قصة عبيد بن رشيد مع الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت

[ولد شمر]

بسم الله الرحمن الرحيم


أترككم مع المستشرق و المؤرخ الفرنسي ويليام بلجريف (الذي زار الجزيرة العربية ) ليروي لكم هذه القصة .........

يقول ويليام بلجريف :

........ وقد عظمت فرنسا في عهد الامبراطور نابليون بونابرت و أخضع أوربا في أيام عـزّه لسلطه فرنسا حتى دان العالم بأسره لفرنسا و صارت العالم كلها تتحدث عن فرنسا و نابليون ..و الدولة التي يأتيها مندوب من فرنسا تكون مخيرة بين الحرب و بين الولاء و الغالب منهم أعلان الولاء
إلا أنني و أنا أتحدث لا أزال أذكر مقولة رجل من جزيرة العرب يقال له عبيد الرشيد لمندوبي نابليون !عندما أتوا من حاكم الشام المعين من قبل نابليون برسالة من نابليون نفسه تطلب منهم الولاء له و الولاء كان يتطلب منهم الخروج عن دينهم و قد عرض ذلك على أميرهم عبدالله (بن رشيد ) لكنه رفض ذلك و بشدة إلا أن رد أخاه عبيد (بن رشيد) كان الذي يستحق أن يحفظ ... (( كونا من تكونان و لكن أعلما هذا : إذا أرتضت الجزيرة العربية كلها .. الخروج عن الإسلام ..فسأبقى لوحدي أدافع عن الإسلام و معتقدات أسلافنا و لو كلفني ذلك حياتي )) فتوجهوا لأمير يقال له ابن سليم (1) فلقي عرض نابليون استحسانا منه ....انتهى
المؤرخ و المستشرق الفرنسي : ويليام بلجريف


(1) ابن سليم : أمير عنيزة


وقد قال عبيد قصيدة بعد الغارة التي شنها على عنيزة سنة 1261هـ . ويتوعد فيها بن سليم وفيها إثبات للقصة التي ذكرها (بلجريف) .

يقول عبيد بن رشيد:

الحرب شبّ وطاري الصلح مافـور
من شب نار الحرب من صَلْوَها ماع

ارجي عسى ما قايد الضّد منصـور
آميـن ياللـي للمخالـيـق سـمّـاع

ولا يرتفع حظّه الى نفخـة الصّـور
ولا يقبل الله دعوتـه هـو والاتبـاع

والميت منهم ما يخلّـد مـع الحـور
ولا لهم في ماقـف الحشـر شفّـاع

يا دارنا من جـاك يبشـر بعاثـور
غير الضيوف ومـن تنصّـاك بيّـاع

من لانحـاه الحـق ننحـاه بالـزور
بخضر الهنادي مع شبا كـل شعشـاع

كم واحـدٍ بحرابنـا طـاح منحـور
توطّته صـمّ الحوافـر علـى القـاع

خِلّـي تعشّـاه الحواويـم و نسـور
وسَبْع الخلا يفرس بها كل مـا جـاع

من لابةٍ فعله مـع النـاس مشهـور
بديار سلطان العجـم صيتهـم شـاع

الحرب تبنى له بيـوتٍ كمـا القـور
ومن سابقٍ عاداتنـا ذبـح الأفـزاع

يابن سليم إن كان أخذتوا لنـا ثـور
واطعت لك ناسٍ يدورون الأطمـاع

ياما نصحتك مار مـا تقبـل الشـور
تمشي لنا شبـرٍ ونمشـي لكـم بـاع

و بالشّر نجزي من بلانا على النـور
ناتي حثاحيـثٍ علـى كـل مطـواع

وإن كان لك ضرسٍ مقزّيك منخـور
فحنّا لكـم قـازٍ وللضّـرس مقـلاع

نكوي نحانيحك ونرضف على الزور
لما توقّـع مـن ثناديـك الأضـلاع

فإن ما نفـع هـذا نحمّسـك بتنّـور
لمّا تطيب من الصّخونه والأوجـاع

يا ثور ياللي منـت بفـداك منقـور
هـذا جـزا هلّـت دبيبـه للادمـاع

وإن طعت شوري لا تباعد عن السور
واعط الغريم امن السناعيس الأطماع

بالله مكسـورٍ وبالخـلـق محـثـور
والرّيح نامت عن هبوبـه وذعـذاع

تحياتي....................