![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() لم يرد عبد الواحد نور أحد قادة المتمردين في إقليم دارفور إضاعة الوقت عبثا، فالرجل الذي يعيش حاليا في باريس، والذي يدير عبر هاتفه النقال من مقهى في شارع الشانزليزيه عمليات فصيله المسلح ضد قوات الجيش السوداني، استطاع فهم اللعبة سريعاً، فاختصر الطريق، وارتضى أن يرتمي في أحضان الرعاية الإسرائيلية، بعد أن توصل إلى قناعة مفادها أن تل أبيب لاعب رئيسي، وصاحبة مصلحة أساسية في إحلال الاضطرابات في السودان، ولذلك جاء تصريحه ليصب بعناية في هذه الناحية، ودون أدنى مواربة: «عند تولينا السلطة في وقت قريب جداً، سأعمل على فتح سفارة وقنصليات إسرائيلية في عموم مناطق السودان» ـ جريدة الحياة اللندنية 7 مارس 2009. ولأن نور لم يتعلم ممن سبقوه في تمثيل دور الأدوات ضد بلدانهم، هؤلاء الذين سرعان ما تم التخلص منهم ولفظهم، فور إتمام المهام التي أنيطت بهم، فإن الرجل لم يصدق نفسه، وسرعان ما اندفع في زيارات متعددة لإسرائيل، بحجة زيارة أبناء من دارفور هاجروا إلى هناك، مبرراً أن بين دارفور وإسرائيل نوعاً من التطبيع الاجتماعي، وأن ماجرى حتى الآن هو البداية فقط لتطبيع سياسي، يجب أن يتم بين السودان ـ بعد أن يتولى هو الحكم ـ وبين الكيان العنصري في تل أبيب. ما يدور منذ سنوات عدة، وما وصلت إليه الأمور بصدور قرار المحكمة الجنائية الدولية، يؤكد على حقيقة أن الأمر دُبر بليل، وأن الكلام الذي يتردد دون ملل عن إنقاذ حياة سكان دارفور، لايعدو أكثر من ذر للرماد في العيون، وأن الأصابع الإسرائيلية تحرك الأمور في تلك القضية، التي يفترض ألّا تكون من ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، مادام لويس مورينو أوكامبو المدعي العام لا يتورع عن القول، إن محكمته غير معنية بالنظر في جرائم الحرب الإسرائيلية، نظراً لأن السلطة الفلسطينية لا تحكم دولة وقّعت على إنشاء المحكمة، فالسودان أيضا لم يوقع كذلك، لكن الذين عينوا أوكامبو والذين يحركونه، يستطيعون فعل كل شيء، وتحريك أي اتهام في أي جهة يريدون، وأي وقت يختارون . المشكلة بالتأكيد هي فينا نحن، نحن الذين حتى الآن لم نستطع التحرك بشكل جدي، لتقديم الأدلة والدلائل ضد جرائم هذا الكيان الاستيطاني الهمجي الذي يعربد منذ أكثر من ستة عقود في المنطقــة، فلا يجد منا رادعاً، ولا حتى احتجاجاً جاداً. اللعبة كبيرة، فالسودان على وشك الدخول في مشكلات لا أحد يعلم متى ستهدأ، في الوقت الذي ساهم صراع النخب السياسية في تقديم الوطن بأكمله على طبق من فضة، لمن يريدون تفتيته، ومن الناحية العملية، فإن المشهد صار واضحاً، فالجنوب مثلاً بات منطقة شبه مستقلة، إن لم تكن خارج سيطرة السلطة الرسمية تماماً، انتظاراً للاستفتاء، الذي سيجري في عام 2011 ، والذي من المؤكد أن يتم، في أعقابه، إعلان انفصال الجنوب الغني بالنفط رسمياً عن الدولة المركزية. المشكلة إذن ليست فقط في دارفور ، إنما أيضا في أخواتها، فهناك من ينتظر ليسير على النهج نفسه، في كردفان وجبال النوبة أيضاً، لتنفرط حبات المسبحة واحدة بعد الأخرى. اللعبة كبيرة، بل وكبيرة جداً، يدخل فيها التنافس الغربي المحموم على الثروات في السودان، والسعي الذي أصبح واضحاً في السيطرة على النفط، بعد أن بات هناك وجود قوي للصين والهند وماليزيا، تعتبره الدول الغربية تهديدا لمصالحها الحيوية هناك. دارفور التي كانت نقطة انطلاق لنشر الإسلام في أفريقيا، والتي ظل أبناؤها الأشداء يحرسون موكب الكسوة إلى الحجاز كل عام، تتحول هكذا هذه الأيام إلى شوكة يستخدمها الآخرون لضرب السودان، وتهديد كيانه المركزي. وبعد ذلك كله، يأتي أحد مراهقي اللعبة السياسية، ليضع بلاده وتاريخها رهناً لإسرائيل، مراهناً على أنها الحصان الرابح، غير مدرك أنه في النهاية سوف يتم الإلقاء به في نفس المكان الذي تم فيه إلقاء كل الذين لم يستوعبوا دروس التاريخ وعبره، والذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للآخرين في تدمير بلادهم. |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الأخ الغالي عبدالرحمن الهيلوم مشكور على المرور والتعقيب تحياتي واحترامي |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |