بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيباً على تحقيقات "الرياض" عن التعصب القبلي:
لا للمزايدة الوطنية ومصادرة العقول!
د. عبدالله نجا المطيري
تناولت جريدة "الرياض" في الأيام الماضية دور مزاين الابل والشعر الشعبي الفضائي مثل (برنامج شاعر المليون)، والرسائل القصيرة التي تعرضها بعض القنوات الفضائية وتصرفات بعض المراهقين في المدارس في إثارة "التعصب القبلي".
ومن خلال متابعتي لما نشر وردود الأفعال يظهر جلياً ان هنالك تشكيكاً من قبل البعض في وطنية معظم أبناء الوطن (أبناء القبائل)، والسعي لتفتيت اللحمة الوطنية وذلك عن طريق الظن غير المبرر بأن المجتمع القبلي يتسم بالجهل والتعصب الأعمى الذي يشكل خطراً على وحدة الوطن.
مزاين الابل عبارة عن تجمع للمهتمين باقتناء الأنواع الجيدة من الابل وبدأ بمهرجان أم رقيبة ولنجاحه أقيمت منافسات بين بعض الملاك واقتصر ذلك على أفراد قبيلتهم وذلك بعد اذن أمير المنطقة التي تقام فيها المنافسة، وتحت إشراف لجنة من الامارة والمحافظة والجهات الأمنية ذات العلاقة انه لمن الجهل الاعتقاد باحياء "العصبية القبلية" عند إقامة حفل تنافسي بين أبناء عمومة من فئة قليلة من ملاك الابل وتحت إشراف الدولة وكذلك مفاخرة الشعراء بقبائلهم وأسرهم ومشايخهم بالرغم من انها عادة دارجة من عادات العرب من جاهليتهم أيام عكاظ حتى يومهم هذا ولن تندثر ولن تؤدي أيضاً السلوكيات غير المقبولة من بعض المراهقين في المدارس وخارجها إلى احياء العصبية إذ أنها مجرد سلوكيات من مراهقين نتيجة للمرحلة العمرية التي تنتهي بنهايتها وهي ليست حكراً على أبناء القبائل والحال ينطبق على الرسائل التي ترسل للقنوات الفضائية تحت أسماء مستعارة، يأنف مرسلها ذكر اسمه الحقيقي مما يدعم الشك بأن من يكتبها في أغلبهم من غير أبناء القبائل بل ربما أريد منها تشويه سمعتهم.
وما يجعلني أقول بذلك نتائج الفعاليات التي أقيمت سابقاً فمن المعلوم أنه لم يحدث ما يعكر صفو وأمن الوطن وذلك من فضل الله وتوفيقه، بل لقد أظهرت تلك الفعاليات مدى تلاحم الجميع واعتزازهم بقيادتهم ووطنهم وأبرزت قدرات ومواهب شعبية كانت مجهولة كما أكدت على حفاظ أبناء القبائل على ارثهم الشعبي وعلى دينهم وعدم تأثرهم بالثقافات المستوردة التي يطبل لها بعض من غرتهم واغرتهم!!
انه لمن المؤسف حقاً ان تفسر بعض التصرفات السلبية التي تصاحب مزاين الابل وبعض قصائد الشعراء ومحاوراتهم في القنوات الفضائية التجارية والتصرفات المحدودة من بعض المراهقين على أنها "عصبية قبلية" تهدد أمن الوطن والمواطن هل عميت قلوب البعض عن ادراك الفرق بين التعصب القبلي الممقوت والتمسك بعادات العرب الأصيلة المحمودة؟ لعل الربط بين "التعصب القبلي" وبعض السلبيات المصاحبة للفعاليات ما هو إلاّ ردة فعل من البعض حيث أسقط في أيديهم فجهودهم طيلة السنوات الماضية لتغيير الموروث لم يكتب لها النجاح وذهبت ادراج الرياح!!
فعلى من وجدوا في مزاين الإبل، وقنوات الشعر، وتصرفات قلة من المراهقين، ضالتهم للتشكيك بولاء أبناء القبائل لوطنهم، عليهم أن يعوا أن "الوطنية" لا مزايدة عليها، و"الوطن والمواطنة حق للجميع، وكلنا اخوة في الإسلام، والولاء لله، ثم المليك، والوطن، وواجبنا جميعاً توحيد الصف، لا البحث عن السلبيات وتضخيمها. هذا ونسأل الله أن يحفظ لنا قيادتنا الحكيمة، وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها.
@ باحث في الدراسات السكانية
المصدر : جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/10/19/article287649.html