\
/
\
/
\
/
\
/
\
نفرح جميعا بشهر رمضان ولكن لكل منا معاييره .. فهذا يفرح لقصر الدوام ..وذاك يمني نفسه بألوان الطعام .. وآخر يستعد لمشاهدة الافلام .. وهناك من يكثر الأحلام لطول المنام! نسعد بقدوم الشهر ونسيء إليه حين يكون مبررا لتأخير العمل والكسل وتواضع الإنتاجيه حتى عيرنا الأجانب بقولهم "رمضان كريم"! وبدلا من أن نصوم لتصح أبداننا نلتهم أطنان الأطعمة الغارقة في بحور من الزيوت ليصبح شهر الصيام "شهر الطعام" ..
ولا غرابة فنحن ننفق فيه على الأطعمة أضعاف ما ننفق في الأشهر العادية ! كلام ليس بالجديد نكرره كل عام ولكن قلة منا يصححون هذا الخطأ . نتذكر أنه شهر القرآن لكننا وبرغبتنا نحوله الى شهر المسلسلات والأفلام فنشاهد على الشاشة الفضية من المواد الفنية أضعاف ما نشاهده في سائر الأيام ! تكتشف أن رمضان صار الموسم الفني أو "الأوسكار" لإستعراض أفضل المسلسلات والافلام .. وتتساءل "ببراءة" من المسؤول ؟
تشدنا روحانية المساجد في صلاة التراويح لكننا وبرغبتنا نطفئها سريعا بالتنقل في الأسواق والمقاهي والجلسات التي قد تقضي على ما قدمناه في يومنا. يخبو حماسنا سريعا ونظن أن الحسنات ملأت صحفنا فنبدأ بالتسلل من المساجد والنوم عن الصلاة وننسى أننا في موسم عظيم أيامه معدودة . الكثير منا تفوته الفروض ولكن لا يفوته "طاش ما طاش " الذي قدم أسوأ صورة للمواطن السعودي وصنفه على أنه باحث عن الفساد أو مغفل ولا يخرج أحدنا عن مثل هذه الأوصاف ، أفنلوم الآخرين إذا ما تعاموا معنا وفق هذه الصورة ؟ يتذكر حلقات المسلسلات وماذا حدث فيها لكنه لا يتذكر ماذا قرأ في الصلاة أو بماذا دعا ! تصوم الألسنة قليلا لكنها سرعان ما تعود الى سابق عهدها حتى أنك تسمع كلاما من إنسان فتتساءل إن كان يعلم بدخول رمضان أم لا! وتجد القلوب المريضة والأعين الحاقدة تتنقل لتنهش الأجساد فتحسد هذا على ماله وتلك على بيتها وهذا على "صوته" وهذه على نشاطها لتفطر على لحوم البشر بعد ان صامت عن الحلال!
تتذكر الذين أمضوا الساعات في الشمس وكابدوا الزحام في صالات البنوك من أجل الإكتتاب بأسهم قد تعود عليهم ببضعة آلاف من الريالات وتبحث عنهم في بضع ليال من العشر الأواخر حيث وعد الله بمضاعفة الأجر ثلاثين ألف مرة فلا تجدهم !! وقد تجد أجسادهم دون القلوب وقد تجدهم في ليلة السابع والعشرين فيما يهجرون بقية الليالي . تتسمر أعينهم ساعات تلو الساعات أمام شاشات الأسهم لكنها لا تتحمل أن تقرأ عدة صفحات من كتاب الله ! تتساءل عن "الرحل" الذين "غزوا" دبي وقطر في "سبيل المساهمات" بحثا عن دريهمات من الأرباح لترى هل رحلوا لسويعات بسيطة نحو الغرب ليكتتبوا عمرة عند الله أجرها كأجر حجة مع النبي فلا تجد إلا النزر القليل منهم في حين يقدم الوافدون من ديارهم او مناطق بعيدة في المملكه بسيارات متواضعة طمعا في الأجر الذي يفرط فيه هؤلاء من أجل المسلسلات والسهرات ولو كان سفراً سياحيا لقارات بعيدة لوجدتهم من السباقين على الحجوزات !
لا أحد يجهل أن العيد قادم لكن البعض ينسى ذلك ليمضي أيام الشهر في التنقل من سوق لآخر بحثا عن بدلة و"جزمة"، لا يهمه ضياع الوقت ولكن المهم "كشخة العيد" ! وتأتي الطامة الكبرى من تجار لا يخافون الله فلا يعرضون بضائعهم الا قبل العيد بأيام قليلة كي تنفذ البضائع القديمة وكي يرفعوا السعر فلا يجد المشتري بدا من الدفع فلم يعد هناك وقت وقد نسي التجار الوعيد على من يحتكر ! .. وبدلا من الندم والتحسر دعونا نستثمر الأيام الباقية فقد فرطنا في الكثير وهاهي مكرمة الملك بالإجازه تمنح الكثيرين فرصة ذهبيه قد لاتتكرر مرة أخرى للإستفادة من بقية أيام الشهر الفضيل وليقدموا شيئا نافعا لأنفسهم ولكن هل سنعي ذلك؟
هنــــــــــــا كانــــــ مروريـــــــــــ
معـــ كلــ الودـــ
| التوقيع |
|
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
09-Oct-2006, 10:41 PM
وقفات ...!!!!! عـــــــــــــــــــــــــــــــــــاجــــــــــــ ـــــــــــــل ؟
العرض العادي
