الوطن س / أثار وجود عدد من الجنود الأمريكيين أمام صاحب دكان متخصص ببيع المواد البلاستيكية تساؤلات زملائه في سوق الشورجة ببغداد، وبعد أن تردد الجنود عليه، كشف عن سر ترددهم على دكانه، حين أخبر زملاءه بأنهم يطلبون منه تزويدهم بأكياس من النايلون الأسود بطول مترين للكيس الواحد.
ونظرا لعدم توفر أكياس لديه بتلك المواصفات طلب منهم منحه مدة قصيرة لغرض توفيرها بعد أن أدرك سبب استخدامها.
صاحب الدكان بكتمان أسرار عمله لا يفضل الحديث عنه إطلاقا عملا بالقول المأثور "اقضوا حوائجكم بالكتمان" ونزولا لإلحاحنا بالسؤال عن سر تلك الأكياس قال" إنهم يستخدمونها في تكفين موتاهم".
وعن أعدادها والكمية التي باعها، اجل الحديث في هذه التفاصيل مشيرا إلى توجيه أسئلتنا للأمريكيين في حال حضورهم لتسلم بضاعتهم. وأكد أن " الأسئلة بدأت تزداد علي هذه الأيام إلى الحد الذي جعلني التزم الصمت خشية أن أتعرض لمساءلة من قبل الأمريكيين".
ونفى أن كان الجنود منعوه من الحديث عن مهمته، لكنه أشار إلى صعوبة إقناعهم بالسعر، لأنهم" يعتقدون أننا نفرض عليهم أسعارا باهظة على كل حاجة يودون شراءها".
سيل من الأسئلة وجهناها إلى صاحب الدكان تتعلق بمدى تأييده للعمليات المسلحة ضد الجنود الأمريكيين التي تضاعف الطلب على بضاعته, وان كان يتابع ما يحصل من أحداث ليوفر الكميات المطلوبة من أكياس النايلون السوداء. و أثناء طرح الأسئلة استغفر ربه واعترف أخيرا بأنه أصبح "يبيع الأكفان للأمريكيين لحفظ موتاهم على طريقتهم الخاصة التي تختلف عن أكفان الآخرين".
أسرار صاحب الدكان أصبحت شائعة هذه الأيام في سوق الشورجة وبرغم حرصه على كتمانها وامتناعه عن كشف هويته في حديثه معنا، إلا أنه يرى من المناسب عدم التحدث عن الأموات مهما كانت جنسياتهم.
منقول