نحمد الله حمد الشاكرين القائل في كتابه العزيز (ولإن شكرتم لأزيدنكم) وذلك على ما من به علينـــا في هذا البلد المبـــارك المملكة العربية السعودية من النعــم العظيمة التي لا يحصيها إلا هو سبحانه القائل (وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) والصلاة والسلام على من بعثه الله بالهدى ودين الحق نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نحن في بلد الخير نتمتع بالكثير من النعم التي أنعم الله بها علينا وأعظمها نعمة الإسلام كما أنعم علينا أن أوجدنا في هذا البلد المبارك الذي فيه أطهر بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة (الكعبة المشرفة)قبلة المسلمين ومهبط الوحي وفيه المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والتي يضم ثراها الطاهر قبر خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
كذلك أنعم علينا بأن هيأ لنا هذه الحكومة الرشيدة التي تحكم بشرع الله وتتخذ من كتابه الكريم وسنة نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم منهاج حياة وأساسا للحكم وبذلك تحقق العدل والمساواة ورفع الظلم عن المظلوم وأخذ كل ذي حق حقه وكانت نتيجة ذلك تحقق نعمة الأمن في كافة أرجاء هذا البلد وتوفر سبل الراحة والحياة الكريمة لأهله .
إذا يجب علينا المحافظة على هذه النعم العظيمة وذلك بشكر المنعم تبارك وتعالى حق شكره قولا وعملا فمن شكر الله تعالى تأدية جميع ما فرض علينا من عبادات كالصلاة والزكاة والصوم وحج البيت الحرام . كذلك فعل الخيرات وترك المحرمات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
كذلك عدم الإســـراف والتبذير قـال الله تعالى : (كلوا وشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) . لهذا يجب علينـــا أن نربي أبنائنــا علـى طاعة الله وشكره على نعمه وأن نوضح لهم أنما نراه اليوم من الإسراف والتبذير في معظم المناسبات أمر قد تكون له نتائج وخيمة إذا لم يتم وضع حد لهدر الأموال في أمور لا فائدة منها ولم يعد الأمر مقتصرا على الناس المقتدرين حتى محدودي الدخل فإن بعضهم يكلف نفسه أكثر من طاقتها لكي يقيم مناسبة فخمة وربما أخذ سلفة من البنك لتأمين متطلبات تلك المناسبة دون التفكير في النتائج المترتبة على ذلك وقد يندم الإنسان حين لا ينفع الندم .
كما يجب علينا أن نوضـح لهم المعانات الكبيرة التي كان يعانيها آبائنا وأجدادنا و تضحياتهم من أجلنا فقد صبروا وتحملوا المشقة حيث أنه في زمنهم كانت ظروف الحياة صعبة سواء من ناحية المعيشة أو من نواحي أخرى كالمساكن المتواضعة وما تحويه من أثاث بسيط كذلك صعوبة الحصول على وسائل النقل وصعوبة التنقل لعدم وجود طرق حديثة كما هو الحال في زمننا هذا وعدم توفر وسائل الاتصال . لاشك أن من عايش تلك الفترة بكل معاناتها يلمس الفرق الكبير في كل شيء فلله الحمد والشكر على جميع نعمه ونسأله أن يديمها علينا وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته
***