جسّد الحاج الباكستاني محمد أرشد مياه أروع صور الوفاء وبر الوالدين حيث اصطحب والدته (85 عاماً) في حج هذا العام وتنقل بها على ظهره بين منى وعرفات ومزدلفة دون أن يحس بأي معاناة بل على العكس من ذلك يقول: (كنت أشعر بسعادة لا تُوصف وأنا أحملها على ظهري لدرجة أنني لم أشعر بأي تعب.. فكل أملي أن أنال رضاها لأن رضا الله من رضا الوالدين).
يقول أرشد (57 عاماً): كان أداء فريضة الحج حلماً يراودني وأمي منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولكن قلة الحيلة وضيق ذات اليد أخّرا تحقيق هذه الأمنية سنوات طويلة. فأنا أعمل في مزرعة.. وهو عمل يحتاج إلى جهد شاق.. وقبل حوالى سبع سنوات جمعت ما يكفي لحج شخص واحد وحاولت أمي إقناعي بأداء الفريضة ولكني رفضت ذلك بشدة حتى لا أسبقها في هذا الشرف العظيم.. وهكذا واصلت العمل في المزرعة لسنوات أخرى حتى أكملت المبلغ المطلوب لنفقات حجنا سوياً هذا العام.
وأضاف أرشد قائلاً: ولما كانت أمي عاجزة عن المشي فقد قررت حملها على ظهري متنقلاً على قدمي.. وكلما تذكرت أفضالها عليَّ وسهرها الليالي الطوال على رعايتي وحزنها لحزني وفرحها لفرحي, ازددت قوة وعزيمة وإصراراً.. وبحمد الله فأنا الآن على وشك إكمال مناسك الحج).