بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات المجالس البلدية ؛ ( زحمة في طريق فاضي ، وصيحة في برّ خالي ) !؟
كما هو شاخص مشاهد فما أن تجيء انتخابات المجالس البلدية إلا و يُشمّر عن ساعده مَن يشمّر ، وإن كان لم يُعرف له من قبل لا تشمير ولا تحبير ، ولا تخطيط ولا خير لا قليل ولا كثير ، فيُجلب بخيله ورجله ، ويُنادي بأعلى صوته في جماعته ومعارفه ، أن هُبّوا إلى نصرتي وتأييدي ، وانتخبوني فأعطوني أصواتكم دون سواي ، فأنا مَن ليس في البلد مثلي ، ولن أتكرّر لا قبلي ولا بعدي ، وليس هو وحده ؛ لهان الأمر ، واجتُنب الشرر ، ولكن الأمر أخطر فكلّ مَن شمّر فترشّح ـ وما أكثرهم ! ـ يفعل مثله وأكثر ؛ فيهبّ الناس لهذا وذاك ومِن ذا وذلك جماعاتٍ وأفرادى إلى تلبية النداء بلا تأمّل ولا رويّة ، فاليوم الحميّة الحميّة ، فكلّ ينادي بأن صوتي لفلان لا سواه ، فانتخبوه إن أردتم الأمن والأمان ، والرخاء والتقدّم في الأوطان ، ثمّ في نهاية المطاف يتكدّس الناس في المقرّات للإدلاء بالأصوات ، وهنا تنتهي الأمور فيترشّح أربعة من ألف أو يزيدون ، هؤلاء الأربعة الذين سيقطفون وحدهم الثمرة ، فيأخذون المكافأة خلال المدّة المحدّدة ، ويخفق الباقون الذين لم ينالوا مِن تشميرهم وجهدهم وتصييحهم وكدّهم إلا دويّ الأذنين وإفلاس اليدين !
وهذا فيما يتعلّق بالمترشّحين المشمّرين سواء الواصلون أم الساقطون ، وأمّا الناس فيرجعون إلى بيوتهم بعد إن انتهت مهمّتم عند هذا الحدّ ، وبعدها ما درى عنهم أحد ، ولا التفت إلى مشاكلهم وحاجاتهم أحد فما يعلم هؤلاء المساكين إلا بعد حين أنهم قد ما رجعوا وما جنوا من هذا الانتخابات إلا خفي حنين ؛ لأنّهم من حالهم ومآلهم قد أدلوا بأصواتهم بعد اجتهاد وتصبّر ، وانتظار وترقّب ، وآمال تتعدّد في خضمّ انتخابات المجلس البلدي الذي لا يملك أهله في نهاية الأمر ومَداه مِن القرار التشريعي أو التنفيذي إلا ما يملكه الرجل العادي ، بل هذا العادي خير منهم في الأوّل والتالي ؛ لأنّه قد سلم ـ وهذا الأهمّ ـ مِن النقد ولا الجرْح ، والسبّ والقدح إلا إن كان مقصدهم الحصول على المكافأة الشهرية ، أو تشحيم سيور بعض مشاريعهم التجارية ؛ فقد نالوا ذلك ، ولا شكّ ، ولكن مع تضييع الأمانة ، وتمزيق الكرامة .. ولا شماتة !
وفي نهاية المطاف مِن كلّ هذا وذاك تتجسّد باينة حقيقة انتخابات هذه المجالس البلدية بأنّها زحمة في طريق فاضي ، وصيحة في برّ خالي .. وهذا ما يُرى فيها ومنها الآن من واقع الحال إلا إن تغيّرتْ هذه الحال بقادم مِن قرار يجعل لجهدها ثمرة ، ولمنصبها كلمة ، ولمنتخبها فائدة .. وهذا ما نأمله !؟
.
.
وفي الختام تحيّة عطرة لكلّ قارئ ، ومعها شكر مثلها مسبق لكلّ مشارك ، إن قدّر الله ذلك .
أخوكم :
* عاشق الحقيقة *
24 / 5 / 1432هـ
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 28-Apr-2011 في 10:02 AM.