الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: اصحاب اللنميمه (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: مدح في قليلة شمر (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: منهم العرب الان هم السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: نسب بعض الاسر من شتى القبائل العربيه (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 06-Feb-2008, 02:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحمن الهيلوم
عضو
إحصائية العضو







عبدالرحمن الهيلوم غير متواجد حالياً

Arrow القول الفصل في حكم نظر المرأة للرجل

القول الفصل في نظر المرأة للرجل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد ...
فهذه كلمات في بيان حكم نظر النساء إلى الرجال مدعمة بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ، فمن وجد خيراً فليدعو لأخيه بظهر الغيب ، فإن كان ما كتبت هو الحق ، فهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، واستغفر الله وأتوب إليه ، وارجع إلى الحق صاغراً مستصغراً ، فالحق أحق أن يتبع.

ولا ألزم أحداً بقولي إن كان يرى الحق بخلافه ، ومن أراد الرد ، فليكن بالدليل من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

تعلمون كما هو الأمـر للرجال بغض البصـر، فالنساء كذلك مأمورات بغض أبصارهن عن الرجال الأجانب بشهوة وبغير شهوة، فقال جلَّ شأنه:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } النور:31.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال: (لاَ تُتْبِعْ النَّظَرَ النَّظَرَ فَإِنَّ الأُولَى لَكَ وَلَيْسَتْ لَكَ الأَخِيرَةُ) أحمد، صحيح الجامع/7953، والنساء والرجال في أحكام الشرع سواء ما لم يأتِ التخصيص.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: [ وأما النظر بشهوة وعند خشية الفتنة فحرام اتفاقاً، وأما بغير شهوة، فالأصح أنه محرم، وهو: نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة (المراد نظر النساء إلى الرجال – قصة الحبشة وهم يلعبون بحرابهم كما عند الإمام البخاري رحمه الله تعالى) وأجاب عن هذا الحديث بأنه يحتمل أن يكون ذلك قبل بلوغ عائشة أو كانت تنظر إلى لعبهم بحرابهم لا إلى وجوههم وأبدانهم، وإن وقع بلا قصد أمكن أن تصرفه في الحال] انتهى، فتح الباري:2/566.
قلت: وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في نظرها إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم في المسجد ليس فيه دليـل على إباحة نظر النساء إلى الرجال على الإطلاق فهي: واقعة عين لم تتكرر، وقد صرحت رضي الله عنها بأنها كانت صغيرة السن كما ذكر ذلك الإمام ابن حجر من قولها: {فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهـو}، وقد قالـت قبل ذلك رضي الله عنها: {وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه} فتح الباري:2/565.
وكان لعب الحبشة بحرابهم حين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، كما ذكر ذلك الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في (كتاب الأدب، باب النهي عن الغناء)، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: {لَمَّـا قَدِمَ رَسُـولُ الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لَعِبَتْ الْحَبَشَةُ لَقُدُومِهِ فَرَحاً بِذَلِكَ لَعِبُوا بِحِرَابِهِمْ} رقم الحديث/ 4913، انظر صحيح سنن أبي داود، وآية النور الآمرة بغض البصر متأخرة في النزول ويدل الحديث على إن أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها كانت صغيرة السن، قالت: {تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل الهجرة وأنا بنت ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع سنين، جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة، وأنا مجمجمة، فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إليه} سير أعلام النبلاء، السيرة النبوية 1/229.
ثم إن الدليل إذا ورده الاحتمـال بطـل به الاستدلال، واعلم إن النساء في الأحكام الشرعية كالرجال سواء بسواء ما لم يأتِ دليل على التخصيص بأحدهما، ثم إن المرأة كالرجل مأمورة بحفظ قلبها وتطهيره مـن فتن الشبهات والشهوات، ومعلوم أن الشريعة جاءت لسد الذرائـع المفضية إلى الشر، وإلى كل محرم، كما أن القاعدة الشرعية تقول: أن (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة)، فأي مصلحة شرعية في نظر النساء إلى الرجال، والآية والحديث صريحان في المنع من النظر إلا لضرورة أو نظرة الفجأة، وهذا ليس خاص بالرجال.
