الاعتدال والتطرف

[أبن الجزيره]

أقول غفر الله لي ولوالداي

بعث محمد أبن عبد الله عليه أفضل صلاة وتسليم للبشرية قاطبة للعرب والعجم للبيض والسود بعث بالحق ليقول كلمة الحق ويبين دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى: ( وقولوا للناس حسنا ) سورة البقرة وقال تعالى(وجادلهم بالتي هي أحسن) سورة النحل
وذلك كان الأساس في دين الله عندما قال تعالى مخاطبا نبيه علية الصلاة والتسليم ( ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) إذن تلك الآيات كانت هي الأسس التي بدا من خلالها النبي وصحبة الكرام في الدعوة لهذا الدين وبتلك الطريقة أنتشر الدين من المغرب للمشرق
وصل الدين الإسلامي للهند والصين والغرب أجمع عن طريق التجار المسلمين الذين نشروا الدين بحسن خلقهم وحسن تعاملهم فكانوا هم القدوات وكانوا هم الدعاة لا بالسيف ولا بالجيوش بل بالحب والاحترام أحبهم العالم فرغبوا في هذا الدين بكل جوارحهم لا بالقوة والجزية
ولكن تغير الحال وتبدل مع المسلمون المعاصرون مع مايسمى بتنظيم القاعدة والجماعات المتشددة التي شوهت الدين بسفكهم للدماء واستباحت أموال وأنفس الضعفاء بدعوى الدعوة للدين ونشر الإسلام وكذب خفافيش الظلام
في كل عام يصدر شيخ هذا الزمان أسامة أبن لادن الخطاب تلو الخطاب مهدد العالم بالجحيم والويلات ومبشر المسلمين بالحروب ضد العالم أجمع وكأنه متعطش للدماء والقتل وبعد ذلك الخطاب يأتي مساعده الأسد الجسور أيمن الظواهري ليزيد الأمر سواء ويهدد بقتل كل مسلم يخالفهم الرأي وبعد ذلك الخطاب وذاك ينطلق خفافيش المنتديات والمواقع بالتبجيل والتكبير والغلو فيهما ويصفانهما بالبطلان اللذان سيحرران فلسطين والعراق ويعيدان انجازات المسلمين الأوائل
وبعد الإرهابيان يأتي أبناء الخميني الحمقى في يوم عاشورا ومجلس عزاء الزهراء ويزيدان الطين بله في صور يندا لها الجبين من مناظر يشاهدها جميع العالم وهم يحملون الخناجر والسيوف والسلاسل ويضربون أنفسهم لكي تراق الدماء وكأنهم متعطشون لسفك الدماء منددين بقاتل الحسين ورافعين شعارات القتل والعدوان للعالم أجمع

ومن خلال تلك الصورتان المتطرفتان نكاد لأنجد من يرسم عن المسلمين صورة جميلة تبين للجمع أن تلك الصورتان مجرد صور شاذة لقليل من المتخلفين المتمسكين بأفكارهم المتطرفة وأنهم لا يمثلون المسلمين عامة ولا يمثلون هذا الدين الحق الذي قام وسيقوم على الوسطية وحسن التعامل مع الغير
إذن لا يمكن أن نلوم العالم عندما يعتقد أن الدين الإسلامي دين قام على التطرف وسفك الدماء فهاهم أبناء المسلمين يرفعون شعارات القتل والقتال في كل مكان ولم نجد من يرفع خطاب الاعتدال ويدعو بالتي هي أحسن
ففي كل كتبنا ومكاتبنا نجد الكثير يتغنى بمجد الأوائل من المسلمين ويردد شعارات الحروب ويتوعد بقتل كل من يخالفه ,عندها لن يجد الطرف الأخر سبيل من محاولة منع المسلمين من السيطرة والحصول على القوة لأننا أوهمناهم أننا سوف نستغل تلك القوة والعلوم في حرب الآخرين وتلك صورة يجب أن تتغير

لماذا لا نرسم صور تبين للعالم أننا شعب متسامح شعب يبحث عن حقوقه بكل حرية بعيد كل البعد عن القتل وسفك الدماء ؟

لماذا لا نبين لهم أن الإسلام ليس دين المتطرفين من تنظيم القاعدة والشيعة والصوفية بل دين قام ويقوم على التسامح والخطاب المعتدل ونبتعد عن الخطاب المتشدد الذي ينفر ولا يقرب ؟

أخوتي أبناء الهيلا لم أخصكم بهذا المقال إلا لكي تكونوا دعاة حق بعيدين كل البعد عن التطرف الذي أخذ البعض يصفنا به ولكي نثبت للعالم أجمع أننا قبيلة ومنتدى وقبل ذلك شعب وأمة ننتهج الخطاب المعتدل ونبتعد عن ذلك الخطاب المتزمت المتشدد الذي لا فائدة منه سواء جر الأمة للحروب وتنفير العالم أجمع من هذا الدين الذي قام ويقوم على حسن المجادلة والحوار والدعوة بالحسنى

أخيرا لا يفهم من كلامي الدعوة للركون للغير والانبطاح ولكن لنمد أيدينا للعالم أجمع ونكن نحن المبادرون للسلام ونكف عن ذلك الخطاب المتشدد الذي فقدنا بسببه فلسطين والعراق وأفغانستان

أبـــــــــــــــــن الجــــــــــــزيـــــــــــــره