذخــــــــرت وقيس ****** فإن جبـــــال عـــزى لا ترام
ويقول :
فجرت بقيـس وافتخرت بتغلب ****** فسوف ترى أي الفريقين أربح
وما زال ممنوعا لقيس وخندف ****** حمــــى تتخطاه الخنازير أقبح
إذا أخذت قيس عليك وخـندف ****** باقطارها لم تدر من أين تسـرح
ويقول للفرزدق الذي كان يتنقصه بميله لقيس وارتمائه في أحضانهم، وما ذاك من الفرزدق إلا عن قلى منه لقيس، وإثارة لحفيظة خندف على جرير ـ بما فيه الكفاية لرد المكايدة.
تحضض يا بن القين قيساً ليجعلوا ****** لقومك يوما مثـــل يوم الأراقـــم
إذا حدبت قيــس عليّ وخــــــندف ****** أخذت بفضل الأكثرين الأكــــارم
أنا ابن قروع المجد قيـس وخندف ****** بنوا لي عادياً رفـــيع الدعـــائم
فإن شئت من قيــــس ذرى متمنع ****** وإن شئت طودا خندفي المخارم
ألم ترني أردي بأركان خنــــدف ****** وأركان قيس نعم كهـف المراجم
لقد حدبت قيس وأفناء خنــــــدف ****** على مرهب حام ذمــــار المحارم
ويقول له أيضاً معرضا بهواه للأخطل:
وقد لحق الفرزدق بالنصارى ****** لينصرهم وليس به انتصــار
تخاطر من وراء حماي قيــس ****** وخندف عز ما حمى الذمار
ويقول للراعي النميري لما اعتدى عليه، ونمير قبيلة من كبريات قبائل قيس وجمرة من جمرات العرب الثلاث. وقد قدح فكره وأورى زنده، فأبدع القصيدة المعروفة بالفاضحة، وسارت بعض أبياتها مسير المثل. وانتسب في ملاحاته مع النميري إلى خندف، فقال منها مخاطباً له:
تنح فان بحري خنـــدفي***** ترى في موج جريته عبابا
علوت عليك ذروة خندفي***** ترى من دونها رتبا صعابا
الفرزدق:
يقول في احتمائه بخندف من قيس:
ترفع لي خندف ـ والله يرفع لي ـ ****** ناراً إذا خمدت نيرانهم تقد
وفي المباهاة بهما:
إذا ذخرت قيس وخندف والتقى ****** صميماهما إذ طاح كل صميم
وفي هجاء قيس وإيعادها:
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها ****** قد جعلوا في يدي الشمس والقمرا
يا قيس عيلان إني كنت قلت لكم ****** يا قيس عيلان ألا تسرعوا الضجرا
يقول محمد طنطاوي : " ..وإذا حاول البحث أن يرى لفيفاً من الشعراء متعاصرين في الجاهلية والاسلام تبادلوا التنافس فيما بينهم وفيما بين أصولهم يمنية ومضرية، قيسية أو خندفية هكذا فإنه غير واجد عددا يعتد به كذلك إلا في هذه الفترة التي استعرت فيها نار الأحقاد بين الفريقين، ومن وقف على الأسباب التي أقامت مروان بن الحكم خليفة على المسلمين بعد معاوية الثاني، وهيأت له انتزاع الخلافة من عبد الله بن الزبير بعد أن تمت له في الحجاز والعراق ومصر وبعض الشام مع مؤازرة المضريين له، أدرك وجهة المروانيين في ميلهم إلى اليمنيين، وإيثارهم لهم في كبر الولايات والوظائف، فأن اليمنيين أخوال يزيد بن معاوية يحرصون على بقاء الخلافة في بني أمية لاستبقاء سلطانهم فيها، فلولا اليمنيون لتمت الخلافة لابن الزبير، ومن هذا الحين اندلعت السنة النيران بين العنصريين، فبينما يحسب المضريون أنهم أرباب الدولة وعنصر الخلافة، إذ يحسب اليمنيون أنهم أصحاب النفوذ فيها، وذوو السلطان في شئونها، فاتسعت الفجوة، وتأرثت نار العداوة، وتقارضوا ما تقذى به العين، ويشجى به الحلق، وضرب على أوتارهم الشعراء حتى طفح الكيل، فمن التقريب الحق أن تعتبر حقبة الدولة المروانية هي الحقبة التي ارتفع فيها نجم خندف، وصافح اسمها آذان الشعوب الإسلامية ذلك الحين.
نهى الإسلام عن التعصب البغيض، فلم يكن للقديم ذكر في صدر الإسلام، وكان معاوية حكيماً سياسياً فرأى أن صلاح دولته يتطلب العنصريين، فعمل على إدناء اليمنيين وصاهرهم بزواجه ميسون بنت بحدل الكلبية حتى لا ينفرد به عنصره المضري ويطمع يوما ما في القضاء عليه، وانقضت مدته بسلام، وتورط ابنه يزيد بعد ذلك، وتخلى عن تحمل الخلافة بعد توليها معاوية الثاني، فبعث الدفين من التعصب منذ كان مروان الأول. فمروان رجل داهية، و.لقد تغيرت حالة الدولة، وتحلل الناس فيها من رقابة الوازع الديني، وتغلبت عليهم المطامع الدنيوية، وانفك قالة السوء من عقالهم، وألفى الشعراء الأودية التي يهيمون فيها، يمدحون ويثلبون، فينفحون.ينفحون عمن تربطهم به وشيجة القرابة أو حافز الحباء، ويذيمون من يناصبهم العداء، وفي عِثْير هذا الصراع استهدفوا للتراشق بالنبال بعضهم لبعض، ثم تطور الحال بهؤلاء الشعراء في الإمعان بمجادة خندف حتى أطلقوها على خلفاء بني أمية وذلك لبعث الحمية المضرية في نفوسهم إلماعا لهم وتنبيها على استحقاق المضريين من قيس وخندف للأعمال في الدولة وقصر الولاية عليهم في الدولة دون اليمنيين، وبخاصة ولاية العراقين، درة الولايات الإسلامية وكبراها في تلك الآونة، وحدث هذا الاتجاه وكثر اللغط فيه عند ما عهد سليمان بن عبد الملك إلى يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي اليمني بولاية العراقين، فإنه أول يمنى نال هذا الجاه العريض، لبت يزيد والياً عليها على كره في كثير من نفوس رجالات الدولة، ولهذا أراد عمر بن عبد العزيز فور توليه الخلافة محاسبته للتنكيل به لولا فراره منه، ومعاجلة المنية للخليفة، فلما ملك الخلافة يزيد بن عبد الملك لم يسع يزيد بن المهلب إلا مناصبته العداء، والخروج عليه، بل المحاولة لانتزاع الخلافة من بني أمية إلى بني المهلب واليمنيين، ولكن طاش سهمه ووقع صريعاً في الميدان في حديث طويل سنذكر عنه كلمة قصيرة بعد، فلما انتكث فتله ودالت دولته، وخفت صوت المهالبة بعد أن ملئوا الأسماع، وأرهبوا المنطوين على الحقد عليهم حيناً من الدهر ـ انطلقت بعدئذ ألسنة الشعراء من عقالها، ونفثوا ما في صدورهم من كراهة وحقد، وتلاقت سهامهم في الاتجاه صوب غرض واحد وهو قذف اليمانين بالمثالب، واتهامهم بالعداء القديم للمضريين وانتهاز الفرص لقلب الأوضاع، وقد خفف هذا الالتفات من حدة العراك الأولى التي كانت تثور بين الشعبين: القيسي والخندفي، أو بين القبيلتين منهما ." التاريخ والأدب.
يقول هنيدس :
مما سبق يتضح أن :
1ـ ان قيس وخندف هم ابناء مضر .
2ـ أن العرب من مضر يفتخرون بهذا الأصل العظيم وهو عندهم بيت الشرف ..
3ـ أن كل طرف من ابناء مضر يفتخر بأنه بيت الشرف في العرب .
4ـ أن اغلب القبائل القحطانية كانت منقسمه بين فرعي مضر بحسب المصاهرات.
5ـ أن بعض الخلفاء من بني امية كانو يستغلون الاحقاد بين الطرفين لمصالحهم السياسية..
6ـ أنه تبعاً لذلك ظهرت الاحقاد والمفاخرات بين اليمنيه والعدنانية .فيما بعد .

وسنرى كيف استغل أمراء مكه في القرن الرابع والخامس الهجري ، هذه الأحقاد بين هذين الفرعين المضريين واتباعهم بالمصاهرة من اليمنيين ووظفوها لحسم صراعاتهم الخاصة مع ابناء عمومتهم الذين كانو يتطلعون الى الحكم في كل وقت . .

======
وضع القبائل القيسية في القرن الثالث الهجري وما بعده :
يقول الدكتور ابراهيم أسحاق ابراهيم : "..وفي نهاية العقد الثالث من القرن الهجري الثالث ق3هـ أنقضت القيسية وبعض أبناء عمومتهم بالحجاز على الحجيج وعلى سكان المدينة وأطرافها ، فسلبوا ونهبوا منهم ، وقد ذكر من هؤلاء القبائل سليم وهلال ومره وفزارة وغطفان وأشجع ونمير وتميم وضبة وباهلة ، ولا يبعد ان يكون دافع الاعراب إلى هذا النوع من الشطط هو إمحال باديتهم في نجد والحجاز ، وذلك أمر متكرر الحدوث في تلك النواحي ، فكان أن بعث الخليفة العباسي الواثق بن المعتصم إليهم قائدهم بغا الكبير عام 230هـ فقتل فيهم وأسر وحبس .. والذين حاولوا الهرب من الحبس قتلهم سكان المدينة ، ثم سار بغا عام 232هـ إلى اليمامة فأوقع ببني نمير وباهلة هناك ، واقتاد منهم عددا كبيرا" هجرات الهلاليين
(يقول هنيدس ): نلاحظ من دراسة النصوص التاريخه بهذا الخصوص ان الدوله العباسية أغفلت القبائل القيسية وظلمتها ولم تحسن أوضاعها ، وحالة البؤس والفقر والاهمال والاحساس بالتفرقه الخندفية القيسية دفعت هذه القبائل الى ان تخرج على طرق القوافل متحدية نظام العباسيين وعلى استعداد كامل للأنضمام تحت أي ثوره وهو ما حصل عند بدء ظهور القرامطة .
ونجد هذا الرأي مؤكداً عند الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم اذ يقول : " ..كان لبعض الظروف الطبيعية إضافة إلى القهر السلطاني الذي مارسة بنو العباس ، يد في دفع القيسية إلى شباك القرامطة الذين بدأ نجمهم يطلع منذ عام 286هـ ، فابن الاثير (ت636هـ) وابن خلدون يتحدثان عن انضواء طوائف من سليم وهلال تحت راية القرامطة.."..هجرات الهلاليين
ويقول الدكتور ابراهيم ايضاً : ..".. أن القرامطة سعوالى التوغل في الجزيرة العربية واكتساب ولاء بعض القيسية مثل كلاب وعقيل "..ويقول ايضاً "..وعندئذ (360هـ) لجأ الفاطميون لإغراء القيسية ، وتحريكهم من صف القرامطة والحاقهم بمصر.." يقصد الحاقهم سياسياً بمصر لان بعض القيسية كان قد دخل في المذهب الفاطمي .
ونشب الصراع بين القرامطة وبين الفاطميين (وهم مشتركون في نفس المذهب) ، يقول الدكتور ابراهيم : " ..وقد ساقت النزاعات بين الفاطميين والقرامطة إلى احتكاكات مباشرة بينهما ، ومنها الهزائم التي أوقعها القائد القرمطي الأعصم عام 360هـ بالجيش الفاطمي في دمشق والرملة وبعض المواقع مما يلي مصر ، بل خلع الأعصم طاعته للعبيديين . وعندئذ لجءا الفاطميون لإغراء القيسية وتحريكهم من صف القرامطة وإلحاقهم بمصر ، إضعافاً للقرامطة وتقوية للصفوف الفاطمية ".. هجرات الهلاليين
وفي السنوات من (365ـ386هـ) نقل العزيز بالله العبيدي الفاطمي بعض بني هلال وبني سليم إلى مصر فانزلهم بالعدوة الشرقية للنيل وبالصعيد كما قال ابن خلدون ،
(يقول هنيدس) : نلاحظ ان القرامطة ثم بعد ذلك الدوله الفاطمية استمالت القيسية وحسنت من اوضاعهم ووعدتهم بما يكفل لهم حسن العيش واعطتهم نوعاً من السلطه بعكس القهر السلطاني العباسي له .
(يقول هنيدس) : ونستنتج من دراسة وضع القبائل القيسية في القرن الثالث والرابع ما يلي :
1ـ ان القبائل القيسية في وسط الجزيرة العربية كانت مهملة من قبل بني العباس .2ـ أن بني العباس مارسو القهر السلطاني ضدها كما في غزو بغا لهم 230هـ .
4ـ ان الفقر والظلم من العباسيين للقيسية دفع القبائل القيسية للسطو على القوافل .
5ـ أن القبائل القيسية كانت على استعداد تام للانضمام لاي ثورة ضد العباسيين وهذا ما حصل بانضمامهم للقرامطة ثم الفاطميين .
6ـ أن الدوله الفاطمية حسنت من اوضاعهم ووعدتهم بحال افضل مما كانو عليه .
الأوضاع في الحجاز في تلك الفترة :
ولاية الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفر :
في سنة 384هـ تولى أمر مكة الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفرالذي بدأ عهده مخلصاً في ولائه للفاطميين وذلك بإقامة الخطبة لهم على منابر المسجد الحرام (1)
شن أبو الفتوح حمله على بني مهنا آل الحسين بن علي بن أبي طالب أمراء المدينة سنة 390هـ بأمر من الخليفةالفاطمي الحاكم بأمر الله لأن أمراء المدينة قطعوا الخطبه سنة 390هـ وأعادهم الى الطاعه (2)
وكان القرامطة سنة 398هـ وما قبلها يملأون طريق ركب الحاج العراقي بالرعب والمخاوف وقد أعد الخليفة العباسي حملة عسكرية لايقافهم في تلك السنة .
ما لبث أبو الفتوح أن خرج عن طاعة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي سنة 400هـ وتم هذا باغراء من الوزير أبي القاسم حسين بن علي المغربي الذي خرج عن طاعة خلفاء البيت الفاطمي وجعل ينتحل لقب الخلافة وأخذ له البيعة من قبائل بني سليم وبني هلال وبني عوف وبني عامر (3)
تنازل أبو الفتوح عن دعوته بالخلافة سنة 403هـ وفي تلك السنة بدأت قبائل بني سليم وطئ وبني هلال تخرج لاعتراض ركب الحاج العراقي حتى سنة 424هـ إذ استطاع أبو الفتوح محاربة هذه القبائل التي تهدد طريق أمن الحاج العراقي .(4)
ظل أبو الفتوح موالياً للخلفاء الفاطميين معلناً الخطبة للحاكم ثم الظاهر ثم المستنصر حتى توفي سنة 430هـ (5)
(يقول هنيدس) : نلاحظ من هذه الاحداث الاتي :
1ـ ان شريف مكه ابو الفتوح قرب بني هلال وهوازن والقبائل القيسية لانها كانت ضد آل مهنا أشراف المدينة ثم اخذ منها البيعة فيما بعد .
2ـ أن شريف مكه لم يستطع الانفراد بالسلطة والاستقلال عن الدوله الفاطمية التي كانت هي المرجع المذهبي وكان لها نفوذ في قبائل قيس الحجاز .
3ـ أن شريف مكه رضخ للأمر الواقع ، وانصاع بالقوه القاهره للحكم الفاطمي المؤيد من القبائل القيسية الحجازية واضطر الى مسالمة ومداهنة القبائل القيسية وتقريبها .
وتوفى الشريف أبو الفتوح سنة 430هـ .
ولاية الشريف شكر بن الحسن بن جعفر :
ثم خلفه أبنه الشريف شكر الذي لقب بتاج المعالي لما تمتع به من شجاعة وقوه لتأديبه القبائل المتمرة عليه حتى لقب بملك الحجاز ، وكثرت في بداية عهده اعتداءات القبائل ومنها بنو هلال وبنو سليم على طرق الحاج ولكن شكر استطاع رد عصيان هذه القبائل تارة باللين وأخرى بالشدة حتى أنه القى القبض على مشايخ من هذه القبائل ، ووصفه مؤرخي مكه بأنه كان يتمتع ببأس شديد(6)
يقول الدكتور ابراهيم : "..وانعدمت الطمأنينة في اليمامة حوالي عام 442هـ حتى كتب ناصر خسرو الرحالة الفارسي بأن المسافة بين مكة واليمامة كانت تحوي أربع عشرة قلعة للصوص والمفسدين والجهلة ، وقد بلغ البأس بالناس أنهم كانو إذا خرجو للصلاة حملو السيوف والرماح والأتراس "..
وفي سنة 443هـ وقع خلاف بين بني هلال وبني عامر وبين بني مهنا أشراف المدينة وحرض بنو هلال الشريف شكر بإعداد حملة عسكرية ضد بني مهنا وبمناصرة بني هلال وبني عامر للشريف شكر استطاع الشريف شكر الاستيلاء على المدينة ولذلك لقبه ابن خلدون والفاسي كما مر بملك الحجاز ، واستمرت ولايته لهما حتى سنة 450هـ ثم أعاد بني مهنا الى إمرة المدينة بعد ان عقد بينهم صلحا (7)
(يقول هنيدس) : نلاحظ ان الشريف شكر قد استعان بشكل رئيسي على قبائل قيس (التي كانت تتزعمها بني هلال)وقد غض الطرف عن كثير من الاحداث التي عملوها وكان شرق مكه وحتى وسط نجد تحت السيطرة الكاملة للقبائل القيسية خاصة هوازن .
وفي عصر الشريف شكر (442هـ ـ 454هـ) وقعت الشدة الكبرى والقحط العظيم ، حتى انعدم الزاد في جزيرة العرب ومصر والعراق ، وفي عصره ابتدت الهجرات الهلاليه (الهجرات الهلالية مصطلح يقع ضمنه قبائل بني هلال وهوازن وقيس وغيرهم وليس فقط بنو هلال الا انه من الواضح ان هذه القبائل كانت تحت قيادة بنو هلال)
ثم توفى الشريف شكر سنة 454هـ ولم يخلفه أحد . واستولى على الحكم الاشراف الهواشم الذين تربطهم بآل مهنا اشراف المدينة علاقات جيده .
الشريف شكر وبني هلال :
(يقول هنيدس) : لعلنا لاحظنا من خلال تحليل الاحداث السابقة وآراء المفكرين الآتي :
1 ـ أن الشريف شكر قرب كوالده القبائل القيسية خاصة بني هلال وغض الطرف عنهم في العالية وشرق مكه ووسط نجد .
2 ـ أن الشريف شكر كان على عداء قديم مع آل مهنا اشراف المدينة .
3 ـ أن القحط والشدة الكبرى جلى على اثرها الكثير من بني هلال والقيسية من الحجاز الى مصر بأوامر من الدولة الفاطمية التي تخضع لها قبائل قيس الحجاز منذ أمد طويل .
4 ـ أنه بعد رحيل الكثير من قبائل قيس وهوازن وبني هلال ...وقعت البقية المتبقية بين كماشتي الهواشم وآل مهنا الذين كانو على عداء قديم مع الشريف شكر ووالده .
بين الرواية وأحداث التاريخ :
الشريف شكر ورد ذكره في السيرة الهلالية كثيراً وله اشعار كثيره فيها..وكان متزوجاً من فتاة من بني هلال ..وحدث بينه وبين بني هلال أمر ما سنة 453هـ فاحتالت القبيلة فأخذت الفتاة منه فأنشد :
وصلتني الهموم وصل هواك***وجفــاني الرقاد مثل جفاك
وحكى لي الرسول انك غضى***يا كفى الله شر ما هو حاك (8)
ومما يتناقله ابناء الجزيرة العربية في الماضي من شعر الشريف شكر في الجازيه الهلالية قوله :
يقول الفتى شكر الشريف بن هاشم *** ما طرب الا مقتفيه فجوع
ولا ضحك الا والبكا مردفن له *** ولا شبعه الا مقتفيها جوع
ثمانين أنا صافيت بيضا غريرة *** لكن ملاقا آفامهن شموع
خمسين مهضومات الاوساط رجح*** يدسن الهوى في قلب كل ولوع
وثلاثين منهن تو ما بدالهن *** صغار ، وتو اثمارهن طلوع
ولا عاضني بالجازي ام محمد *** عليها ثياب الطيلسان طلوع
هلالية ما دقت العرن بالصفا *** شحم الكلى بين اليدين يموع
ألا واسفا بالجازي ام محمد *** فارقتها واثر الفراق يروع
بكيت عليها لين حرقت نواظري *** ولا نيب من امر الاله جزوع
ألا يا مشحينن بدنياكم ايقنو *** وراكم حصاصيد تحصد زروع
وترى ما يدن الا يد الله فوقها *** ولا طايرات إلا وهن وقوع
ولا بد عقب الدهر من وابل الحيا *** ومن بارق يوضي سناه لموع
ونلاحظ ان الرواية المتعاقبه لها اصول حقيقية كما ذكرت التواريخ .
