الجزيرة مرة أخرى ....و الانحياز إلى الشيعة - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

النافذ · 28-May-2008, 03:28 PM

قناة الجزيرة

حسن الرشيدي
istratigi@hotmail.com

ترك أحد مراسلي قناة الجزيرة للأخبار موقعه في احد ميادين بيروت وانسحب من مهامه أثناء تغطيته للأحداث المتسارعة في لبنان و التي توجت بالاحتلال الشيعي لبيروت السنية .
وكان بسام القادري وهو أحد مراسلي القناة و قبلها كان مذيعا للنشرة الإخبارية يقوم بتغطية أحداث العنف في بيروت لكنه فضل الانسحاب من تغطيته الميدانية للأحداث بشكل مفاجئ .
وبحسب معلومات نشرها موقع (الوئام) يبرر القادري ما قام به بأنه احتجاج على طريقة القناة في تغطيتها للحدث بسبب انحيازها التام والغير مبرر إلى جانب حزب الله الشيعي الأمر الذي دعاه للانسحاب حفاظاٌ على مصداقيته ونزاهته الإعلامية .
تلقي هذه الحادثة مرة أخرى بظلالها حول توجهات قناة الجزيرة تجاه شيعة لبنان و الانحياز الإعلامي الغير مهني لنصرة شيعة لبنان .
قد يكون للجزيرة بعض العذر في السابق عند تغطيتها لحرب تموز بين حزب الله و إسرائيل فالحرب على إسرائيل لا يختلف عليها اثنان و لكن أن توجه السهام بعد ذلك إلى أهل السنة و يستباح سكنهم و مقراتهم و مناطقهم فهنا لا يوجد منطق للحياد فما بالنا إذا لم يكن هناك حياد بل انحياز لجانب ضد الآخر فهذا هو قمة الاستهتار و تلاعب بمشاعر و أفكار كثير من المشاهدين العرب .

يتجلى انحياز الجزيرة في تغطيتها للأحداث في عدة أمور :

- في نشرات الأخبار و متابعة تفاصيل ما يجري على الأرض من اجتياح ميليشيات حزب الله بيروت الغربية و التقارير التي تبث حول الموضوع تعرض من جانب حزب الله .
- أين التقارير التي يجريها المراسلون مع أهالي بيروت و الذي اجتاح حزب الله مناطقهم لنتعرف على آراءهم ؟
أم أن هذه التقارير سوف تكشف أفاعيل الشيعة في انتهاك حرمات البيوت وسب الصحابة و غيرها من المهازل ؟.
يقول الدكتور رضوان السيد في الحياة :المطلوب ألاّ ينقل أحد الصور والأحداث التي لا يريدونها – أي المعارضة- فباستثناء الـLBC البعيدة نسبياً ..كل وسائل الإعلام الأخرى موالية لهم وهم يموّلون القسم الأكبر في حين تُساعد دولة قطر في الباقي.

- أما في البرامج الحوارية فقد اتبعت الجزيرة أسلوبا ملتويا عندما تحاول القناة الظهور بمظهر المحايدين في الصراع فمثلا في برنامج حوار مفتوح لمدير مكتبها في بيروت غسان جدو يستضيف اثنين من شيوخ السنة و هما داعي الإسلام الشهال كممثل لموقف معارض لحزب الله و ماهر حمود كمؤيد لحزب الله و هي تعلم جيدا أن ماهر حمود لا يمثل إلا نفسه حتى في بلد صيدا فليس له جموع وراءه يعتد بها من أهل السنة.
فطريقة عرض البرنامج تحاول الإيحاء أن السنة منقسمون إلى قسمين: قسم يؤيد حزب الله و آخر يعارضه و لكن من يعيش في لبنان يدرك جيدا أن الواقع مختلف حيث الغالبية الساحقة من السنة استنكرت ما حصل حتى منها الغير مؤيد لتيار المستقبل قد ساندوه في مواقفه لأنهم أحسوا أن المقصود و المستهدف هي الطائفة و ليست جماعة سياسية داخل الطائفة .

و المثير أن هناك جماعات شيعية عديدة ترفض تصرفات حزب الله بل تعتبرها جزء من إستراتيجية إيرانية موجهة للمنطقة لماذا لا تستضيفهم الجزيرة أو تجري معهم حوارا ؟
أين هي اعتداءات ميليشيات حزب الله و حركة أمل على مفتي صور و جبل عامل الشيعي الشيخ علي الأمين لماذا لم تنقلها و لماذا لم تنقل الاعتداءات على دار الإفتاء ومنزل الشيخ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بينما سارعت كاميرات الجزيرة لنقل اندفاع أهالي طرابلس نحو شقة صغيرة و تحطيمها لمحمد حسين فضل الله المرجع الشيعي و المؤيد لحزب الله.
لماذا لم تنقل تصريحات الشيخ صبحي الطفيلي و الذي انتقد استباحة حزب الله لبيروت السنية و بين دوافعها و من وراءها و بالمناسبة فإن الطفيلي قد عقد لقاء في منزله في عين بورضاي مع الإعلاميين معتبرا أن توجيه سلاح المقاومة إلى صدور بعض اللبنانيين في بيروت أفقده قدسيته رغم كل المبررات التي تساق مطالبا بالخروج من بيروت فورا وتدارك ما لم يفت وقال: إن مسألة نقل مسئول الأمن في المطار وتعيين آخر اصغر من أن تكون سببا لمشكلة و أما مسألة شبكة الهاتف فإنه لا إشكال أن سلاح الإشارة في أي قوة عسكرية يشكل عصب هذه القوة ولا إشكال إن قرار الوزارة بشأن شبكة الهاتف أقل ما يقال فيه إنه قرار أحمق إذا لم نذهب إلى أبعد من ذلك.

لماذا لم تنقل قناة الرأي و الرأي الآخر ما اتهم به السياسي الشيعي اللبناني أحمد كامل الأسعد كل من إيران وسوريا بالتسبب في حالة عدم الاستقرار التي يشهدها لبنان مشيرا إلى أن من مصلحة النظامين استمرار الوضع الراهن لاستخدامه ورقة سياسية للمساومة مع المجتمع الدولي.
أين المقابلات مع المفتي القباني مفتي الجمهورية و مفتي الجبل الشيخ علي الجوزو و مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي وعندما تجيء بأحد تتوقع منه موقفا معارضا لحزب الله تجيء به في الأوقات الميتة إعلاميا كفترة الظهيرة مثل لقاء الجزيرة مع مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار و قاطعه المذيع عندما استرسل في الدفاع عن أهل السنة وهذا حدث أيضا مع الشيخ فيصل مولوي أمين عام الجماعة الإسلامية عندما تمت استضافته في القناة في نفس الفترة وقوطع كثيرا من المذيع .
و يتساءل الكثيرون لماذا تأخذ الجزيرة هذا الموقف وهي الحريصة على مصداقيتها وجماهيريتها أمام الناس ؟

هناك عدة عوامل متداخلة تتضافر لتجعل موقف الجزيرة من هذه القضية هو الموقف الطبيعي :

أول هذه العوامل هو موقف الحكومة القطرية و مهما ادعت الجزيرة من استقلاليتها عن الحكومة القطرية فهي في النهاية مشروع قطري يدخل ضمن الإستراتيجية القطرية في سياستها الخارجية تحاول به قطر تعزيز دورها في المنطقة ذلك الدور المتضائل نتيجة افتقاد هذا البلد لأنواع القوة السياسية و التي تمكنها من أخذ دور كبير في المنطقة و لذلك أنشأت الحكومة القطرية القناة وأعطتها مساحة كبيرة من الحرية في القضايا التي تلقى تعاطف مع الجماهير العربية كقضية فلسطين و فساد الأنظمة العربية .
و قد يسأل سائل إذا كان هذا هو حال الجزيرة في الحرية فماذا إذا الانتقاد و لماذا التعرض لانتقاد موقفها من الشيعة ؟
موقف القناة من الشيعة هو جزء من موقف الحكومة القطرية من الشيعة حيث تحاول الحكومة القطرية أخذ موقف مخالف من المحور السوري الإيراني في المنطقة غير بقية الأطراف العربية و على رأسها مصر و السعودية و الأردن و تستطيع الدولة القطرية بهذا الموقف الذي تعتبره وسطا أن تنمي دوره و تكبره في المنطقة و قد برز هذا الموقف الشاذ في الأزمة اللبنانية الأخيرة حيث نجحت قطر بفضل هذا الموقف في ترأس الوفد العربي إلى بيروت للمساهمة في التوافق اللبناني و تكريس الانتصارات التي حققها حزب الله على الأرض و استثماره سياسيا .
ولكن ثمة عامل هام في هذه الأزمة يتمثل في تأثير حزب الله على القناة كجزء من إستراتيجية إيرانية و للحزب للسيطرة المصادر الإعلامية و إتباعهم طرق منها التهديد و الابتزاز و منها التمويل و و منها دس العملاء و تجنيد الإعلاميين و غيرها من الطرق المعروفة في السيطرة والتوجيه

فمثلا غسان بن جدو مدير مكتب الجزيرة في لبنان زوجته شيعية عقد له عليها حسين فضل الله و درس وتخرج من إيران و قد لا يكون لغسان ارتباطات مذهبية كبيرة بالفعل ولكن يمكن أن يكون الرجل مهددا أو ممولا من مخابرات سورية و شيعية لبنانية تجعله موافقا لهواها.