عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 21-Apr-2007, 12:37 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو غازي
مستشار المنتدى
إحصائية العضو






ابو غازي غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز المحب الصريح

سأجيب على تساؤلاتك ... من وجهين :


الوجه الأول :
في قولك :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحب الصريح مشاهدة المشاركة
ايراد آية او حديث فيها كلمة الاعراب في سياق حسن
أعتقد ان الاعراب هي ماترادف الجانب السلبي في حياة الصحراء مثل الجهل والشدة في الكفر والتخلف
أقول : لعل من الأخطاء الشائعة .... هو انصراف الذهن عند سماع كلمة " الأعراب" ... إلى الجوانب السلبية
كالتي أشرت إليها .... من الجهل والشدة في الكفر والتخلف
في حين أن كلمة " الأعراب " .... وردت في كتاب الله سبحانه .... وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .... بل وفي كتب الأدباء أيضا في سياق المدح والثناء .


فمن كتاب الله :
قوله تعالى : ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربان عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم )

فهؤلاء الأعراب مدحوا من رب الأرباب .... بالإيمان والإنفاق والبر .... فالسياق هنا سياق حسن وفيه ثناء ومدح لهم

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في حديثه حول التشبه بالكفار وغيرهم :
ونفس الأعرابية والأعجمية ليست مذمومة في نفسها عند الله تعالى وعند رسوله
بل الأعراب منقسمون :
إلى أهل جفاء
قال الله فيهم ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) الآية
وإلى أهل إيمان وبر
قال الله فيهم ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) الآية .... انتهى كلامه

ومن لطائف الأعراب ... أن أحدهم سمع قارئاً يقرأ القرآن حتى أتى على قوله تعالى: " الأعراب أشد كفراً ونفاقاً " . فقال: لقد هجانا. ثم بعد ذلك سمعه يقرأ: " ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر" . فقال: لا بأس، هجا ومدح .


ومن السنة :

حديث : " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال : يا رسول الله! متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم : وماذا أعددت لها؟
فقال : يا رسول الله! ما أعددت كثير عمل، ولكني أحب الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم : المرء مع من أحب "
يقول أنس : فما فرحنا بشي كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب ".

يقول الشيخ سعد البريك عن هذا الحديث :
عجيب سؤال البدو! عجيب سؤال الأعراب! عجيب سؤال أهل البادية! قال الصحابة : كنا نفرح إذا جاء أعرابي إلى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يسأل العجائب، وهذا ليس بغريب.

إذن السياق هنا أيضا سياق مدح وثناء .... على هؤلاء الأعراب الذين يسألون
فيتعلم الصحابة .... من جواب النبي عليه الصلاة والسلام عليهم ... أمور دينهم
ويشهد لذلك ماروي عن أبي أمامة قال‏:‏
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون‏:‏ إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم

وهنا تنبيه في غاية الأهمية : وهو أن هؤلاء الأعراب من الصحابة ..... فقد رأوا النبي عليه الصلاة والسلام وآمنوا به
فلا يليق أبدا أن يروي الصحابي حديثه .... ويذكر فيه كلمة " أعرابي " .... وهو يقصد الذم
إلا في حالات معينة ليس هنا مكان بسطها


ومن الأدباء والشعراء :

قال الجاحظ : المعروف بتتبعه لطرائف البشر على اختلاف طبقاتهم وألوانهم ومشاربهم .... عن الأعراب : ( إنّه ليس في الأرض كلامٌ هو أمتَعُ ولا آنَق، ولا ألذُّ في الأسماع، ولا أشدُّ اتصالاً بالعقول السليمة، ولا أفَتَقُ للِّسان، ولا أجودُ تقويماً للبيان، مِن طول استماعِ حديثِ الأعراب العقلاء الفصحاء، والعلماءِ البلغاء).

وحُكي عن الأصمعي قوله : كنت أقرأ السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم، وبجنبي أعرابي، فقال: كلام من هذا؟ فقلت كلام الله قال: أعد. فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله!! فانتبهت فقرأت: " والله عزيز حكيم ". . فقال أصبت، هذا كلام الله !! فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا. فقلت: فمن أين علمت؟ فقال: يا هذا؛ عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع !!.

وكما تلاحظ هنا .... السياق سياق مدح وثناء للأعراب ... لفصاحتهم وبيانهم

إذن نخلص مما تقدم :
أن كلمة " الأعراب " .... ليست مذمومة على الإطلاق .... بل تأتي في سياق المدح والثناء

ولي عودة إن شاء الله تعالى


ملاحظة : لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم .... كلام طويل يصل إلى خمسين صفحة في مسألة فضل العرب ... وتطرق فيها للأعراب ... تركتها خشية الإطالة