ثم انتقل الحكم كما بينا في مكه بعد وفاة الشريف شكر الى أسرة الهواشم الذين حاربو مع آل مهنا القبائل (دأبت التواريخ كابن الاثير وغيرهم على تسميتهم بالقبائل) وذكرت منهم قبائل حرب (لاحظ ان حرب في شبابه مع عتيبة) وخرجو على ابي هاشم محمد بن جعفر ، وظل ابو هاشم يحارب القبائل حتى استطاع القضاء عليهم سنة 468هـ ويؤكد هذا القول ابن الاثير وابن فهد حيث يقولان أن أبا هاشم ظل يحارب القبائل ما يقارب من أربع سنين (9)
يقول هنيدس : نلاحظ ان بني هلال كانت لهم سيطرة تامة في بلاط الشريف شكر وكانو على علاقة نسب معه ، وانهم بعد أن كانو مقربين من البلاط ولهم كلمة قوية فيه اصبح وضعهم صعب جدا بعد رحيل الاغلبية من قيس بسبب القحط وبعد انتهاء حكم الشريف شكر ، ولا بد ان تحاول بقايا القبائل القيسية ان تحافظ على مصالحها بمحاربة من يريدون القضاء عليها قضاءاً مبرما .
(يقول هنيدس) : ونلاحظ من كل ذلك ان زعامة القبائل القيسية واحلافها كانت في بني هلال .
ومما تقدم نخلص الى الاتي :
ومن هذا العرض نستخلص الاتي :
1 ـ أن بني هلال وعامر(هوازن) كانو احلاف في شرق مكه والطائف وجنوب الطائف وشماله وحتى جنوب المدينه .
2 ـ أنه حصل خلاف بين آل مهنا وبني هلال ومعهم هوازن (بني عامر..الخ).
3 ـ أن الشريف شكر حارب آل مهنا بتحريض من بني هلال وهوازن .
4 ـ أن الشريف شكر كان مصاهراً بني هلال .
5 ـ أنه في عصر الشريف شكر وقعت الشدة العظمى وابتدأت هجرات القبائل .
6 ـ أنه بعد وفاة الشريف شكر حارب بعض الاشراف الهواشم ومعهم آل مهنا بقايا هوازن وحرب ..الخ .
7 ـ أن الهواشم استعانو بقبائل أخرى ضد قبائل هلال وعامر (هوازن) ومعهم وحرب ..الخ
في الحلقة الثالثة: اجتماع بقايا القبائل القيسية في الحجاز تحت راية الزعامة في شبابة من بني هلال وتحت مسمى حلف شبابه (عتيبة/هوازن) (وريثة قيس ومجدها) واحلافها من القحطانية لمحاربة القبائل الخندفية واحلافها من القحطانية التي عاضدت آل مهنا والاشراف الهواشم في مكة تحت حلف خندف .





________________________________________
مراجع ماسبق والحلقه الثالثه للباحث هنيدس الروقي
(1) ابن خلدون : العبر ج 4 ص 104
الجزيري : درر الفوائد ص 247
الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 195
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 174
(2) الفاسي: شفاء الغرام 2/198
الجزيري : درر الفوائد ص 248ـ249
(3) بن خلدون : العبر ج 4 ص 108
دحلان : خلاصة الكلام ص 25
سرور : سياسة الفاطميين ص 26
ماجد : ظهور خلافة الفاطميين ص 223
البرادعي : الدرر السنية ص 19
(4) أبن خلدون : العبر ج 4 ص 115
الجزيري : درر الفوائد ص 244ـ253
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 170ـ186
سرور : سياسة الفاطميين ص 27
ماجد : ظهور خلافة الفاطميين ص 24
(5) القلقشندي : صبح الأعشى ج 4 ص 269
الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 196
ابن ظهيره : الجامع اللطيف ص 83
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 180
(6) الفاسي : شفاء الغرام ج2 ص 196ـ197
ابن ظهيره : الجامع اللطيف ص 84
الجزيري : درر الفوائد ص 244،254
ابراهيم رفعت : مرآة الحرمين ج1 ص 360
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 181
(7) الجزيري : درر الفوائد ص 250
السباعي : تاريخ مكه ج1 ص 120
(8)الباخرزي : دمية القصر ج1 ص 37ـ38
الحلقة الثالثه :
(وهي اختصار لبحث طويل)
============
اضافات لما سبق :
وجاء في صبح الاعشى تفاصيل اوردها العتبي وغيره عن آل مهنا الذين تكلمنا عنهم :
وقال العتبي‏:‏ الذي ولي بعد طاهر بن مسلم صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر وكناه أبا علي‏.‏
وقال ابن سعيد‏:‏ ملك أبو الفتوح الحسن بن جعفر من بني سليمان إمرة مكة والمدينة سنة تسعين وثلثمائة بأمر الحاكم العبيدي وأزال إمرة بني الحسين منها وحاول الحاكم نقل الجسد الشريف النبوي إلى مصر ليلاً فهاجت بهم ريحٌ عظيمة أظلم منها الجو وكادت تقتلع المباني من اصلها فردهم أبو الفتوح عن ذلك وعاد إلى مكة ورجع أمراء المدينة إليها‏.‏
وكان لداود بن القاسم من الولد مهنا وهانيء والحسن‏.‏
قال العتبي‏:‏ ولي هانيء ومهنا وكان الحسن زاهداً‏.‏
وذكر الشريف الحراني النسابة هنا أميراً آخر منهم وهو أبو عمارة مدة كان بالمدينة سنة ثمان وأربعمائة‏.‏
قال‏:‏ وخلف الحسن بن داود ابنه هاشماً وولي المدينة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة من قبل المستنصر‏.‏
قال‏:‏ وخلف مهنا بن داود عبيد الله والحسين وعمارة فولي بعده ابنه عبيد الله وكان بالمدينة سنة ثمان وأربعمائة وقتله موالي الهاشميين بالبصرة ثم ولي الحسين وبعده ابنه مهنا بن الحسين‏.‏
قال الشريف الحراني‏:‏ وكان لمهنا بن الحسين من الولد الحسين وعبد الله وقاسم فولي الحسين المدينة وقتل عبد الله في وقعة نخلة‏.‏
وذكر صاحب حماة من أمرائها منصور بن عمارة الحسيني وأنه مات في سنة خمس وتسعين وأربعمائة وقام ولده مقامه ولم يسمه ثم قال وهم من ولد مهنا‏.‏
وذكر منهم أيضاً القاسم بن مهنا حضر مع صلاح الدين بن أيوب فتح أنطاكية سنة أربع وثمانين وخمسمائة‏.‏
وذكر ابن سعيد عن بعض مؤرخي الحجاز أنه عد من جملة ملوكها قاسم بن مهنا وانه ولاه المستضيء فأقام خمساً وعشرين سنة ومات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وولي ابنه سالم بن قاسم‏.‏
قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه‏:‏ وكان مع السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في فتوحاته يتبرك به ويتيمن بصحبته ويرجع إلى قوله‏.‏
استنتجنا مما سبق عرضه وما سيطول عرضه فيما بعد من احداث التاريخ من فتن بين الاشراف استخدمو فيها النعره القيسية والخندفية في النفوس بحسب مصالحهم :
1ـ ان القبائل القيسية وخاصة الهوازنية (عامر بن صعصعة وجشم وسعد ..الخ) في الحجاز كانت تحت زعامة بني هلال فمعقل قيس هي هوازن ورأس قيس هم بني هلال .
2ـ أن معظم هذه القبائل هاجر بسبب القحط وبسبب وفاة الشريف شكر ووقوع القيسية بزعامة بني هلال بين كماشتي الهواشم وآل مهنا الاشراف.
3ـ ذكرت المصادر ان الهواشم واحلافهم حاربو القبائل القيسية وذكروا قبيلة حرب احد دعائم حلف شبابة .
4ـ أن بقايا القبائل هزمت بعد حروب طاحنه مع الهواشم وآل مهنا..
5ـ ان بقايا هذه القبائل كانت تقطع الطريق كما في سنة 484هـ وان الدولة العباسية ارسلت حملة بقيادة اصيهيد بن سارتكين الذي اطاح بالقاسم شريف مكه .
6ـ أن بقايا هذه القبائل أعاد الشريف القاسم الى الحكم سنة 487هـ
7ـ أن خليفة ابن القاسم قضى على فتن الاعراب واصلح بين الهواشم وهدأت الاضطرابات ويعتبر عصره العصر الذهبي وقد توفى سنة 527هـ .
8ـ أن حدثت فتن اثارها الاشراف بين الاعراب سنة 543هـ و557هـ و565هـ ثم حدثت صراعات بين الشريف داوود والشريف مكثر ابناء عيسى (587ـ597هـ) وانتهى الصراع بان انتقل الحكم الى اسرة ثالثة من أسرات الحسينين المدعومة من العباسيين .
9ـ 582هـ وقعت فتنة بين الاعراب في الحج .
10ـ جهز الخليفة جيشاً ضخماً لضرب القبائل (القيسية/شبابة) ومعهم الشريف مكثر
11ـ هروب الشريف مكثر الى وادي نخله قرب الطائف وتوفي فيها سنة 599هـ .
12ـ أنه حدثت فتن بين الشريف قتادة وآل مهنا اشراف المدينة سنة 601هـ و 609هـ
13ـ في سنة 613هـ غزا الشريف قتادة قبائل هوازن وهذا آخر مره تذكر فيها التواريخ مسمى قبيلة هوازن على حد علمنا.
شبـــــــــــابــــــــــة :
(يقول هنيدس) : شبابة حلف تزعمته عتيبة ضد خندف التي منها قريش (الاشراف) وأحلافها (كما هو معروف من الجميع) ، وشبابة هي سنام (قيــــس) كما رأينا في تحليل الحقبة القديمة .
قال الرويس ق13هـ :
ليا جاك طرقي العتيبي عقب ياس ***** ينشد عن العتبان صفوة شبابة
أي أن عتيبة هي الأصل المتأصل في شبابه .
وقال دليم الطر المرشدي ق13:
حنا شبابة ناخذ الفـعل بالدول ***** حبــل يمدونه وحبــــل نرده
أي ان الأمر بأيدي شبابه (لاحظ ان الشاعر الاول من الروسان والشاعر الثاني من المزاحمه)
هذا الاسم الذي طالما تغنا به شعراء عتيبة في الماضي في حروبهم وافتخروا به . هل يعود الى اصل في هوازن كما رأينا من الشرح التاريخي انها كانت بزعامة بني هلال ..:
شبابة بطن من سويد بن عامر من هلال بن عامر بن صعصعه جاء ذلك في :
ـ نهاية الإرب .
ـ البلادي .
ـ الاحيوي : شبابة ويرد في بعض النصوص شبانة فرع من سويد بن عامر بن مالك بن رياح بن رؤيبة بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال ".أهـ
........الخ
ونخلص من هذا العرض بالاتي :
1 ـ ان بقايا هوازن قد تجمعت حول بقايا عتبة التي من سويد بن عامر من بني هلال فالزعامة في بني هلال كما وضحنا .
2 ـ أن شبابه بطن من سويد بن عامر من بني هلال .
2 ـ ان بعض الاشراف حاربو قبائل هوازن لان بني هلال قبل الرحيل كانت لهم اليد الطولى بين القبائل في الحجاز وحشدو ضدهم الاحلاف .
3 ـ أن التواريخ ذكرت حرب مع قبائل هوازن وحرب من دعائم شبابه .
5 ـ أن هذا المسمى اندثر بعده مسمى قيسي في الحجاز .
6 ـ وتبعه اندثار مسمى هوازني أو عامري نسبة الى عامر بن صعصعه وحل محله عتيبي (راجع التواريخ الحجازية)
من هذا السرد يتضح بشكل قاطع ... ان شبابة (حلف هوازني قيسي تبعته قبائل قحطانية ثم انفصلت عنه فيما بعد) نسبة الى فرع الزعامة في بني هلال (زعامة هوازن وقيس) وانها بالتحديد في بنو عتبة وان الاشراف حاربوهم واستعانو بهم في كثير من صراعاتهم ، وان مسمى عتبة صغر احتقارا الى عتيبة في هذه الصراعات وان عتيبة (رموز شبابه وزعماء القيسية واحلافهم) اندمجت تحت رايتهم كافة هوازن تحت مسمى العتيبي وان اقرب حلفاء عتيبة هم حرب وحرب فيها بطن قيسي وربما يكون بطن هوازني .
وقد مر معنا من قبل أن :
عتبة بطن من بني رياح بن هلال بن عامر بن صعصعه :
جاء ذلك في:
ـ نهاية الإرب (ق8هـ)
ـ ابن خلدون (ق8هـ)
ـ القلقشندي (ق8هـ)
ـ الشيخ المدني : العتبي ( وهي النسبة لعتبة لغة ) نسبة الى بني عتيبة قبيلة من العرب مشهورة بوسط نجد الى قريب مكه المكرمه والعامة تقول في النسبة اليها عتيبي "
ـ ابن لعبون (1242هـ) عتيبة بطن من بني رياح من هلال بن عامر بن صعصعه
ـ السويدي (1228هـ)
وهذه دلائل قاطعه من كتب القرن الثامن والتاسع الهجري وما بعدها تدل على ان عتيبة هي اخلاط هوازنية وربما خالطها بعض القيسية وان زعامتها في بنو شبابه من بني هلال وتحديداً في بنو عتبة (ترثة عتيبة)
مع العلم اننا حذفنا من الموضوع الاصلي احداث كثيره (اسماء قبائل ومواقع هوازن وبني هلال بحسب الديار واحداث اخرى..)...





________________________________________
بحث لهنيدس الروقي عن شبابه وعتيبه واحلافها
كنت قد كتبت هذا الموضوع كجزء رابع يفصل علاقة الاحداث بالنسب في موضوعنا المثبت " أحلاس الخيل ....شبابة وخندف " ، ولما طلب مني كثير من الاخوه الكرام كتابة موضوع مستقل وواضح عن انساب عتيبة وعلاقتها بقبيلتها الام هوازن وفروعها ، ، وكذلك طالبو بالكتابة عن الاحداث التي عاصرت تكوين قبيلة عتيبة ، قمنا بكتابة هذا الموضوع وعسى ان يفئ بالغرض :
مقدمة الجزء الرابع من أحلاس الخيل والمتعلقة بالنسب :
لكل حقبة مسمياتها الخاصة وظروفها الخاصة ، فليس كل ما يظن انه ثابت سيظل ثابتاً الى ابد الدهر ، وما يظن انه ثابت في وقته لابد وبمرور الزمن ان يتغير حتماً . لهذا قد يستغرب البعض عندما نتكلم عن اسماء لم تعهد في عتيبة من قبل ، وسيزول الاستغراب عندما نعرف ان هذه الاسماء لها اصول في شبابة التي هي الان عتيبة ، وقد ورد في الموروث القبلي عند عتيبة أنه أذا قيل :
" يا شبابة ....أتت الخيل من الشام والعراق والمغرب العربي "
واذا قيل " يا عيال منصور ....أتت الخيل من العراق والشام والحجاز وشمال افريقيا "
كما اننا نلاحظ بشكل كبير وواضح أن كثير من القبائل المعروفة خارج الجزيرة العربية وداخلها مختلفة الاصول تقول انها على صلة مبهمة من عتيبة !!!!
فما سر هذه الاقوال تاريخياً وما مغزاها ؟ ، وكيف نتعامل مع هذه الاقوال !! هل نرفضها كما ينادي البعض من ابناء القبيلة في هذا العصر، ام نحاول ان نتفهمها بشكل آخر .
و يصف المؤرخون الحقبة من 500هـ وحتى 900هـ بأنها عصر مظلم نتيجة لسيطرة المماليك والتركمان على منطقة العرب وقد ذكر المقريزي ثورات بعض العرب في تلك الفترة وقال ان نفوسهم أبت تغلب العنصر التركماني المملوكي عليهم وقد قمعت ثوراتهم بالعنف والقسوه وعلقت رؤوس كثير منهم على ابواب القاهرة . وقد تشكلت في هذه الحقبة سياسات جديده ومسميات للعرب جديده وتحالفات وامور كثيره يصعب حصرها ، ولعل المتابع للتاريخ وكتب الانساب لا يجد ربطاً منطقياً للمسميات القديمة بالمسميات الحديثه لكثير من قبائل العرب ومنها عتيبة التي يعرف انها كانت تقود في تلك الفترة الغامضه حلف شبابة الذي ضم قبائل شتى في الحجاز والشام والمغرب ، وآمل من القارئ هنا عدم الخلط بين ثلاثة أمور مهمة هي :
1 ـ ترثة عتيبة التي منها رؤساء شبابة .
2 ـ القبائل التي على قرابة منهم في النسب .
3 ـ القبائل العديده والكثيره التي تلتحق بهم حلفاً لا نسباً .
ولقد وصف المؤرخون حتى القرن الخامس هـ ديار هوازن في جزيرة العرب المعروفه ، ولكن بعد القحط العظيم الذي حدث في أعوام 442ـ454هـ ونتيجة للضغوط السياسية من الدولة الفاطمية كما اشرنا ، تجمعت معظم فروع هوازن ومعهم من معهم من سائر العرب في العاليه حيث المشيخة والرئاسة في بني هلال بن عامر بن صعصعه ، ونتيجة لتجمعهم في العاليه وما حولها خلت ديارهم في اواسط نجد وغيرها ، فهاجر من هاجر وبقي في الحجاز والعالية والشام من بقي ، مع ملاحظة وصف ابن خلدون (قبائل عتيبة الحالية) عندما يذكر لنا ان بنو هلال وجشم وسعد ونمير ديارهم واحده وأنهم مختلطين مع بعضهم حول الطائف .
يقول ابن خلدون :
" كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة والربذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة وأرض الشام. وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان. ونمير بن حامد معهم. وجشم محسوبون منهم بنجد " .
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب ق3 هـ :" وساكن الطائف ثقيف ويسكن شرقي الطائف قوم من ولد عمرو بن العاص، وواد قريب من الطائف يقال له برد فيه حائطان لزبيدة عظيمان يقال لموضعهما وج، وبشرقي الطائف واد يقال له لية يسكنه بنو نصر من هوازن، ومن يماني الطائف واد يقال له جفن لثقيف وهو بين الطائف وبين معدن البرام، ويسكن معدن البرام قريش وثقيف . ومن قبلة الطائف أيضاً واد يقال له مشريق لبني أمية من قريش ووادي جلذان منقلب إلى نجد في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال " الهمداني
وقال العماد في الخريدة : " أنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ قال، أنشدني الموفق بن الخلال (566هـ) لنفسه من قصيدة (منها) :
قالوا سراة بني هلال أصلها *** صدقوا كذاك البدر فرع هلال "
ـ ويقول الادريسي : " وعلى ظهر جبل غزوان ديار بني سعد المضروب بهم المثل في كثرة العدد وبه جملة من قبائل هذيل وليس في بلاد الحجاز بأسرها جبل أبرد من رأس هذا الجبل وربما جمد به الماء في الصيف لشدة برده والغالب على نواحي مكة مما يلي المشرق بنو هلال وبنو سعد في قبائل من هذيل ومن غربيها قبيلة مدلج وغيرها من قبائل مضر."نزهة المشتاق
ـ ويقول المقريزي : " وكان من خبر دخول العرب إلى المغرب أن بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد إلى الحجاز؛ فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف "
اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الحنفاء
قلت : واختلاط بني هلال ببني سعد بن بكر وبنو نصر وجشم ونمير ..الخ عرف فيما بعد بهوازن
ـ يقول ابن خلدون في تاريخه : " وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان " ابن خلدون
ويقول أيضاً : " وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف " تاريخ ابن خلدون
وقلنا وقد مر معنا ، ان من بنو هلال بن عامر بن صعصعه تنحدر شبابة :
وهو الاسم الذي يفتخر به شعراء عتيبة في حروبهم في العصور الماضيه والذي هو أصل عتيبة :
يقول الرويس العتيبي ق13هـ :
ليا جاك طرقي العتـــيبي عقب ياس *** ينشد عن العتبان صفوة شبابه
ما عدك يم الهضبه اللي لها ارواس *** اللي يرد بها الشـعر في جوابه
ليا جيـت هاك الدار تلقى بها اوناس *** اما نشــر ولا تواجه عتـــــابه
وقال دليم المرشدي ق13هـ يصف عتيبة في نجد ووضعها بين القبائل :
حنا شبابة ناخذ الفعل بالدول *** حبــــل يمدونه وحــــبل نرده
ـ وقال الاحيوي : "شبابة بطن من بني هلال وترد في بعض النصوص شبانة " أ.هـ
ـ وجاء في القاموس المحيط للفيروزبادي :" وسَراةُ مُضافَةً إلى بَجيلَةَ، وزَهْرانَ، وعَنْزٍ، والحِجْرِ، وبَني القَرْنِ، وبَني شَبانَةَ،" ،
ـ وجاء في معجم قبائل الحجاز لعاتق بن غيث البلادي : شبابه بطن من سويد بن مالك بن زغبه من هلال بن عامر بن صعصعه ، كانت لهم عزة ومنعه عند دخولهم افريقا ولهم اخبار مطوله في تواريخ افريقيا ،"
ـ لكن انتماء شبابه لزغبه غير صحيح ذلك ان الدكتور ابراهيم اسحاق ابراهيم في كتابه هجرات الهلاليين من جزيرة العرب ص 153 قال : " ولما كنا نجد في قوائم الحسن بن الوزان لاعقاب الهلالية في المغرب الأدنى اسم سويد بطن من رياح "
ثم مر معنا ان عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعة :
كان يطلق عليهم بنو عتبة ، ويقول المؤرخون القدماء وأهل العلم:
"العتبي (وهو النسبة لبني عتبه لغة) لبني عتيبة قبيلة من العرب مشهوره بوسط نجد الى قريب مكه المشرفه والعامه تقول في النسبة اليها عتيبي[/color]" المدني
"COLOR=orange]]عتبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه [/color]" نهاية الارب ق8
" عتبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه " العبر ـ أبن خلدون
"عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه" ..السويدي 1228هـ
"عتيبة بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه" ابن لعبون1242هـ
"عتيبة هم عامر بن صعصعه" بن بليهد
"عتيبة هم عامر بن صعصعه" ...بن خميس
" وهنالك اعداد كبيره جداً من بني هلال بقيت في عتيبة وهم ابناء عمومتهم واقرب القبائل لهم " وجدي المغربي الادريسي
وفي هذه النصوص التي مرت ما يغني عن الكلام عن نسب قبيلة عتيبة وديارها من سالف العصر والاوان وحتى الان وقد تكلمنا عنه كثيراً .
ترثة عتيبة الهلالية :
وهم (أي ترثة عتيبة) بنو عتبة رؤوس شبابه وزعمائها وقادة احلافها في القرون الماضيه :
يقول بديوي الوقداني يصف ثبيت بانها هي هامة عتيبة واصلها المتأصل :
" عتيبة جناح الصقر وثبيت هامته " ولا يستوي طير بغير جناح ...
"بنو ثابت بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعه " نهاية الارب ق8
" بنو ثابت من شبابة من بني هلال " أبن خلدون
ومن مشاهير ترثة عتيبة البطنين (النفعه ، المقطه ...الخ)
عودة الى الوراء : تحليل تاريخي :
من مشايخهم قبل الاسلام ضمرة بن ماعز سيد بني هلال ، ومنهم ربيعة بن أبي ظبيان الهلالي سيد بني عامر بن صعصعه جميعا وقد اغار بهوازن على بني الليث من بطون كنانه وأخذ انعامهم ، وقاتلوا بني نهشل مع بني عامر يوم الوندة أو الوندات وقتل منهم ما يقرب من ثمانين رجلاً ثم شارك بعض منهم في حنين .
وبعد معركة حنين ((أوطاس)) المشهوره وفد منهم وفود على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفود هوازن وكان صلى الله عليه وسلم يسمي هوازن وبني هلال بالاخوال كما جاء في كتاب الكامل لابن المبرد (وقد ذكرنا النص في تعليقنا على مقالة لاحد الاخوه في المنتدى : هل نحن اخوال النبي) ... ولما جاءت الفتوحات الاسلامية في فارس والروم ساهمت هوازن مع بقية قبائل العرب ، فاشتهر منهم الكثيرون ولاة على كرمان وفارس وغيرها (انظر تاريخ عتيبة المثبت في المنتدى) ، حتى انهم هم اول من سن الجائزة ولم تكن معروفة من قبلهم (راجع تاريخ عتيبة المثبت في المنتدى) ، وكانت لسليم وهلال محلات وحواضر في العراق ، من ذلك ما ذكره الطبري أن فريقا منهم اتخذوا لهم محلة بوادي الكوفه حوالي 120هـ وكان في هذا الموضع مسجد يعرف بمسجد بني هلال وتولى منهم قبيصة بن المخارق على شرطة البصره ..واستقر بعضهم في حواضر الشام والعراق اما البقية والاكثرية فاستقروا في العاليه واطراف نجد الجنوبيه مع بقية هوازن ..وكانت حياتهم حياة قبلية.. واشتهر منهم في العاليه في القرن الاول الهجري رياح الهلالي الذي من نسلة بنو رياح الفوج العظيم فيما بعد ..والذي منه شبابه وعتبه ((عتيبة))..(وسنفرد لفروع رياح ومنهم عتيبة فقرة في هذا العرض) ..حتى جاء القرامطه فانضم معظم بنو هلال الذين في العاليه ونجد لهم ..
ولم يكد ينتهي أمر القرامطه حتى ظهرت قوة جديدة وهي الدولة الفاطميه في مصر وانخرط بنو هلال في سلكهم بسبب المذهب الفاطمي آنذاك واشتهر منهم في تلك الفتره الشاعر الكبير ابو الحسن التهامي وكان شيعي المذهب وكثرت حوله الشائعات وقيل انه كان يحرض بادية بني هلال ومصر على الثورة ضد الفاطميين وقبض عليه وقتل في مصر ، واصبح بنو هلال في 443هـ تحت الضغط السياسي الذي كان مفروضاً عليهم من قبل آل مهنا لمناصرتهم للشريف شكر (وقد فصلنا الكثير في احلاس الخيل ج2 وج3) ،
مساكنهم من القرن الهجري الاول وحتى الرحيل :
لعل ما يهمنا في هذا المختصر ان الاصمعي ذكر ان جل بني هلال في الحجاز (17) وان ابو اسحق الحربي (285هـ) ذكر ان تربه وذات عرق مواطن لبني هلال ، وذكر لغده الاصفهاني (ت 310هـ) ان بني هلال يشاركون بطن الوحيد من بني كلاب في سكنى البردان الواقعة في الحجاز كما كانو يشتركون مع فرع الضباب من بني كلاب في الاستيطان بوادي تربه ، فلما جاء الحائك الهمذاني (334هـ) كانت هلال تقطن بوادي رنيه جنوب شرقي الطائف ووادي جلذان جنوب الطائف(19) ووادي أبيده وكان لهم وادي تربه وسوق عكاظ (20) ، وكانت مران قبل رحيلهم هي القاعدة الرئيسية لقبيلة بني هلال ولهم الخواره و كشب وحضن لهم قبل الاسلام وحتى رحيلهم ..عندما وقع القحط العظيم سنة 442هـ واستمر سبع سنوات وسميت بالشده العظمى وقيل انها من 446هـ وحتى 454هـ حتى اكل الناس بعضهم البعض من شدة الجوع في الحجاز ونجد ومصر والشام وسائر الأقطار تقول الاشعار المتوارثه من بني هلال في قبيلة عتيبة عن تلك الشده :
ثمان سنين ما هوى نجـد قطره ....ولا خيل الرعد الرزين وســـــار
ولا هبت العليا ولا هبت الصبا ... ولا طار من اشعاف البكار غبار
نحط الكحــــل في شمخ الذرع ... تسرح وتضوي به وهو ما طــار
حفرنا للجـــــم تسعـــــين قامه ....ولقيـــنا جــــــم بعــــــــــيد وغار
ولما عزمو على الرحيل الى شمال افريقيا ومصر ..تجمعو في مران التي هي من ديار عتيبة وهوازن من سالف العصر والاوان .. وكانو متحالفين مع بقية هوازن بنو عقيل وجشم وسعد وغيرهم وشاركتهم قبيلة سليم وغيرهم من قبائل الحجاز ..ثم هاجروا متخذين ساحل بحر القلزم طريقا لهم حتى العقبه ثم اغراهم الفاطميون لقتال بن باديس في شمال افريقا واخذ تلك الديار كما ذكر في جل التواريخ التي تكلمت عنهم .
بنو هلال بعد الرحيل :
مر معنا اعلاه في موروث قبيلة عتيبة القريب : انه اذا قيل يا شبابه تنادت قبائل الشام والحجاز وشمال افريقيا " أو في ما معناه ، وهو دليل على ان اصولهم واحده سواء الذين في الحجاز او المغرب او الشام ، ويقول ابن خلدون عن شبابة الهلالية في شمال افريقيا يصف بطونهم القديمة عندما كانو في بسائط الطائف وجبل غزوان قبل هجرتهم الى شمال افريقيا : "وكانت لسويد ... بطون مذكورون من فليتة وشبانة ومجاهر وجوثة، كلهم من بني سويد. "...تاريخ بن خلدون ، ويقول أيضاً : " ومن إملاء نسابتهم ، أن معقل جدهم له من الولد سحير ومحمد فولد سحير عبيد الله وثعلب. فمن عبيد الله ذوي عبيد الله البطن الكبير منهم. ومن ثعلب الثعالب الذين كانوا ببسيط متيجة من نواحي الجزائر. وولد محمد: مختار ومنصور وجلال وسالم وعثمان. فولد مختار بن محمد: حسان وشبانة. فمن حسان: ذوي حسان البطن المذكور، أهل السوس الأقصى. ومن شبانة الشبانات جيرانهم هنالك." أ.هـ
ثم يصف أين نزلت الفروع التي هاجرت منهم في شمال افريقيا ويقول : " ومنهم بطنان: بنو ثابت وموطنهم تحت جبل السكسيوي من جبال أدرن وشيخهم لهذا العهد أوما قبله يعيش بن طلحة. والبطن الآخر آل علي، وموطنهم في برية هنكيسة تحت جبل كزولة، وشيخهم لهذا العهد أو ما قرب منه حريز بن علي " تاريخ بن خلدون
قلت : وهو تصحيف كريز بن علي وليس حريز لان نسابة المغرب يقولون انه كريز وقال ابن خلدون : كريز بطن من زغبة وهناك من ينص انهم من رياح وسياتي تفصيله عندما نتطرق الى شبابه المشرق العربي .
وقلت ايضاً : ان الصريرات (وهم من بنو ثابت) ذكرهم بعض نسابة شمال افريقيا من بطون بني هلال المتأخره .
وبنو ثابت الذين من شبابة من بني هلال كانت لهم دولة عظيمة فيما بعد في شمال افريقيا ، ولشبابة ايضاً دولة آل معقل الشهيره .
مما سبق اعلاه يتضح الاتي :
ـ ان بني هلال كانو في القرن الخامس الهجري وما بعده حول الطائف وشرق مكه مع بني سعد بن بكر .
ـ ان فروعهم المشهوره في الحجاز لا زالت في ديارها الاصليه وبنفس مسمياتها في شمال افريقيا ومنها شبابه ومن شبابه ، البطنين، منهم بنو ثابت (بنو ثابت الثبته الذين منهم الصريرات منهم : الشهبة (المزاحمة والثبتان) ، ومن بنو ثابت ايضا : ثبتة السيل (الجوازي ، الكرزه ، الدراريج) ومعهم ابناء عمومتهم من البطنين (البطن الاخر) : النفعه ، المقطه ، الطفحه...الخ) ، .
ـ أنه يلحق بهم في شبابه " عيال منصور" وقيل انهم احلاف لهم .
ـ ويتضح هنا ان لا علاقة لقبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن بنسب عتبة ، فسعد شئ وعتيبة شئ آخر .
ـ ان فروع عتبة الاساسية دخل فيها احلاف من هوازن كافه وسنبين ذلك انشاء الله تعالى في الحلقات القادمة .
واما من يقول ان شبابة من كنانه بلا دليل فنقول انت تقذف بنا الى الجاهلية والنصوص الواضحه تقول لك ان الديار قد تغير أهلها يا رعاك الله خلال 1400عام فلا تلوي اعناق النصوص وما جاء في كتب التاريخ وانت تعلم ان دوام الحال من المحال والنصوص واضحة أمامك وانكارك لها لا يدل الا على تعنت وجهل بحقائق التاريخ نفسه ونصوص الكتب القديمة الواضحه .
واما من يقول ان هذا تشابه اسماء فنقول له : ان تشابة الاسماء قد يكون في اسمين او ثلاثه او اربعة على اكثر تقدير ، وهذا يستحيل اصلاً ، اما ان تذكر الكتب القديمة فروع القبيلة عن بكرة ابيها بديارها القديمة وما عرفه اهلها انهم من هوازن ، فهنا يكون الحال مختلف ، ومحال ان يكون هناك تشابه بهذا الكم الهائل وبهذه الكيفية ، الا اذا كان القصد هو العناد أوالجهل ممن يحاول التشويش على ابناء القبيلة بحجج واهيه واقوال اجهضناها بحقائق التاريخ قبل ان تولد من أفواه من قالوها .

ـ من يأتيهم من القبائل القريبة لهم بالنسب في هوازن .
ـ ثم ماذا عن شبابه في المشرق العربي ؟؟ هل هي مجرد تاريخ غامض ؟؟ ام تملاء احداثهم كتب التواريخ ؟؟؟؟
ـ آل فضل زعماء في عتيبة .
كل هذا نعرضه بنصوص من أمهات كتب العرب



يتبع















رد مع اقتباس