الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الشمري ضيف عندكم يالهيلا (آخر رد :العيداني الدهيمي)       :: التعريف بقبيلة العيلة من النفعة من عتيبة (آخر رد :نفيعي كلاخ)       :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 16-Aug-2009, 01:38 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

عقبة أمام المد الشيعي!

العلماء والدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمثقفين والسياسيين والحكام ودوائر الأمن وصنّاع القرار؛ كل هؤلاء مدعوون لقرءة هذا المقال لفهم ما يجري على الساحة في المنطقة.
بقلم/ عبد العزيز بن صالح المحمود
بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان ظهر في بعض وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة مصطلح (الصفويين، والصفويون الجدد)، والملاحظ أن جُل إن لم يكن كل شرائح المجتمع الإسلامي المثقف وغيره يجهل معنى هذه التسمية، حتى تصوّر البعض أن الصفويين هي حزب، أو اسم لميليشيا في العراق، وأن إسماعيل الصفوي هو شخص كـعبد العزيز الحكيم و مقتدى الصدر .
لذا رأى راقم هذه السطور أن يساهم بمقال يوضح معنى هذه الكلمة ويعلق هو في الهامش رابطاً القديم بالواقع، مستعيناً بعشرات المصادر العربية والأجنبية والإيرانية والتركية، لتوضيح الحق، والله من وراء القصد.



د/ محمد بن إبراهيم السعيدي
بعد الثورة الإسلامية في إيران والتي جعلت من أولياتها نشر المذهب الشيعي في العالم الإسلامي واجه القائمون على تنفيذ هذه الأولية عقبة كأداء تمثلت في كون المذهب الشيعي لا يرى مشروعية الجهاد إلا مع الإمام المعصوم, ولم تكن هذه الفكرة محل تقية أو إخفاء لدى مراجع الشيعة كأمثال محمد باقر الصدر في كتابه "اقتصادنا" وهذا يعني للشعوب الإسلامية المتطلعة إلى التخلص من زمن الهزيمة أن عليها تأجيل التفكير في حلول عسكرية إلى أمد غير محدد، وكانت المراجع الشيعية على اقتدار تام لتأويل هذا القول أو إيجاد مخارج فقهية له لولا أن التاريخ الشيعي بات أمام جميع المطالعين فقيرا بالرموز الجهادية منذ تأسيسه في، مقابل الأكثرية السنية الممتلئ منذ نشأة الإسلام بعمالقة الجهاد ابتداء بالصحابة الكرام دون استثناء وأبطال الفتوحات الإسلامية من التابعين مروراً بـنور الدين زنكي و صلاح الدين و الظاهر بيبرس وانتهاء برموز المقاومة ضد الاستعمار الغربي في العصر الحديث، بل إن التاريخ الشيعي ملطخ بنماذج سيئة من أعداء الإسلام كـابن العلقمي و نصير الدين الطوسي و إسماعيل الصفوي .
هذه العقبة حتمت على حكماء الشيعة والمسئولين عن تحقيق المطامح الدعوية - وربما التوسعية - للمذهب الشيعي -وربما الدولة الشيعية- أن يقدموا للأمة الإسلامية في هذه الأوقات الحالكة نماذج وضاءة تجيب مباشرة عن أي تساؤل حول الجهاد في المذهب الشيعي دون الحاجة إلى تكلف فتوى بهذا الشأن أو الالتفات إلى التاريخ النضالي الفقير ومحاولة العبث به. فكان حزب الله اللبناني أنسب ما يكون للقيام بهذا الدور لاسيما وقد تكاملت فيه عدد من المواصفات لا توجد في فرع آخر من فروع هذا الحزب في العالم الإسلامي . فليس فرع الحزب في لبنان بحاجة إلى تأسيس أرضية جماهيرية كما هو الحال في الفروع الأخرى، كما أن العدو جاهز ولا يحتاج إلى صناعة بل هو عدو من الطراز المطلوب حيث يلتقي جميع المسلمين على عداوته كما يلتقون على قبلة واحدة الأمر الذي يجعل صيتهم ذائعا فيما إذا حققوا أمجادا على حساب هذا العدو، كما أن اضطلاع حزب الله بهذه المهمة كفيل بإنساء الذاكرة اللبنانية والعربية والفلسطينية جرائم منظمة أمل الشيعية والتي اقترفتها أثناء الحرب الأهلية بحق المخيمات الفلسطينية رغم أن هذه الجرائم لم تحض حتى الساعة بظهور إعلامي نظرا للظروف التي أحاطت بوقوعها أو لأمور أخر الله أعلم بها ونسجل هنا علامة استفهام هل هذا التجاهل حتى اليوم لكونها منظمة شيعية؟
إلى هنا ولا اعتراض على القصة إذ لا بأس أن يقال: إن من حق كل طائفة تعتقد صحة تعاليمها أن ترسخ قدمها وتدعوا إلى مذهبها وليكن من نتائج ذلك تعزيز نفوذها وإحكام سيطرتها لاسيما إذا صحب ذلك تصحيح بعض مفاهيمها والتكفير عن بعض ما يحسب التكفير عنه من أخطاء الماضي، لا بأس بكل ذلك, لكن القصة لم تنته . تقاطعت مصالح الشيعة مع مصالح أعداء الإسلام - ولاحظ أنني أقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن توافقت وأقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن تآمرت - فقوة حزب الله ونفوذه تعنيان استحالة قيام دولة حقيقية في حدود إسرائيل الشمالية حيث لا يمكن لدولة لبنان نزع أسلحة هذا حزب قوي يتبنى مقاومة المحتل كما أن هذا الحزب لا يمكنه الانصياع لدولة ما زال يخيفها هاجس الحرب الأهلية ولا بأس أن يعطي العدو حزب الله بعض المكاسب المعنوية التي تكفل لهم تحقيق المد الفكري وهي في حقيقتها لا تؤثر على دولة إسرائيل إذ أنها مطالبات بأسرى لن يخسر اليهود ولو أطلقوهم جميعا ومزارع لا تتجاوز مساحتها الأربع كيلو مترات تتجاوزها مطامح الصهاينة كثيرا، والخاسر الحقيقي جراء تلك المطالبات هم اللبنانيون جميعهم والسنة منهم على الخصوص أما الصهاينة فإن نجاح حزب الله في نشر طروحاته الدينية التي ليس في أصلها معاداة لليهود على حساب طروحات أخر يعد مكسبا لا بأس في أن يدفع ثمنا له مكاسب ضئيلة تعود اليهود على تقديم أكبر منها في سبيل الوصول إلى غايات أكثر بعدا . وكما أن المقاصد الدينية لدى صهاينة النصارى الأمريكي ين تقاطعت مع مقاصد الصهاينة اليهود رغم العداء العقدي والتاريخي بين الفريقين، فكذلك وبالحرف تقاطعت مقاصد الشيعة مع مقاصد اليهود الصهاينة.
أولاً: فـاليهود يقيمون دولة لملك من آل داود، والشيعة يقيمون دولة لمهدي يحكم بشرع داود، واليهود يتوعدون بقتل العرب قاطبة في معركة وادي مجيدون مع ملكهم, ومهدي الشيعة أعظم نكاية في العرب من ملك داود . وهذه الحقيقة المرة تخفى على الكثيرين حتى من الشيعة أنفسهم إذ يعتقدون أنهم ينتظرون مهديا يحكم بالإسلام ويعز الله به العرب معدن الرسالة وأصل الأئمة، إلا أن كتبهم ناطقة بغير ذل .
روى المجلسي في "بحار الأنوار" (52/ 318): [أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر -كتاب مزعوم يظهر به القائم المزعوم- وهو قتلهم]. وروى أيضاً (62/ 349): [ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح]. وروى أيضاً: (52/ 333): [اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما أنه لم يخرج مع القائم منهم واحد].
ولنقف عند هذه الرواية المروعة عند المجلسي في "بحار الأنوار" (52/353) عن جعفر الصادق : [لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه بما يقتل من الناس حتى يقول كثير من من الناس ليس هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم].
والقارئ لروايات الشيعة في كتبهم المعتمدة حول جرائم مهديهم المزعوم في قتل العرب والمسلمين لا يبعد عنه ما ذكره سفر يوشع بن نون في تعداد مآثره في استئصال الكنعانيين والسيد محمد باقر الصدر في كتابه في : تاريخ ما بعد الظهور, يؤكد تواتر هذه الروايات وأن نكاية مهديهم ستكون في المسلمين, بل العجيب أنه بعد تصفيته للمسلمين لا يريق محجما من دم في سبيل نشر دينه الجديد هكذا.
ومما يقوله منكرا روايات العامة - أهل السنة - التي تقول إن المهدي لا يريق دما مطلقا: وبإزاء هذه الأحاديث المتواترة القطعية-يقصد أحاديثهم في القتل الذريع -، يوجد ما ينفي مباشرة الإمام المهدي (ع) للقتل، الأمر الذي سمعنا تكذيبه من الأخبار السابقة ثم يسوق الأحاديث الكاذبة في زعمه عند أهل السنة الصفحة 398 أما حكم الإمام بحكم آل داود فقد جاء في أعظم مصادر الشيعة وأوثقها عندهم وهو كتاب الكافي للكليني حيث عقد بابا في الأئمة إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود ولا يسألون البينة ثم روى عن جعفر الصادق : [إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود و سليمان ولا يسأل بينة] (**)
ولا يكذب السيد الصدر هذه الروايات فقد عقد لها فصلا بعنوان المبررات الكافية لاتخاذ المهدي أسلوب قضاء داود و سليمان الصفحة 572، ويسوق لتبرير ذلك كلاما تأويليا لا يفيده الفهم العربي لتلك النصوص .
إذا فإن اليهود و النصارى و الشيعة ينتظرون رجلا يقتل العرب ويقيم دين داود فهم إذا ينتظرون رجلا واحدا؟
وما يمنعنا أن نصدق ذلك ؟ فكما أننا صدقنا بتوافق اليهود و النصارى على هذه المصلحة رغم ظهور العداوة التاريخية بينهما وأنهار الدماء التي سالت بينهما فمالنا نتوقف عن تصديق توافق اليهود و الشيعة وكتابهم الكافي في أوثق أجزائه وأصحها عندهم وهو الأصول ناطق بذلك.
وهناك نقطة التقاء أعظم وأنكى وهي أننا نعلم عداوة اليهود ضمنا للكعبة المشرفة ولا أعرف عنهم نصا يدعو إلى هدمها أما الشيعة فإن هدم الكعبة المعظمة من أبرز أعمال قائمهم . روى المجلسي في بحار الأنوار: (52/338): [أن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه والمسجد النبوي حتى يرده إلى أساسه].
وهو يهدم المسجد لأن القبلة ستتحول عنه إلى الكوفة روى الفيض الكاشاني في "الوافي" (1/215) عن الصادق : [يا أهل الكوفة لقد حباكم الله بما لم يحب أحدا من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه].
ألا يعني كل ذلك تقاطعا أو التقاء - قل ما شئت - في المقاصد الدينية لدى الفريقين. إن هذه المقاصد أبعد ما تكون عن مقاصد أهل السنة بل أبعد ما تكون عن مخيلتهم حتى إن من مخلصي أهل السنة وأهل الفكر فيهم من غضب من شك بعض الطلاب بحقيقة الحرب الدائرة بين حزب الله واليهود فألف مقالة سماها خدعة التحليل العقدي حاول فيها أن يرشد إلى أسلوب أمثل في تصور الأحداث وتصويرها ونحن معه في تبني ذلك الأسلوب الذي دعا إليه لكن لا في جميع الأحوال إذ نجد أنفسنا عاجزين عن تبنيه في هذه القضية .
ثانياً: وأمر آخر تتقاطع فيه مصالح الأعداء مع مصالح الشيعة وهو كذلك العقبة الثانية أمام المد الشيعي, هو السلفية, فالاتجاه السلفي يحضي بعداوة الفريقين الشديدة فمن جهة شيعية يرى الإمام الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية : أن بالإمكان التوافق مع نظام صدام حسين البعثي في العراق وليس هذا ممكنا مع النظام الوهابي في الرياض, كما أن كتابه "كشف الأسرار" طافح بالبغض الشديد لهذا الفكر وأهله.
وما فتئ علماء الشيعة في كتاباتهم ومناظراتهم يحاولون جاهدين عزل السلفية عن بقية الاتجاهات السنية ليوهموا الناس أن الخلاف الحقيقي ليس بين الشيعة و أهل السنة بل بين هذين الفريقين من جهة وبين السلفيين من جهة أخرى.
وسر ذلك أن السلفيين هم أشد أهل السنة قولا في البدع إذ لا تقتصر البدعة عندهم على الجوانب العملية وحسب بل تسبق ذلك إلى منهج التلقي والفهم لنصوص الكتاب والسنة واستنباط الأحكام والعقائد، مقتصرين في ذلك على طريقة الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان هذا الجيل الذي يكن له الشيعة بغضا شديدا وبقدر ما يكون البعد منه أو القرب يكون البعد عن التشيع بمفهومه المذهبي أو القرب منه وهذه الطريقة كفلت للسلفيين حصانة من البدع وأبقتهم أكثر المسلمين نقاء من أوضار الخرافة وبعدا عن سفاسف التأويلات فجعل مذهبهم ينتشر بروحه وبساطته ودون جهد يذكر من أهله في جميع أرجاء العالم الإسلامي بل ويؤثر إيجابا على أبناء الفرق السنية الأخرى.
حتى إن كثيرا ممن يظهرون مخالفة السلفية في منطلقاتها تأثروا بها شعروا أم لم يشعروا . فكان السلفيون في طرف والشيعة في الطرف المقابل، وبقي السلفيون علماء وعامة أبعد ما يكونون عن التأثر بمفاهيم الشيعة الذين اجتهدوا منذ الثورة الإيرانية في تصديرها للعالم الإسلامي في أغلفة محكمة بكل ما تحمله كلمة تصدير من معنى وكانت قدرة المجتمعات المسلمة في فك تلك الأغلفة وفضح ما تحتها بقدر ما فيها من قرب من الفكر السلفي .
الحاصل : أن الدولة الشيعية التي يعدونها للمهدي ويأملون وجودها حقيقة في عام 2050 لا بد لقيامها من الحد من نفوذ الفكر السلفيي وإبعاده عن الطريق فكريا وسياسيا بأي وسيلة كانت.
وها هي خطط الشيعة في تكوين فيدرالية شيعية بجنوب العراق بالتعاون مع المحتل الأمريكي تواجه وبقوة من المقاومة العراقية التي هي بمختلف أطيافها سنية سلفية كما يبدوا من تصريحات قادتها التي تذاع من حين لآخر .
وإذا كان السنة أخبث وأنجس عند الشيعة من اليهود فما بالك بالسلفيين منهم الذين هم أبعد السنة عن مقارفة ما عليه الشيعة، قال سيدهم نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" (2/206) عن حكم أهل السنة : (أنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة وأنهم شر من اليهود و النصارى وأن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه) .
فإذا كنا عندهم شر من اليهود فما العجيب في أن تتقاطع مصالحهم مع اليهود ضدنا . ومن المفيد لنا هنا أن نتذكر أن المناظرين الشيعة إذا ووجهوا بمثل هذه النصوص من نعمة الله الجزائري أبو البراءة منها والقول بخطأ سيدهم واكتفوا بتأويلها تأويلات باطنية سمجة.
أما اليهود فلا نحتاج إلى إطالة في بيان عدائهم لـأهل السنة الذين يخيفونهم بما يرونه من مشروعية الجهاد في كل زمان ومكان إلا أن الطرق الصوفية الغالية والمحسوبة على أهل السنة شغلت نفسها بشعائرها البدعية الداعية إلى انصراف الإنسان إلى نفسه وانعزاله عن كل ما يحيط به في شعائر رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان وكان الجهاد في سبيل الله أحد ما شغلت الطرق الصوفية نفسها عنه من شعائر الإسلام وكان لتمكن هذه الطرق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وعدم تفاعلها مع الأحداث أكبر الأثر في تمكين الدول الصليبية في مطلع العصر الحديث من الاستيلاء على معظم بلاد المسلمين التي لم تنهض لمقاومة المحتل إلا مع النهضة السلفية في مطلع العصر الحديث وأصبح لكل بقعة من بقاع المسلمين حظ من مقاومة المحتل بقدر حظه من التأثر بالفكر السلفي وبعده عن الانعزالية الصوفية .
بل قد وصل التأثير السلفي إلى الصوفية نفسها حيث شهد مطلع العصر الحديث تأسيس طرق صوفية حاولت الجمع بين تزكية النفس الصوفية والالتفات إلى العمل الإسلامي والذي هو من مقومات الفكر السلفي كما حدث في ليبيا وتأسيس الطريقة السنوسية . إذا فأعداء الإسلام لهم تجارب غير محمودة مع السلفية جعلت محاربة الفكر السلفي وتشويهه ودعم خصومه من أهم ما تعمل عليه من استراتيجيات في المنطقة .
ثالثاً: فإذا كان الشيعة يبشرون بقتلنا مع إمامهم المزعوم كما يبشر بذلك اليهود و النصارى مع ملك آل داود وإذا كانوا يروننا أخبث وأنجس من اليهود وإذا كانت مصالحهم تلتقي أو تتقاطع ضدنا مع اليهود و النصارى فهل ما يحدث بينهم من عداوة وسجال تمثيلية كما يقول البعض؟
إن للقائلين بأن ما يحدث هو تمثيلية مبررات لا يمكن أن نستهجنها أو نستهين بها لا سيما وأن العصر الحديث قد كشف لنا عددا من مسرحيات العدواة التي سالت فيها دماء حقيقية ثم تبين بعد عقود أنها كانت مسرحيات هادفة، وليس أقلها خطرا مسرحية ثورة اليهود الهاجانا على الانتداب البريطاني في فلسطين والتي خرجت على إثرها الدولة المنتدبة لتسلم البلد للثوار اليهود سنة 1948 وذلك بطريقة قانونية شكلا، دولة منتدبة سلمت البلد للثوار هكذا وبكل بساطة. كما ظهر جليا من خلال كتابات وليم كار ورجاء جارودي أن المذابح التي لحقت بـاليهود على يد الألمان كانت مسرحية كبيرة أريقت فيها دماء كثيرة لكنها مع هذه الدماء ظلت مسرحية هادفة. إذا فالقول بأنها تمثيلية ليس قولا سقيما كما يحلو للبعض أن يصوره لكنه مع توجهه ليس حتى هذه الساعة القول الذي أميل إليه.
ذلك أن التمثيليات الخطيرة من هذا النوع والتي تراق فيها الدماء ويعبث فيها بعقول الشعوب ومقدراتهم يكون فيها عادة من الإحكام والسرية ما يجعل فضحها أمرا يحتاج إلى عقود طويلة من الزمن ويظل القول بها نوعا من التخرص الذي يبعد بصاحبه عن الحلول الواقعية ويدخل به في حمأة جدال لا ينتهي ثم لا يصل معه إلى أكثر من كونها توقعات, هذا ما لا نريده. ونحن وإن قلنا في الشيعة و اليهود ما قلنا فلا شك أنهما أمتان متغايرتان متعاديتان لكل واحدة منهما مصالح وإن تقاطعت مع مصالح الأخرى أو ربما توافقت فترة من الزمن أو في جانب معين إلا أنها لا يمكن أن تتطابق كما لا يمكن أن تتطابق مصالح أي أمتين على هذه البسيطة.
فما يحدث هو عداوة حقيقية ولكن لا بأس للأعداء تمكين بعضهم لبعض وذلك في الأمور التي يخسر الفريقان إذا اتخذا فيها مواقف متغايرة، فالحرب الأخيرة مثلا كانت حربا حقيقية لكن الفريقين سارا فيها سيرة تحقق لكل منهما ما يريده من مكاسب.
أما اليهود فقد أوقعوا بالحزب من الخسائر المادية والبشرية ما يكفل لهم أمن جانبه ولمدة سنوات عديدة، ولم يجهزوا عليه لأن موته يعني وحدة الدولة اللبنانية وقوة السنة في هذه الدولة وهي قوة لا يريدونها في حدودهم الشمالية بعد أن ذاقوا الأمرين منها لدى السنة في فلسطين في الجنوب والوسط والعرب السنة داخل حدود الثمانية والأربعين الذين تذكر التقارير أنهم بالرغم من محاولات اليهود الجادة منذ إنشاء الكيان الصهيوني لاستيعابهم إلا أن التدين والروح الجهادية والعدائية لليهود تنموا بينهم مع إشراقة كل صباح . كما أن كيأنهم محاط بدول سنية فكان من مصلحتهم أن يوجدوا لأنفسهم منفذا شيعيا في الشمال يرون أنه وإن عاداهم إلا أن هذا العداء يمكن استيعابه على عكس العداء السني.
واستفاد حزب الله أن ظهر بمظهر المنتصر الصامد أمام العدو الصهيوني في وقت يبحث فيه المسلمون عن قيادات دينية تحقق نصرا، وهذا ما أكسب الشيعة قبولا بين السنة حتى المثقفون منهم بل وصل القبول للشيعة إلى حد إعجاب كثير من السلفيين بمنجزات الحزب ضد إسرائيل وهو أمر لم يكن الشيعة ليحلموا به لولا مثل هذا النصر .
وقد سارع الشيعة في استغلال هذا الموقف فكثفوا من الدعوة إلى التشيع في هذه الفترة الوجيزة وحققوا مكاسب فعلية ولا أعني بذلك استقطاب كثيرين إلى التشيع, بل تأسيس أرضية لقبول الاستماع بإنصات إلى دعاة الشيعة وهو مكسب لا يمكن أن يقال عنه إلا أنه إنجاز خطير لم يكن ليتم لولا هذه الحرب ولمعان حزب الله الجهادي، الذي استحق عند كثير من السنة لقب صلاح الدين العصر الحديث (ليته كذلك) وهو إنجاز جعل أحد رموز السنة وهو الشيخ يوسف القرضاوي والمعروف عنه التساهل في أحكامه ضد الشيعة، أقول : إن هذا الإنجاز جعله يصرخ محذرا من المد الشيعي في مصر واستغلال الشيعة حب المصريين لرسول الله وآله ليحولوهم إلى المذهب الشيعي . وجاءت تقارير من سوريا تحذر من تغلغل شيعي بين الأكثرية السنية السورية. هذه بعض التأملات في الواقع الشيعي الحاضر أسأل الله أن ينفع بها ويحق الحق بكلماته أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



يتبع















رد مع اقتباس
غير مقروء 16-Aug-2009, 01:40 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

نحو استراتيجية فعالة تجاه الخطر الفارسي الشيعي

عند الحديث عن خطر الفرس لا يعني التقليل من خطر الروم، ولكن للفت الانتباه له وبدء التصدي له، أما خطر الروم فتكفل بصده مجاهدو العراق وفلسطين.
وإن من مبشرات أن الفرس لن تقوم لهم قائمة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فارس نطحة أو نطحتان، ثم يفتحها الله، ولكن الروم ذات القرون كلما هلك قرن قام قرن آخر) (**).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده...)(**).
لقد شاء الله تعالى أن يكون الاقتتال الأخير في فجر الإسلام بين الفرس والروم، إضعافاً لوجود الطرفين على أطراف الجزيرة العربية، وهو ما مهد للمسلمين أن يقاتلوهما معاً على التوحيد، فلم يكد يمضي على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، حتى غزا المسلمون أرض فارس، لينتصر العرب تحت راية الإسلام.
وقد يعيد التاريخ نفسه فيكون في صراعهما الحالي نصراً لأهل السنة عليهما.
وليعلم الناس أن هناك مشروعين يتنافسان على قيادة الأمة نحو التغيير:
أحدهما: يقوم على الحق والسُّنة، والآخر: يقوم على الباطل والبدعة.
وأن المشروع الأول الذي أُسِّس على الحق من أول يوم، هناك إصرار على الإضرار به، والتغطية عليه لحساب (مشروع الضِّرار) الآخر المشيَّد على أنقاض أعراض الصحابة، حَمَلَة الدين، وواسطة الرسالة، وسادة أهل الجنة بعد الأنبياء.
ولكن الله حافظٌ دينه وكتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وهذا من صميم اعتقادنا، ولن يمكنهم الله من الغلبة على أهل الإسلام ولن يعدوا قدرهم، ولن يضرّوا أهل الإسلام إلا أذى بإذن الله.
لأن دين الشيعة ؛ دين الشرك والقبور ودعاء غير الله، دين الخرافة والطقوس الوثنية والبكاء والسواد والجاهلية !
ولأن إيران تجد نفسها محاصرة من قبل دول سنية (باكستان والجمهوريات الإسلامية وتركيا بالإضافة للمجاهدين، في أفغانستان).
وحتى من داخل إيران عبر السنة الذين يشكلون ثلث عدد سكانها.
ولذا فيجب التوازن في تقدير الخطر الإيراني بين عدم التهوين منه وعدم التهويل والمبالغة وتصوره كما هو وعدم اليقين بنجاح مخططاتهم للسيطرة على المنطقة وكأنها قد تحققت.
وإن قاعدة الصد الرئيسة لخطر شيعة الفرس هي العراق ومقاومته على كافة المستويات وخاصة العسكري والسياسي:
فعلى المستوى العسكري فهناك مقاومة سنية أذلت وهزمت أقوى دولة، فيمكن لها التصدي للخطر الشيعي الفارسي رغم أنها تواجه بحرب مزدوجة من قوات الاحتلال وقوات الميليشيات على السواء وصمت عربي عن مساندتها.
لكن أكبر عائق لها هو تفرقها وعدم توحدها، ويجب على الأمة نصرتها وأعظم نصرة لها العمل على جمع كلمتها لتدرأ الخطرين الرومي والفارسي.
ولئن تخاذلت الدول العربية عن نصرة المقاومة العراقية فلا أقل من أن تنصر أهل السنة مالياً وسياسياً ليكون لهم قوة تحفظ لهم بعض حقهم.
وإنه لما يؤسف له أن تستقبل الدول الخليجية والعربية الشيعة العراقيين وتحتفي بهم وترفض استقبال قادة السنة
إن المجاهدين من السنة في العراق هم خط الدفاع الأول عن حكومات الخليج وشعوبها السنية فهل نعي ذلك؟
هذا على المستوى القريب أما على المستوى البعيد فيجب وضع مشروع استراتيجي لإعادة الشيعة إلى الصراط المستقيم عبر مشروع دعوي كبير يشمل العرب والفرس.
لقد كانت غالبية الفرس على المذهب السني حتى تسلطت عليهم الدولة الصفوية عام (907) هجرية وسميت بذلك نسبة إلى صفي الدين الأردبيلي المتوفى سنة 650هـ، وقد كان هذا الرجل من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب، إلا أنه تحول للمذهب الشيعي، وأصبح داعية له، حتى كثُر أتباعه، وتحولت الصفوية من دعوة إلى دولة، وتوسعت من العراق إلى أفغانستان.
فشيعتهم بالحديد والنار وقد قام مؤسسها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي بقتل ما يقرب من مليون نفس مسلمة لا لشيء إلا أنهم لا يعتنقون مذهب الرفض.
ولما قدم بغداد أعلن سبه للخلفاء الراشدين وقتل من لم يسلك ديانة الرفض، ونبش قبور كثير من أموات أهل السنة كما فعل بقبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله. (وميليشيا شيعة العراق الآن تنبش قبور الصحابة ومنهم أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقد انتهت الدولة الصفوية عام 1149 هـ
ففارس الوثنية قد تمكنت بالحديد والنار والمجازر من تحويل فارس السنية إلى فارس الشيعية الإثني عشرية، وقد ظل الصفويون على عهد الشقاق والمحاربة لجيرانهم من المسلمين السنة، حتى سقطت دولتهم على يد الأفغان بقيادة (محمود خان ) الذي غزا أرض فارس.
إن جهود أهل السنة لدعوة الشيعة لازالت محدودة وفردية، وما أحوجنا لجهود مؤسساتية وحكومية لمعالجة هذا الخطر في جسد الأمة.
وإن مما يؤكد أهمية دعوتهم وحصول ثمرتها ما نشرته مجلة (المنبر) الشيعية المتطرفة، العدد 14 بعنوان: (استنكار واحتجاجات من الشيعة الذين أصبحوا غرباء في وطنهم) جاء فيه ما نصه: ' وذكرت الأوساط أن هذه السياسة التي تنتهجها السلطات الإيرانية هي التي أدت إلى تحول جمع من أبناء إيران إلى المذهب السني، بعدما أوقفت السلطات جهوداً كان تهدف إلى الحفاظ على هوية التشيع المبنية على كشف حقائق مظلومية أهل البيت عليهم السلام باستمرار، حتى أن مدينة (إيران شهر) الواقعة في محافظة سيستان جنوبي شرقي إيران كانت نسبة الشيعة فيها قبل الثورة (80%) أما الآن فقد قلت النسبة لتصبح (30%) لتكون الأغلبية سنية بواقع (68%) من مجموع السكان حالياً. وهذه إحدى نتائج هذه السياسة المصلحية ' (**).
وقبل أسابيع أعلنت الصحافة الإيرانية أن سلطات الأمن في مدينة المحمرة الأحوازية ألقت القبض على شخص من أهالي المدينة يدعى" س- آ " بعد مداهمة منزله وقامت بمصادرة مائة وستون كتاباً تحتوي على أفكار سنية سلفية على حد تعبير المصادر الصحفية الإيرانية التي أضافت أن إدارة الجمارك في ميناء المحمرة سبق لها في أواخر الشهر الماضي مصادرة ثلاثمائة كتاب وكتيب سني وجدت مخبأة في داخل "لنج" قادمة من الكويت. مؤكدة أن ظاهرة الانتقال إلى المذهب السني في الأهواز آخذة في الاتساع.
وفي حملة إعلامية مضادة لظاهرة ما بات يعرف بالتسنن في الأهواز فقد قامت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية بالتعاون مع الحوزة العلمية وجهات مسئولة أخرى بتنظيم سلسلة من الندوات في بعض المدن الأحوازية تحت عنوان ما يسمى "مكافحة الأفكار المعادية لأهل البيت".
لقد تزايد أعداد أهل السنة في الأهواز حتى أن مدينة كـ'الخفاجية' التي يبلغ عدد سكانها قرابة مائتين وخمسين ألف نسمة، والتي إلى ما قبل عشرة أعوام لم يكن يلاحظ فيها وجود سني واحد، أصبح الوجود السني فيها اليوم ظاهرة بارزة، وقد حوّل أهل السنة منزلين في المدينة إلى مساجد؛ وذلك بسبب رفض السلطات الإيرانية السماح ببناء مساجد لهم.
والإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد أهل السنة في الأهواز تجاوز نسبة (15%).
ما هي الدوافع التي تقف وراء هذا التوجه نحو المذهب السني من قبل الأحوازيين وبالأخص فئات الواعيين منهم؟
الجواب يأتي من هؤلاء، وبكل بساطة: أن الأفكار الخرافية التي حشت فيها الماكينة الإعلامية الصفوية رءوس الناس البسطاء من موالي ومحبي أهل البيت لم تعد مقبولة نهائياً في وسط هذه الفئة. وأن سكوت الحوزة العلمية على الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب العربي الأحوازي على يد السلطات الحاكمة باسمها هو من جعل هؤلاء الأحوازيين ينبذون الفكر الصفوي المشبع بالروح القومية الفارسية العنصرية، والذي تتبناه الحوزة العلمية وتنشره تحت غطاء التشيع للأهل البيت والمذهب الجعفري.
ولقد أحدثت المناظرات التي جرت على قناة المستقلة بين علماء من السنة والشيعة زلازل بين الشيعة ، فهدى الله منهم من شاء هدايته حتى حرّم مراجعهم متابعة تلك الحوارات ! ! (مع أن محاوريهم من أهل السنة هم من طلبة العلم وليسوا من العلماء !)
وكان من أثرها أن أرسلت إيران كتباً ومحاضرات لتوزع في التجمعات الشيعية في البحرين والقطيف وغيرها رداً على تلك المناظرات وتخفيفاً من أثرها.
فكيف لو كانت هناك قناة خاصة لدعوة الشيعة بالعربية والفارسية؟
ولا يزال يوجد من يتوب ويتسنن منهم بكثرة رغم ضعف الجهود في دعوتهم.
وكان من آخرهم أبو فارس وهو مشرف في ثلاث غرف شيعية في البالتوك وقد ناظر عدة مشايخ من أهل السنة مثل الشيخ الدمشقية والشيخ عثمان الخميس .
إن الشيعة ليسوا سواء، بل هم أحزاب وطوائف وفرق قد بلغت قريبًا من السبعين،... وبينهم من العداوات والضغائن والحروب ما لا يعلمه إلا الله وحده...
ويكفي شاهداً على ذلك حرب أمل وحزب الله الضارية في لبنان للسيطرة على الضاحية الجنوبية من بيروت والتي راح ضحيتها قتلى ومصابين ومشردين!! وامتد القتال لأكثر من سنتين (من 88 إلى 90) فيما سمي بعد ذلك بـ حرب الإخوة.
لكن الموالين لإيران الآن هم الأعلى صوتاً، والأكثر أثراً، لأنهم يدعمون..
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "...والإمامية الإثنا عشرية.. مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطناً وظاهراً ليسوا زنادقة منافقين لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم، وأما أولئك (أي: الإسماعيلية ) فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون وأما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون مسلمين). (**)
وقال ابن تيمية -وهو أحد ألد أعداء الرافضة - أيضاً في مجموع الفتاوى (28/500): " وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد ، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والروافض ونحوهم، والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً،.. ولكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له".
وهذا يوضح أن شيخ الإسلام بعد أن ذكر خلاف العلماء رجح أن أقوالهم كفرية بينما لا يكفر المعين منهم إلا بعد إقامة الحجة، وهذا من إنصاف شيخ الإسلام وضبطه لمواطن الخلاف ومواطن الإجماع.
فيمكن الاستفادة من غير المتطرفين منهم وتحييد شيعة العرب عن الفرس، فشيعة العرب أخف عداءً للسنة من الفرس، وشيعة العراق في بعضهم النخوة العربية كشيعة القبائل والطائفة الشيخية، ومن أكثرهم اعتدالاً الخالصي وتياره الذي لم يشارك في الفتنة، والبغدادي والمؤيد وحزب الولاء الإسلامي الجناح السياسي لرجل الدين محمود عبد الرضا الحسني ، المناهض لإيران ولأميركا وأتباعهم.
ولقد اتهم المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد ، إيران، بأنها "أكثر خطراً على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن لديها "مشروعاً قومياً"، يهدف إلى السيطرة على المنطقة، حسب رأيه.
وشن آية الله المؤيد ، الذي قرأ في مدارس قم الإيرانية وعاش فيها قرابة العقدين من الزمن، هجوماً عنيفاً على النظام الإيراني، واصفاً إياه بأنه نظام "يسعى لتحقيق مطامع قومية على حساب شعوب المنطقة، وتحت يافطة الدين والمذهب".
ونفى أن يكون لإيران أي "مشروع شيعي أو إسلامي"، وأن مشروعها "قومي ينطلق من سيكولوجية تحتقر العرب وتكرههم.. وأن خطر التمدد الإيراني على العراق والمنطقة العربية أكبر من الخطر الأمريكي والإسرائيلي"، على حد اتهامه.
وكشف المؤيد عن وجود خلايا نائمة في الوطن العربي، قال: "هم من العرب وتم تجنيدهم من قبل النظام الإيراني، وكشفنا بعضها، كما أن هناك مقاراً إيرانية في العراق يتم فيها تخزين السلاح وتهريبه إلى تلك الخلايا النائمة في الوطن العربي"، حسب وصفه.
ويعد آية الله الشيخ حسين المؤيد ، من رجال الدين الشيعة البارزين، والسياسيين الذين لديهم موقف علني في تأييد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي، والرافضين بشدة لأي تدخل إيراني في العراق.
ولقد انشقت عن تنظيم مقتدى الصدر الذي سلم تنظيمه للإيرانيين أربع مجموعات في مدينة الصدر لوحدها، أما تلميذ أبيه البار محمود عبد الرضا الحسني فانشق هو الآخر وأسس تنظيم «الولاء الإسلامي» وهو تنظيم مسلح يسيطر على كربلاء، وهناك تنظيم آخر باسم «الفضيلة» يسيطر على البصرة. وكلا التنظيمين يزعمان تمثيل الشيعة العرب في العراق بمقابل تنظيمات مثل المجلس الأعلى وحزب الدعوة الموالية لإيران.
والشيعة في لبنان بصفة عامة هم من أعدل مجتمعات الشيعة ، بحكم أن المجتمع اللبناني نفسه شعب معتدل، طوائف وأديان ألفت التعايش عبر السنين، والذي يتأمل في مؤلفات بعض مشايخهم مثل محمد حسين فضل الله يجد أن صفات الاعتدال هي السائدة إذا قيسوا ببعض المجتمعات الشيعية الأخرى المتطرفة (مع مراعاة أن حزب الله اللبناني تسليحه ودعمه وميزانيته ورعايته السياسية وتدريب كوادره من إيران، ويستحيل أن تكون هذه بدون ثمن، ويستحيل أن تكون هذه بدون أثر) وقد حاول محمد حسين فضل الله أن ينتقد تاريخ الشيعة وأثبت أن الشيعة هم قتلة الحسين وهم من خذلوه فشنت عليه مرجعية إيران حملة ظالمة وأعلنت كفره فلم يحتمل الرجل الحملة الشعواء ضده فاعتذر عن اجتهاداته.
ومن علمائهم الذين نقدوا كثيراً من ضلالاتهم موسى الموسوي في عدة كتب منها كتابه الشيعة والتصحيح، وحسين الموسوي في كتاب (لله... ثم للتاريخ)!!.

