الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > تاريخ قبائل الجزيرة العربية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: اصحاب اللنميمه (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: مدح في قليلة شمر (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: منهم العرب الان هم السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: نسب بعض الاسر من شتى القبائل العربيه (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 29-Aug-2007, 11:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سنعوس
عضو
إحصائية العضو







سنعوس غير متواجد حالياً

افتراضي معركة وكون الصريف

ياليت اللي يعرف عن معركة الصريف يخبرنا وقعت بين من ومن

مع العلم انها يقولون اكبر معركة حصلت بنجد

وياليت تفيدونا عن هالمعركة الكبري


وشكرا

سنعوس















رد مع اقتباس
غير مقروء 30-Aug-2007, 01:32 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طنيان
عضو فضي
إحصائية العضو






طنيان غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا البحث منشور في مجلة العرب (س 26) - رجب / شعبان 1411هـ .. معركة الصريف

كنت في زيارة لسمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ، وكان الحديث عن أداة الواجب في زيارة الأقارب وشبههم وحق الكبير ، وورد الحديث عن حق كبيرة من قريبات سموه ولدت منذ وقعة الصريف . وحدث النزاع هل كانت الوقعة عام 1318هـ أم عام 1319هـ فدلفت إلى مكتبة سموه وكان أقرب مصدر يواجهني كتاب " شبه الجزيرة " لخير الدين الزركلي وإذا به يقول ( يوم 17/11/1318هـ) فاز ابن رشيد – يعني في وقعة الصريف - وانهزم ابن صباح إلى الكويت بمن بقي حياً من رجاله ) (1) .
ثم قال : ( وجاء أبوه الإمام عبدالرحمن بعد هزيمة الصريف فاستقبله عبد العزيز على أبواب الرياض . واتفقا على العودة إلى الكويت بمن معهما ) .
قال أبو عبدالرحمن : وأنكر سمو الأمير عبدالرحمن بإصرار وقطع أن يكون الإمام عبدالرحمن جاء للرياض بعد وقعة الصريف عام 1318هـ أثناء حصار عبد العزيز للرياض .
وسموه أعلم بأحوال جده وتاريخ أسرته .
وقلت في نفسي : إذا كانت معركة الصريف تاريخاً قريباً ، وكان المؤرخ كالزركلي قريباً من المصادر الموثوق بها ومع هذا يحصل الاختلاف : فإن قضايا التاريخ فيما قبل ذلك ستستخلص بالمناقيش إن أسعفت !!
وهالني أن أجد أكثر من أختلاف في هذه المعركة .
وقد أسفرت مراجعاتي العاجلة عن عدة تساؤلات لحوحة :
ما هو خط سير الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من هزيمة الصريف ؟
ومتى وقعت هذه المعركة ؟
وما هي القصة الكاملة لحصار الملك عبد العزيز رحمه الله جميعهم الرياض للمرة الأولى عام 1318هـ .
وكم هو عدد جيش الفيئتين في معرك الصريف ؟
وكم هم رفاق عبد العزيز في حصار الرياض ؟
وأين هو حضور الرواية الشفهية ، والشعر العامي ، والوثائق في التاريخ النجدي ؟
ولماذا يحصل الاختلاف في تاريخنا النجدي الحديث وهذه الأحداث تروى مشافهة عن معاصريها المصطلين بها ؟
وأذكر الوثائق لأنني رأيت التاريخ النجدي في حيص بيص عن الحادثتين الآنفتي الذكر ، ولم أجد تاريخاً دقيقاً باليوم والساعة عن إحدي الحادثتين ككتاب " العلاقة بين نجد والكويت " لخالد السعدون " .
فقد حدد خروج الحملة من الكويت بشعبان سنة 1318هـ ، وذلك يوافق 22 ديسمبر 1900م .
قال أبو عبدالرحمن : يكون اليوم يوم السبت الموافق 30/8/1318هـ وهو أول يوم من فصل الشتاء .
ثم تحركت الحملة من حفر الباطن مجتازة الدهناء والباطن وحتى وصلت القصيم في 12 فبراير 1901م وذلك يوافق يوم الثلاثاء الموافق 22/10/1318هـ .
وحدد المعركة بالسبع عشر من مارس 1901م .
قال أبو عبد الرحمن : وذلك يوافق يوم الأحد الموافق 26/11/1318هـ، ويكون فصل الشتاء قد انسلخ وأقبل فصل الربيع (2).
وحدد عودة مبارك الصباح إلى الكويت بشهر ذي الحجة من العام الموافق 31 مارس 1901م (3).
قال أبو عبدالرحمن : وذلك يوافق يوم الأحد 10/12/1318هـ وما تأتَّتْ هذه الدقة إلا بالله ثم بمراجعة الوثائق من خطابات وتقارير زين بها حواشي كتابه .
وعندما أذكر الوثائق لا أعني أنها مسلم لها بإطلاق بل هي قابلة للتمحيص ثبوتاً ودلالة لا سيما أن كانت بعيدة عن مكان الحادثة .
فعلى سبيل المثال : ( تقرير وكيل الأنباء المقيم في الكويت ) من مصادر السعدون ، ولكن لا نسلم تفصيلاته المنافية للمشهور من تفاصيل المعركة لبعده عن مكانه الموقعة .
ومن أوهام ذلك التقرير أ، المعركة التحمت من شروق الشمس إلى ما قبل الغروب (4).
والواقع أنها التحمت من زوال الشمس إلى الغروب ، وحددت بخمس ساعات .
ومن أوهام ذلك التقرير دعوى أن مبارك الصباح وجه عبدالعزيز في شوال من القصيم لفتح الرياض (5).
والواقع أن عبدالعزيز اتجه من غدير الشوكي (6).
لقد ذكر هذه الوقعة ابن ناصر في ذي القعدة ، وذكر أن عبد العزيز استأذن والده في الهجوم على الرياض وهم في طريقهم إلى الصريف في غدير الشوكي (7).
وذكر خالد الفرج أن عبد العزيز طلب من مبارك قوة يسير بها نحو الرياض ليفتحها ، وأنه سير معه من الشوكي مقدار ألف رجل (8) .
ويضيف محمد صبيح أن مبارك بن الصباح أوفد عبدالعزيز لكي يطوف بقبائل نجد ويثيرها على ابن رشيد (9).
قال أبو عبد الرحمن : هذا التعليل ادعاه بعضهم تعليلاً لأحداث عام 1319هـ عندما استولى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – على الرياض نهائياً .
ولا أرى هذا التعليل للحدثين أو أحدهما صحيحاً لأن عبد العزيز ليس رجل شرطة لابن صباح ، وإنما طموح عبد العزيز إلى تغيير الواقع نهائياً لتتحد الأمة على راية واحدة كما اتحدت على قبلة واحدة ، وطموح إلى إعادة هذه الوحدة التي كانت تاريخاً لسلفه .
يظهر من سياق الأحداث في الشوكي أنه لم يكن في برنامج مبارك بن صباح تجنيد ابن سعود لفتح الرياض ، وإنما اصطحب آل سعود ليتقوى بقبائلهم والموالين لهم وليفيد من ثقلهم التاريخي .
أما أهل القصيم فكان في خطته احتلالهم للقصيم ليتقوى بهم على ابن رشيد من جهة ، وليضعف ابن رشيد من جهة أخرى حيث لن يكونوا من صفه .
وبهذا تصحيح التحليلات التي جعلت محاصرة الملك عبد العزيز للرياض في برنامج مبارك مسبقاً .
قال عبد العزيز الرشيد عن القبائل والزعماء الذين كوَّن منهم مبارك جيشه : ( رأى مبارك أن يعاجل ابن الرشيد في عقر داره لئلا تكون له فرصة يستعد بها ، فسافر إليه بجبش عرمرم ضم كثيراً من العربان كمطير والعوازم والعجمان وعريب دار والمنتفك والمرة وبني هاجر وثلة من الظفير ونحو ثمان مئة مقاتل من أهل الكويت ، وكان مبارك هو القائد له بنفسه ، وفي معيته حمود وخليفة وصباح بن حمود من آل الصباح ، والإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود وابنه عبد العزيز سلطان ند وآل سليم أمراء بريدة ، وبعد خروج الجيش تبعه سعدون السعدون ايضاً )(10).
ثم قال معللاً مصاحبة آل سعود وأهل القصيم لمبارك : ( وكان الغرض من مسير عبد العزيز السعود وآل سليم وآل مهنا هو احتلال الرياض وعنيزة وبريدة لاشتغال ابن الرشيد بخصمه وقد نجحوا في خطتهم بادئ الأمر فإن آل سليم دخلوا عنيزة ، واحتل آل مهنا بريدة وذهب عبد العزيز إلى الرياض وقبض عليها بمخلبه ، غير أن أميرها عبد الرحمن بن ضبعان تحصن في قصرها واعتصم بحماه فشرع إذ ذاك ابن السعود في حفر خندق يتصل إلى القصر لينسفه به نسفا بعد أن يملأه باروداً ، ولما لم يكن بينه والقصر إلا أذرع قليلة بلغه آنذاك هزيمة مبارك ومن معه في حادثة الصريف ، فاستعجل بخروجه من الرياض قبل أن يشعر بالحقيقة أحد وهكذا كان خروج من دخلوا عنيزة وبريدة فاتحين ) (11).
وعندما أقول : ليس تجنيد مبارك لعبد العزيز لاحتلال الرياض في برنامجه مسبقاً فإنما أقول ذلك لأن منطقة الرياض بعيدة عن منطقة المعركة التي قدر أن تكون حول بلد ابن رشيد أو في القصيم فمصاحبة الجند الذي سيصبح مباركاً أعظم غناء من ثلمه يفرقه تفتح الرياض، وإنما حصلت القناعة أخيراً لمبارك في الشوكي لما رأى جيشه عرمرما .
كم أن مجرى الأحداث في الشوكي دل على أن محاصرة عبد العزيز للرياض ليست في الخطة مسبقاً .
وأما الإمام عبد الرحمن وابنه عبد العزيز فما خرجا مع مبارك وجمعا أعوانهما إلا بهدف استرجاع التاريخ السعودي ، ولهذا كتب لاإمام عبد الرحمن لنقيب البصرة في شهر ربيع الثاني سنة 1318هـ قبل خروج الحملة الخطاب التالي : ( ما يخفى شريف علمكم قدم خدماتنا للدولة العلية ، أدامها رب البرية ، من وقت الآباء والأجداد ، وتعديات ابن الرشيد على بلداننا وعشائرنا وظلمهم إياهم وهو ليس له حق في ذلك ، وبمقتضى تعدياته وظلمه أكثر علينا أهل نجد الإلحاح أن نتوجه لأجل استنقاذهم من يده ، وتوجهنا لذلك ، فنرجوا من تفضلاتكم أن تسترحموا لنا من حضرة والي ولاية البصرة أن يكتب لابن الرشيد أن لا يتعرض لنا ولا يحرك أحداً من عشائره علينا حذراً أن تقع فتنة قتل ومقتول وسفك دماء المسلمين، وهو السبب في ذلك ونحت خدام الدولة قديمين ، وعلى هذا عهد الله وميثاقه أننا لا نزال نؤدي الخدمات اللازمة لحضرة أمير المؤمنين ، أدام الله مجده وعزه ، ونحمي أتم المحاماة على جميع أطراف الدولة العلية الأحساء والقطيف وعشائرهما .. الخ ) (12).
قال أبو عبد الرحمن : واتحاد هدف ابن صباح وابن سعود على حرب ابن رشيد لا يعني تعليل أسباب الحرب وبواعثها بأهداف مشتركة .
فالأسباب لحرب الصريف نتيجة هدف قديم لدى مبارك وهو طموحه للسيطرة على نجد ، ونتيجة حدث معروف وهو لجوء يوسف آل إبراهيم إلى حائل.
ويوسف هذا خال محمد وجراح أخوي مبارك الذين قتلهما مبارك نفسه .
ويشرح مقدمات الصريف مؤرخ الكويت عبد العزيز الرشيد فيقول : ( [i]يقال إن يوسف في أثناء ما كان يستنجد بابن ثاني في قطر على عزو مبارك كان أيضاً يستنجد بمحمد آل رشيد في حائل ، وأن محمداً تظاهر بالميل له بإجابة طلبه . ولا يبعد أن يحصل هذا من محمد ، فإنه كان يضمر لمبارك كرهاً شديداً لا لشيء إلا لأن مطامعه كانت تزاحم مطامعه ونفسه لا تصغر عن نفسه وآماله العظيمة تضيع في فضائها آمال محمد ، فكان مبارك يطمح إلى فوق ما يطمح إليه من نفوذ الكلمة في البادية في نجد . وقد أحس بذلك منه أيام أخويه عبد الله ومحمد بل زاد الطيب بلة أن مباركاً قتل جملة من تجار أهل حائل خفية بعد أن خرجوا من الكويت ببضائعهم وبعد أن بعدوا عنها .
ولم تخف الخافية على محمد وإن أخفاها مبارك .
ويدلنا على ما كان يضمره له من الكراهية استنكاره عليه قتل أخويه بكتاب شديد اللهجة حاد التأنيب . وهما يكن فقد قيل : إن محمدا أوشك أن يهم بتجهيز الجيش لغزو الكويت من الشمال في الوقت الذي هم ابن ثاني بذلك من الجنوب ، ولكن بمعاجلة المنية للأول ، وبكف الحكومة للثاني وقع عن ظهر الكويت ومبارك حمل ثقيل .
وعندما حضرت محمد آل الرشيد الوفاة سنة 1315هـ في رجب أوصى خلفه عبد العزيز بالتيقظ لمبارك ، وحضه على التنبه له ، وعلى مقاومته بكل ما في وسعه .
وقال لـه : إنه هو الذي قتل تجار أهل حائل الذين خرجوا من الكويت وهو العدو اللدود لآل الرشيد عموماً . أوصاه بذلك ونحن نعلم أن عبد العزيز ليس في حاجة إلى من يوصيه ، وقد علم ما تنطوي عليه نفس مبارك الكبيرة من المطامع والآمال .
يعلم عبد العزيز أن مباركاً هو الشبح المخيف في جزيرة العرب ، وهو الرجل الوحيد الذي إن ترك وشأنه قوض منها خيام كل أمير ورماه بما ينزل من حالة عزه إلى الحضيض الأسفل بما له من همه وإباء ، وماله من عزم وحزم لإخماده ، يعلم ذلك منه علم اليقين ، فكان من جرائه لا يزال يترصد الوقت المناسب لإخماد أنفاسه ومحو اسمه من ظهر الأرض.
أما مبارك فمع آماله البعيدة لم يفته ما كان يجول في خاطر عبد العزيز آل الرشيد نحوه فكان لا يفتا ينظر إليه بعين الحذر ، ويراقب حركاته عن كثب ، ويود معالجته بما يخضد شوكته ويقطع شأفته .
غير أنه ظل تلك المدة الطويلة بعد وفاة محمد آل الرشيد وهو ملازم للهدوء والسكون ، ولم تبد منه حركة ضده ، وما ذاك إلا لأن أمامه من هو أولى بالاهتمام أمامه عدو ماهر ، عدو قوي قريب ، نوع عليه المشاكل وأكثر عليه التهم والأختلافات ، أمامه يوسف آل إبراهيم البلاء المنزل ، والصاعقة المحرقة ، الذي لم يدع له وقتاً يتفرغ فيه لسواه .
إذاً فلا غرابة إذا ما رأينا مباركاً أعطى ابن الرشيد أذُنا صما ، واشتغل بيوسف دون إلى أن أبطل كل حيلة قام بها لاأخير ، ونقض كل غزل قد فتله .
هناك رأى رأي الوقت قد حان لتنفيذ خطته سيما وقد علم أن يوسف حلق بجناحيه إلى حائل لإغراء ابن رشيد على حربه ) (13)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إذن لم يخرج مبارك في الصريف ليرد أجزاء من الجزيرة لآل سعود ولم يخرج آل سعود مع مبارك مجرد جنود لتحقيق حلم مبارك بالسيادة في الجزيرة .
فهدف عبدالعزيز ما أسلفته من إعادة التاريخ السليب المشرق ، وتحقيق نعمة الأمة في الوحدة .
والأحداث فيما بعد أوضحت طموحات مبارك في نجد ، وأنه يريد ابن سعود عاملاً له وظلاً ، والحق التاريخي لعبد العزيز يأبى ذلك . قال عبد العزيز الرشيد : ( يقال إن مباركا هو المبتدئ ، بالعداء ، وذلك لأنه عقد اتفاقاً مع خصم ابن سعود اللدود عبد العزيز الرشيد ، في شوال 1323هـ على يد خالد باشا العون في زيارته للكويت تلك السنة ، وكان من جملة مواد الاتفاق أن مباركا يلازم الحياد فيما يدور بينه وبين ابن سعود من الحروب ، ويتبنى في ذلك الاتفاق فوز ابن الرشيد وانتصاره على عدوه . وتلا هذا أن مباركاً كتب إلى ابن الرشيد يحرضه على غزو ابن سعود وأفهم أهل نجد بتخليه عن نصرته . وقد تبع هذا أيضاً الدور الذي مثله مبارك في الوقت الذي تقرر فيه اجتماع الوفد التركي برئاسة السيد طالب باشا النقيب بابن سعود في الكويت للبحث معه بشأن القطيف والإحساء بعد احتلال ابن سعود لهما فإن مباركاً عارض أولاً عقد المؤتمر في الكويت ، ثم اجتمع ثانياً بالوفد التركي وأخذ يشرح له نبذاً من أعمال ابن سعود المختلفة . يعني المخالفة لمصالح الدولة ، وأبان له غلط الحكومة العثمانية في تقديرها قوة ابن سعود بأكثر مما تستحق ، وتأسف لكون الحكومة لم تفوض إليه عقد الصلح معه ، وقال : لو أنها فوضت إلي ذلك لأجبرته على الخروج من الأحساء والقطيف .
ثم أخذ بعد هذا الخداع يحذر ابن سعودأيضاً من الإصغاء إلى مطالب الوفد ، وقبول شروطه ، ويضعف قوة الحكومة العثمانية أمامه .
ويقال : إن مباركاً لم يمثل هذا الدور إلا بدافع من انكلترا التي ترى في اتفاق ابن سعود مع الأتراك ضرراً على سياستها في الجزيرة وإزهاقاً لأملها بالاتفاق معه سيما وقد أخذ نفوذه يمتد إلى قلب الجزيرة .
وكان آخر الأدوار التي مثلها مبارك على مسرح المكر الدور الذي قام به في تجهيز ابنه سالم ومن معه من آل الصباح إلى الإحساء نصرة لابن سعود على العجمان ، فقد سيره بجيش عرمرم في رمضان سنة 1333هـ وقال له : إني لم أرسلك لقتال العجمان ولا نصرة حقيقية لابن سعود . وأنا جهزتك صورة أمام الناس ، ثم حذره أشد التحذير من الاشتباك مع العجمان في قتال . وقد علم ابن سعود بذلك ، بل علم بلوم مبارك الشديد لسالم بعدما سار إلى ساحة الوغى وبعدما اشتبك مع العجمان في بعض الوقائع فقد قال له في عتابه : قد نهيتك فلم تنته وحذرتك في تسمع . أنت لست تابعاً لابن سعود ولا هو بأفضل منك وأكبر ، فإياك إياك أن تعود لمثل ما عملت فمثل هذا التلاعب يضطر ابن سعود إلى التغير على مبارك)(14).
وذكر أبو حاكمة إضافة إلى ذلك مسألة الحدود وهي جزء من طموحات مبارك . قال : ( ولكننا ذكرنا أن الشيخ مباركاً كان يطمح أيضاً في أن يصبح سيد الجزيرة ، إذن كان طبيعياً أن تصطدم المصالح بين الأميرين على الرغم من وشائج القربى التي تربط آل صباح وآل سعود .
ولعلنا نذكر في هذا المقام سبباً قيد تحركات ومن ثم تطلعات مبارك فيما وراء ما صار يعرف بحدود الكويت ، وذلك السبب هو أن الانجليز منذ أن عينوا أول معتمد سياسي لهم بالكويت جعلوا منه رقيباً على تطلعات مبارك ، وحدوا من معاداته لجيرانه في الشمال والغرب من الكويت أو جنوبها ، سواء كان الحاكم من آل سعود أو من آل رشيد . وكانت هذه سياسة تقليدية لحكومة الهند البريطانية منذ أن عقدت معاهدة1820م مع الساحل المهادن والبحرين ومسقط ، إذ كان هم تلك السياسة هو المحافظة على الأمن والسلم في مياه الخليج ، وليس على سواحله البرية ، أي الاقتصار على البحر دون البر )(15).
ونعود إلى أوهام الوثائق فمن أوهامها ما نقله ( فاسيلييف ) من أن الجيش الكويتي حقق نصراً وتمكن من الاستيلاء على الرياض نفسها .
ومن هناك تحرك مبارك ظافراً نحو حائل (16)
قال أبو عبدالرحمن : وعمدته تقرير بعيد عنالحوادث وهو ( آداموف) قنصل روسيا في البصرة .
وما مر مبارك بالرياض ولا حائل (17)
وقال ( ج . ج سلدانها ) عن مبارك : ( غادر الكويت أخيراً في بداية شهر فبراير تاركاً وراءه ابنه جابر ليشرف على إدارة البلاد ، وقد اصطحب معه عبد الرحمن بن فيصل ، وعبد العزيز بن عبدالرحمن ، وعدداً كبيراً من رجال القبائل الذين وقفوا إلى جانب عبدالرحمن. وفي 12 فبراير وردت التقارير بأنهم وصلوا على مسيرة يوم واحد من الرياض ، وقد تم الاستيلاء على هذه المدينة في حوالي منتصف شهر فبراير وعرضت جميع قبائل نجد الاستسلام ، وتم تعيين الشيخ عبد العزيز بن فيصل حاكماً على الرياض ، وكذلك طلب السلام أبناء الشيخ حمود أقارب ابن الرشيد .
ومن الرياض زحف الشيخ مبارك إلى حائل والتقى بابن الرشيد في معركة ، ولكنه هزم هزيمة نكراء ، ووردت التقارير تفيد في باديء الأمر بأنه قتل ، وعندما سمع وزير الخارجية بذلك أمر بضرورة توجه ( الكولونيل كمبول ) على الفور إلى الكويت للتأكد من الحقائق ، وإذا صدقت هذه الأنباء فعليه أن يرسل تقريراً عنها ، واقترحت البرقية المرسلة من قنصل بريطانياً في البصرة إلى السير ( ن . أكنوز ) إبرام اتفاقية مع جابر الذي كان يرجح أن سيخلف مبارك إذا كان قد قتل بالفعل .
وقبل أن يتوجه الكونيل ( كمبول ) إلى الكويت وصلته أنباء تفيد بأن مباركاً عاد إلى الكويت في 31 مارس ، وتوجه الكولونيل ( كمبول ) إلى الكويمت يوم 31 مارس على ظهر السفينة ( لورانس ) وأجرى حديثاً مع مبارك . وقد قدم له الشيخ تقريراً يشوبه الارتباك عن القتال ، وكان يريد منه أن يصدق أنه هزم ابن الرشيد ، ولكن الكولونيل ( كمبول ) يلاحظ : ( أما بالنسبة لتقرير الشيخ مبارك عن القتال فلا يمكن تصديقه ، وليس هناك أدنى شك في أنه تلقى ضربة قاسية ، وتقطع كل الاحتمالات بأن قواته دحرت وتفرقت . وإليكم هذا التقرير عن القتال الذي حصلت عليه أثناء وجودي في الكويت عن طريق مصدر أثق تماماً في صدقه وأمانته : وبعد أن توغل مبارك حتى بلغ الرياض والعارض يبدو أنه حصل على وعود بالمساعدة من بعض القبائل البدوية التابعة لأمير نجد ، وأنه تفاهم مع ربيعة (؟) رئيس عنيزة الذي وعده هو وأهالي بريدة بمساندته في حالة الضرورة .
وهكذا تشجع واتجه نحو حائل ومعه 5000 رجل ليس من بينهم البدو التابعون لابن الرشيد الذين انضموا إليه، وعندما وصل إلى موقع غير بعيد عن حائل ، هاجمه أمير نجد في 25 من ذي القعدة الموافق 17 مارس.
ويقال إن القتال استمر لمدة ساعة ونصف فقط وحاقت الهزيمة بالشيخ ، وهنا سارع بدو نجد الذين كانوا مع الشيخ مبارك إلى الانقضاض على معسكراته ونهبها .
وتبعه الأمير ليواصل مطاردته ولكنه كف عن ذلك عندما رأى ربيعه (؟) على رأس 400 فارس قادمين لمساندة الشيخ مبارك ، ثم توجه ابن الرشيد إلى بريدة ، حيث يقال إنه ألقى القبض على ربيعة وقتله هو وابنه ، وفرض على المنطقة غرامة مقدارها 30.000 دولار . ويقال إن عدد القتلى من جانب مبارك كان مرتفعاً للغاية حيث قتلى حوالي 2.000 أثناء القتال وهلك الباقون في الصحراء . بينما يقال إن عدد القتلى في جانب الأمير لم يزد عن 400 قتيل من بينهم شقيقه طلال ،واثنان من أبناء عمومته وبعض رجاله البارزين ، وكان من بين القتلى أيضاً شقيقه حمود وابن عمه خليفه بن عبدالله صباح.
ومن الصعب الإطمئنان إلى صحة هذه البيانات ولكنني اعتقد أنها أكثر صدقاً من التقرير الذي قدمه الشيخ مبارك بهدف أن يخفي في طي الكتمان حقيقة الكارثة التي حلت به وهو ما سنعرض له فميا بعد .
وصل مبارك إلى الكويت في 31 مارس ولم يرجع معه في وقت زيارتي إلى الكويت إلا 103 من مجموع الرجال الذين خرجوا معه في البداية ويقال إن عددهم بلغ 1200 .
ويقال إن عبد الرحمن بن فيصل موجود في الكويت رغم أن مبارك أخبرني أنه خارج المدينة . بينما يقيم الشيخ سعدون مع حوالي 700 رجال في مخيم على بعد حوالي 10 أميال من الكويت ) (17)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::
قال أبو عبد الرحمن : أوهام هذا السياق دعوى احتلال الرياض ، والواقع أنه لم يحصل للرياض احتلال بالكامل ، ولم يصل مبارك إلى الرياض قط وإنما حاصر الرياض عبد العزيز كما مر ، وكما سيأتي بناء على كتب التاريخ المحلي والرواية الشفوية .
وبرقية وكيل بريطانيا السياسي في البحرين إلى المقيم البريطاني في الخليج ، وتقرير وكيل الأنباء المقيم في الكويت هما اللذان بنى عليهما خالد محمود السعدون تاريخه لمراحل الحملة فيما أسلفته من كلامه ، وهو الموافق في جزئياته للتاريخ المحلي والرواية الشفوية .
وأما أن الحملة وصلت على مسيرة يوم واحد فذلك تقدير مقارب لأنهم وصلوا إلى الشوكي في طريقهم إلى القصيم ، ولم يكن ذلك في 12 فبراير بل ذلك تاريخ وصول الحملة إلى القصيم .
ولم يصل مبارك إلى حائل بل كان منتهاه الطرفية ، وفيها استقر كما استقر ابن رشيد في الصريف وكان الحرب بين هذين المكانين .
وفي كلام ( ج . ج سلدانها ) ما لم يفهم بعدوهو قوله : وكذلك طلب السلام أبناء الشيخ حمود أقارب ابن الرشيد .
ومما لا يفهم ولا يعلم كلامه عن ربيعة شيخ عنيزة ؟!
ومن الأوهام جعله المعركة قرب حائل .
ومصدر ( ج . ج سلدانها ) يثق به تماما مع أنه في موضع آخر شكك في صدق بياناته . ولم يذكر هوية ذلك المصدر وإنما ذكر أنه حصل عليه أثناء وجوده في الكويت . والأرجح أن هذا مصدر شفوي من فلول الهزيمة تتناقل الأخبار من شاهد عيان ، إلى راوٍ غير واعٍ لما روى ، إلى ثالث عنده شهوة السمر بالإضافة والنقص . ولهذا جاء التقرير منافياً للواقع في جزئياته كما اسلفت تفصيله ، وجاء في هذا التقرير أن جيش مبارك خمسة آلاف ، وأن القتال استمر ساعة ونصف فحسب . ويظهر من تقارب الصياغة للأحداث الموهومة أن مصدر ( آداموف ) قنصل روسيا في البصرة ومصدر ( ج . ج سلدناها ) إشاعات شفوية واحدة .
وقال يوسف حمد البسام : ( في أوائل سنة 1318هـ قام الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد بحشد قواته مستعداً للحرب ، وقد أدرك الشيخ مبارك الصباح أنه أصبح بين أمرين : إما الحياة وإما الموت ، فأخذ يعمل للاستفادة من العشاير النجدية المناوئة لآل رشيد ، كما وجد أن الحاجة تدعوه للاستعانة بآل سعود فقرر شد أزرهم في استعادة إمارتهم على الرياض .
ثم عزم الشيخ مبارك الصباح على مهاجمة الأمير عبد العزيز الرشيد فكتب إلى سعدون باشا آل سعدون يخبره بما عزم عليه ، ويطلب منه الحضور إليه بمن معه بأسر ما يمكن ، وكان الأمير عبد العزيز الرشيد قد أرسل سالم الحمود الرشيد إلى سعدون باشا يطلب منه البقاء على الحياد ، إذا ما أعلن الشيخ مبارك الحرب عليه ، ولكن سعدون باشا أبى ذلك وفضل الحرب إلى جانب الشيخ مبارك والإمام عبد الرحمن الفيصل السعود لاتفاق سابق بينهم . هذا بالإضافة لما يكنه سعدون باشا من الحقد على الأمير ابن رشيد بأسباب المعارك السابقة بينهم في الخميسية وتلِّ جبارة وغيرها سنة 1317هـ . لقد لبَّى سعدون باشا طلب الشيخ مبارك الصباح وسار مع اتباعه قاصداً الجهراء للالتحاق بجيوش الشيخ مبارك ، وقد أرسل الشيخ مبارك إلى القبائل الموالية له يستنهضها للاشتراك معه في الحرب .
وبعد أن اجتمعت لدى الشيخ مبارك تلك الجيوش سار يقودها هو بنفسه لمنازلة ابن رشيد ثم وصل العارض فحاصرها أياما ثم فتحها بدون قتال . وأسند إدارة أمورها إلى الأمير عبد العزيز آل سعود واتجه قاصداً مدينة عنيزة ، فحاصرها ثلاثة أيام ، فصالحه أهلها فأمر باعتقال عامل ابن رشيد وأسند الأمر فيها إلى عبد العزيز العبدالله آل سُليم ( سليم لقب يطلق على سليمان بن يحيى بن علي بن عبد الله بن زامل ) فأولاد سليمان هم المعروفون بآل سُليم .
وبعد أن احتل الشيخ مبارك الصباح بلدة عنيزة توجه نحو بريدة فضيق عليها الحصار لمدة سبعة أيام فسلمت إليه صلحا فأسند الرئاسة فيها إلى ناصر بن حسن أبا الخيل ، بعد أن سجن عامله المعين من قبل ابن رشيد . ثم اتجه الشيخ مبارك من بريدة يطلب ابن رشيد فوصل إلى الطرفية ، وهي قرية تبعد عن بريدة خمسة عشر ميلاً .
جرى ذلك كله والأمير عبد العزيز الرشيد لا علم له فيه حيث كان يومئذ مقيماً في محل يدعى الحسجي (؟) ولما وقف على الأمر أمر في الحال بجمع الجيوش وتحشيد القبائل ، وضرب لهم موعداً للاجتماع في محل يدعى عين ابن فهيد ، وقد أنب وزيره سبهان العلي لعدم اخذخ الحذر .
اجتمعت في عين فُهيد قبائل شمر أفواجاً بين فرسان وركبان وتحشد إليه الأعراب من كل حدب وصوب . وبعد ثلاثة أيام اقتاد الأمير عبد العزيز الرشيد تلك الجيوش ونزل شرق الطرفية ، ثم ارتحل ونزل في محل يدعى فيلة الأسياع (؟) بالقرب من معسكر الشيخ مبارك ، وكان يفصل بين المعسكرين تل من الرمل ، ثم اتخذ الأمير عبد العزيز الرشيد يحرض جيشه ، فاندفعت الفرسان والمشاة ، وتسلقت ذلك التل ، وحينما أبصرتهم جبوش الشيخ مبارك بادرتهم بإطلاق الرصاص ثم أصدر الشيخ مبارك أمره بالهجوم مرة واحدة فهجموا فاشتبكت الحرب ، وثار القتال بين الطرفين ، وكانت بوادر النصر في أول الأمر للشيخ مبارك .
وبعد أن تلاحم الجيشان ودنا بعضهم من بعض ، ثم أوقف إطلاق الرصاص واستعملت السيوف والخناجر ، وكان الأمير عبد العزيز الرشيد يحرض جيشه ويخوض المعركة في نفسه فتراه تارة في الميمنة وطوراً في الميسرة ، وحينا في القلب ، وبقيت الحرب دائرة الرحا لمدة خمس ساعات قاتل الفريقان خلالها قتال المستميت كل فريق يأمل كسب المعركة بينما كانت السماء تمطر مدراراً وتحول ماء المطر إلى دم أحمر .
وقد انجلبت تلك المعركة عن هزيمة الشيباني رئيس عشيرة عُتيبية ، فتابعه بقية القوم في الانهزام فحدثت البلبلة في جيش الشيخ مبارك فانقضت عليهم جيوش الأمير عبد العزيز الرشيد ، فانهزم الشيخ مبارك ، تاركين أموالهم وخيامهم وأسلحتهم .
وبقي الأمير عبد العزيز مخيماً في الطرفية لمدة سبعة أيام ، ثم رحل من الطرفية ونزل بريدة ، أما الشيخ مبارك فقد فر طالباً النجدة ثم لحق به سعدون باشا آل سعدون ، ومن معهم من الرؤساء وقصدوا بلدى الزلفي ، وفي صباح اليوم الآخر قصدوا الصمان ، ومن هنا توجه الشيخ مبارك إلى الكويت ، وتوجه سعدون باشا إلى مقره في الخميسية .
أما الإمام عبد الرحمن الفيصل السعود وولده عبد العزيز كانا قد وصلا الرياض ، وضربوا عليها الحصار ، ثم استولوا عليها ، ولم يستعص عليهم شيء غير عامل الأمير عبد العزيز الرشيد المدعو عبد الرحمن بن ضبعان حيث تحصن في القصر وامتنع عن التسليم .
فعزم الأمير عبد العزيز السعود على نسف القصر وفي أثناء ذلك وردت عليه الأخبار باندحار الشيخ مبارك في معركة الطرفية ، وتمزيق جيشه ، فاستعجلوا الخروج من الرياض خشية مداهمة عبد العزيز الرشيد لهم . وكذلك كان الأمر في بلدتي عنيزة وبريدة فقد تركها أميراها المعينان من قبل الشيخ مبارك لنفس السبب .
وقد وقعت هذه المعركة في 16 شباط سنة 1901م الموافق 26 ذي القعدة سنة 1318هـ وتعرف هذه المعركة بمعركة الطرفية نسبة إلى قرية الطرفية التي نزل فيها الشيخ مبارك الصباح كما تسمى معرك الصريف نسبة إلى آبار ماء في القصيم نزل عليها الأمير عبد العزيز الرشيد وبينهما كانت تلك المعركة الهائلة ) (18).
قال أبو عبد الرحمن : هذا النص فيه زيادة معلومات بيد أنه أفاد من مصادر الشائعات الشفوية التي ذكرت احتلال مبارك للرياض ، وأضاف وهما آخر وهو مصاحبة الإمام عبد الرحمن لابنه عبد العزيز في حصار الرياض .
وقال خزعل : ( بعد فرار مبارك بقي الأمير عبد العزيز الرشيد مخيماً في الطرفية لمدة سبعة أيام يرسل سراياه إلى البادية ، وكل من ظفروا به من جيوش الشيخ مبارك قتلوه . وبعد ذلك رحل عن الطرفية ونزل بلدة بريدة الذين كانوا بمعيته في أثناء الحرب وحضر لمساعدتهم العلماء الشيخ صالح بن عمرو ، والشيخ ابن جاسر والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام وكلهم من شيوخ عنيزة ، وبصحبتهم أخوه فهد وابن عمه ومن يلوذ بهم من المتقدمين عند الأمير عبد العزيز الرشيد ، وأحضروا المصاحف ووضعوها بين يديه طالبين منه أن يكف عن قطع النخيل وهدم البلد فقبل منهم الرجاء وكف عما عزم عليه ) (19).
ومن النصوص النادرة عن الصريف ما أورده سيف مرزوق الشملان قال : ( رأى الشيخ مبارك أن يغزو الأمير عبد العزيز المتعب الرشيد الفارس المغوار ( قتل في حربه مع ابن سعود في شهر صفر سنة 1326هـ سنة 1906م وكان جباراً عنيداً سفاكاً للدماء وقد قال فيه الجنرال صدقي باشا القائد التركي حينما رأى بطولته : هذا فارس كعلي ، ويعني به الإمام علي بن أبي طالب ) قصد الشيخ مبارك ابن رشيد بجيش كبير مكون من أهل الكويت والبادية وأهل نجد وعدد الكويتيين نحو (800) وهذه أسماء القبائل التي اشتركت في الحرب مع الشيخ مبارك وأسماء رؤسائها :
1- الإمام عبد الرحمن الفيصل السعود وابنه الملك عبد العزيز ومن معهما من أهالي نجد .
2- آل سُليم أمراء بلدة عنيزة في نجد .
3- آل مهنا أمراء بلدة بريدة في نجد .
4- المنتفك ورئيسهم سعدون باشا المنصور .
5- الظفير ورئيسهم جُعيلان بن سويط .
6- مطير ورئيسهم سلطان الدويش .
7- العُجمان ورئيسهم أبو الكلاب محمد بن حثلين .
8- بنو هاجر ورئيسهم ابن شافي .
9- المرة ورئيسهم ابن فنيخير (؟) .
10- العوازم ورئيسهم مبارك بن دريع .
11- الرشايدة ورئيسهم محمد بن قريبيس .
12- سبيع ورئيسهم ظرمان أبو اثنين .
13- السهول ورئيسهم ابن جلعود .
14- عتيبة
15 – قحطان
16 – الرولة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان المرحوم دهام بن مثلا الظفيري قد اشترك في معركة الصريف ، وقد نقلت عنه صفة المعركة ، وإليكم ذلك على لسانه :لما جاءنا حمود الصباح عرضوا(20) عند المنتفك والظفير واجتمع خلق كثير ، وكان ابن سويط له علاقة مع ابن الرشيد ، فأرسل ينذره حيث أنه شدّ إلى نجد ، وتالي رجع حمود إلى الكويت ، ثم خرج مبارك في جيشه ولحقه سعدون باشا المنصور ، ومعه مئة خيال من الظفير والمنتفك وكان مع مبارك عدة قبائل .
كنت مع خالد وقيلان بن شهيل بن منديل بن سويط الظفيري ، وكان فارساً وأنا على ناقةٍ ومعنا خيال من كبار آل سويط هزاع بن سويط ومعنا حمدان بن ضويحي من الظفير ومناور بن هضيبان العازمي ، وعجيمي باشا السعدون وإخوانه ثامر وحمد ، ومعهم خالهم ابن سبت ومعنا عطب الشريقي وهزاع بن عقاب وخيطان بن سيدان ، ووصلنا عند مبارك في بريدة ولما أصبحنا شدينا ونلزنا ، ولما جاء العصر وصلتنا سبورتنا التي تبحث عن ابن رشيد ، حيث وجدوه نازلاً على عين أبن فهيد . ولما أصبحنا نزلنا الطرفية وابن رشيد نزل الصريف ، وصار طارداً الخيل بيننا وبينهم ، وانهزمت خيل ابن الرشيد ، ووقفت خيلنا عند خيامه ، في ذلك الوقت ساق علينا ابن الرشيد المسيوق (21) وقوته قبل الظهر.
وكان ابن رشيد يريد أن يؤخر الحرب إلى اليوم الثاني ، ولكن مبارك العذبي الصباح نصحه بالإسراع في مقاتلتهم ، وحذروه من أنه إذا أمسى المساء فإن العجمان تهجم عليهم في الليل .
وقال له مبارك الصباح : مبارك اليوم ماله عز ، لأن البارحة تاريخ قتله لإخوانه (22) .
ودارت المعركة بيننا وبينهم ، وبعدها انكسرنا ، وصارت قومنا تنهب بعضها بعضا ، ولولا نزل المطر كان ابن رشيد أخذنا كلنا .
وأخذ ابن الرشيد المخيم ، وكل شيء حتى غداءنا وذبائحنا أكلتهما شمر قوم الرشيد . وكان مبارك الصباح قبل المعركة يشرب القهوة مع سلطان الدويش وما عنده علم بأن ابن الرشيد سيقاتلهم اليوم . فما شعروا إلا بالمسيوق يسوقه عليهم ، وهرب مبارك مع سلطان الدويش ، وأنا كنت مع ذلولي ، وما شعرت إلا بخالي قيلان وسعدون باشا المنصور وهزاع بن عقاب لاحقين حيث فكينا الذلول من العجمان وأمرحنا تلك الليلة ، وكان برد ومطر في الخلا ، والصبح شدينا ولفينا على بلدة الزلفى وطردنا اهلها خوفاً من ابن الرشيد . وتركنا في حوطة فيها زرع وقصيل للخيل نأكل العشب ومعنا مبارك الصباح ، والفجر هجينا ، ومبارك ترك حصانه نسيناه من الخوف ، ولما فقدوه قال مبارك : لا أحد يرجع له حيث أخذه رجال ابن الرشيد والذي يروح يقتل . وبتنا تلك الليلة في البرد معنا مبارك ، وذبحنا ناقة وأكلناها . وفي الصبح صبحانا مطير على الصمان ونلزنا عندهم فعملوا لناوجبة . والصبح مبارك انحدر إلى الكويت ، ونحن أشملنا إلى أهلنا، ما نأكل إلا العشب وكان أهلنا نازلين على أم رضمة (*) شمال الحفر فوصلناها بعد أيام منهزمين .
هذا ما ذكر لي دهام عن معركة الصريف حرفياً ، وقد استفدنا منه معلومات كثيرة عن هذه المعركة منها : انها وقعت في يوم25 ذي القعدة سنة 1318هـ.
وأخبرني محمد بن حمادة العجمي وكان قد اشترك في الصريف ولا يزال على قيد الحياة وكان عمره آنذاك حوالي سبعة عشر عاماً ، يقول: إن المعركة بدأت بمناوشة الخيل ، وكانت خيل ابن الرشيد عدتها الرماح فقط ، فانكسرت وعاد الفرسان إلى ابن الرشيد وقال لهم ( أنا أخو نوره كسروكم ) !! قالوا له ما لقينا خيالة رماح لقينا بواردية أصحاب بنادق .
قال : يالله زملوا وحطوا ردايف .
ولما أقبلوا على جيش مبارك ظنوا أنهم على حسب العادة فسرعان ما نزلوا الردايف ، وبعد ذلك ابن الرشيد المسيوق وخلفه الخيال المشاة . يقول ابن حمدة : إن المسيوق يتكون من 400 ناقة بيضاء صخرية ، ولم يعد منها سوى 7 نياق مجروحات وقد شاهدها .
ويقول : إنه لم يثبت للقتال سوى الحضر من أهل الكويت فقط ، أما البدو فقد هربوا ، وقتل من الحضر كثيروان والباقي أسر .
ويقول : إنه شاهد ابن ا لرشيد وهو يندب أهل لبدة (*) من حائل ، لأنهم أبلوا بلاء حسنا في القتال فيقول من قصيدة :

