الاخبار الاقتصادية ليوم الاربعاء 7/9/1428هـ

[الروقي البرقاوي]

خبير زراعي لـ " الرياض":
الزراعة العضوية بديل ناجح عن استخدام الأسمدة الكيماوية المتهمة برفع معدل الإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوي



الرياض - أحمد بن حمدان:
أكد الدكتور خالد الرويس أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود، أن الاعتماد على الزراعة العضوية يعد بديلا ناجحا عن استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات المستخدمة في الزراعة العادية، والتي رفعت من معدل الإصابة بالأمراض الخبيثة ومنها السرطان والفشل الكلوي ونقص المناعة، فضلا عن أضرارها البيئية.
جاء ذلك في تعقيب على قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، القاضي بإنشاء الجمعية السعودية للزراعة العضوية، والتي تهدف إلى النهوض بمهنة الزراعة العضوية ومنتجاتها، وتم التبرع لها من قبل الحكومة الرشيدة ب 18مليون ريال.

وقال الرويس في حديث ل "الرياض"، إن أهمية هذا القرار تأتي نتيجة اعتماد الزراعة العضوية على نظام المكافحة المتكاملة للآفات، فتتغذى بعض الفيروسات على بعض، ما يؤدي نهاية الأمر إلى مقتلها، وبالتالي عرض منتجات زراعية آمنة على صحة المستهلك.

وأشار إلى أنه على الرغم من مساهمة الزراعة العضوية في زيادة تكلفة الإنتاج، وارتفاع أسعارها مقارنة بالزراعة التقليدية، إلا أنها تخلص من الآثار الجانبية التي تخلفها الأسمدة الكيماوية، والتي يمتد أثرها السلبي إلى نشر الأمراض الخبيثة في أوساط المستهلكين.

وزاد: "بالرغم من أهمية استخدام كل من الأسمدة الكيماوية و المبيدات في زيادة الإنتاج الزراعي، إلا أن تراكم الأسمدة الكيماوية و المبيدات يؤدي إلى تلوث كل من التربة والمياه الجوفية، وانتقال هذا التلوث إلى كل من النبات والحيوان والإنسان، كما تشير أصابع الاتهام إلى مسؤولية المبيدات والمخصبات الكيماوية عن تفشي أمراض الفشل الكلوي والسرطان ونقص المناعة، بالإضافة إلى حدوث خلل في النظام البيئي، نتيجة القضاء على الأعداء الطبيعية للآفات مما أدى إلى تفاقم الإصابة و ظهور آفات جديدة لم تكن تشكل خطورة على الإنتاج الزراعي من قبل".

وأوضح الرويس أن الزراعة العضوية تعتبر بديلاً جيدا عن استخدام الأسمدة والمبيدات، في سبيل المحافظة على التربة و البيئة الزراعية لإنتاج غذاء صحي له القدرة على المنافسة، وغزو الأسواق العالمية، ويخضع للشروط البيئية ومعايير الجودة التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف: "تطبيق أسلوبيء الزراعة العضوية و المكافحة البيولوجية المتكاملة يترتب عليهما التحسن النوعي للمنتجات الزراعية و خلوها نسبياً من الأسمدة الكيماوية و المبيدات، إلا أنه يتزامن مع انخفاض إنتاجية الوحدة الأرضية (الهكتار) مما يترتب عليه ارتفاعا سعرياً لتلك المنتجات الزراعية خاصة في الأسواق المحلية".

وقدم أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود، شرحا مفصلا عن الآثار الإيجابية للاعتماد على الزراعة العضوية في المملكة، ومنها حماية الموارد الأرضية من التلوث أو تراكم الأسمدة الكيماوية و المبيدات والتي تنتقل إلى الحيوانات ثم الإنسان وتسبب العديد من الأمراض المستعصية، و المحافظة على الموارد المائية و البشرية كإحدى دعائم أو ركائز التنمية، إضافة إلى إعادة التوازن البيئي بين الآفات و أعدائها الطبيعية المحلية ومن ثم إتاحة الفرصة الكاملة أمام الأعداء الطبيعية للقضاء على تلك الآفات.