قصايدة من روائع اسطورة الكـرم العـربي (حـاتم طئ)
أماوي! قد طال التجنب والهجر، =وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح، =ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ، =إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين، =وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ، =إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم،= لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم، =يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ= من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني،= وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني، رب واحد أمه= أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً =أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ،= فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً =وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي =شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى =كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً =وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ، =غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ =على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي= يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ =وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