(( أعداء الداخل ))

[عبدالرحمن الهيلوم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إنهم أعداء ....يعيشون معك ...ويأكلون معك ....ويشربون معك ....ويضحكون معك

وينامون معك أيضاً

نعم أعداء فهم يتصفون بصفات العداوة ...من بغض...حقد ...حسد

ولربما إن أصبتك حسنة تسؤهم ....وإن أصبتك سيئة يفرحون

في العادة يكونون الأعداء من الخارج ولكن هؤلاء أعداء من الداخل

أتعلمون من هم ؟؟؟

إنهم من قال الله سبحانه وتعالى فيهم : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ))


نعم فهناك من الأزواج والأبناء من يكون عدو لأمه أو أبيه أو زوجه

والأمثلة والنماذج كثير على هؤلاء .....

فمن يضع أحد أبويه في دار المسنين ....أليس عدو له ؟؟؟

فمن تصل القضايا بين وبين أخيه إلى دار القضاء والمحاكم....أليس عدو له؟؟

هناك أزواج يعامل أحدهما الآخر وكأنه عدو....يعامله معاملة تخلو من الثقة والاحترام

يعامله معاملة تحمل بين ثنياتها الحقد والحسد....

ويصل به الحال بأنه لا يريد أن يصل شريك حياته إلى منصب ولا يكتسب شهرة ولا غناه

هؤلاء أليسوا أعداء ......؟؟

سبحان الله كم مرة قرأنا تلك الآية الشريفة ولكن كثير من الآيات تمر علينا بدون تدبر

نعم تدبروا قول الرحمن في تلك الآية إنه تصريح وإعلان واضح عن هؤلاء الأعداء .....

وليس ذلك فحسب بل إنه سبحانه وتعالى يحذر منهم

هؤلاء الأعداء تنحوا عن الاقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام في معاملة لأهله

نعم فليسوا خير لأهاليهم لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

وأين الخير وهذه النفس تحمل كل هذا العدوان الذي قد أخبرنا عنه الله سبحانه وتعالى

يقول المثل أحذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة ولكن ماذا عن هؤلاء الاعداء ؟ وكم مرة يجب الحذر منهم ؟

أعداء الخارج تستطيع الحذر والبعد عنهم ولكن أعداء الداخل قد يغدرون بك في أي وقت

لأن من ابتعد عن الطريق القويم ولم يهذب تلك النفس ويلومها ويحاسبها على فعل الخطأ والتعدي على الغير

فسيظل ذلك العدوان قابعاً في قلبه........متخذاً صاحبه من الحقد زفيراً والكره شهيقاً


نسال الله ان يكفينا شرور انفسنا

وسيئات اعمالنا