عندما تظل كبيراً رغم تطاول الصغار عليك تكبر في عيون الناس وترتفع فوق هامات الكل . لكنك حين تستجيب لإستفزازاتهم تعرض بنفسك وتتساوى في نظر الكبار والصغار , مع كل ضيق أضر بك أو حاول أن يستدرجك إلى ساحة لم تتصور أن ترى نفسك تهبط إلى دركها .
إن النفوس الكبيرة والممتلئة ثقة وإخلاصاً تظل أكبر بكثير من محاولات الاستدراج إلى ساحات موبوءة وغير كريمة. إن التجاهل لا يعتبر عجزاً ولا يعكس قصوراً ولكن يعبر عن احترام النفس, وارتقاء بها فوق كل الصغائر وتجاوز كل ماهو ردئ ودنئ . صحيح أن الصمت ممرض للنفوس الكبيرة لأنها لا تتحمل الباطل ولا تقبل لتضليل لكن الله سبحانه وتعالى علمنا مدى الأجر للكاظمين الغيض والصابرين على البلاء , وامتحان الأحياء .
وبالتأكيد فإن كل موقف رجولي يعبر عن رأي لايصدر عن الهوى ولا يتحرك في ضوء النوايا المريضة لا يمكن إلا أن تحترمه وتتعامل معه بما يستحق لكنك لا تملك إلا أن تفعل كما فعل الكبار حينما ارتفعوا فوق ركام الترهات لتضل جباهم عالية ونفوسهم كبيرة ومصونة من التلوث .