الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > تاريخ قبائل الجزيرة العربية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 07-Apr-2010, 06:28 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كلاشينكوف
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


كلاشينكوف غير متواجد حالياً

افتراضي أدخل و اعرف ماذا قال بوركهارت عن قبيلتك ؟

وجدت هذا الموضوع في احد المواقع و احببت ان انقله لكم هنا مع العلم ان الموضوع يحمل تصحيفات و اخطاء املائية كثيرة و ربما اخطاء تاريخيه و لكنه لا يخلو من الفائدة و المتعه ....







عشائر الاردن والبادية السورية والحجاز وشرقي مصر وعلاقاتها معا قبل قرنين

إضافات إلى تصنيفات القبائل البدوية Addition to the Classifications of Bedouin Tribes هناك عدد كبير من قبيلة ( ولد علي ) يقيمون حول خيبر في جزيرة العرب· أما ( قبيلة الحسني ) فإن زعيمهم يدعى مهنا والذي ولد في الاراضي المنخفضة كما تسمى في الصحراء، وهي ما بين تدمر واللجاه، وإن هذه الأراضي المنخفضة المسماة بالوديان، والتي يميز فيها البدو ثمانية أودية رئيسة في تلك الجهة، هذه الأودية تشكل أماكن الرعي لكل قبائل عنزة الكبرى في وقت الشتاء، وتمتدّ إلى مسافة مسيرة خمسة أيام من غربها إلى شرقها · ويشكل وادي حوران، الذي ذكرناه في وصف سابق لهذه الصحراء، يشكل جزءاً من هذه الأودية· وقد شهدت هذه الأودية خلال القرن الماضي صراعاً مستمراً فيما بين عرب الموالي الذين كانوا أقوياء آنذاك، والذين يقطنون الصحراء المجاورة لحلب في الوقت الحاضر، وبين قبيلة بني خالد من البصرة، وعلى هذه الأراضي، اعتادت هاتان القبيلتان أن تلتقيا في الشتاء، ويتصارعون حول حقوق المرعى · الجلاّس أو الرولة : هذه الفرع من عنزة، لاتسمى - الرولة، وإنما الجلاس وهم مقسمون إلى قبيلتين رئيستين : (1) الرولة (وهو الاسم الذي لا ينطبق على الفرع كله)، وقبائلهم الثانوية هي : القطيسان el-Ktaysan، والدوغاما el-Doghama، والفرج، والنصير· (2) المحلفْ omhollef، وشيخهم معيجل، وينتمي إلى هؤلاء قبائل العبدلي، الفرشة Fersha، البدور، والسوالمة · ويتقاضى أغلب قبائل عنزة الكبيرة حق المرور (نقود معينة للسماح بالمرور) من الحاج السوري، أو من قوافل الحجيج، كما ذكرت سابقاً· وعلى سبيل المثال، فإن الحسني يأخذون صرّة سنوية، أو خاوة مقدارها خمسين صرّة (كيس نقود purses) (أي ما يزيد على ألف جنيه)، ويقسّمونه على عدد من افرادهم، ويتقاضى ولد علي نفس الكمية من المال· أما الفدعان فإنهم لا يتلقّون شيئاً من الحجاج رغم أنهم الآن احدى أقوى القبائل في عنزة· لقد كان الجلاّس سابقاً يتجولون حول نجد على الدوام perpetually· وهم معروفون في سوريا بشكل رئيس، منذ أن خاضوا معركة مع قوات بغداد عام 1809، على رقعة من الأرض في زاوية ما بين التقاء نهر الفرات بالخابور مقابل الرحبة Rahaba· وقد غنم الجلاّس أعداداً من البنادق والخيام، وحملوها إلى الدرعية العاصمة، وقد باعوا ما يزيد على خمسمائة حصان، والتي غنموها واصبحت ملكهم، باعوها إلى عرب عسير في اليمن· إن الجلاّس هم أكثر القبائل ميلاً للحرب، ووحشية wild في الصحراء ما بين سوريا والبصرة· وقد مكنتهم قدرتهم وعددهم من ابتزاز الخاوة من عدد من القرى السورية · عربان البِشْـر The Bisher وهم يقسّمون أنفسهم إلى فرعين رئيسين هما : 1 - عربان ضنا ماجد، والذين يتبع لهم قبائل صغيرة هي : الفدعان والسبعة · 2 - عربان السّلقة Selga ويحتل القسم الأعظم منهم منطقة الأحساء على الخليج العربي، وهم تابعون للوهابيين· وهناك ثلاث شعب من السِّلقة وهي : المذهان Medhoyan، المِزْيان Mezeyne، أما الثالثة الكبيرة فهي أولاد سليمان، أما شيخ السلقة فيسمى ابن هذّال وهو نصير متحمس للوهابييّن· فقد حضر المعارك كلها مع الوهابيين من عام 1812 - 1815 وذلك في قتالهم ضد جيش محمد علي في الحجاز، ويعود السبب بصفة رئيسة إلى جهوده في كبح توسون باشا (إبن محمد علي باشا) من التقدم في ربيع عام 1815 من المدينة ( المونورة ) إلى القصيم · ولم يصبح عرب الفدعان أقوياء جداً إلا مؤخراً، حيث هزموا الحسني تحت قيادة مهّنا وذلك في عدة مواجهات على التخوم السورية · ينحدر أولاد سليمان من القبيلة العربية القديمة وهي الجعفري extinct المندرسة الآن· وهناك قبيلة أخرى صغيرة تدّعي انحدارها من الجعفري وتسمى العواجي· إن هؤلاء الناس (اولاد سليمان) يخيمون عادة في حوران مع ولد علي وقوامهم أكثر من مائتي خيمة، وهم لا يعودون إلى قبيلة عنزة· وقد ذهب جزء من قبيلة الجعفري إلى مصر أثناء الفتح الإسلامي، حيث يستقر أحفادهم على ضفاف النيل الغربية في مصر العليا ويرتادون القرى العديدة فيما بين أسنا Esna وأسوان · ومن الجدير بالملاحظة، كأمر استثنائي، أن النساء المنحدرة من هذه القبيلة/الجعفري مشهورات، في كل من مصر والجزيرة العربية، بانجابهن التوائم· إن مكان الاقامة المعتاد لأولاد سليمان هو جوار خيبر حيث يشكلون قبيلة قوية ذات ميول حربيّة، وقوام هذه القبيلة يزيد على خمسة آلاف خيمة · أما عربان السبعة، والذين يقطنون الآن في التخوم السورية، فقد كانوا يقيمون سابقاً في نجد، وقد تركوا تلك المنطقة قبل حوالي اثنتي عشرة سنة، وذلك للتخلص من الابتزاز الضرائبي الذي يقوم به زعيم الوهابيّين · عربان أهل الشمال Ahl el Shemal يستخدم عربان سوريا هذه التسمية فقط للإشارة إلى وضعهم الخاصّ بهم، كما أن عربان الحجاز يعتبرون كل عنزة ضمن أهل الشمال· إن وائل هو الجدّ الأول / الاعلى لقبيلة عنزة ويسمى أحفاده ببني وائل، والمعروفون في سجلاّت التاريخ أنهم عاصروا الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) واعداء له· وقد قدمت عنزة من خيبر ونجد إلى سوريا منذ حوالي مائة وعشرين سنة خلت· ويعزو البدو أمر الزيادة الهائلة في اعدادهم، ووفرة قطعانهم إلى السبب التالي : أن الحظ قد حالف جدّهم وائل الأول بأن أفاق ليلة القدر (وهي ليلة 25، أو 27 من شهر رمضان المبارك)، حيث يستجيب الله سبحانه لدعاء البشر mortise وقد أمسك وائل بجزء معين من الناقة بيد، وامسك الجزء التناسلي من اعضائه في اليد الأخرى متوسلاً implore ملتمساً البركة الآلهية بهذه الأجزاء التي أمسك بها، وقد استجيب لدعواته، وبورك له بأولاده حيث ولد له العديد من الابناء ذكوراً وإناثاً، وأصبح أحفاده أثرياء لكثرة ما لديهم من إبل· وَيُصدِّق كل فرد من عنزة هذه القصة التي رويت لي عربان قبيلة الموالي : لقد قُتِلَ شيخ هذه القبيلة المشهور كأحد أشجع الرجال في سوريا والمدعو الغنج / القنج ، غدراً، حيث قتله باشا حلب في حَرمِه (حرم الباشا) عام 1813، وقد خلفه ولده الذي كان وقت مقتل ابيه يبلغ السادسة عشرة من عمره، حيث مُنحَه الوالي سلطة حارس صحراء حلب· لقد كان الموالي سابقاً السادة الوحيدون للمنطقة المفتوحة حول حلب وحماة، وكانوا يأخذون صُرّة معتبرة من الحجاج الذين يمرون خلال منطقتهم، إلا أن عنزة سلبتهم هذه الفائدة، وقد خُفضت هذه القبيلة (الموالي) الآن إلى اعداد صغيرة مع قليل من الممتلكات patrimony · أما عربان الفحيلي في دمشق: فهم قبائل معينة، يمتازون أنهم أشخاص لا يؤتمن جانبهم bad faith، ويبدو أن هذا الرأي المكروه، والذي يكّنه البدو تجاههم، أنه وصف منصف بالنسبة للعديد من أفرادهم (افراد الفحيلي)· وهم يحاولون تلطيف extenuate اخطائهم هذه بمزاولة الضيافة واكرام الضيف · وهكذا فإن الموالي والفحيلي مشهورون بغدرهم، وهم أيضاً مشهورون من جهة أخرى بمعاملة أضيافهم برعاية victual مفرطة، وأما الفحيلي بصفة خاصّة، فهم مُحتقرون لأنهم لا يترددون scruple عن السرقة من خيام أصدقائهم· عشائر الحويطات يرى الحويطات : أنهم ينحدرون أصلاً من بني عطيّة، وينحدر الأحيوات من بني عطية أيضاً، كما أن الترابين، والمعازي (وهم يعيشون في الصحراء ما بين السويس والقصير) والتياها يرون أنهم ينحدرون من بني عطيّة أيضاًَ· وتقيم هذه القبائل على الساحل الشرقي لخليج البحر الأحمر، وهم يتزودّون بالمؤونة من مناطق الخليل· وإذا كان موسم الحصاد في سوريا قحطاً، فإن هؤلاء العربان يسافرون مسيرة أربعة عشر أو خمسة عشر يوماً إلى القاهرة، وذلك للتزّود بالكميات اللازمة من الحنطة · إن العمران : رغم ارتباطهم الوثيق بالحويطات، فإنهم ليسوا منهم، ذلك أنهم يشكلون قبيلة مميزة بأنفسهم، ويقطنون الجبال الواقعة ما بين العقبة ومويلح على الشاطىء الشرقي من البحر الأحمر · ويعتبر العمران قبيلة قوية مستقلة بروح استقلالية عالية· حيث أن تعودّهم على السلب قد حوّلهم إلى عناصر ارهابية للحجاج القادمين باتجاه مكة المكرمة، والذين يضطرون للمرور عبر منطقة العمران· وفي الوقت الذي استطاع فيه محمد علي باشا والي مصر أن يُخضع كافة القبائل على طريق الحاج المصري إلى التبعية التامّة لطاعته القسرية ، فإن العمران قد استعصوا عليه· وقد أغاروا (العمران) عام 1814 على معسكر تركي للفرسان قرب العقبة ونهبوا ما فيه، كما أنهم سلبوا في عام 1815 كافة مواكب الحجيج السوري أثناء عودتهم من المدينة المنوّرة إلى دمشق، ويعتبر الحدنان Hednan من الأجزاء الرئيسيين للعمران · وتقطن قبائل الدبور، والبدول : في جوار العقبة، حيث أنهم حلفاء للعمران والحويطات ويقيم السيايحة Seyayhe في نفس المنطقة أيضاً · ومن ضمن عربان الخليل نجد التياها، حيث تعتبر الحفوق احدى قبائلهم الرئيسية، وكذلك الترابين، الذين يحرسون مواكب الحجيج من غزة والخليل والسويس، هذا بالاضافة إلى قبائل، العزازمة، والوحيدات (ومن ضمنهم الفقراء)· هناك قبيلة صغيرة حول غزة والخليل تسمى رتيمات، واخرى تسمى الخناصرة، ويرتحل عربان غزة والخليل هؤلاء في الربيع إلى حدود القنوات على ضفاف النيل، في منطقة الشربح الذين يرعون قطعانهم على الاعشاب الصحراوية الوفيرة التي تنبت بعد هطول الأمطار الغزيرة · عرب الطّور/أو الطّورة The Arabs of Tor or Tawara وهم يقطنون في شبه جزيرة سيناء، وهم مقسمون إلى ثلاثة فروع هي : الصوالحة، والمزين Mezeyne، والعليقات · 1 - الصوالحة : وينقسمون إلى أربعة قبائل وهم : أولاد سيد Sayed والعوارم Owareme والقريشي والرحامي Rahamy· أما القريشي فينحدرون من قريش القديمة في مكة المكرمة· أما الصوالحة فيستطيعون حشد muster حوالي ثلاثمائة بندقية، ولكن لا خيل عندهم، وهم كالطّورة يحتفظون بعلاقات ضعيفة مع جيرانهم الشرقيّين · 2 - المزينة Mozeyn : وهم ينحدرون من قبيلة تحمل نفس الاسم وتقيم شرقي المدينة المنوّرة· وتبقى قبيلتا مزينة والعليقات في الأجزاء الشرقية والجنوبية من شبه جزيرة سيناء 3 - العليقات : ويستطيعون هم ومزينة حشد وتجميع قوة قوامها ثلاثمائة بندقية· أما العليقات المستقرون في النوبة اسفل درّ Derr فيعترف بهم عليقات سيناء أنهم من نفس الأصل والشعب· وبالاضافة إلى هذه القبائل المذكورة أعلاه، فإن التياها والترابين يرعون قطعان مواشيهم في الأجزاء الشمالية من جبال شبه جزيرة سيناء · وهناك بقايا remnants لقبيلتين وُجدتا في تلك المنطقة تعود إلى أصول بربرية from Barbary وهما : بني واصل، وبني سلمان· ويعيش جزء من بني واصل في مصر العليا على الضفاف الشرقية لنهر النيل مقابل مريوط Mirriet، حيث تحولوا إلى زرّاع· ولا يملك أي من عربان الطور خيولاً في الوقت الحاضر · ولإنهاء هذه المراجعة للبدو الشرقيّين، فإننا لابد أن نذكر اسماء القبائل المتجّولة في جوار التخوم الشرقيّة، للدلتا المصريّة، وهم كما يلي : عربان الشرقيّة المصريّين لقد كان هؤلاء أقوياء يوماً ما، حيث اجتذبتهم خصوبة المنطقة اليها من مناطق مختلفة، ويقال أنهم كانوا السادة بلا منازع لهذه المقاطعة (مقاطعة الشرقية) زمن فترة حكم المماليك، حيث ابتزوا الخاوة من كافة القرى، وقد خضعت لهم العديد من القرى، والزموا الفلاحين آنذاك باقتسام الانتاج مع هؤلاء المالكين· ولقد جعل تحديدهم إلى مساحة محددة من الأرض التي كانوا يتجولون فيها وامتزاجهم بالفلاحين (والذين يهبونهم بناتهم للزواج)، إن هذا قد جعل سيطرة محمد علي باشا عليهم أمراً يسيراً، والذي لم يُخضعهم فحسب، بل أنه أفناهم exterminated تماماً، وقد حقق بفعلته هذه خدمة ملموسة للمصريين من رعاياه الذين كانوا يلقون سوء المعاملة على أيدي هذه القبائل · وأما الفروع الرئيسية لهذه القبائل فهي : الصوالحة وهم أقرباء للصوالحة في شبه جزيرة سيناء المذكورة أعلاه· العيادة الذين شكّلوا قبل مائة عام قبيلة قوامها ستمائة فارس خيّال؛ وهم يخيمون أحياناً في الجبال ما بين السويس والقصير Cossier، ولكنهم موجودون أكثر في المناطق المنبسطة المحيطة بالقاهرة· وهم يشكّلون حوالي مائة خيمة، ويتألفون من قبائل فرعية وهي : السلاطين، الجرابين، والمعازي، ولكن يجب ألا يختلط confound علينا الأمر مع قبائل أخرى تحمل الاسم نفسه· أما العيادة فإنهم على عداوة دائمة مع الحويطات، ويمكن رؤية بعض مضاربهم على الطريق السوري المؤدي إلى العريش · < الحويطات ( في مصر ) : وهم ينسبون إلى الحويطات الموجودين في الشرق، ولكنهم امتزجوا بالفلاحين، إلى درجة يصعب معها تمييزهم (الحويطات) عنهم (الفلاحين)· وهم مشغولون بصفة رئيسية في أعمال النقل التجاري ما بين القاهرة والسويس· أما قبائلهم الفرعية فهي الموالي، والغنايم والشدايدي Shedayde والزراين Zerayne، ويعدّون جميعاً حوالي ستمائة خيمة · < الهتيم : إن هذا الشعب الكبير، والذي توجد منه عيّنات وأفراد في كل زاوية من المنطقة العربية، قد وصلت اعداد كبيرة منهم إلى مصر العليا حيث يخيّمون قرب القوص، والقبط · < جهينة : وقد جاءوا من الحجاز، حيث لا زالت قبيلتهم الرئيسية موجودة هناك· < بلي : وهم كمثل القبائل الشرقية، قد جاءوا كهاربين، أو بقصد الاستفادة من امتهان اللصوصية التي تعود على اللصوص بالفائدة مما يسرقونه من المنطقة المجاورة الغنية وهي مصر· لقد تبنى عربان الشرقية (باستثناء عربان المعازي) اللهجة المصرية، وهذا الأمر وحده كافٍ لأن يجعلهم موضع احتقار لدى البدو العرب الحقيقيين · وعلى النقيض من ذلك، فإن قبائل البدو السورية الصغيرة الذين لا يخرجون من الأجزاء المأهولة، محاطين بالفلاحين السوريين، لا زالوا يستبقون اللهجة البدوية بنقائها الكامل· إن بدو سوريا لم يمتزجوا مع سكان تلك المنطقة، ولكن البدو المصريين امتزجوا مع الفلاحين الذين يقيمون بين ظهرانينهم · < العليقات : وهم أقارب لأولئك العليقات في جبال سيناء، وهم يعودون بأصلهم إلى الصحراء السورية · < العزيري Azayre : وهم يتبعون هتيم، وتوجد عدة مضارب للعزيري في مصر العليا قبيلة العمارات · < المعازي : وهؤلاء يرعون قطعانهم أحياناً قرب نهر النيل· ولكنهم يقيمون عادة في الجبال ما بين القاهرة والقصير Cossier، واكثر ما يمارسون النقل التجاري بين الأقصر (القصير) والقنا Genne· إن المعازي هم المصريون الوحيدون من جنسهم race الذين احتفظوا بلغتهم، ولباسهم واطباعهم، واعراف البدو الشرقييِّـن بكل اصلها النقي· وقد كانوا يحطّون رحالهم سابقاً باتجاه الجنوب والشرق من العمران حول مويلح، حيث لا يزال اخوتهم باقين هناك إلى الآن · وأثناء القرن الماضي (الثامن عشر) ونتيجة للمضايقات من مختلف الأعداء، فقد هجروا مناطقهم· واتخذوا من مصر ملجأ لهم· أما الذين سلكوا طريق البر في رحلتهم فقد قتل العدد الأكبر منهم أثناء مرورهم خلال منطقة الحويطات، وقد جاء بعضهم بطريق البحر إلى الطور، ثم وصلوا بسلام إلى مصر، حيث وجدوا الشرقية مأهولة بالبدو، مما دعاهم للتراجع إلى الجبال شرقي نهر النيل · وقد قلّت أعدادهم بشكل ملحوظ بسبب عدائهم المستمر مع ولاة مصر، ومع الباشا (محمد علي)، حيث لا يتجاوز عددهم في أقصاه الآن مائتي فارس خيال· وهم على خلاف دائم مع بدو العبادي الذين يقيمون (العبادي) في الجنوب من طريق الأقصر، وخلال العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة تزايدت اعداد قبائل الشرقية بسبب انضمام القبائل التالية اليهم : < الهنادي : وهم قبيلة من البدو المغاربة الذين تبنّوا لباس وعادات البربر وعربان ليبيا، وقد تأسسوا سابقاً في البحيرة مقاطعة الدلتا، وفي الصحراء الممتدّة من الأهرام باتجاه الاسكندرية· وقد اضطر الهنادي إلى الاقلاع عن حقهم في جباية الخاوة من قرى البحرية وتركوها إلى اندادهم الأقوياء وهم أولاد علي وهم قبيلة مغربية من نفس المقاطعة، ولكنهم يتفوقون على الهنادي بالعدد، مما اضطر الهنادي للتراجع عبر النيل إلى مقاطعة الشرقية حيث يقيمون الآن وتبلغ قوة كافة قبائل الشرقية في اقصى قوة لهم من خمسمائة إلى ستمائة فارس خيال· وقد كان بمقدورهم قبل ثلاثين سنة، حشد ثلاثمائة رجل، هذا إذا ما صدَّقنا رواياتهم · ويجبي باشا مصر في الوقت الحاضر خاوة منهم، ويضبط حركاتهم بكل يقظة وحذر Vigilance، وإلى درجة أنه لا يسمح لهم بشن أي حرب ضد بعضهم بعضاً، وهذه ورطة predicament مثيرة للحنق galling لأي بدوي يمكن أن يوضع فيها؛ ويجوب هؤلاء البدو المنطقة ما بين بلبيس والصالحية· والذين يمكن أن نضيف إليهم قبائل ثلاثة أخرى هي الحوامدة Howamede، وأولاد موسى، واللبدي · وبالعودة من حدود مصر باتجاه الحدود الشرقية للبحر الأحمر، فإنني سأستمر لمتابعة القبائل المختلفة إلى مكة المكرمة والطائف جنوباً · يمتد الحويطات والعمران (الذين ذكرناهم أعلاه) إلى حد جوار مويلح، وهناك بينهم بعض المضارب لقبائل بلي وهتيم وذلك في الجبال المحاذية للبحر· ويقيم عرب المغانا Megana على بعد مسيرة يومين من العقبة جنوباً· في الوديان الخصبة المسماة مغنا Megna والمتميزة بوفرة اشجار النخيل فيها، وهم أناس زرّاع · وتقيم قبيلة المعازي شرقي منطقتي العقبة والمغنا، باتجاه طريق الحج السوري، وهم في حالة حرب دائم مع العمران، ويؤلفون قوة قوامها اربعمائة أو خمسمائة مسلح، وهم أخوة لقبيلة المغازي المصريّة · ويمتلك بنو عقبة، وهم من بني عقبة الذين يقيمون بجوار الكرك، يمتلكون قرية مويلح الصغيرة والمنطقة المحيطة بها· كما يوجد جزء من عرب المساعيد في المنطقة المجاورة لمويلح · < قبيلة بلي : إن هؤلاء العربان يسكنون المنطقة الواقعة ما بين مويلح وقلعة الوجه، وكذلك الوادي الذي يحمل نفس الاسم (وادي بلي)، وهو محطة رئيسة على طريق الحاج وذلك لغزارة مياهه· تقع قلعة الوجه على الجبل على بعد ثلاثة أميال من البحر، حيث يوجد ميناء جيد، ويتألف المعسكر من دزينة من الجنود المغاربة، ويبدو أن هذا هو المقام/المقر abode الأصلي لقبيلة بلي، بما فيهم اؤلئك الذين يعيشون الآن في سوريا ومصر · وفي الربيع، يعبر العديد من هؤلاء العربان (أي بلي) بواسطة القوارب الصغيرة، ومعهم شياههم / انعامهم ، يعبرون إلى الجزر التي تقع ضمن مدى الرؤية من الساحل، حيث أدى هطول مطر الشتاء إلى نمو النباتات، ويستمرون هناك طالما وجدوا ماء المطر المتبقي في التجاويف الصخرية في تلك الجزر· ويوجد بعض الحويطات باتجاه الجنوب من مويلح، ويُسمّون حويطات القبلي، وذلك لتمييزهم عن اخوتهم في الشمال · < قبيلة هتيم : تسكن هتيم في المنطقة الواقعة على مسافة أيام ثلاثة من الوجه باتجاه الجنوب، إلى حد جبال الرّعف (قُنَّـة الجبل الخارجة منه والداخلة في البحر)، وجبال الحصاني Hassany· ولا يوجد قبيلة في الصحاري العربية مشتّتة مثل هتيم المتفرقة اشتاتاً في كافة اجزاء المنطقة : في سوريا، وفي مصر العليا والسفلى، وعلى طول ساحل البحر الأحمر إلى اليمن توجد دائماً مضارب لهذه القبيلة · وربما يكون هذا التفرّق بالأماكن أنهم أقل احتراماً less respected من أية قبيلة أخرى· وإذا دعى أي بدوي آخر بقوله : هتيمي فإن ذلك يعتبر اهانة جدَّية، ذلك أن هتيم محتقرون كجنس وضيع من الناس، وفي اغلب الاماكن فإن البدو لا يتزاوجون معهم · وبالاضافة إلى هذا فإنهم ملزمون في كل مكان تقريباً بدفع الخاوة لقبائل البدو المجاورة لهم للسماح لهم (لـ - هتيم) برعي مواشيهم to pasture their cattle · لهذا فإنهم في سوريا ومصر، والحجاز يدفعون الخاوة بالشياه sheep لكافة جيرانهم· ولوعيهم لانعدام الاحترام الذي يلقونه في كل مكان فإنهم قد تخلّوا عن روحهم العسكرية، واصبحوا ذوي طباع مسالمة، ولكنهم أصبحوا مراوغين shuffling إلى درجة قصوى، مما يجعلهم مكروهين أكثر · وتشتهر نساء هتيم بجمالهن، وتحرّرهن في سلوكهن، ويقول العرب أن العبد عند هتيم لا يأبق/لا يهرب أبداً، ذلك أن عمتّه his mistress لا تتردد في السماح له في احتضانها ؟؟· وعلى أية حال فلابد من الذكر هنا أنه يمكن امتداح هتيم لسلوكهم بالكرم والضيافة نحو الغرباء، ولكن هذه الفضائل فُرضَتْ عليهم بسبب الحاجة في محاولة لاسترضاء conciliate صداقة جيرانهم · ومثل هتيم كمثل بقية البدو على هذا الساحل صيادو سمك ماهرون، حيث يبيعون السمك الجاف إلى طواقم السفن القادمة من الحجاز أو الذاهبة إليه· كما تقوم هتيم أيضاً بصيد اللؤلؤ قرب عدد من الجزر· وهم يشترون مؤونتهم من الحنطة من مويلح والعرجة، مع أنهم يعيشون بصفة رئيسة على الحليب واللحم والسمك والعسل البرّي · ويمتلكون قليلاً من الإبل، وليس لديهم خيول أبداً، ولكن قطعانهم من الشياه كثيرة جداً حيث يبيعونها في الطور وينبع، وبوجه عام فإن البدو القاطنون على هذا الجانب من البحر الأحمر فقراء، ذلك أن أرضهم لا تقدّم مرعى جيداً، ويعيشون على مسافة بعيدة من المدن، وبذلك لا يجنون أية مكاسب أو فائدة لعدم اختلاطهم بسكانها · < قبيلة بني عبس : لا تزال عائلات قليلة من هذه القبيلة العربية القديمة المشهورة، والتي كان منها الفارس المشهور عنترة، لا تزال تعيش في جبل حصاني (وذلك على مسافة مسيرة ثلاثة إلى أربعة أيام شمال ينبع)، وفي جزيرة مقابلة لها تسمّى حـرَّة Harra وهؤلاء هم البدو الوحيدون في الجزيرة العربية الذين يحتفظون باسم عبس، رغم أنه لا تزال توجد عدة قبائل تدّعي الانحدار من تلك القبيلة اللامعة الشهيرة illustrious، ولكنهم معروفون الآن بتسميات أخرى · إن مثل قبيلة عبس كمثل هتيم تتميز بانثلام سمعتها disrepute، ويعتبر من باب الاهانة للغريب إذا قلت له : أنت عبسي، وذلك بنفس النمط manner الذي ينطبق على اسم هتيم· ويمتلك بنو عبس عدة سفن صغيرة حيث يحملون عليها المؤن إلى الحجاز والسويس، وعندما تتوقف الأمطار، فإنهم يرعون شياههم في جزيرة الحرّة Harra المذكورة أعلاه · لقد كانت عبس في بداية القرن الماضي (القرن الثامن عشر) قبيلة كبيرة، وحتى في الوقت الحاضر فإن العائلات المتبقيّة منهم لا زالوا يتقاضون خاوة من موكب الحجيج المصري، وهي نفس الخاوة التي كان اجدادهم قد فرضوها في الأجيال النائية · < قبيلة جهينة : تبدأ أماكن إقامة قبيلة جهينة الكبيرة إلى الجنوب من جبل حصاني (شمال ينبع كما وصفنا أعلاه)، وتمتد على طول الساحل نحو الاسفل إلى ينبع شرقاً إلى الهدي Hedye وهي محطة على طريق الحاج السوري، وتمتلك جهينة الأراضي على مسافة اثنتي عشرة إلى خمس عشرة ساعة باتجاه المدينة المنورة، كما أنهم يمتلكون الوديان الزراعية في ينبع النخيل، ولا زال جزء من هذه القبيلة زرّاعاً، بينما البقية لا زالوا بدواً، وهم يشكلون الجزء الرئيس من سكان ينبع · ورغم أنهم لا يمتلكون إلا القليل من الخيول، فإن بمقدورهم حشد قوة تصل إلى ثمانية آلاف مسلّح، وهم في حالة حرب دائم مع جارتهم قبيلة بني حرب والذين (بني حرب أو بني جهينة) ساعدوا زعيم الوهابيّين في إخضاع (جهينة أو حرب - النص في الاصل غير واضح - المترجم)، بينما استعصت عليه القبائل المذكورة جميعها أعلاه جنوب العقبة، ولم يجد سعود نفعاً expedient في مهاجمتهم في معاقلهم الجبليّة، مكتفياً بانتهاز المناسبات التي يستطيع فيها نهبهم، إن جهينة يعترفون إسمياً بزعامة شريف مكة المكرمة وقد أدّوا خدمات جليلة نافعة لباشا مصر في احتلال المدينة المنورة عام 1812 · وأما جهينة، فمثلهم كمثل كافة البدو المذكورين آنفاً والذين يقيمون جنوب العقبة، يتلقّـون صرّة أو نقود المرور من مواكب الحجيج المصري· ولم استطع إحصاء فروع قبائلهم · وعوداً بنا إلى منطقة عرض العقبة فإنني الآن سأواصل proceed تعداد القبائل البدوية في الصحراء الشرقية باتجاه نجد، وبعدها باتجاه المدينة المنّورة · بدو الصحراء فيما بين عقبة الشامي (أو العقبة السورية أي العقبة الأردنية) والمدينة المنوّرة، ويشمل هذا بدو نجد Bedouins of the Desert between Akaba al Shamy (or the Syrian Akaba) and Medinah Comprising those of Nedjd استطيع التحدث عن هذه القبائل من خلال ما سمعته عنهم، ومن خلال معلومات موثوقة جيّداً well-authenticated، حيث رأيت شخصيّاَ أفراداًً من كل قبيلة تقريباً مذكورة في هذه الصفحات، من نهر الفرات إلى مكة المكرّمة والطائف· إن القبائل التي أريد الشروع في وضعها هي وهابيّـة المذهب جميعها تقريباً، وهم يواصلون تعريف أنفسهم كذلك (أي أنهم وهابيون)، وحتى بعد حملة محمد علي باشا ضد هؤلاء المتعصّبين· إن الصحراء من الجهة الجنوبية من العقبة حتى هجر Hedjer مسكونة كلها تقريباً من عنزة، ولكن مصادر المياه في هذه الصحراء قليلة، وعلى هذا الأساس فإن البدو نادراً ما يبقون مخيمين على طريقة الحاج، ولكنهم ينتجعون الأجزاء الشرقية باتجاه جبل شمر والقصيم، أما قبائل عنزة التي تخيّم في هذه المناطق فهي : أولاد سليمان : وهم قبيلة (فرع) من بشر Besher، وقوامها حوالي خمسة آلاف خيمة في جوار خيبر· الرولة والجلاّس والذين يقيمون أيضاً حول خيبر· الفقراء وهم يعودون إلى وِلد علي في هجر، وهؤلاء الفقراء مشهورون لشجاعتهم· إن كل هذه القبائل المذكورة غنيّة بالخيول ويبتزّون الخاوة من قوافل الحجيج · بدو جبل شمّر Bedouins of Djebel Shammar "بني شمّر"، وشيخهم المدعو ابن علي، ذو نفوذ عال لدى البلاط الوهابي، ويمتلك بنو شمّر القليل من الخيول، ولكنهم قادرون على حشد ماتعداده من ثلاثة إلى أربعة آلاف رجل مسلحين بالبنادق· حيث بعضهم بدو، والآخرون زراع، وهناك جزء منهم في منطقة - ميسوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، حيث أثبتوا دائماً على أنهم أعداء الدّاء للوهابيين· إن أكبر فروع بني شمّر هم : الدغيفات Degheyfat · وهناك الجعفر، وهناك الرباعي Rebaay، وهم ينحدرون من قبيلة الضيغم القديمة والتي كان زعيمها عرار الضغيمي والذي تذكره الحكايات البدوية· الزيقارات Zegerat وهم ينحدرون من بني ضيغم، وهم (الزريقات) زرّاع في جوار الإمام الحسين (رضي الله عنه) ··· ويسكن في جبل شمّر ونجد عدد من القبائل البدوية الأخرى، بالإضافة إلى هاته القبائل المذكورة أعلاه، ولكن لم يكن بمقدوري تأكيد وحصر اسمائهم · بدو القصيم، وأجزاء من نجد من النادر ألا تجد لأي قبيلة عظمى في الصحراء العربية مضرباً في نجد· فالأهالي الذين يقطنون المدن والقرى في تلك المنطقة ينحدرون من قبائل بدوية والذين يتشابهون بأعرافهم وعاداتهم وأنماط حياتهم· أما القبائل التي تتجول في ذلك الجزء من تلك المنطقة خلال العام كلّه فهي: السِّلقا Selga وهم أحد أعظم فروع عربان ألبِشْـرْ، وهم يعودون إلى عنزة وشيخهم ابن هذّال، وهو رجل ذو ميول مؤيدة للحكومة الوهابيّـة · الصحّون Sahhoun، وهم مشهورون بشجاعتهم ونشاطهم كفرسان خيّالة، كما يستطيعون حشد عدد يصل إلى ثلاثمائة رجل· بني لام هم أقرباء لبني لام الذين يتجولون بقطعانهم على شواطىء شط العرب· أما هؤلاء فهم قبيلة صغيرة · الهتيم : وهنا نجد هذه القبيلة ثابتة كما هي في كل مكان في الجزيرة العربية · بني حسين : وهم قبيلة عربية متجولة، وهم يشبهون الفرس في أنهم يتبعون سيدنا عليّ كرّم الله وجهه، ورغم تظاهرهم professed بتبني المذهب الوهابي، إلا أنهم استمرّوا في تبعيتهم إلى المذهب الشيعي · الزعب : Zaab، وهم قبيلة ليست بذي اعتبار، وتقيم في نجد والإحساء · العقيل : Ageyl، لقد كان هؤلاء سابقاً قبيلة قوية، تنحدر من بني هلال، ولكنهم الآن متفرقّون بأعداد صغيرة في قرى نجد؛ ولكن هناك قبيلة أخرى تسمى أيضاً : "بني عقيل" · بني عقيل : قد برزت منذ فترة حكم السلطان مراد· إن كل عربان نجد الذين يلوذون إلى بغداد وأسسوا أنفسهم هناك، سواء أكانوا مستقرين أم بدواً يصبحون أعضاء في قبيلة عقيل البغدادية، والتي تتمتع بنفوذ قوي في ذلك المكان، وهم في الحقيقة أكبر المؤازرين للباشا في حربه مع البدو المحيطين، وضد الثّوار في مدينة بغداد· إن شيخ عقيل في بغداد هو دائماً من أحد مواطني الدرعيّة، يختارونه (عقيل) من بين أنفسهم، ويثبت لهذا المنصب من قبل الباشا ويشتهر العقيل بشجاعتهم· وهم يديرون مواكب الحجيج من بغداد إلى سوريا، وقد ردّوا مراراً قوّات الوهابيين المتفوقة · ويقسم العقيل الموجودون في بغداد أنفسهم إلى طائفتين classes : (1) الزقرتي Zogorty، وهم يؤلفون الأفراد الفقراء والباعة المتجولين · (2) الجماميل Djemamy، وهم الذين يقودون قوافل الحجاج· ويوجد ضمن هذه الفئات من بني عقيل أشخاص يعودون إلى قبائل ومناطق مختلفة مثل الإحساء والعارض والقصيم، وجبل شمّر· أما الذين يقيمون في منطقة سدير Zedeyr (وهي جزء من نجد) والذي يرتادون بغداد فهم ليسوا أعضاء في هذه القبيلة، وكذلك فإن الأفراد القادمون من قبيلة الدواسر الجنوبية قرب الحدود اليمنية، لا نجد منهم أحداًَ بين ظهراني بني عقيل · مطير : قبيلة قوية، قوامها ألف ومائتا خيّال، ومن ستّ إلى ثماني آلاف بندقية، ويعيشون في نجد، وبصفة رئيسة في القصيم، ومن هناك باتجاه المدينة وهم يتفرّعون إلى أربع قبائل رئيسة هي : (1) العلوا Alowa وشيخهم الدويش، وكان حليفاً لطوسون باشا في حروبه مع الوهابيّين (2) البري Boray، وشيخهم يدعى مريخي Merykhy · (3) الحرابيش Harabeshe · (4) البرسان / البرصان Borsan، إن بعضاً من قبيلة مطير يعيشون أيضاً في ميسوبوتاميا (بلاد الرافدين) وعداؤهم لعنزة متأصل الجذور · من القصيم باتجاه المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة : باستثناء المساحة التي تحتلها مطير، وبعض المضارب العائدة لهتيم، فإن المنطقة كلها على مداها مأهولة بالقبيلة القوية حرب، والتي تأتي بالدرجة الثانية بعد عنزة من حيث العدد، والاتحاد المرعب، لدى بدو جزيرة العرب · بني حرب The Bani Harab من الممكن تشكيل جماعة، من المجموع الكلي لهذه القبيلة قوامه ثلاثين إلى أربعين ألف رجل مسلّحين بالبنادق، كما أن قبائلهم ذات قوة كبيرة، إلى الدرجة التي يمكن أن تعتبر كل منها هيئة مستقلّة، ومع هذا فإن الروابط التي تربط كافة المجموعات معاً تبقى أكثر متانة منها لدى قبائل عنزة· وعلى وجه التقريب فإن كل قبيلة قد تبنّت نمطي الحياة كليهما· فهم (بنو حرب) يجنون فائدة ذات اعتبار من قوافل الحجاج المصريّة والسورية، ويمكن أن يوصفوا بأنهم سادة الحجاز · كانت بنو حرب آخر قبيلة استسلمت للوهابيين وهم يمتلكون قليلاً من الخيول جنوب المدينة المنوّرة، ولكن كل ولد منهم مسلّح ببندقية· ويقوم عربان حرب غالباً بحملات غزو للسلب ضد عنزة في مضارب الأخيرة، إلى سهول حوران قرب دمشق · عشائر حرب شرقي المدينة المنوّرة وهم البطون التالية : المزينة Mezeyne بمقدورهم حشد اربعمائة إلى خمسمائة خيّال وحوالي الفي بندقية، وقد اعتنقوا الوهابيّة قبل قبائل حرب الأخرى، وجميعهم بدو. الوهوب Wohoub والغربان Gharban، الجناين Djenayn وبعضهم مستقرون وزرّاع للحقول بين التلال الواقعة شرق المدينة المنوّرة إلى مسافة مسير ما بين يومين إلى ثلاثة أيام ؛ وربما يشتقون اسمهم من ذلك · بني علي : وهم شيعة واتباع لسيدنا علي ( كرّم الله وجهه ) ويبلغ عددهم حوالي خمسمائة مسلّح، وقليل منهم مستقرون، ويمتلكون بعض منابع المياه الواقعة في الأماكن الخصبة fertile spots حيث يزرعون الحنطة والشعير، لكنهم يعيشون في الخيام· ويمضون غالبية الوقت من السنة في الصحراء · عشائر حرب قرب المدينة المنوّرة باتجاه الشرق والجنوب بني صفر، بني عَمّـر Ammer، وهي قبيلة قوامها من الفين إلى ثلاثة آلاف مسلّح، وثلاثمائة فارس خيّال، ويعيشون شرقي وجنوب المدينة المنوّرة، وموصوفون بطباعهم بالجبن، وضعف الإيمان bad faith، ويعمل الكثير منهم زُراعاً· وهم يمتلكون منطقة الفرا Fara والتي يتم تصدير تمرها إلى كافة مناطق الحجاز، والتي يقال أنها خصبة جدّاً، وقد انضم شيخهم ضويني Doyny إلى الجيش التركي، وعندما وصل القصيم عاد إلى الوهابيين · الحميدي el-Hamede وهم يعيشون شرق وجنوب المدينة، وهم مساوون لبني صفر المذكورين اعلاه، بالقوّة، والقليل منهم زرّاع، ويعتبر محمد بن مُطلب في الوقت الحاضر شيخ بني حرب جميعهم، وقد خلف الشيخ جزا Djezye الذي لقي حتفه غدراً في المدينة المنوّرة عام 1814 على يد الحاكم التركي · ويتقاضى بنو حرب فيما بين المدينة المنوّرة، ومكة المكرمة، جزية كبيرة أي صرّة من قوافل الحجاج السوريين والمصريين، ويقال أن الصرّة التي يدفعها المصريون تبلغ ثمانية آلاف دولار حيث يقتسمها الشيوخ فيما بينهم، ويشاركهم بعض الأفراد في ذلك · حرب جنوب المدينة المنوّرة بني سالم· ويقطنون في اودية جديد، وصفرا، في بيوت وسط مزارع النخيل، وقليل منهم بدو، وباستطاعتهم حشد الفين وخمسمائة بندقية وقد وصفوا لي أنهم جنود ممتازون، وهم يتلقون جزية كبيرة من قوافل الحج السوري الذين يمرّون عبر اراضي منطقتهم · الحواسب Howaseb، ويتبع اليهم قرية الحمراء ذات الحقول والحدائق، والواقعة فيما بين جديد، وصفرا، إن الجزء الأكبر من الحواسب بدو · الصبح Sobh، ويستطيعون جمع الفين وخمسمائة رجل مسلحين بالبنادق، ويعتبرون أكثر العشائر المحبّة للحرب من بني حرب ويتبع اليهم بدر والمنطقة المحيطة بها· لقد رأيتهم يجلسون خلال النهار في حوانيتهم الصغيرة في بدر (حيث يقام سوق هناك)، وفي المساء يمتطون جمالهم، ليعودوا إلى عائلاتهم في الصحراء، وأما بعضهم فهو مستقر بصفة دائمة في بدر، ويسكن الجزء الأعظم منهم في جبال صبح Sobh شرقي بدر، والذي يتعذر على الأعداء إجتيازه أو الوصول إليه inaccessible، وكان ملجأ لقبيلة بني حرب ضد الوهابيين الذين عجزوا عن ازاحة بني حرب منه، وتنبت اشجار النخيل والسّنا senna بكميات وفيرة على ذلك الجبل· وهم يقسّمون أنفسهم إلى ثلاثة قبائل فرعية هي: الشقبان shokban، الرحالات Rehalat· والخدرا Khadhera· العوف : وهم أكثر بني حرب جلافة ووحشية، حيث يحتلّون الجبال الواقعة جنوب جبل صبح باتجاه رابغ، ولم يخضعوا تماماً للوهابيّين· إن اسم عوف شيء مرعب إلى حدود مكّة المكرّمة وخاصة للحجاج كافة، ذلك أنهم لصوص مغامرون، وهناك جماعات منهم يعدّون حوالي ثلاثمائة إلى اربعمائة رجل، اعتادوا أن يعتدوا ليلاً على مخيمات الحجاج، ويأخذون بالقوة أحمالاً ثمينة· وهم معتادون على اللحاق ليلاً، بالحجاج أثناء عودتهم من بيت الله الحرام إلى مسافة مسيرة عدة أيام بعد المدينة المنوّرة، وذلك على أمل سلب المقطوعين التائهين من مواكب الحجيج · الهايب / الهيب : el-Haib وهم فرع من بني عوف، وقد هاجروا (كما ذكرت سابقاً) إلى سوريا واحتلّوا لجمالهم المراعي الخصبة على قمم جبل لبنان · ذوي ظاهر Dwy Dhaher وهم يمتدون من رابغ باتجاه مكّة المكرّمة، كما توجد عدة مضارب لهم قرب المدينة المنوّرة، وهم يحتلّون المنطقة إلى وادي فاطمة، وقد قدّم شيخهم غانم، خدمات جُلّى للجيش التركي في المدينة المنوّرة · بني حرب (في المنطقة المنخفضة، أو تهامة أو الغور فيما بين الجبال والبحر) زبيد Zebeyde، وهم يسيطرون على الساحل من جوار ينبع إلى جدة والليث (ويمكن مشاهدة بعض مضارب من هتيم فيما بعد جدّة باتجاه الجنوب نحو الليث)· وهناك العديد من قبيلة زبيد، مستقرون· ويعتبر موقع السوق في خوليز Kholeys، وجواره الخصب، والذي يبعد مسيرة يومين شمال جدّة، محطتهم الرئيسة· وحيث أن منطقتهم فقيرة بوجه عام، فإنهم مضطّرون للبحث عن وسائل أخرى من الثروة substance، بدلاً من الاعتماد على المرعى وحده· فهم صيَّـادوا سمك نشيطون، وبعضهم بحّارة، ويعملون كأدلاء ومرشدين pilots فيما بين ينبع وجدّة · وقد ادّت روابطهم الحميمة مع سكان مدن الحجاز، وممارستهم للتجارة، إلى أن تنظر إليهم بقية قبائل حرب بازدراء· فمثلاً يأبى الرجل من صبح أو بني سالم أن يناديه آخر بقوله : يا زبيدي، معتبراً ذلك أهانة كبيرة له· ويقال أن بعضاً من زبيد قد استقر بهم المقام في منطقة شط العرب اسفل بغداد، ومن النادر أن تجد خيولاً لدى حرب الموجودة فيما بين المدينة المنوّرة ومكّـة، سوى القليل التي يمتلكها اصحابها الرئيسيون · لقد تعرّفت شخصياً إلى غالبية عشائر حرب المذكورة أعلاه، كما أن اسماء العشائر الأخرى، من نفس القبيلة، مألوفة إليّ رغم أنني لا استطيع تذكر أماكن اقامتهم المتعاقبة بالضبط، لكنني اعرف أنهم يقيمون في منطقة المدينة (المنورة) واسماؤهم هي سدّا Sedda، جمّلة Djemmela وسعادين Sadyne · البدو من المدينة المنوّرة باتجاه مكّة المكرّمة والطائف شرقي السلسلة الجبلية الكبيرة: تقيم حرب في هذه الجبال وغريبها باتجاه البحر· وإلى الشرق من تلك السلسلة توجد سهول مأهولة بقبيلة عتيبة القوية والذين تمتد منطقتهم جنوباً إلى الطائف حيث أن أراضيهم مراع ممتازة، ويمتلكون أعداداً كبيرة من الشياه والابل، والخيول، ويمتازون بسمعتهم الطيبة بالشجاعة، وأنهم في حرب دائم مع جيرانهم · وقد كانوا، قبل مجيء الوهابيين، اعداء عنيدين لقبيلة حرب، كما جنوا فوائد جمّـة من قوافل الحجاج الذين يمّرون عبر منطقتهم ذلك أن هناك طريقين للحاج : الأولى في الجهة الغربية من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرمة وتخترق منطقة حرب، أما الثانية ففي الجهة الشرقية تخترق منطقة عتيبة· ولست عارفاً بفروع عتيبة المختلفة، كما أن قوتهم لا تقدّر بأقل من ستة آلاف بندقية، وربما تصل إلى عشرة آلاف · بدو مكّـة المكرمّـة يعيش فيما بين مكّة المكرّمة وجدّة بدو يُدعون اللحيان Lahhyan، وهم أقرباء لهذيل والمتاريف Metarefe، ويشغلون المحطتين الرئيستين على تلك الطريق وهما : هدّا، وبهزا Hadda and Bahza، حيث يقيم بعض اللحيان في اكواخ، وهي محطات لتوقف المسافرين· وهناك أقسام منهم يرعون قطعانهم في الجبال المجاورة· ويمكن لهم جميعاً أن يحشدوا حوالي مائتين وخمسين بندقية؛ إن البدو حول مكّة المكرمة فقراء جميعهم، وذلك بسبب قحولة الأرض التي يسكنونها، والثمن العالي للمؤن والحاجيات في تلك المنطقة، أما بدو الطائف فهم اكثر يُسراً في الحال والمعيشة· من مكة المكرمة باتجاه الجنوب، في تهامة أو المنطقة المنخفضة : يقيم بني فاهم Beni Fahem في هذه المناطق، ويزوّدون مكة المكرّمة بالفحم والشياه، وهم معروفون باستبقاء لغتهم العربية على نقائها، وبمقدورهم جمع ثلاثمائة رجل مسلح بالبنادق · ويحتل بنو جهادل Djehadede المنطقة الواقعة جنوب الفاحم Fahem باتجاه وادي لملم، وفي اوقات السلم يرشدون القوافل من مكّة المكرّمة إلى الساحل اليمني · من مكّة المكرمة نحو الشرق باتجاه سلسلة الجبال الكبيرة : يقيم في وادي فاطمة، ووادي زيمي Zemys أو وادي ليمون، يقيم بعض الأشراف من عائلات اشراف مكّة ويتبعون إلى قبيلة ذوي بركات، وهم يزرعون هذه الأودية الخصبة، ويخيّمون أيضاً في الصحاري المجاورة قريش : لم يبق من هذه القبيلة المشهورة سوى ثلاثة مائة رجل مسلّح، ويقيمون حول جبل عرفات، وعلى الرغم من عظمة اسمهم، وشهرتهم القديمة، فإنهم لا يُحظون إلا بقليل من الاحترام لدى البدو (هذا كلام عار عن الصحة لأن قريش تمتاز على سواها من القبائل بأنها موضع الاحترام والتبجيل لصلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم - المترجم) وهم يزودون مكّة المكرمة بالحليب والزبدة · الريشي Ryshye : وهي قبيلة صغيرة، ولا يزيد عدد مسلحيها عن ثمانين بندقية، وتمارس هذه القبلية عملية النقل التجاري ما بين مكة وجدّة، وهم ذوو أصل حديث recent origin، وسمعتهم ضعيفة، وهم ينصبون مخيماتهم الصغيرة في وادي نومان Noman على الطريق من عرفات باتجاه الطائف، وهم يزرعون بعض الحقول في ذلك الوادي · الكباكبي Kebakebe : وهم يقيمون بجوار شدّاد وهي محطة خلف عرفات من جهة الشرق، ويبلغ عددهم حوالي مائة وخمسون مسلحاً · عشائر العدوان Adouan : لقد كان هؤلاء يشكّلون قبل اربعين عاماً (1775م) قبيلة كبيرة بما يصل إلى الف مسلّح، ولكن حروبهم المستمرة مع جيرانهم قد أنقصت اعدادهم إلى أقل من مائة عائلة، وقد أبيد هؤلاء مؤخراً على أيدي محمد علي باشا· لقد كانوا قبيلة قديمة نبيلة، لا تساويها قبيلة أخرى في الحجاز من حيث الشجاعة والكرم، وقد احتلّوا بذلك الدرجة الأولى من التقدير الشعبي العام· وكانوا كذلك الاصدقاء الحميميون لأشراف مكة المكرّمة· لقد اعتاد الاشراف الحاكمون الآن، وبقية عائلات الأشراف، ارسال ابنائهم بعد بلوغهم اليوم الثامن من أعمارهم (لعله يقصد العام الثامن - المترجم) ليتربوا لدى البدو، وبصفة رئيسية عند قبيلة العدوان، حيث يبقون إلى أن يتعلموا قيادة الخيول ببراعة ومهارة، ومن المعروف أن سيدّنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان قد رُبّي بأسلوب مماثل لدى قبيلة بني سعد · إن اسلوبهم السياسي الحالي قد جعلهم اعداء لمكّة المكرّمة، فشيخهم السابق (الذي توفي) عثمان المضيفي Medhayfe، صهر الشريف غالب (الذي أخذه أسيراً، وقطع رأسه (رأس عثمان) في استانبول)· كان قد عينه الوهابيون كشيخ بدو مكّة المكرمة والطائف كافة؛ وبعد موته انحلّت القبيلة وتشتت fell into decay، بينما اتخذت العائلات القليلة المتبقيّة منهم ملجأ لدى قبيلة عتيبة · لم يكن للعدوان سابقاً أية أماكن مراعي ثابتة ولكنهم كانوا يخيمون فوق المنطقة كلها من جدة إلى الطائف، لقد كانت سمعتهم عالية للغاية حتى أن رجلاً من قبيلة بني هذيل قال لي ذات يوم : "أين نجد اليوم قدوة للكرم والشجاعة ما دام العدوان قد انتهوا؟"· ويوجد في نجد أيضاً بعض فروع من العدوان، لكنهم ليسوا كثر / اي انهم قليل ، وإنما يحملون نفس الاسم وهناك فرع صغير من قريش في الحجاز بوادي فاطمة وما حوله يدعى الحرَّث Harreth وكلهم أشراف وهم من بني هاشم·(( والحرث / الحارثي حسنيون وهم ابنا محمد الحارث ( واليه ينسبون ) بن الحسن بن محمد ابي نمي الثاني بن الشريف بركات المشار اليه اعلاه من المؤلف / المترجم )) · بدو الطائف Badiwe of Tayf ويقع هؤلاء ضمن سيطرة ثقيف، وتعتبر هذيل أحياناً جزءاً منهم، ولكن هذيل بصفة عامة ليست ضمن بدو الطائف · تحتل هذيل سفوح المنطقة الجبلية على الطريق من مكّة المكرمة إلى الطائف، وبخاصّة حول جبل قورا Kora· ويستطيعون تجميع الف بندقية، ومشهورون أنهم أدق الرجال في المنطقة اصابة للأهداف؛ إنهم قبيلة مشهورة، متفوقون eminent لشجاعتهم· وقد قتل الوهابيون ما يزيد على ثلاثمائة من خيرة رجالهم قبل أن تستسلم هذه القبيلة· وليس لديهم إلا القليل من الخيول والإبل؛ بينما تكثر لديهم قطعان الأغنام والماعز، كما أنهم مقسّمون إلى ثلاث بطون صغيرة هي : العلاوين Alowyein، والندويين Nedowyein وبني خالد · الطويرق : Toewyrek وهم يعيشون جنوب هذيل في نفس الجبال، وبأعداد يقولون أنها تصل إلى خمسمائة مسلح ويمتازون بأنهم لصوص خبراء، وهي التهمة (اللصوصية) التي لا تتسم بها هذيل رغم أنهم (هذيل) قطاع طرق جريئون · قبيلة ثقيف : وهي قبيلة قويّة، تمتلك المنطقة المنتجة حول الطائف، وحدائقها، وبقعاً خصبة أخرى على منحدرات declivity سلسلة جبال الحجاز الكبرى، والكثير منهم مستقرون، كما أن نصف سكان الطائف من هذه القبيلة، بينما لا زال البعض الآخر (من ثقيف) يعيش في الخيام· وهم كسائر سكان الجبال ليس لديهم إلا القليل من الجمال والخيول، ولكنهم أغنياء بقطعان الأغنام والماعز · أما القبائل الرئيسية لثقيف فهي بني سفيان Sofyan، الذين يعيشون سويّة كبدو، وبمقدورهم جمع من ست إلي سبعمائة بندقية، وتقيم قبيلتان فرعيتان أخريان· وهما : مضر Modher وربيعة Rabys، تقيمان مع ثقيف وتشاركان في إهتماماتها، رغم إنني أشك في أنهما تنتميان إلى هذه القبيلة· إن المهاجرين من بني ربيعة هم الذين سكنوا جزءاً من النوبة بأعداد كبيرة، والذين لا يزال احفادهم وهم القنوص Kenouz (ويسمّون في مصر بالبرابرة) يسكنون فوق الشلال الأول (في النوبة) وتستطيع ثقيف جمع الفي بندقية، وهم يحمون الطائف ضد الوهابيّين · القبائل من الطائف باتجاه صنعاء في اليمن : استطيع التحدث عن هؤلاء فقط من خلال التقارير التي تلقيتها وسأقتصر هنا على ذكر القبائل التي وضعت مناطقها في رحلاتي العربيّـة· من الطائف على طول الساحل الجنوبي الشرقي باتجاه الشمال نحو الجنوب بالتقدم شرقاً من الطائف، نجد قبيلة عتيبة في عصومة Amosso ونجد قبيلة البيحوم Beyoum القوية في ترابة، ومن هناك باتجاه الجنوب، خلف السلسلة الجبلية الكبرى نجد بني أقلب Oklob · وهناك بني سبيع Sabye في راني ranye وبني سليم حول وادي بيشة والذين يبلغ عددهم حوالي خمسة آلاف مسلح· وباتجاه الجنوب من هؤلاء نجد بني قحطان وهم قبيلة كبيرة، وهي أقوى القبائل وأكثرها اعتباراً فيما بين عينية، وحضرموت، وهم (بني قحطان) يملكون سلالات ممتازة من الخيول، كما أن جمَّـالهم (راكبي الجمال) هم أحسن الجنود في السهول الجنوبية· وينقسم بنو قحطان إلى قبيلتين هما : السّحاما es-Sahama، وشيخهم قرمولا Cormola، وكان صديقاً حميماً لسعود، وقبيلة العيسي Aasy، وشيخهم حشر Hesher، وهو أشهر محارب في المنطقة · بني الدواسر، وهم قبيلة في القفار (متوحشة Wild) وذات اتصالات قليلة مع المستقرين، وهم صيّادون مهرة للنعام · وأما القبائل المذكورة أعلاه، البيغوم Begoum، والسبيع، وبني سليم، فمنهم من يمارس الزراعة، أما القحطان والدواسر، فهم بدو بشكل شامل، حيث أن قحطان هي أغنى القبائل بالجمال أكثر من أية قبيلة أخرى من بدو الصحراء الشرقية، فالشخص منهم من الفئة المتوسطة يملك أحياناً ما يقارب المائة وخمسين جملاً، ويعتبر الرجل فقيراً إذا امتلك اربعين جملاً فقط، وتمتاز جمالهم أنها جميعاً سوداء اللون · أما بني يام : فهم زرّاع في وادي نجران، وهم قبيلة محبّة للحرب، حيث عجز الوهابيون عن إخضاعها، ويتبع بعض أفرادهم المذهب الشيعي، وينقسم السنيّون منهم إلى فرعين صغيرين هما : العقمان Okman، وآل مرّة . بني خولان وهم في المنطقة المتاخمة لمنطقة إمام صنعاء من الطائف على طول الجبال باتجاه الجنوب : بني سعد : يقول المسعودي في كتابه مروح الذهب عن بني سعد وقحطان (واللذين ذكرتهما معاً، حيث يحاذون بعضهم بعضاً، باتجاه جنوبي) يقول : "إنهم البقية الباقية الوحيدة من القبائل العربية البدائية"· إن غالبية القبائل حول مكّة المكرمّة والطائف والمدينة المنورة، معروفون في التاريخ العربي منذ بدء وانتشار الإسلام propagation، أما القبائل الأخرى مثل هذيل، وقريش، ثقيف، فاحم Fahem، مزينة، حرب فمعروفون قبل بدء الرسالة الإسلامية السمحاء · أما قبيلتا بني سعد وقحطان فهما مشهورتان في التاريخ الموغل في القدم، عندما كان التاريخ العربي مغطى بالظلام الدامس · أما قبائل ناصيرا Naszera، وبني مالك، وغامد، وزهران Zohran، فتستطيع كل منها حشد خمسمائة إلى ألف مسلّح، بل إن الزهران Zahran تستطيع جمع حوالي الف وخمسمائة مسلّح الشورمان Shorman : وهي قبيلة قوية تمتد في السهول الشرقية والغربية· وهناك قبائل العسبلي Asabely، وابن الأحمر، وابن الأسمر، وبني شفرا Shafra · تشكل قبيلة عسير Asyr أكثر قبائل جبال عسير عدداً، وميلاً نحو الحرب، وهم يمارسون تأثيراً قوياً على كافة جيرانهم، ويستطيعون حشد ألف وخمسمائة رجل مسلحين بالبنادق · وهناك قبائل العبيدي Abyde، وسخان Senhan، والودع Wadaa (وهي قبيلة قوية) وشهر Sahhar، وباغم Bahem، وهنا تبدأ منطقة إمام صنعاء، كما أن الطريق إلى صنعاء تعبر مناطق قبائل سفيان Sofyan، وحاشد، وعمران Omran، وهمدان · إن قبائل هذه المنطقة جميعاً زراعاً، وقليل منهم يعيش في الخيام، وفي الربيع ينحدرون إلى السهول المجاورة ليرعوا قطعانهم، وهم يملكون قليلاً من الخيول والابل، ولكن ناتج أراضيهم وفير ويبيعونه في الساحل اليمني · الخيول، والجمال، والجراد في الجزيرة العربية الخيول : إنه الرأي السائد لكنه ليس صائباً في أن الجزيرة العربية غنيّة بالخيول، ولكن التكاثر محدّد ومقترن بخصوبة مرعى أراضي تلك المنطقة، لهذا فإن الخيول تعيش بيسر في مثل هذه الأجزاء، بينما نجد البدو الذين يعيشون في مناطق فقيرة التربة نادراً ما يمتلكون خيولاً· ومن هنا فقد وجدنا أن القبائل الغنية بالخيول هي التي تقيم في السهول الخصبة في ميسوبوتاميا (بلاد الرافدين) على ضفاف نهر الفرات وفي السهول السورية · فالخيول هناك بمقدورها الاعتلاف برعي الأعشاب الخضراء، لعدة أشهر خلال الربيع، الموجودة في الأودية والأرض الخصبة، ومثل هذا العلف ضروري للغاية لتمكين الخيول من النّمو والنشاط Vigor، ونجد أن الخيول في نجد ليست بنفس الأعداد الموجودة في المناطق المذكورة آنفاً، وتصبح نادرة كلما تقدمنا باتجاه الجنوب · اهمية الخيول وارسانها عند هذه القبائل : أما في الحجاز، خاصة في