من تجارب أمراء السلف لأمراء الخلف - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

ابو محمد الدعجاني · 16-Aug-2009, 08:02 AM

قال عمرُ بن الخطاب: «لنْ يقيمَ أمرَ الناسِ إلا امرؤٌ حصيفُ العقدةِ، بعيدُ الغورِ، لا يطلعُ الناسُ منه غورَهُ ولا يخافُ فِي اللهِ لَومَةَ لائمٍ، ولا يقيمُ أمرَ اللهِ في الناسِ إلا رجلٌ يتكلمُ بلسانه كلِّهِ، يخافُ اللهَ في الناسِ ولا يخافُ الناسَ في اللهِ».

كونوا كما تطلبون:

صَعِدَ عبدُ الملكِ المنبرَ فقال في خطبتِه: يا معشرَ رعيَّتِنا! سألتمونا سيرةَ أبي بكرٍ وعمرَ ولم تسيروا فينا ولا في أنفسِكم سيرةَ رعيةِ أبي بكر وعمر، ولكنْ نسألُ اللهَ أن يعينَ كلاً على كلٍّ.

قال عمرُ بن عبد العزيز: «إني لأُجمعُ أن أُخْرِجَ للمسلمين أمراً من العدلِ فَأَخَافُ أَن لا تحتملَهُ قُلوبُهم فأُخْرِجُ معه طمعاً من طمعِ الدنيا فإن نفرتْ القلوبُ من هذا سكنَتْ إلى هذا».

قال معاوية: لا أضعُ سيفي حيثُ يكفِينِي سَوْطي، ولا أضعُ سَوْطي حيثُ يكفيني لساني، ولو أنَّ بيني وبين الناس شعرةً ما انقطعت، قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنتُ إذا مدُّوها خليتُها وَإِذا خلوها مددتُها.

نصيحةُ أهلِ التجاربِ:

قال أبو جعفرٍ المنصورُ: «اسمعْ من اهل التجارب ولا تردن على ذوي الرأيِ من ثقاتِكَ النصيحةَ فَتُمْنَعَهَا لرهبتهِمْ منك، وأنت أحوجُ ما تكونُ إليها ثم لا تكونُ لك عليهم حجةٌ».

نصائحُ لمخالطي السلاطين

قال ابن المقفعِ: «ينبغي لمن خدمَ السلطانَ أن لا يغترَّ بهِ إذا رضيَ، ولا يتغيرَ له إذا سخطَ ولا يستثقلَ ما حمَّله، ولا يلحفَ في مسألتِهِ»

وقال بزرجمهرُ: «إذا صحبتَ ملكاً من الملوكِ، فلا تطعْهُ في معصيةِ خالِقك، فإنَّ إحسانَه إليك فوقَ إحسانِ الملكِ، وإيقاعَه بك أغلظُ من إيقاعِه».

وقال ابُن عباسٍ: قال لي أبي: يا بُنيَّ: إني أرى أميرَ المؤمنين يستخليكَ، ويستشيرُك ويقدُمك على الأكابرِ من أصحابِ محمدٍ وإنِّي أوصيكَ بخلالٍ ثلاثٍ: لا تفشيَنَّ له سراً، ولا يجربَنَّ عليك كذباً، ولا تغتابَنَّ عنده أحداً.

وقال قيسُ بنُ عاصمٍ المنقريُّ: «لا تَغْشَ السلطانَ حتى يَملَّك ولا تَقطعْهُ حَتَى يَنْسَاك ولا تجلسْ له على فراش ولا وسادٍ، واجعلْ بينَك وبينَه مجلسَ رجلٍ أو رجلين فَإِنَّه عسى أن يأتيَ من هو أولى بذلك المجلسِ منك فتقامُ له، فيكونُ قِيامُكَ زيادةً له ونقصاناً عليك».

وقال حكيم: «عَلِّمْ السلطانَ، وَكأنَّكَ تتعلمُ منه، وأشِرْ عليه كأنك تستشيرُه، وإذا أحللتَ السلطانَ من نفسِهِ بحيثُ يسمعُ منك، ويثقُ بك، فإياك والدخولُ بينَه وبينَ بطانتِه فإنك لا تدري متى يتغيرُ منك، فيكونوا عوناً عليك».

قال الشيزري: «اعلمْ أنه إذا أخلصكَ الملكُ لخاصتِه، وجعلكَ من أهلِ مجالستِه، فالزم الصمتَ واستعملْ الوقارَ ولا تحدثْه بادئاً، ولا تُعِدْ حديثك عليه ثانياً، ولا تفصِلْ حديثاً بحديثٍ، ولا تعارض أحداً في حديثٍ واخفضْ من صوتِك، واختصرْ في لفظِك، ولا تغتبْ أحداً عندَه، وإن كثرت عيوبُه وعظمت ذنوبُه».

ميثاق من تولى الوظائف

موازنة:

قال عمرُ بن الخطابِ: «دلوني على رجلٍ استعملُه على أمرٍ قد أهمَّني، قالوا: كيف تريدُه؟ قال إذا كان في القومِ وليس أميرَهم كانَ كأنَّه أميرُهم، وإذا كانَ أميرَهم كان كأَنَّه رجلٌ منهم قالوا: لا نعلمُه إلا الربيعَ بنَ زيادٍ الحارثي، قال صدقتُم: هوَ لها».

صفاتُ القاضي النزيهِ:

أحضرَ الرشيدُ رجلاً ليوليَهُ القضاءَ فقال لهُ: «إنِّي لا أحسنُ القضاءَ ولا أنا فقيهٌ، فقال الرشيدُ: فيك ثلاثُ خلالٍ: لك الشرفُ، والشرفُ يمنعُ صاحبَه من الدناءةِ، ولك الحلمُ يمنعُك من العجلةِ، ومن لم يعجَلْ قَلَّ خطؤهُ، وَأَنْتَ رجلٌ تشاورُ فِي أمرِك، ومن تشاوَرَ كثرُ صوابُه، وأما الفقهُ فسينضمُ إليكَ من تتفقَّهُ بهِ، فوليَ فما وجدوا فيهِ مطعناً».

العدل أساس الحكم

قال أردشيرُ لابنهِ: يا بني: إن الملكَ والعدلَ أخوان لا غنى بأحدِهما عن الآخرِ، فالملكُ أسٌ والعدلُ حارسٌ، والبناءُ ما لم يكنْ له أسٌّ فمهدومٌ، والملكُ ما لم يكنْ له حارسٌ فضائعٌ، يا بني: اجعلْ حديثَك مع أهلِ المراتبِ، وعطيتَك لأهلِ الجهادِ، وبِشْرَكَ لأهلِ الدينِ، وسرَّك لمَنْ عناهُ ما عناكَ من ذوي العقولِ».

العدلُ أساسُ الملكِ:

قالَ حكيمُ: «عدلُ الملكِ حياةُ الرعيةِ وروحُ المملكةِ، فما بقاءُ جسدٍ لا روحَ فيه، فيجبُ على من حكَّمَه اللهُ تعالى في عبادِهِ وملَّكَه شيئاً من بلادِهِ أن يجعلَ العدلَ أصلَ اعتمادِهِ وقاعدةَ استنادِهِ، لما فيه من مصالحِ العباد، وعمارةِ البلاد، ولأنَّ نعمَ اللهِ يجب شكرُها، وأن يكونَ الشكرُ على قدرِها، ونعمَةُ اللهِ على السلطانِ فوقَ كلِّ نعمةٍ فَيجبُ أَن يكونَ شكرهُ أعظمَ من كلِّ شكرٍ، وأفضلُ ما يشكرُ بهِ السلطانُ للهِ تعالى إقامةُ العدلِ فيما حكَّمَهُ فيه، ولمَّا كانَ خطرُ السلطانِ جسيماً، ونفعه عميماً، كان أجرُه عندَ الله عظيماً، ومقامُهُ في الجنةِ كريماً، ولو لم يكن في أجر العدلِ ما فيه، لكانت مصالحُ المُلْكِ وعمارةُ المالكِ تقتضيه، ولذلك كان كسرى وغيرُه من كَفَرَةِ الملوكِ في غايةِ العدلِ، مع أنهم لا يعتقدون ثواباً ولا عقاباً، لأنهم علموا أنَّ بالعدلِ صلاحَ ملكهم، وبقاءَ دولتهم، وعمارةَ بلادهم».

العدل أساس الملك:

قالوا: «لا سلطانَ إلا برجالٍ ولا رجالَ إلا بمالٍ، ولا مالَ إلا بعمارةٍ ولا عمارةَ إلا بعدلٍ وحسنِ سياسةٍ».

العدل أخصب:

قالوا: «يوم من أيامِ إمامٍ عادلٍ أفضلُ من مطرِ أربعين صباحاً أحوجُ ما تكونُ الأرضُ إليهِ».

لو رتعت لرتعوا:

لمَّا أُتي عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - بتاجِ كسرى وسِوارَيْهِ قال: إنَّ الذي أدى هذا لأمينٌ، قال له رجل: يا أمير المؤمنين: أنت أمينُ اللهِ، يؤدون إليك ما أديتَ إلى اللهِ تعالى فإنْ رتعتَ رتعوا.

غضب الحليم:

قال النابغة الجعدي:

ولا خَيرَ فِي حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ

بِوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَنْ يُكَدَّراً

استغلال الأوقات

ألسنة تحض على الانتفاع بالوقت:

عن معاذٍ بن جبلٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لَنْ تزولَ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن أربعِ خصالٍ: عن عمرهِ فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعنْ علمِهِ ماذا عمِل بهِ» رواه الطبراني بإسناد صحيح.

انقضاء الوقت:

يقول أحدُ الشعراءِ معبراً عن سرعةِ انقضاءِ الوقتِ:

مرَّتْ سنينٌ بالتواصلِ والهنا

فكأنها من قصرِها أيامُ

ثم انثنت أيامُ هجرٍ بعدها

فكأنها من طولِها أعوامُ

ثم انقضَتْ تلك السنون وأهلُها

فكأنها وكأنهم أحلامُ

- إن الليل والنهار يعملانِ فيك فاعملْ فيهما.

- ما ندمتُ على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسُه، نَقَصَ فيه أجلي ولم يزِدْ فيه عملي.(عبد الله بن مسعود)

- «من أمضى يوماً من عمره في غيرِ حقٍّ قضاه، أو فرضٍ أداه، أو مجدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّلَهُ أو خيرٍ أسسَهُ، أو علم اقتبسَهُ، فقد عقَّ يومَه وظلمَ نفسَه». حكيم

حقيقة تفرضها السنون:

الشيبُ حلمٌ راجعٌ ورزانةٌ

فيه، وتجربةٌ لمن قد جَرَّبا

أسس الفساد: قال أبو العتاهية:

إن الشباب والفراغَ والجِدَه

مفسدةٌ للمرءِ أيُّ مفسده

منقول