نحو استراتيجية فعالة تجاه الخطر الفارسي الشيعي
عند الحديث عن خطر الفرس لا يعني التقليل من خطر الروم، ولكن للفت الانتباه له وبدء التصدي له، أما خطر الروم فتكفل بصده مجاهدو العراق وفلسطين.
وإن من مبشرات أن الفرس لن تقوم لهم قائمة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فارس نطحة أو نطحتان، ثم يفتحها الله، ولكن الروم ذات القرون كلما هلك قرن قام قرن آخر) (**).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده...)(**).
لقد شاء الله تعالى أن يكون الاقتتال الأخير في فجر الإسلام بين الفرس والروم، إضعافاً لوجود الطرفين على أطراف الجزيرة العربية، وهو ما مهد للمسلمين أن يقاتلوهما معاً على التوحيد، فلم يكد يمضي على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، حتى غزا المسلمون أرض فارس، لينتصر العرب تحت راية الإسلام.
وقد يعيد التاريخ نفسه فيكون في صراعهما الحالي نصراً لأهل السنة عليهما.
وليعلم الناس أن هناك مشروعين يتنافسان على قيادة الأمة نحو التغيير:
أحدهما: يقوم على الحق والسُّنة، والآخر: يقوم على الباطل والبدعة.
وأن المشروع الأول الذي أُسِّس على الحق من أول يوم، هناك إصرار على الإضرار به، والتغطية عليه لحساب (مشروع الضِّرار) الآخر المشيَّد على أنقاض أعراض الصحابة، حَمَلَة الدين، وواسطة الرسالة، وسادة أهل الجنة بعد الأنبياء.
ولكن الله حافظٌ دينه وكتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وهذا من صميم اعتقادنا، ولن يمكنهم الله من الغلبة على أهل الإسلام ولن يعدوا قدرهم، ولن يضرّوا أهل الإسلام إلا أذى بإذن الله.
لأن دين الشيعة ؛ دين الشرك والقبور ودعاء غير الله، دين الخرافة والطقوس الوثنية والبكاء والسواد والجاهلية !
ولأن إيران تجد نفسها محاصرة من قبل دول سنية (باكستان والجمهوريات الإسلامية وتركيا بالإضافة للمجاهدين، في أفغانستان).
وحتى من داخل إيران عبر السنة الذين يشكلون ثلث عدد سكانها.
ولذا فيجب التوازن في تقدير الخطر الإيراني بين عدم التهوين منه وعدم التهويل والمبالغة وتصوره كما هو وعدم اليقين بنجاح مخططاتهم للسيطرة على المنطقة وكأنها قد تحققت.
وإن قاعدة الصد الرئيسة لخطر شيعة الفرس هي العراق ومقاومته على كافة المستويات وخاصة العسكري والسياسي:
فعلى المستوى العسكري فهناك مقاومة سنية أذلت وهزمت أقوى دولة، فيمكن لها التصدي للخطر الشيعي الفارسي رغم أنها تواجه بحرب مزدوجة من قوات الاحتلال وقوات الميليشيات على السواء وصمت عربي عن مساندتها.
لكن أكبر عائق لها هو تفرقها وعدم توحدها، ويجب على الأمة نصرتها وأعظم نصرة لها العمل على جمع كلمتها لتدرأ الخطرين الرومي والفارسي.
ولئن تخاذلت الدول العربية عن نصرة المقاومة العراقية فلا أقل من أن تنصر أهل السنة مالياً وسياسياً ليكون لهم قوة تحفظ لهم بعض حقهم.
وإنه لما يؤسف له أن تستقبل الدول الخليجية والعربية الشيعة العراقيين وتحتفي بهم وترفض استقبال قادة السنة
إن المجاهدين من السنة في العراق هم خط الدفاع الأول عن حكومات الخليج وشعوبها السنية فهل نعي ذلك؟
هذا على المستوى القريب أما على المستوى البعيد فيجب وضع مشروع استراتيجي لإعادة الشيعة إلى الصراط المستقيم عبر مشروع دعوي كبير يشمل العرب والفرس.
لقد كانت غالبية الفرس على المذهب السني حتى تسلطت عليهم الدولة الصفوية عام (907) هجرية وسميت بذلك نسبة إلى صفي الدين الأردبيلي المتوفى سنة 650هـ، وقد كان هذا الرجل من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب، إلا أنه تحول للمذهب الشيعي، وأصبح داعية له، حتى كثُر أتباعه، وتحولت الصفوية من دعوة إلى دولة، وتوسعت من العراق إلى أفغانستان.
فشيعتهم بالحديد والنار وقد قام مؤسسها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي بقتل ما يقرب من مليون نفس مسلمة لا لشيء إلا أنهم لا يعتنقون مذهب الرفض.
ولما قدم بغداد أعلن سبه للخلفاء الراشدين وقتل من لم يسلك ديانة الرفض، ونبش قبور كثير من أموات أهل السنة كما فعل بقبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله. (وميليشيا شيعة العراق الآن تنبش قبور الصحابة ومنهم أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقد انتهت الدولة الصفوية عام 1149 هـ
ففارس الوثنية قد تمكنت بالحديد والنار والمجازر من تحويل فارس السنية إلى فارس الشيعية الإثني عشرية، وقد ظل الصفويون على عهد الشقاق والمحاربة لجيرانهم من المسلمين السنة، حتى سقطت دولتهم على يد الأفغان بقيادة (محمود خان ) الذي غزا أرض فارس.
إن جهود أهل السنة لدعوة الشيعة لازالت محدودة وفردية، وما أحوجنا لجهود مؤسساتية وحكومية لمعالجة هذا الخطر في جسد الأمة.
وإن مما يؤكد أهمية دعوتهم وحصول ثمرتها ما نشرته مجلة (المنبر) الشيعية المتطرفة، العدد 14 بعنوان: (استنكار واحتجاجات من الشيعة الذين أصبحوا غرباء في وطنهم) جاء فيه ما نصه: ' وذكرت الأوساط أن هذه السياسة التي تنتهجها السلطات الإيرانية هي التي أدت إلى تحول جمع من أبناء إيران إلى المذهب السني، بعدما أوقفت السلطات جهوداً كان تهدف إلى الحفاظ على هوية التشيع المبنية على كشف حقائق مظلومية أهل البيت عليهم السلام باستمرار، حتى أن مدينة (إيران شهر) الواقعة في محافظة سيستان جنوبي شرقي إيران كانت نسبة الشيعة فيها قبل الثورة (80%) أما الآن فقد قلت النسبة لتصبح (30%) لتكون الأغلبية سنية بواقع (68%) من مجموع السكان حالياً. وهذه إحدى نتائج هذه السياسة المصلحية ' (**).
وقبل أسابيع أعلنت الصحافة الإيرانية أن سلطات الأمن في مدينة المحمرة الأحوازية ألقت القبض على شخص من أهالي المدينة يدعى" س- آ " بعد مداهمة منزله وقامت بمصادرة مائة وستون كتاباً تحتوي على أفكار سنية سلفية على حد تعبير المصادر الصحفية الإيرانية التي أضافت أن إدارة الجمارك في ميناء المحمرة سبق لها في أواخر الشهر الماضي مصادرة ثلاثمائة كتاب وكتيب سني وجدت مخبأة في داخل "لنج" قادمة من الكويت. مؤكدة أن ظاهرة الانتقال إلى المذهب السني في الأهواز آخذة في الاتساع.
وفي حملة إعلامية مضادة لظاهرة ما بات يعرف بالتسنن في الأهواز فقد قامت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية بالتعاون مع الحوزة العلمية وجهات مسئولة أخرى بتنظيم سلسلة من الندوات في بعض المدن الأحوازية تحت عنوان ما يسمى "مكافحة الأفكار المعادية لأهل البيت".
لقد تزايد أعداد أهل السنة في الأهواز حتى أن مدينة كـ'الخفاجية' التي يبلغ عدد سكانها قرابة مائتين وخمسين ألف نسمة، والتي إلى ما قبل عشرة أعوام لم يكن يلاحظ فيها وجود سني واحد، أصبح الوجود السني فيها اليوم ظاهرة بارزة، وقد حوّل أهل السنة منزلين في المدينة إلى مساجد؛ وذلك بسبب رفض السلطات الإيرانية السماح ببناء مساجد لهم.
والإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد أهل السنة في الأهواز تجاوز نسبة (15%).
ما هي الدوافع التي تقف وراء هذا التوجه نحو المذهب السني من قبل الأحوازيين وبالأخص فئات الواعيين منهم؟
الجواب يأتي من هؤلاء، وبكل بساطة: أن الأفكار الخرافية التي حشت فيها الماكينة الإعلامية الصفوية رءوس الناس البسطاء من موالي ومحبي أهل البيت لم تعد مقبولة نهائياً في وسط هذه الفئة. وأن سكوت الحوزة العلمية على الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب العربي الأحوازي على يد السلطات الحاكمة باسمها هو من جعل هؤلاء الأحوازيين ينبذون الفكر الصفوي المشبع بالروح القومية الفارسية العنصرية، والذي تتبناه الحوزة العلمية وتنشره تحت غطاء التشيع للأهل البيت والمذهب الجعفري.
ولقد أحدثت المناظرات التي جرت على قناة المستقلة بين علماء من السنة والشيعة زلازل بين الشيعة ، فهدى الله منهم من شاء هدايته حتى حرّم مراجعهم متابعة تلك الحوارات ! ! (مع أن محاوريهم من أهل السنة هم من طلبة العلم وليسوا من العلماء !)
وكان من أثرها أن أرسلت إيران كتباً ومحاضرات لتوزع في التجمعات الشيعية في البحرين والقطيف وغيرها رداً على تلك المناظرات وتخفيفاً من أثرها.
فكيف لو كانت هناك قناة خاصة لدعوة الشيعة بالعربية والفارسية؟
ولا يزال يوجد من يتوب ويتسنن منهم بكثرة رغم ضعف الجهود في دعوتهم.
وكان من آخرهم أبو فارس وهو مشرف في ثلاث غرف شيعية في البالتوك وقد ناظر عدة مشايخ من أهل السنة مثل الشيخ الدمشقية والشيخ عثمان الخميس .
إن الشيعة ليسوا سواء، بل هم أحزاب وطوائف وفرق قد بلغت قريبًا من السبعين،... وبينهم من العداوات والضغائن والحروب ما لا يعلمه إلا الله وحده...
ويكفي شاهداً على ذلك حرب أمل وحزب الله الضارية في لبنان للسيطرة على الضاحية الجنوبية من بيروت والتي راح ضحيتها قتلى ومصابين ومشردين!! وامتد القتال لأكثر من سنتين (من 88 إلى 90) فيما سمي بعد ذلك بـ حرب الإخوة.
لكن الموالين لإيران الآن هم الأعلى صوتاً، والأكثر أثراً، لأنهم يدعمون..
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "...والإمامية الإثنا عشرية.. مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطناً وظاهراً ليسوا زنادقة منافقين لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم، وأما أولئك (أي: الإسماعيلية ) فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون وأما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون مسلمين). (**)
وقال ابن تيمية -وهو أحد ألد أعداء الرافضة - أيضاً في مجموع الفتاوى (28/500): " وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد ، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والروافض ونحوهم، والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً،.. ولكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له".
وهذا يوضح أن شيخ الإسلام بعد أن ذكر خلاف العلماء رجح أن أقوالهم كفرية بينما لا يكفر المعين منهم إلا بعد إقامة الحجة، وهذا من إنصاف شيخ الإسلام وضبطه لمواطن الخلاف ومواطن الإجماع.
فيمكن الاستفادة من غير المتطرفين منهم وتحييد شيعة العرب عن الفرس، فشيعة العرب أخف عداءً للسنة من الفرس، وشيعة العراق في بعضهم النخوة العربية كشيعة القبائل والطائفة الشيخية، ومن أكثرهم اعتدالاً الخالصي وتياره الذي لم يشارك في الفتنة، والبغدادي والمؤيد وحزب الولاء الإسلامي الجناح السياسي لرجل الدين محمود عبد الرضا الحسني ، المناهض لإيران ولأميركا وأتباعهم.
ولقد اتهم المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد ، إيران، بأنها "أكثر خطراً على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن لديها "مشروعاً قومياً"، يهدف إلى السيطرة على المنطقة، حسب رأيه.
وشن آية الله المؤيد ، الذي قرأ في مدارس قم الإيرانية وعاش فيها قرابة العقدين من الزمن، هجوماً عنيفاً على النظام الإيراني، واصفاً إياه بأنه نظام "يسعى لتحقيق مطامع قومية على حساب شعوب المنطقة، وتحت يافطة الدين والمذهب".
ونفى أن يكون لإيران أي "مشروع شيعي أو إسلامي"، وأن مشروعها "قومي ينطلق من سيكولوجية تحتقر العرب وتكرههم.. وأن خطر التمدد الإيراني على العراق والمنطقة العربية أكبر من الخطر الأمريكي والإسرائيلي"، على حد اتهامه.
وكشف المؤيد عن وجود خلايا نائمة في الوطن العربي، قال: "هم من العرب وتم تجنيدهم من قبل النظام الإيراني، وكشفنا بعضها، كما أن هناك مقاراً إيرانية في العراق يتم فيها تخزين السلاح وتهريبه إلى تلك الخلايا النائمة في الوطن العربي"، حسب وصفه.
ويعد آية الله الشيخ حسين المؤيد ، من رجال الدين الشيعة البارزين، والسياسيين الذين لديهم موقف علني في تأييد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي، والرافضين بشدة لأي تدخل إيراني في العراق.
ولقد انشقت عن تنظيم مقتدى الصدر الذي سلم تنظيمه للإيرانيين أربع مجموعات في مدينة الصدر لوحدها، أما تلميذ أبيه البار محمود عبد الرضا الحسني فانشق هو الآخر وأسس تنظيم «الولاء الإسلامي» وهو تنظيم مسلح يسيطر على كربلاء، وهناك تنظيم آخر باسم «الفضيلة» يسيطر على البصرة. وكلا التنظيمين يزعمان تمثيل الشيعة العرب في العراق بمقابل تنظيمات مثل المجلس الأعلى وحزب الدعوة الموالية لإيران.
والشيعة في لبنان بصفة عامة هم من أعدل مجتمعات الشيعة ، بحكم أن المجتمع اللبناني نفسه شعب معتدل، طوائف وأديان ألفت التعايش عبر السنين، والذي يتأمل في مؤلفات بعض مشايخهم مثل محمد حسين فضل الله يجد أن صفات الاعتدال هي السائدة إذا قيسوا ببعض المجتمعات الشيعية الأخرى المتطرفة (مع مراعاة أن حزب الله اللبناني تسليحه ودعمه وميزانيته ورعايته السياسية وتدريب كوادره من إيران، ويستحيل أن تكون هذه بدون ثمن، ويستحيل أن تكون هذه بدون أثر) وقد حاول محمد حسين فضل الله أن ينتقد تاريخ الشيعة وأثبت أن الشيعة هم قتلة الحسين وهم من خذلوه فشنت عليه مرجعية إيران حملة ظالمة وأعلنت كفره فلم يحتمل الرجل الحملة الشعواء ضده فاعتذر عن اجتهاداته.
ومن علمائهم الذين نقدوا كثيراً من ضلالاتهم موسى الموسوي في عدة كتب منها كتابه الشيعة والتصحيح، وحسين الموسوي في كتاب (لله... ثم للتاريخ)!!.
وكذلك أحمد الكاتب في كتابه (تطور الفكر الشيعي) ومن قبلهم الإمام السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع، وعندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد أحمد الكسروي عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.
ومن الخطأ تحميل عامة الشيعة وزر ما يرتكبه رءوسهم وقيادات أحزابهم وأعضاء ميليشياتهم من جرائم قتل و عمالة لصالح الصليبيين.
ولذا فمن العدل معهم عدم قتلهم لمجرد تشيعهم عبر تفجيرات جماحسين الموسويية بل الحرص على محاربة المجرمين منهم فقط.
ولهذا فإن الحاجة ماسة إلى شيء من التأليف وتقريب الآراء بين العرب السنة والعرب الشيعة في العراق ولبنان، لا على خلفية عنصرية ضد الفرس؛ فذلك ليس من الإسلام، بل على خلفية المصلحة العامة التي يحتاج إليها الطرفان في مواجهة التوغل الإيراني القادم.
وشيعة العراق ولبنان من غير الفرس، أقل خبثاً وأدنى قرباً من السنة هناك، بفعل عوامل التعايش والتجاور والمصاهرة، وبخاصة العامة منهم؛ حيث يعتقد أنه يسهل كسبهم أو تحييدهم إذا افتضح استغلال الإيرانيين لهم.
ومن الممكن أن يجد شيعة العراق العرب أنفسهم في خيار يدفعهم إلى التقرب من جديد إلى أهل السنة ؛ وذلك عندما يكتشفون حقيقة الطمع الإيراني والجشع الأمريكي، وهنا... فعلى سنة العراق -وبخاصة العلماء والدعاة- أن يحسنوا استثمار هذه الفرصة إذا سنحت، من خلال إعلان المبادرات المشتركة لحقن الدماء وإيقاف الشحناء، والانتقال -أو بالأحرى- الرجوع إلى صيغة التعايش التاريخية المعروفة عن شعب العراق حتى يهدي الله من يشاء إلى صراط مستقيم.
لست هنا أقصد أن أضع هذه الاستراتيجية وإنما القصد الدعوة لوضعها من المختصين، وأن نركز على العمل الشعبي ونفعل دور المؤسسات العلمية والجماعات والجمعيات الإسلامية، لأن الحكومات "السنيّة" يبدو أنها للأسف في حالة يرثى لها من الارتباك، نسأل الله أن يردها إلى الدين الحق والتمسك به.
يتبع