الحمدالله الذي هدانا للإسلام وأتم علينا نعمة الإيمان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السموات والأكوان العزيز الغفار المنان وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا وبعد ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بهذه المناسبة الكريمة يطيب لي أن أبارك لكم على إتمام صيام شهر رمضان المبارك الذي نسأل الله عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا .
أخواني الأعضاء الكرام فإننا بهذه المناسبة الكريمة أحثكم على إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم المبارك حيث إن الإسلام جاء مهذبا للمجتمع ومنظما لعلاقة المسلمين بعضهم مع بعض ومن أبرزها وأهمها بر الوالدين الذي ذكرهما في محكم تنزيله فقال "وقضى ربك أن لا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسنانا" وقوله "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" وكذلك من أبرزها وأهمها صلة الأرحام حيث وردت أحاديث كثيرة ترغب في صلة الأرحام وتبين أجرها وثوابها، فصلة الرحم شعار المؤمنين بالله واليوم الآخر، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إقرأوا إن شئتم (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الأثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا " رواه مسلم
وقال أيضا صلوات الله وسلامه عليه (من كان يؤمن بالله واليوم والأخر فاليصل رحمه ) وفي موضع أخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال : (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك .(رواه مسلم) وقوله فكأنهما تسفهم المل أي تطعمهم الرماد الحار ، وهذا فيه تشبيه لما يلحقهم من الأثم العظيم ، وهذه فرصة عظيمة لكل مسلم يبتغي الأجر والثواب .
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة ؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور ، قال العلماء: "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"، وشَرع النبي - صلى الله عليه وسلم- وتقريره إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد ، قال أنس رضي الله عنه : "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر". ففيه دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب .
وأخيرا يُشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير ، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) ..
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
عثمان الخميس
منقول من منتديات المنهج لشيخنا الكريم