![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المبادرة أو إبداء الاستعداد لدفع الحساب في مطعم أو مقهى من الصفات الظاهرة في الشخصية العربية… نسبياً، خصوصاً إذا ما قارناهما بأجناس أخرى. تلتم مجموعة من الشبان على طاولة مقهى يتسامرون فإذا وصلت الفاتورة تحولت إلى مصدر للخلاف، وعلى درجات مختلفة تبدأ من الاعتراض الشفهي المتعدد الطبقات الصوتية إلى ذروة استخدام الأيدي، مروراً بالأيمان والحلوف ورمي الطلاق على زوجة بعيدة عن المشهد، ربما تكون بحاجة ماسة إلى مصروف يومي! يُنظر إلى هذا المشهد المتكرر على أنه صورة من صور الكرم العربي!!! يندهش لها آخرون، ومن العجب أن صورة الكرم وسمات شخصية الكريم في الثقافة العربية تركزت حول ما يصل إلى الجوف خصوصاً، والمادة عموماً، وقليلاً ما يُنظر في هذا الشأن إلى الجانب المعنوي أو التعاملي، فهذا الذي استلّ محفظته بفروسية، لإكرام أصحابه بدفع الحساب ليس هو بالضرورة أكرمهم تعاملاً أو أكثرهم وفاءً للحقوق التي هي أولى وأحق للمبادرة، بل قد يكون هناك فَرْد من هذه المجموعة هو أحوج ما يكون إلى قيمة الفاتورة، ليحفظ ماء وجهه، ولن يلتفت أو يسأل أحداً! في مثل هذه المواقف المتكررة أفتش عن “الأنا” ودرجة أثرها في إخراج هذه الصورة اليومية… فهل لكون المشهد جماعياً تدفع “الأنا” صاحبها إلى الإصرار على مثل هذا التصرف؟! واللافت أن هذه المواقف ربما تحمل مؤشرات تتنافى مع الصفات الكريمة وحسن الخلق في التعامل، عندما يصل الأمر إلى اشتباك بالأيدي والتدافع لتصبح غالبية أفراد المجموعة “كمبارس” في مشهد كوميدي يجذب أنظار كل المتواجدين في المكان، مع أن الجميع – تقريباً - قام أو سيقوم لاحقاً بدور فيه. والأمر ينطبق على تقديم الآخر عند الدخول إلى مكان أو الخروج منه، تكريماً له، لدرجة تصل الحال ببعضهم إلى جر الثياب والدفع بالأيدي، مثله مثل مشهد تكريم الضيف بالجلوس في صدر المكان، يمكن سحبه سحباً، على رغم أن كثيراً منا يردد: “إكرام النفس هواها”. لا أشك لحظة أن هناك دافعاً نبيلاً من تصرفات كهذه، لكن الطريقة تَحْرِفه عن مساره وتحيله إلى مشهد مؤذٍ، وهو لو تحّول في صورته الساخنة المترعة بالإثارة والعنفوان إلى الكرم بمعناه الشامل في التعامل الحسن وحفظ الحقوق ومساعدة المحتاج المتعفف الذي قد يكون جالساً وسطنا، ونحن لا نريد أن نعلم! لكننا مجتمعياً في حال أفضل، والإشارة واجبة إلى تحول لطيف عند الأكثر تعليماً وأدباً جعل هذه المواقف أخفّ وطأةً وأكثر سلاسةً، يقوم أحد أفراد المجموعة من مقعده بعذر الذهاب للاغتسال ويرتب مع إدارة المكان تسديد الحساب، وأصدقاؤه منهمكون في الحديث، بعض آخر، وهم قلة، يحدّدون وقت انصرافهم للاغتسال مع قدوم الموظف حاملاً الفاتورة فيريحون ويستريحون. م ن ق و ل بتأييد |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |