ظل الأساعدة وإلى وقت قريبٍ جداً يعتقدون شيئين مهمين في نسبهم، وهما:
1- أن جدهم "سعود" وليس "أسعد" .
2- أنه عاش ربما في نهاية القرن العاشر وأول الحادي عشر الهجري!
أما الاعتقاد الأول، فقد روّج له كثيرون، مستبعدين أن تكون النسبة إلى "أسعد" إنما هو "سعود" لكن النسب إليه "أسعدي"!! وأن هذه النسبة ما هي إلا تحوير للسعودي! وكانت حجتهم أن عزوة الأساعدة في رهاط هي "عيال سعود"!
قلتُ: لاتلازم بين العزوة وبين النُسبة! فعزوة أساعدة الزلفي هي "اولاد الجريس"! لكن الغريب في الأمر أن الأساعدة أعراب خُلّص، ويعيشون في بلاد بني سعد، أفصح العرب قاطبة، فلستُ أدري لماذا يحوّرون النسبة من السعودي إلى الأسعدي، ولسانهم عربي فصيح؟! كما أن "أسعد" عربي صميم، ليس غريباً أن يسميه والده بهذا الإسم! فهو مأخوذ من السعادة والسعد، على صيغة "أفعل" ولو كان هناك قوم من العرب لهم جد اسمه سعود، ثم تعجمنوا، أي تحولوا إلى العُجمة، وأصبحوا "بنقاليين" فإنه من المقبول أن يحوروا نسبهم من السعودي إلى الأسعدي، نظراً لطول بُعدهم عن لغتهم العربية الأم! وهجرهم لها، غير أن هذا لايليق بعربٍ أصحاح.
أما الثاني، فلستُ أدري على ماذا بنى بعض الأساعدة، حاضرة وبادية، أن جدهم "أسعد" إنما هو قريب العهد؟!! حتى أنه لما انتشرت وثيقة الفراهيد المؤرخة في عام 1066هـ، والخاصة بـ"محمد بن علي بن فرهود" الأمر الذي يعني أن فرهوداً من رجالات رأس القرن، وأنه من مواليد منتصف القرن العاشر! أقول لما انتشرت الوثيقة، تساءل كثيرون كيف يكون هذا؟! وفي ظنهم أن جد الأساعدة "أسعد" من رجالات القرن العاشر نفسه! فهل يكون الحفيد "فرهود" قد جاء قبل الجد"أسعد"؟!! أم جاء الإثنان في وقتٍ واحد وعاشا متزامنين؟!!
قلتُ: ماكان ينبغي "الجزمُ" دون دليل أو بينةٍ في تحديد القرن الذي عاش فيه جد الأساعدة "أسعد" على أن بعض المتعصبين من حاضرة الأساعدة قد أصروا إصراراً عجيباً على قُرب عهد "أسعد" وأنه من رجالات القرن العاشر! وأن اسمه "سعود" وكان إصرارهم وحرصهم على تقريب عهد "أسعد" من أجل التشكيك بالوثائق الفرهودية!
لكنّ الاعتقادين السابقين قد سقطا علمياً ومنهجياً بعد الوثيقة التي نشرها الأستاذ الباحث فايز الحربي، في كتابه عن أعلام القبائل في الوثائق المقيّدة في المحكمة الشرعية بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، ذلك أن هناك وثيقة كُتبت في عام 971هـ، وبشهادة رجلٍ يبدو أن اسمه لم يكون واضحاً في أصل الوثيقة، فقد أبدله الباحث الحربي بنقاط، وهذا النصُ الذي يخصنا (شهد خويطر بن ثاوي؟ الظفيري وسليمان بن ربيعة الظفيري بمحضر .... ؟ الأسعدي العتيبي غب الاستشهاد ...).
قلتُ: طالما أن هناك رجل في منتصف القرن العاشر يُنسب إلى الفخذ الأسعدي، فهذا يعني ما يلي:
1- أن جد الأساعدة هو "أسعد" وليس "سعود" وأنه لم يتم تحوير ولا تبديل للنُسبة، فهذا الرجل الأسعدي "الشاهد" أقربُ عهداً مناً إلى أسعد، فهل التحوير جاء من بعده؟! علماً بأنه وكما يتضح من الوثيقة فإن النسبة إلى "الأسعدي" مستفيضة آنذاك! على أنه من الواجب التنويه إلى أن هناك رجل أسعدي صميم، اسمه "سعود" وهو جد الأساعدة البادية وهم الشناخيب والعبيات والقرضة، وأنه من سلالة "أسعد" .
2- أن "أسعد" ليس قريب عهد! وليس من رجالات القرن العاشر قطعاً، فهو ليس والد للأسعدي "الشاهد" وليس جداً له! فلو كان جده لقيل ".. بن..بن أسعد العتيبي" إنما جاء الرجلُ في الوثيقة منسوباً إلى فخذ الأساعدة، بقول كاتب الوثيقة "الأسعدي العتيبي"! وهذا يعني أن "أسعد" ربما يكون من رجالات القرن التاسع على أكثر تقدير، إن لم يكن من رجالات القرن الثامن أو السابع!