![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما كنا صغاراً كان شيخ الحارة( يضربنا) لنحفظ..ولما كبرنا صار الشرطي (يضربنا) لننسى..! هذه الحقيقة المخجلة كتبها الأديب السوري الراحل محمد الماغوط قبل عشرات السنين، من هنا أقول أن شيخ الحارة لم يكن في دمشق وحدها، كما أن العسكري الطاغي ليس في الشام وحسب، فعصا الشيخ وعصا الشرطي (مسلطة) على كفوف الأجيال من لحظة العناق بين قلم الرصاص ودفتر حروف الهجاء حتى يوم التخرج وعلى أرصفة البطالة وقوائم الفقراء وبنك العقار وسجلات الموظفين والمرضى بلا أسرة والحالمين بلا فضاء، بل وعند إشارة المرور حيث كامرات الرصد أغلى من كل الطائرات، وفي كل تفاصيل حياة المضروب على رأسه مرات ليحفظ ثم مرات لينسى كان مدرس الحديث (تجاوز الله عن خطاياه) بارعاً في الجلد على ظهر اليد حين يتلعثم أحدنا في حفظ أي من الأحاديث المروية عن الرسول عليه الصلاة والسلام.. وحين ودعنا مدينة النخيل كانت الذاكرة تمور بمئات الأحاديث والآيات وتاريخ السابقين وقصص وحكم وتعاليم عصر الإزدهار وسيادة الأمة في زمنٍ غاب أو غيب ويأمل البعض أن يعود ولو بجلدنا على أيدينا وعلى ظهورنا إن تطلب الأمر.. غادرنا ديار النخيل ويممنا وجوهنا نحو العاصمة وفي النفوس الكثير مما يدعوا للتفاؤل وينبئ بمجتمعٍ تحفه الفضيلة والصدق وطريق هدى القرآن وأحاديث النبي العربي... لم تتوقف عجلة الحياة يوماً ومعها لم تتوقف عصا الشيخ وهو يأمر بالحفظ، كما أن الشرطي لم يكل وهو يأمر بالنسيان، وهكذا دورة الحياة في عالم العرب من دمشق إلى مسقط ولم تكن مدينة النخيل استثناءً من لعبة الحفظ والنسيان...الشيخ والشرطي.. مرت ثلاثون عاماً ولازلت أتحسس أصابعي وكأن معلم الحديث فرغ للتو من ضربي عقاباً لتلعثمي في حديثٍ لا أذكر نصه، لكنه يحث على (الصدق) وما أحوجنا للصدق!! وهو مطلب البؤساء والبسطاء في زمنٍ يرفع (الصدق) شعاراً ويداس جهارا... غابت عصا الشيخ وحضر الشرطي بعصاه.. فنسيت نص الحديث ولم أنس فحواه وآهٍ من الذاكرة كم تكون عنيدةً أحياناً فلا ننسى.. مر أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صبية يلعبون فهربواجميعاً لما رأوه إلا واحداً فقال له الفاروق لِمَ لمْ تهرب معهم فقال له الصبي ياأمير المؤمنين لم أجرم فأخافك ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك " وهنا... لم أنس يوماً قوله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك من كان قبلكم....... إلى قوله والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها..)) ولم يغب عن بالي وكلماتي عشرات الأحاديث والآيات التي تدور في فلك العدالة والمساواة والصدق والرحمة بين المؤمنين وإعطاء الحقوق بين الناس أفراداً وحكومات أما ما يحفز مرارتي الملتهبة أصلاً للانفجار هو أن الشرطي كان زميلاً في نفس الفصل وكان المدرس يضربنا جميعاً لنحفظ... ولا أدري من علمه أن يضرب الناس لينسوا، فيما يبدوا أن في المسألة عنصراً ثالثاً لم يظهر في مقولة محمد الماغوط دمتم بخير |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |