نشرة الهيلا

[النافذ]

حكومة الجعفري تضغط على وزارة الصحة لإخفاء قتلى السنّة





أثار إعلان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية قاسم يحيى أول أمس الخميس - حول اعترافه بأن التصريح بعدد الجثث التي تصل إلى مستشفيات العراق يوميًا متوقف على أمر من رئيس الوزراء العراقي الموالي للاحتلال إبراهيم الجعفري - الكثير من الشكوك والتساؤلات حول نيّة الحكومة الشيعية ضد أهل السنّة في العراق.
ففي مؤتمر صحافي عُقد أول أمس الخميس قال قاسم: 'تمنعنا رئاسة الوزراء من الكشف عن العدد الحقيقي للجثث التي يتم العثور عليها يوميًا في أزقة وطرق وساحات بغداد وفي أماكن إلقاء النفايات، وكذا في بقية المحافظات'.
وأضاف قاسم: 'نحن ننفذ الأوامر ولا نتدخل في السياسة'.
وقد تابع مراسل 'مفكرة الإسلام' في بغداد هذا الموضوع، وتوجّه إلى مبنى وزارة الصحة، وتمكّن من لقاء أحد المسئولين العراقيين العاملين في دائرة الإحصاء.
وقال المسئول الذي اشترط عدم التصريح باسمه في حديث لمراسل المفكرة: 'لقد صدر كتابٌ موقّع من قِبل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري بتاريخ 27/12/2005، معنون إلى ديوان وزارة الصحة يمنع فيه الإدلاء بأية تصريحات تكشف العدد الحقيقي للجثث التي يتم العثور عليها بشكل يومي ومنتظم'.
وأضاف المصدر المسئول: 'منذ ذلك اليوم ونحن نرفع عدد الجثث التي تردنا يوميًا إلى رئاسة الوزراء، ثم هم يقررون العدد الذي نعلن عنه عبر مكتب إعلام الوزارة'.
واستطرد المصدر: 'أغلب الجثث التي تردنا إن لم تكن جميعها تعود لشباب من أهل السنّة قتلوا على أيدي فرق الموت أو الميليشيات الشيعية أو مغاوير الداخلية'.
وأردف: 'الحقيقة أن ما يتم الإعلان عنه يكون نصف العدد الحقيقي، فإن كانت الجثث التي وصلتنا عشر يتم الإعلان عن خمس فقط، وإن كانت عشرين يُعلن عن عشر فقط، وذلك بخلاف القتلى من الشيعة حيث تكون هناك مبالغة في ذكر الأعداد الحقيقية لقتلى الشيعة'.
وأضاف المسئول الصحي العراقي: 'إنني أتألم بداخلي عندما أرى الإعلام ينقل عن المصادر الحكومية الأخبار والأرقام، حيث إن أغلبها مزور ولا يستند لحقائق، وما كانت خطوة استيراد ثلاجات لحفظ الموتى من مصر ودول أخرى إلا للتعمية على العدد الفعلي لجثث أهل السنّة التي ترد إلينا'.
واختتم المصدر المسئول حديثه لمراسل المفكرة بقوله: 'أعتقد أن هذه المسألة تنم عن نوايا لا تصب في مصلحة أهل السنّة على الإطلاق'.