صرخة من قلب مخلص إلى قلباً حي
بربك قل لي كيـف تلهـو وتلعـبُ =وجُرحُ حِمانا غائـرٌ ليـس ينضُـبُ
أتهنـأُ حَقـاً والحصـونُ تهدمـتْ =وصار غُرابُ الخِزيِ فوقـك يَنْعـبُ
وساغَ لـك الأكـل الشهـي وأُسُنـا= يُهـزُ بِزلـزال الـعـدو ويُقـلـبُ
تبيتُ هنـيء البـالِ غيـرَ مُـرَوعٍ =وتغدو فسيح النفس تشدو وتَطْـرَبُ
وهذي يهود المكـر باتـتْ لِسُحقنـا =تُعِـدُ قُـواهـا خلفـنـا وتـهِّـبُ
إذا لاح وجه الصبح تطفـئ نـوره= غيوم تغطي الأفـق عنـا وتحجـب
فثارت شجون الكون قبـل شجوننـا =ودق فـؤاد الأرض للـذل يغضـب
وسالت دموع القهر والليـل ساكـن =وناحت طيور البحر والبحر يصخب
ودمدمت الصحراء والريـح لافـح =يدوي بأقطـاب النخيـل ويضـرب
وصاحت دماء في العروق من الأس =ىوقد مزق الأطفـال نـاب ومخلـب
ورددت البطحـاء رجـع صياحهـا =فخر لـه شـرق طعيـن ومغـرب
فكيف إذن تهـوى الحيـاة وظلهـا =وتأكل فيها مـا اشتهيـت وتشـرب
وهـذي أحابيـل الأعـادي كثيـرة =تقـام لنـا حتفـا رهيبـا وتنصـب
تداعى بناء المجـد بعـد حضـارة =أغار عليها الذئب والذئـب ينهـب
وصرنا لذل لم نعـش قبـل مثلـه =فكيف يطيب العيـش بعـد ويعـذب
وكيف أناجي فـي الليالـي أمانيـا =لدنيـا فنـاء عزهـا اليـوم يسلـب
أفق فالدجى ولى مع الأمسِ مدبـراً =ولاح نهار الجـد والجـد أصعـبُ
وودع فراش النوم وانفض خمولـه =ودنيا ظلال الـذل فالمـوت يقـربُ
وخض بفؤاد الصبر عاصفة الـردى =فخوض دواهيهـا أعـز وأصلـبُ
أفق من سباتٍ مل ذا الكون طولـه =فحولـك آلاف المـذابـح تـنـدبُ
فيا ضائعا فى التيه من غير مقصـدٍ =تعلق بركبِ النور فالتيـه مرعـبُ
فقد ضل من سارت خاه بـلا هـدى =وليس لـه بيـن الخلائـق مـأربُ.
للشيخ العلامة فريد الانصاري
التوقيع |
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.
قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.
اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين |