![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() معدن سليم كريم
شعب ظهر فجأة من بين تلك الصحارى التي لا يكاد يعرفها أحد. شعب جديد بدأ يمثل دوره على مسرح الحياة, بعد أن ظل نهباً مقسماً تناوئ كل قبيلة من القبيلة الأخرى فيحتدم النزاع, وتقع الحرب الطاحنة. ها قد رأيناه يتحد, ويجمع شمله الشتيت, للمرة الأولى... ذلكم الشعب الناهض التي تمتلك نفسه حب الحرية, وساعدته على النجاح صفاته النبيلة. فقد كان متقشفاً في طعامه, مخشوناً في لباسه, نبيلاً في أخلاقة كما كان طروباً, سريع البديهة, حاضر النكتة. كان شريف النفس أريحياً. فإذا استثرته مره فهو قاس غضوب, شرس, لا يني عن اخذ ثارة, ولا يرده عن انتقامه شيء. ذلكم هو الشعب الذي قلب –في لحظة واحدة- إمبراطورية الفرس, بعد أن ظل السوس ينخر عظامها قروناً عدة. وانتزع من خلفاء قسطنطين أجمل ضواحيها. ثم سحق مملكة جرمانية حديثة العهد تحت قدميه, وشرع يهدد –بعد ذلك- بقية أوربا. بينما كان –في ذلك الوقت نفسه- يوالي فتوحه وانتصاره في الجانب الآخر من المعمورة, حتى وصلت جيوشه الظافرة إلى الهملايا... لم يكن ذلك الشعب فاتحاً فحسب –كغيره من الشعوب الأخرى- بل كان داعياً إلى دين جديد, ومبشراً به أيضاً. كان داعياً إلى دين جديد, فقام يناوئ الثنوية الفارسية, والمسيحية التي أفسدتها الخرافات والبدع, حاملاً إلى الناس توحيداً خالصاً لم يلبث ان دان به الملايين من الناس. أن ديانة العرب الأولى كانت واهية لا ترتكز على أساس متين. ومتى أقررنا ذلك سهل ان نفرض انه كان من اليسير على العرب أن يقبلوا ديناً آخر فيدينوا بالمسيحية أو اليهودية مثلاُ. هذا كلام صحيح ولكن إلى حداً ما.... أن المسيحية انتشرت لهذا السبب نفسه في جهتين: في الحبشة جنوباً, وفي سوريا شمالاً, حيث لقيت شيئاً من القبول. وقد انتصرت كذلك في مدينة نجران في وقت مبكر, ودانت شبه جزيرة سينا بالمسيحية كما تنصر عرب سوريا. على أن هذا النجاح لم يكن –في أي مكان تقريباً- إلا مظهراً من المظاهر, لا حقيقة من الحقائق ... أما في أواسط بلاد العرب, وفي قلب جزيرتهم, حيث نبتت جرثومة العربي القح و ارومته, فلم تنجح الدعاية للدين المسيحي, ولم تكن لترى ثم إلا إلا أثراً ضعيفاً له إن لم نقل معدوماً. كانت المسيحية في ذلك الزمن – على وجه عام- بما تحويه من معجزات, وبما فيها من عقيدة التثليث و وما يتصل بذلك من رب مصلوب, قليلة الجاذبية بعيدة عن التأثير في نفس العربي الساخر الذكي. وآية ذلك ما نراه واضحاً فيما حدث للأساقفة الذين سعوا إلى تنصير المنذر الثالث ملك الحيرة حوالي 513 من الميلاد. فإن المنذر ليصغي إلى ما يقوله الاساقفة بانتباه, إذ دخل عليه أحد قواده فأسر إليه بضع كلمات, ولم يكد ينتهي منها حتى بدت على اسارير الملك إمارات الحزن العميق, فتقدم أحد القساوسة يسأله –متأدباً متلطفاً- عما أشجاه. فاجابه الملك: يا له من خبر سيء! لقد أعلمني قائدي أن رئيس الملائكة قد مات, فواحسراه عليه! فأجاب القسيس: هذا محال أيها الملك, فقد غشك من اخبرك بذلك, إن الملائكة خالدون, ويستحيل عليهم الفناء! قال الملك: أحق ما تقول؟ وتريد مع ذلك ان تقنعني بأن الله ذاته يموت؟! العربي رجل علمي مادي, لا يعنى بغير الحقائق, حتى في شعره. فهوا لا يسبح في الخيال والوهم, ولا يميل إلى الأخذ بتلك الألغاز والمعميات الدينية التي يعتمد الانسان في استيعابها على التخيل, أكثر من اعتمادة على التعقل... المؤرخ الهولندي رينهارت دوزي في كتابه (نظرات في تاريخ الاسلام) نقلاً عن كتاب (الرعيل الاول) لمحب الدين الخطيب رحمه الله
|
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() سلمت ودمت يابوضيف الله على ألنقل ألجميل..
ولك كل ألنقدير.. |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() مشكور
ويعطيك العااافيه ولاهنت على الموصوع الرائع |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |