صواب : التاريخُ يُعيد نفسَه !

[أبو عبد الملك الرويس]

بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله .


وبعد :


فقد قال ابن خلدون ( 808هـ ) ـ رحمه الله تعالى : (( التاريخ يُعيد نفسَه ))!


وفي هذا اليوم قرأتُ خبرًا استوقفني ، وذكّرني بهذه المقولة الخالدة لابن خلدون ، ومِن قبلها ذكرني بأبيات نصر بن سيار ـ رحمه الله تعالى ـ الخالدة !؟

و هذا الخبرُ هو ما جاء اليوم الخميس 24/2/1430هـ في صحيفة الرياض ، ونصّه :

(( المملكة تستهجن بشدة التصريحات العدائية المتكررة من مسؤولين إيرانيين على البحرين وتعتبرها تعدياً سافراً

الرياض - (و. ا. س):
صرح مصدر مسئول أن المملكة العربية السعودية تتابع باستياء بالغ واستهجان شديد التصريحات العدائية المتكررة الصادرة عن عدد من المسئولين الإيرانيين والرموز السياسية والإعلامية، التي ما فتئت تردد المزاعم والادعاءات الإيرانية في أراضي مملكة البحرين الشقيقة وآخرها ما صدر عن رئيس تحرير صحيفة كيهان ومستشار المرشد العام، ومن قبلها تصريحات المفتش الخاص في مكتب المرشد العام ناطق نوري، والنائب في البرلمان الإيراني داريوش قنبري.
وقال المصدر «ترى المملكة أن صدور مثل هذه التصريحات اللامسئولة ما هو إلا محاولة للاجتراء على حقائق التاريخ والجغرافيا، وتشكل تعديا سافرا على سيادة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، كما أنها تمثل تعديا على هوية مملكة البحرين وانتمائها العربي».
وأضاف «والمملكة العربية السعودية إذ ترفض بشكل قاطع هذه التصريحات، فإنها تعرب عن أسفها الشديد لصدورها عن جهات محسوبة على القيادات الإيرانية، وهو الأمر الذي يقف عائقا أمام الجهود والمبادرات الخليجية المخلصة، التي تهدف إلى بناء علاقات حسن جوار بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيران يسودها الود والاحترام المتبادل، ويهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ويدرأ الفتنة بين المسلمين».
)) !

فسبحان الله ! وكم في التاريخ مِن عِبر وعِظات ، وخبر وإرشادات !



وأمّا أبيان ابن سيّار التي سارت بها الركبانُ وحفظها الزمانُ منذ سنة 131هـ إلى الآن ؛ لأنها تُمثّل حادثة تتكرّر مع كرّ الزمان ، وما أشبه اليوم بالبارحة !

وهي قوله :


أبلغْ ربيعةَ في مَرْوٍ وفي يَمَنٍ ... أن اغضبُوا قبلَ ألا ينفع الغضبُ

ما بالكمْ تُنشبون الحربَ بينكمُ ... كأنّ أهْلَ الحِجا عن رأيكمْ غِيبُ

وتتركون عدوًّا قد أحاطَ بكمْ ... مِمّن تأشّبَ لا دينٌ ولا حسَبُ

لا عُرْبَ مثلكمُ في الناسِ نعرفهمْ ... ولا صريحَ موالٍ إن همُ نُسبوا

مَن كان يسألني عن أصْلِ دينهمُ ... فإنّ دينَهمُ أن يُقتلَ العربُ !

قومٌ يقولون قولاً ما سَمعتُ بهِ ... عن النبيّ ولا جاءتْ به الكتبُ




والله يحفظكم أحبّتي ،،،

آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 19-Feb-2009 في 06:20 PM.