الحكاية تدور عن الشاعر الشمري المعروف بصري الوضيحي ، وكان بصري الوضيحي من الشعراء الذين تغنوا بقصائد الغزل ، وهو مغرم بالغزل وزاد ذلك بتقدمه بالسن ، رغم ان الذي يتقدم بالسن يزهد بالدنيا ولا يهتم بهذه الامور ، وقيل ان بصري اذا سمع عن فتاة جميله احب ان يرى هذه الفتاه ولو من بعيد ، وحصل مره انه كان جالس بمجلس مع جماعه له ، ودار الحديث حول النساء والجميلات فقال له احد الجالسين : يابصري فيه فتاه من الفتيات التي انت دايما تحرص على شوفهن والتغزل بهن ، فقال : من هذه الفتاه ، فقال : هي زوجة لواحد يقال له ابن خلبوص ، وكان ابن خلبوص هذا رجل شجاع وصاحب كرم وراعي شداد(وراعي الشداد : عند البدو هو اللي دايما يغزي ويكسب ويعتبرونه صاحب حظ ودائما يحرصون على مرافقته حتى يكسبون الغنائم معه) ، فقال الوضيحي : سوف اذهب وارى هذه الفتاه التي ذكرتها لي ، بدون أي نيه ردى ، وذهب بصري الى زوجها ابن خلبوص ، وعندما حل عنده اكرمه حق الاكرام وهو لايعلم لماذا جاء وبعد 3 ايام( والعرب قديما كانوا يستحون ان يسألوا عن قدوم الضيف قبل ثلاثة ايام) ، قال الوضيحي : يا ابن خلبوص انت رجل معروف عند البادية وراعي شداد وحظك جيد واني ماجيت لك الا رغبه مني في الذهاب معك الى المغزي والغزوات ( وهذا كما نعلم ليس قصده وقصده شوف زوجته) ، فقال له ابن خلبوص حياك الله يابصري ، ترا حظك زين يابصرى لاننا بالفعل في الصباح غازين وانت خوي لنا ، وبعد مسافة ثلاثة ايام اخذ بصري الوضيحي ابره خياطه كان يحملها معه ووضعها في ذراع ذلوله من فوق ، فتألمت الذلول(الراحله) من الابره وصارت تعرج وتمشي على ثلاث ، فقال بصري : يا ابن خلبوص لقد اصيبت يد ذلولي ماادري سببها ولا استطيع ان اواصل سيري معاكم ولا مني فايدة بدون ذلول ، فقال ابن خلبوص : ارجع الى اهلنا وانت على حظك ، وقسمك محفوظ اذا الله قسم لنا شي ( وكان هذا مايبغيه بصري) ، ورجع مسرعا لكي يرى زوجته التي ذكروها له وشاغله باله ، وعند قدومه للبيت جلس على محل الدلال واخذ الربابه وصار ينشد عليها هذه الابيات :
ماتـنـشـدن وش عـوقـن عن طريقي
اللي منعـني عن مـرافق هـل الـعوص
عنـق الغـزيل عند هـال الفـريـقي
كامل وصوف الزين والوسط ممهـوص
طـرفه علي مع النضايـد يـويـقي
لـونه يشادي بـيـضة له بـرخوص
قال هذه الابيات ولكنه لم يستطيع ان يرى زوجة ابن خلبوص ولم يسمع منها أي كلمه ، وبعد مدة رجع ابن خلبوص وجماعته ومعهم بعض الحلال الذي كسبوه من غزوتهم هذه ، وبعد رجوع زوجها أعدت لها خطة لكي تحرج بها الوضيحي امام زوجها وجماعته ، واثناء جلوسه وجلوس الجميع والوضيحي بينهم ، جاءت من وراء قاطع البيت ، ورفعت صوتها وقالت : انشد الوضيحي ماذا قال بعد ان رجع منكم ، فألتفت ابن خلبوص للوضيحي وقال : ماذا قلت يا الوضيحي ، ولكن الوضيحي مثل ماذكرنا شاعر سريع البديهه وذكي ، فقال الابيات التي ذكرنا ولكنه ألحقها بثلاثة ابيات اخرى جديده وهو في جلسته هذه لكي ينقذ بها هذا الموقف ونفسه بعد ان احرجته زوجة ابن خلبوص فقال:
حليلة اللي حاجبه ما يضيقي
ريف الضيوف وزبن من جاه منقوص
خيالهن لا حرفن مع مضيقي
لا هجت القطعان والزمل مرصوص
حليلته ما تـلتـفـت للعشيقي
ما له بغيرك رادة يا بن خلبوص
وبهذه الابيات الثلاثه انقذ نفسه من هذا الموقف الحرج ، فقال له ابن خلبوص ، انت على كسبك معنا مثل ما وعدناك يابصري وهذا حقك علينا وبعد هذا طلب الوضيحي العفو والمسامحه من هذا الرجل الطيب الكريم الذي اوفي بوعده وعطاه كسبه ثم ودعه ورحل خايب بدون ان يشوف زوجته.
ارجوا ان تكون الحكاية قد حازت على اعجابكم جميعا … والمزيد انشاالله قادم
-------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخــوكــ ابن نجد ـــم
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
14-Jul-2003, 01:23 AM
الشاعر بصري الوضيحي……والقلب خضر ( كمان مميزة )
العرض العادي