وأعلم أخي المسلم أن النساء كالرجال في الافتتان بالنظر، فإن المرأة تشتهي كما يشتهي الرجل، وتستقبح مـا يستقبحه كذلك، فهي تملك مشاعر وأحاسيس كما يملك الرجل، وقد ورد في ذلك دليـل وحادثة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {أول خلع كان في الإسلام امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا يجتمع رأسي ورأس ثابت أبداً، إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة (أي: رجال) فإذا هو أشدهم سواداً، وأقصرهـم قامةً، وأقبحهـم وجهاً، قال صلى الله عليه وسلم: (أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟) قالت: نعم، وإن شاء زدته، ففرق بينهما} فتح 9/500، وأخرجه القرطبي في التفسير، والطبري، وابن كثير والربيع في مسنده، وأحمد، والطبراني في الكبير.
قال الشيخ عُبيد: [ولم ينكر عليها نظرها إلى الرجال، وتأخيـر البيان عن وقت الحاجة محرم].
قلـت: ظاهر كلامها يفيد أنها لم تتعمد ذلك النظر، وكل الذي فعلته أنها رفعت جانب الخباء دون أن تعلـم ما وراءه، فرأت ما تكلمـت به، ونظر الفُجاءة معفو عنه ما لم يتعمد الإنسان ذلك أو يطيل النظر مرة بعد أخرى، فلم يكلفنا الله ما لا نطيق.
بخلاف قصة الفضل التي جاء فيها كمـا عند البخاري: (فَجَعـَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ) وفي رواية ثانية عنده: (فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الْفَضْـلِ فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنْ النَّظَـرِ إِلَيْهَـا)، وفي رواية عند النسائي: (فَأَخَذَ الْفَضْـلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَـا وَكَانَتْ امْرَأَةً حَسْنَاءَ وَأَخَـذَ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضْـلَ فَحَـوَّلَ وَجْهَـهُ مِنْ الشِّقِّ الآخَرِ) فظاهر هذه الروايات أن الفضـل كان يكرر النظر إليها، ولذلك أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه بفعله، حيث لوى عنقـه، وذلك أبلـغ في الإنكار من القول، وسقت قصة الفضل وإنكـار النبي صلى الله عليه وسلم عليه لترى الفرق بينهـا وبين قصة امرأة ثابت في عدم إنكـار النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فتدبر هذا ... والله أعلم.
وأخرج الإمام الترمذي رحمه الله تعالـى عَنْ ابْنِ شهاب عن نبهان مولى أُم سلمة أنه حدثه: أن أُم سلمة حدثته: أنها كانت عنـد رسـول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالـت: {فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احْتَجِبَا مِنْهُ) فقلـت: {يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هُـوَ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا} فقـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَفَعَمْيَـاوَانِ أَنْتُمَـا أَلَسْتُمَـا تُبْصِرَانِهِ) الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وأبو داود، وضعفه الشيخ ناصر رحمه الله تعالى في إرواء الغليل، برقم:1806، وضعفه غيره.
قال الإمـام ابن كثير رحمه الله تعالى: [ هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات، وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين، وتمييزاً لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركين.
فقـوله تعالـى:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ }
أي: عمـا حرم الله عليهـن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا ذهب كثيرٌ من العلمـاء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً] تفسير ابن كثير:3/375.
وقال الإمـام القرطبـي رحمه الله تعالى: [ قال تعالى:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ }
خص الله سبحانه وتعالى الإناث هنـا بالخطـاب على طريق التأكيد، فإن قوله:
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }
يكفـي، لأنه قول عام يتناول الذكر والأنثى من المؤمنين، حسب كل خطاب عام في القرءان.
وبدأ بالغض قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب، كما أن الحمّى رائدة الموت.
وأخذ هذا المعنى بعض الشعراء فقال:
ألم ترَ أن العين للقلب رائــــــد ------- فما تألف العينان فالقلب آلف
وفي الخبر: (النظر سهم من سهام إبليس مسموم فمن غض بصره أورثه الله الحلاوة في قلبه) وقال مجاهد: [إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس علـى عجزهـا، زينهـا لمن ينظـر] وعن خالـد بن أبي عمـران قال: [لا تتبع النظرة النظرة فربمـا نظر العبد نظرة نغل منهـا قلبه (أي: فسد) كمـا ينغل الأديم فلا ينتفع به].
فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار عمـا لا يحل فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة ولا المرأة إلى الرجل، فإن علاقتها به كعلاقته بها، وقصدها منه كقصده منها] الجامع لأحكام القرءان: 12/229.
جـاء في عـون المعبـود: [وقـد استدل بحديـث أم سلمة هـذا، من قال إنه يحرم على المرأة نظر الرجل كما يحرم على الرجـل نظر المرأة , وهو أحد قول الشافعي وأحمد، قال النووي: وهو الأصح، ولقوله تعالـى:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ }
ولأن النساء أحد نوعي الآدميين، فحرم عليهن النظـر إلى النوع الآخـر قياسا على الرجال، ويحققه أن المعنى المحرم للنظر هو: خوف الفتنة وهذا في المـرأة أبلغ، فإنها أشـد شهوة، وأقل عقلاً، فتسارع إليها الفتنة أكثر من الرجل.
واحتـج من قال بالجواز فيما عدا ما بين سرته وركبته بحديث عائشة قالت: {رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسأمه، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو} رواه الشيخان.
ويجـاب عنه بأن عائشة كانت يومئذ غير مكلفة علـى ما تقتضي به عبارة الحديث، وقد جـزم النووي: بأن عائشة كانـت صغيرة دون البلوغ أو كان ذلك قبل الحجاب، وتعقبه الحافظ بأن في بعض طرق الحديث أن ذلك كان بعد قدوم وفد الحبشة، وأن قدومهم كان سنة سبع ولعائشة يومئذ ست عشرة سنة، واحتجوا أيضاً بحديث فاطمة بنت قيس المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم أمرها أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، وقال إنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده، ويجاب بأنه يمكن ذلك مع غض البصر منها، ولا ملازمة بين الاجتماع في البيت والنظر (قال أبو داود: هذا لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إلـخ) : أي حديـث أم سلمة مختص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم, وحديث فاطمـة بنت قيس لجميع النساء، هكذا جمع المؤلف أبو داود بين الأحاديث.
قال الحافظ في التلخيص : [قلت: وهذا جمع حسن، وبه جمع المنذري في حواشيه، واستحسنه شيخنا] انتهى، وجمع في الفتح بأن الأمر بالاحتجاب من ابن أم مكتوم لعله لكون الأعمى مظنة أن ينكشف منه شيء ولا يشعر به، فلا يستلزم عدم جواز النظر مطلقاً، قال: ويؤيد الجواز استمرار العمـل على جـواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال، ولم يؤمـر الرجال قط بالإنتقاب لئلا يراهم النساء، فدل على مغايرة الحكم بين الطائفتين, وبهذا احتج الغزالي] 11/114.
قلـت: الصحيح والله أعلم أن عمرها آنذاك كان أربعة عشر عاماً أو أنقص بقليل وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد بنى بها وعمرها تسع سنين بعـد انصرافه من غـزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، فإذا كان مجيء وفد الحبشة سنة سبع من الهجرة، كمـا ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى فسيكون عمرهـا رضي الله عنهـا كمـا ذكرت، وهـذا دليل لمن قال إنها كانت صغيرة، كما قالت هي عن نفسها: {فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة علـى اللهـو}، ثم إنها صرحت رضي عنها أن نظرهـا كان إلى لعبهم وليس إلى صورهم وأشكالهم، كمـا جاء ذلك مبيناً عند البخاري قولها: {لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُـونَ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ}، ثم أني لم أجد في طرق الحديث ما يفيد إن الذين كانوا يلعبون رجالاً، بل وجدت العكس من ذلك، فقد أخرج الإمام الترمذي رحمه الله تعالـى من طريق يزيـد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: {كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم جَالِسـاً فَسَمِعْنَا لَغَطـاً وَصَوْتَ صِبْيَانٍ، فَقَـامَ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَزْفِنُ وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ تَعَالَيْ فَانْظُرِي)، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ لَحْيَيَّ عَلَى مَنْكِبِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْـتُ أَنْظُـرُ إِلَيْهَـا مَا بَيْنَ الْمَنْكِبِ إِلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ لِي: (أَمَـا شَبِعْتِ أَمَا شَبِعْتِ) قَالَتْ: فَجَعَلْـتُ أَقُولُ لاَ لأَنْظُـرَ مَنْزِلَتِي عِنْـدَهُ} صححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، صحيـح سنن الترمذي.
والصَّبِيُّ: الصغير دون الغلام، والغلام: الطـار الشارب، وقيل الصَّبِيَّ: من حين يولد إلى أن يشب، انظر المعجم الوسيط.
ولم يذكر أحد والله أعلم أن نظرها كان مرتين لعدم تكرار القصة.
واعلـم أن اللعب بالحراب نوع من التدريب على السلاح، وإظهار للقوة والشجاعة بخلاف الجلوس أمام شاشات (المفسديون) والنظر إلى ما تبثه القنوات الفضائية، وكذلك النظر في الصحف والمجلات الخليعة المملوءة بكل ما يفتن النساء والرجال.
ولا يستلـزم من كشف الرجال لوجههم وخـروج المرأة إلى المسجد والسوق جواز النظر إليهم، فإنها مأمورة بغض بصرها كمـا بيَّن الله وأمر، وإن وقع نظرها على الرجال دون قصد منهـا، أمكنهـا أن تغض بصرها، وذلك بأن ترخي طرفها، فإن الله قد سمح بنظر الفجأة ولم يكلفنـا ما لا نطيق، ولكـن لا تتعمد النظر إليهم، ولو بغير شهوة بحجة الجواز، فقد يقذف الشيطان في قلبها ...!
قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظـــــر ومعظم النار من مستصغر الشرر
جاء فـي التمهيد لابن عبد البر رحمه الله تعالى: [قال مكروه للمرأة أن تنظر إلى الرجل الأجنبي الذي ليس بزوج ولا ذي محرم.
وقال: كمـا لا يجـوز للرجل أن ينظر إلى المرأة، فكذلك لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل، لأن الله يقـول عزَّ وجل:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }
كما الله قال:
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}] 19/154.
وَسُئِلَ الإمام أحمد رحمه الله تعالى، قلت: [هذا لا ينبغي للمرأة أن تنظر إلى الرجل كما أن الرجل لا ينبغي أن ينظر إلى المرأة؟ قال: [نعم]] مسائل الإمام أحمد رواية إسحاق بن إبراهيم تحقيق زهير الشاويش: 2/149، رسالة التبرج والاحتساب عليه/75، للشيخ عُبيد السُلمي.
وقال شيخ الإسلام رحمـه الله تعالى: [وأنه يحصل لمن غض بصره نور في قلبه ومحبة كما جرب ذلك العالمون العاملون ...
وقال: فالنظر داعية إلى فساد القلـب، قال بعض السلف: [النظر سهم سم إلى القلب] فلهذا أمر الله بحفظ الفروج، كما أمر بغض الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك ...
وقال: وقد ذهب كثير من العلمـاء إلى أنه لا يجـوز للمرأة أن تنظـر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً ...
قلت: أي لا تتعمد النظر، فإن المرأة قد تخرج إلى قضاء حاجة فيقع نظرها على الرجال، ولكن يمكنها أن ترخي طرفها، وتغض بصرها، بخلاف التي تنظر إلى المجلات الخليعة أو تجلس أمام التلفـاز فتحـد بصرها بحجة سماع الأخبار وغيرها من الحجج الواهية، ولا يخرج المذيعون إلا وقد تزينوا وتجملوا، وكذلك الممثلون فإنهم أشد تزيناً وتجملاً، ولا النظر إلى المشايخ وطلبة العلم بحجة سماع مواعظهم ودروسهم في القنوات الفضائية الإسلامية كما يزعمون، فإن سماع المواعظ والدروس متيسر من المذياع أو الأشرطة، ولا حاجة للنظر إلى صورهم وأشكالهم.
وكلمـا أراد أصحاب مصلحة الدعـوة، وطـلاب البدائـل أن ينشروا شيئاً بين المسلمين، وضعـوا عليه كلمة (إسلامي) فأخرجوا تمثيليات إسلامية، وأناشيد إسلامية، وموسيقى إسلامية، وغناء إسلامي، والقائمة لا تنتهي.
وقد يخرج رقص إسلامي (ولقد سمعت عن فتح نوادي للرقص الإسلامي في بعض البلاد الإسلامية) واختلاط إسلامي، ومقاهي للنساء إسلامية، وخذ من هذه القائمة الطويلة، وأصبحت المتاجرة بالدين من الأمور الهينة في قلوب المسلمين.
وكم فتن من نساء المسلمين وفتياتهم بسبب النظر إلى المذيعين والمنشدين والممثلين وبعض طلبة العلم في القنوات التي تسمى إسلامية وغيرها، واقرءوا كتاب (للَّه ..... ثم للمشايخ والدعاة) في طبعته الثالثة.
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلـف
قال أي شيخ الإسلام: وإذا كان الذي قد يهجر السيئات يغض بصره ويحفظ فرجه وغير ذلك مما نهى الله عنه، يجعـل الله له من النور والعلم، والقوة، والعزة، ومحبة الله ورسوله، فما ظنك بالذي لم يحـم حول السيئات، ولم يعرها طرفه قط، ولم تحدثه نفسه بها، بل هو يجاهد في سبيل الله أهلهـا ليتركوا السيئات، فهل هذا وذاك سواء؟ بل هذا له النور والإيمان والعزة والقوة والمحبة والسلطان والنجاة في الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ذاك، وحاله أعظم وأعلى، ونوره أتم وأقوى، فان السيئات
تهواها النفوس ويزينها الشيطان فتجتمع فيها الشبهات والشهوات] مجموعة الفتاوى: 15/228 ــ 233.

جاء في رسالة (لله ... ثم للمشايخ والدعاة) ما نصه: [الوجه الثالث: إن قناة المجد وسيلة صريحة إلـى نظر النساء إلى وجوه المشايخ والدعـاة، مما يؤدي إلى أن تفتتن بعضهن في النظـر إليهـم، وهـذه المفسدة ثابتة وواقعة وعندي من قصص عشق النساء لبعض هؤلاء الدعاة الذين يظهرون في الشاشات ما يبكي كل مسلم غيور !!
ونظر النساء إلى المشايخ والدعاة عبر التلفاز والفضائيات يخالف قول الله تعالى:
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } النور:31] الطبعة الثالثة:/75
تقرأ الرسالة لفائدتها.
قلت: وعدم نظـر المرأة إلى الرجال بشهوة وبغير شهوة، هو الأولى والأليق بمقاصد الشرع الحنيف وأصوله وقواعده الكلية.
قال ابن القيـم رحمـه الله تعالـى: [فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه، وتثبيتاً له، ومنعاً أن يقرب حماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه، لكان ذلك نقضاً للتحريـم، وإغراءً للنفوس به، وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء، بل سياسة ملوك الدنيا تأبى ذلك، فإن أحدهـم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء، ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه، لعُدَّ متناقضاً، ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده، وكذلك الأطبـاء إذا أرادوا حسم الداء، منعوا صاحبه من الطرق والذرائـع الموصلة إليه، وإلا فسد عليهـم ما يرومون إصلاحه، فما الظن بهذه الشريعة الكاملة التي هي في أعلى درجـات الحكمة والمصلحة والكمال، ومن تأمل مصادرها ومواردها علم أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سد الذرائع المفضية إلى المحارم بأن حرمها ونهى عنها.
والذريعة: ما كان وسيلة وطريقاً إلى شيء] أعلام الموقعين: 3/121.
قال الإمام الشاطبي رحمـه الله تعالـى: [والشريعة مبنية على الاحتيـاط والأخذ بالحـزم، والتحرز مما عسى أن يكون طريقاً إلى المفسدة] الموافقات: 3/85.
والله أعلم، وصلى الله على عبده وسلم.


والسلام















رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »10:08 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي