قال أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي قصيدة قالها في طريقه إلى المشرق وكتب بها إلى أهله ، وكان قد رحل في طلب العلم وتغرب ثم حفظ وألف في المؤتلف والمختلف وغيره وتوفي في حدود الأربعمائة مقتولا مظلوما .
مضت لي شهرو منذ غبتم ثلاثة * *** وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا
ومالي حياة بعدكم أستلذها ****** ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا
ولم يسلني طول التنائي هواكم ****** بلى زادني وجدا وجدد لي ذكرا
يمثلكم طول شوقي إليكم ****** ويدنيكم حتى أناجيكم سرا
سأستعتب الدهر المفرق بيننا ***** وهل نافعي إن صرت أستعتب الدهرا
أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ***** وأستسهل البر الذي جبت والبحرا
ويؤنسني طي المراحل دونكم ***** أروح على أرض وأغدو على أخرى
وتالله ما فارقتكم عن قلى لكم ****** ولكنها الأقدار تجري كما تجرى
رعتكم من الرحمان عين بصيرة ****** ولا كشف أيدي الردى عنكم سترا
جدوة المقتبس للحميدي ص 398/399