قضايا العشق والحب والغرام أشغلت الأدباء والفقهاء والشعراء .. والعشاق والمحبين من الذكور والإناث .
عنترة العبسي صاحب المعلقة المشهور كان ابن عربي ذي نسب وأمه من العبيد من إماء أبيه شداد وقع عليها و أصبحت أم ولد ولم يكن يعيبه في بني قومه سوى لونه الأسود مع عروبته وكونه حرا من جهة أبيه.
شاعر وفارس مقدام لا يشق له غبار أحب عبلة ابنة عمه و أحبته وأصبح غرامه بها وغرامها به مضرب المثل وحديث الناس أنكره أبوه ثم اعترف به .
اشتهر العرب بكثرة عشاقهم والهائمين حتى أصبح لدينا مجانين من المحبين وخاصة من بني عذرة كقيس ليلى وقيس لبنى وجميل بثينة واشتغلت بأخبارهم العرب حتى تحدثوا بهم من أقصى الأرض لأقصاها وسئل الفقهاء عن حال المحبين والشعراء ما علاجهم وسئل الإمام الشافعي رحمه الله وسئل ابن القيم فكان كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ( أو الداء والدواء ).
واحتلت أخبار العشاق رسائل ومراسلات تحدث عنها شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تحدث عن سكر الهوى وأنه يصم العقول والآذان ويلجم الألسن وكان للفقهاء من أمثال رسالة روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن القيم وطوق الحمامة في الألفة والآلاف ومنها أخبار العشاق في الأغاني للأصفهاني والعقد الفريد لابن عبد ربه وليالي التوحيدي ثم كان من كتب أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري كتاب كبير في أخبار العشاق وكتاب صغير عن أخبار ثلاثة من العشاق من نجد.
ومن تصفح كتب الشعراء ورسائل البلغاء كالمنفلوطي والرافعي وغيره لوجد رسائل في الحب والعشق والهيام.
ولعل من الإنصاف التأمل في حال المحبين على مر التاريخ والعشاق كيف لعب بهم الحب حتى ماتوا كمدا أو ضلوا الطريق فماتوا مجانين أو مخنوقين من بعدهم عن المحبوب والمعشوق.
واليوم نجد من هب ودب ركب مركب الحب والعشق كلهم يريدون أن يكونوا قيس وليلى وينظموا الشعر ويشغلوا بأخبارهم الشعراء ويريدون أن تتناقل أخبارهم محطات التلفزة والراديو والصحف والمجلات يظنون بهذه الطريقة قد بلغوا حالة الحب الحقيقية والعشق الذي ينبغي فمن أراد أن يعرف ما هو حبه وعشقه فلينظر إلى أين يقوده فان قاده للهوان والمذلة والضياع فلينفض ثوبه منه فما هو سوى من هواجس الشيطان وخطواته وان دفعه ليكون كفؤا لمن أحب وعشق ويرتقي به في سلم المجد والشهرة والقوة والنجاح فليبذل ليظفر بمحبوبه وهو سليم العقل طيب الصيت جميل الحديث مقبول من الجميع أو فليقعد إلى الأرض فإن الفاشلين ترفضهم كل نساء الأرض حتى من تبلد إحساسها وشعورها فلا تحب ولا تكره بل تعيش تأكل وتشرب وتنام وتنجب الولد فقط لا غير شيك لا يصرف سوى بهذه القيمة وقد تكون نسيبة حسيبة جميلة ذات دين الحب يصنع كصناعة الهرم الشامخ بل هو كصناعة الحياة بصورة ايجابية فمن سيسرق ويبطش ويغش ويخدع ويكذب من أجل توهم الحب والعشق فكأنه يتناول المخدر أو يروج للحشيش والمسكر من ضلال لضياع من أجل أن نعيش في اعتدال فلنجعل الحب والعشق والهيام كبناء البيت من الصخر والحديد بناء لا يتصدع بدلا من أن يكون كنار السعف مجرد نار تشب وتنطفئ لفراغ الحاجة ونهاية الأرب بعض من خدع نفسه وخدعت نفسها بحب متوهم ما إن ينقضي ما يسمونه حبا حتى يتفاضحوا ويشي كل واحد بسره المخبوء لكونه مجرد نزوة أنقضت بانقضاء موجبها ومن تأمل من يحبون بصورة صحيحة لا يحس بهم أحد ولا ينتبه لهم أحد ينقض عمرهم وقد اجتمعوا تحت مظلة راضين مطمئنين أو تفرقوا وقد عفت ألسنتهم وطابت أنفسهم لما يرجونه من الأجر والجزاء من الله وأنا أدعو المتخصصين لمعالجة هذه الظاهرة بكل ايجابياتها وسلبياتها وصياغة قانون لمن حاد به الطريق للوهم والضياع ودمر نفسه.
ومن يدعي حبه او عشقه ولاسيما أن الانترنت أصبحت تربة تنبت الكثير من النبت ضعيف الجذر ضعيف الساق سرعان ما تحرقه الشمس وتيبس ورقه الضعيف.
يا معشر العشاق والمحبين هذه إطلالة سريعة على قضية كانت وما زالت ولن تنتهي تشغل الجميع هل الحب حقيقة أم وهم هل هي كانت من نفوس سوية أو مريضة هل أخبار العشاق كقصص الأساطير أو أنها قصص مثبتة حقيقية لها تاريخها ولها أشباهها في حياتنا
لذلك نناقش ما يهمنا ومنها هذا الأمر كما ناقشه غيرنا.
م
ر
و
ر
ي
معــ كلــ الودــ
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |