عناصر الخلاف تحصل تلقائياً أثناء التطور الطبيعي لكل العلاقات علي وجه الأرض ، لكنها تسود وتتفاهم بشكل واضح داخل بيوتنا ،
والتي غالباً ما يفتقد أفرادها للمهارات الأساسية لإدارة المشكلات فيها ، وبذلك تتحطم العلاقة الزوجية الأغنى عاطفة والأقوى حباً ، نتيجة للخلافات المستمرة ومحاولة كلا الزوجين الإستبداد والسيطرة علي شريك حياته .
الأزواج الناجحون الواعون لا يستسلمون بسهولة لفكرة المواجهة والتصعيد ، والضرب بشدة بمعاول الصراخ والخصام والهجر والتهديد ، وإنما يديرون خلافاتهم وفق المقولة الشهيرة ( كل مشكلة ولها حل ) .
حول هذا الموضوع التقت الفرحة شريحة من الأزواج والزوجات لتعرف كيفية مواجهتهم مشكلاتهم الأسرية وكيفية حلها بهدف إنجاح حياتهم ، والعبور بها إلي شواطئ الأمان .
التفاهم
في البداية يقول أحمد جاسم الفيلكاوي ( موظف ) : إن التفاهم هو السبيل الوحيد لحل المشاكل داخل البيت ، فإذا ما حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي أو وقع خلاف في الرأي حول موضوع ما ، فإنني أحاول قدر الإمكان أن أتفهم رأيها ووجهة نظرها ، فإذا ما كانت علي حق فسرعان ما أتنازل عن رأيي وأقر بما رأته ، أما إذا كان رأيي هو الرأي الصائب فإنني أحاول بكل هدوء أن أقنعها به ، وإني أحمد الله علي أن زوجتي متفهمة وتستطيع بسهولة أن تدرك الخطأ من الصواب لذا قد تنتهي المشكلة قبل أن تبدأ ، كذلك فإن من أهم العوامل التي قد تزيد من حدة المشكلة داخل البيت وتؤدي إلي توتر جميع أفراد الأسرة تدخل أطراف من خارج المنزل لحل هذه المشكلة لاسيما إذا كانوا ممن لا يتمتعون بصدق النيات ، لذلك فإنني أرفض إشراك أي طرف آخر في حل مشكلاتي الأسرية حتي لا تتضخم المسألة ولكي أحافظ علي سرية المنزل في آن واحد ، وليست كل المشاكل تحل بالتفاهم ، فربما تكون هناك مشكلة معقدة يصحبها اعتداد بالرأي من جانبنا نحن الاثنين وعندها لا أجد مفراً من تهدئة الوضع داخل المنزل بتركي له والابتعاد عنه لفترة ما حتي تهدأ الأوضاع ثم أقوم بالاتصال الهاتفي لمواجهة زوجتي عبر الهاتف وذلك أخف حدة ووطأة من المواجهة المباشرة حيث عادة ما ينفس كل منا عن غضبه في أثناء هذا الاتصال ومن ثم فعندما تتلاقى الوجوه ثانية تكون الأعصاب قد هدأت ونستطيع حينئذ أن نناقش المسألة بهدوء وموضوعية بعيداً عن أي انفعالات أو توترات .
الهدوء
أم شموخ ( ربة بيت ) تري أن الحل الوحيد لمواجهة أي مشكلة قد تقع داخل المنزل أو خارجه هو مواجهة المشكلة بهدوء والتعامل معها بتعقل ودون أدني انفعال خاصة أن الانفعال في كثير من الأحيان قد يؤدي إلي نتائج عكسية فيزيد من حدة المشكلة بدلاً من أن يعالجها أو يقدم لها الحلول ، لذا فإنني دائماً وأبداً أواجه مشكلاتي بالهدوء والصبر ، بل إنني في بعض الأحيان أبدأ أنا بمصالحة زوجي حتي وإن كان هو السبب في حدوث المشكلة إيماناً مني بأن المرأة أقدر من الرجل علي البدء بالمصالحة لاسيما أن زوجي أو الرجل بصفة عامة عادة ما يعتز بكرامته ويعتبر أن مبادرته للمصالحة تقلل من شأنه ورجولته .
وقد ألجأ في بعض الأحيان إلي أخواتي لأخذ رأيهم في المشكلة التي أعانيها ، لكن ذلك لا يحدث إلا في حالة إخفاقي في حلها .
الكلمة الطيبة
ويتحدث مبارك سلطان السهلي ( نائب رئيس مركز طب الأسنان ) عن كيفية مواجهته لمشكلاته داخل المنزل وطرق حلها فيقول :
ما من بيت يخلو من المشاكل ولكن علي الرجال عامة أن يحاولوا حل هذه الخلافات وأن يكظموا غيظهم كما أوصانا الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فالرجل هو الأكثر قدرة علي التحمل من المرأة كما أن بيد الزوج زمام الأمر برمته فإذا أفلت هذا الزمام من يده انهارت الأسرة بأكملها وكان هو المسؤول عن ذلك .
هذا وإن معظم المشاكل التي تحدث داخل البيت سواء من قبل الزوجة أو الأبناء عادة ما تتعلق بمتطلباتهم واحتياجاتهم لذا فإنني لا أحاول أن أرفض لأسرتي مطلباً لكن ذلك لا يعني أنني ألبي كل مطالبهم وفق مزاجهم الشخصي بل أقوم بإقناعهم بمحاولة التنظيم في تلبية رغباتهم بل وبتحديد الأيام التي ألبي فيها هذه المتطلبات ، ومن ثم فإنني أعمل علي إنهاء أي مشكلة قبل بدايتها ، كذلك أحاول دائماً ألا أشعرهم بما أقاسيه وأعانيه من مشكلات في أثناء دوامي وأقوم بمحاولة نسيان كل مشكلاتي قبل أن أدخل المنزل فيرونني دائماً رب الأسرة المرح العطوف عليهم فيترجمون كل هذه المشاعر حباً واحتراماً وتقديراً من جانبهم .
كذلك فإن النظام من أهم العوامل التي تساعدني علي حل مشكلاتي حيث اعتدت وأسرتي علي أن ننظم حياتنا في كل شيء في النوم والاستيقاظ وفي أوقات الخروج والنزهة والزيارات العائلية وكذلك في أوقات الدراسة ومشاهدة التلفزيون ، فالنظام والتخطيط يوفران حياة هادئة دون مشاكل .
ومن ناحية أخرى فإنه إذا ما حدثت هناك مشكلة داخل البيت فإنني لا ألجأ لأي شخص خارج المنزل لعرضها عليه ، فأنا رجل كتوم بطبيعتي وزوجتي وأبنائي يعرفون ذلك جيداً فضلاً عن أنني أؤمن إيماناً مطلقاً بأن إطلاع الآخرين علي المشاكل الأسرية لن يزيدها إلا تعقيداً .
الدين المعاملة
ويؤكد مانع فهد العجمي ( موظف ) أن مواجهة أي مشكلة والسبيل إلي حلها لن يكون إلا باتباع ما جاء في كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، لذلك فإنني ألجأ في حل مشكلاتي التي قد تحدث داخل البيت إلي تحكيم الشرع وتطبيق ما قال الله وقال الرسول .
فما من بيت إلا وحدثت داخله بعض المشكلات لسبب أو لآخر لكنني أعمل دائماً علي اتباع منهج نبينا صلي الله عليه وسلم في معاملته لزوجاته والإحسان إليهن .
كذلك فإنني أسير وفق ما ورد في كتاب الله عز وجل في سورة النساء وغيرها من السور القرآنية التي بينت ضرورة احترام المرأة وأن تعامل معاملة طيبة وأن تحتشم المرأة في مظهرها فأكون بذلك قد عملت علي إيجاد أسرة طيبة مطيعة لله عز وجل ، فما أكرم هذه الأسرة وما أشد ابتعادها عن المشاكل ، وزوجتي ولله الحمد تتفهم ذلك جيداً ، فلم تحاول يوماً أن ترهقني بمتطلباتها التي عادة ما تكون السبب الرئيسي في خلق المشكلات الزوجية بل تعلم علم اليقين أنني غير ملزم أو مجبر علي توفير المتطلبات غير الضرورية لها أو للمنزل عامة ، فإذا ما حدثت مشكلة بيننا في يوم من الأيام فإنني أحاول تهدئة الوضع قدر الإمكان ، وإذا احتد النقاش أقوم بترك المنزل حتي تهدأ أعصابها ولا أصعد النقاش إلي شجار ، ثم أعود ثانية لمناقشتها بالتي هي أحسن ، لاسيما أن الله كرم المرأة وأوصانا بحسن معاملتها ، فالمرأة مخلوق ضعيف لا حول لها ولا قوة ولا تمتلك سوى دمعة العين بينما الرجل صاحب الأمر كله ، ثم إنني – هذا جد مهم- أحاول دائماً حل مشكلاتي الأسرية داخل المنزل إلا إذا تفاقم الأمر وبلغ مداه فألجأ حينئذ إلي والدي للأخذ برأيهما في كيفية حل المشكلة خاصة وهما الأكبر والأخبر .
العدد (4) ديسمبر 1996 ـ ص : 20
مجلة فرحة
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
10-Sep-2003, 01:31 PM
كل مشلة ولعا حل
العرض العادي
