كاميرا الماسنجر.. تسبق النظرة الشرعية للفتيات - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

راكان المغيري · 29-May-2009, 12:38 PM

جريدة الرياض

الخوف من التجربة قد يحكم عليها بالرفض مبكراً

من المتعارف عليه في مجتمعنا الإسلامي جواز النظرة الشرعية للخطيبة قبل عقد القران، وذلك بعد أن تتم موافقة العائلة، حيث يحدد موعد للنظرة الشرعية للخطيبين في منزل أهل المخطوبة.

مشهد الرؤية المألوف في مجتمعنا أن يجلس الخاطب، ثم تدخل المخطوبة باستحياء وارتباك لكي تقدم له العصير، فيحاول التأخير في أخذ الكأس حتى يتسنى له التمعن جيداً بها قبل أن تختفي مسرعة عن ناظريه وهي من شدة حيائها لم ترى سوى كاسات العصير .. هذه الطريقة التقليدية لم تعد هي الوحيدة في يومنا هذا، بل بدأت تظهر بعض الطرق التقنية الحديثة سواء أكان ذلك عن طريق كاميرا الماسنجر أو مكالمة الفيديو .. فهل من الممكن أن تكون بديلاً عن النظرة الشرعية المعتادة.

أهلاً بالماسنجر ووداعاً للتقليدية!

في البداية تقول منى الجابري .. لا أري ما يمنع الرؤية الشرعية عن طريق الماسنجر كبديل عن النظرة الشرعية التقليدية، فإذا رغب الخاطب باستخدام هذه التقنية لن أرفض ذلك ولكن بشرط أن يكون هذا الخاطب أحد أقاربي وتكون بعلم عائلتي وعائلته لأني لا أتصور بأن القريب يفكر أن يؤذي قريبته إذا فكر مثلاً في استغلال هذه التقنية.

وتذكر بسمة سالم رأيها قائلة: لا بأس في أن يلجأ الخاطبون إلى النظرة الشرعية عن طريق الماسنجر إذا توفرت ذات الشروط في النظرة الشرعية المعتادة، فقد كانت التقنية حلاً سهلاً لتيسير زواج ابن خالي الذي يعمل حالياً في الخارج، حيث خطبت له والدته إحدى قريباته إلا أنه اشترط قبل أن يبدأُ في إتمام الترتيبات النظرة الشرعية ليعطي أهله الموافقة لخطبتها فلم يجد طريقة إلا الماسنجر، وذلك لرغبته في إتمام حفل الزفاف فور وصوله واستغلال إجازته القصيرة في قضائها مع عروسته وبالرغم من رفض الفتاه لهذه الفكرة وطلبها تأجيل النظرة إلى حين عودته من سفره لكنها في الأخير اضطرت للموافقة تحت ضغوط الأهل، وفعلاً تمت النظرة التقنية وأعجب كلاهما بالآخر وتم تجهيز كل ما يلزم لحفل الزفاف الذي تقرر فور عودته من السفر.ولا يجد خالد حرجاً في أن تكون النظرة الشرعية عن طريق الماسنجر، ويقول: أنا من المؤيدين لها خاصة بعد أن عقد قراني مؤخراً على فتاة تقبلت هي وعائلتها فكرة النظرة عن طريق الماسنجر، فقد كنت حريصاً جداً على التوافق الفكري أكثر من حرصي على شكلها الجمالي وعادة النظرة الشرعية المتعارفة لا تستغرق أكثر من دقائق لا يستطيع الشاب فيها الحكم إلا على مظهرها الخارجي أما طريقة تفكيرها فلا يستطيع الحكم عليها لهذا طلبت رؤيتها والحديث معها، وقد كان ذلك بحضور أخيها الذي ساعدني في إقناع عائلته ...

فمن المستحيل أن يفكر شخص يريد الستر والزواج و الاستقرار بنشر وتهديد "بنات الناس" لأي سبب كان سواء أعجبته تلك الفتاة أو لا وبالتأكيد لن توافق الفتاة أو عائلتها إلا بعد معرفة أخلاق هذا الشاب وصدق نواياه فأين المشكلة في ذلك؟!

وفي ذات السياق تضيف صباح قائلة: تم عقد قراني بعد أن تمت النظرة الشرعية عن طريق الماسنجر وبوجود والدتي فقط ،فقد كان من الصعب أن تتم النظرة الشرعية المعتادة لعدم وجود محرم يكون حاضراً في مقابلة الخاطب فوالدي متوفى وعمي لا يكلف نفسه عناء السؤال عن حالنا.

لا بديل عن دخول البيت

من جهة أخرى ترفض مريم جبيري- موظفة- النظرة الشرعية التقنية قائلة: أنا ضد هذه الفكرة لأنها تتم بخلاف الطريقة الشرعية، أو دون موافقة ولي الأمر وهذا يترتب عليه سلبيات كثيرة، ولذا أنا لا أقبل عن طريق باب البيت.

وترى حنان بأن مثل هذه الفكرة لا يمكن أن تلاقي قبولاً وموافقة من قبل أي فتاة أو أهلها والسبب واضح جداً وهو منع أي استغلال قد يحدث من الشاب إذا لم تعجبه الفتاة أو إذا حدثت بعض المشاكل بينهما في المستقبل، ثم أن النظرة الشرعية عن طريق الماسنجر لا تعطي صورة واضحة وحقيقة لشكل الفتاة وجمالها وأتخيل أن الشباب لا يمكن أن يثقوا في فتاة قبلت أن يراها الشاب بهذه الطريقة لهذا أتساءل حقاً عن قوة الأسباب التي يرددها البعض.

ويشاركنا رأيه أحد أولياء الأمور صالح الصقر قائلاً: إن التقنية أعطتنا فوائد عديدة، إلا أن هناك سلبيات كثيرة خاصة عندما استخدمت من قبل أناس متهورين، فكيف بولي أمر فتاه أن يثق في شاب يطلب النظرة إليها عن طريق الماسنجر أو مكالمة الفيديو، ثم يقرر بعدها هل يرتبط بها أم لا ..

ويرفض الشاب علي هذه الفكرة قائلاً: إذا كان هناك بعض العائلات ترفض النظرة الشرعية المعتادة والجائزة شرعاً فكيف نقبل بهذه الفكرة الجريئة التي تتنافي في اعتقادي مع عادتنا وتقاليدنا..

النظرة الشرعية الجائزة

وحول هذا الموضوع يؤكد الشيخ سعود العنزي إمام و خطيب جامع الملك فهد وعضو المجلس البلدي و مأذون عقد الأنكحة بتبوك على أن النظر إلى المخطوبة جائز كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) رواه أبو أحمد وسنن أبي داود.

ولمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبروه أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنظرت إليها"؟ قال: لا قال:" فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً" .

لهذا نجد أن البعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النظر إلى المخطوبة خطأ يجب تصحيحه ولكن لا يكون ذلك بارتكاب ما هو أعظم ومن ذلك النظر عن طريق الماسنجر مباشرة أو إرسال الفتاة صورتها عن طريق الايميل أو الوسائط فهذا كله ربما تكون عاقبته وخيمة، فلا بأس أن يسلك طرقاً يستطيع فيها رؤية المخطوبة مثل أن يطلب من وليها النظرة الشرعية وأن لم يتم ذلك فله أن يبعث امرأة ثقة تتأملها ثم تصفها له لما روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أم سليم تنظر امرأة.

وله أن يتحين فرصة لرؤية الفتاة التي يريد خطبتها وأن يتخفى عنها كما فعل جابر رضي الله عنه قال: " خطبت جارية من بني سلمه فكنت اتخبا لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها" رواه أحمد وأبي داود.