![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() يقول الله تعالى في كتابه العزيز (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر : 31].
فالله جل جلاله له جنود، وجنده سبحانه وتعالى غيب لا يعلم عددهم ولا صفتهم ولا مكانهم ولا قدرتهم إلا الله وحده، وهم كما أخبر تعالى في السموات والأرض كما قال تعالى (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الفتح : 4] وأنهم لا ينهزمون (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات : 173]. والقلوب المؤمنة هي التي تتعظ بالذكرى كما أخبر تعالى في كتابه (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) [الأعلى : 9 - 13] وقال (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات : 55]. فأما القلوب الضالة فتتخذها مماحكة وجدلاً. فالله عز وجل يُرسل بالآيات سواء كانت زلزالاً أم بركاناً أم ريحاً أم مطراً أم صاعقة أم حراً أم برداً أم ناراً، لتخويف العباد ليذكروه ويعودوا إليه كما قال (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء : 59]. فأهل الإيمان الصادقون يزدادون بذلك إيماناً وثباتاً وإقبالاً على الله عز وجل ويحدثون توبة واستغفاراً وتضرعاً، وأهل الكفر والطغيان ما يزدادون إلا طغياناً وإعراضاً وجدلاً، كما قال تعالى (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) [الإسراء : 60]. ولقد توالت الآيات في زماننا ومن ذلك الكسوف والخسوف الذي ينذر بزوال الدنيا ونهايتها ومن الآيات الرياح والفيضانات كما حدث في سونامي وسومطرا وبعض المقاطعات الأمريكية. ومن الآيات الزلازل ففي هزة أرضية واحدة لمدة ثوان سقطت مدن وقرى كما حدث في هاييتي وبعض مقاطعات الصين. فهل عاد هؤلاء إلى الله أم ازدادوا طغياناً وكفراً؟ ومن الآيات ما حدث من انفجار بركاني في أيسلندا إنه بركان واحد ولم تكن براكين ذو مساحة صغيرة من الأرض أحدث في أوربا رعباً حيث عطل حركة الملاحة الجوية خمسة أيام، وعلّق مئات الآلاف في المطارات وكلفهم خسائر باهظة تقدّر في اليوم الواحد [ 200 مليون دولار لشركات الطيران وبلغت الخسائر الإجمالية 1,7 مليار دولار ] وأربك حياة الأوروبيين وخططتهم. ومن الآيات ما حدث من حريق هائل في أسبانيا وفي مناطق الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. إن هذه الآيات التي يرسلها الله تعالى تحمل لكل طاغية وملحد وظالم رسائل منها: الرسالة الأولى: أن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : 82]. الرسالة الثانية: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر : 14] قال السعدي رحمه الله " لمن يعصيه، يمهله قليلاً، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر " وقال سيد رحمه الله في ظلال القرآن " فربك راصد لهم ومسجل لأعمالهم، فلما أن كثر الفساد وزاد صب عليهم سوط عذاب وهو تعبير يوحي لذع العذاب حين يذكر السوط، حين يذكر الصب، حيث يجتمع الألم اللاذغ والغمرة الطاغية على الطغاة الذين طغوا في البلاد (فأكثروا فيها الفساد)انتهى. الرسالة الثالثة: رسالة لأوروبا ومن والها: أن تكف عن حربها على الإسلام. أن تكف عن طغيانها وظلمها واضطهادها، أن تكف عن مقدّرات المسلمين وسطوها عليها. الرسالة الرابعة: لأمريكا وأوروبا ودول الكفر المحاربة لله ورسوله أن قوة العبيد مهما بلغت فلا تقف ولا تصمد أمام جند الله لحظة لأن جند الله هم الغالبون. الرسالة الخامسة: للطغاة والظالمين في جميع أصقاع الأرض أن الظلم والطغيان له منتهى. الرسالة السادسة: أن ما أصاب بعض البلدان المحاربة لله ورسوله تذكيراً لما يحدث لأهل فلسطين لأهل غزة العالقين والمشّردين شهوراً وسنينا. كما أن الآيات التي يرسلها الله تكون تذكيراً للمؤمنين ليزدادوا إيماناً وثباتاً وثقة بالله ووعده ووعيده. إن الأمة المسلمة قد يصيبها ما أصاب أوروبا وأمريكا وإسرائيل وغير دول الفساد والظلم والطغيان من الخسائر والهلع وغيرها من العقوبات الإلهية وذلك بسبب طغيان بعض الأنظمة الحاكمة ومشابهتهم للكفار في ظلمهم وطغيانهم ونفورهم وبعدهم عن الله، وذلك لأسباب ثلاثة: أولها: الجهل بالدين والإعراض عنه: وهو من أخطر الأمراض ومن أفتكها إذا انتشر، فإذا جهل المسلمون دينهم صاروا يتعاملون مع الآيات التي يرسلها الله كما يتعامل الكفار، فيردون الآيات إلى الطبيعة فلا يحدثون توبة ولا استغفاراً ولا تضرعاً ولا تمسكاً بالدين. ثاني الأسباب: الغفلة عن العواقب ويوم الحساب: كما قال تعالى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ..) [الأنبياء : 1 - 3]. ثالث الأسباب: الأمن من مكر الله: فالكفار في بعد عن الله وأمن من مكر ربهم لأنهم مطمئنون بوسائلهم ومخترعاتهم وتقدمهم، فشابه من المسلمين الكفار في ذلك والله تعالى يحذرنا نفسه كما قال تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) [آل عمران : 28] وقال سبحانه (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف : 99]. فنسأل الله تعالى أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ونسأله أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شر أنفسنا. وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |