إذا حلَّ الصيف وبدأ السفر، فإن المجالس الاجتماعية تبدأ في الحديث عن بعض السفهاء الذين يسافرون إلى بعض الدول بقصد السياحة ثم يرتكبون خلال مدة اقامتهم أعمالا شائنة تدل على سفهٍ وبطر وقلة حياء وكفر بالنعمة، وبعض هؤلاء قد لا يكون ثريا إنما «شحتوت منحوت» لكن عقدة النقص لديه تدعوه الى إظهار أنه ثري وبطريقة فيها الكثير من السفه والبطر، فترى شبابًا بل رجالاً ناضجين يرتادون الملاهي الليلية في بعض المدن العربية، ترفيهًا عن أنفسهم ولكنهم لا يكتفون بارتياد الملاهي، بل يقوم نفر منهم في لحظة انتشاء وتفاخر بأخذ كمية كبيرة من العملات الورقية سواء الدولار أو عملة البلد نفسه ووضع تلك الكمية على رأس المغنية أو الراقصة أو القيام بعمل طوق واسع من النقود بعد تدبيس الورقة النقدية في أختها ووضع الطوق الغالي في عنق الفنانة، وربما بلغ الترف والبطر بأحدهم الى حد رفس كمية من النقود مجموع قيمتها بالمئات أو الآلاف بقدمه التي تشبه قدم حمار صغير أو كبير حتى تتطاير النقود على كراسي حضور الملهى وهو سعيد بما فعل، وربما طلب أحد السفهاء من الفنانة بعد وضع الطوق النقدي في عنقها توجيه تحية الى وطنه الكريم فتسمي الفنانة ذلك الوطن وتحييه حسب طلبه فيكون ذلك السفيه قد فضح نفسه ووطنه الذي ينتمي اليه وصوَّر إخوانه في الوطن أنهم مثله في السفاهة مع أنه لا يمثل إلا نفسه ولكن الناس تشهد بما تراه والماثل أمامها نموذج غير مشرف لأي وطن ولا اعتقد ان وطنًا من الأوطان يمكن له الفخر بأمثال هؤلاء السعادين!وأقول لهؤلاء وأمثالهم من السفهاء البطارى إنكم إن كنتم أثرياء فابشروا بالفقر ولو بعد حين لقاء كفركم بالنعمة وان كنتم تدعون الثراء فإنكم سوف تزدادون فقرا وحاجة الى الناس، وإن ارتكب ثري بإصرار مثل تلك الأعمال ثم لم يعاقب في الدنيا بالفقر والنوائب في صحته وماله وولده فليحذر من هذا الامهال الرباني لأنه قد يدل على غضب شديد والله الهادي الى سواء السبيل!
منقوووووووووووووووووووووول