في يوم اجتمع فيه الامراء والوزراء وكبار القوم والبسطاء عند رجل السياسه والفراسه والزعامه والرئاسه شهيد الامتين العربيه والاسلاميه المغفور له باذن الله : الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود اتى الى هذا المجلس الشاعر الكبير عبدالمعين بن ثعلي واذا به يرى الناس في هذه الجلسه لا احد يكلم احد على غير ما عهد من جلسات سابه والملك رحمه الله غارق في التفكير مكلوم لامر لا يعلمه الا بعض من خاصته وكان الشاعر عبدالمعين قد حضر قصيده في هذا اليوم وجاء لالقائها ولكن اكثر من بالمجلس اشاروا عليه بعدم القائها في هذا اليوم .
فقام من مجلسه حتى اقترب من الملك فيصل غفر الله له وقال له بالنص : (( يا ولد عبدالعزيز عندي كلمات من الشعر بعلمك بها ))
يقول الشاعر فرد علي الملك برد لم افهمه فتقدم نحوي فهد بن غشيان رحمه الله يريد اخراجي من المجلس فقلت : تسمح يا ولد عبدالعزيز بصوت عالي , فقال الملك : بصرك كيفك فقلت :
ابدي بذكر الله واصلي على النبي = على محمد سيد الآنام
يقول بن ثعلي وهذي هديته = على جميع المستمع سلام
اكرر تحيتها واقدم سلامها = واقول من حسن الكلام كلام
قلته وانا والله ما اذم ولا امدح = مانيب مداح ولا ذمام
ما اقول في المقفي ولا آكل عرضه = علي من رب العباد آثام
الا هل العوجا تكلمت فيهم = اللي لهم روس العلا مرام
لو كان مكفيهم من المدح ما مضى = ابطال وكرام عيال كرام
الاوله لا فرق الله شملهم = ويجعل لهم يوم المقام مقام
والله ما نجزي حساني فعولهم = خلوا لنا الدنيا زهر وانعام
الا بقولة يالله انك تعزهم = عد الليالي وعدة الايام
فرفع الفيصل سبابة يده اليمنى وقال آمين فعلمت انه قد استلب للقصيده فأكملت :
عشنا بفضل الله ثم بفضلهم = وعاشت بها الارمال والايتام
وتطور بهم دار سقا الغيث جالها = صيف وربيع وكل يوم غمام
تطورت بالعز والمجد واكتست = في كل عام اخير منها العام
كساها شرفهم واستقامت بمجدهم = واليوم هاهي ذروت السنام
وافهمك ياللي جاهل في نظامهم = والا ان عقال الرجال افهام
الله خلقنا كلنا واسمنا العرب = الاسم واحد والعقول اقسام
ونظامهم لا غير الله حكمهم = السيف حكمه والكتاب نظام
ولو يحكم الشرع على عيالهم = منهم وفيهم مظوا الاحكام
تحذر واخذ حذرك من الميل والجهل = من خوف لا تزهق بك الاقدام
اهم عليك مشرعات سيوفهم = سيف وراك وسيف من قدام
سيف لراع الحق يعطيه حقه = وسيف لراع الجرم والاجرام
والله لولا الله ثم مسلول سيفهم = اللي لعوجان الخطا لطام
لقول يمدا الذيب والنمر والفهد = تعشت العصفور والحمام
والحر يفرس في الحباري وفي الرخم = ويحط من باق الطيور ايدام
لاشك رادعهم من الخوف رادع = حطوا لمطلوق اللجام لجام
هل الرايه الخضرا ليا رزوا العلم = لا رزت الاعلام للاعلام
على علمهم لا اله الا الله = اسمه هو الغالي على الآسام
هل الدين والتوحيد والعز والشرف = اقاموا عمود الدين للاسلام
واهل السيوف ليا جرا مثل ما جرا = ليا غطى ضو النهار ضلام
تقلدوا بيض السيوف ومالوا = جوف المعارك يلبسون حرام
وارواحهم ترخص ولو كان غاليه = اليا اغتشا روس الجبال عسام
من يومهم من يوم كانوا وما مضا = ورث لجدان وابا واعمام
وسيوفهم تروي بضرب ايمانهم = يروون وبقيا السيوف حيام
انا اشهد ان السيف يصنع لمثلهم = وعلى غيرهم نقل السيوف حرام
حيث ان مكتوب لحد سيوفهم = قطف النفوس وجذة الاتسام
هل العزوه اللي كلنا نعتزيبها = لا حل مابين الشعوب زحام
عزوتهم التوحيد والسيف والظفر = اللي يخلي المشركين هدام
محاربة دين الرسول محمد = عبادة الاوثان والاصنام
وضد الضديد ليا رقص شيطانه = ليا زمر فيل الضديد وزام
ضديدهم ما يدخل النوم عينه = تسهر عيونه والعباد نيام
على راي قايدنا ملكنا زعيمنا = امامنا في كل حال امام
فيصل عمود الدين ضد عدوه = سم الضديد معالج الآسام
ليث العروبه عزها نصر دينها = ليا نواه الله بنصر وقام
ما خزخزت بنت الحصان بمثله = في الشرق والغرب وجنوب وشام
ولاجابن الخفرات مثله ولا جلس = للحكم مما جاء من الحكام
الله على ما كل عذرا تلحلحت = عن مثل فيصل جايتن بغلام
عندما وصلت هذا البيت ضحك غفر الله له وتجلا وجهه :
منا وفينا ما تعدى حدودنا = من اقصى بحر جده ليا الدمام
نباه دون الدين والشعب والوطن = ويروس عنا كل علم هام
وعمت مشاريعه على البر والبحر = دامت مشاريع الامام ودام
يشهد له الله ثم تشهد له العرب = والسيف والتاريخ والاقلام
ولد عديم جاذبه من راسه = سطام لطام العدا سطام
كم من ضديد سولت له روابعه = خلاه في موج البحر عوام
وكم طبة يشبع بها ضبعة الخلا = يشبع بها طير الهوا الحوام
وكم معسر فرج لهمه وكربته = مرهون في دين عليه مظام
وكم ليلتن غنى على الهجن واوجهن = وظلن على دربه مع الدرهام
كل ابلج يوهف لوجناه بالعصى = يحثها واهيه تبا قدام
على درب اخو نوره ليا هج واصتوك = مثل النعام او كنهن اروام
ربع مشاكيل على اوساق حزب = اهمه مشاكيل وهن همام
عاشول بيوم المجد والعز وانتهوا = حي غدا كله رميم عظام
العمر له يوم موقت وينتهي = زرع موقت واكتفاه صرام
حياتهم يوم نتذكر حياتهم = احلام ليل وضاعت الاحلام
وبعد هذا البيت فاضت عيناه بالدموع واطرق براسه :
تغمدهم الباري بعفوه ورحمته = بفضل من الباري عليهم عام
وليا غدوا عنا لقينا عيالهم = لا مات حكام يجي حكام
وختامها مني صلاة على النبي = واسلم عليكم والسلام ختام
وعندما قام الملك من المجلس اخذني فهد بن غشيان ومعه رجل اخر من وزراء الملك وجعلاني في احد المكاتب وعاد الي ومعهم ما امر به الملك لي , فقال فهد بن غشيان ازعجت طويل العمر فقلت ما عديت الا الصحيح , فقال الاخر : الا بيض الله وجهك وقصيدتك هذي والله انها جات على ما بخاطر الملك لانه قبل يومين كنا في العبله وكان الملك يدربل ويقول ( الله ياهالمحلات كم جيت انا وابوي فيك من ليله ) متذكرا والده جلالة الملك عبدالعزيز غفر الله له فلم يكلمنا من ذلك اليوم حتى جئت لنا واضحكته في اول قصيدتك ثم ابكيته في اخرها .
منقول من مجلة الابل