ثقافة الحوار الأسري
الأسرة هي حجر الأساس لبناء المجتمع و هي المؤسسة الأولى لإعداد الطفل و تنشئته تنشئة صحيحة ليكون عنصرا صالحا و يساهم في بناء مجتمعه و النهوض به لذلك أولى الإسلام عناية خاصة بها و سعى لإيجاد أسرة منسجمة لتقوم بالدور المكلفة به فوضع لها قواعد و نظم تسير عليها و حدد لكل فرد فيها واجباته , فالتعاليم الإسلامية خلقت جوا مناسبا و محيطا صالحا لنمو الطفل فكريا و عاطفيا و جسديا و سلوكيا و وفرت أرضا خصبة لتنشئة إنسان صالح قادر على مواجهة الحياة.
و من أهم أسس تربية الطفل إتباع أسلوب الحوار و الإقناع التي تخرج إنسان يستطيع التفاعل مع بيئته الإجتماعية و تلبي إحتياجاته النفسية و تعطيه الشعور بالحب و الأمان و الرضى عن نفسه و بذلك تتشكل لديه شخصية قوية و عقل مفكر سليم.
و ثقافة الحوار بين الأباء و الابناء تشيع الود و الإستقرار و تنمي الفكر و تقوي خبرته في الحياة كما أنها سكن للنفس و هدوء للأعصاب تعطي الطفل ثقة في النفس و تشعره بالطمانينة و تؤدي إلى التماسك الأسري وإيجاد الحب و التعاون و الإحترام المتبادل.
عندما يخطأ الطفل علينا بمحاورته و تنبيهه لخطأه أولا و شرح النتائج المترتبة على هذا الفعل و من ثم معاقبته عليه أن يستشعر الخطأ أولا ثم نعاقبه أو نسامحه و هذا راجع للوالدين و هذا الأسلوب متبع في أوروبا و لا يستعملون الضرب إلا نادرا , إن أسلوب الأرهاب و التخويف و القسوة يخلق إنسان ضعيف مهتز يلجأ إلى الكذب و الخداع.
إن الحوار مع الأبناء و الإستماع إلى آرائهم يدخل السرور و البهجة إلى أنفسهم و خاصة إذا كانت مصحوبة بالثناء عليهم و الحوار يزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم و عدم الشعور بالنقص و الضعف.
أتمنى من كل الآباء أن يطبقوا ثقافة الحوار في بيوتهم للخروج بجيل متفهم قادر على تحمل مسؤولية الحياة لان الآباء مسؤولون أمام الله عن أبناءهم و سيسألون يوم الدين
قال تعالى : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)سورة الفرقان
أرق و أعطر تحية