الــنـــقـــد الــهـــدام

[نايف المرشدي]

بسم الله الرحمن الرحيم

(( النقد الهدّام ))

النقد و الانتقاد و بيان الأخطاء منها ما هو بناء و نافع ومكمل للعمل وداعيا للتصحيح والاستمرار ومحفزا للنجاح والتميز, ومنها ماهو هدام وضار ومنقص للعمل وداعيا للانقطاع ومحطما للآمال ومانعا من النجاح والتميز.
ولكل نوع منها فنه وطرقه وأساليبه, وهناك عدد ليس بالقليل قد تخصصوا في هدم التميز, وتحطيم مبادئ النجاح, وتكسر أسوار الإبداع ويحتجون بأن ما يقدمونه من عمل هو نقد يستفيد منه العامل ويعدل به أخطائه وما علموا أن مضاد ما قالوه هو تحطيم أمال ذلك الناجح أو شبه الناجح.
وأن ما قالوه أو تعلموه هو دعوة منهم لذلك المبدع للوقوف في مكانه أو الرجوع للخلف حتى يسلم من شرهم.
هذه فئة من الناس تخصصت في الاصطياد في الماء العكر, والبحث عن النقاط السوداء فقط في الصفحات البيضاء , فان لم يجدوا تناسوا العمل وكأنهم لم يروه, وان وجدوا ماأرادو قدموه للمجتمع بحجة أنه نقد بناء وأنه ملاحظة وجيهة وأنه دعوة منهم لاستكمال نجاح العمل.
ولو أنهم صدقوا لقدموا الصواب قبل أن يقدموا الخطأ, ولو كانوا صادقين لمدحوا قبل أن يذموا , ولقالوا ماعندهم عن من يعينه الأمر, ولم يفصحوا عن ذلك عند الناس عامة.
وهذا السلوك الخاطئ مصدره هو الأنانية وحب الذات واعتقاد أن النجاح لي ولأبنائي فقط, وغيرنا حليفهم الفشل.
مصدره هو حب الشهرة ولو على أكتاف الآخرين, فان أردتم أن تعرفوا نجاحي فانظروا إلى قوة ذكائي بمعرفة أخطاء الناجحين فهذا دليل على أنني أنجح منهم بل وأنهم فاشلين.
فتجد بعض الناس يبني بيتا ويبذل قصارى جهده في تشييده وتزيينه وتنسيقه ويدفع من أمواله مالا حصر له وإذا انتهى أتاه رجل لا يملك بيتا أبدا فيقول له: تصميمك خاطئ وألوانك غير متناسقة والإضاءة ضعيفة....وهكذا, ثم يخرج من عنده فيجد أناسا يمدحون بناء هذا الرجل وجمال منزله فينطلق قائلا: ألوانه فيها كذا, وتصاميمه فيها كذا, و....و... ثم يصد إعجاب الناس عن منزل هذا الرجل حتى يتجهوا إليه ويعجبوا به وبأفكاره. وإذا سألته لم قلت هذا؟ قال: نقد بناء أريد أن يكمل جمال البيت به.
بل نقد هدام تريد به جلب الأنظار إليك.
وترى آخر يجد الناس يمدحون خطيب الجمعة لحسن خطبته فيبحث عما يصرفهم عن هذا الخطيب ويجعل الأنظار تتجه إليه فلا يجد في الخطبة ولا في الخطيب عيبا أو نقصا فيقول لكن المسجد مزدحم والمواقف ضيقة والفرش قديم والصوتيات سيئة...
ياسلام..نعم هذه الملاحظات الهادفة التي استطعت استخراجها الناس يتكلمون عن موضوع الخطبة وإلقائها, أم يتكلمون عن إمكانيات المسجد وتهيئته؟
لكن الجواب لا يعوق هؤلاء. فيقول: هذا نقد بناء مرتبط بالموضوع.
بل والله انه نقد هدام ناشئ من الشيطان يهدف إلى تحطيم الآمال والوقوف في طريق الناجحين.
ولو قلنا له تكلم أمام خمسين شخص فقط عن مكارم الأخلاق لما استطاع أن يقف أمامهم مجرد وقوف فقط.
أحبتي الكرام/ للنقد البناء ضوابط لابد أن نعرفها ونتقنها حتى يكون انتقادنا هادفا منها:
*تقديم ايجابيات العمل على السلبيات والثناء على العمل.
*التماس العذر للعاملين والبحث لهم عن أعذار.
*أن يقدم النقد لمن يعنيه الأمر لا لمن لا يهمه الأمر.
*أن يفرق بين الخطأ المتعمد وغيره وأن يفرق بين الترك والسقط.
*أن يقدم تشجيع بين يدي الانتقادات.
*حسن الظن وعدم الدخول في النيات.
*الإتيان بفكرة تطويرية للعمل للدلالة على صدق النقد.
فإلى كل من يعمل ويبحث عن النجاح سر ولا تلتفت, فليس كل نقد يستحق أن تقرأه, ولا كل شخص يستحق أن تسمع منه, وعليك بنقد نفسك بنفسك ومراجعتها حينا بعد حين.

و الله ولي التوفيق ،،،



نايف بن بدر المرشدي

[عبدالرحمن الهيلوم]

بارك الله فيك
كلام درر
دمت بود

[نايف المرشدي]

عبدالرحمن الهيلوم

مشكور على المرور و التعليق