يا حر قلبي هل اللبدة اللي على الموت دلاقه

وبمناسبة كلامنا عن ابن الرشيد والصريف أحب أن أورد هذه الحادثة العجيبة وأتحدث عن ذلك الرجل الشهم الهمام الذي لم يضع فيه المعروف بل كافأ صاحبه مكافأة حسنة .
كان العوفي مشتركاً في الصريف مع الشيخ مبارك ، وقد جرح جرحاً بليغاً في ظهره ، فأخذ أسيراً وألقي في الحجرة وكانت طويلة مملوءة بالأسرى الكويتيين ، وكل يوم يخرجون منهم جماعة ، ويذهبون بهم إلى ابن الرشيد ويقول : إن يجلس تحت المسجد ويضعون الأسرى أمامه يقتلهم أحد العبيد بالسيف بعد ما يقول لكل واحد منهم علَّبْ (23).
ويقول :إن بعضهم لا يخرج منه إلا دم قليل جداً نظراً للخوف الشديد والجوع .
المهم أنه ألقي معهم في الحجرة ، وبعد ذلك أخرج جماعة على نية قتلهم ، وكان معهم العوفي فلم يقتل ذلك اليوم بل ارجع مع عدد من الأسرى الجدد على نية قتلهم غداً أمام ابن الرشيد .
ويقول : إنه إذا فتح العبيد باب الحجرة يركض من فيها إلى الداخل خوفاً من أخذهم للقتل ، فبينما هم كذلك إذ فتح الباب وأخذ العبد يصوف العوفي . فخرج إليه وهناك تعلق به رجل يعرفه وقال : اخرج معك !!
قال : سأقتل .
قال له : أريد أن أقتل معك .
فخرج الرجل معه وهو لا يعرف ماذا سيجرى عليه .
كان واقفاً على الباب مع العبد رجل من أقرباء ابن الرشيد فاستلم العوفي وقال : أنا فلان الفلاني ، وإذا به ذلك الرجل الذي جاء الكويت قبل الصريف بمدة ، وقد أكرمه العوفي فعمله له وليمة في بيته .
فلما أبصر العوفي أسيراً عرفه وطلب من قريبه ابن الرشيد أن يعطيه إياه فوافق ابن الرشيد على ذلك .
فذهب به إلى بيته وأطعمه ، ولما جن الليل أخذ يئن من ألم الجرح فسمعت والدة الرجل أنين العوفي فسألته عن ذلك ، فأخبرها الخبر . وهناك أخذت تعالجه بنفسها حتى بري من جرحه . وبعد ذلك أرسله الرجل إلى الكويت .

أزرع جميلاً ولو في غير موضعه ولا يضيـع جميـلاً أينـمـا زرع

(2) ومن الأوهام قول الدكتور أحمد مصطفى أبو حاكمة خلال وصفه للجيش والمعركة ::]في شهر ديسمبر عام 1900م توجه مبارك وعبد الرحمن بن فيصل على رأس جيشه قوامه عربان العوازم والرشايدة ومطير والعجمان وبني هاجر وبني خالد ، ونحو ألف من أبناء مدينة الكويت ، قاصدين غزو عبد العزيز الرشيد في عقر داره بنجد وشمر .
ولقد فتحت القوات الغازية نجداً دون مقاومة تذكر ، ونصب مبارك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل حاكماً على الرياض، وبعد ذلك تقدم الجيش الغازي نحو حايل بقصد فتح منطقة جبل شمر غير أن عبد العزيز آل رشيد قد هزم جيش مبارك في الصريف على بعد عشرين ميلاً شمال شرقي بريدة بالقصيم ، واضطر مبارك للانسحاب من المعركة بفلول الجيش الكويتي يوم 17 مارس 1901م ، بعد أن خسر معظم مقاتليه من أهل مدينة الكويت ، إذ قدر عدد قتلاهم بسبع مئة رجل .
ولقد اشار بعض المؤرخين إلى نتيجة هذه المعركة قائلاً بأنها شهدت انهيار آمال مبارك آل صباح في بناء دولة كبرى في جزيرة العرب(25)
قال أبو عبد الرحمن :أما الحلم ببناء دولة كبرى فمر الحديث عنه وأما أنه نصب عبد العزيز حاكماً على الرياض فلم يفتحها بعد حتى ينصبه وإنما حاصرها عبد العزيز .
وأما مسألة بداية لاحرب وأنها بدأت منذ زوال الشمس وليس من غروبها فقد نص على ذلك عبد العزيز الرشيد وهو يصف الحرب وينقد تصرف ابن الرشيد بعد المعركة . قال : ( التحم الجيشان، وتقابل الفريقان ، واستمر القتال من قبل الظهر إلى قبيل العصر ، وقد تقهقر ابن الرشيد مرتين مركزة ، ولكنه في كل منهما كان يتمكن من التقدم إلى الأمام وقد قدم أمام جيشه صفوفاً من الإبل جنة لتقيه النبال فكانت كهشيم المحتضر . وأخيراً بعد قتال عنيف وعرك شديد ذهبت فيه أرواح لا تحصى وزهقت نفوس غير قليلة تم الانتصار لابن الرشيد على خصمه، وشرب كأس العز قبله .
ولكن مما يسطر له بمداد الخزي والعار على صفحات الانتقاد المر تعقبه المنهزمين من الكويتيين بعد المعركة ، وإجهازه على الجرحى منهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها وإعماله السيوف في رقابهم بدون رحمة ولا شفقة ، ووصيته لقومه أن لا يعتقوا أحداً من الكويتيين لا أبيض اللون ولا أسود . فكان من جراء ذلك لم يفلت منهم إلا النفر القليل ولقد كانوا يخرجونهم من المساجد والكهوف والمدن والقرى ويذبحونهم أمام إخوانهم ذبح الشاة الواحد تلو الآخر .
نحن نعذر ابن الرشيد في بعض ما أتى لاعتداء مبارك عليه ، ولكن لا نعذره ولا يعذره الله والتاريخ في تلك الأعمال الوحشية التي مثل بها أدوار الحيوانات المفترسة ، وهو يعلم أن أهل الكويت مكرهون .
على أن ما سود به صحيفة تاريخه مخالفة لجميع الشرائع والقوانين ، فلا المسلمون يبيحونه حتى مخالفتهم في الدين ، ولا المخالفون يستعملونه حتى مع المسلمين ، ولكن الجهل له سلطة على من
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ومن الأوهام عن حصار الرياض أن خالد السعدون ظن أن أمير الرياض عجلان وإنما هو ابن ضبعان (27). ووجدت الدخيل يزعم أن الواقعة كانت في محرم عام 1318هـ ، ووجدته يبالغ في تقدير جيش ابن صباح ، وإنما هول ليضخم انتصار ابن رشيد ، لأن هواه كان رشيدياً ، وجيش اب صباح ضخم بلا ريب ولكنه أخلاط بادية ذات أطماع ، وأكثر تقدير له لا يزيد على عشرة آلاف (28).
والزركلي لما اختصر كتابه عن الملك عبد العزيز لم يذكر مجيء الإمام عبد الرحمن للرياض ، بل قال : ( ودعاه أبوه للعودة إلى الكويت )(29).
وكلمة ( دعاه ) تحتمل التوصية بواسطة رجل ، أو بالمكاتبة .
قال أبو عبد الرحمن : ويعتبر أمين الريحاني كابن عبد الظاهر في كتابه "سيرة بيبرس " لأن الملك عبد العزيز أملى عليه جُلّ كتبه ، والريحاني ذكر حدوث المعركة في 26/11/1318هـ ، وتابعه ابن عبيد والمحققون.
وذكر أن عبد العزيز بن سعود لما علم بوقعة الصريف أخلى الرياض التي احتلها أربعة أشهر فقط ، وعاد برجاله إلى الكويت .
ولم يذكر الريحاني كيف علم عبد العزيز(30).
وما أرى الأربعة أشهر صحيحةً إلا إذا حسبنا مدة المسيرة والمقاتلة قبل تسلق الأسوار ، وتقصر المدة مع ذلك ، لأن عبد العزيز غادر الشوكي خلال شهر رمضان أو شوال عام 1318هـ وغادر الرياض آخر ذي القعدة .
وحدثني أحد مواليد عام 1314هـ الشيخ محمد بن عبد الله المرشد أن المدة ثلاثة أشهر .
يظهر أن الزركلي نقل نقلاً سريعاً مخلاً عن ابن عيسى عندما ذكر أن عبد الرحمن مر بالرياض فقد ذكر أن المعركة سنة 1318هـ في 17 ذي القعدة ، وذكر سقوك الرياض في يد عبد العزيز وحصاره لحامية ابن رشيد في القصر . وقال بالحرف الواحد ( وانهزم عبد الرحمن بن فيصل إلى الرياض فلما قرب منها أرسل ابنه عبد العزيز وأعلمه بالخبر ، فخرج عبد العزيز هو ومن معه من الرياض ، فسار هو وأبوه ومن معهم إلى الكويت )(31) .
فما قاله سمو الأمير عبد الرحمن صحيح ، وهو أن الإمام عبد الرحمن لم يدخل الرياض .
وما قاله الزركلي نقل سريع عن ابن عيسى ، إذ توهم أن انهزامه جهة الرياض يعني دخوله فيها. وفاته تنصيص ابن عيسى على أن عبد الرحمن لما قرب من الرياض أرسل لابنه .
قال أبو عبد الرحمن :ومن انهزم إلى الكويت من القصيم فحلوله بجهات العرمة يعتبر قريباً من الرياض . ولعله يوجد في الرواية الشفهية الموثوقة تحديد للمكان الذي راسل منه الإمام عبد الرحمن ابنه ، ولعل شيخنا العلامة حمد الجاسر يحقق ذلك .
ومن العجائب أن الدكتورة مديحة أحمد درويش عزت إلى الحيدري في كتابه " عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد " أن عبد العزيز ابن رشيد تطلع إلى ضم الكويت ، وأن ابن صباح طلب من عبد العزيز ابن سعود أن يشن هجوماً عسكرياً على ابن رشيد في الرياض(32) .
قال أبو عبد الرحمن : لا يوجد هذا الكلام عند الحديري ، ولا يمكن أن يوجد ، لأن حصار عبد العزيز للرياض عام 1318هـ ، وولاية عبد العزيز ابن رشيد عام 1315هـ وتأليف الحديري لكتابه عام 1286هـ ؟؟
أما نتائج الفتح عام 1319هـ فقد كانت بالله ثم بجيش سعودي خالص كما هو معلوم للقاصي والداني .
وذكر يوسف أن عبد العزيز في صحبة الجيش الذي جهزه مبارك عندما ذهب يحفر خندقاً تحت السور ليصل إلى قصر الحاكم وهو يومئذ عبد الرحمن بن ضبعان عامل الرشيد (35) .
قال أبو عبد الرحمن : سمعت من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد الرحمن المبارك ومن غيره من أبرز من كان يحفر الخندق ابن هدهود وأن أمير الرياض من قبل ابن رشيد آنذاك قطع إحدى يديه عندما فك ابن سعود الحصار (36). واسمه سليمان بن هدهود من أهل قرية المصانع جنوب منفوحة .
وهذا سياق مهم للشيخ إبراهيم بن عبيد قال : ( لما كان في 26 ذي القعدة التقى الجمعان في ذلك الموضع واشتبكا في القتال ، وكان الحاكم عبد العزيز بن متعب معه من الجنود ما يكافئ به خصمه فمعه عشرة آلاف مقاتل أو يزيدون ، فجرت الملحمة طيلة ذالك اليوم ، واستعرت نار الوغى واصطلى بها الفريقان ، ثم إنها انفصلت الواقعة من أعظم وقعات العرب الحديثة ودارت فيها الدوائر على أبن صباح ومن معه وأخذ منهم شئ كثير من عتاد الحرب والأموال ، وعاد منهزما بمن سلم معه من الجيش إلى الكويت لا يلوي أحد على أحد ، وقتل أخوه وابنه وقتل من الأعيان خلق كثير .
ولما ظفر ابن رشيد ذلك الظفر كان قاسياً عتياً فتتبع الفلول المنهزمين ، وأوقع بهم إيقاعاً شديداً ، وقتلهم صبراً ، واستعمل شراسة نفرت القلوب من حكمه لأمر يريده الله تبارك وتعالى . ثم زحف ونكل بأهالي نجد من البلدان الذين أظهروا الميل إلى ابن سعود تنكيلاً فظيعاً ، وكان الأمير على بريدة من قبل ابن رشيد الرجل المدعو بالحازمي ، وكان لما سمع بقدوم ابن صباح إلى الموضع المعروف ( بخب العكرش ) على قدر ميلين من بريدة إلى جهة الشرق ، قام من مجلسه في فسحة ترادف المسجد الجامع من الشمال مبادراً إلى قصر الحكم ، فدخله وجنوده ، وأغلقوا الباب ، فقام أهل بريدة يرحبون بالإمام عبد الرحمن بن فيصل ، وصفت الجنود للاستعراض ، ودخل عبد الرحمن خلفه الجنود يصفقون فرحاً ثم ساروا إلى موضع الواقعة . ولما انفصلت عن تلك الصفة التي ذكرنا أزال ابن رشيد الحازمي وجعل مكانه سالم بن سبهان لما يعرفه عنه من شدة العسف والجبروت . ولما انهزم صباح وجنوده وولوا الأدبار لا يلوي أحد على أحد أقام ابن رشيد أميره سالم بن سبهان وأمره أن يتبع الفول حتى جمع خلقاً كثيراً فأودعوا في الحبس . ثم نصب الأمير سالم خيامه بين بريدة والصريف بعدما امتلأت السجون ، فكان يقتل من وجده ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ، وكانت القتلة في حالة الوقعة لا تزيد عن ثلاث مئة ثم إنه جلس الحاكم عبد العزيز بن متعب على دكة وأمر بالأسرى أن يصبروا بين يديه وكانوا أربع مئة فجيئ بهم ، يسحبون بين يديه على وجوههم ، وقتلهم واحداً بعد واحد ، وسخرأناساً يسحبونهم بعد القتل وهو ينادي : لا تدفنوهم مع المسلمين . وقد حدثني ثقة من المسخرين قال : كنت ضئيل الجسم إذ ذاك وادركتني الرحمة فكنت لا أتمالك من البكاء وعجزت عن العمل فشتموني وطردوني .
ثم إنهأتى ابن رشيد برجل شاب من أهالي الكويت يريد أن يفتدي نفسه بعشرة آلاف ريال فأبى أن يقبلها ، وقلب فيه النظر قائلاً : نحن لا نريد الفلوس إنما نريد الرقاب ثم قتله . وممن قتل فيها من أعيان أهالي بريدة دحيم بن محمد الربدي ، وقتل ابنه سلمان(37) .وأسهب الشيخ ابن عبيد يذكر ظلم ابن رشيد وسالم السبهان .
وذكر كرامات لمن أراد سالم قتلهم صبراً ولم أسمع بهذه الأخبار ولم أقرأها عند غيره .
وجمع ابن عبيد حدثين : حدث محاربة عبد العزيز لقبائل تبع ابن رشيد بإذن من والده عبد الرحمن ، وحدث ذهابه بإذن مبارك لاحتلال الرياض – وذكر احتلال مبارك لكثير من بلدان نجد في طريقه إلى القصيم بدون قتال (38) ، ولهذا لحديث في الكلام عن معركة الشعر العامي .
وتحدث الشيخ بن خميس عن الصريف منطلقاً من التصورات التي طرحها مؤرخ الكويت عبد العزيز الرشيد عن هرب ابن رشيد ، وملاحقة ابن صبح له – وهذا غير مشهور ولا معروف وإنما ذكر بعض المؤرخين أنه استطرد له إلى الشرق بريدة .
والأكثرون والرواية الشفوية تذكر انه نازله منذ علم بقدومه إلى القصيم ، وعاتب الذين قصروا وغفلوا عن مجيء ابن صباح بهذا الجيش .
وجعل المعركة قبل الظهر إلى ما بعد العصر ولم يذكره مصدره (39) وقال الأمير ابن هذلول : ( وكان أغلب جنود ابن صباح قد سقطوا في قرى القصيم والزلفى ، لا يجدون من يطعمهم أو ينقلهم إلى بلادهم ، فبعث ابن رشيد زبانيةً من قبله يجمعون كل من وجدوه منهم فكانوا يجمعون الثلاثين والأربعين من الأسرى ويربطونهم بالحبال ، ثم يسوقونهم كالأغنام إلى بريدة ثم يأمر ابن رشيد جلاديه فيقتلونهم أجمعين .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::
لقد حدثني من رجال أهل القصيم من شاهد هذا المشهد المريع قال : كان الزبانية من جنود ابن رشيد يأتون بالثلاثين ، والأربعين ، ثم يربطون الجميع في حبل واحد ، ثم يأمر عبيده القساة فيقتلونهم جميعاً وقد أنتنت الآبار خارج مدينة بريدة من جثث القتلى(40).
وبعد فك الحصار ومعركة الصريف ذكر عبد الله فلبي أن ابن رشيد أوفد سالم السبهان إلى الرياض لينكل بأهلها (41).
وفي دخول الرياض عام 1318هـ كانت أحدية عبد العزيز :

يا دارنا لا ترهبيـن لابد من نرجع عليك

وبعض المؤرخين الذين تناولوا معركة الصريف استغلوا أسلوب الراوي للرواية التاريخية الاسطورية كسيرة عنترة والزير كقول أحدهم عن الجيش عندما خرج من الكويت : ( سار الجيش وقد أثقلت وطأته الأرض وملأه الفضاء كثرة وعدداً . سار تردد الجبال صداه وترتعد من زئيره الأسود )(42) .
والدارس المحقق في هذا العصر ليس بحاجة إلى مثل هذا الأسلوب لأنه ليس المقصود السَّمَر وشحن الخيال بالذهن . وإنما المراد تحقيق الوقائع وتعليلها . والمؤرخ الجاد إذا لم يستطع أن يقول كل ما يعلم فيسكت عما لا يقدر على قوله فلا يكونملوماً . وإنما الملوم حقاً من يزيف التاريخ ويكذب في وقائعه أو يضلل في تفسيره ولا مكره له على ذلك ، وإنما هو الهوى أو طلب الخبر الخبيث كالبقرة تخلل بلسانها .
ومثل الأسلوب الحكواتي إجمال القول في أمور يعلم الناس تفصيلها كقول بعضهم عن نفس الجيش : ( أما ابن الرشيد فذعر من سيرة ذعراً أطار لبه وأعدمه رشده ، وود أن لا يلتقي به ولا يشتبك وإياه في قتال ، ولكن مباركاً كان يطارده في رؤوس الجبال وبطون الأودية ، ويسأل عن السهل والوعر .. الخ ) (43) .
قال أبو عبد الرحمن : رؤوس الجبال وبطون الأودية والسهل والوعر لها أسماء تاريخية وعرفية ، والمطاردة فيها ستنتج أحداثاً فكان من المهم ذكر الأسماء وتفصيل الأحداث .
ومبارك لم يحاصر قرى نجد ويحاربها ويعرج عليها ، وإنما كان ينهب السير لمواجهة خصمه ابن رشيد . أما أنه لم يجد من أهل نجد مقاومة فهذا صحيح لأنه لم يعرج عليهم محارباً . وأما أنه وجد أهل نجد يرحبون به فهذا صحيح ، لأنهم يرحبون بالإمام عبد الرحمن ونجله عبد العزيز الذي هب إلى الرياض .
وشده تنكيل ابن رشيد بأهل نجد بعد معركة الصريف دليل على ذلك . واحتلال نجد بهذا المعنى أشاعه مبارك وجعله كائناً من حرب ، ولهذا عارض الشعر العامي الذي خاض معركة الصريف فقال أبو جراح السبيعي عن مبارك :

وطفحت للديـرة ركـاب يلالـن تقول خذت ( أم الجماجم ) نهابه
وأم الجماجم سبع قلبان يصـرن خسرت جيرانك على غير ثايـه
وفوَّهت بأخذه نجد والعلم عن من تفلج وخصمك ما حضر للطلابـه

وقال عن القتلى :

الفين بين القاع والحـزم عَّـن من غير شيء ما ضبطنا حسابه

قال أبو عبد الرحمن : أكثرهم من الأسرى . وذكر حمود الناصر البدر نزول مبارك في روضة التنهات وتجمع جيوشه فقال :

في عشب خد زايف بالخضـارا في روضة التنهات ناوين مثيار

ولكن السبيعي يعلل تغافل ابن رشيد عن التجمع على هذا العشب بقوله :

خلاك ترعى العشب يبغيك تسمن .

وذكر العوفي مدة بقاء الحملة في نجد فقال :

أحسب أيامنا تسعين يوما ونجد له تتقي باللجايـا

قال أبو عبد الرحمن : ومعركة الشعر العامي أو عب من ذلك عند ابن جمهور وابن هويدي وابن عيد راعي البرة وغيرهم . وإنما هذا هو ما تسمح به هذه المناسبة .
وليس غرضي من هذه النبذة إلا سرد الأحداث على وجه الصحة .
أما تفسير الأحداث فعمل فكري ، ومن أهم عمل تفسيري زعم الرحالة الإنجليزي ( كنت وليمز ) أن حصار ابن سعود للرياض عام 1318هـ كان قبل الأوان وأنه سبب في تعزيز مكانة ابن الرشيد(44) .
وعندي أن هذا الحصار جرأ عبد العزيز، ورسم له الهدف في يوم الفتح النهائي عام 1319هـ .
ومن قضايا التفسير التي تثبت بالأرواح حكم محمد جلال كشك في كتابه " السعوديون" بأن هزيمة الصريف من مصلحة ابن عود .
قال أبو عبد الرحمن : وهذا صحيح بعد أن تحقق فتح الرياض على يد عبد العزيز بعناية الله ثم بجيشه السعودي الخالص بعد الصريف بسنة وبناء على ما عرف من طموح مبارك في نجد .
قال أبو عبد الرحمن : ترتيب على هزيمة مباركأو وقفت منه الدولة العثمانية موقفاً حصره في ثلاثة خيارات :
أما أن يسافر إلى الاستانة فيعين عضواً في مجلس الشورى .
أو يسكن في أية بلدة عثمانية يختارها والحكومة تقوم بما يحتاجه أو تستولى الدولة على الكويت بالقوة .
وكان الشيخ مبارك ينكر حتى ذلك التاريخ أن تكون بينه وبين بريطانيا معاهدة حماية ، فلما تلقى التهديد العثماني اضطر إلى إعلان المعاهدة ، فأنذر القائد البريطاني الوفد العثماني الذي جاء من البصرة بالرحيل . ثم اتفقت الحكومتان البريطانية والعثمانية على إبقاء الوضع الراهن على حاله فيما يتعلق بالكويت . لكن التوتر استمر بين مبارك والحكومة العثمانية فأرسلت بريطانيا خمس سفن حربية رابطت أمام الكويت ، وضغطت على وزارة الخارجية العثمانية التي لم ترغب بالتورط في صدام مع بريطانيا بسبب خلافات قبائل ، فطلبت من ابن رشيد العودة إلى بلاده ، وقدمت له ترضية مالية مقدراها أربعة آلاف ليرة ذهبية(45).
قال أبو عبد الرحمن : هذا الحدث وغيره من الأحداث علم منه الملك عبد العزيز أنه لاغناء في الدولة العثمانية إذا عجزت عن تحقيق غرضها من مبارك ، وعجزت عن نصر حليفها ابن رشيد .
فتكوَّن لدى عبد العزيز وعي بالمتغيرات العالمية .

وصلى الله على محمد ،،،
منقول وكتبه لكم :
الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري
وانتم سالمين وغانمين والسلام















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »05:51 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي