المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمروخ ابن عايد
فالح الغنامي شاعر متميز ومبدع .
لكن هذا الزمن لايعرف الشعراء المبدعين بل الأكثر إثارة , الأكثر هياط , الأكثر لقافة , الأجمل صوت , الأكثر نزول وسقوط وقلة حياء .
الغنامي لم يخيب ظني في أي محاورة أطلع عليها له , بالفعل يستحق الكثير من قبيلته , ومثله مثل عيضة الثبيتي شعراء انحسر عنهم الاعلام لأنهم لم يتقنوا لعبته , ولأن غيرهم أقل شاعرية بكثير عرف من اين تؤكل الكتف .
أمثلة أعجبتني ودقات قوية من الغنامي تمثل روح الشاعر اللماح والذكي والذي يتقن الدفن والرمزية بصورة رائعة :
1- عين يم أهل الرياض وعين يم أهل بريده ***** (( المواقف حاميه)) (( والباقيات الصالحاتي ))
هذا التضاد بين المواقف حامية تمثيل لأحد ما , والباقيات الصالحات تمثيل لأشخاص آخرين , وروعة التضاد ودقة التصوير لحال البعض بدفن يمر عليه الكثير مرور السلام ولايلتقطه الا القلة .
2- (( يامحمد لو مليت وعاءك من بركة زبيده )) ***** كان أبشيمك وأقدرك تقديري لذاتي
لو تفيد الشرطية وأن هذا الشئ لم يحصللأن خصمه لم يملأ وعائه من بركة زبيدة , لذلك لن يترتب عليه تقدير , ولأن هذا الشئ وطريقة ايراده تبين أنه لم يحدث , ورمزية ملْ الوعاء من بركة زبيدة كناية عن الفعل في القديم الذي يستوجب التقدير , والمحاورة بناها الغنامي على القديم (( فالسنين الحاضرة والا السنين الماضيات )) وهذا الربط بين الماضي والحاضر جميل أي الآن وسابقاً لم تملؤ وعاء من بركة زبيدة , لذلك لن اقدرك تقديري لذاتي , وجمالية هذا أن البيوت مدفونة ويمر عليها البعض كأنها بيوت عادية , وهذا مايفرق الشاعر المبدع من العادي .
3- ابداع كبير في هذين البيتين :
أنت خلك منتظر لين الاحساء ترجع مديده ***** ياعسى تمر الاحساء يملأ البطون الجايعاتي
يوم أعاين في حلال البدو ماباقي شريده ***** ليتهم جاروا زمنهم فالظروف القاسياتي
لن يرجع مديد الحساء لأن زمنهم ذهب , لذلك طارت الطيور بارزاقها , فلذلك كأنهم ينتظرون المهدي المنتظر , والحمدلله على نعمة الأمن والأمان , وهذا أسرده حسب معاني الغنامي ووجهة نظره الذي صاغها باسلوب شعري بديع , ولايعنيني الا تفسير مراده .
وكذلك صوغه لعبارته الشعرية بطريقة تبين روح الشاعر الحقيقي :
يوم أعاين في حلال البدو ماباقي شريده ***** ليتهم جاروا زمنهم فالظروف القاسياتي
لم يبقى من حلالهم شئ لأنه ذهب في ايدي القوم , وذلك أنهم حاولوا التطاول في أشياء ليسوا بقدرها وأكبر منهم لذلك كان مألهم خسارة كل شئ , ويقال رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه , ولو كان ذلك وجاروا الزمن القاسي ولانوا لكان وضعهم أفضل لكنهم وضعوا أنفسهم في مكان أكبر منهم ولذلك خسروا كل شئ , وهذا عبارة الغنامي ولايعنيني الا تحليل ماقال , وأعجبني تصويره وصوغ عبارة وتلميحة الشعري القوي .
|