الشاعر محمد ولد الطالب
في رائعته
الشاعر الفخر
رهينَ قيود الروم يلهو بك الغدر=ولا فدية ترجى ولا صولة بِكر
خلعتَ على الأوجاع ناشئة الدُجى=وأجهَشتَ بالأشعار فانتشر العِطر
وقد علمت حمدانُ انك سيفُها=وفارسُها المغوار والشاعر الفخر
سددتَ عيون الشمس حتى تغيَّبت=فقامتك الفرعاء من دونها سَتر
وأُفـْرِدتَ في زنزانةٍ لامؤازِراً=ومن أين تأتيك المواساةُ والأزر
ولم تقف الجدران بينك والرؤى= نديماك فيها كبرياؤك والشِعر
ومن كل فجٍ ترقبُ الفجر طالعاً=وعن نظرات القدس قد حُجب الفجر
ودجلةُ ترنو للفرات كئيبة=قد اقتسما حزنا وماؤهما مُرّ
وتلك مياه النيل ساموا مذاقها=فلم يَنجُ لا بحرٌ لدينا ولا نهر
أبا الفخر لا أسرٌ شربتَ به النَـَوى=ولكن اسرَ الحُلم فينا هو الأسر.