![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||||
|
![]() بسم الله . والحمد لله . ثورة طلاب القروش وملْء الكروش على أصحاب الكراسي والعروش .. !؟ لقد اشتعلت في كثير من الدول العربية ـ كما هو معلوم لدى الجميع ـ نيران الثورات الشعبية ؛ حتى أحرقت بلهيب نيرانها الدول العربية التي اشتعلت فيها ، وغطّت بدخانها جميع الدول العربية مَن اشتعلت فيها ، ومَن لم تشتعل فيها ، فكان في تونس أولها ومضرمها ، وكان في مصر أشدها وأهمها ، فعلت فيها أصوات أصحابها حتى لا يُسمع ـ قطّ ـ صوت فوق صوتهم ، ولا يلتفت إلى شيء إلا إليهم ، ولا يُهتم بأمر إلا بأمرهم ، ورفعت الشعارات البراقة ، واللافتات الخداعة بإعادة أمجاد الأمة الإسلامية والعربية الضائعة ومن ذلك لا كله قطع العلاقات مع قطعان اليهود المشرّدة والمجتمعة في فلسطين ، ومنع إمداد الغاز إليهم ، وإن كان ما كان ، وأن الجيوش الجرارة زاحفة إليهم لا محالة ، وزُخرفت هذه الثورات الشمطاء حتى رُئيَتْ كالفتاة الحسناء في أنظار الكثير ممّن تستهويه النساء بمحاسنها والدنيا بمفاتنها والشهوات بلذائذها ؛ ليصيح الكثير هنا وهناك بملء فيه مثل هدير البعير التغيير التغيير ، وارحل ارحل ، وإن كان أكثر هؤلاء الكثير لا يعرف معنى التغيير ، وإن عرف ذلك ، فإنه بالتأكيد لا يعرف أين يسير هذا التغيير ، وما المصير ، ولا يجزم بأنه من هذا الأمر ذي الخطر قد يرحل هو مع مَن رحل في الأخير سواء بجسمه ، أم بقيمته ومكانته ، أم بهما معاً ... ! أصوات أصمّت الآذان ، وهتافات ملأت الأوطان ، ولا فتات بأشكال وألوان ، وشعارات بأقوى العبارات ؛ حتى خيّل لكل سامع وراءٍ ومهتمّ مِن عربي ومسلم أن النصر بثورة مصر قد تمّ على عبدة العجل ، وأن فلسطين الإسلام والعروبة قد أصبحت في الجيب بالنصر القريب ، فما هي إلا أيام معدودة وتصبح القدس مُحرّرة ومطهّرة ، وإن الإسلام بشريعته السمحة سيعمّ كل الأمة ، وأن شمس تطبيقها ستشرق أولاً على أرض الكنانة أرض الإسلام والعروبة ، ومِن ثمّ بقية الدولة العربية عدا السعودية السابقة بهذه الهبة والمنّة الربانية ، وأن نبتها سيزهر في كل أرجائه ويعطّرها لا محالة ! وبقي هذا الأمل يشتعل ، وإن لم يُطل ؛ فما هي إلا برهة من الزمن حتى اتضحت حقيقة الأمر ، وانكشف سوءة ما تحت الستر ؛ فعاد الهدير رغاء ، والمقاطعة إيخاء ، ومنع الغاز به سخاءً ، وتطبيق الشريعة سرابًا بتغييبها بالكلية بجعل الديمقراطية هي الشريعة الوطنية ، وبإباحة أن يرأس الدولة المصرية الإسلامية مَن يدين بالديانة النصرانية (1) ، ونصرة القضايا العربية السنية هروبًا بتطبيع العلاقة مع إيران الصفوية الرافضية عدوة السنة والعروبة ورفع علاقتها من الدرجة العادية إلى درجة الأخوّة وكونها شقيقة أخرى ، ونفْي أن تكون السعودية هي شقيقة مصر الكبرى ، وبالسماح لأول مرّة للسفن الصفوية بالعبور مع قناة السويس ، وبجعْل ثورة سورية فتنة وليست بثورة (2) ... وهذا كلّه ، مع الاعتزاز والافتخار والتجميل والتبجيل .. !؟ ولو أن هذا الأمر وما فيه من الشرّ قد اقتصر على هذا القدر ؛ فبقي في مصر حدّ الضرر في الدين والعروبة فحسب ، ولم يشمل معه الدنيا والكسب ؛ لجاز لقائل منهم أن يقول خسرنا الدين والعروبة وغنمنا الدنيا والثروة ، فلكان معه بعض الحق لوجود بعض الكسب ، ولكنه قد شمل الدين والعروبة والدنيا والثروة جميعًا ، فلم يبقِ هذا الأمر ولم يذر مِن مكسب يُذكر ، فهذا الدين قد أقصِي ، وهذه شريعته قد أبعدت ، وهذه العروبة قد ذُبحت ، وهذه إيران الصفوية قد قُرّبت ، وهذا الجائع قد ازداد جوعاً ، وذاك الفقير فقرًا ، وذلك البائس بؤسًا ، وهذا البلد انحدارًا إلى القعر في الغلاء واللأواء والاضطرابات والقلاقل والمصائب والجرائم والبعد عن الشريعة ، وفقد العروبة دركة دركة ، ولا خير ولا بركة .. ! وهكذا تبخّرت الآمال ، وتكشفت الأحلام عن أوهام عظام وآلام جسام سواء فيما يخص الإسلام أو ما يخص معيشة الأنام ، واتضحت الحقيقة المرّة أن القصد من هذه الثورات جمع الثروات ، وملء الجيوب بالقرش المحبوب ، وليس لجمع الحسنات ولا لطلب الجنات بإعلاء شريعة خاتم الرسالات ، وأن الثائر في هذه الثورة كان أشد طمعًا في الدنيا من المثور عليه ولا شك ، وأن لعابه إلى الفلوس من ضعف النفوس أشد سيلانًا ممّن كان يتهمه بأن همه فلسه ، وأنّ اللاحق إلى الدنيا وملذاتها أسبق من السابق في الحرص على الاستمتاع بها ؛ فكانت النهاية عودة إلى البداية ؛ لأنها لم تكن لله منذ البداية .. ! >> فيا لها مِن مخسر هذه الثورة لمصر في شريعة الربّ ، وعروبة العرب ! ويا لها مِن مكسب هذه الثورة لإيران الصفوية عدوة السنة والعرب ! فيا لها من ثوارة وليست بثورة ! ويا لها مِن مُثارة بأيادي مَن يطلب الثروة ويقطف الثمرة على حساب مَن أجّر ظهره وخسر ثمنه ! >> ومع هذا الحقيقة المرّة الأكيدة ـ يا للأسف ـ فما زال ثور الترعة يدور في محلّه ! *فيا ربّ ، تكفينا الشرور ، وتُصلح لنا الأمور . (1)- : http://www.umahtoday.net/arabic/?action=detail&id=6603 (2)- : * عاشق الحقيقة * 18 / 8 / 1432 هـ
|
||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |