بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة ( الحيلة ) الإسقاطية ودلالتها الأكيدة على الحالة النفسية المريضة
***( إشراقة ) بهذه الآية : (( وعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )) . [ الفرقان : 63 ]***
يجد المتأمّل المتابع للحوارات والنقاشات خاصّة في المنتديات في مداها الشخصي الضيق لا العام الواسع أنّ هناك ـ عضوًا أو إداريًا ـ مَن يلتزم في نقاشه مع غيره ( إذا كان حادًّا لا غيره ) بالتعبير تجاه هذا الشخص المخالف لرأيه واصفًا إياه من دون مبالاة بكلمة دائمًا ما يُكرّرها مع كل مَن خالفه ، ويجلبها معه في كلّ سوق نقاش حلّ به ؛ فيرمي بها كلّ مَن خالفه بالمجّان غير مراعيًا لحرمة وكرامة الإنسان ، متوهّمًا هذا الإنسان جهلاً منه وخداعًا لنفسه أنه قد تغلّب بها على خصمه ، وألجمه وأفحمه ، وانتصر بها أعظم انتصار لرأيه .. وما علم هذا المسكين أن الأمر على عكسه ، وأن الحقيقة على خلافه ، وأن سلاحه قد أصاب نفسه ، وأنه قد لفت الأنظار لما فيه هو من الأسرار !؟
>> وإليكم التوضيح المريح : يوجد هناك ـ وأظن أن الأغلبية قد شاهده وبعضهم قد ابتلي به ـ مَن إذا خُولف في أيّ أمر بادر إلى سلاحه المدّخر ، وكلمته المعلّبة عند الخطر ؛ فيرمي بها كلّ مَن خالفه قائلاً له بلا تحذير له ( أنت مريض (!؟) .. وهنا تجده قد تنفّس الصعداء ، ظانًا أنه قد بلغ الغلبة والعلياء ، وإقامة الحجة الدامغة ، والدلائل القاطعة على بطلان رأي مخالفه ، وعلى انتصاره هو عليه !
*والحقيقة التي لا مرية معها ، ولا جدال فيها أنّه قد أبان عن حقيقة نفسه هو لا حقيقة غيره بأنه هو المريض لا غيره ؛ فهذه الكلمة ( مريض ) التي نفّس بها هذا العليل عمّا فيه هو ما هي إلا إسقاط مريح وإفراغ مُزيح لما فيه من علة ومرض ، وداء وسقم على غيره ممن هو منها خليّ ، ومعافى نقيّ .. تخفيفًا مِن لهيب حقيقة مرضه هو المستعر في نفسه ، وتنفيسًا بهذا الإسقاط وهذا الإنزال من حمله الثقيل عن عاتقه بهتانًا على عاتق غيره .. متوهمًا هذا المريض أنه من حقيقة نفسه المريضة قد فرّ ، وما درى المسكين أنه بها علنًا قد أقرّ ! >> ويبقى علينا نحن من ذلك الحذر !
**ونختم بهذه الهدية إلى كل مَن أبتلي بهذا الشخص البلية ؛ وهي : أن يذكر أوّلاً الله شاكرًا إياه على العافية والسلامة ، ثم ليردّد بلا ملامة :
يخاطبني السفيهُ بكلّ قبحٍ .. فأكره أن أكونَ له مُجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حِلمًا ... كعودٍ زاده الإحراق طِيبا
*عاشق الحقيقة*
18/ 11 / 1430هـ
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 06-Nov-2009 في 12:16 PM.