وكذلك أحمد الكاتب في كتابه (تطور الفكر الشيعي) ومن قبلهم الإمام السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع، وعندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد أحمد الكسروي عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.
ومن الخطأ تحميل عامة الشيعة وزر ما يرتكبه رءوسهم وقيادات أحزابهم وأعضاء ميليشياتهم من جرائم قتل و عمالة لصالح الصليبيين.
ولذا فمن العدل معهم عدم قتلهم لمجرد تشيعهم عبر تفجيرات جماحسين الموسويية بل الحرص على محاربة المجرمين منهم فقط.
ولهذا فإن الحاجة ماسة إلى شيء من التأليف وتقريب الآراء بين العرب السنة والعرب الشيعة في العراق ولبنان، لا على خلفية عنصرية ضد الفرس؛ فذلك ليس من الإسلام، بل على خلفية المصلحة العامة التي يحتاج إليها الطرفان في مواجهة التوغل الإيراني القادم.
وشيعة العراق ولبنان من غير الفرس، أقل خبثاً وأدنى قرباً من السنة هناك، بفعل عوامل التعايش والتجاور والمصاهرة، وبخاصة العامة منهم؛ حيث يعتقد أنه يسهل كسبهم أو تحييدهم إذا افتضح استغلال الإيرانيين لهم.
ومن الممكن أن يجد شيعة العراق العرب أنفسهم في خيار يدفعهم إلى التقرب من جديد إلى أهل السنة ؛ وذلك عندما يكتشفون حقيقة الطمع الإيراني والجشع الأمريكي، وهنا... فعلى سنة العراق -وبخاصة العلماء والدعاة- أن يحسنوا استثمار هذه الفرصة إذا سنحت، من خلال إعلان المبادرات المشتركة لحقن الدماء وإيقاف الشحناء، والانتقال -أو بالأحرى- الرجوع إلى صيغة التعايش التاريخية المعروفة عن شعب العراق حتى يهدي الله من يشاء إلى صراط مستقيم.
لست هنا أقصد أن أضع هذه الاستراتيجية وإنما القصد الدعوة لوضعها من المختصين، وأن نركز على العمل الشعبي ونفعل دور المؤسسات العلمية والجماعات والجمعيات الإسلامية، لأن الحكومات "السنيّة" يبدو أنها للأسف في حالة يرثى لها من الارتباك، نسأل الله أن يردها إلى الدين الحق والتمسك به.



يتبع















رد مع اقتباس
غير مقروء 16-Aug-2009, 01:42 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

مستقبل أهل (السنة) في إيران


أجمع عدد من المفكرين والباحثين المتخصصين في الشأن الإيراني أن المستقبل الاستراتيجي لأهل السنة في إيران يشوبه الكثير من المخاطر، خاصة وأن الدستور الإيراني ذاته يفرق بين السنة والشيعة ، مؤكدين أن السنة في إيران هم الأكثر فقراً والأقل تعليماً والأبعد سكناً عن العاصمة طهران. فبينما يوجد معبد للزرادشتية في طهران يمنع أهل السنة في إيران من إقامة مسجد لهم في العاصمة ! !. مطالبين الحكومة برفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي التي تمارس ضد أهل السنة هناك.
فعلى الرغم من أن (السنة) هناك في إيران، ليست أقلية دينية تعيش في مجتمع مغاير لها في عقيدتها، كالأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الأوروبية، ولكنها أقلية مذهبية، تعتنق مذهباً إسلامياً مخالفاً للمذهب الفقهي (الإثنى عشري) الذي تتبناه الدولة. وبالرغم من كونهم يمثلون أكبر أقلية مذهبية في البلاد، إلا إن مستوى تمثيلهم في البرلمان والتشكيل الوزاري لا يتناسب مع نسبتهم العددية.
في محاولة للوصول إلى الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف، استطلع موقع (المسلم) آراء عدد من الخبراء والمفكرين والمحللين السياسيين، على رأسهم الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي ، والباحث الإسلامي محمد صادق المهتم بشئون أهل السنة في إيران، والكاتب الصحفي أحمد السيوفي المتخصص في الشئون الإيرانية، والباحث أحمد منيسي مدير تحرير مجلة (مختارات إيرانية) الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، والمحلل السياسي فتحي هاشم باحث وأكاديمي مصري متخصص في الشئون الإيرانية. فكان هذا الملف.
معلومات أساسية:
في البداية قد يكون من المفيد أن نوضح أن إيران تحتل موقعاً مهماً في الخريطة السياسية والإستراتيجية إقليمياً وعالمياً، فهو بلد متسع مترامي الأطراف وغني بموارده، يقع في قلب القارة الآسيوية. يحدها من الشمال دول الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب العراق وتركيا، ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي.
وتبلغ مساحة إيران 1,648 مليون كم، منها 1.636 مليون كم يابسة، و12000 كم مياه. ويبلغ طول حدودها البرية 5440 كم. كما يبلغ طول شريطها الساحلي قرابة 2440كم على طول الخليج العربي وخليج عمان، وقرابة 740 كم بحر الخزر. وقد بلغ عدد سكان إيران 70.3 مليون نسمة في تموز 2000، ويتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهما (وفقاً لبيان رسمي صادر عن وكالة الأنباء الإيرانية): الفارسي 51%، والأذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8% العربي 3%، والكردي 7%، واللور2%، والبلوش 2%، والترك2%، وعناصر أخرى1%، كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين: الشيعة 55%، السنة 35%، والطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية10%.
والمسلمون السنة حسب الإحصاءات الرسمية، تتراوح أعدادهم بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 20 - 28% من الشعب الإيراني، بينما تقول إحصائيات أهل السنة هناك: إن نسبتهم تصل إلى 35% مما يرفع تعدادهم إلى ما يزيد على (25) مليوناً. وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان، وقليل من العرب في إقليم عربستان (الأحواز) المحتل، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمنستان، أما المسلمون السنة من العرق الفارسي فوجودهم نادر. وقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري.
ونظراً لأن أهل السنة في إيران من الشعوب غير فارسية، فقد عاشوا في ظل النظام الملكي السابق أوضاعاً سيئة، فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية، أولاً بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة، ثم بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة .
النظام ينكر اضطهاد السنة:
ويوضح المفكر الإسلامي فهمي هويدي أن المشاكل التي يتعرض لها أهل السنة في إيران مرجعها ليس المذهبية وحدها وإن كانت أكبر العوامل، فجزء منها يعود لأسباب عرقية في دولة متعددة العرقيات مثل إيران، أو لأسباب جغرافية: فمعظم أهل السنة يقيمون على أطراف الدول التي تصل بينهما وبين دول سنية هي على خلاف مع إيران مثل العراق أو أفغانستان أو باكستان.
ويضيف هويدي أن هذه الأسباب وغيرها كانت مبرراً لإثارة الشك تجاههم، فهم في نظر النظام الإيراني ليسوا مجرد فصيل يختلف مذهبياً معه، ولكنهم عرق مشكوك في انتمائه إلى جسد الدولة الإيرانية، وكثيراً ما يتهمون بالقيام بعمليات التهريب أو الاتصال بالجهات المعادية، وهي مبررات كافية للنظام الإيراني للتنكيل بهم، من وجهة نظرهم.
ويشير هويدي إلى أن النظام الإيراني كان ينكر دوماً أنه يقوم باضطهاد أهل السنة في إيران أو يعذبهم، إلا أنه اضطر أخيراً تحت ضغط الصحافة ووسائل الإعلام، إلى الاعتراف بأن عدداً من رجال النظام قاموا بأعمال عنف ضد المسلمين السنة وغيرهم من المعارضين، غير أن السلطات زعمت أن ذلك لم يحدث بأوامر من القيادة أو من الولي الفقيه.
صور من التحديات:
ويتفق الباحث الإسلامي محمد صادق مع المفكر فهمي هويدي فيما ذهب إليه، ويضيف قائلاً: إن هذا الاعتراف كشف العديد من الحقائق، حول مظاهر التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران، ومنها:
1- تقييد حرية بناء مساجد الخاصة بهم: حيث لا يوجد مسجد سني واحد في المدن الكبرى التي يمثل الشيعة فيها الأغلبية، مثل أصفهان وشيراز ويزد، وكذلك في العاصمة طهران التي يوجد فيها أكثر من مليون سني، وتبرر الحكومة رفضها بأن المساجد الشيعية مفتوحة أمام أهل السنة ليصلوا فيها، وأنه لا داع لبناء مساجد خاصة بهم ضماناً للوحدة!
2- هدم المساجد والمدارس: حيث تعتبر الحكومة الإيرانية مساجد السنة إما أنها مساجد ضرار(بنيت لغير أهداف العبادة الخاصة)، أو أنها بنيت بغير إذن من الحكومة، أو أن أئمة تلك المساجد لهم ولاءات مع جهات معادية.
3- الاعتقالات والاغتيالات: حيث تقول العديد من الروايات والتقارير إن المسلمين السنة تعرضوا للعديد من مظاهر الاضطهاد. فمنذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران، حيث انقلب الخميني على من ساعده من علماء السنة في الثورة وهو الشيخ أحمد مفتي زاده ، فكان مصيره الاعتقال الذي استمر طيلة عقدين من الزمان.
4- التحدي السياسي: ويأخذ هذا التحدي العديد من الأبعاد من بينهما:
أ- البعد التمثيلي: والذي تمثل في عدم منح أهل السنة تمثيلاً في البرلمان يتناسب مع حجمهم الحقيقي، إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى 12 نائباً فقط، من 14 إلى 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة في البرلمان نائب عن 200 ألف نسمة تقريباً، كما يتهم السنة في إيران الحكومة بإنجاح العناصر السنية الموالية لها وليست المعبرة عن مطالبهم.
ب- التناقض بين النصوص الدستورية والواقع المعاش فعليا، والممارسات التي تقوم بها السلطات الحكومية ضد أهل السنة ، فقد نص الدستور على العديد من الحقوق والحريات لمختلف الأقليات، ومن ذلك:
1- الاحترام وحرية أداء المراسم والشعائر الخاصة، حيث نصت المادة (12) على أن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير، وأما المذاهب الإسلامية الأخرى والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي فإنها تتمتع باحترام كامل(حسب ما ينص عليه الدستور)، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم (بينما في التطبيق العملي فتجد العكس تماماً)، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية، وما يتعلق بها من دعاوى من المحاكم، وفي كل منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة- في حدود صلاحيات مجالس الشورى المحلية- تكون وفق ذلك المذهب، هذا مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى.
2- حرية استخدام اللغات الخاصة: حيث نصت المادة (15) على أن (لغة الكتابة الرسمية والمشتركة؛ هي الفارسية لشعب إيران، فيجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية)، كما نصت المادة (16) على أن (بما أن لغة القرآن والعلوم والمعارف الإسلامية العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج معها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف والاختصاصات الدراسية).
3- حرية تشكيل التنظيمات والهيئات المختلفة: حيث المادة (26) على أن (الأحزاب والجمعيات، والهيئات السياسية، والاتحادات المهنية، والهيئات الإسلامية، والأقليات الدينية المعترف بها، تتمتع بالحرية بشرط ألا تناقض أسس الاستقلال، والحرية، والوحدة الوطنية، والقيم الإسلامية، كما أنه لا يمكن منع شخص من الاشتراك فيها، أو إجباره على الاشتراك في أحدها).
4-التحدي الديني: نظراً لأن أهل السنة يعتبرون أنفسهم مخالفين في بعض المسائل الفقهية للشيعة الإيرانيين الذين يغلب عليهم المذهب الإثنى عشري. كما أن الإيرانيين من السنة والشيعة يحملون فوق كاهلهم ميراثاً من الخلافات والعداء التاريخي والمذهبي، ويزيد حالة المذهبية أن النظام الإيراني لم يفعل إلا ما يؤدي إلى تدعيمها، فأحد المزارات الرئيسية في إيران هو قبر أبي لؤلؤة المجوسي ، ورغم أنه من عبدة النار إلا أنهم يحتفون به لمجرد أنه قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أن من عقائدهم سب الصحابة وتجريح كبرائهم، وشتم عرض الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الإهمال والتجاهل: فمناطق أهل السنة هي أقل المناطق بإيران استفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة، ومساجدهم القليلة تتعرض للرقابة الصارمة، وملاحقات مستمرة، ولا يسمح لهم بإقامة مدارس، وفي الوقت الذي يوجد معبد للزرادشتية في قلب طهران، فضلاً عن أنه يوجد في العاصمة طهران (151) معبداً لكل الديانات، فإن المسلمين السنة ممنوعون من إقامة مسجد يؤدون فيه شعائرهم رغم أنه مطلب يلحون عليه منذ سنوات.
البيان الأول والمطالب العشرة:
وللحق فإنه رغم هذه التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران، فإن السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق محمد خاتمي ، شهدت بعض التغييرات في أوضاع أهل السنة ، حيث يمثل المسلمين السنة في البرلمان 14 نائباً، كما شكل الرئيس خاتمي لجنة لمتابعة شئونهم مشكلة من رئيس (شيعي) وهو ابن شقيقة الرئيس خاتمي ، والذي كان مديراً للمخابرات قبل ذلك في أحد الأقاليم ذات الأغلبية السنية، واثنين من المسلمين السنة، وهؤلاء النواب يطالبون بتحسين أحوال أهل السنة وهذا المؤشر يتبنى تغيير أوضاع أهل السنة في إيران للأحسن.
وقد أصدرت جماعة (الدعوة والإصلاح) السنية في إيران بيانها السياسي الأول، في 30 آذار 2005م، طالبت فيه الحكومة الإيرانية بتطبيق العدالة، ورفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي، التي تمارس ضد أهل السنة . وحمل البيان، الذي جاء عشية بدء الحملة الانتخابية لمرشحي الدورة التاسعة لرئاسة الجمهورية، التي فاز بها أحمدي نجاد ، عشر نقاط طالبت فيها بتطبيق البنود المعطلة من الدستور الإيراني، ورفع جميع الممارسات والسياسات التمييزية.
وأضافت الجماعة أنه وعلى الرغم من دخول البلاد في مرحلة الإعمار والتنمية فمازال الوضع على ما هو عليه، وها هي النخب من أهل السنة تعيش إما في السجون أو المنافي، فيما بعضهم الآخر يموت بطرق وحوادث مشكوك فيها !، وأن الغرض من هذه السياسة إنما هو تحجيم دور أهل السنة ودفعهم إلى الانزواء.
وشددت الجماعة على ضرورة أن تراعى جميع الحقوق الإنسانية والدينية والقومية لأهل السنة وفق البنود الثالث والخامس عشر وما نص عليه في الفصل الثالث من الدستور الإيراني وما نصت عليه المادة الثانية والعشرين والمادة الثالثة والعشرين من المنشور الإسلامي لحقوق الإنسان الصادر عن إعلان القاهرة في عام 1990م والتي تؤكد جميعها على ضرورة أن يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم الأساسية.
وطالبت الجماعة في بيانها بـ:
1- تحقيق مطالب عامة الشعب الإيراني، ووحدة التضامن الوطني لا تتحقق إلا بمشاركة الجميع.
2- إجراء حوار متساوٍ وعادل بين الأقوام والمذاهب في البلاد، وذلك بعد رفع الإجراءات التمييزية وتطبيق البنود المعطلة من الدستور.
3- تنفيذ المادة 12 من الدستور، والتي تنص على أنه في كل منطقة يتمتع أتباع أحد المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة تكون وفق ذلك المذهب مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى وعدم التدخل في شئونهم المذهبية.
4- حماية الهوية القومية واحترام ومراعاة الأقليات، وتنفيذ المادة (15) من الدستور التي تنص على وجوب تدريس لغات تلك القومية في مختلف المراحل التعليمية.
5- عدم حرمان أهل السنة من استلام الحقائب الوزارية، طالما منع الدستور المسلم السني من الوصول لمنصب رئيس الجمهورية.
6- إعمال التنمية والتوسعة الثقافية في مناطق أهل السنة ، ومنح التراخيص لإصدار النشرات، ورفع الرقابة عن الكتب الخاصة بهم.
7- تفويض شئون الأوقاف السنية وإدارة سائر الأمور الدينية ومنها على الأعم انتخاب أئمة الجمعة والجماعة وإدارة المدارس الدينية وإقامة الأعياد لأهل السنة أنفسهم.
8- التنمية الاقتصادية لمناطق أهل السنة ، بإقامة البنى التحتية وبناء المؤسسات الصناعية، واستخراج الثروات الطبيعية، وإيجاد فرص عمل من أجل القضاء على معضلة البطالة وتعيين ميزانية خاصة لتلك المناطق.
9. الاستفادة من طاقات أهل السنة في المناصب الإدارية في الوزارات والسفارات وحكام الأقاليم والمحافظات والمراكز العلمية والثقافية والجامعات، وذلك بهدف تطبيق العدالة في توزيع المناصب الإدارية.
10- إعادة النظر في محتوى الكتب والتعاليم الدينية والاهتمام بأصول عقيدة أهل السنة والجماعة وفقه الإمام الأعظم والإمام الشافعي .
الدستور يميز بين السنة والشيعة !!
المحلل السياسي فتحي هاشم المتخصص في الشئون الداخلية الإيرانية يقول: نعم هناك تمييز، لكنه ليس متعلقاً بالمذهبية وإنما بالعرقية، فالعنصر الفارسي يمثل حوالي (51%) داخل إيران من تعداد السكان أما أهل السنة في إيران فهم:
1- إما عرب وهؤلاء في منطقة خوزستان (الأحواز).
2- وإما بلوش في منطقة بلوستان المجاورة للباكستان، وهي تعتبر مركزاً للمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، فحوالي 70 % من مخدرات العالم تمر عن طريقها.
3- وإما تركمان في منطقة شمال خراسان (تركمانستان).
ويضيف هاشم في تصريحات خاصة في القاهرة: هذه العرقيات الثلاث لها امتدادات، وهي أقليات عرقية ولغوية ومذهبية في الوقت نفسه. وعندما تولى الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد وقعت تمردات في منطقة خوزستان وتم إخمادها على الفور. وعندما دخلت قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية العراق تولت القوات البريطانية منطقة البصرة الممتدة إلى خوزستان.
ويقول هاشم : لكن السؤال الأهم الآن هو: هل يفرق الدستور الإيراني بين السنة والشيعة ؟
الجواب: نعم يفرق، فهناك نصوص صريحة في ذلك منها المادة التي تنص على أن (المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي الإثني عشري)، وهناك أيضاً: (شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي المذهب)، وهو نص يفهم منه امتناع تولي السني في إيران منصب رئيس الدولة.
ورداً على الذين يقولون: إن المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ليس فارسيا بل آذاريا، يقول هاشم : العنصر الآذاري هو العنصر الوحيد الذي لا ينظر إليه في إيران على أنه غريب عن الفارسي.
ويخلص هاشم إلى القول بأن: السنة هم الأكثر فقراً والأقل تعليماً والأبعد سكناً عن العاصمة طهران!! وهو أمر يرجع إلى عام (1500م) إبان الدولة الصفوية، وتحديداً في عهد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أصدر فرماناً بطرد أهل السنة من العاصمة على أن يعيشوا في الأطراف. أعتقد أن هناك تمييزاً اضطهاداً منظماً. مشيرا إلى أن (هناك نظرة احتقارية من الشيعي الإيراني للسني الإيراني على وجه الخصوص).



يتبع















رد مع اقتباس
غير مقروء 16-Aug-2009, 01:45 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

كيف نواجه المشروع الإيراني...بـ13 خطوة

-ورقة عمل لمواجهة المشروع الإيراني-

بقلم: علي حسين باكير

هذه محاولة فردية متواضعة لتأطير جهود كل من يرى في التصرفات و السياسات الإيرانية المتّبعة حاليا في المنطقة العربية خطراً يكتنف ساحتنا, و مشروعاً للهيمنة علينا و تقسيمنا و تفتيتنا شأنه في ذلك شأن المشاريع الأمريكية والصهيونية, يتّفق معهم في جوهره و يكون مكمّلا لهم و لا يختلف عنهم إلاّ في حدود الأدوات و الوسائل المستخدمة.

ولكن وقبل الخوض في البنود الأساسية الموجهة بطبيعة الحال لكل من يرى انّه يستطيع الاستفادة منها ( من إعلاميين ومواقع إعلامية, جمهور وجمعيات أهلية, و جماعات ضغط شعبية, كتّاب وغيرهم) في مواجهة المشروع الإيراني للمنطقة, يجب علينا التأكيد على عدد من النقاط الأساسية التي تكون محورا ثابتا راسخا في ذهنا خلال إتّباع الخطوط العامة للسياسة التي تحدّدها هذه الورقة في مواجهة المشروع الإيراني في الوطن العربي و الذي يطال الشعوب بالدرجة الأولى ومنها:

1- الحفاظ على وحدة و تماسك النسيج الداخلي للدولة و الشعب في الوطن العربي و عدم السماح بتفتيت المجتمع أو اختراقه و العمل على جمع مكوناته و تثبيتها على قاعدة قابلية الاندماج في الدولة العربية و ليس على قاعدة التفريق والولاءات المتعددة, و عدم الخضوع لمبدأ تصدير الفتن الذي تقوم به إيران و غيرها من الدول الغربية. فالاستقرار الداخلي و الاجتماعي ضمن الإطار الطاغي لهوية المنطقة العربية الإسلامية شرط أساسي في نجاح تطبيق سياسة مواجهة المشروع الإيراني التفتيتي, و لذلك يجب أن نشير هنا أيضا إلى أنّ تطبيق كل ما سيأتي من بنود في هذه الورقة يساعد في لجم المشروع الإيراني و لكنه لا يلغيه, فعملية الإلغاء سواء للمشروع الإيراني أو الإسرائيلي يستلزمها وجود مشروع عربي لديه الحد الأدنى من مقومات الصمود و هو ما يجب التحضير له جدّيا.

2-ضرورة مواجهة الدعاية التي تقوم إيران بترويجها حالياً من أنّ كل من يريد صدّ مشروعها فهو مع المشروع الأمريكي أو الصهيوني!! فهذا فخ تريد إيران أن توقعنا فيه من خلال الإيحاء بانّ كل من يناهض مشروعها يقف في مركب واحد. لكنّ الحقيقة هي أنّ المشروع الإيراني هو نفس المشروع الأمريكي و الإسرائيلي للمنطقة بل إنّ هذه المشاريع متكاملة فيما بينها و أي خلاف يظهر فيما بينها يكون على حجم الحصّة فقط.

3-يجب أن نعلم أنّ إيران ستعمد إلى تنفيس الاحتقان ضدّها كلما اضطرت إلى ذلك, لكن هذا لا يعني أنّها تراجعت عن مشروعها فهناك فرق كبير جدا بين تغيير الهدف و تغيير الأسلوب, و ما تقوم به إيران دائما هو تغيير الأسلوب و التكتيك و بقاء الهدف و الاستراتيجية. لذلك سنجد أنّها ستطلق شعارات عن أنّ من يريد مواجهة مشروعها يريد الفتنة و التقسيم و سنسمع من وقت لآخر عن دندنة حول الوحدة الإسلامية و الحوار و التعايش والتسامح و مصطلحات من هذا القبيل. يجب أن نوقن أنها مجرّد مناورة إيرانية كما أثبتت الوقائع, ذلك أنّ التشيع "الصفوي" الذي يطعن في كل السنّة -و في الشيعة المخالفين له أيضا- لا يمكنه أن يكون عامل توحيد أو تفاهم, ولا يمكن تقبّل التشيع "الصفوي" القائم على القومية الفارسية و على تحريف صحيح الدين و على الخرافات و احتقار العرب و سبّ و اهانة و طعن جيل كامل من الصحابة و تاريخ كامل للدولة الإسلامية. و لا يمكن أيضا تقبّل الحجّة المكروره من أنّ إسرائيل دائما و حصرياً -و ليس إيران- هي من يقف وراء و خلف كل ذلك, -اللهم إلاّ إذا كانت إسرائيل تخترق الأجهزة الدينية و المؤساسات الإيرانية الرسمية و تقوم بنشر هذه الفتن و هذا التشيع الصفوي-. يجب أن نعلم أن هكذا مناورات إيرانية باتت قديمة و يجب التنبه لها دائما, فهناك حقائق لا يمكن لإيران إنكارها في هذا المجال.



أمّا فيما يتعلّق بالبنود العملية فهي:

البند الأول: التركيز على أنّ مواجهة المشروع الإيراني لا تعني تناسي أو تجاهل مواجهة المشاريع الأخرى الموازية أو المكمّلة للمشروع الإيراني-الصفوي وأهمها المشروع الصهيوني.

إذ سنجد أنّ الصهاينة قد يتدخلون في أجندة محاربة المشروع الإيراني- الصفوي, و ذلك لخلق صورة وهمية عن أنّ الجميع في خندق واحد ضدّ إيران, و بالتالي يستفيدون من جهودنا في مواجهة المشروع الإيراني, و هو نفس الأسلوب الذي اتّبعته إيران سابقاً. إذ استطاعت أنّ تخلق صورة وهمية عن عدائها لإسرائيل و أمريكا للاستفادة من جهودنا, فبينما كنّا نحارب هذا المشروع الأمريكي و الإسرائيلي في أفغانستان و العراق و لبنان, كانت هي تقطف ثمار المواجهة وتترجمها مطالب من أمريكا و إسرائيل. لذلك فالوضع هنا يقتضي مقاربة ثنائية وحرب ثنائية على جبهيتن, ولا مانع من تخصيص فئات معيّنة لمواجهة كل جهة, أو اعتماد أسلوب آخر يقوم على توضيح تعقيدات هذه النقطة للعامة لاسيما فيما بتعلق بأنّ مواجهة أحد هذه المشاريع على انفراد لا يعني إهمال المشروع الآخر أو مساندته أو التحالف معه, و هذا ما يتطلب جهدا إعلامياً و عملياً كبيراً.

البند الثاني: الحرص على عدم جمع الشيعة في سلّة واحدة. إذ ظهرت في الآونة الأخيرة حالة تململ من المشروع الإيراني في بعض أوساط الشيعة العرب الغير مواليين "للولي الفقيه" بالتحديد –هناك شيعة عرب موالين للولي الفقيه - وذلك لأسباب عديدة مختلفة منها:

1- الاستعلاء القومي: إذ يرى بعض الشيعة العرب أنّ "ولاية الفقيه" تمثّل البعد القومي الفارسي الاستعلائي, وأنّ المشروع الإيراني في هذا الإطار سيجعل من المراجع الشيعية العربية الكبرى مجرّد "خدم" للمنظومة الدينية الإيرانية المتمثّلة بالتشيّع "الصفوي" –راجع في هذا المجال كتاب "علي شريعتي" التشيع العلوي والتشيع الصفوي-.

و حتى إنّ إيران لم تكتف بالتشيع "الصفوي", فاخترقت المرجعية العربية من خلال تنصيب إيرانيين عليها يدّعون عدم موافقتهم على مبدأ الولي الفقيه لكنهم ينفذون أجندة إيران السياسية و الطائفية و المصلحية بامتياز, و آية الله الإيراني السيستاني مثال صريح و واضح على ذلك.

2- تضارب المصالح: إذ لا بدّ لنا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود حد معين من تضارب المصالح فيما يتعلّق بمدرسة المرجعيّة, إذ أنّ إيران تسعى إلى نقل الثقل الأساسي من مدرسة النجف التاريخية إلى مدرسة "قم" ما يكرّس إيران كمرجع أساسي لشيعة العالم من الناحية الفقهيّة و المذهبيّة و السياسية, مع ما يترافق من تضارب في المصالح السياسية و الاقتصادية و المالية المتعلّقة في الخمس و غيره.

في هذا الإطار, يجب علينا أن لا نهمل كل هذه التناقضات بغض النظر عن أسبابها و طبيعتها و بغض النظر أيضا عن موقفنا من المخالفين و المنشقّين عن المشروع الإيراني. صحيح أننا كنّا نتكلم عن جميع الشيعة "المتدينين" في المرحلة السابقة على أنهم واحد لا اختلاف فيه, و قد كان ذلك صائبا في حينه , ذلك أنّهم لم يكونوا قد اختلفوا فيما بينهم, ولم يكن المشروع "الصفوي" واضحا بمثل هذه القوّة بالنسبة إليهم و ما كان الآخرون يروون فيه إلا تمثيلا و حماية للتشيّع, أمّا و قد حصلت انشقاقات الآن و بات البعض يرى فيه خطرا –عليهم قبل أي احد-, فقد بات من الأهمية بمكان عدم دفع هؤلاء للالتحاق قسرا بالمشروع الإيراني عبر النظر إليهم بعين واحدة أو إهمالهم, فهم يعلمون أنّ إيران لا تبالي بهم و إنما تريدهم مجرّد أداة لتنفيذ مآربها و لا تأبه لهم و لا لمقدساتهم و لنا عبرة في دك الأمريكيين للنجف و مقابرهم المقدسة دون أن يبدي الإيرانيون أي ردّة فعل على ذلك. و عليه ينبغي أن نحرص على هذه الفئة و أن نتيح لها قدرا من الدعم و التبني في مواجهة الآخرين على أن تتمحور علاقتهم معنا على ثلاث عناصر أساسية:

1- ضرورة أن يكونوا معارضين للمشروع الإيراني بشكل صريح و واضح لا لبس فيه.

2- ضرورة أن لا يكونوا مع المشروع الأمريكي كبديل.

3- ضرورة أن يكونوا ممن يؤمن بالاندماج بالعمق العربي كنواة للوحدة الإسلامية المنشودة.

ويتواجد عدد لا بأس به ممن تنطبق عليهم هذه العناصر على الساحة الآن و في خضم الأحداث خاصّة في كل من لبنان والعراق. و يتعرض هؤلاء لضغط كبير مادي و نفسي و إعلامي و مالي و لحملات تشويه وتأليب الرأي العام "الشيعي" عليهم و لفتاوى إهدار دم وتخوين وعمالة, و كل ذنبهم أنّهم لا يوافقون على المشروع الإيراني الاختراقي وأهمهم:

1- في لبنان:

أ. التيار الشيعي الحر الذي بدأ يتبلور في لبنان و هو عبارة عن تجمع للشيعة من مختلف الانتماءات, الدينية والاقتصادية و الإعلامية و السياسية يهدف إلى رفض الوصاية الإيرانية من خلال مقاومة توجهات –حزب الله- السياسية و الدينية بالأساس و معارضة كل أدوات إيران في الداخل اللبناني من الذين يتلقون أوامرهم من طهران. و من أبرز أعضائه:

- "منسق التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن", الذي سرّب حزب الله بشأنه فتاوى إهدار دم مؤخراً لمجاهرته برفض الوصاية الإيرانية و إتباعها, و هدّد عائلته بضرورة التبرؤ منه و تمّ تشويه سمعته باتّهامه بأنّه "لص", "تاجر حشيشة" و تمّ نشر وثائق عن هذا الموضوع تعود إلى فترة الوجود السوري في لبنان, و هذا بحد ذاته ذو مغزى.

- الشيخ صبحي الطفيلي, و على الرغم من انّه لم ينضم بعد إلى التيار, لكنه يبقى الأمين العام الأول لحزب الله وله مكانة خاصة عند أتباع منطقته, و قد تمّ فصله من الحزب لرفضه الأوامر الإيرانية و لأنه أراد الحزب لبنانياً خالصاً بعيداً عن أوامر طهران, فتعرض لحملة عنيفة واستخدمت المخابرات السورية أجهزة الدولة اللبنانية و الجيش في ملاحقته و تدمير كل ما يمتلكه من وسائل اتصال بالجمهور من إذاعة و منشورات و تمّ اختلاق ملفّات أمنيّة بحقّه وجرت محاولة شهيرة لاغتياله بإيعاز من إيران أثناء تواجده في "الحسينية", و هو يعد من أبرز المنادين بخطورة المشروع الإيراني على العرب و على الشيعة أنفسهم, و قد حذّر دائما من مشاريع إيران و من الفتن التي تريدها بين السنة والشيعة حيث يقول أن لا مصلحة للشيعة في معاداة السنّة, وعلى الشيعة أن يحرصوا على التوحّد مع "البحر الواسع" وأنّ مصلحتهم تكمن في هذا وليس في الاقتتال أو التخاصم معهم, مؤكداً في مرات عديدة أنّ إيران عميلة للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي و مشاركة معه في العراق و أفغانستان و سياسياً في لبنان.

2- في العراق:

أ. الشيخ حسين المؤيد, و من أجرأ ما أدلى به هو أنّ إيران أخطر من إسرائيل على العرب لأنّ مشروع إسرائيل مكشوف و لا يمكن لأحد أن يكون معه, فالسياسة الإيرانية ليست إيجابية في أهدافها وليست إيجابية في أساليبها، ولا يوجد للنظام الإيراني مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي كامن وإنما له مشروع قومي يتخذ من الدين والمذهب وسائل لتحقيق أهداف ذلك المشروع القومي، والسياسة الإيرانية ترسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية "على حد قوله". كما يعد أول من طالب بهدم مزار "أبو لؤلؤة المجوسي" -قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه- الموجود في إيران و الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى "التشيع الصفوي".



البند الثالث: إظهار صورة العربي في المناهج الإيرانية وكيف ينظر الإيراني إلى العربي, و هي نظرة احتقار واستعلاء و ازدراء, كي يصبح الجميع على بيّنة و لا يتم أخذنا على حين غرّة. فالفكر الإيراني في هذا المجال يتشابه إلى حد بعيد مع الفكر الصهيوني الذي يتحدّث عن الآخرين عبر مصطلح "الأمميين" و "شعب الله المختار". المشكلة في هذا الباب أنّ العرب ليس لديهم أيّة فكرة عن تراث إيران في هذا المجال و ليس لديهم أية فكرة عن صورة العربي في الداخل الإيراني, لعل ذلك يعود إلى انشغالهم في الصراع مع أمريكا و إسرائيل, لكنّ ذلك لا يبرر الجهل التام الذي نحن فيه عن طبيعة مشروع إيران و مقوماته القوميّة و الفكرية و الشعوبية و المذهبيّة.

لا ننكر على أي شعب سعيه إلى بلوغ القمة و اعتزازه بعلمائه و عظمائه و مفكريه, بل الواجب التنافس في هذا المجال, لكن المنكر هو أن يقوم من يدّعي بأنّه "إسلامي" و أنّ "جمهوريته إسلامية" و انّه من "سلالة الرسول الأكرم" بتحقير العرب و دعم سياسات شعوبية و حقائد فارسية و صفوية متظاهراً بعكس ذلك.

الطامة الكبرى في هذا الإطار, أنّ السياسات السلبية لا تأتي من القوميين الفرس فقط و إنما من الحوزة الدينية الإيرانية. تلك الحوزة التي تدّعي الإسلام و تقوم بالسر و العلن على تخريبه, تلك الحوزة التي احتفلت بخسارة العرب في حرب 67 باعتراف الإمام جواد الخالصي نقلاً عن السيد هاني فحص. كتاب "الشهنامة" مثال حيّ و واقعي على احتقار العرب, و مع ذلك تفتخر الحوزة الدينية الإيرانية بأنّ من أكبر انجازاتها الحديثة, العمل على إعادة إحياء و دعم "الشهنامة" الذي يمثّل قمّة السياسة "الشعوبية" الفارسية.

ولمن لا يعرف, "فالشهنامة" ملحمة شعرية وضعها الشاعر الفارسي الشعوبي "أبو القاسم الفردوسي"(411-329هـ) بتكليف ملكي بقصد تحقير العرب و تمجيد الفرس وملوكهم و رفع مكانة اللغة والتراث الفارسي و الحط من منزلة العرب والمسلمين الذين دحروا الإمبراطورية الفارسية وحرروا أبنائها من الجاهلية وعبادة النار وأدخلوا عليهم نور الإسلام, و تقع في حوالي 60 ألف بيت شعري, و قد اجتهد الفردوسي على جمعها طيلة فترة تتراوح بين 30 و40 سنة على أن لا يرد فيها أي كلمة عربية. حيث صب جل غضبه على العرب واصفاً إياهم بأبشع الأوصاف التي من اقلها " الحفاة الرعاة , أكلت الجراد , الغزاة " وغيرها من النعوت و الأوصاف الشائنة الأخرى .

ومن نماذج الأشعار العدائية ضد العرب التي دونها الفردوسي في ملحمته الأبيات التالية:

زشير شتر خور دن وسو سمار

عرب را بجايي ر سيده است كار

كه تاج كيانرا كند آرزو

تفو باد بر جرخ كردون تفو

وتعني ترجمتها :

من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا

أن يطمحوا فـي تـاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا

كما جاء فيها المثل الشهير الذي يردده الايرانيون:

"سكع اسفهان آبا يخ ميخرد, عرب در بي يابان ملخ مي خوراد"

و ترجمتها:

"الكلب الاصفهاني يشرب الماء البارد, و العربي يأكل الجراد في الصحراء"

و نتساءل كما تساءل صباح الموسوي, أي حوزة دينية إسلامية هذه التي تقوم بالترويج لهذا العمل و تفتخر به وتعتبر أنّ إعادة إحيائه من أعظم انجازاتها!! و ذلك عبر طبع كاتب الشاهنامه على قرص ليزري ( سي دي ) مدته ساعتين يتضمن ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية للشاهنامه، مع نبذة تاريخية عن حياة الفردوسي وصور عن قبره المشيد كما ذكرت مؤسسة نور التابعة لحوزة قم المقدّسة التي قامت بهذا الإنجاز الإعلامي الكبير!! هل ديوان الشاهنامه كتاب عقائدي أو فقهي مثلا , لكي تقوم الحوزة العلمية الدينية بصرف الملايين أو على إنتاجه وتوزيعه بالمجان من قبل المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية المنتشرة في أكثر من مئة وعشرين بلدا؟!



البند الرابع: إظهار التعاون الحثيث والعلاقات السريّة الإيرانية-الإسرائيلية و الإيرانية- الأمريكية و هي حالات كثيرة و خطيرة و فضائحية لمن هو متابع للموضوع.

البعض يقول في مثل هذا الموقف, هناك دول عربية كثيرة تقيم علاقات مع إسرائيل. نعم هذا الكلام صحيح, و هذه الدول تخفف علينا عبء تناولها, فكل شيء مكشوف و بالتالي لا تستطيع ادعّاء عكس ما هو ظاهر, أضف إلى هذا أنّ هذه الدول لم تدّع يوما أنها ضد أمريكا, فلذلك فالفضيحة تكون لمن يدّعي ذلك بالعلن و يقوم بالسر بعكسه.

العلاقة بين إسرائيل و إيران هي علاقة تفاعلية و تكاملية و ليست صدامية أو متناقضة, و نتحدى من يدّعي عكس ذلك أن يأتي بدليل واحد على قوله, لن يجد سوى الكلام الفارغ و الشعارات.

و التركيز في هذا الجانب يجب أن يكون على عنصرين أساسيين هما:

- أولاً: التعاون السري الحثيث. و هو تعاون كبير و خطير جداً لا يقتصر على التعاون العسكري و التكنولوجي و الصناعي و لا ينحصر على بداية الثورة الإيرانية حيث باعت إسرائيل أطناناً من الأسلحة و المعدات لإيران ( هل يمكن أن تتصور أن تبيع إسرائيل النظام المصري أسلحة!!, و لا نعرف من العميل هنا) بل يمتد على طول الفترة منذ ذلك الوقت و حتى اليوم.

- ثانياً: تماثل الأهداف. إذ يجب عرض الأهداف الإيرانية التي تريد تحقيقها في المنطقة و مقاربتها بشكل دائم بأهداف المشروع الصهيوني, كي يستطيع القارئ أو المتلقي الربط بشكل آلي و فوري, و سيكون هذا سهلاً جداً عليه خاّصة أنّ أهداف المشروعين واحدة تقريبا, و بما أنّ الأحداث تتمحور حالياً حول العراق فلا بد من التركيز على تلاقي دور الصهاينة و الصفويين في تدمير العراق.

ولا بدّ أن نشير هنا ودائما إلى أنّ التهديدات والأبواق والطبول التي تقرع دائما وتروّج أنّ هناك حرب أمريكية على إيران هي أبواق موسمية, فعندما كانت إيران و أمريكا تنجحان في الإطاحة في أفغانستان والعراق لم نكن نسمع أي تهديدات, أمّا الآن فقد اختلفا على الحصّة والنسبة فإننا نسمع اليوم ما نسمع و الذي يبقى في إطار الكلام.



البند الخامس: التركيز على التناقضات الإيرانية في المواقف من مختلف الملفات الإقليمية و عرضها في إطار مشروعها.

إيران ذات وجهين, فالمتابع لها ليعتقد أنّ هناك إيرانين وليس إيران واحدة, وذلك بطبيعة الحال لأنها تمتلك عدّة مستويات من الخطاب و لأنها تعتمد مشروعاً سرياً, لذلك فالمنافق لا بد و أن ترى تناقضاً في خطاباته وأدائه بين الحين والآخر. ولا يقتصر التناقض الذي كان موزعاً بشكل متعمد بين ما يسمى إصلاحيين و بين المحافظين بل تعداه ليصبح تناقضاًً في داخل كل واحد منهم. نعطي مثالين على هذا:

1- اشتهر نجاد بتصريحه الشهير عن ضرورة إزالة إسرائيل عن الخارطة و تدميرها, ثمّ بعد ذلك أطلق تصريحه الشهير الآخر في 26-8-2006 بمناسبة افتتاح مصنع إنتاج الماء الثقيل في "آراك" قائلا بالحرف الواحد "إيران لا تشكّل خطرا على الغرب و لا حتى على إسرائيل".!! ثمّ أعاد الإيرانيون تطمين الغرب في 11 شباط 2007, فقال لاريجاني ما نصّه: "أن برنامج إيران النووي لا يمثل تهديداً لإسرائيل, وأن بلاده مستعدة لتسوية جميع الأمور العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال ثلاثة أسابيع.... و أن كل ما يرد بشأن رغبة إيران في تهديد إسرائيل هو كلام خاطىء".!!

2- يطالبون بانسحاب الولايات المتّحدة من العراق وفي الوقت نفسه ساعدوها على احتلاله و احتلال أفغانستان!! و من المعروف أنّ إيران هي أول دولة في العالم اعترفت بمجلس الحكم المعين من قبل المحافظين الجدد, ثمّ كانت أول دولة في العالم تؤيد الانتخابات التي يديرها المحتل ثم أول دولة تعترف بالحكومة العراقية التي نشأت عن الانتخابات المزيّفة تحت ظل الاحتلال.

هذه التناقضات إن دلّت على شيء فهي تدل على أنّ تصريحات العداء لأمريكا وإسرائيل هي قنابل دخانية للمغفّلين من أبناء أمتنا, و أنّ إيران تتبع المصالح و ليس المبادئ. إيران حرّة بطبيعة الحال في سياساتها و لكن ما نعترض عليه هو أن لا تتم المتاجرة بنا و نكون أوراقا في خدمة إيران.



البند السادس: تعريف و تبيان و كشف أدوات إيران و وسائل اختراقها للمنطقة من الناحية البشرية و المادية و المذهبية و الاجتماعية, و تحديد حلفاءها في البلدان العربية و تحديد طرق و أساليب التعامل معهم, من خلال إثارة نقاشات فكرية, علمية لنقل الصورة الحقيقية عن إيران و عن سلبية التبعية لها.

فهناك تيارات و جماعات معينة في البلدان العربية تابعة دينياً للولي الفقيه الإيراني. والخطر لا يكمن بمجرد أنهم تابعين للولي الفقيه الإيراني و لكن الخطر يكمن في أجندة الولي الفقيه و بالتالي فإن اصطدمت مصلحته بمصلحة البلدان العربية والشعوب العربية فان الجماعات الموالية له مضطرة لتنفيذ أوامره بغض النظر عن النتائج. هذا و تقوم إيران بعمليات اختراق واسعة للشعوب العربية عبر وسائل منها إعلامية و منها دعائية و منها اقتصادية و منها مذهبية عبر التبشير المذهبي و الذي يؤدي إلى تغيير في الموازين و إثارة الحساسيات الطائفية و الاقتتال الداخلي في الدول العربية وهذا واضح جلي, في كل من لبنان, سوريا, الأردن, فلسطين, السودان, ...و غيرهم.



البند السابع: استخدام الوسائل و الأساليب و الأدوات المناسبة في مخاطبة الجمهور من العامة و الخاصة فيما يتعلق بالخطر الإيراني. فلكل فئة مستهدفة طريقة خاصة بالتفكير أو الاستجابة للخطاب الموجّه إليهم.

فمنهم من يستجيب للمحاجّات العقلية و المنطقية, و منهم من يستجيب للمحاجّات الشرعية الدينية, و منهم للمحاجّات التاريخية, و منهم للوقائع و الأحداث و الصور البصرية, و عليه فلا يجوز استخدام أسلوب واحد جامد وخشبي في مخاطبة كل هؤلاء و كل هذه الفئات و كأنّها واحد موّحد.

فمن الأخطاء المتّبعة في هذا المجال على سبيل المثال, الحديث بشكل آلي عن الخطر الإيراني بأسلوب ديني وتاريخي, فترى البعض يمهّد للحديث عن الخطر الإيراني بمقدّمة تاريخية شرعيّة طويلة جدا, غير ذات فائدة كبيرة تدفع العديد من المتلقّين إلى النفور أو الملل أو عدم استيعاب الأحداث و ربطها.



البند الثامن: توظيف الأوضاع و التطورات و التعامل معها بشكل "ذكي" لكشف المشروع الإيراني و محاصرته والضغط عليه.

هناك نقص كبير في اعتماد هذا الإطار في مخاطبة الجمهور و مسألة "إعدام صدام" نموذج لهذا النقص. فبدلا من أن يتم الاستفادة من هذه الواقعة -التي حصّلت بالطريقة الطائفية الصفوية التي شاهدها العالم بأسره- بطريقة تؤدي إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمتعاطفين و المؤيدين للمشروع الإيراني-الصفوي من خلال التركيز على طريقة الإعدام و يوم الإعدام و الدول التي احتفلت بالإعدام و أولها إيران-إسرائيل و أمريكا, انشغل البعض في مناقشة ما إذا كان صدّام شهيدا أم لا, ظالما أم لا!! و بدلا من أن يتم توجيه زخم الواقعة المصوّرة باتّجاه موقف توحيدي من المشروع الإيراني وعملائه و المبايعين له, تحوّلت الواقعة في بعض الزوايا إلى عامل جدلي تفتيتي. ماذا يهمنا إذا كان شهيداً أم لا في هذه اللحظة الآنية بالذات!! ما يهمنا هو ضرب المشروع الإيراني. لذلك لا بدّ من "قبر" السذاجة التي يتّسم البعض بها في تناولهم و معالجتهم للأمور و خاصة و بصراحة كاملة "بعض الإسلاميين", و العمل على الاستفادة من الأحداث بأكبر قدر ممكن, لاسيما أنّ جزءا كبيرا من الفضائح و الضغوط التي يتعرّض لها المشروع الإيراني حاليا ليس مردّه محاججات هؤلاء الدينية أو الشرعية بقدر ما هي أخطاء المشروع الإيراني و تطورات الأحداث, و هذا ما يؤكد وجهة نظرنا في ضرورة استغلال مثل هذه الأحداث بدلا من تحويلها إلى جدل أفلاطوني غير ذي جدوى.



البند التاسع: اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل و عدم الاكتفاء بموقف الدفاع.

إذ أنّ السكوت عن التصرفات والسياسات الإيرانية يعطي انطباعا بالضعف المفرط, ولذلك فأنّ خطوات مماثلة لتلك التي تتّخذها إيران تجاه العرب يساعد على إعطاء رسالة واضحة و سريعة. فعلى سبيل المثال منعت إيران مرّتين في العام 2005 و 2006 دخول بضائع عربية إليها و أعادتها وذلك لأنها تحمل ختم " الخليج العربي", و من المعلوم كيف قامت الدنيا ولم تقعد في إيران حينما نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أطلسًا أخيرًا يرد فيه ذكر «الخليج العربي»، ما دفع طهران إلى حظر المطبوعة في إيران و مصادرة جميع النسخ التابعة لها، ومنع صحافييها وكوادرها من دخول إيران وتبني حملة إعلامية مكثّفة ضدّ المجلة لحملها على التراجع ترافق مع حملة أخرى لتأكيد فارسية الخليج معلنة أنّ تسميته بـ"الخليج العربي" إنما جاء بناءاً على مؤامرة صهيونية!!. مثل هذه التدابير المضادة يمكن اتّخاذها من قبل الجماهير أو المؤسسات المدنية و الإعلامية حتى إذا لم توافق السلطات في البلدان العربية بذلك.

أمّا فيما يتعلّق بعدم الاكتفاء باتّخاذ موقف دفاعي, فيمكننا في هذه الحال تبني مطالب أهلنا في عربستان قوميا ودعم السنّة في إيران دينيا, و ذلك لإفهام إيران أنّها ليست محصّنة و أنّ ألاعيبها في اختراق شعوبنا و بلداننا ليست مسألة مجانية.

و في هذا الإطار, لا أفهم لماذا لا يتم إثارة مسألة عربستان على الأقل في الإعلام العربي؟ إذا أعتبرت الأنظمة أنّ هذه المسألة تمثّل إحراجًا لها مثلاً, إلاّ أنّ هذا لا يجب أن يمنع الشعوب من إبقاء المسألة حيّة من خلال فتح قنوات اتصال مع الأهوازيين و نقل معاناتهم و مآسيهم و التعريف بقضيتهم ولو من باب إعلامي شأنها شأن أي مسألة أو قضية في العالم. و في سياق متّصل يجب تبني استراتيجية إعلامية تذكّر بانّ جزرنا في الإمارات مازالت تحت الاحتلال الإيراني, لا نقول تصعيد الوضع ليصل إلى حرب بسبب الجزر, و لكن نقول إبقاء هذه المسألة في ذهن الناس من خلال التركيز إعلامياً عليها كلما كان ذلك مناسباً مع نقل حقيقة ما يتم فيها من سياسة "تفريس" و تغيير معالم و فرض لسياسة الأمر الواقع.



البند العاشر: التركيز دائما على المسؤولين المتفرسيين الموجودين عندنا وخاصة في العراق, والكشف عن أصولهم و أسمائهم الحقيقية التي يعمدون دائما إلى إخفائها و استبدالها بأسماء عربية أصيلة وشهيرة كي يستطيعوا تحقيق أكبر اختراق ممكن, و الحرص على إحصاء عدد الزوّار الإيرانيين إلى البلدان العربية لنستطيع عبر ذلك معرفة نسبة الاستطيان التي تحصل تحت شعار زيارة المراقد والسياحة الدينية و الأماكن المقدّسة. إذ استطاع القوم عبر هذه الحجّة إدخال عدد كبير من المستوطنين الذين استقروا مع الوقت و عملوا على إنشاء بيئة شيعية مماثلة لتلك الموجودة في إيران في الدول العربية و أكبر مثال على ذلك موجود في سوريا, و الأردن و العراق.



البند الحادي عشر: إنشاء مركز أبحاث جامع هدفه دراسة ورصد السياسات السلبية الإيرانية تجاه المنطقة وتقديم الاقتراحات بشان سبل معالجتها أو مواجهتها, و الاهتمام برعاية باحثين و إعلاميين عرب و دفعهم لإتقان اللغة الفارسية و ذلك لما في هذه النقطة من أهمية لجهة تناول ونقل وتحليل ونقد وكشف الأخبار والوثائق الإيرانية التي تكون باللغة الفارسية و التي يستعصي على عدد كبير من العرب فهمها أو ترجمتها.

و يكون لهذا المركز لجان دينية و أخرى سياسية, تقوم الأولى بدراسة كل ما يرد من إيران من كتب و مطبوعات تعود "للتشيع الصفوي" و مراجعتها و التدقيق بها للتأكد من خلوها مما يطعن بالدين الإسلامي والصحابة تحت أي مسمى من المسميات و تسجيل لوائح بأسماء تلك المنشورات و الموجودة بكثرة في البلدان العربية والتي تدخل تحت عنوان "معرض للكتاب" , أو من خلال الحملات التبشيرية و المراكز الثقافية و السفارات الإيرانية في البلدان العربية, بالإضافة إلى رصد تحركات إيران في مجال التبشير المذهبي. فيما تقوم اللجان السياسية بمتابعة التطورات السياسية السلبية الإيرانية و رصد التدخلات في الشؤون الداخلية من الناحية السياسية والاجتماعية و فيما يتعلق بأدوات الاختراق و أساليبه و تقديم تقرير شامل بشأنها برسم الرأي العام العربي و للمهتمين.



البند الثاني عشر: إنشاء لجان شعبية مشتركة من جميع الدول العربية للعمل بشكل جماعي, وإرسال رسائل إلى السفارات الإيرانية والمفوضيات الثقافية بشان ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية سواء الدينية أو السياسية وذلك لكي لا يكون الأمر وكأنه رد فعل طائفي أو مصلحي معيّن, ولإظهار الثقل الجماعي في مواجهة المبادرات الفردية التي لا تؤدي الغرض المطلوب منها.



البند الثالث عشر: إنشاء لجان مهمتها متابعة هذه السياسة بشكل دائم و تقديم تقارير بشأنها و العمل على تطويرها تعديلها أو تغييرها متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك, أو إذا حصلت تغييرات أو تطورات على صعيد السياسة الإيرانية و أدواتها..




منقووووووووووووووووول للامانه















رد مع اقتباس
غير مقروء 17-Aug-2009, 12:23 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ















رد مع اقتباس
غير مقروء 18-Aug-2009, 12:37 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
روق والسماء فوق

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية روق والسماء فوق

إحصائية العضو






التوقيت


روق والسماء فوق غير متواجد حالياً

افتراضي

سلمت يداك على النقل الرائع

لعن الله الشيعه ابناء المتعه

الهم انصر الا سلام والمسلمين وعزهم

لاهنت يالغالي

محبك















رد مع اقتباس
غير مقروء 18-Aug-2009, 01:01 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روق والسماء فوق مشاهدة المشاركة
سلمت يداك على النقل الرائع

لعن الله الشيعه ابناء المتعه

الهم انصر الا سلام والمسلمين وعزهم

لاهنت يالغالي

محبك

شاكر مرورك اخوي روق ووالله اني كلما اقرا هذا الموضوع تكتشف عندي حقائق كثيره عنهم اخزاهم الله















رد مع اقتباس
غير مقروء 19-Aug-2009, 04:09 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
الحمياني سلطان
عضو نشيط

الصورة الرمزية الحمياني سلطان

إحصائية العضو





التوقيت


الحمياني سلطان غير متواجد حالياً

افتراضي

بيض الله وجهك ابن غزاي الخظري وسلمت يداك يالغالي وهذا لايدل إلا على معدنك الطيب وغيرتك على ديننا دين الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

والله يعز السنه ويذل الشيعه الخونه















رد مع اقتباس
غير مقروء 19-Aug-2009, 11:14 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو عمر الأسعدي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية أبو عمر الأسعدي

إحصائية العضو






التوقيت


أبو عمر الأسعدي غير متواجد حالياً

افتراضي

بحث كبير وووافيييي من وافي يحتاج من الإدارة التثبيت
بس ماتلاحظ ابو غزاي في موضوعك كيفية قيام الدوله الشيعية
لو لاحظت عبر التأريخ ما قامت دولة رافضية إلا على أعقاب دولة وثنية اجتاحت بلد الإسلام
عن د دخول المغول ظهرت الدولة البويهية
قامت الدولة الفاطمية أيام الحروبب الصليبيه
ظهرت الدولة الصفوية بعد الإستعمار الانكلييزي
هم إمتداد للحروب الوثنية ضد الإسلام
وأي حرب بينهم وبين الوثنيين هي حرب مصالح وليست حروب عقيدة وديانة
لاهنت على الموضوع















رد مع اقتباس
غير مقروء 20-Aug-2009, 11:58 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمياني سلطان مشاهدة المشاركة
بيض الله وجهك ابن غزاي الخظري وسلمت يداك يالغالي وهذا لايدل إلا على معدنك الطيب وغيرتك على ديننا دين الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

والله يعز السنه ويذل الشيعه الخونه


الحمياني سلطان شاكر مرورك يالغالي















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »05:58 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي