![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم تجلية الحقيقة في المجادلة ( المحاورة ) وتوضيح الموقف الصريح الصحيح !؟ *** إضاءة بهذه الآية الكريمة : (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) )).[ سورة العنكبوت ] *** نسمع بين الفينة والأخرى عبارات مُنّمقة مزخرفة ، مرتّبة الحروف ، وقليلة الكلوف من نحو قولهم : ( فنّ الحوار ) ، ( ثقافة الحوار ) ، ( احترام الآخر ) ، ( قبول الآخر ) من أفواه أكثرها لا تعي عقول أصحابها إلا ظاهر معناها وعدد حروفها ، ثمّ يأتي بها مَن يرمي بها بقصد أو من دون قصد على مَن ظاهر مراده من أقواله الدعوة إلى الله إلى ما جاء منه تعالى في القرآن الكريم وصحيح السنة الشريفة وفق ما جاء منه تعالى في هذين المصدرين المقدّسين والصادقين ، وكأنّ الدين الصحيح الحنيف ، وأهله الحنفاء الفضلاء لا يعرفون شيئًا عن هذه الأمور لا في القديم ولا في الحديث حتّى رفع عقيرته بها مَن رفع ، بعد أن اجتلبها من الغرب لا سواه بلا تحريف ولا تعريف ، ولا تدقيق ولا تمحيص ، بل هو في أخذها ومن ثمّ ترديدها كالببغاء تقول كلّ ما تسمع ولا تعي منه حرفًا واحدًا !؟ وللحقيقة فلسنا ممّن يجهل هذه الأمور ؛ فنعرف ـ والفضل لله تعالى ـ الثقافات وتعدّدها وتنوّعها وتجاذبها وتدافعها واختلافها وائتلافها ، وانعكاسها وارتكاسها ، وارتفاعها وانخفاضها ، وانتعاشها وازدهارها ، وأسباب ذلك ، وتداعياته ونتائجه... إلى آخر ذلك ، ونعرف أساليب الحوار وفنونه مع المخالف تضادًّا ، والمخالف نسبيًا ، والمخالف كليًّا ، والمخالف جزئيًا ، وندرك المناظرة وأساليبها : المناظرة العلمية ، المناظرة النظرية ، المناظرة الدعائية ، المناظرة الإعلامية ، المناظرة النقلية ، المناظرة العقلية ، المناظرة السفسطائية ، المناظرة الإفحامية ، ولسنا ممّن يجهل مناظرة الداعية الجنوب أفريقي ( أحمد ديدات ) مع النصراني البروستانتي ( سوجارت ) أو مع غيره ؛ فلقد أطلعنا عليها وعلى غيرها الكثير الكثير ، بل شاركنا في مناظرات مع بعض النصارى وغيرهم من المذاهب والنحل واقعًا ومن خلال الإنترنت ؛ فلسنا ـ والفضل ربّنا ـ في هذه الأمور بأقلّ معرفة من غيرنا ، ولكن الفرق بيننا وبين غيرنا أنّه يأخذ تعريف هذه الأمور والفنون وأساليبها وطرقها وهيئاتها وكيفياتها من ثقافة الآخر ، ونقصد به الغرب تحديدًا لا غيره ، تامّة غير منقوصة ، وكاملة غير مخدوشة ، ثمّ يلتهما اتهامًا ، ويستقيها استقاءً ، فيتمثّلها تمثّلاً كاملاً في أقواله وأفعاله من دون تمحيص ولا تدقيق ، ولا إعادة نظر ، ولا سؤال مجرّب ، ولا عرض على ديانته ونحلته ، أو ثقافته وبيئته ، بل يرمي بالجهل تصريحًا أو تلميحًا مَن خالف ما تبنّاه مما استقاه عن الغرب لا عداه ، فهو يسير في هذا الأمر ذي الخطر على مقولة : إنّا وجدنا هذا عند غربنا قدوتنا فاتبعناه عميانًا وصمًّا ، ومَن خالفنا ؛ فهو الضالّ ، ونحن الهداه ، وهو الجاهل ، ونحن العلماء ؛ لأننا خلف الغرب المتقدّم المتحضّر والمتطوّر ـ وفق نظرة هذا المقلّد الأعمى القاصرة ـ نرتسم ونحتذي خطاه ! وأمّا نحن ـ والفضل لربّنا ـ فنطّلع على ما عند الغرب وما عند الشرق وما عند الجنوب وما عند الشمال ولا نقتصر على الغرب فقط في هذه الأمور وغيرها بلا حدود ، ولكن الفارق بيننا وبين غيرنا أنّنا نعرض كلّ ما اطلعنا عليه على قرآن ربّنا وصحيح سنّة نبيّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وعلى عقولنا وعلمنا وعلى ثقافتنا وبيئتنا وأخلاقنا نحن الموافقة لما جاء في قرآن ربّنا وصحيح سنّة نبّنا ، ثمّ ما وافق ما عند الآخر كائنًا ما كان ما جاء في قرآن ربّنا وصحيح سنة نبيّنا أخذناه واحتذيناه ، وطبّقناه فيما بيننا ومع غيرنا ؛ فنحن أمّة مؤمنة ( والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها ؛ فهو أحقّ بها ) ! >> وهذا هو الفارق بيننا وبين غيرنا في هذه الأمور ؛ فليس هو بأعلم ولا أعرف منّا بأمور ديننا ودنيانا إلا أننا ـ والشكر لربّنا ـ قد جمعنا العلم بالأمرين ، وعرض الأدنى على الأعلى ، ثم تحكيم هذا الأعلى في وعلى هذا الأدنى ، وأمّا هو فقد علم كثيرًا من أمور دنياه ، وجهل أكثر من ذلك في أمور دينه ، ثم لم يكتفِ بهذا التقصير والأمر المذموم ، بل جعل ما علمه من أمور دنياه مقدّمًا على ما علمه من أمور دينه ، بل محكّمًا ـ في بعض الأحيان ـ فيما ورد في دينه ومنه !؟ ** وإلى كلّ قائل أو سائل هذا هو نهجنا وشريعتنا وطريقتنا من واقع ديننا ومعتقدنا في المجادلة ( المحاورة ) مع مَن كان كافرًا وليس عاصيًا فحسب ؛ فكيف بالعاصي فحسب ، التي أمرنا بها ربّنا بعد أن سنّها ورسمها لنبيه لتكون له ولأتباعه المؤمنين به من بعده نهجًا كاملاً متكاملاً وحقًّا وعدلاً وإنصافًا في كلّ محاروة تقام بيننا وبين كلّ كافر حتى يرث الله الأرض ومَن عليها؛ فقد قال الله تعالى : (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) )) [ العنكبوت ] . >> وهنا يُنظر إلى أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين به بوجوب مجادلة أهل الكتاب ، هؤلاء الكفرة مع كفرهم بما هو أحسن ، وليس بما هو حسن فحسب ، ولا يخفى على ذي لبّ أن الأدب وحسن الخلق وطلب الحقّ ، والعدل وعدم الظلم داخل ـ ولا شكّ ـ في الإحسان إلى هؤلاء الفئة الكافرة من الخلق المأمور بمعاملتها بالأحسن في مجادلتها ومحاورتها مع كفرها الصريح بربّها . >> ولكن ليُنظر ـ أيضًا ـ إلى قوله تعالى : (( إلا الذين ظلموا منهم )) !؟ فسيجد الناظر المتأمّل أنّ المجادلة والحوار بما هو أحسن منتفية تمام الانتفاء من ظاهر لفظ وأمر هذه الآية الكريمة مع مَن أراد من الكفرة الظلم لا العدل ، والاعتداء لا الاستواء ، والشكّ لا الحقّ ، والكره ، لا الودّ ، والحرب لا السلم ؛ فمَن كان هذه هي حاله من منطوق مقاله وظاهر مراده ؛ فكيف تقام معه المجادلة من الأساس على الإحسان ، وكيف تشنّف آذانه مع ظلمه واعتدائه وإصراره من واقع حاله وظاهر مقاله على ظلمه واعتدائه بمقولة المودّة في الاختلاف في الأمور الدنيوية التي ليس منّها وفيها مضرّة : ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية ) ؟! ** وهذا هو منهجنا في المجادلة ( المحاورة ) مع مَن خالفنا في ديننا ، سواء مَن كان في ذلك صادقًا قاصدًا للحقّ والحقيقة بالصدق والعدل والرغبة الأكيدة ومَن له منّا وفق أمر ربّنا الإحسان وجميل الاحترام ، ومَن كان قصده الباطل والإضلال ، والفساد والإفساد ، والتشكيك والتشويش ، والتلبيس والتدليس ومَن له منّا كفّه بالحرف ، فإن لم يفده فبالكفّ ، ثمّ له ـ إن لم يرتدع عن غيّه ـ السيف ! فمَن جاءنا ، ولو كان كافرًا بما عندنا من دين ربّنا يريد المحاورة الطيبّة الصادقة القاصدة الوصول إلى المأمول وهو الحق والحقيقة ، والصدق والعدل ؛ فأهلاً وسهلاً به كانئًا مَن كان محترمًا منّا ومحسنًا إليه منّا ؛ كما أمرنا بذلك ربّنا تعالى وتقدّس . * ولكن ما الحلّ إذا ما المناظرة الدينية العلميّة التي هدفها الحقّ والحقيقة وصلت إلى عدم اقتناع الطرفين ظاهرًا برأي الآخر ، وإلى طريق مسدود من حيث عدم قبول أحدهما بالحقّ والحقيقة ، مع حرص الجميع على معرفة الحقيقة والصدور من هذه المناظرة عن نتيجة ؛ فالحلّ جاء في الشريعة الإسلامية في هذه الكريمة العادلة المنصفة للطرفين بالعدل التامّ ، والحقّ التمام ؛ وهي قوله تعالى : (( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) )) [ آل عمران ]. >> نعم ، إنّه الابتهال ليس غير ؛ فلا قبلة جبين ، ولا تصفيق كفّين ؛ وهذا الابتهال وهو دعاء الله تعالى وتقدّس بأن يجعل لعنته على الكاذب من المتحاورَين بعد انجلاء الحقّ اليقين لكليهما بلا تعيين ، والله تعالى يفعل بهما بعده ما يريد في الدارين ! * ولعلّ فيما أوردتُ ـ بإذن الله تعالى ـ ما يكفي توضيحًا للمراد ، ووصولاً إلى معرفة الحقّ بلا ارتياب . والله تعالى وحده هو أعلم بالصواب . * بقلم : *عاشق الحقيقة * 13/10/1431هـ والنشر هنا : 2/12/1431هـ
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 07-Nov-2010 في 11:06 PM.
|
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |