السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصوم كما هو معلوم موسم روحي يتجرد المسلم فيه لعبادة ربه عز وجل فيحظى بإقباله وغفرانه وينعم بثوابه ورضوانه ، وللصيام حكم كثيرة منها :
1. في الصيام الشعور بحقوق الأمة الواحدة لنداء الله لهم بنداء واحد وبصيغة الجمع قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، وفي الحديث الصحيح: " صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته " ، وهذا النداء بالإيمان والجمع هو أساس الخير ومنبع الفضيلة . فالصوم إعلان لمبدأ وحدة المسلمين ، وشعور موحد قوي لجميع المسلمين التي تجمع بينهم هذه الفريضة شهراً كاملاً كل عام فتصوم الأمة وتفطر في شهر واحد .فيهتم المسلم بأمر إخوانه ويحس بإحساسهم ففي ذلك تقوية لصلات وروابط الإخاء بين الأمة المسلمة .
2. والصيام يربي المسلم على التقوى التي هي مدار الحكم و أعظمها ، ويربيه على الإخلاص و الاستقامة والثبات على المنهج الرباني الذي لأجله شرع الله الصوم كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، فالنفس إذا امتنعت عن الحلال طمعا في مرضاة الله ،وخوفا من عقابه ، فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام . فالصوم المطلوب ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ، إنما هو الإمساك عن كل ما ينافي الصوم و لا يتفق وفضيلة التقوى والمراقبة كما جاء في الحديث الصحيح: " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " . وفي الحديث المتفق عليه : " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب: فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم " ليخبره بما للصيام من منزلة ولما فيه من خشوع وخضوع وخوف ورجاء وبعد عن المعاصي والذنوب . فالمسلم الصائم يقوي إيمانه ويحسن أخلاقه ويتقرب من الله عز وجل بالقرابات فخلقه وسلوكه يتحسن وتبدو آثار هذه العبادة عليه .
3. وفي الصيام يتلقى المسلم دروسا عملية في الصبر وتحمل المشاق وقوة الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي ، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها .
4. وفي الصيام تعريف بالنعمة حيث أنه يعرف المرء بمقدار نعم الله عليه . فالإنسان إذا تكررت عليه النعم ، قل شعوره بها والنعم لا تعرف إلا بفقدانها ، وبضدها تتميز الأشياء . فيعرف الغني قدر نعمة الله عليه بما أنعم عليه ما منع منه كثيرا من الفقراء من فضول الطعام والشراب والنكاح ، فإنه بامتناعه عن ذلك في وقت مخصوص وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من منع من ذلك على الإطلاق فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى و يدعوه إلى مساعدة إخوانه الفقراء .
5. و " الصيام جنة " ففيه وقاية لسائر الأعضاء والحواس عن كل ما يغضب الله تعالى . فالإنسان إذا جاع بطنه ، اندفع جوع كثير من حواسه ، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه ، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح .
6. والصيام ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويهيئة للذكر والفكر لبعده عن الشهوات .
7. يعود المسلمون النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا .
8. وفي الصيام طلب للصحة بترك أجهزته وغدده الهضمية تستريح من عنائها طول العام فيطهر الأمعاء ويصلح المعدة وينظف البدن من الفضلات والرواسب ويخفف من وطأة السمنة فيقوي الجسم ، كما هو مفيد ـ أيضا ـ لأمراض كثيرة . وفيه ترك للدخان للمدخنين ، فيحاول أن يكون قوي الإرادة فمن ترك التدخين نهارا ، قادر على تركه مساءا فيوفر بذلك صحته وماله .
أخي الكريم ... أتاك شهر رمضان ، شهر التوبة والغفران ، شهر تضاعف فيه الأعمال ، وتحط فيه الأوزار ؛ فجد فيه بالطاعات وبادر فيه بالحسنات .
أخي الكريم ... ألم يأن لك أن تقلع عن هواك ، ألم يأن لك أن ترجع إلى باب مولاك ، أنست ما خولك وأعطاك ، أليس هو الذي خلقك فسواك ، أليس الذي عطف عليك القلوب وبرزقه غذاك ، أليس هو الذي ألهمك الإسلام وهداك ، ارفع أكف الضراعة لمولاك ، وقف ببابه ، ولذ بحماه ، فمن وقف ببابه تلقاه ، ومن لاذ به حماه ووقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، فبادر بالتوبة قبل لقياه ، لعلك تحظى بالقبول ، وتدرك المطلوب .
منقوووووووول
13-Aug-2008, 03:01 PM
من حكم الصيام
العرض العادي