جبال تلك المنطقة، ومنها باتجاه اليمن، فإن الخيول قليلاً ما ترى، وحتى هذه الأعداد القليلة تستورد من الشمال· إن قبائل عنزة على التخوم السورية تمتلك من ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف رأساً من الخيول· كما أن بعض القبائل الصغرى المتجولة في المنطقة المجاورة لعنزة يمتلكون ربما نصف العدد المذكور · أما لدى عشائر عربان المنتفق وحدها وهم يعيشون في الصحراء المروية، بمياه الفرات ما بين بغداد والبصرة، نستطيع أن نحصي حوالي ثمانية آلاف رأس من الخيل، كما أن قبائل الضفير وبني شمر أغنياء بشكل كبير بهذه الخيول الأصيلة، بينما لا تمتلك مقاطعة نجد، وجبل شمر، والقصيم (والممتدة من جوار الخليج العربي إلى المدينة المنوّرة)، لا تمتلك أكثر من عشرة آلاف رأس · وتندر الخيول لدى القبائل الكبيرة على شواطىء البحر الأحمر ما بين العقبة ومكة المكرمة باتجاه الجنوب، والجنوب الشرقي من مكة حتى اليمن، وخاصة لدى القبائل الجبلية في هذه المناطق، أما في السهول الشرقية من الحجازما بين بيشة، ونجران فإن الخيول أكثر عدداً· وتشتهر قبيلة قحطان التي تقيم في هذه المنطقة (السهول الشرقية) بامتلاكها جياد الاستيلاد الأصلية، والأمر نفسه ينطبق على قبيلة الدواسر · إن السكان المستقرين في الحجاز واليمن ليست لديهم عادة الاحتفاظ بالخيول، ويمكنني أن أوكد، بحساب معتدل، أن الرقم الأعلى للخيول في المنطقة ما بين العقبة، أو النقطة الشمالية للبحر الأحمر باتجاه الجنوب إلى سواحل المحيط قرب حضرموت، بما فيها سلسلة الجبال العظمى، والأراضي المنخفضة غرباً باتجاه البحر، لا يتجاوز ستة آلاف رأس· وتعتبر الحرارة العالية في عُمان غير مشجعة على تربية الخيول واستيلادها· من هنا فهي لا زالت نادرة هناك أكثر من ندرتها في اليمن· وعندما أجزم أن الرقم الاجمالي للخيول في المنطقة العربية (بما فيها منطقة نهر الفرات وسوريا) لا يتجاوز الخمسين ألفاً (وهو الرقم الذي يقل كثيراً عن الحد الذي يستطيع أي جزء من آسيا أو اوربا تزويده)، فإنني واثق أن حساباتي، وبأي معنى، لا تقل عن التقدير الصحيح · إنني أعرف أنه لا توجد في هذا الجزء من الشرق، منطقة زاخرة بالخيول أكثر من منطقة ميسوبوتاميا بلاد الرافدين، حيث تمتلك القبائل الكردية والعربية في هذه المواقع quarter ارقاماً تفوق ما يملكه البدو العرب جميعاً وذلك بسبب غنى منطقة (ما بين النهرين) بالمراعي مما يساهم بصورة ملموسة لزيادة التكاثر · إن أماكن الرعي الجيد في المنطقة العربية لا تنتج الاعداد الكثيرة من الخيول فحسب، وإنما الأنواع الجميلة المختارة أيضاً، إن أحسن أنواع الكحيلة من سلالة الخمصي Khomse توجد في نجد، ونهر الفرات، والصحراء السورية، بينما لا توجد أنواع جيدة في الأجزاء الجنوبية من الجزيرة العربية واليمن ما خلا تلك المستوردة من الشمال · ويمتلك بدو الحجاز القليل من الخيول، ذلك أن قوام قُوتهم هي الهجانة camel-riders وجنود المشاة المسلحين بالبنادق فقط· ولا أعتقد أن عدد الخيول يتجاوز مائتي رأس في المنطقة الممتدة من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ما بين الجبال والبحر، وذلك على مدى مسافة تتجاوز الاربعمائة كيلو متر، ويمكن أن يوجد الرقم نفسه على طول الشاطىء من ينبع حتى العقبة · لقد كان لدى القوات المتحدة لزعماء الوهابيين في الجنوب، التي كان قوامها خمسة وعشرين الف رجل، والذين هاجموا قوات محمد علي باشا في معركة باسيل عام 1815، كان لديهم خمسمائة رأس من الخيل فقط، وهي تعود بصفة رئيسة إلى نجد، وإلى أتباع فيصل وهو أحد أبناء سعود، والذي (فيصل) كان حاضراً مع هذه القوات · إن مناخ اليمن ومرعاها يعتبران مؤذيان لصحة الخيول، حيث يموت العديد منها في تلك المنطقة، وحيث أنها لا تعيش هناك فإن السلالة تبدأ بالانحسار منذ الجيل الأول· أما إمام صنعاء وكافة حكام اليمن فيأخذون المدد السنوي من الخيول من نجد، بينما يتلقى سكان الساحل البحري الأعداد اللازمة من الخيول بواسطة سواكن من المناطق المحاذية للنيل· لقد باع الرولة الخيول كلها التي غنموها عام 1810 من قوات باشا بغداد المهزومة، وباعوها إلى تجار الخيول النجديين، ومنهم إلى عرب اليمن والذين (أهل اليمن) ليسوا نيِّقين (ذوي ذوق) في اختيار سلائل الخيل، مثلما الأمر لدى جيرانهم الشماليين · لقد أصبحت كثير من المضارب في منطقة جبل شمّر مؤخراً خالية من الخيول تماماً، ومن المعروف أن عربان مطير (ما بين المدينة المنورة والقصيم) قد قلّلوا من أعداد خيولهم، خلال بضع سنوات، من ألفي رأسي إلى ألف ومائتي رأس فقط· لقد كان شريف مكة السابق يمتلك سلالة ممتازة من الخيول، كما أن أحسن سلالات الأحصنة (مفردها حصان) النجدية كانت قد أُخذت من مالكيها · إن قبائل المعازي وهتيم التي تحتل الصحراء فيما بين النيل والبحر الأحمر في مصر العليا، قد احتفظوا فيما بينهم بسلالة الخمص Khomse· والأمر عندهم كما هو في الجزيرة العربية فيما يتعلق بامتلاك الخيل بالمشاركة، حيث يقسمون كل فرس إلى أربع وعشرين حصة يدعونها قيراط (وذلك أن هذا القياس - قيراط - هو المستخدم في تقسيم عقارات الأرض في مصر)، ويشتري أشخاص مختلفون ثلاثة أو أربعة أو ثمانية قراريط في الفرس، ويشارك حسب نصيبه في الفائدة العائدة من بيع افلائها (ابنائها ) · إن معرفة السلالات الأصيلة للخيول قليلة جداً لدى الجنود المصريين، ذلك أنه في عام 1812 عندما استولت قوات ابراهيم باشا على عشرة رؤوس من نوع الكحيلة العائدة لهتيم، فإن الجنود باعوها لبعضهم كما لو كانت خيولاً مصرية عامة، بينما يقيّم مالكوها السابقون ثمنها بثلاثة أضعاف السعر الذي قيمه المصريّون على أقل تقدير · يمكن شراء حصان جيد من مصر بمائة دولار اسباني في أي وقت، أما السعر الأعلى للفرس المصرية فهو ثلاثمائة دولار، ولمثل هذه الفرس، فإن البدو لن يدفعوا حتى ولو خمسين دولاراً كثمن له· لقد كان المماليك سابقاً يقدّرون الكحيلة الصحراوية، وانفقوا مبالغ طائلة لتوالد ذريتها في مصر، أما حكام مصر الحاليين فليس لديهم الشغف نفسه للخيول الممتازة كأسلافهم الذين (الاسلاف) كانوا قد تبنّوا المفاهيم العربية في كثير من الأمور، وأصبحت عادة لديهم أن يلم واحدهم بمعلومات كافية عن الخيول، وأن يحتفظـوا باصطبلاتهـا علـى أسس مفرطـة فـي الإسراف extravagant · ويمكن أن نضيف هنا بعض السلالات بالإضافة إلى ما ذكرناه عن السلالات العربية: التامري el-Tamerye وهي من سلالة الكحيلة· النزاهي/النزاخي el-Nazakhhy ضمن عدد من سلالة الهدبا Hadaba، وبعض القبائل تعتبر الحصان النزاخي Nezakhy ضمن عدد من الخيول الاصيلة، المنيخي Manekye والجِلفَـةْ Djolfe لا يعتبرها عربان نجد أنها من سلالة الخمص Khomse· إن الهدباء ، والدهماء ذواتا تقدير كبير في نجد، أما الخيل من سلالة مسنّى Mesenna (من بنات كحيلة) فلا تستخدم في نجد إطلاقاً · ويستخدم البدو بوجه شامل الذكور من سلالة الخمص كفحول· إن أول بطن تلده المهرة يعود إلى أية سلالة ليست ممزوجة بالخمص، لن يعتبر أصيلاً حتى ولو كان جميلاً وتتوفر فيه الصفات المتفوقة· إن المهرة المحبّبة لدى سعود زعيم الوهابيين، والتي يركبها دائماً في غزواته، والتي تسمى Keraye، أصبحت مشهورة في سائر أرجاء الجزيرة العربية، قد انجبت حصاناً ليس بذي جمال عام، ولكنه ممتاز، وحيث أن الحصان لا تجري فيه دماء الخمص، كما أن سعود لن يسمح لمواطنيه باستخدام هذا النوع الجميل من الخيول كفحل، ولم يكن يعرف ماذا يصنع به؛ ذلك أن البدو لا يركبون فحول الخيول؛ فقد أرسل ذلك الحصان هدية إلى الشريف· هذا وكان سعود قد اشترى المهرة Keraye من بدوي من عربان قحطان مقابل الف وخمسمائة دولار · في صيف عام 1815، هاجم حشد من الدروز الخيّالة، مجموعة من البدو في حوران وساقوهم إلى مضاربهم (مضارب البدو)، حيث هوجم الدروز هناك بقوة متفوقّة وقُتلوا عن بكرة أبيهم ما عدا واحداً منهم نجا وهرب· وقد تبعه عدد من الخيالة البدو الممتازين، ولكن مهرته رغم إجهادها تابعت الفرار بأقصى سرعتها لعدة ساعات، ولم يستطع البدو قهرها أو إدراكها · وقبل أن يملّ البدو الملاحقون مطاردة الدرزي صاحوا به ووعدوه بالأمان quarter والسلامة، واستجدوه أن يسمح لهم بتقبيل غرّة مهرته الممتازة· وعندما رفض ذلك بتاتاً، كفّوا desisted عن متابعته، وباركوا له بهذه المخلوقة السمحة، وصاحوا مخاطبين صاحبها : "اذهب واغسل أقدام مهرتك، واشرب ماء الغسيل هذا"· ويستخدم البدو هذا التعبير ليُظهروا حبهم الكبير لمثل هذه الخيول وحسّهم للخدمات التي أحرزوها · إن البدو بوجه عام لا يسمحون لامهارهم (مفردها مُهْـرَة) أن تنجب إلا بعد إتمامها السنة الخامسة من عمرها، أما الفئات الفقيرة والذين يتوقون للحصول على الربح الذي يخيم عن بيع الفِلاء (مفردها فِلوْ للذكر وفلوة للمؤنث)، فلا يتقيدون بهذه القاعدة · إن أجرة الحصان الفحل المستعار للشبّاء يبلغ في نجد دولاراً اسبانياً واحداً، فإذا ما انجبت مهرة فإنه قد يطالب بحوار أنثى من الأبل عمرها سنة، وإذا كان الفلو ذكراً فله أن يأخذ حواراً ذكراً عمره سنة مقابل الشباء الذي أدّاه حصانه · لا يسمح البدو أبداً للفلو أن يسقط على الأرض لحظة ولادته، وإنما يتلقونه بأيديهم، ويعزلونه لعدة ساعات، حيث يقومون بغسل قوائمه ومدها , ويحيطونه برعايتهم كما لو كان طفلاً· وبعد هذا يضعونه على الأرض، ويراقبون حركاته الواهنة باهتمام خاص، وبذلك يتكهنون Prognosticating منذ ذلك الوقت السمات الممتازة أو النواقص في رفيق المستقبل · يغذي أهل نجد خيولهم من التمر بانتظام· ففي الدرعية ومنطقة الاحساء يمزجون التمر بالبرسيم الجاف ويعطونه علفاً لخيولهم· أما الشعير فهو العليق/العلف المعتاد في كافة أنحاء المنطقة العربية · أما الأثرياء من أهالي نجد فيعلفون خيولهم اللحم نيئاً أو مطبوخاً ببقايا طعامهم· لقد وكد لي رجل أعرفه من حماة أنه كان يطعم خيوله اللحم المشوي قبل البدء برحلة مجهدة، وذلك ليكون بمقدورها تحمل هذه المشاق· وروى لي الشخص نفسه أنه خشية أن يولع حاكم المدينة (حماة) بمهرته (مهرة الرجل) المحبّبة، فإن هذا الرجل أطعمها لمدة أسبوعين لحم خنزير مشوي فقط، مما أثار روح الفرس وعقليتها إلى درجة عالية حتى أصبحت جموحاً يتعذر السيطرة عليها، وبالتالي لم تعد موضوع رغبة الحاكم إياه · لقد رأيت في مصر خيولاً شريرة شُفيت من عادة العض، وذلك بتقديم فخذ خروف يؤخذ من النار مباشرة، وبالتالي فإن الألم الذي يشعره الحصان/الفرس أثناء عض اللحم الحامي يؤدي بعد عدة دروس في ذلك، إلى هجران هذه الأخلاق الوحشية· إن الخيول المصرية أقل لطفاً في طباعها من الخيول العربية؛ ذلك أن الخيول المصرية عادة ما تكون شموصة شريرة، وذلك ما يندر لدى الخيول العربية؛ لذا فإن الخيول المصرية تتطلب الربط المستمر، بينما تتجول الخيول العربية بحرية وهدوء حول المضارب مثل الجمال · إن زعيم الوهابيين الذي يملك، بلا منازع، أجود سلالات الخيل في الشرق، لا يسمح إطلاقاً بركوب خيوله ما لم تتم السنة الرابعة من عمرها، أما عامّة البدو فيركبون خيولهم حتى قبل بلوغها الثالثة من العمر· لقد منع زعيم الوهابيين عربانه ألا يبيعوا ثلث الفرس كما هي العادة السائدة لدى عنزة الشمالية، وهو يدّعى أن هذا النمط من البيع يؤدي إلى حيل الخداع اللاشرعية، لكنه يسمح ببيع نصف الفرس · الجمــــــــــال Camels واصنافها واستخداماتها عند القبائل البدوية : هناك اختلافات بارزة فيما بين سلالات الجمال في المناطق الشمالية عنها في الجنوبية، ففي سوريا وما بين النهرين يغطي الجمال وبر كثيف، وهي بشكل عام أكبر حجماً منها في الحجاز حيث لا يكون لها إلا قليل من الوبر· أما الجمل النوبي فهو قصير الشعر كالغزال، وكذلك الأمر في الشياه النوبية؛ مما يمنع البدو هناك من العيش تحت الخيام· (وإذا وجدت فهي مصنوعة في الجزيرة العربية من شعر الماعز ووبر الجمال)، لذا فإنهم في النوبة مضطرون لبناء أكواخ قابلة للحمل portable عند التنقل والرحيل تكون مصنوعة من الحصير والقصب mats and reeds · إن الجمال العربية بوجه عام ذات لون أسمر brown، وكثير منها سوداء· وكلما تقدمنا نحو الجنوب في مصر يصبح اللون أكثر وضوحاً lighter، أو أقل سمرة أو سواداً، حتى إذا ما وصلنا النوبة وجدنا غالبية الجمال هناك بيضاء، ولم أر جملاً أسود في تلك المنطقة · إن جِمَـال (مفردها جَمَلٌ) الأناضول من السلالة التركية هي أضخم الجمال، وأما أصغرها حجماً فهي اليمنية· وتشتهر الجمال في الصحراء الشرقية بشجاعتها، خاصة تلك التي لدى بني طيء فيما بين النهرين قرب الفرات· أما في المناطق الجبلية فإن الجمال نادرة بكل تأكيد، ولكن من الخطأ الاعتقاد أن هذه الجمال عاجزة عن صعود التلال· لذا، فإن ندرتها في الحجاز يعود لقلّة المرعى · أما المنطقة الثريّة بالجمال فهي نجد، ولهذا السبب فهي تسمى (ام البل / أي الأبل)؛ فهي تزوّد سوريا والحجاز واليمن بالجمال، حيث يتضاعف الثمن على ما هو في نجد، وأثناء إقامتي بالحجاز كان ثمن البعير يقدّر بستين دولاراً، وحيث يقلّ مرعاها ويندر العلف فقد مات خلال ثلاث سنوات ثلاثين ألف جمل، على أقل تقدير، تعود لباشا مصر الذي كان آنذاك يحكم الحجاز · وفي كل عام يشتري التركمان والاكراد من الأناضول ثمانية آلاف الى عشرة آلاف جمل من الصحراء السورية، ومعظم هذه الأعداد تجلب من نجد بوساطة وكلاء خاصين· ويستخدمون هذه الإبل للسفاد لسلالة الإبل التركمانية والمسماة مايا Maya · لا توجد منطقة بالشرق تتكاثر فيها الإبل بشكل ملحوظ مثلما هي في بلاد نجد وبخاصة في سني الخصب· كما أن الإبل النجدية أقل عرضة less susceptible للأمراض الوبائية (خاصة وباء الجعام الذي يُخشى منه في مختلف مناطق الصحراء) أكثر من أية أنواع أخرى من الأمراض، وعلى هذا الأساس فإنها مفضلة لدى البدو الذين يتوافدون من الأصقاع النائية من الجزيرة إلى نجد، وذلك ليجددوا رعاياهم من الإبل · إن الناقة أكثر احتراماً وتقديراً لدى البدو من الجمل، وذلك على النقيض مما هو في سوريا ومصر، حيث يحتاجون الجمال وذلك لقدرتها على حمل الأثقال، لذا فإن الذكور أكثر قيمة وأهمية· أما سكان نجد فهم لا يركبون في رحلاتهم إلا النياق، وذلك لتحملها العطش أكثر من الجمال، ومع هذا فإن البدو بوجه عام يحبذون ركوب الجمل على الناقة· إن مقدار الحمل العام للجمل في الجزيرة العربية يبلغ من مائتين إلى مائتين وخمسين كيلو غراماً في رحلة قصيرة، ومن مائة وخمسين إلى مائتي كيلو غرام في رحلة ذات مسافة طويلة· لقد كانت الجمال المستخدمة في حمل المؤن إلى محمد علي عام 1814 أو 1815 من جدة إلى الطائف، بما لا يتجاوز مائة وعشرين كيلو غراماً · والجمل المصري المُعلف جيداً يوازي الجمل الأناضولي في قوته، أما الجمال ذات الحجم الكبير في القاهرة فإنها تحمل ثلاث حزم/طرود bales من القهوة أي بما يساوي الف وخمسمائة وزنة، وذلك من المدينة إلى شاطىء الماء أي حوالي خمسة كيلومترات· أما من القاهرة إلى السويس فإن الجمل نفسه يحمل ألف وزنه، ويستغرق قطع هذه المسافة ثلاثة أيام· وكلما كانت الرحلة طويلة، وأبار المياه عليها شحيحة، كلما خف حمل هذه الجمال· إن جمال دارفورد تمتاز بحجمها وقوتها الكبيرة في تحمَّـلُ الاجهاد تحت الأحمال الثقيلة، وهي بهذه الصفة تتفوق على كافة الجمال في شمال شرق إفريقيا، ومع هذا فإن هذه الجمال التي ترافق قوافل دارفورد إلى مصر نادراً ما تُحمّل أكثر من أربعة قناطير أي (اربعمائة كيلو غرام)، أما جمال سنّار فتحمل ثلاثة قناطير ونصف القنطار، ولكنها لا تساوي جمال دارفورد بالحجم · إن القدرة على تحمل العطش تختلف بشكل ملحوظ بين نوع وآخر من الجمال، فالأناضولية متعوّدة على الطقس البارد والمناطق التي تتوفر فيها المياه في سائر الجهات، لذا فإنها لابد أن تتزّود بالماء مرة كل يومين على الأقل، وإذا تأخرت في الصيف فإنها تشرب مرة كل ثلاثة أيام، أما أثناء السفر فإن الجمل يرزأ تحت وطأة الحرمان · أما في المناطق السورية وشمال الصحراء العربية فإن الجمال نادراً ما تشرب الماء في الشتاء إلا إذا كانت في رحلة، ذلك أن رعيها للأعشاب الرطبة يكفي عن الشرب في هذا الفصل من السنة· أما في الصيف فإن الجمل النجدي يجب أن يشرب مرة كل أربعة أيام، أما إذا تعرّض طويلاً للعطش في رحلته فإن ذلك يكون مميتاً له · إنني أعتقد أن أربعة أيام هي الحد الأعلى لمدى قدرة الجمال على تحمل العطش صيفاً في الجزيرة العربية، ولا داعي لإجبارها على تحمل العطش وقتاً أطول، ذلك أنه لا توجد منطقة على طريق المسافرين عبر الجزيرة العربية إلا وتوجد فيها أبار ماء بما لا يبعد عن مسيرة ثلاث أيام بالكامل أو ثلاثة أيام ونصف، إن الجمل في الجزيرة العربية يتحمل العطش في الحالات القصوى لمدة خمسة أيام، وعلى المسافر ألا يضع حساباته دائماً على أساس هذه الظروف غير العادية، ذلك أنه بعد مرور ثلاثة أيام كاملة بدون شرب، فإن علامات الخطر تبدو ظاهرة على الجمل· إن الجمال المصرية الأهلية indigenous أقل تأهيلاً لتحمل الاجهاد من أي نوع آخر من الجمال أعرفه، ذلك أنها تجد الماء ياسراً منذ ولادتها، وتجد المرعى الوافر على ضفاف النيل الخصبة، وهي غير متعودة للسفر عبر الصحراء لمسافات طويلة إلا قليلاً، ويموت الكثير منها يومياً أثناء مواسم الحج، حيث تسير إلى مكة المكرمة، ولا توجد جمال لها قدرة على تحمل العطش أكثر من جمال دارفورد، فالقوافل القادمة من هناك باتجاه مصر تسير تسعة أيام أو عشرة أيام على طريق لا يتوفر ماء فيها إطلاقاً، وأكثر من هذا، أن هذه الجمال تعبر هذه الطريق تحت وطأة حرارة شمس الصيف · صحيح أن عدداً منها يموت على الطريق؛ ولا يوجد هناك تاجر ينطلق في مثل هذه الرحلة دون أن تكون معه عدة جمال احتياطية، إلا أن العدد الأكبر يصل سالماً إلى مصر· وليس هناك أية احتمالية ولو ضئيلة تدل على أن الجمل العربي يستطيع إنجاز هذه الرحلة حتى ولا الجمال السورية أو المصرية· إن الجمال في أغلب المناطق الأفريقية أقوى من الجمال العربية · ورغم أنني سمعت الكثير من الحكايات العربية، الذين أدركوا شفا الهلاك في رحلاتهم الطويلة، إلا أنه لم يطرق مسمعي حكاية تخبر عن ذبح جمل من أجل استخراج الماء من معدته لشربها · وحيث أن الظروف مهيئة لمثل هذه الاحتمالات، فإنني لا أتردد في التوكيد : أن مثل ذلك لم يحدث إلا قليلاً؛ ذلك أن المسافر في مرحلته الأخيرة من العطش يصبح غير راغب في المسير، بل وليس لديه قدرة على المشي أكثر من ذلك، فيستمر برحلته على ظهر جمله آملاً بالعثور على الماء، بدل أن يعرض نفسه إلى الهلاك بقتل هذا المخلوق الذي يخدمه، لقد رأيت العديد من الجمال بعد نحرها، إلا أنني لم أجد ماء في معدها إلا في حالة أن تكون قد شربت بنفس اليوم كمية كبيرة من الماء · وتخضع قوافل دارفورد لمعاناة لا تصدّق بسبب حاجتهم الى الماء، ومع هذا فإنهم لم يلجأوا إلى تلك الوسيلة النفعية المذكورة أعلاه· وقد تكون هذه العادة ممارسة في أجزاء أخرى من أفريقيا، ولكنها تبدو غير معروفة في الجزيرة العربية، بل ولم أسمع في الجزيرة العربية أو النوبه أن الناس يمزجون بول الجمال بالماء لتهدئة العطش في حالات العوز المتناهي extreme distress · لابد من القول أن ما يسّمى الهجين في كل من مصر وأفريقيا، وما يسمى الذلول في الجزيرة العربية (وكلا الاصطلاحين يدلان على الجمال المدربة للركوب)، وجمل حمل الاثقال، ما هي في الحقيقة إلا نفس الجنس، والفارق هو كالفارق بين فرس الصيد، وفرس حمل الاثقال· عندما يستشف العربي أن لدى حواره اشارات تدل على أنه سيكون نشيطاً جداً، فإنه يدربه لأغراض الركوب، وإذا كان ألحوار أنثى فإنه يوليها عنايته لتلقيحها من جمل أصيل· إن أجرة استخدام البعير مؤقتاً لأغراض السفاد، تبلغ لدى البدو العرب دولاراً واحداً، وهو نفس الثمن الذي يدفع لاستخدام الحصان الفحل للشباء · والسلالات التي ذكرتها هي من الجمال المستخدمة لأغراض النقل الثقيل، والجمال الخفيفة التي تستخدم لأغراض الركوب · وأحسن الجمال في الجزيرة العربية، لأغراض الركوب هي تلك السريعة جداً، سهلة الخبب trot، ويقال أنها توجد في مقاطعة عُمان؛ ذلك أن الذلول العماني مشهور في كافة أوساط العرب· وعندما كنت في جدة، تلقى محمد علي باشا ذلولين منهما من إمام مسقط، حيث أرسلت اليه عبر البحر· ويصعب تمييزها من حيث المظهر عن الجمال العربية الأخرى، ولكن قوائمها أكثر استقامة وهيفاً slender، وفي أعينها تعبير نبيل، وسمُّو في مشيتها department ككل، والتي بموجبها يمكن تمييز الحيوان الكريم ذي الأصل الرفيع من ذلك الوضيع · ومن سلالات الأذِلَّة (مفردها ذلول)، المقدّرة كثيراً في المنطقة العربية، تلك العائدة إلى قبائل الحويطات، والسّبعة (وهي قبيلة عنزية)، والشرارات· وفي الشمال الشرقي من أفريقيا، حيث يسمى الذلول هجيناً، فإن السلالة السنّارية (نسبة إلى سنّار)، والنوبية البدوية مفضلة لأغراض الركوب، أكثر من أي نوع آخر، ذلك أن جمال دارفورد ثقيلة جداً لاستخدامها كهجين لأغراض الركوب · وتتميز الجمال النوبية الجيدة بأنها طيّعة سهلة docile الانقياد، ذات مشية سريعة amble ورهواً (السير بتمهل)، ذلك أنها تسدّ مسدّ الخيل أحسن من أية جمال أخرى، وغالبيتها وضحاء whitish (اللون الأبيض المائل إلى حمرة طيفيّة) أما بالسرعة فإنها تتفوق على أنواع الجمال المختلفة التي رأيتها في مختلف أرجاء الشرق · إن اسم عشاري (وتعني الجمل الذي يقطع في يوم واحد مسافة مسير عشرة أيام) معروف في مصر والنوبة، حيث تُروى قصص كثيرة لا تُصدّق عن هذه الفصيلة من الجمال التي اعتادت أن تؤدي رحلات مدهشة· ولدي المبرر للشك أن مثل هذه الجمال لا توجد إلا في خيالات البدو · وحيثما ترتب عليّ إعادة مثل هذه القصص لدى العرب وبدو النوبة حول هذا الموضوع فإنها تبدو شبيهة بتقارير الرحالة التي يسهل تصديقها، والحكايات عن جمال البربر، أو عن وصف معين منها، وهي الأحداث التي لا يمكن لي أن أصدقها حتى تَوَكَّـد لي بما لا يساوره شك، وتبرهن لي بأنها حقائق· لقد أخبرني بدوي، من العبابدة، ذات مرة في اسوان، أن جده ذهب في احدى المناسبات من ذلك المكان (اسوان) الى أسيوط بنفس اليوم، وهي المسافة التي يبلغ طولها بما لا يقل عن اربعمائة كيلومتر، وان ذلك الجمل الذي قطع المسافة لم يُصب حتى ولو بأدنى درجات الإعياء· ولكنني لا استطيع تأكيد أي مثال عن السرعة العظيمة للجمال عمَّا سأذكره الآن، وانني قانع أن القلة القليلة من الجمال في مصر أو النوبة من يستطيع بذل مثل هذا المجهود · إن أسرع ما أنجزه هجين حسب معلوماتي، والذي وكده لي مصدر موثوق، اقول اسرع ماانجزه هو هجين يملكه مملوك بيك حاكم اسنا Esne في مصر العليا، والذي اشتراه من شيخ البشاوين بمائة وخمسين دولاراً أسبانياً· فقد ذهب هذا الجمل، بناء على مراهنة wager، في يوم واحد ما بين طلوع الشمس وغروبها من اسنا إلى جنّي Genne، وعاد ثانية، حيث تساوي المسافة كلها حوالي مائتي كيلو متر · وقد وصلت حوالي الرابعة بعد الظهر، إلى قرية تبعد خمسة وعشرين كيلو متراً من اسنا Esne، حيث خارت قواها بعد أن قطعت حوالي مائة وثمانين كيلومتراً في احدى عشرة ساعة وعبرت النيل مرتين في معدية Ferry-boat، العبور الذي يستغرق مالا يقل عن عشرين دقيقة· إن الفرس الانجليزية السريعة الجيدة تستطيع أن تؤدي نفس المهمة، وربما أكثر من ذلك، ولكن ليس في جو حارّ كجو مصر · وبدون بذل الجهود الجانبية المفروضة فإن هذا الجمل قد يقطع مسافة طولها حوالي ثلاثمائة وستين كيلومتراً خلال يوم وليلة، والتي ربما تحتاج قوافل التجار إلى عشرة أيام لتقطعها، لذا فإن الإدعاء المذكور أعلاه في أن هذا الذلول يقطع مسافة مسيرة عشرة أيام بيوم واحد يجب ألا تبدو مبالغ فيها كليّة · ومن المنافي للعقل الإفتراض أن أية دابة (حيوان) قادرة على الركض عشر مرات طيلة اليوم، كما يمكن للرجل أن يمشي سيراً على الأقدام ضمن تلك المسافة، كما أن سرعة الجمل في المسافات القصيرة لا تداني أبداً سرعة الفرس العام Common horse· إن عدو gallop الجمل (والذي ليس أربع أضعاف خطواته الطبيعية) لا يمكن أن يستمر أكثر من نصف ساعة لانعدام قدرته على تحمّل ذلك، كما أن قوة جهوده في الركض لاتطال في سرعتها درجة ركض الحصان العادي· إن الخبب الاضطراري للجمل لا يناقض طبيعته، ويستطيع أداءه لعدة ساعات، بدون إبداء الكثير من علامات الإجهاد والإعياء · وحتى في حالات الخبب الاضطراري، فإنني لابد أن الفت الانتباه هنا، أنها تبقى أقل سرعة من نفس الخطوات لحصان جيد معتدل، واعتقد أن معدل عشرين كيلومتراً في الساعة هو الحد الأعلى لسرعة celerity الهذابة trotting التي بمقدور أحسن هجين أن يؤديها، وربما يستطيع أحياناً أن يعدو بسرعة لمسافة ثمانية أميال أو تسعة في مدى نصف ساعة، ولكنه لا يتمكن من أداء هذه السرعة بنفس المستوى أكثر من هذا الوقت · ومن هنا فإن الحد الأقصى لسرعة الهجين أو الذلول والتي يتميز بها، مهما كانت القصص المدهشة المحكية حول هذا الموضوع في كل من مصر والشرق، ((غامض بالنص الأصلي وربما يقصد القول، أن ما يحكى عن قطع عشرة أضعاف المسافة، وما يتطلبه الجهد لقطعها لا يتفق وقدرة الدابة - المترجم))· ولكنها لا تجاري (لا تتحقَّق) بدابة ذات أربع قوائم، وذلك للسهولة التي تحمل بها راكبها خلال رحلة متواصلة لعدة أيام وليال، وعندما يؤذن لها (للإبل) أن تواظب persevere على السير بخطواتها المحبذة لديها وهو نوع من الرهو amble (السير بتمهل) اللطيف المريح، بمعدل ثمانية إلى عشرة كيلومترات في الساعة· ولوصف هذا السير المريح، فإن العرب يصفون الذلول الجيد "إن متنه ناعماً مريحاً بحيث تستطيع احتساء فنجان من القهوة وأنت تمتطيه" · والسنام هو أول ما يقلق العربي في جمله، إذا أراد أن يشرع في الرحلة، فإذا كانت هذه سمينة، فإن العربي يعرف أن جمله سيتحمل الإجهاد الكبير حتى ولو لم يطعمه إلا قليلاً من العلف، ذلك أنه يعتقد وبناء على ما تقوله العرب "إن الجمل سيتغذى على سنامه خلال رحلته"· والحقيقة أن الجمل يكف desist عن السرعة والأجهاد exertion إذا ما غار subside سنامه، ويستسلم للإجهاد تدريجياً· وبعد رحلة طويلة يفقد الجمل سنامه كلية تقريباً، وتستغرق ثلاثة أشهر أو أربعة من الراحة repose والعلف الجيد لاستعادتها، وذلك ما لا يحدث إلا بعد أن تكتنز بقية أجزاء الجسم باللحم، وهناك القليل من الحيوانات التي تبدو عليها ملامح تحول الطعام إلى شحم بسرعة كالجمال إن أياماً قليلة من الراحة للحيوان وتزويده بكميات كبيرة من الغذاء، يؤدي الى زيادة augmentation ملحوظة باللحم، بينما، وعلى النقيض، نجد أياماً قليلة من السفر بلا طعام تنقص الحيوان/الجمل إلى حد الجلد والعظم تقريباً، ما عدا السنام الذي يقاوم مؤثرات الإجهاد، وتدوم مدة أطول · إذا بلغ الجمل الدرجة القصوى من البدانة fatness، فإن سنامه يأخذ شكل الهرم، وتمتد قاعدتها على سائر أجزاء الظهر، وتحتل جميعها حوالي ربع جسم الحيوان· ولكن مثل هذه المواصفات لم تُرَ أبداً في المناطق الزراعية، حيث أن الجمال تحت العمل دائماً بطريقة أو بأخرى· إن مثل هذه الاوصاف موجودة فقط لدى البدو الأثرياء في وسط الصحراء، والذين يربون الابل بقصد التكاثر فقط، ونادراً ما يستخدمون أكثر من جزء بسيط من القطيع للعمل في فصل الربيع حيث تتغذى إبل البدو جيداً لعدة أشهر على النباتات الخضراء verdure المقدّمة إليها، فإنها تسمن بسرعة حتى لتبدو هذه الجمال أنها لا تمت بصلة إلى الجمال العاملة في القوافل التجارية أو حقول الفلاحين · بعد أن تصل أسنان الجمل الأربعة الامامية إلي طولها الكامل، يظهر بعدها زوجان من الاسنان الخلفية في بداية السنة السادسة من عمره، ويستغرقان سنتان حتى يصلا (زوجا الاسنان الخلفية) إلى حجمهما الأقصى· وفي بداية السنة الثامنة من عمره يظهر زوجان آخران من الاسنان الخلفية خلف الزوجين الأولين، ومتفرقة تماماً عن الاسنان الأخرى، وتتم هذه الاسنان بمظهرها الكامل في سن العاشرة، وبذلك يظهر الزوج الثالث والأخير والذي يحتاج إلى سنتين أخريين لتمام نموّه على مدى إثني عشر عاماً· ومن هنا فإن الجمل لا يتم نموّه إلا بعد بلوغه الثانية عشرة من عمره حيث يسمّى حينها رأس· ولمعرفة عمر الجمل فإن ذلك يتم بفحص هذه الاسنان الخلفية· ويعيش الجمل إلى حد أربعين سنة· ولكن حيويته ونشاطه يذبلان بعد مرور خمس وعشرين سنة أو ثلاثين، حينها لا يستطيع تحمل الاجهاد والارهاق· وإذ ما هَزُل الجمل بعد السادسة عشرة من عمره، فإن العرب يرون أنه لا يستعيد بدانته بعدها، وفي هذه الحالة يبيعونه بثمن بخس للفلاحين الذين يعلفون مواشيهم أكثر مما يفعل سكان الصحراء · ويسمى سرج الذلول في كافة أرجاء الجزيرة العربية : الشدّاد كما أن الحمير في الحجاز مُسرجة بالشداد ( الجمع اشدة ashiddah (،) وهو لا يختلف عن شداد الذلول إلا بالحجم ويطلق اسم شبري في الحجاز على نوع من المِحفة palanquin وله مقعد مصنوع من القش المجدّل twisted raw بطول متر ونصف موضوع عبر شداد الجمل، ومثّبت إلى حبال· وتوجد على الجوانب الأربعة للمحفة أعمدة رفيعة متصلة مع بعضها من الأعلى بواسطة أعمدة متقاطعة، حيث توضع فوقها قطع من السجاد أو الحصير وذلك لتظلل المسافر من حرارة الشمس· إن هذه المحفة هي المركبة المفضلة للسفر لدى أهل الحجاز، ذلك أنها تسمح لهم بالتمدد على طولهم بالكامل وينامون على راحتهم اثناء المسير · وهناك آلات مشابهة للمحفة، وعلى مدى أضيق وأقصر حيث توضع على طولها على جانبي شداد الجمل، وتسمّى حينها شقدف shekdef، ويجلس في هذه شخص واحد، ولكنها لا تسمح له بالتمدد على طوله الكامل، وتغطي كلا الشقدفين (مفردها شقدف) بالسجّاد الملقى عليها ومثل هذه الحافلة تستخدم عادة لحمل النساء · أما تخت/تخت الروعان (والمسمى لدى الايرانيين تخت راقان حيث أن هذا الاصطلاح قد جاء من عندهم) فهو مركب litter يحمله جملان أحداهما في المقدمة والثاني في المؤخرة· وفي مثل هذا المركب يسافر اغلب الحجاج وخاصة الأتراك الذين يستخدمونه أكثر من العرب · إن العادة في مصر أن يتم جزّ وبر الجمل بنفس الطريقة التي يُجز بها شعر الشاة، وهم يفعلون ذلك لاعتقادهم أن ذلك يحّسن مظهر الحيوان· لقد أسس الفرنسيون خلال احتلالهم لمصر، أسسوا وحدة corps هجّانة مؤلفة من خمسمائة هجّان، والذين اختيروا من اشجع جنودهم والذين نجحوا في السيطرة على البدو· لقد أمر باشا مصر عدداً من الخيّالة من جنوده أن يحتفظوا بالهجن أيضاً، كما أن لدى ابنه ابراهيم باشا حوالي مائتين من رجاله من الهجّانة · وتقاد الهجن في مصر بخيط مربوط في حلق الأنف أما الهجن في الجزيرة العربية فإنها نادراً ما تخرّم أنوفها، وهي أكثر طاعة لعصا الراكب القصيرة من طاعتها اللجام · وتؤدي المرأة العربية في جميع المناسبات مهمة كبيرة في تهيئة أَشِـدَّةَ الجمال (الاسرجة)· فالمرأة النجدّية ترى أن درجتها تنحطّ، إذا ركبت على أي جمل غير اسود، وعلى النقيض من ذلك فإن السيدة من عنزة تفضل الجمل الأبيض أو الرمادي gray · وأما العادة المتبعة في وضع حامل البندقية على الجمال والتي تدور على حِقْـوِ pommel السرج فغير معروفة في مصر، ولكنني رأيتها في سوريا، ويبدو أنها شائعة في بغداد وبلاد ما بين النهرين، ورغم أن هذا الحامل المتحرك يؤدي القليل من الفائدة، ولكنها لدى العرب شيء ممتاز وسلاح مناسب، وهو متبنى بحيث يوحي لهم بالرعب (ضد الأعداء) أكثر مما تؤديه قطع من المدفعية الثقيلة· ويختلف ثمن الجمل من مكان إلى آخر، ففي مصر مثلاً حيث تتوفر الاعلاف الرخيصة الثمن، فإن ثمن الجمل يتراوح ما بين اثني عشر الى اربعين دولاراً، ويرتفع ثمن الجمال كثيراً في الحجاز، حيث تصل أحياناً إلى خمسين أو ستين دولاراً للذلول من الصنف العام، وهناك طلب ملح في نجد على الذلول من النوعية الممتازة، والمعروف ان سعود يشتري الجمل العماني بثلاثمائة دولار · ويلحظ العرب ويميزون مختلف النواقص defects، والمعيبات vices والتي تصاب بها جمالهم، والتي تؤثر كثيراً (سلباً) على قيمتها وثمنها، وتسمى الشائبة الرئيسة بالسائب el-saab وهي fetlock نتوء يحمل خصلة شعر في مؤخرة قائمة الجمل fetlock فوق الخف مباشرة)· ويعتبرونها أن لا شفاء منها، وبرهان على وهنها الكبير · وأما الثاني فهو الفكح fekeh، وهو رجفة أو رعشة tremor في القوائم الخلفية للجمل، عندما تدنو من وطىء الأرض، أو ترتفع عنها، وهذا الفكح يعتبر أيضاً كبرهان على الضعف - أما الصرّار el-serrar فهو تقرّح ulceration تحت الصدر، الهلل el-hellel، والفاهورة el-fahoura، وأنواع أخرى · تجدر الإشارة أن غالبية جمال القوافل مصابة بربو الصّدر broken winded، ويقولون (صدره خربان) وذلك نتيجة للاجهاد المتتابع، وحمل الاحمال الثقيلة· وعندما يحدث هذا للجمل فإن العرب يكوون cauterize صدر الجمل· وهم يلجأون للكوي أيضاً في حالات اصابة الجمل بالجروح عند السنّام، أو الجروح الناتجة عن الاشدة السيئة أو الأحمال ذات الاوزان الثقيلة جدّاً· وعندما تدنو أية رحلة، فإن من النادر أن تجد مسافرا يمضي بدون أن ترى عمليات الكوي، ومع هذا فإنهم يكوونه (من الكوي) ثانية على نفس الموضع الذي تم حرقه حديثاً، ومهما بلغت درجة الألم فإنه لا يؤدي بالجمل الكريم أن يرفض الحمل أو أن يلقي به أرضاً عن ظهره· وعلى أية حال فإن الجمل لا يستطيع أن يجبر على النهوض إذا ما خارت قواه بسبب الجوع أو الاجهاد المفرط · الجــــــــــراد(86) Locust لقد اشرت في مختلف كتاباتي أن هذه المخلوقات الهدّامة توجد في مصر على طول نهر النيل إلى سنار في النوبة Sennar، وفي كل أجزاء صحراء جزيرة العرب· ويأتي الجراد الذي رأيته في مصر العليا كله من الشمال، أما جراد النوبة فقيل لي أنه يأتي من مصر العليا· ومن هنا فإنه يبدو لي أن هذه الأجزاء من أفريقيا ليست هي المواطن الأصلية للجراد· وفي عام 1813 أباد الجراد المحصول الزراعي كله من بربر إلى شندي، وحوّله إلى مناطق سوداء جرداء، وفي ربيع ذلك العام رأيت اسراباً كاملة منه في مصر العليا حيث تؤذي هناك اشجار النخيل، حيث يجرّدها الجراد من اوراقها وكل جزء أخضر فيها، وتبقى بعدها الشجرة كالهيكل العظمي بغصونها الجرداء · اما في جزيرة العرب، فإن المعروف لدى العرب بلا جدال أن الجراد يأتي من الشرق وبناء عليه فإن العرب يقولون أن مياه الخليج العربي ( المؤلف يقول الخليج الفارسي ) هي التي تنتج الجراد، وتتعرض مقاطعة نجد بصفة خاصة إلى الخراب والاتلاف الذي يخلفه الجراد، ويسيطر الجراد هناك أحياناً إلى درجة كبيرة، وذلك بتدمير المحصول الزراعي الذي يخترقونه بالآلاف الأسراب في اماكن الإقامة الخاصّة، ويلتهم كل ما يجد أمامه حتى قربة الماء· والجدير بالملاحظة أن الجراد القادم من الشرق لا يعتبر مرعباً كثيراً، وذلك لأنه يثبت على الاشجار فقط، ولا يدمّر البذور، ولكنه يتوالد حالاً، وهذا الجراد الصغير هو الذي يلتهم المحصولات قبل أن تنمو بما فيه الكفاية ويطير· وبناء على التقارير العامة فإن الجراد يتوالد ثلاث مرات في السنة· وغالباً ما يصل بدو سيناء إلى درجة اليأس من حشود الجراد الهائلة التي تشكل كارثة وبلاء أرضياً، وخيماً جدباً serious grievance، وتصل هذه الحشرات إلى سيناء عن طريق العقبة (لذا فهي قادمة من الشرق) في حدود نهاية أيار عندما تغيب الثريّا، وذلك بناء على ملاحظات يقوم بها العربان الذين يعتقدون أن الجراد يخاف من هذا الكوكب· ويبقى الجراد هناك (بسيناء) لمدة أربعين إلى خمسة واربعين يوماً، ثم تختفي طيلة بقية العام · وهناك القليل الذي يُرى خلال العام، ولكن الاسراب الكثيرة تظهر مرة كل اربع سنوات أو خمس، وهكذا الدورة العامة لزياراته غير المرغوب فيها· وعلى أية حال، فقد اعتاد الجراد أن يحتل منذ عام 1811 شبه جزيرة سيناء كل فصل لمدة خمس سنوات متعاقبة، وباعداد هائلة · ومن العادة لدى بدو الجزيرة العربية، وسكان مدن نجد والحجاز أنهم يأكلون الجراد، وقد رأيت حوانيتاً لبيعه في كل من المدينة المنورة والطائف ويبيعونه بالقياس (أي بالكيل وليس بالوزن) by measure · أما في مصر والنوبة فلا يأكله سوى الشحاذون الفقراء · وأما العرب فإنهم إذا ما ارادوا تجهيز وجبة من الجراد، رموا به حياً في ماء يغلي ممزوجاً بالملح، ثم يستخرجونه بعد دقائق ويجففونه في الشمس، ثم ينزعون الرأس والأرجل، والأجنحة، ثم ينظفون الجسد من الملح، وتجفف تماماً، وبعد هذه العملية يملأ البدو منه شوالات، ويؤكل الجراد أحياناً مقلياً بالزبدة، وتشكل بذلك وجبة طعام الفطور، عندما توضع فوق الخبز الممزوج بالزبد · وقد يبدو هنا جديراً بالإشارة ان بدو سيناء هم وحدهم لا يستخدمون الجراد كمادة للطعام وذلك بخلاف سائر البدو الذين عرفتهم · المترجم د· أحمد عويدي العبادي















آخر تعديل كلاشينكوف يوم 07-Apr-2010 في 06:31 AM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 07-Apr-2010, 12:55 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العــــــــابر
مشرف القسم الإسلامي والاقسام العامة
التميز 
إحصائية العضو





التوقيت


العــــــــابر غير متواجد حالياً

افتراضي

بدا واضحا انه يقصد بعتيبه الهيلا انهم هم الوهابيون

وكان يتجنب الحديث عنهم.


لله دركم يالهيلا















التوقيع
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


سبحان والحمدلله ولااله الا الله والله اكبر ولاحول ولاقوة الا بالله



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس
غير مقروء 07-Apr-2010, 02:50 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الكعبي العمري
عضو نشيط

الصورة الرمزية الكعبي العمري

إحصائية العضو






التوقيت


الكعبي العمري غير متواجد حالياً

افتراضي

طيب وين بني عمرو يعني ذكر العسابلة وبلحمر وبلسمر وبني شهر وماذكر بني عمرو مع انه العمارية دقوا خشومهم طوال الحكم العثماني ووين غامد وبلقرن وشمران خلاها شورمان!!!















رد مع اقتباس
غير مقروء 07-Apr-2010, 11:13 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الامير حريبيش

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية الامير حريبيش

إحصائية العضو






التوقيت


الامير حريبيش غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى الامير حريبيش
افتراضي

((وإلى الشرق من تلك السلسلة توجد سهول مأهولة بقبيلة عتيبة القوية والذين تمتد منطقتهم جنوباً إلى الطائف حيث أن أراضيهم مراع ممتازة، ويمتلكون أعداداً كبيرة من الشياه والابل، والخيول، ويمتازون بسمعتهم الطيبة بالشجاعة، وأنهم في حرب دائم مع جيرانهم · وقد كانوا، قبل مجيء الوهابيين، اعداء عنيدين لقبيلة حرب، كما جنوا فوائد جمّـة من قوافل الحجاج الذين يمّرون عبر منطقتهم ذلك أن هناك طريقين للحاج : الأولى في الجهة الغربية من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرمة وتخترق منطقة حرب، أما الثانية ففي الجهة الشرقية تخترق منطقة عتيبة· ولست عارفاً بفروع عتيبة المختلفة، كما أن قوتهم لا تقدّر بأقل من ستة آلاف بندقية، وربما تصل إلى عشرة آلاف ))

كفو ياعتابه















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Apr-2010, 11:14 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الجوراسي
عضو مميــز

الصورة الرمزية الجوراسي

التميز 
إحصائية العضو






التوقيت


الجوراسي غير متواجد حالياً

افتراضي

كتاب كامل يعاب عليه سوء الترجمه في بعض المسميات















رد مع اقتباس
غير مقروء 02-Jul-2010, 01:14 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بخيت الجلاد
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


بخيت الجلاد غير متواجد حالياً

افتراضي

من القصيم باتجاه المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة : باستثناء المساحة التي تحتلها مطير، وبعض المضارب العائدة لهتيم، فإن المنطقة كلها على مداها مأهولة بالقبيلة القوية حرب، والتي تأتي بالدرجة الثانية بعد عنزة من حيث العدد، والاتحاد المرعب، لدى بدو جزيرة العرب · بني حرب The Bani Harab من الممكن تشكيل جماعة، من المجموع الكلي لهذه القبيلة قوامه ثلاثين إلى أربعين ألف رجل مسلّحين بالبنادق، كما أن قبائلهم ذات قوة كبيرة، إلى الدرجة التي يمكن أن تعتبر كل منها هيئة مستقلّة، ومع هذا فإن الروابط التي تربط كافة المجموعات معاً تبقى أكثر متانة منها لدى قبائل عنزة· وعلى وجه التقريب فإن كل قبيلة قد تبنّت نمطي الحياة كليهما· فهم (بنو حرب) يجنون فائدة ذات اعتبار من قوافل الحجاج المصريّة والسورية، ويمكن أن يوصفوا بأنهم سادة الحجاز · كانت بنو حرب آخر قبيلة استسلمت للوهابيين وهم يمتلكون قليلاً من الخيول جنوب المدينة المنوّرة، ولكن كل ولد منهم مسلّح ببندقية· ويقوم عربان حرب غالباً بحملات غزو للسلب ضد عنزة في مضارب الأخيرة، إلى سهول حوران قرب دمشق · عشائر حرب شرقي المدينة المنوّرة وهم البطون التالية : المزينة Mezeyne بمقدورهم حشد اربعمائة إلى خمسمائة خيّال وحوالي الفي بندقية، وقد اعتنقوا الوهابيّة قبل قبائل حرب الأخرى، وجميعهم بدو. الوهوب Wohoub والغربان Gharban، الجناين Djenayn وبعضهم مستقرون وزرّاع للحقول بين التلال الواقعة شرق المدينة المنوّرة إلى مسافة مسير ما بين يومين إلى ثلاثة أيام ؛ وربما يشتقون اسمهم من ذلك · بني علي : وهم شيعة واتباع لسيدنا علي ( كرّم الله وجهه ) ويبلغ عددهم حوالي خمسمائة مسلّح، وقليل منهم مستقرون، ويمتلكون بعض منابع المياه الواقعة في الأماكن الخصبة fertile spots حيث يزرعون الحنطة والشعير، لكنهم يعيشون في الخيام· ويمضون غالبية الوقت من السنة في الصحراء · عشائر حرب قرب المدينة المنوّرة باتجاه الشرق والجنوب بني صفر، بني عَمّـر Ammer، وهي قبيلة قوامها من الفين إلى ثلاثة آلاف مسلّح، وثلاثمائة فارس خيّال، ويعيشون شرقي وجنوب المدينة المنوّرة، وموصوفون بطباعهم بالجبن، وضعف الإيمان bad faith، ويعمل الكثير منهم زُراعاً· وهم يمتلكون منطقة الفرا Fara والتي يتم تصدير تمرها إلى كافة مناطق الحجاز، والتي يقال أنها خصبة جدّاً، وقد انضم شيخهم ضويني Doyny إلى الجيش التركي، وعندما وصل القصيم عاد إلى الوهابيين · الحميدي el-Hamede وهم يعيشون شرق وجنوب المدينة، وهم مساوون لبني صفر المذكورين اعلاه، بالقوّة، والقليل منهم زرّاع، ويعتبر محمد بن مُطلب في الوقت الحاضر شيخ بني حرب جميعهم، وقد خلف الشيخ جزا Djezye الذي لقي حتفه غدراً في المدينة المنوّرة عام 1814 على يد الحاكم التركي · ويتقاضى بنو حرب فيما بين المدينة المنوّرة، ومكة المكرمة، جزية كبيرة أي صرّة من قوافل الحجاج السوريين والمصريين، ويقال أن الصرّة التي يدفعها المصريون تبلغ ثمانية آلاف دولار حيث يقتسمها الشيوخ فيما بينهم، ويشاركهم بعض الأفراد في ذلك · حرب جنوب المدينة المنوّرة بني سالم· ويقطنون في اودية جديد، وصفرا، في بيوت وسط مزارع النخيل، وقليل منهم بدو، وباستطاعتهم حشد الفين وخمسمائة بندقية وقد وصفوا لي أنهم جنود ممتازون، وهم يتلقون جزية كبيرة من قوافل الحج السوري الذين يمرّون عبر اراضي منطقتهم · الحواسب Howaseb، ويتبع اليهم قرية الحمراء ذات الحقول والحدائق، والواقعة فيما بين جديد، وصفرا، إن الجزء الأكبر من الحواسب بدو · الصبح Sobh، ويستطيعون جمع الفين وخمسمائة رجل مسلحين بالبنادق، ويعتبرون أكثر العشائر المحبّة للحرب من بني حرب ويتبع اليهم بدر والمنطقة المحيطة بها· لقد رأيتهم يجلسون خلال النهار في حوانيتهم الصغيرة في بدر (حيث يقام سوق هناك)، وفي المساء يمتطون جمالهم، ليعودوا إلى عائلاتهم في الصحراء، وأما بعضهم فهو مستقر بصفة دائمة في بدر، ويسكن الجزء الأعظم منهم في جبال صبح Sobh شرقي بدر، والذي يتعذر على الأعداء إجتيازه أو الوصول إليه inaccessible، وكان ملجأ لقبيلة بني حرب ضد الوهابيين الذين عجزوا عن ازاحة بني حرب منه، وتنبت اشجار النخيل والسّنا senna بكميات وفيرة على ذلك الجبل· وهم يقسّمون أنفسهم إلى ثلاثة قبائل فرعية هي: الشقبان shokban، الرحالات Rehalat· والخدرا Khadhera· العوف : وهم أكثر بني حرب جلافة ووحشية، حيث يحتلّون الجبال الواقعة جنوب جبل صبح باتجاه رابغ، ولم يخضعوا تماماً للوهابيّين· إن اسم عوف شيء مرعب إلى حدود مكّة المكرّمة وخاصة للحجاج كافة، ذلك أنهم لصوص مغامرون، وهناك جماعات منهم يعدّون حوالي ثلاثمائة إلى اربعمائة رجل، اعتادوا أن يعتدوا ليلاً على مخيمات الحجاج، ويأخذون بالقوة أحمالاً ثمينة· وهم معتادون على اللحاق ليلاً، بالحجاج أثناء عودتهم من بيت الله الحرام إلى مسافة مسيرة عدة أيام بعد المدينة المنوّرة، وذلك على أمل سلب المقطوعين التائهين من مواكب الحجيج · الهايب / الهيب : el-Haib وهم فرع من بني عوف، وقد هاجروا (كما ذكرت سابقاً) إلى سوريا واحتلّوا لجمالهم المراعي الخصبة على قمم جبل لبنان · ذوي ظاهر Dwy Dhaher وهم يمتدون من رابغ باتجاه مكّة المكرّمة، كما توجد عدة مضارب لهم قرب المدينة المنوّرة، وهم يحتلّون المنطقة إلى وادي فاطمة، وقد قدّم شيخهم غانم، خدمات جُلّى للجيش التركي في المدينة المنوّرة · بني حرب (في المنطقة المنخفضة، أو تهامة أو الغور فيما بين الجبال والبحر) زبيد Zebeyde، وهم يسيطرون على الساحل من جوار ينبع إلى جدة والليث (ويمكن مشاهدة بعض مضارب من هتيم فيما بعد جدّة باتجاه الجنوب نحو الليث)· وهناك العديد من قبيلة زبيد، مستقرون· ويعتبر موقع السوق في خوليز Kholeys، وجواره الخصب، والذي يبعد مسيرة يومين شمال جدّة، محطتهم الرئيسة· وحيث أن منطقتهم فقيرة بوجه عام، فإنهم مضطّرون للبحث عن وسائل أخرى من الثروة substance، بدلاً من الاعتماد على المرعى وحده· فهم صيَّـادوا سمك نشيطون، وبعضهم بحّارة، ويعملون كأدلاء ومرشدين pilots فيما بين ينبع وجدّة · وقد ادّت روابطهم الحميمة مع سكان مدن الحجاز، وممارستهم للتجارة، إلى أن تنظر إليهم بقية قبائل حرب بازدراء· فمثلاً يأبى الرجل من صبح أو بني سالم أن يناديه آخر بقوله : يا زبيدي، معتبراً ذلك أهانة كبيرة له· ويقال أن بعضاً من زبيد قد استقر بهم المقام في منطقة شط العرب اسفل بغداد، ومن النادر أن تجد خيولاً لدى حرب الموجودة فيما بين المدينة المنوّرة ومكّـة، سوى القليل التي يمتلكها اصحابها الرئيسيون · لقد تعرّفت شخصياً إلى غالبية عشائر حرب المذكورة أعلاه، كما أن اسماء العشائر الأخرى، من نفس القبيلة، مألوفة إليّ رغم أنني لا استطيع تذكر أماكن اقامتهم المتعاقبة بالضبط، لكنني اعرف أنهم يقيمون في منطقة المدينة (المنورة) واسماؤهم هي سدّا Sedda، جمّلة Djemmela وسعادين Sadyne · البدو من المدينة المنوّرة باتجاه مكّة المكرّمة والطائف شرقي السلسلة الجبلية الكبيرة: تقيم حرب في هذه الجبال وغريبها باتجاه البحر


وهي خليط من معلومات جغرافيه وسكانيه معروفه واراء واستنتاجات شخصيه تخص الكاتب ولكن لامانع من معرفة رؤية المستشرقين لعرب الجزيره من باب العلم بالشي والا عرب الجزيرة اعرف بانفسهم من غيرهم

وكل القبايل فيها الخير وفيها الصفات العربيه الطيبه وان وجد بعض النماذج السيئة فهم بشر وليسو ملائكه















رد مع اقتباس
غير مقروء 03-Jul-2010, 12:01 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
هيلاوي شقاوي
ضيف
إحصائية العضو





التوقيت


هيلاوي شقاوي غير متواجد حالياً

افتراضي

يعطيك العافيه واحسنت بس ليتك نسقت الموضوع حتى يتم قراءته بسهوله















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »03:00 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي